قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.: *طـــريـــق.النصـــر.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...
منذ 2025-05-16
قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.:
*طـــريـــق.النصـــر.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/RAMYCFYhZd0
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
ـ فإنه لا يخفى على أحد منا: الصغار والكبار، الذكور والإناث، ما تمر به أمة الإسلام من حالة حرجة، وصعبة، وشاقة غاية المشقة؛ فهذا العدو الفارسي، والصليبي، والصهيوني وكل غاصب مجرم معتد ظالم يستبيح أمتنا وكل جميل فيها دماء اقتصاد سياسة ثقافة أخلاق… يموت من أمتنا مئات كل يوم بصراعات بينها أذكاها عدوها فهو ينظر إليها م بعيد ويضحك عليها عن قريب، ثم يدخل باسم الإصلاح فيفسد ويهلك الحرث والنسل، ويدخل باسم المعونات التي هي من ثروات أمتنا ثم يتسلط عليها فيستغلها دينيا وجنسيا وأخلاقيا وثقافيا… أصبحت أمتنا اليوم في أشد ورطاتها، وأضعف حالاتها، وأبأس أيامها، وهي بأمس الحاجة إلى نصر يعلي شأنها، ويرد مكانتها، وإلى تمكين يعيد سلطتها، وهيبتها، وإلى انتشال مما هي فيه من وضع مأساوي لا تحسد عليه، إلى خير منه، لا أمتنا وفقط بل الأهم قبل ذلك الوطن الأصغر بلدنا يمننا السعيد، وما يمر به فضلًا عما تمر به الأمة من وضع قاسي مأساوي كما سبق، فلا يوم يأتي إلا وذلك المسلم يهم قوت يومه، وما سيراه في غده، ويتألم مما مضى في أمسه، وأصبح هذا هو الحال، في هم دائم، وكمد مستمر، وقلق متواصل…
- لقد أصبح المسلم هو ذلك المشرد، المضطهد، المظلوم، المقتول، المأسور، المجروح، المريض الذي لا يجد دواء، والجائع الذي لا يجد غذاء، والعاري الذي لا يجد سترا، والإنسان الذليل المهان المحتقر شرقا وغربا… بالرغم أن الله جل جلاله قد وعده بالعز والتمكين، لكنه أبى ذلك، لكن رفضه، لكنه لم يقترب من عزه وتمكينه: ﴿وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسولِهِ وَلِلمُؤمِنينَ﴾، جمع الله المؤمن مع نفسه تبارك وتعالى ومع رسوله صلى الله عليه وسلم، أي عزة، وأي عظمة، وأي فضل، وأي فخر للمؤمن أن يكون اسمه بجوار الله وبجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسولِهِ وَلِلمُؤمِنينَ﴾.
- فالعزة للمؤمن والذلة لغيره، فما بالها انعكست، ولماذا تولت، ولماذا أصبح العكس هو الواقع، من السبب، ومن الذي أوصلنا إلى هذا الحال، أليست سنن الله لا تحابي أحدا، ولا يمكن لأحد أن يهزمها، ولا يمكن لأحد أن يحارب ربه جل جلاله إلا ويهزم مهما كان ومهما ملك، إننا والذي لا إله إلا هو لن نخرج من وضعنا ومأساتنا وما نحن فيه كأمة، كأوطان، كأفراد كمجتمعات، لن نخرج من ذلك لا بقوة في أنفسنا، ولا بمادة ملكناها، ولا بسلاح تسلحنا به، ولا بالصناعات العظمى التي نملكها، ولا بشيء من هذا، بل هي أسباب فقط وأعظم سبب وأجله وأهمه عودة إلى ربنا جل جلاله الذي يملك كل شيء: ﴿وَلَقَد نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدرٍ وَأَنتُم أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ضعاف قليل لستم على استعداد، لم تخرجوا إلا بفرسين، وفي بضع جمال، وبأعداد قليلة لا تتجاوز ثلاث مائة رجل وثلاثة عشر، لم تخرجوا للقتال أصلًا، ومع هذا كانت بدر، كانت يوم الفرقان، لا بدر وفقط، بل التي فرق الله بها بين حق وباطل، وما هو في بدر هو حاصل اليوم الذي نصر أهل بدر هو سينصر كل مسلم في كل بدر، وفي كل وضع وفي كل مأساة؛ لأن النصر بيده: {وَمَا النَّصرُ إِلّا مِن عِندِ اللَّهِ}، ﴿ لِلَّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنونَ بِنَصرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشاءُ وَهُوَ العَزيزُ الرَّحيمُ وَعدَ اللَّهِ لا يُخلِفُ اللَّهُ وَعدَهُ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾…
- ليس كل أحد يمكن أن ينتصر، ولن ينتصر مؤمن بشيء مما لديه من قوة وغطرسة، بل بنصر وتأييد الله تبارك وتعالى فهل نستحقه، وهل وفينا بالشرط، وهل كنا مؤمنين حقا حتى يأتينا منه الفرج، والعز والتمكين: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾… {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْاَشْهَادُ}، {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، إنه وعد من لا يخلف الميعاد، وكلام من لا أصدق، وقول من هو غالب على أمره..
- ها هي الأمة تخلفت تخلفا كليا مخزيا فاضحا في كل صنوف الحياة، ومجالاتها المختلفة، فهي في ضعف مادي وصناعي وتسليح عسكري، ونفسي، وسياسي، واجتماعي، وفي كل شيء ضعف لا يوصف مع أنه تعالى قد أمرهم أمراً عامـًا: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّهُ يَعلَمُهُم وَما تُنفِقوا مِن شَيءٍ في سَبيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لا تُظلَمونَ﴾، ﴿وَأَعِدّوا﴾، في كل شيء، إعداد معنوي، إعداد عسكري، إعداد اقتصادي، صناعي، تكنولوجي، سياسي، في كل شيء، ومع هذا لأنهم لم يأخذوا، بل باعدوا فكان الذل، والضعف، والتسلط، والتبعية، والقتل والدمار، والتشريد والجوع والمهلكة الكبرى، إنها حرب عالمية طاحنة تدور رحاها على رؤوس المسلمين، سواء كانت صليبية أمريكية كافرة، أو كانت فارسية مجوسية مجرمة، حرب كبرى والضحية هو ذلك السني، هو ذلك المسلم المتمسك بسنيته، المتمسك بما أخذ به النبي وصحابته، وبما أمر به عليه الصلاة والسلام من عند ربه، بينما من كان خارجـًا عن هذا المنهج القويم، واتبع أديان شتى، من رافضية، ومجوسية، وعلمانية… وأي ديانات أخرى، لا يمسه سوء، بل هو في نعيم واستقرار لا يبالي بشيء أبدا…
ـ لقد وقعنا في دائرة الخناق، والاضطهاد، والمهانة، والذل، والغطرسة في ظل هيمنة غيرنا في كل شيء، والتحكم بكل شيء، في قراراتنا السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، حتى الدينية والأخلاقية في حصار كامل، حتى يصل بالعدوان يتحكم في أتفه الأشياء بأمور كبنك إسلامي مثلًا أن يتدخل في البنك الإسلامي ويأمر بمدير خاص به، من عنده لا من عندنا، فضلًا عما هو فوق وما يجري تحت الطاولات…
- والسبب والجواب هو الجواب الذي أجابه الله عنا قبل أن نوجد اصلًا: ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ من أين جاء، ولماذا نزل، وما السبب، أين هذا لماذا هذا؟ من أين اتى هذا؟، ما الذي فعلنا؟، من الذي فعل؟ قال الله لهم: {قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم}، اصمت، لم يأت من الخارج وإنما فعلتم بأنفسكم الشرور فجاءكم وأخطر وأخبث وأعظم، وأطم، فإذا انتصرتم على أنفسكم، وعدتم إلى ربكم، فإن الله معكم، وهو ناصركم، إذا نصرتم دينه بفعلكم الصواب والحلال وترككم الباطل والحرام نصركم، وأيديكم، وهيأ لكم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم﴾، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}…
- وإذا لم يكن ذاك فمن كان العدو الجبان الرعديد، الفاجر، الكافر، الفسيق، قل ما شئت من الأوصاف هو متغلب عليكم، هو منصور عليكم، هو الأعلى دونكم، هو المتحكم في كل شيء فيكم؛ لأنه يملك العدد والعدة، فإذا تساوينا في بعدنا عن ربنا، ولم نحذر أنفسنا، ومعاصينا، وما اقترفته أيدينا بمعنى كنا و غيرنا سواء كان النصر والتمكين لصاحب الأسباب الأرضية العادية، ولهذا شرط الله عز وجل الإيمان في نصر كان: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾… {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْاَشْهَادُ}، {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، فإذا حققنا الإيمان تحقق النصر…
- ولهذا الصديق رضي الله عنه كان إذا بعث جيشـًا أمرهم بأن يجتنبوا ذنوب أنفسهم فكان يقول: (إنّكم لن تنتصِروا على عدوِّكم إلا بعدَ تقرّبكم من الله وبُعدِهم عنه، فإذا تساويتم ـ أي: في المعاصي ـ كانت الغلبَة لأكثرِكم عدّةً وعتادًا)، وبالتالي تساويتم في الذنب، فغلبوكم من جهة الإعداد والقوة، وانهزمتم وعدتم خائبين، وهذا الفاروق رضي الله عنه روي أنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص ومن معه من الأجناد-رضي الله عنهم- وكانوا في في جهة المشرق: "أما بعد: فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العدّة على العدوّ، وأقوى المكيدة في الحرب.
وآمرك ومن معك أن تكونوا أشدّ احتراسًا من المعاصي منكم من عدوّكم؛ فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوّهم، وإنما يُنصر المسلمون بمعصية عدوّهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة؛ لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عدّتنا كعدّتهم، فإذا استوينا في المعصية، كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا ننصر عليهم بفضلنا، لم نغلبهم بقوتنا.
واعلموا أن عليكم في مسيركم حَفَظة من الله يعلمون ما تفعلون، فاستحيوا منهم، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله، ولا تقولوا إن عدوّنا شر منا فلن يسلّط علينا وإن أسأنا؛ فربّ قوم سُلّط عليهم شر منهم، كما سُلّط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفّار المجوس: {فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا ...} ".
- وقل عن تلك الكلمات الرائعة، والبلسم الشافي من الفاتح صلاح الدِّين رحمه الله حين كان يتفقَّد أحوال الجند معه ليلًا، فوجد خيمة بِها عددٌ من الجند يقرَؤون كتاب الله ويَقُومون الليل، فقال قوله الحق: "من هنا يأتي النصر"، ومرَّ على خيمة أُخْرى، فوجدها نائمة فقال: "من هنا تأتي الهزيمة".
- إن ذنوبنا تعيق نصر أمتنا، وهي أخوف علينا من عدونا: {قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم}، بذنبي بذنب فلان بذنب علان كانت الهزيمة على امتنا، كان التشريد، كان القتل، كانت المجاعة، والغلاء، والفقر، وضيق الحال، وتكالب الأعداء، على وطننا، وأمتنا، كان ما كان؛ لأن كل واحد في ثغر من ثغور أمته فإذا أوتيت الأمة من ثغره انكشفت الأمة، وهزمت بسبب ضياع ذلك الثغر، والأمة بأفرادها، فإذا صلحوا صلحت، ونجحت، وفازت، وانتصرت، وإذا فسدوا فسدت وهلكت وانهزمت، إن كل ذنب يحصل من فرد من الأمة هو سبب لتأخير النصر وتعجيل الفرج، ولذلك محمد الفاتح عليه رحمة الله فاتح القسطنطينية، لما كان يدير المعركة، وذلك الجيش الولي العابد المجاهد خيار أهل الأرض، لما مر ليلًا على المخيمات، وكان يقول: لا يتكلم أحد إلا بذكر الله؛ لأنها معركة كبرى وفاصلة في تاريخ إسلامنا، بعد ثمانية قرون من حصار القسطنطينية، تقدم بهم قبل أن أن يصلي بهم الفجر وقال أقسم على من كان لا يتخلف عن صلاة الفجر جماعة منذ بلغ أن يتقدم، فلم يتقدم أحد، ثم قال اقسم عليكم بحق الطاعة التي عليكم أن يتقدم أحدكم فلم يتقدم حتى شيخه آق شمس الدين رحمه الله، ثم تقدم هو وقال والله ما كنت لأكشف سري ووالله ما فاتتني صلاة الفجر في جماعة منذ بلغت ومنذ عرفت نفسي، فتقدم بهم وقبلها، قال للجيش لما دار على على المخيمات ووجد خيمة تضحك وتتكلم وهو في حلال لا في حرام فقال: "من هنا تأتي الهزيمة اخرجوا لا حاجة للجيش فيكم، من هنا تأتي الهزيمة"، وأنا أقول مني ومن فلان وفلان وفلانة وهذا وذاك تأتي هزيمة أمتنا، تأتي القساوة والمجاعة والمعارك، وتشتد الأزمة على الأمة وعلى الوطن بذنوب أفرادنا، بمعاصينا تزيد الفجوة، ولكن لنعود إلى ربنا ولنعرفه حق المعرفة؛ فإن الله لن يخلف وعده، ولن يترك وليه، ولن يترك حبيبه ابدا، وعندما نبتعد عن هذا تكون الهزيمة، ويكون الشر، لإننا نستحق بما فعلنا وبما صنعنا وبما ارتكبناه، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾، ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَم يَكُ مُغَيِّرًا نِعمَةً أَنعَمَها عَلى قَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم} أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إن امتنا وإن وطننا وإن معركتنا الكبرى تحتاج إلى أفرادها وتحتاج إلى كل واحد منها، وإنها لتئن من ذنوب أفرادها، وإنه ليتأخر نصر الله عز وجل لها بسبب ما نقترف نحن، يجب علينا أن نعلن توبة، نعلن عزمًا، نعلن اقلاعـًا، نعلن نفيراً، ﴿إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ﴾ فإذا ما استغاث الناس بربهم وعادوا إلى خالقهم وانتهوا عما يصيبوا من معاصي بينهم وبين ربهم رفع الله بأسهم، وكشف عنهم غمهم، وآزال عنهم ما بهم وما نزل بساحتهم، أما إذا كنا على غير ذلك فإن المعركة متسعة، وإن المأساة زائدة، وإن الهلاك محقق، وإن كل واحد سيستمر في مرضه وفي شكواه ولن يجد أحد لينقذه؛ لأن المنقذ هو الله قد تخلى عنه: ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾، ﴿أَمَّن يُجيبُ المُضطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكشِفُ السّوءَ وَيَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ﴾، فلا محيص عن ربنا، ولا منقذ ابدا غير مولانا جل جلاله، فنحتاج إلى أن نعود إلى الله كما عاد قوم يونس الى ربهم بالرغم كفرهم، ضلالهم، وأن قد أنزل عليهم العقاب وكتبه وحاق بهم ووصل إلى سمائهم، ولكن خرجوا الى الصعدات الصغار والكبار، الذكور والأناث، بل ليس البشر وفقط خرجوا حتى بحيواناتهم، البقر، والغنم، والإبل، والصغار منها والكبار، وكل ما يملكون حتى الاموال، خرجوا به على صعيد واحد، ثم قالوا عدنا إليك رجعنا إليك، آمنا بك، أرفع عنا ما نزل فينا فكشف الله عنهم الغمة ورفع عنهم الظلمة، ولم ينزل عليهم عقابه ولا عذابه ابدا، لإن الله تبارك وتعالى رفعه بعودتهم بصلاحهم: {إِلّا قَومَ يونُسَ لَمّا آمَنوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخِزيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَمَتَّعناهُم إِلى حينٍ﴾، لم نمتهم في تلك اللحظة بل أحييناهم لفترة؛ لأنهم عادوا إلى الله فنحن نحتاج إلى عودة صادقة حقيقية إلى ربنا تبارك وتعالى، إلى توبة متجددة لا يقل قائل، ما ذنبي؟ أنا واحد من من أمتي من وطني من قومي أين هم ما يتوبون أذاَ سيقول الكل ما ذنبي وبالتالي لا عودة ولا توبة بل كلنا نعلن نفزا نفسيـًا بيننا وبين ربنا لعل الله أن يفرج عنا، فليس لها من دون الله كاشفة، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
*طـــريـــق.النصـــر.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/RAMYCFYhZd0
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
ـ فإنه لا يخفى على أحد منا: الصغار والكبار، الذكور والإناث، ما تمر به أمة الإسلام من حالة حرجة، وصعبة، وشاقة غاية المشقة؛ فهذا العدو الفارسي، والصليبي، والصهيوني وكل غاصب مجرم معتد ظالم يستبيح أمتنا وكل جميل فيها دماء اقتصاد سياسة ثقافة أخلاق… يموت من أمتنا مئات كل يوم بصراعات بينها أذكاها عدوها فهو ينظر إليها م بعيد ويضحك عليها عن قريب، ثم يدخل باسم الإصلاح فيفسد ويهلك الحرث والنسل، ويدخل باسم المعونات التي هي من ثروات أمتنا ثم يتسلط عليها فيستغلها دينيا وجنسيا وأخلاقيا وثقافيا… أصبحت أمتنا اليوم في أشد ورطاتها، وأضعف حالاتها، وأبأس أيامها، وهي بأمس الحاجة إلى نصر يعلي شأنها، ويرد مكانتها، وإلى تمكين يعيد سلطتها، وهيبتها، وإلى انتشال مما هي فيه من وضع مأساوي لا تحسد عليه، إلى خير منه، لا أمتنا وفقط بل الأهم قبل ذلك الوطن الأصغر بلدنا يمننا السعيد، وما يمر به فضلًا عما تمر به الأمة من وضع قاسي مأساوي كما سبق، فلا يوم يأتي إلا وذلك المسلم يهم قوت يومه، وما سيراه في غده، ويتألم مما مضى في أمسه، وأصبح هذا هو الحال، في هم دائم، وكمد مستمر، وقلق متواصل…
- لقد أصبح المسلم هو ذلك المشرد، المضطهد، المظلوم، المقتول، المأسور، المجروح، المريض الذي لا يجد دواء، والجائع الذي لا يجد غذاء، والعاري الذي لا يجد سترا، والإنسان الذليل المهان المحتقر شرقا وغربا… بالرغم أن الله جل جلاله قد وعده بالعز والتمكين، لكنه أبى ذلك، لكن رفضه، لكنه لم يقترب من عزه وتمكينه: ﴿وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسولِهِ وَلِلمُؤمِنينَ﴾، جمع الله المؤمن مع نفسه تبارك وتعالى ومع رسوله صلى الله عليه وسلم، أي عزة، وأي عظمة، وأي فضل، وأي فخر للمؤمن أن يكون اسمه بجوار الله وبجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسولِهِ وَلِلمُؤمِنينَ﴾.
- فالعزة للمؤمن والذلة لغيره، فما بالها انعكست، ولماذا تولت، ولماذا أصبح العكس هو الواقع، من السبب، ومن الذي أوصلنا إلى هذا الحال، أليست سنن الله لا تحابي أحدا، ولا يمكن لأحد أن يهزمها، ولا يمكن لأحد أن يحارب ربه جل جلاله إلا ويهزم مهما كان ومهما ملك، إننا والذي لا إله إلا هو لن نخرج من وضعنا ومأساتنا وما نحن فيه كأمة، كأوطان، كأفراد كمجتمعات، لن نخرج من ذلك لا بقوة في أنفسنا، ولا بمادة ملكناها، ولا بسلاح تسلحنا به، ولا بالصناعات العظمى التي نملكها، ولا بشيء من هذا، بل هي أسباب فقط وأعظم سبب وأجله وأهمه عودة إلى ربنا جل جلاله الذي يملك كل شيء: ﴿وَلَقَد نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدرٍ وَأَنتُم أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ضعاف قليل لستم على استعداد، لم تخرجوا إلا بفرسين، وفي بضع جمال، وبأعداد قليلة لا تتجاوز ثلاث مائة رجل وثلاثة عشر، لم تخرجوا للقتال أصلًا، ومع هذا كانت بدر، كانت يوم الفرقان، لا بدر وفقط، بل التي فرق الله بها بين حق وباطل، وما هو في بدر هو حاصل اليوم الذي نصر أهل بدر هو سينصر كل مسلم في كل بدر، وفي كل وضع وفي كل مأساة؛ لأن النصر بيده: {وَمَا النَّصرُ إِلّا مِن عِندِ اللَّهِ}، ﴿ لِلَّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنونَ بِنَصرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشاءُ وَهُوَ العَزيزُ الرَّحيمُ وَعدَ اللَّهِ لا يُخلِفُ اللَّهُ وَعدَهُ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾…
- ليس كل أحد يمكن أن ينتصر، ولن ينتصر مؤمن بشيء مما لديه من قوة وغطرسة، بل بنصر وتأييد الله تبارك وتعالى فهل نستحقه، وهل وفينا بالشرط، وهل كنا مؤمنين حقا حتى يأتينا منه الفرج، والعز والتمكين: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾… {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْاَشْهَادُ}، {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، إنه وعد من لا يخلف الميعاد، وكلام من لا أصدق، وقول من هو غالب على أمره..
- ها هي الأمة تخلفت تخلفا كليا مخزيا فاضحا في كل صنوف الحياة، ومجالاتها المختلفة، فهي في ضعف مادي وصناعي وتسليح عسكري، ونفسي، وسياسي، واجتماعي، وفي كل شيء ضعف لا يوصف مع أنه تعالى قد أمرهم أمراً عامـًا: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّهُ يَعلَمُهُم وَما تُنفِقوا مِن شَيءٍ في سَبيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لا تُظلَمونَ﴾، ﴿وَأَعِدّوا﴾، في كل شيء، إعداد معنوي، إعداد عسكري، إعداد اقتصادي، صناعي، تكنولوجي، سياسي، في كل شيء، ومع هذا لأنهم لم يأخذوا، بل باعدوا فكان الذل، والضعف، والتسلط، والتبعية، والقتل والدمار، والتشريد والجوع والمهلكة الكبرى، إنها حرب عالمية طاحنة تدور رحاها على رؤوس المسلمين، سواء كانت صليبية أمريكية كافرة، أو كانت فارسية مجوسية مجرمة، حرب كبرى والضحية هو ذلك السني، هو ذلك المسلم المتمسك بسنيته، المتمسك بما أخذ به النبي وصحابته، وبما أمر به عليه الصلاة والسلام من عند ربه، بينما من كان خارجـًا عن هذا المنهج القويم، واتبع أديان شتى، من رافضية، ومجوسية، وعلمانية… وأي ديانات أخرى، لا يمسه سوء، بل هو في نعيم واستقرار لا يبالي بشيء أبدا…
ـ لقد وقعنا في دائرة الخناق، والاضطهاد، والمهانة، والذل، والغطرسة في ظل هيمنة غيرنا في كل شيء، والتحكم بكل شيء، في قراراتنا السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، حتى الدينية والأخلاقية في حصار كامل، حتى يصل بالعدوان يتحكم في أتفه الأشياء بأمور كبنك إسلامي مثلًا أن يتدخل في البنك الإسلامي ويأمر بمدير خاص به، من عنده لا من عندنا، فضلًا عما هو فوق وما يجري تحت الطاولات…
- والسبب والجواب هو الجواب الذي أجابه الله عنا قبل أن نوجد اصلًا: ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ من أين جاء، ولماذا نزل، وما السبب، أين هذا لماذا هذا؟ من أين اتى هذا؟، ما الذي فعلنا؟، من الذي فعل؟ قال الله لهم: {قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم}، اصمت، لم يأت من الخارج وإنما فعلتم بأنفسكم الشرور فجاءكم وأخطر وأخبث وأعظم، وأطم، فإذا انتصرتم على أنفسكم، وعدتم إلى ربكم، فإن الله معكم، وهو ناصركم، إذا نصرتم دينه بفعلكم الصواب والحلال وترككم الباطل والحرام نصركم، وأيديكم، وهيأ لكم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم﴾، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}…
- وإذا لم يكن ذاك فمن كان العدو الجبان الرعديد، الفاجر، الكافر، الفسيق، قل ما شئت من الأوصاف هو متغلب عليكم، هو منصور عليكم، هو الأعلى دونكم، هو المتحكم في كل شيء فيكم؛ لأنه يملك العدد والعدة، فإذا تساوينا في بعدنا عن ربنا، ولم نحذر أنفسنا، ومعاصينا، وما اقترفته أيدينا بمعنى كنا و غيرنا سواء كان النصر والتمكين لصاحب الأسباب الأرضية العادية، ولهذا شرط الله عز وجل الإيمان في نصر كان: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾… {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْاَشْهَادُ}، {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، فإذا حققنا الإيمان تحقق النصر…
- ولهذا الصديق رضي الله عنه كان إذا بعث جيشـًا أمرهم بأن يجتنبوا ذنوب أنفسهم فكان يقول: (إنّكم لن تنتصِروا على عدوِّكم إلا بعدَ تقرّبكم من الله وبُعدِهم عنه، فإذا تساويتم ـ أي: في المعاصي ـ كانت الغلبَة لأكثرِكم عدّةً وعتادًا)، وبالتالي تساويتم في الذنب، فغلبوكم من جهة الإعداد والقوة، وانهزمتم وعدتم خائبين، وهذا الفاروق رضي الله عنه روي أنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص ومن معه من الأجناد-رضي الله عنهم- وكانوا في في جهة المشرق: "أما بعد: فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العدّة على العدوّ، وأقوى المكيدة في الحرب.
وآمرك ومن معك أن تكونوا أشدّ احتراسًا من المعاصي منكم من عدوّكم؛ فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوّهم، وإنما يُنصر المسلمون بمعصية عدوّهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة؛ لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عدّتنا كعدّتهم، فإذا استوينا في المعصية، كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا ننصر عليهم بفضلنا، لم نغلبهم بقوتنا.
واعلموا أن عليكم في مسيركم حَفَظة من الله يعلمون ما تفعلون، فاستحيوا منهم، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله، ولا تقولوا إن عدوّنا شر منا فلن يسلّط علينا وإن أسأنا؛ فربّ قوم سُلّط عليهم شر منهم، كما سُلّط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفّار المجوس: {فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا ...} ".
- وقل عن تلك الكلمات الرائعة، والبلسم الشافي من الفاتح صلاح الدِّين رحمه الله حين كان يتفقَّد أحوال الجند معه ليلًا، فوجد خيمة بِها عددٌ من الجند يقرَؤون كتاب الله ويَقُومون الليل، فقال قوله الحق: "من هنا يأتي النصر"، ومرَّ على خيمة أُخْرى، فوجدها نائمة فقال: "من هنا تأتي الهزيمة".
- إن ذنوبنا تعيق نصر أمتنا، وهي أخوف علينا من عدونا: {قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم}، بذنبي بذنب فلان بذنب علان كانت الهزيمة على امتنا، كان التشريد، كان القتل، كانت المجاعة، والغلاء، والفقر، وضيق الحال، وتكالب الأعداء، على وطننا، وأمتنا، كان ما كان؛ لأن كل واحد في ثغر من ثغور أمته فإذا أوتيت الأمة من ثغره انكشفت الأمة، وهزمت بسبب ضياع ذلك الثغر، والأمة بأفرادها، فإذا صلحوا صلحت، ونجحت، وفازت، وانتصرت، وإذا فسدوا فسدت وهلكت وانهزمت، إن كل ذنب يحصل من فرد من الأمة هو سبب لتأخير النصر وتعجيل الفرج، ولذلك محمد الفاتح عليه رحمة الله فاتح القسطنطينية، لما كان يدير المعركة، وذلك الجيش الولي العابد المجاهد خيار أهل الأرض، لما مر ليلًا على المخيمات، وكان يقول: لا يتكلم أحد إلا بذكر الله؛ لأنها معركة كبرى وفاصلة في تاريخ إسلامنا، بعد ثمانية قرون من حصار القسطنطينية، تقدم بهم قبل أن أن يصلي بهم الفجر وقال أقسم على من كان لا يتخلف عن صلاة الفجر جماعة منذ بلغ أن يتقدم، فلم يتقدم أحد، ثم قال اقسم عليكم بحق الطاعة التي عليكم أن يتقدم أحدكم فلم يتقدم حتى شيخه آق شمس الدين رحمه الله، ثم تقدم هو وقال والله ما كنت لأكشف سري ووالله ما فاتتني صلاة الفجر في جماعة منذ بلغت ومنذ عرفت نفسي، فتقدم بهم وقبلها، قال للجيش لما دار على على المخيمات ووجد خيمة تضحك وتتكلم وهو في حلال لا في حرام فقال: "من هنا تأتي الهزيمة اخرجوا لا حاجة للجيش فيكم، من هنا تأتي الهزيمة"، وأنا أقول مني ومن فلان وفلان وفلانة وهذا وذاك تأتي هزيمة أمتنا، تأتي القساوة والمجاعة والمعارك، وتشتد الأزمة على الأمة وعلى الوطن بذنوب أفرادنا، بمعاصينا تزيد الفجوة، ولكن لنعود إلى ربنا ولنعرفه حق المعرفة؛ فإن الله لن يخلف وعده، ولن يترك وليه، ولن يترك حبيبه ابدا، وعندما نبتعد عن هذا تكون الهزيمة، ويكون الشر، لإننا نستحق بما فعلنا وبما صنعنا وبما ارتكبناه، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾، ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَم يَكُ مُغَيِّرًا نِعمَةً أَنعَمَها عَلى قَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم} أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إن امتنا وإن وطننا وإن معركتنا الكبرى تحتاج إلى أفرادها وتحتاج إلى كل واحد منها، وإنها لتئن من ذنوب أفرادها، وإنه ليتأخر نصر الله عز وجل لها بسبب ما نقترف نحن، يجب علينا أن نعلن توبة، نعلن عزمًا، نعلن اقلاعـًا، نعلن نفيراً، ﴿إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ﴾ فإذا ما استغاث الناس بربهم وعادوا إلى خالقهم وانتهوا عما يصيبوا من معاصي بينهم وبين ربهم رفع الله بأسهم، وكشف عنهم غمهم، وآزال عنهم ما بهم وما نزل بساحتهم، أما إذا كنا على غير ذلك فإن المعركة متسعة، وإن المأساة زائدة، وإن الهلاك محقق، وإن كل واحد سيستمر في مرضه وفي شكواه ولن يجد أحد لينقذه؛ لأن المنقذ هو الله قد تخلى عنه: ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾، ﴿أَمَّن يُجيبُ المُضطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكشِفُ السّوءَ وَيَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ﴾، فلا محيص عن ربنا، ولا منقذ ابدا غير مولانا جل جلاله، فنحتاج إلى أن نعود إلى الله كما عاد قوم يونس الى ربهم بالرغم كفرهم، ضلالهم، وأن قد أنزل عليهم العقاب وكتبه وحاق بهم ووصل إلى سمائهم، ولكن خرجوا الى الصعدات الصغار والكبار، الذكور والأناث، بل ليس البشر وفقط خرجوا حتى بحيواناتهم، البقر، والغنم، والإبل، والصغار منها والكبار، وكل ما يملكون حتى الاموال، خرجوا به على صعيد واحد، ثم قالوا عدنا إليك رجعنا إليك، آمنا بك، أرفع عنا ما نزل فينا فكشف الله عنهم الغمة ورفع عنهم الظلمة، ولم ينزل عليهم عقابه ولا عذابه ابدا، لإن الله تبارك وتعالى رفعه بعودتهم بصلاحهم: {إِلّا قَومَ يونُسَ لَمّا آمَنوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخِزيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَمَتَّعناهُم إِلى حينٍ﴾، لم نمتهم في تلك اللحظة بل أحييناهم لفترة؛ لأنهم عادوا إلى الله فنحن نحتاج إلى عودة صادقة حقيقية إلى ربنا تبارك وتعالى، إلى توبة متجددة لا يقل قائل، ما ذنبي؟ أنا واحد من من أمتي من وطني من قومي أين هم ما يتوبون أذاَ سيقول الكل ما ذنبي وبالتالي لا عودة ولا توبة بل كلنا نعلن نفزا نفسيـًا بيننا وبين ربنا لعل الله أن يفرج عنا، فليس لها من دون الله كاشفة، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199