*رسالة.نارية.لتارك.الصلاة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو الاتحاد العالمي ...
منذ 2025-05-17
*رسالة.نارية.لتارك.الصلاة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/SXIkkRPv80M
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- موضوع نتحدث عنه هو رأس الإسلام، هو عموده، هو أعظم، وأهم، وأجل وأكبر، وأخطر، وأجل ركن فيه على الإطلاق بعد الشهادتين، ركن هو أساس الانتساب لهذا الدين، ركن هو معيار النجاة، ركن هو المفتاح لبقاء المسلم مسلمـًا، أو بعده عن إسلامه وعن دينه، ركن هو الميزان الذي يوزن به العبد في الدنيا والآخرة، ركن من لم يأت به فإن العلماء قد اختلفوا في بقائه على دينه أو زواله منه، بين مكفر، وبين مفسق، وبين آمر بقتل حدا او كفرا، وبين قائل بتعزيره كالسجن، وهو أقل أقوال الفقهاء، وأي مسلم يرتضي لنفسه أن يكون بقاء إسلامه دائر بين تكفير أو تفسيق أو قتل أو حبس، وكفر وهو الأخطر يعني أن يكون لاصلة له بالمسلمين، فلا يرث، ولا يورث، وإن مات لا يغسل ولا يصلى عليه، لا يدفن في مقابر المسلمين، ولا شيئًا من أحكام الإسلام ابدا، لا تبقى زوجته لديه، ولا تقبل شهادته، ولا يزوِّج إن كانت له بنات، أو لا يصلح وليًا في النكاح، قال ابن الجوزي - رحمه الله -: (وتارك الصلاة - على صحة البدن: لا تجوز شهادتُه، ولا يحِلُّ لمسلمٍ أن يُؤاكِله، ولا يدخل معه تحت سقف)، وقل مثل هذه الأمور التي اختلف فيها الفقهاء، بل نقل ابن القيم عليه رحمة الله: إجماع الفقهاء على كفره، وسرد أدلة كفره من الكتاب، والسنة، والإجماع، وإن كان الإجماع فيه مبالغة لكن لخطورة المسألة، حتى قال ابن حزم عليه رحمة الله -وهنا اسمي الموضوع-:(مُؤخِّر الصلاة عن وقتها صاحِبُ كبيرة، وتاركُها بالكلية - أعني الصلاة الواحدة - كمَنْ زنى وسرق؛ لأنَّ تَرْكَ كلِّ صلاةٍ أو تفويتَها كبيرةٌ، فإنْ فَعَل ذلك مراتٍ؛ فهو من أهل الكبائر إلاَّ أنْ يتوب، فإنْ لازَمَ تركَ الصلاة؛ فهو من الأخسرين الأشقياء المجرمين).
- عقوبة السارق معلومة في كتاب الله، وعقوبة الزاني معلومة وهكذا، لكن من ترك الصلاة معلومة لا من باب حد عادي بل وصفه النبي صلى الله عليه وسلم وألصق عليه صفة الكفر صراحة "ومن تركها فقد كفر"، "«بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ؛ تَرْكُ الصَّلاَةِ» رواه مسلم. وفي رواية: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا؛ فَقَدْ كَفَرَ»، "ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة"، كما قال الفاروق، لا حظ في إسلامه ولا في دينه بل عند أحمد والدارمي وعند غيرهم أيضًا إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خمس صلوات كتبهن الله على العبد فمن أداهن وحافظ عليهن كن له نجاة وبرهانـًا ونورا يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليهن لم تكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة، وحشر مع قارون وفرعون وهامان وابي ابن خلف)، هكذا يقولها صلى عليه وسلم جعله مع هؤلاء الكفار يوم القيامة، وغير هذه من الأدلة الناصعة التي استدل بها من استدل على كفر تارك الصلاة عامدا تكاسلاً، أما من تركها وهو لا يقر بوجودها في الإسلام فقد أجمع المسلمون على تفسيره قطعـًا، من لم يقر بوجود الصلاة لأنه منكر لمعلوم من الدين بالضرورة، ولكننا نتحدث عمن تكاسل عن من تركها تكاسلاً وتباطؤا وفضّل دنياه، وفضّل عمله، وفضّل هذا وذاك على الصلاة…
- إذا كان الله عز وجل قد قال فيمن يصلي: ﴿فَوَيلٌ لِلمُصَلّينَ﴾ فويل وويل على قول واد في جهنم، وردت به رواية وإن كانت ضعيفة ويل للمصلين ليس لمن لا يصلي، بل للمصلين ﴿فَوَيلٌ لِلمُصَلّينَ الَّذينَ هُم عَن صَلاتِهِم ساهونَ﴾، من سهى عن صلاته بمعنى أخرها، بمعنى أجلها، بمعنى كانت آخر أولوياته لكنه يصليها، تنبه أنه يصليها أنه يؤديها لأنه سماه الله مصليا ﴿فَوَيلٌ لِلمُصَلّينَ﴾، فهو يصليها فهو يؤديها، فهو يحافظ عليها، لكن يجعلها في آخر اهتماماته، يصلي العصر في آخر وقته، يصلي الظهر في آخر وقته، يصلي المغرب في آخر وقته، بل ربما جمع الظهر والعصر والمغرب والعشاء وقام الفجر متى ما قام لا إشكال لديه أبدا، لا يهمه لا يحزنه لا يمرضه كل ذلك ولا يفعل ذا وذاك من تعزيرات وتأنيبات لنفسه، وجلد ضميره، إن ترك شيئـًا من هذه لعذر أو أخره لشيء من ذاك، فكيف بمن تركها كلية؟ كيف بمن تهاون بها ولم يؤدها؟.
- إذا كان الله قد هيأ لهم هذا الوادي في جهنم على قول من سبق وهو لمن تكاسل عنها وأخرها، فكيف بمن لم يصلها أصلا، كيف بمن تركها كلية؟، كيف بمن لم يحافظ عليها بتاتـًا؟، كيف بمن لم يعرف اتجاه القبلة، كيف بمن ظل أسبوع كاملا كما حدثني بعضهم لا يغتسل من جنابة أصلا؛ لأنه لا يصلي، كيف يعيش هذا اذا أصابه هم أو غم أو حزن أو شيء من ذاك كيف يفعل، وهذا نبيه وقدوته صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر صلّى، ويقول: "أرحنا بها يا بلال".
- أي بركة في وقته في عمره في صحته في ماله في كل شيء من حياته: ﴿وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى﴾ ومعناها; الصلاة باب رزق وخير وبركة وفتح من الله تبارك وتعالى.
إلى أين يفزع، وهذا ربه يقول: ﴿وَاستَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلّا عَلَى الخاشِعينَ﴾ ومن لا يصلي ما الذي سيعود إليه من وسيلة يستعين بها على قضاء حوائجه…
- أين موقع صلاته من جدول وقته، والدرجة رقم كم تحتل، وما هو موقعها في قلبه، وما الذي يتركه لأجل يحافظ على قول الله: {إِنَّ الصَّلاةَ كانَت عَلَى المُؤمِنينَ كِتابًا مَوقوتًا﴾.
- ماذا يترك، أي عمل ينصرف عنه، ما المحل التجاري الذي يغلقه، ما الشيء الذي يتركه، ما هو الهوى الذي يكف عنه لأجل أن يستجيب لذلك النداء العظيم من ربه عز وجل: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا نودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلى ذِكرِ اللَّهِ وَذَرُوا البَيعَ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾، وما قيل في الجمعة يقال في غيرها، وينطبق عليه حكمها…
- يا من لا تصلي، أيها التارك لصلاته، أيها الشقي المحروم من مناجاة ربه، والتقرب لمولاه جل جلاله: لا يكن ابن أبي ومن معه من المنافقين في ذلك الوقت خير ممن تركوا الصلاة في عصرنا؛ فإن الله قال عنهم، {وَإِذا قاموا إِلَى الصَّلاةِ قاموا كُسالى يُراءونَ النّاسَ وَلا يَذكُرونَ اللَّهَ إِلّا قَليلًا﴾ وقد ذُكر أنهم كانوا يحافظون عليها في أول صفوف المسلمين لكن وصفهم الله بالتكاسل، فكيف بمن لم يصل الآن ما موقعه، ما حظه، أيكون أولئك خير منه، أيكون هؤلاء أفضل منك.
- ماذا ينتظر ذلك التارك لصلاته، بل لإسلامه، أي عقوبة إلهية ينتظرها من ترك صلاته، وهذا عبدالله بن شقيق الصحابي الجليل رضي الله عنه يروي عن الصحابة فيما ذكره الترمذي وغيره أنه قال: " ما كان الصحابة يرون شيئـًا تركه كفرا غير الصلاة"، كل شيء يمكن أن يتركه المسلم لا يكفّر به إلا الصلاة؛ لأن النص من النبي صلى الله عليه وسلم واضح: "فمن تركها فقد كفر"، ولم يرد أي نص قطعـًا كورود أن من لم يصلِّ فقد كفر، كل من هو داخل في إطار الإسلام وإن زنى وإن سرق وإن فعل فهو مسلم، لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم فقد كفر إلا من ترك الصلاة، فقد قالها صلى الله عليه وسلم صراحة دون تلكؤ ودون إشارة، بل بنص العبارة، وفرق عند الأصوليين بين الإشارة والعبارة؛ فالعبارة معناه القطع، والإشارة معناه الاختلاف؛ لأن نبينا عليه الصلاة والسلام يقول ذلك يصرح بهذا صراحة، فهل من مسلم راجع بهذه الأدلة الصحيحة الصريحة الناصعة، بل في كتاب الله جل جلاله فيما ذكرت….
- ثم هؤلاء أصحاب النار لما يسائلهم أصحاب الجنة: ﴿ما سَلَكَكُم في سَقَرَ﴾، أول إجابة سببية لهم: ﴿قالوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلّينَ﴾، كأنهم يقولون: إشكاليتنا في الصلاة، افتح محلي قبل الظهر أو قبل العصر أو قبل المغرب أو قبل العشاء ثم أغلقه لا صلاة ولا أتحدث عن أي صلاة، ولا هي في بالي، أخرج من بيتي فاغسل وجهي ثم انطلق لعملي فأعود بعد المغرب أو بعد العشاء أو بعد الظهر لآكل أو أشرب أو أنام واغسل وجهي في ذلك الوقت، لا أعرف صلاة وهو يدعي إسلاما، وهو يدعي دينـًا، وهو يدعي ما يدعي، وهو لا يصلي: ﴿ذَرهُم يَأكُلوا وَيَتَمَتَّعوا وَيُلهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوفَ يَعلَمونَ﴾، ﴿ يَتَمَتَّعونَ وَيَأكُلونَ كَما تَأكُلُ الأَنعامُ﴾.
- انظر لعمر رضي الله عنه مع أنه مطعون ميؤوس من شفائه أصلاً، ومع هذا لما كان في غيبوبته كان يُنادى يا أمير المؤمنين، يا فلان قم أصحى، استيقظ، جاء الأطباء، الأقارب، المقربون… ما نفع شيء، فقال ابن عمر أنا أخبركم به، نادوه بالصلاة، يستيقظ للصلاة، فقالوا يا أمير: الصلاة الصلاة رحمك الله، فقام كالمذعور وهو يقول بعد أن قام مذعورا: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، إنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، أصلى المسلمون؟، هل أتموا صلاتهم؛ لأنه طُعن وهو يصلي بهم، أصلى المسلمون، فأخبروه ثم قام فتوضأ رضي الله عنه وصلى والدماء تثعب منه، صلى ولم يترك صلاة مع هذا الوضع الذي هو فيه، بل ما أيقظته إلا هي، وقد اتفق أهل التاريخ على رواية القصة؛ حتى لا يكذبها أحد.
- وقد أجمع العلماء على أن الصلاة لا تترك لعذر أبدا، ما دام وأن المسلم روحه في جسده، حتى وإن كان في آخر لحظات حياته، وهو يودع الحياة، فإن صلاته لا تسقط عنه أبدا باتفاق العلماء، اللهم إلا اذا زال عقله لا يعقل شيئا، ليس له عقل، جُن، غاب في غيبوبة دائمة، أو شيء من هذا فتسقط عنه؛ لأن التكليف على العقل لا على البدن، العقل مناط التكليف.
طيب قد تقول: كيف يصلي وهو على هذا الحال؟ وهنا تأتي المسائل الخلافية كيف يصلي قائمـًا، مضطجعـًا، نائمـًا بيده، برمشه، بنيته…، بأي شيء يصلي، يصلي بوضوء، بدون وضوء، مستقبل القبلة، غير مستقبل للقبلة، يصلي يعني يصلي…
-كم ناقش الفقهاء صلاة المسايفة، ونعني بصلاة المسايفة أن يكون المسلم في خضم المعركة، وهو يرى الموت، وهو يعاين للموت الأحمر في معركة حامية الوطيس، والدماء تجري من كل مكان، وفوق كل سفح، والرؤوس تقطع، والأجساد تنزع، والعقول تُروع وتجزع، ومع هذا لا يترك الصلاة أبدا، وليس له ذلك، ولم يعذره الإسلام بترك الصلاة، ولكن خفف عليه الأداء: ﴿حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ فَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكبانًا...﴾، فرجالا وأنتم تمشون رجالا، أي على أرجلكم، أو ركبانـًا على خيولكم، أو أبعرتكم، أو على سياراتكم، أو أي شيء كان، فرجالاً أو ركبانـًا صلوا يعني صلوا، نزلت في حديث المعارك هذه الصلاة: ما تسمى صلاة المسايفة.
- وكذلك صلاة أخرى عرفناها في إسلامنا، في فقهنا الإسلامي إنها صلاة الخوف، عندما يكون خوف، اضطراب، رعب، هلع… وصلاة الخوف ميدانها ميدان، وخبرها آخر، وشأنها غير صلاة المسايفة؛ إذ نناقش صلاة الجماعة فيها مع الخوف والهلع… ولا نناقش كيف يؤديها الفرد كالمسايفة، فتُصلى جماعة لا يتحدثون عن تصلي أو لا تصلي، تصلي قائمـًا أو قاعدا، أو ماشيـًا، أو راكبا، بل يتحدث الفقهاء تُصلي جماعة أم تُترك صلاة الجماعة، يصلي الإمام ركعة أو يصلي ركعتين، يصلي أربعـًا أو يصلي ركعتين، يصلي المجاهدون ركعتين مع الإمام أم ركعة، ثم يكمل، وهكذا يختلفون في كيفية صلاة الجماعة، ولا يختلفون فيها يصلي أو لا يصلي: ﴿وَإِذا ضَرَبتُم فِي الأَرضِ فَلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَقصُروا مِنَ الصَّلاةِ إِن خِفتُم أَن يَفتِنَكُمُ الَّذينَ كَفَروا إِنَّ الكافِرينَ كانوا لَكُم عَدُوًّا مُبينًا وَإِذا كُنتَ فيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلتَقُم طائِفَةٌ مِنهُم مَعَكَ وَليَأخُذوا أَسلِحَتَهُم فَإِذا سَجَدوا فَليَكونوا مِن وَرائِكُم وَلتَأتِ طائِفَةٌ أُخرى لَم يُصَلّوا فَليُصَلّوا مَعَكَ وَليَأخُذوا حِذرَهُم وَأَسلِحَتَهُم وَدَّ الَّذينَ كَفَروا لَو تَغفُلونَ عَن أَسلِحَتِكُم وَأَمتِعَتِكُم فَيَميلونَ عَلَيكُم مَيلَةً واحِدَةً وَلا جُناحَ عَلَيكُم إِن كانَ بِكُم أَذًى مِن مَطَرٍ أَو كُنتُم مَرضى أَن تَضَعوا أَسلِحَتَكُم وَخُذوا حِذرَكُم إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلكافِرينَ عَذابًا مُهينًا﴾.
- الصلاة التي مات صلى الله عليه وسلم كما قال أنس، والحديث ثابت أصله في البخاري ومسلم، (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)، قال أنس فسمعناها يرددها بلسانه ولا نفهمه، ويقولها في خلجات صدره، يعني ما ما استطعنا أن نسمع جيدا؛ لأن غرغرة الموت قد بدأت به بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، وهو يقول للناس الصلاة الصلاة آخر وصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدثكم لماذا آخر وصية؛ لأنها دين أنبياء، لأنها دين الأنبياء جميعـًا منذ آدم حتى آخر رجل من الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تبارك وتعالى عنهم; ﴿أُولئِكَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنا مَعَ نوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبراهيمَ وَإِسرائيلَ وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩﴾ ثم قال بعدها مباشرة: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا﴾، يعني من هؤلاء القوم المتأخرين بعد الأنبياء…
وقال لبني اسرائيل ﴿وَلَقَد أَخَذَ اللَّهُ ميثاقَ بَني إِسرائيلَ وَبَعَثنا مِنهُمُ اثنَي عَشَرَ نَقيبًا..}، ثم شرط عليهم {لَئِن أَقَمتُمُ الصَّلاةَ..}، وأمر موسى وهارون فقال{وَاجعَلوا بُيوتَكُم قِبلَةً وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ﴾، وقال لإبراهيم عليه السلام: {أَن طَهِّرا بَيتِيَ لِلطّائِفينَ وَالعاكِفينَ وَالرُّكَّعِ السُّجودِ﴾،طهر بيتي لهؤلاء، وهذا إسماعيل: ﴿وَاذكُر فِي الكِتابِ إِسماعيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا وَكانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِندَ رَبِّهِ مَرضِيًّا﴾ وغير ذلك ما لا يحصى…
- فالصلاة هي دين الأنبياء جميعـًا منذ آدم حتى آخر نبي هو نبينا صلى الله عليه وسلم، ولذا وهو يقولها للأمة موصيـًا بها وهي آخر وصيته عليه الصلاة والسلام، وفي آخر لحظات حياته فهل حافظنا على وصية نبينا، وسيدنا، وقدوتنا عليه الصلاة والسلام، أم ضيعنا وبالتالي سنضيع حتما: ﴿فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، ﴿ وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ ومفهوم المخالفة وإن لم تتبعوني يبغضكم الله، بل قال ربنا بعدها مباشرة: ﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرينَ﴾.
- إن الصلاة فُرضت عليه صلى الله عليه وسلم لا في الأرض، كما فرضت بقية الأركان والواجبات، بل فرضت في السماء اجتماع من نوع آخر، اجتماع كبير، وفرض عظيم، لا تتسع له الأرض حتى يصعد هو صلى الله عليه وسلم إلى السماء، لا ينزل جبريل إلى الأرض بل يصعد النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه للقاء، يلفت الله عناية رسوله صلى الله عليه وسلم، والأمة أن شأن هذا الفرض عظيم، يفرض الله عليه الصلاة عند ملائكته، وأمام أنبيائه ورسله جميعا؛ ليكونوا شهداء على هذا الفرض العظيم، والعجيب لا في السماء الأولى ولا في الثانية… ولا في السابعة، بل عند العرش: "حتى إني لأسمع صرير الأقلام"، يقولها صلى الله عليه سلم، إنها الصلاة لا حظ في الإسلام لمن لم يصل، لمن تركها، من تهاون فيها، من لم يؤدها، من لم يحافظ عليها وإن ادعى الإسلام في يومه ألف مرة، أقول قولي هذا واستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- مع ما ذكرت في خطبتي الأولى من عظائم لها في ديننا، وشأن أكبر لها، إلا أننا نجد العجب العُجاب، ونجد الطوام الكبرى، ينصرف أحدهم إلى القات أو لهذا وذاك ويترك الصلاة، يسمع أحدهم النداء ولا يجيب، يخزن بجوار المسجد ولا يدخله، يجوار المسجد سنوات وما عرفه، لا ينسى عشاه أو غداه أو عمله، ولا ينسى هذا ذاك من أشغاله بل يؤقت منبهه عليه، إن لم يستيقظ بدونه؛ لهمته لذلك العمل، إلا الصلاة فإنها أول ما ينساها، وأيسر ما يتركها، وينشغل عنها ولو بتوافه الأمور، بل يمكن جدا أن يترك الصلاة لألف ريال من أرزاقه التي يسميها، يمكن أن يسمع النداء فيأتيه شاغل فيترك صلاة ولا يذكرها، يمكن ويمكن ويمكن إلا الصلاة في آخر اهتماماته إن جعلها في آخر اهتماماته، وإلا فليست في قائمته أبدا، أي كارثة هذه، وأي مصيبة… ومن يرتضي منا أن يكون محل خلاف بين الفقهاء بين إسلامه وبقائه…
- وإذا كان الله -كما في البخاري- يعذب من تهاون في الصلاة فنام عنها فنام عنها، رفض الصلاة بالنوم فقط، فكيف بمن رفضها بغيره، تركها كلية لم يحافظ عليها ابدا لا يصليها، ورد في البخاري " إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيفدغ رأسه أي يشدقه، فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال – قلت لهما سبحان الله، سبحان الله، ما هذان فقالا في آخر الحديث: إخبارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما رآه أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يفلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة " أخرجه البخاري.
لا يصلي اذا نام ولا يبذل سببـًا، ولا وسيلة، ولا ينتهي عن سبب منعته من الصلاة كقات أو سهر أو أصدقاء أو عمل ولا شيء من هذا، إذا كان هذا عذابه كما ققال الملك إلى أن تقوم الساعة يعني في قبره فقط، فكيف بما بعد ذلك؟، كيف بما هو قادم، كيف بما هو آت، كيف بيوم القيامة الذي يقولون عن القبر: ﴿قالوا يا وَيلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحمنُ وَصَدَقَ المُرسَلونَ﴾، كنا في خير أفضل من هذا، حتى سموه مرقدا يرتاحون فيه،ك؛ لأنهم رأوا عذابـًا أشد وأشق وأبقى وأكبر وأدهى، فكان ذلك يسيراً عليهم أمام العذاب الأكبر والأعظم…
- بل رأوا عظمتها وأنها معيار نجاتهم أو هلاكهم ففي الحديث الصحيح: " إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وصلح سائر عمله، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وفسد سائر عمله، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب تبارك وتعالى : نظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك".
- لا أطيل عليكم، وإن كان الواجب أن اتحدث فعلاً عن هذا في خطب لا في خطبة، لكن اختصرتها وأحسب أني أديت ما يجب علي، وبذلت جهدي لحصر أهم الأدلة من كتابي الرسالة الجامعة في الصلاة النافعة يصدر قريبا إن شاء الله…
- ولكن الذي لم أذكره حتى الآن: مَن الفقهاء الذين يرون تكفير، وتفسيق، وحبس، وقتل تارك الصلاة، يعني أن هذا الذي لا يصلي لا يخرج عند جميع الفقهاء من أربع عقوبات :
- إما كافر عند الحنابلة، وبالتالي يُقتل كفرا فلا يغسل، ولا يكفن، ولا يُصلى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يرِث، ولا يُورَث، ولا يُزوَج، ولا يزوَج، ولا شيء من أحكام الإسلام وهذا رأي الحنابلة…
- الشيء الثاني والقول الثاني مذهب الشافعية والمالكية الذين يرون أنه فاسق مرتكب لكبيرة عظيمة ويُقتل عندهم عند الشافعية والمالكية ولكن قتله ليس بكفر وإنما كقتل الزاني المحصن، يُقتل حدا لا ردة، وبالتالي يُصلى عليه، وأحكامه أحكام المسلمين، وهل يرضى أحد بهذين القولين، قول الجمهور الحنابلة والمالكية، والشافعية لا يرتضي أحد ابدا،
- أما قول الحنفية والظاهرية وهو أيسر الأقوال أنه يُحبس حتى يُصلي ولا يخرج من قيده إلا بصلاته فهل يرتضي أحد هذا، أو يقبل أن يكون مقتولا ردة أو حدا أو محبوسا لصلاته…
- حتى لا أطيل أكثر من هذا وقد أطلت هذه المرة؛ لعظمة ما أتحدث عنه: ألا فلنتقِ الله، ولنرعَ الحرمة، ولنحافظ على الصلاة، ولننتبه لها، ولتكن الصلاة هي أول أهتماماتنا، وأعظم واجباتنا، وأقدس أعمالنا… صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/SXIkkRPv80M
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- موضوع نتحدث عنه هو رأس الإسلام، هو عموده، هو أعظم، وأهم، وأجل وأكبر، وأخطر، وأجل ركن فيه على الإطلاق بعد الشهادتين، ركن هو أساس الانتساب لهذا الدين، ركن هو معيار النجاة، ركن هو المفتاح لبقاء المسلم مسلمـًا، أو بعده عن إسلامه وعن دينه، ركن هو الميزان الذي يوزن به العبد في الدنيا والآخرة، ركن من لم يأت به فإن العلماء قد اختلفوا في بقائه على دينه أو زواله منه، بين مكفر، وبين مفسق، وبين آمر بقتل حدا او كفرا، وبين قائل بتعزيره كالسجن، وهو أقل أقوال الفقهاء، وأي مسلم يرتضي لنفسه أن يكون بقاء إسلامه دائر بين تكفير أو تفسيق أو قتل أو حبس، وكفر وهو الأخطر يعني أن يكون لاصلة له بالمسلمين، فلا يرث، ولا يورث، وإن مات لا يغسل ولا يصلى عليه، لا يدفن في مقابر المسلمين، ولا شيئًا من أحكام الإسلام ابدا، لا تبقى زوجته لديه، ولا تقبل شهادته، ولا يزوِّج إن كانت له بنات، أو لا يصلح وليًا في النكاح، قال ابن الجوزي - رحمه الله -: (وتارك الصلاة - على صحة البدن: لا تجوز شهادتُه، ولا يحِلُّ لمسلمٍ أن يُؤاكِله، ولا يدخل معه تحت سقف)، وقل مثل هذه الأمور التي اختلف فيها الفقهاء، بل نقل ابن القيم عليه رحمة الله: إجماع الفقهاء على كفره، وسرد أدلة كفره من الكتاب، والسنة، والإجماع، وإن كان الإجماع فيه مبالغة لكن لخطورة المسألة، حتى قال ابن حزم عليه رحمة الله -وهنا اسمي الموضوع-:(مُؤخِّر الصلاة عن وقتها صاحِبُ كبيرة، وتاركُها بالكلية - أعني الصلاة الواحدة - كمَنْ زنى وسرق؛ لأنَّ تَرْكَ كلِّ صلاةٍ أو تفويتَها كبيرةٌ، فإنْ فَعَل ذلك مراتٍ؛ فهو من أهل الكبائر إلاَّ أنْ يتوب، فإنْ لازَمَ تركَ الصلاة؛ فهو من الأخسرين الأشقياء المجرمين).
- عقوبة السارق معلومة في كتاب الله، وعقوبة الزاني معلومة وهكذا، لكن من ترك الصلاة معلومة لا من باب حد عادي بل وصفه النبي صلى الله عليه وسلم وألصق عليه صفة الكفر صراحة "ومن تركها فقد كفر"، "«بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ؛ تَرْكُ الصَّلاَةِ» رواه مسلم. وفي رواية: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا؛ فَقَدْ كَفَرَ»، "ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة"، كما قال الفاروق، لا حظ في إسلامه ولا في دينه بل عند أحمد والدارمي وعند غيرهم أيضًا إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خمس صلوات كتبهن الله على العبد فمن أداهن وحافظ عليهن كن له نجاة وبرهانـًا ونورا يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليهن لم تكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة، وحشر مع قارون وفرعون وهامان وابي ابن خلف)، هكذا يقولها صلى عليه وسلم جعله مع هؤلاء الكفار يوم القيامة، وغير هذه من الأدلة الناصعة التي استدل بها من استدل على كفر تارك الصلاة عامدا تكاسلاً، أما من تركها وهو لا يقر بوجودها في الإسلام فقد أجمع المسلمون على تفسيره قطعـًا، من لم يقر بوجود الصلاة لأنه منكر لمعلوم من الدين بالضرورة، ولكننا نتحدث عمن تكاسل عن من تركها تكاسلاً وتباطؤا وفضّل دنياه، وفضّل عمله، وفضّل هذا وذاك على الصلاة…
- إذا كان الله عز وجل قد قال فيمن يصلي: ﴿فَوَيلٌ لِلمُصَلّينَ﴾ فويل وويل على قول واد في جهنم، وردت به رواية وإن كانت ضعيفة ويل للمصلين ليس لمن لا يصلي، بل للمصلين ﴿فَوَيلٌ لِلمُصَلّينَ الَّذينَ هُم عَن صَلاتِهِم ساهونَ﴾، من سهى عن صلاته بمعنى أخرها، بمعنى أجلها، بمعنى كانت آخر أولوياته لكنه يصليها، تنبه أنه يصليها أنه يؤديها لأنه سماه الله مصليا ﴿فَوَيلٌ لِلمُصَلّينَ﴾، فهو يصليها فهو يؤديها، فهو يحافظ عليها، لكن يجعلها في آخر اهتماماته، يصلي العصر في آخر وقته، يصلي الظهر في آخر وقته، يصلي المغرب في آخر وقته، بل ربما جمع الظهر والعصر والمغرب والعشاء وقام الفجر متى ما قام لا إشكال لديه أبدا، لا يهمه لا يحزنه لا يمرضه كل ذلك ولا يفعل ذا وذاك من تعزيرات وتأنيبات لنفسه، وجلد ضميره، إن ترك شيئـًا من هذه لعذر أو أخره لشيء من ذاك، فكيف بمن تركها كلية؟ كيف بمن تهاون بها ولم يؤدها؟.
- إذا كان الله قد هيأ لهم هذا الوادي في جهنم على قول من سبق وهو لمن تكاسل عنها وأخرها، فكيف بمن لم يصلها أصلا، كيف بمن تركها كلية؟، كيف بمن لم يحافظ عليها بتاتـًا؟، كيف بمن لم يعرف اتجاه القبلة، كيف بمن ظل أسبوع كاملا كما حدثني بعضهم لا يغتسل من جنابة أصلا؛ لأنه لا يصلي، كيف يعيش هذا اذا أصابه هم أو غم أو حزن أو شيء من ذاك كيف يفعل، وهذا نبيه وقدوته صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر صلّى، ويقول: "أرحنا بها يا بلال".
- أي بركة في وقته في عمره في صحته في ماله في كل شيء من حياته: ﴿وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى﴾ ومعناها; الصلاة باب رزق وخير وبركة وفتح من الله تبارك وتعالى.
إلى أين يفزع، وهذا ربه يقول: ﴿وَاستَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلّا عَلَى الخاشِعينَ﴾ ومن لا يصلي ما الذي سيعود إليه من وسيلة يستعين بها على قضاء حوائجه…
- أين موقع صلاته من جدول وقته، والدرجة رقم كم تحتل، وما هو موقعها في قلبه، وما الذي يتركه لأجل يحافظ على قول الله: {إِنَّ الصَّلاةَ كانَت عَلَى المُؤمِنينَ كِتابًا مَوقوتًا﴾.
- ماذا يترك، أي عمل ينصرف عنه، ما المحل التجاري الذي يغلقه، ما الشيء الذي يتركه، ما هو الهوى الذي يكف عنه لأجل أن يستجيب لذلك النداء العظيم من ربه عز وجل: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا نودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلى ذِكرِ اللَّهِ وَذَرُوا البَيعَ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾، وما قيل في الجمعة يقال في غيرها، وينطبق عليه حكمها…
- يا من لا تصلي، أيها التارك لصلاته، أيها الشقي المحروم من مناجاة ربه، والتقرب لمولاه جل جلاله: لا يكن ابن أبي ومن معه من المنافقين في ذلك الوقت خير ممن تركوا الصلاة في عصرنا؛ فإن الله قال عنهم، {وَإِذا قاموا إِلَى الصَّلاةِ قاموا كُسالى يُراءونَ النّاسَ وَلا يَذكُرونَ اللَّهَ إِلّا قَليلًا﴾ وقد ذُكر أنهم كانوا يحافظون عليها في أول صفوف المسلمين لكن وصفهم الله بالتكاسل، فكيف بمن لم يصل الآن ما موقعه، ما حظه، أيكون أولئك خير منه، أيكون هؤلاء أفضل منك.
- ماذا ينتظر ذلك التارك لصلاته، بل لإسلامه، أي عقوبة إلهية ينتظرها من ترك صلاته، وهذا عبدالله بن شقيق الصحابي الجليل رضي الله عنه يروي عن الصحابة فيما ذكره الترمذي وغيره أنه قال: " ما كان الصحابة يرون شيئـًا تركه كفرا غير الصلاة"، كل شيء يمكن أن يتركه المسلم لا يكفّر به إلا الصلاة؛ لأن النص من النبي صلى الله عليه وسلم واضح: "فمن تركها فقد كفر"، ولم يرد أي نص قطعـًا كورود أن من لم يصلِّ فقد كفر، كل من هو داخل في إطار الإسلام وإن زنى وإن سرق وإن فعل فهو مسلم، لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم فقد كفر إلا من ترك الصلاة، فقد قالها صلى الله عليه وسلم صراحة دون تلكؤ ودون إشارة، بل بنص العبارة، وفرق عند الأصوليين بين الإشارة والعبارة؛ فالعبارة معناه القطع، والإشارة معناه الاختلاف؛ لأن نبينا عليه الصلاة والسلام يقول ذلك يصرح بهذا صراحة، فهل من مسلم راجع بهذه الأدلة الصحيحة الصريحة الناصعة، بل في كتاب الله جل جلاله فيما ذكرت….
- ثم هؤلاء أصحاب النار لما يسائلهم أصحاب الجنة: ﴿ما سَلَكَكُم في سَقَرَ﴾، أول إجابة سببية لهم: ﴿قالوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلّينَ﴾، كأنهم يقولون: إشكاليتنا في الصلاة، افتح محلي قبل الظهر أو قبل العصر أو قبل المغرب أو قبل العشاء ثم أغلقه لا صلاة ولا أتحدث عن أي صلاة، ولا هي في بالي، أخرج من بيتي فاغسل وجهي ثم انطلق لعملي فأعود بعد المغرب أو بعد العشاء أو بعد الظهر لآكل أو أشرب أو أنام واغسل وجهي في ذلك الوقت، لا أعرف صلاة وهو يدعي إسلاما، وهو يدعي دينـًا، وهو يدعي ما يدعي، وهو لا يصلي: ﴿ذَرهُم يَأكُلوا وَيَتَمَتَّعوا وَيُلهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوفَ يَعلَمونَ﴾، ﴿ يَتَمَتَّعونَ وَيَأكُلونَ كَما تَأكُلُ الأَنعامُ﴾.
- انظر لعمر رضي الله عنه مع أنه مطعون ميؤوس من شفائه أصلاً، ومع هذا لما كان في غيبوبته كان يُنادى يا أمير المؤمنين، يا فلان قم أصحى، استيقظ، جاء الأطباء، الأقارب، المقربون… ما نفع شيء، فقال ابن عمر أنا أخبركم به، نادوه بالصلاة، يستيقظ للصلاة، فقالوا يا أمير: الصلاة الصلاة رحمك الله، فقام كالمذعور وهو يقول بعد أن قام مذعورا: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، إنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، أصلى المسلمون؟، هل أتموا صلاتهم؛ لأنه طُعن وهو يصلي بهم، أصلى المسلمون، فأخبروه ثم قام فتوضأ رضي الله عنه وصلى والدماء تثعب منه، صلى ولم يترك صلاة مع هذا الوضع الذي هو فيه، بل ما أيقظته إلا هي، وقد اتفق أهل التاريخ على رواية القصة؛ حتى لا يكذبها أحد.
- وقد أجمع العلماء على أن الصلاة لا تترك لعذر أبدا، ما دام وأن المسلم روحه في جسده، حتى وإن كان في آخر لحظات حياته، وهو يودع الحياة، فإن صلاته لا تسقط عنه أبدا باتفاق العلماء، اللهم إلا اذا زال عقله لا يعقل شيئا، ليس له عقل، جُن، غاب في غيبوبة دائمة، أو شيء من هذا فتسقط عنه؛ لأن التكليف على العقل لا على البدن، العقل مناط التكليف.
طيب قد تقول: كيف يصلي وهو على هذا الحال؟ وهنا تأتي المسائل الخلافية كيف يصلي قائمـًا، مضطجعـًا، نائمـًا بيده، برمشه، بنيته…، بأي شيء يصلي، يصلي بوضوء، بدون وضوء، مستقبل القبلة، غير مستقبل للقبلة، يصلي يعني يصلي…
-كم ناقش الفقهاء صلاة المسايفة، ونعني بصلاة المسايفة أن يكون المسلم في خضم المعركة، وهو يرى الموت، وهو يعاين للموت الأحمر في معركة حامية الوطيس، والدماء تجري من كل مكان، وفوق كل سفح، والرؤوس تقطع، والأجساد تنزع، والعقول تُروع وتجزع، ومع هذا لا يترك الصلاة أبدا، وليس له ذلك، ولم يعذره الإسلام بترك الصلاة، ولكن خفف عليه الأداء: ﴿حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ فَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكبانًا...﴾، فرجالا وأنتم تمشون رجالا، أي على أرجلكم، أو ركبانـًا على خيولكم، أو أبعرتكم، أو على سياراتكم، أو أي شيء كان، فرجالاً أو ركبانـًا صلوا يعني صلوا، نزلت في حديث المعارك هذه الصلاة: ما تسمى صلاة المسايفة.
- وكذلك صلاة أخرى عرفناها في إسلامنا، في فقهنا الإسلامي إنها صلاة الخوف، عندما يكون خوف، اضطراب، رعب، هلع… وصلاة الخوف ميدانها ميدان، وخبرها آخر، وشأنها غير صلاة المسايفة؛ إذ نناقش صلاة الجماعة فيها مع الخوف والهلع… ولا نناقش كيف يؤديها الفرد كالمسايفة، فتُصلى جماعة لا يتحدثون عن تصلي أو لا تصلي، تصلي قائمـًا أو قاعدا، أو ماشيـًا، أو راكبا، بل يتحدث الفقهاء تُصلي جماعة أم تُترك صلاة الجماعة، يصلي الإمام ركعة أو يصلي ركعتين، يصلي أربعـًا أو يصلي ركعتين، يصلي المجاهدون ركعتين مع الإمام أم ركعة، ثم يكمل، وهكذا يختلفون في كيفية صلاة الجماعة، ولا يختلفون فيها يصلي أو لا يصلي: ﴿وَإِذا ضَرَبتُم فِي الأَرضِ فَلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَقصُروا مِنَ الصَّلاةِ إِن خِفتُم أَن يَفتِنَكُمُ الَّذينَ كَفَروا إِنَّ الكافِرينَ كانوا لَكُم عَدُوًّا مُبينًا وَإِذا كُنتَ فيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلتَقُم طائِفَةٌ مِنهُم مَعَكَ وَليَأخُذوا أَسلِحَتَهُم فَإِذا سَجَدوا فَليَكونوا مِن وَرائِكُم وَلتَأتِ طائِفَةٌ أُخرى لَم يُصَلّوا فَليُصَلّوا مَعَكَ وَليَأخُذوا حِذرَهُم وَأَسلِحَتَهُم وَدَّ الَّذينَ كَفَروا لَو تَغفُلونَ عَن أَسلِحَتِكُم وَأَمتِعَتِكُم فَيَميلونَ عَلَيكُم مَيلَةً واحِدَةً وَلا جُناحَ عَلَيكُم إِن كانَ بِكُم أَذًى مِن مَطَرٍ أَو كُنتُم مَرضى أَن تَضَعوا أَسلِحَتَكُم وَخُذوا حِذرَكُم إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلكافِرينَ عَذابًا مُهينًا﴾.
- الصلاة التي مات صلى الله عليه وسلم كما قال أنس، والحديث ثابت أصله في البخاري ومسلم، (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)، قال أنس فسمعناها يرددها بلسانه ولا نفهمه، ويقولها في خلجات صدره، يعني ما ما استطعنا أن نسمع جيدا؛ لأن غرغرة الموت قد بدأت به بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، وهو يقول للناس الصلاة الصلاة آخر وصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدثكم لماذا آخر وصية؛ لأنها دين أنبياء، لأنها دين الأنبياء جميعـًا منذ آدم حتى آخر رجل من الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تبارك وتعالى عنهم; ﴿أُولئِكَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنا مَعَ نوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبراهيمَ وَإِسرائيلَ وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩﴾ ثم قال بعدها مباشرة: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا﴾، يعني من هؤلاء القوم المتأخرين بعد الأنبياء…
وقال لبني اسرائيل ﴿وَلَقَد أَخَذَ اللَّهُ ميثاقَ بَني إِسرائيلَ وَبَعَثنا مِنهُمُ اثنَي عَشَرَ نَقيبًا..}، ثم شرط عليهم {لَئِن أَقَمتُمُ الصَّلاةَ..}، وأمر موسى وهارون فقال{وَاجعَلوا بُيوتَكُم قِبلَةً وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ﴾، وقال لإبراهيم عليه السلام: {أَن طَهِّرا بَيتِيَ لِلطّائِفينَ وَالعاكِفينَ وَالرُّكَّعِ السُّجودِ﴾،طهر بيتي لهؤلاء، وهذا إسماعيل: ﴿وَاذكُر فِي الكِتابِ إِسماعيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا وَكانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِندَ رَبِّهِ مَرضِيًّا﴾ وغير ذلك ما لا يحصى…
- فالصلاة هي دين الأنبياء جميعـًا منذ آدم حتى آخر نبي هو نبينا صلى الله عليه وسلم، ولذا وهو يقولها للأمة موصيـًا بها وهي آخر وصيته عليه الصلاة والسلام، وفي آخر لحظات حياته فهل حافظنا على وصية نبينا، وسيدنا، وقدوتنا عليه الصلاة والسلام، أم ضيعنا وبالتالي سنضيع حتما: ﴿فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، ﴿ وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ ومفهوم المخالفة وإن لم تتبعوني يبغضكم الله، بل قال ربنا بعدها مباشرة: ﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرينَ﴾.
- إن الصلاة فُرضت عليه صلى الله عليه وسلم لا في الأرض، كما فرضت بقية الأركان والواجبات، بل فرضت في السماء اجتماع من نوع آخر، اجتماع كبير، وفرض عظيم، لا تتسع له الأرض حتى يصعد هو صلى الله عليه وسلم إلى السماء، لا ينزل جبريل إلى الأرض بل يصعد النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه للقاء، يلفت الله عناية رسوله صلى الله عليه وسلم، والأمة أن شأن هذا الفرض عظيم، يفرض الله عليه الصلاة عند ملائكته، وأمام أنبيائه ورسله جميعا؛ ليكونوا شهداء على هذا الفرض العظيم، والعجيب لا في السماء الأولى ولا في الثانية… ولا في السابعة، بل عند العرش: "حتى إني لأسمع صرير الأقلام"، يقولها صلى الله عليه سلم، إنها الصلاة لا حظ في الإسلام لمن لم يصل، لمن تركها، من تهاون فيها، من لم يؤدها، من لم يحافظ عليها وإن ادعى الإسلام في يومه ألف مرة، أقول قولي هذا واستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- مع ما ذكرت في خطبتي الأولى من عظائم لها في ديننا، وشأن أكبر لها، إلا أننا نجد العجب العُجاب، ونجد الطوام الكبرى، ينصرف أحدهم إلى القات أو لهذا وذاك ويترك الصلاة، يسمع أحدهم النداء ولا يجيب، يخزن بجوار المسجد ولا يدخله، يجوار المسجد سنوات وما عرفه، لا ينسى عشاه أو غداه أو عمله، ولا ينسى هذا ذاك من أشغاله بل يؤقت منبهه عليه، إن لم يستيقظ بدونه؛ لهمته لذلك العمل، إلا الصلاة فإنها أول ما ينساها، وأيسر ما يتركها، وينشغل عنها ولو بتوافه الأمور، بل يمكن جدا أن يترك الصلاة لألف ريال من أرزاقه التي يسميها، يمكن أن يسمع النداء فيأتيه شاغل فيترك صلاة ولا يذكرها، يمكن ويمكن ويمكن إلا الصلاة في آخر اهتماماته إن جعلها في آخر اهتماماته، وإلا فليست في قائمته أبدا، أي كارثة هذه، وأي مصيبة… ومن يرتضي منا أن يكون محل خلاف بين الفقهاء بين إسلامه وبقائه…
- وإذا كان الله -كما في البخاري- يعذب من تهاون في الصلاة فنام عنها فنام عنها، رفض الصلاة بالنوم فقط، فكيف بمن رفضها بغيره، تركها كلية لم يحافظ عليها ابدا لا يصليها، ورد في البخاري " إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيفدغ رأسه أي يشدقه، فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال – قلت لهما سبحان الله، سبحان الله، ما هذان فقالا في آخر الحديث: إخبارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما رآه أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يفلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة " أخرجه البخاري.
لا يصلي اذا نام ولا يبذل سببـًا، ولا وسيلة، ولا ينتهي عن سبب منعته من الصلاة كقات أو سهر أو أصدقاء أو عمل ولا شيء من هذا، إذا كان هذا عذابه كما ققال الملك إلى أن تقوم الساعة يعني في قبره فقط، فكيف بما بعد ذلك؟، كيف بما هو قادم، كيف بما هو آت، كيف بيوم القيامة الذي يقولون عن القبر: ﴿قالوا يا وَيلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحمنُ وَصَدَقَ المُرسَلونَ﴾، كنا في خير أفضل من هذا، حتى سموه مرقدا يرتاحون فيه،ك؛ لأنهم رأوا عذابـًا أشد وأشق وأبقى وأكبر وأدهى، فكان ذلك يسيراً عليهم أمام العذاب الأكبر والأعظم…
- بل رأوا عظمتها وأنها معيار نجاتهم أو هلاكهم ففي الحديث الصحيح: " إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وصلح سائر عمله، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وفسد سائر عمله، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب تبارك وتعالى : نظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك".
- لا أطيل عليكم، وإن كان الواجب أن اتحدث فعلاً عن هذا في خطب لا في خطبة، لكن اختصرتها وأحسب أني أديت ما يجب علي، وبذلت جهدي لحصر أهم الأدلة من كتابي الرسالة الجامعة في الصلاة النافعة يصدر قريبا إن شاء الله…
- ولكن الذي لم أذكره حتى الآن: مَن الفقهاء الذين يرون تكفير، وتفسيق، وحبس، وقتل تارك الصلاة، يعني أن هذا الذي لا يصلي لا يخرج عند جميع الفقهاء من أربع عقوبات :
- إما كافر عند الحنابلة، وبالتالي يُقتل كفرا فلا يغسل، ولا يكفن، ولا يُصلى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يرِث، ولا يُورَث، ولا يُزوَج، ولا يزوَج، ولا شيء من أحكام الإسلام وهذا رأي الحنابلة…
- الشيء الثاني والقول الثاني مذهب الشافعية والمالكية الذين يرون أنه فاسق مرتكب لكبيرة عظيمة ويُقتل عندهم عند الشافعية والمالكية ولكن قتله ليس بكفر وإنما كقتل الزاني المحصن، يُقتل حدا لا ردة، وبالتالي يُصلى عليه، وأحكامه أحكام المسلمين، وهل يرضى أحد بهذين القولين، قول الجمهور الحنابلة والمالكية، والشافعية لا يرتضي أحد ابدا،
- أما قول الحنفية والظاهرية وهو أيسر الأقوال أنه يُحبس حتى يُصلي ولا يخرج من قيده إلا بصلاته فهل يرتضي أحد هذا، أو يقبل أن يكون مقتولا ردة أو حدا أو محبوسا لصلاته…
- حتى لا أطيل أكثر من هذا وقد أطلت هذه المرة؛ لعظمة ما أتحدث عنه: ألا فلنتقِ الله، ولنرعَ الحرمة، ولنحافظ على الصلاة، ولننتبه لها، ولتكن الصلاة هي أول أهتماماتنا، وأعظم واجباتنا، وأقدس أعمالنا… صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199