*التعلق.بالله.وحده.لابالأمم.المتحدة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو الاتحاد ...

منذ 2025-05-17
*التعلق.بالله.وحده.لابالأمم.المتحدة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/4SfT8ni94z8

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فإن القلب هو بيت الله عز وجل، وإن الله جل جلاله يحمي بيته بما شاء، ولا يمكن لبيت من بيوت الله -وأعني القلب- لا يمكن لبيت من بيوت الله أن يعمره ذلك الإنسان بأساسين، ويدخل فيه أشياء وأشياء من التخاليط التي لا تبنى بها هذه البيوت العظيمة التي تعد للعظائم، خاصة وهو ملك من الملوك، وسادة من السادات الكبار، ولا يحل أن يزاحم فيه ما يليق ولا ما لايليق، وبالتالي فالله تبارك يغار على بيته، ويغضب لحرماته، ولا يرضى لعبد أن يدخل في قلبه شيء غير الله، وإلا خرج ربه من ذلك القلب...
القلب بيت الرب جل جلاله….
حبًا وإخلاصًا مع الإيمان
حب الهوى وحب ألحان الغناء
في قلب عبد ليس يجتمعان

- إن القلب هو البيت الذي في جسد كل مسلم، هذا القلب مضغة صغيرة ومع هذا هي الأساس التي تتحكم بذلك الإنسان، وفي البخاري ومسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"، إنها كالملِك يتحكم بجنوده، وبرعاياه، وسائر دولته، وبأركانها، بوزرائها، وبأصغر واحد في حكومته ودولته إلى أكبر واحد منهم، فكذلك القلب يتصرف في كل أعضائنا فلا ينطق اللسان إلا بأمر القلب، ولا تنظر عين إلا بإذنه، ولا تشير يد إلا بإذنه، ولا سمع ولا بصر، إنه ملك حقيقي؛ فجميع الأعضاء خاضعة له، وإذا فسد ذلك القلب فمعناه إن الأعضاء ستخضع له أيضا، لكن شتان بين خضوع وخضوع، خضوع لدنيا ولتوافه الحياة، وخضوع لربه جل في علاه، شتان بين خضوع لمولاه وبين خضوع لهواه…

- فرق كبير جدًا بين إنسان أخضع قلبه لربه فلا يُدخل فيه شيئـًا أبدًا غير الله، وقلب آخر زاحم قلبه كل شيء من هموم الدنيا وأكدارها وأوصابها وأنصابها وما فيها، وبالتالي الله كريم ما إن يزاحم شيء ذلك القلب من الدنيا حتى يخرج الكريم جل جلاله منه، وبالتالي يصبح القلب خاويـًا خاليـًا من ربه عز وجل، ويعني أن القلب سيفسد، ويذهب في مهب الريح، فلا يأمر الجسد إلا بشر وإثم، ومعناه أن العين ستنظر لكل حرام، وأن السمع واللسان واليد والقدم وكل تلك الأعضاء ستنطلق لما لا يحل، لما لا يجوز، أما ذلك الإنسان الذي قلبه مستول عليه ربه، فإنه لا ينطق إلا بخير، ولا ينظر إلا إلى خير، ولا يسمع ألا خيرا وهكذا، فمن حافظ على ربه في قلبه فهو الفالح حقا، والفائز صدقا، والناجي يقينا؛ إذ سيكون من أولياء كما في صحيح البخاري روى النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى: " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه ".

- فالواجب على كل مسلم أن يحمي قلبه حق الحماية من مفسدات الهوى، والفتن والضلال؛ حتى يبقى القلب معه الرب وإلا تولى عنه وتركه لنفسه يتخبط في دنياه، وشهواته، ولا يخرج من ذلك أبدا بل كلما انتهى عاد، وكلما انتهى ابتدأ، وصدق الله: ﴿وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتنَتَهُ فَلَن تَملِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيئًا أُولئِكَ الَّذينَ لَم يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلوبَهُم لَهُم فِي الدُّنيا خِزيٌ وَلَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ﴾، ولهذا فإن الله جل جلاله على لسان رسوله قد حرم على المسلم أن يلتجئ لأي شيء كان غير ربه تعالى، فمن ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح قال: "من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا أودع الله له، ومن تعلق بشيء وكل إليه"، وهذا بيت القصيد من تعلق بشيء أي شيء كان من أمور الدنيا فإن الله يوكله إلى ذلك المعلق به، ويصبح ذلك القلب ضعيفـًا هزيلاً أمام كل شهوة وشبهة وأي شيء؛ لأنه تعلق بغير ربه، فكانت الخسارة عليه…

- ولهذا فالله عز وجل قد قال: ﴿مَن كانَ يُريدُ الحَياةَ الدُّنيا وَزينَتَها نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فيها وَهُم فيها لا يُبخَسونَ﴾، أي تعلق بها، وأصبحت داخل قلبه مستولية عليه، وأصبحت الدنيا هي أكبر همه، ومبلغ علمه، وغاية رغبته، فلا ينطق إلا بها، ولا يفكر بسواها، ولا يرى غيرها، ولا يضحي لشيء سواها، هي تقيمه، وتقعده، وتنيمه، من أجلها يرضا، ويغضب، ويسخط، يخاصم ويصالح… فهي عنده كل شيء يمكن يترك دينه وآخرته وصلاته وعبادته وكل شيء لأجلها… هذا يصدق فيه قول الله: ﴿مَن كانَ يُريدُ الحَياةَ الدُّنيا وَزينَتَها نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فيها وَهُم فيها لا يُبخَسونَ﴾، نوفي توفية كاملة غير منقوصة، نوسع إليهم أعمالهم مشاريعهم، أشغالهم، تجارتهم، أرزاقهم، متاعهم، أكلهم شربهم، بيوتهم، أراضيهم… وأيضا نشغلهم بأمراضهم، ومشاكلهم، وهمومهم، وغمومهم، وأحزانهم نوسع عليهم كل ذلك: ﴿مَن كانَ يُريدُ الحَياةَ الدُّنيا وَزينَتَها نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فيها وَهُم فيها لا يُبخَسونَ﴾، لكن ثم ماذا: ﴿أُولئِكَ الَّذينَ لَيسَ لَهُم فِي الآخِرَةِ إِلَّا النّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعوا فيها وَباطِلٌ ما كانوا يَعمَلونَ﴾؛ لأنه قلب غُرس فيه غير الله؛ لأنه قلب تعلق فيه غير الله؛ لأنه قلب ما استكان ولا لان ولا خضع لله، فكان حقا عليه تبارك وتعالى أن بخضعه لغيره، ويتعسه في دنياه، ويشقيه فيها… فمن لم يعبد ربه عبده هواه ودنياه وشيطانه…﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ﴾.

- ثم الملاحظ أن من عبد دنياه، وتعلق قلبه بها فإن الله لا يعطيه كلها بل على قدره دون زيادة: ﴿مَن كانَ يُريدُ العاجِلَةَ عَجَّلنا لَهُ فيها ما نَشاءُ لِمَن نُريدُ ثُمَّ جَعَلنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصلاها مَذمومًا مَدحورًا﴾، فالله هو الذي يعطيه: {ما نشاء لمن نريد}، وبالمقابل: ﴿وَمَن أَرادَ الآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعيَها وَهُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعيُهُم مَشكورًا﴾، فمشكور سعيك وإن قل لكنه عظيم عند الله تعالى؛ كونه صدر من قلب لم يعرف غير خالقه…

- إن من عرف ربه عز وجل وجده قادرا متصرفا بيده كل شيء، ويملك كل شيء: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾، وبالتالي من أخضع قلبه لربه، واستعان به وحده رزقه الله جل جلاله ما يشاء دون حساب: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًا﴾،﴿وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ}، حتى أن الرزق الذي يأتيه يأتيه من غير أن يتعلق به، لأنه غائب عن قلبه لم يتعلق بدنيا وتوافه الحياة وأسبابها ولم يتعلق إلا بالله لا بالأسباب، فأراد الله أن يصرف ذلك القلب عن ملاحظة الأسباب فرزقه من حيث لم يتوقع، أتاه الله بأسباب ومسببات لم تكن في حسبانه…

- لكن من علّق قلبه بغير ربه، ولجأ لسوى مولاه أشقاه، وأعماه، وأظمأه، وأصابه: {قُل أَفَرَأَيتُم ما تَدعونَ مِن دونِ اللَّهِ إِن أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَل هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَو أَرادَني بِرَحمَةٍ هَل هُنَّ مُمسِكاتُ رَحمَتِهِ قُل حَسبِيَ اللَّهُ عَلَيهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلونَ﴾، أولئك الذين تعلقتم بهم وأصبحت قلوبكم ساقطة لاقطة منتظرة كليلة إليهم، هل هن كاشفات ضره؟ أو أرادني برحمة؟ هل هن ممسكات رحمة، لا وألف ولا، إذن فالواجب على كل مسلم أن يخضع لله عز وجل ولا يخضعه لهواه، ولا يخضعه لشهوة، ولا يخضعه لدنياه، ولا يتعلق قلبه بهاتفه، أو توافهه، أو دنياه، أو أي شيء من هامشيات الحياة، وإن فعل وكان الله يحبه فإنه سيحرمه ذلك، ويصرفه عنه؛ غَيرة من الله على قلب عبده كيعقوب عليه السلام لما تعلق قلبه بيوسف حرمه الله من يوسف، وأبعده عن ناظريه؛ لأن الله أراد أن لا يزاحم ذلك القلب أي شيء آخر دونه، ونحن إن تعلقت قلوبنا بغير ربنا فلا نأمن مكره، ولا نأمن غضبه، ولا نأمن عقابه؟ ولسنا والذي لا إله إلا هو أكرم عليه من يوسف عليه السلام لما تعلق قلبه بالملك لأجل الخروج من السجن قال الله: {فَلَبِثَ فِي السِّجنِ بِضعَ سِنينَ﴾ عقوبة له؛ لأن لما تعلق للحظات بغير الله أن يخرجه من السجن أنساه الشيطان ذكر ربه…

- وقل عن صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم وهو فيهم عليه الصلاة والسلام ففي حنين لما تعلق المسلمون الجدد في غزوة حنين بقوتهم وعزيمتهم وكثرتهم وقلة عدوهم قالوا لن نهزم اليوم من قلة إن كان عن قلة فإنّا كثير، وبالتالي لا هزيمة، فكانت الهزيمة؛ لأن القلب تعلق بأمور معنوية، وبأسباب تافهة غير الله تعالى، بقوة عسكرية، أو بجنود متدربة، أو بتحالفات عالمية، أو بقرارات أممية، أو بمبادرات إقليمية، أو بشجب، وتنديد هذا أو ذاك… أو بأي شيء كان، إن تعلقت القلوب بهؤلاء ضاع ذلك المسلم؛ لأن الله يغضب له، ولا يريد له أن يتعلق بأي شيء أبدا سواه… ولم أبالغ إن قلت للأسف الشديد: لقد تعلقنا اليوم لا بجند الله، وقدرته، وعظمته بل الدول العظمى، وقرارتها المخزية، ومبعوثيها الجواسيس الأراذل، وحلولها الحمقى، وبقدراتها وعسكرها وطائراتها… فمتى تعلقت قلوبنا بربنا، وعادت لخالقها نزل علينا نصره وتأييده…

- وقد أدرك عمر الفاروق رضي الله عنه ذلك في غزوة اليرموك لما رأى أن المسلمين تعلقوا بقيادة خالد بن الوليد ظنوا أن النصر بفضل قيادته، وحنكته، وتخطيطه، وقدراته، أو خاف عمر ذلك فغيّره سريعا، وأبدل بدله أبا عبيدة بن الجراح ولو خسر ما خسر مادام كسب قلوب الناس لربهم جل جلاله وأسلمهم له، وجعلها لا تتعلق بسواه، فكانت اليرموك من أعظم معارك الإسلام على الإطلاق….

- وقل عن وفاته صلى الله عليه وسلم الذي بدأ الناس في اضطراب وقلق وحزن ما بعده حزن أبدا أبدا فجاءت كلمات الصديق لترد تعلقهم بالله جل وعلا مرسل رسوله بل ورسله جميعا وليس التعلق بشخصه عليه الصلاة والسلام فقال: "من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"، واستدل لذلك بقوله: ﴿وَما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلى أَعقابِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيئًا وَسَيَجزِي اللَّهُ الشّاكِرينَ﴾…

ألا فلنعلق قلوبنا به تعالى لينزل علينا نصره، لينزل علينا ما يريد، وليعطينا ما نريد، ليحقق لنا ما نطمح إليه، أما إذا تعلقنا بتوافه أمورنا، وبدول الشرق والغرب وقرارات الأمم، وكلنا الله إليها، وأصبحنا في عذاب معها؛ لأن الله قد تخلى عنا، وعنها أيضًا…
أقول قولي هذا وأستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

- جاء في الأثر أن الله تبارك وتعالى قال: "وعزتي وجلالي ما اعتصم بي عبد من عبادي فكادت له السماوات والأرض إلا جعلت له ما بينهما فرجـًا ومخرجا"، تأمّل:" وعزتي وجلالي ماعتصم بي عبد من عبادي"، وانظر لكلمة اعتصم بي، ولم يعتصم بفلان ولا علان، ولا بالدولة الفلانية، ولا بالمؤسسة الفلانية، ولا بالوظيفة الفلانية، ولا بالحكومة العلانية، أو القرارات الأممية، أو التحالفات العسكرية، أو المبعوثين الأمميين، ولا بأي شيء من الدنيا أبدا، لم يعتصم بأحد غير الله، "وعزتي وجلالي ما اعتصم بي عبد من عبادي فكادت له السماوات والأرض" الجميع مجمعون ضده لله ولا غالب إلا الله {وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾، "إلا جعلت له من بينهما فرجـًا ومخرجا"… يؤكد هذا الأثر ما صح عنه صلى الله عليه وسلم: "من نزلت به فاقة (فقر مثلا) فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل" وقد رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني، فضلا عن ما صح عنه صلى الله عليه وسلم أيضا في قصة الأعرابي الذي أخذ سيفه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من يمنعك مني ؟ قال : " الله " فسقط السيف من يده فأخذ السيف فقال : " من يمنعك مني ؟ " فقال : كن خير آخذ..." فاستعان صلى الله عليه وسلم بربه فسقط السيف من يد الأعرابي ولم يعد صلى الله عليه وسلم لغير الله حتى أن ينادي صحابيا لم يفعل…

- لكن أصبح حالنا حال ذلك الرجل من بني إسرائيل الذي رآه موسى عليه السلام وهو يدعو ويبكي فرحمه موسى، رحمه كليم الله عليه السلام فقال يا ربي لو وكلت لي حاجته لأعطيها إياه لما ترددت، فلماذا ما اعطيته ذلك الشيء الذي يطلب منك، فقال الله لموسى: " يا موسى -وهو والله حال أغلب المسلمين-، قال: " يا موسى إن هذا لسانه معي، وقلبه بيد غيري"، هو يقول يا الله لكنه ينتظر لفلان أن يعطيه، لكنه ينتظر للمؤسسة الفلانية أن توظفه، لكنه ينتظر للدولة الفلانية أن تعتمده، لكنه ينتظر للأمم المتحدة أن تصدر قرارا بالإفراج عنه، أو بالإفراج عن دولته المحاصرة المطروطة المشردة المقتولة المغضوب عليها المهزومة المسحوقة المنهوبة أي شيء كان، قلبه بيد غيري قلبه بيد الآخرين تعلق القلب بغير الرب وبالتالي لن يجبه الله وإن بكى الف سنة، قلبه بيد غيري ولسانه معي….

- فإن تعلقت القلوب بالآخرين لن نزال على ما نحن فيه، ولا مخرج لنا أبدا من أي ورطة كانت؛ لأن القلوب الأصل أن تعود إلى الله خاصة في أوقات فتنها وشدائدها؛ لأن الله لا يبتلي العباد إلا لأجل أن يعودوا إليه: ﴿وَلَقَد أَرسَلنا إِلى أُمَمٍ مِن قَبلِكَ فَأَخَذناهُم بِالبَأساءِ وَالضَّرّاءِ لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعونَ فَلَولا إِذ جاءَهُم بَأسُنا تَضَرَّعوا وَلكِن قَسَت قُلوبُهُم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ ما كانوا يَعمَلونَ﴾… فإن عاد العباد لربهم في وقت فتنهم فهي الكارثة…
- وهؤلا قوم يونس لما عادوا إلى الله والعذاب فوق رؤوسهم يشاهدونه لكن عادوا إلى الله بصدق رفع الله العذاب عنهم، {إِلّا قَومَ يونُسَ لَمّا آمَنوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخِزيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَمَتَّعناهُم إِلى حِينٍ﴾، فنحن نحتاج إلى تعلق جيد بربنا، وعودة صادقة لمولانا…

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 6

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً