*شهر.شعبان.حِكَمٌ.وأحكام.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...

منذ 2025-05-17
*شهر.شعبان.حِكَمٌ.وأحكام.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/LrPFcGGg77o
*📆 تم إلقاؤها بمسجد الخير المكلا فلك جامعة حضرموت: 8/شعبان /1443هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:

- فإن العبد الصالح المنقطع لربه، المنشغل بمولاه، لا يصده عنه صاد، ولا يرده عنه راد، لا يقف شيئًا أمامه أبدا، لايمكن لأحد أن يعترض ذلك المكان الذي يريده، وذلك الهدف الذي يتوجه له، ويرى على أن كل اعتراض له ليس بشيء؛ لأنه انقطع لمولاه، لأنه يتجه لربه، لأنه يريد حبيبه جل جلاله: ﴿لا أَبرَحُ حَتّى أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أَمضِيَ حُقُبًا﴾، إنه يسلك كل سبيل، وكل طريق، وكل ما يؤدي إلى ربه عز وجل، ويستسهل بذلك الصعاب، والمشاق، ولا يقترف بشيء أبدا…

- بل يجد متعة وأنسا، يقوم الليل لا يفتر، يصوم النهار لا يفطر، لا يتأوه من شيء، ولا يرى على أن شيئًا من هذه ثقيل عليه، ومصيبة نزلت به، بل الأمور سهلة ويسيرة وليست بشيء؛ لأنه يريد ربه تبارك وتعالى وبالتالي فكل شيء دونه لا شيء، ومن عرف الغاية هانت عليه الوسيلة، وهانت عليه التضحية، ذاك في الحقيقة إنسان عرف الله، هو إنسان اتجه إلى الله، هو إنسان اغتنم مكرمات الله، هو إنسان عرف أين الله، هو إنسان وجد الله فما فقده أبدا، ذلك الإنسان المتصل بمولاه المنشغل بحبيبه جل جلاله كل شيء عنده يسير وكل شيء عنده سهل، وكل شيء ذلول لأنه اتجه نحو من يسهل كل شيء، ولا يصعب عليه أي شيء، من بيده ملكوت السماوات والأرض، وإذا كان الناس يقطعون ما يقطعون من الدنيا من محابهم وأشغالهم وأعمالهم ودنياهم وهم يرتجزون ويفتخرون ويعتزون ويرون على أن هذه الأمور عادية سهلة يسيرة، بينما غيرهم يراها ثقيلة وصعبة وجليلة، لكنهم لما رأوا أن حبهم في ذلك الشيء ومتعتهم له استصغروا ذلك الشيء، واستسهلوه، وسهل عليهم جدا، فكيف بطائعٍ لربه كيف بعارفٍ لمولاه:
إذا كان حب العالمين من الورى
على مثل ليلى وسلمى يذهب العقل واللبى
فماذا يقول العابد الذي
سمت نفسه شوقًا إلى العالم الأعلى

- إذا كان هؤلاء يحبون ويعتزون ويفتخرون ويقضون الليل والنهار والأنفس والأعمار لمحابهم، ويرون على أن هذه التوافه توصلهم إلى ما يريدون وإلى ما يحبون وبالتالي لو انقطعت أنفاسهم وأعمارهم وأوقاتهم لأجلها ليست بشيء، ترى مثلاً قيس بن الملوح مجنون ليلى يجن على ليلاه لأنه أحبها لأنه رآها أنها كل شيء، وبالتالي لو انقطعت نفسه وانتهى عمره، وفني جسده وقلبه وكل شيء فأنه ليس بشيء حتى أنه لما رأى الكعبة لم يتذكر شيئًا الا أنه تذكر من أحبها ومن عشقها ومن أحبها في مهده وصباه، هذا وهو في الكعبة، يرى أن كل شيء يمثل ليلاه حتى الكعبة
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا
إلى الآن لم نكبر ولم تكبر البهم

- وللعلم فما ذهب به والده للكعبة إلا باقتراح الناس وأصحاب الخبرة والعلاج الذين قالوا يمكن علاجه لنسيان ليلى بالحج والعمرة فذهب به والده، لكن هيهات هيهات وقد قال
أحب لحبها السودان حتى
أحب لحبها سود الكلاب
فهي لما كانت سوداء كان يحب كل أسود، بل لما أخذه والده إلى منى، سمع رجلا ينادي على ابنته يا ليلى وكان اسم ابنته اسمها ليلى فجن جنون قيس هذا، وزاد طربه وشوقه لليلاه بالرغم هو في العلاج والمشاعر المقدسة لكن كل شيء لا شيء مادام قلبه خاليا عن كل شيء سوى ليله، فخر عند ذاك مغشيا عليه فأنشد
وداع دعى إذ نحن بالخيف من منى
فهيّج مكنون الفؤاد ولم يدري
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما
أطار بليلى طائرًا كان في صدري - سقت ما سقت لأؤكد قضية كبرى أشرت لها في المقدمة أنه إذا كان هؤلاء يتعلقون بتوافه زائلة، ودنيا فانية، ويجهدون أنفسهم، ويسخرون حياتهم، وأوقاتهم وكل شيء لأجل ذلك فكيف بمن يريد رضا الله جل جلاله، من يريد جنة عرضها السماوات والأرض، من يريد حياة باقية، ومتعة خالدة، وسعادة دائمة لا في الدنيا وحسب لا والآخرة معا.

- أيها الإخوة: كيف يتعلق العباد بتوافه حياتهم، وينقطعون لأجلها، وينسون ربهم الأعلى، ويمكن أن يتركوا فرائض الله لأجلها، بينما الله عز وجل يتناسونه، بينما الله تبارك وتعالى لا يتذكرونه، بينما الله عز وجل يكون أواخر اهتماماتهم، وآخر ما ينصرفون إليه إن انصرفوا إليه، وإلا فهم غائبون، إن ذلك الإنسان الذي عرف الله لا يمكنه أن يفضل شيئًا سواه، ولا يمكن أن يقدم غيره، ولا يمكن أبداً أن يبتدأ بشيء قبل ربه وعبادته مهما كان ذلك الشيء عنده عظيمـًا ويثمر في الدنيا وينتج له ويقتطع به دهوراً، فإن الله عنده قبل كل شيء وبالتالي هو يسابق الليل والنهار، هو منقطع للجبار لا يفوته فضل، ولا يذهب عنه فاضل، بل شعاره دائمًا وأبدا: {وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى﴾، هو شعاره يسابق الخلائق إلى الخالق، وينسى هموم حياته، ودنياه لأجل ربه ومولاه، هذا هو الناجح حقًا الذي سيكسب خيري الدنيا والأخرة، أما إنسان لم يعرف الله حق المعرفة وإن عرفه يومًا انقطع عنه شهورا، وإن تعرف عليه دهراً انقطع عنه دهورا، ما الذي فقد، وأي مصيبة نزلت به، وأي كارثة عمت عليه…

- ذلك إنسان مقطوع الصلةِ عن السماء وأصبح للأرض منسوبًا كادحًا فادحًا لا يجد الا النكد طول حياته أبدا: ﴿مَن كانَ يَظُنُّ أَن لَن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ فَليَمدُد بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ ليَقطَع فَليَنظُر هَل يُذهِبَنَّ كَيدُهُ ما يَغيظُ﴾، هذا إنسان قد أصبح الغيظ وأصبح الحزن والعيشة والضنك عليه دائمًا وابدا، ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى﴾، ذلك الإنسان الذي يعرض عن الآيات وتمر عليه النفحات والمكرمات ثم هو لا يعرف، ولا يغترف، ولا يلتفت إليها، ولا يغتنم ما فيها، هو إنسان منقطع عن الله، هو إنسان لم يعرف الله، هو إنسان لم يعرف توحيد الله، هو إنسان لم يتعرف على عظمة الله، هو إنسان جهل ربه، وأشغلته هواه ودنياه، ضاع مع نفسه وشيطانه، وانتكس وارتكس، وإذا شيك فلا انتقش، إنه إنسان ضاق صدره بمولاه، وكلما من شأنه العودة إليه والقرب منه، وفتح صدره لدنياه وتوافه الحياة: ﴿فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجعَلُ اللَّهُ الرِّجسَ عَلَى الَّذينَ لا يُؤمِنونَ﴾.

- ذلك الأنسان الذي يريد الله والدار الأخرة لا يمكن أن تمر عليه النفحات والبركات والمُكرمات من الله عز وجل دون استغلال، وإن أعظم مُكرمة على الإطلاق تمر على العبد في كل يومه وليلته محافظته على وقته، وصرف كل لحظاته في عبادة ربه وطاعته، وهناك مُكرمات وفضائل قليل من يغتنمها ويعرفها، ولهذا السلف كانوا يتجهون إلى الله عز وجل كثيرا إذا رأوا أن ذلك الباب قد اختلى، وذلك الباب قد أصبح فارغًا من الناس يدخلون إلى الله منه، قال أحدهم بحثت عن الله في كل باب فوجدت كل بابٍ إلى الله ملأى، قال فبحثت عنه من باب الذُل والانكسار فوجدت ذلك الباب فارغًا ليس فيه أحد، فكانوا يتقنصون ويتفرسون ويلتفتون إلى أماكن فيها فراغ، إلى أماكن فيها خلوة، إلى أماكن يجدون الله فيها أكثر مما يجدونه في غيرها، إلى مواضع هي مواضع نفحة لو وجدها ذلك العبد لانطلق بها نحو الدنيا بما فيها، ولو فُتح له ما فتح منها لكانت سعادته الأبدية؛ لأنها بركة لحظة يوفر عليه ساعات بل سنوات بل دهور وأعوام، إذا صدق العبد مع الله عز وجل في ذلك…

- وهذا شعبان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أكثره ولما سئُل عليه الصلاة والسلام عن ذلك سأله الحب ابن الحب أسامة بن زيد يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟
قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم"، الموضع خالٍ موضع إن وُجد فيه أُناس فهم بالقلائل، وبذلك يغتنم فيختلي بالخالق جل جلاله، وينقطع نحوه: "ذاك شهرٌ يغفل الناس عنه بين رمضان ورجب وتُرفع فيه الأعمال وأحب أن يُرفع إلى الله عملي وأنا صائم"، سببان يجعلان الحبيب صلى الله عليه وسلم يحرص على صيام شعبان، أول شيء أنه شهر يغفل الناس عنه، فلا يكثرون من الصيام فيه، ولا كثير من العبادات، بل إنما يلتفتون إلى الأسواق عادة عند كثير من الناس الذين اهتموا ببطونهم، بملاحقة الأسواق، وتلوين المشتريات لأجل بطونهم في رمضان، وأمورهم الشخصية على حساب ربهم وواجبنا نحوه، فلم يلتفتوا نحو عبادتهم وطاعتهم الحقيقية وسبب الوصول إلى رب العالمين جل جلاله…

- فذلك السبب الأول الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم ينصرف للعبادة الصيام في شعبان حتى قالت عائشة رضي الله عنها وكذلك أم سلمة: "كان صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شعبان ولم أره يصوم في شهر من الشهور أكثر مما نراه يصوم في شعبان كان يصومه كله بل لا يفطر منه الا قليلا"، وفي رواية عند مسلم: " ما رأيت رسول الله اتم شهراً تامًا غير شعبان" يعني بدون رمضان، فإنه عليه الصلاة والسلام كان يهتم اهتمامًا بصيام هذا الشهر العظيم الذي هو مقدمة وممهدة وتعود للمسلم، الشهر الحبيب إلى الله من جميع الشهور على الإطلاق في السنة كلها كما قال عنه ابن الجوزي هو كيوسف حبيب إلى يعقوب، فكذلك رمضان حبيب إلى الله عز وجل وبالتالي فنرى أن الحبيب عليه الصلاة والسلام يحرص على صومه يكثر من الصيام فيه، يكثر العبادة، وهكذا السلف الصالح كانت تكتر عندهم كلمات اللهم بلغنا رمضان، ويقولون ايضًا دعاء ونداء ورجاء كما قال المعلى بن الفضل أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، وستة أشهر أن يتقبله منهم، و اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان والحديث ضعيف لكنهم كانوا يدعون به..

- فهذا الشهر يعد اختصاراً كبيراً وهائلاً للوصول إلى الله، للوصول إلى رب العالمين سبحانه وتعالى، للوصول إلى رضا الله، فإذا كان العبد يرجو ما يرجو من مُكرمةٌ عند الله فإنه يغتنم مثل هذا الشهر وهذه الأوقات خاصة وأنه شهر فيه تُرفع الأعمال وأحب أن يرفع عملي إلى الله وأنا صائم وهناك الرفع اليومي، والرفع الشعباني، والرمضاني الذي هو في ليلة القدر، وايضًا وأن شعبان قد اختصه الله برفع أعمال العباد والحديث صحيح وأيضًا فإنه قد ورد في حديثٍ حسن أن الله تبارك وتعالى يغفر لجميع خلقه في ليلة النصف من شعبان وهو الحديث الوحيد الذي حُسن من أحاديث فضل النصف من شعبان، ينظر الى الناس جميعًا فيغفر لهم جميعًا الا لمشرك أو لمشاحن، الا المشرك لا يؤمن بالله ولا يؤمن بوجوده تعالى، وآخر قُرن به وتساوى معه وهو إنسان بينه وبين آخر شحناء وبغضاء وخصام وحسد فالقلب مملوء بذلك كله وبالتالي محجوب عن مغفرة الله، محجوب عن نظر الله، محجوب عن رفع أعماله إلى الله عز وجل، الا فلننقي قلوبنا ولنصفها ولنحرص على صيام هذا الشهر أو اكثره وإن لم يكن يوم بيوم أو اكثر ما فيه فإنه لا ينقطع المسلم عن صيام الاثنين والخميس، وعن صيام أيام البيض، وفي البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل رجلاً: "هل صمت من سُرر شعبان شيئًا؟" يعني من وسطه أو قيل إنه من آخره فقال لا يا رسول الله قال فإذا ففطرت فصم يومين مكانه"، مكان السرر من شعبان وهو منتصف شعبان، ثالث عشر، ورابع عشر، وخامس عشر من شعبان.

- فليحرص المسلم ولو على أن يصوم الاثنين والخميس وعلى أن يصوم ايام البيض وليتنبه جيدا للبدء في الصيام من الآن قبل دخول نصف شعبان؛ فإنه قد ورد في حديث مختلف فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصيام ابتداء من منتصف شعبان، "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا"، فلا تصوموا، وهذا محتمل إذا كان المسلم يعتقد فضلاً زائداً على آخر شعبان، وعلى ما بعد المنتصف، فهنا يصدق عليه الحديث، أما من لا يعتقد فضلاً زائداً على ما بعد المنتصف فلا بأس أن يبتدأ الصيام من المنتصف على الراجح؛ لأن "النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن أن يتقدم المسلم رمضان بصيام يوم أو يومين"، رواه البخاري ومسلم، وهذا دليل على جواز الصيام في كل شعبان إلا قبل رمضان بيوم أو يومين فيترك من لم تكن عادته لو وافق يوم عادة له كاثنين وخميس، وهو أصح من الأول، ولكن ينبغي للمسلم أن يحرص كل الحرص على تطبيق الأحاديث بكلها وعلى العمل برمتها وبالتالي يبتدأ الصيام من الآن ولو لكل اثنين وخميس من شعبان حتى يعمل بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ويرفع عمله إلى ربه وهو صائم، وأيضًا يغتنم هذه البركة من الله عز وجل بركة غفلة الناس عن الله بينما هو مشغول بمولاه، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

- فإن من التنبيهات المهمات التي ينبغي أن يتنبه لها الناس في شهر شعبان على أن من بقت عليه أيام أو عليها أيام من رمضان الماضي لم تصمه أو لم يصمها تلك الأيام فإن الواجب عليه أو عليها أن يبادر بالصيام قبل أن يدخل رمضان فإن ذلك متفق على تحريمه؛ لأن الله تبارك وتعالى قد جعل عدة من أيام أخر والأيام الأخر هي كل العام حتى يأتي رمضان، ولهذا كانت عائشة رضي الله عنها تفرغ شعبان لقضاء ما عليها من صيام في رمضان كما في الحديث في البخاري ومسلم، لأنها تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر شعبان، وبالتالي هي توافق رغبته عليه الصلاة والسلام، فلا يحتاج إليها في نهار فهي صائمة وهو صائم، فمن كان عليه أو عليها صيام من رمضان ماض فالواجب المبادرة الحتمية لصيامه ولا يحل تأخيره لما بعد رمضان أو يدخل رمضان ولا زال عليه، ولهذا يذهب الجمهور مع إثمه يذهبون إلى وجوب القضاء عليه فور رمضان، ثم أيضًا عليه الكفارة لأنه ارتكب اثمًا وارتكب معصية، فينبغي للمسلم أن يحرص على ان يكمل ما عليه من صيام ولا يتهاون فيه أبدا.

- ونتنبه لمسألة أخيرة وخطيرة وهي أن في شهر شعبان تكثر البدع والمخالفات، وخاصة من زيارة قبر نبي الله هود وهو كذب وزور فلا يوجد أي قبر لنبي معروف الآن إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم، وكذلك من البدع إحياء ليلة النصف من شعبان، ومنها من كذلك الاحتفالات والزين وصلاة الرغائب وصلوات مختلفة وحاجات وصلوات يحدثونها في شعبان أو انهم يكثرون من عبادة وطاعة في أيام بعينها أو في ليالٍ بعينها في شعبان، وكل هذا غير وارد أبداً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخير الأمور هي ما جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن الله تبارك وتعالى قد قال، {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا...ٌ}، فهو تام وكامل ونعمة ومرضي من الله وأي شيءً بعد هذا إلا مخالفة صريحة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام
وخير أمور الدين ما كان سنة
وشر الأمور المحدثات البدائع
﴿فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ}.

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 6

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً