الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 86 الافتتاحية: • إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ ...

منذ 3 ساعات
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 86
الافتتاحية:

• إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ


يحرص أكثر الطواغيت على أن ينصِّبوا أنفسهم أولياء لدين الله تعالى، رغم مناقضتهم له، مستفيدين من علماء السوء الذين يزينون شركهم، ويبررون كفرهم، فيحاربون أهل التوحيد، ويتهمونهم بالخروج عن الدين، والمروق منه، وهم لا يملكون منه شيئا.

وهكذا كان شأن طواغيت قريش في جاهليتها، بامتلاكهم السيطرة على البيت الحرام، فزعموا أنهم أولياؤه، ونفى الله عنهم هذه الدعوى، وبيَّن أن أولياء البيت هم المؤمنون، فقال سبحانه: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَہُ إِنْ أَوْلِيَاؤُہُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأنفال: 34].

كما كان هذا شأن طواغيت اليهود والنصارى، الذين زعموا ولايتهم لإبراهيم عليه السلام، فأنكر الله -تعالى- عليهم ذلك، وبيَّن أنهم ليسوا على دين إبراهيم عليه السلام، ولا هو على دينهم، وأن أولى الناس به من كان على ملته، وهو النبي عليه الصلاة والسلام، ومن معه من الموحدين، قال تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 67 - 68].

ولعل النموذج الأبرز لهذا الأمر، في زماننا، هو حال الطواغيت من آل سعود، مع دعوة التوحيد التي جدّدها في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، إذ يزعمون ولاية هذه الدعوة المباركة، مستفيدين في ذلك من الانتساب إلى قوم كرام نصروا هذه الدعوة، فرفعهم الله بها في الدنيا، ونسأل الله أن يرفعهم بها في الآخرة، وكذلك من تأييد علماء السوء المنتسبين إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الزاعمين كذبا أنهم ورثة علمه، والسائرون على منهجه.

وإن أي متابع لحال هؤلاء الطواغيت، وأوليائهم من علماء السوء، وجنودهم المفسدين في الأرض، يعلم يقينا أنهم من أعدى أعداء التوحيد وأهله، وأشد الناس حرابة لدين الله، ومن أشد الناس مناقضة لدعوة التوحيد في نجد التي يتمسحون بها زورا ونفاقا، فليسوا بحال على منهج الشيخ ابن عبد الوهاب وأتباعه الأوائل، ولا منهج الشيخ وأتباعه كمنهج هؤلاء الكفري الضال، حاشاهم، وكلٌّ قد تبرأ من الآخر بأقواله وأفعاله، على تباعد الأزمان بينهم.

وقد بات الناس اليوم يعلمون يقينا من هم أتباع دعوة التوحيد والتجديد المباركة، ومن هم أشبه الناس بما كان عليه من الحق الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأوائل من تلاميذه، وهم جنود الدولة الإسلامية، أعزها الله، وإمامهم أمير المؤمنين الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي، فهم أولى الناس بملّة إبراهيم عليه السلام، وأولاهم بدين محمد عليه الصلاة والسلام، وأولاهم بالسلف الصالح من أهل الحديث المتقين، وأولاهم بمن سار على هديهم، وسلك منهجهم، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

فقد أقاموا التوحيد -بفضل الله- ودعوا الناس إليه، وتبرؤوا من أعدائه، وعادوهم، وجاهدوهم باللسان والسنان، وصبروا في ذلك على ما لاقوه من حرب المشركين من كل دين وملة عليهم، وكشفوا بأفعالهم حقيقة الدعاوى الكاذبة لكل من ادَّعى التوحيد بلسانه، وناقضه بأقواله وأفعاله، وعلى رأسهم الطواغيت من آل سعود، وأولياؤهم المرتدون.

ولن يطول الزمن -بإذن الله- حتى يصولوا في جزيرة العرب، ليطهروها من شرك الطواغيت، ويعيدوها إلى ما كانت عليه، خالية من الشرك وأهله، تنطلق منها جحافل الموحدين، لتنشر نور رب العالمين، بشارة نبينا عليه الصلاة والسلام: (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله) [رواه مسلم]، ويطهروا البيت الحرام للطائفين والعاكفين والركع السجود، فهم أولياء هذا البيت حقا، كما قال ربنا جل وعلا: {إِنْ أَوْلِيَاؤُہُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [الأنفال: 34].

فليستبشر أهل التوحيد في جزيرة العرب خيرا، وليحسنوا الظن بربهم، وليحسنوا الظن بإخوانهم، وليصدقوا النية في جهاد المرتدين، وليقاتل كل منهم بما يستطيع، حتى يأتي الله بالفتح أو أمرٍ من عنده، فإنما أمر الطواغيت من آل سعود إلى زوال عن قريب، بإذن الله، وإن الخير كل الخير لمن جاهد في سبيله وأنفق قبل الفتح، وقت الشدة والعسر، والفتنة والابتلاء، كما قال تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [الحديد: 10].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 86
الخميس 27 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. للمزيد من المواد
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR

668272a44d669

  • 0
  • 0
  • 1

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً