*أوقاتنا.في.رمضان.كيف.تستدرك.مافات.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو الاتحاد ...
منذ 2025-05-18
*أوقاتنا.في.رمضان.كيف.تستدرك.مافات.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/f3phQqazZeQ
*📆 تم إلقاؤها بمسجد الصديق المكلا روكب: 7/رمضان /1443هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- ماذا لو أن رجلاً صلى الفجر في وقت العشاء، أو عكس الأمر فصلى العشاء في وقت الفجر، أو أنه أفطر قبل المغرب، أو أنه صام رمضان بكله في شوال أو في غيره من الأشهر غير رمضان، ماذا لو أن معتمرًا رأى أن يقف بعرفة في وقت عمرته ويحسبها حجه وعرفة هي عرفة موجودة في كل وقت وفي كل حين فوقف في عمرته وحسبها حجه وبالتالي لم يعد للحج أبدا، ماذا تقولون فيه؟ هل قُبلت أعماله، هل قُبلت صلواته، هل قُبل صومه، هل قبلت حجته، هل هذا الإنسان من الإسلام في شيء؟، لا وكلا والف لا إن أعماله تلك ليست بشيء، فصلاته باطلة، وصومه باطل، وحجته أيضًا باطلة، أجمع على ذلك الصغار والكبار من المسلمين العقلاء والحقراء حتى أتفه الناس من المسلمين يعلمون هذا جيداً، بل يرى بعض الفقهاء كالشافعية أن لو كبّر للإحرام قبل وقت الصلاة ثم دخل وقت الصلاة بعد أن أكمل تكبيرة الإحرام فصلاته باطلة، نعم نعم هكذا أيها الفضلاء، إن ذلك كله دليل لعظمة شيء ذلك الشيء الذي عظمه الإسلام قدسه نزهه مجده أعلى من شأنه رفع من درجته جعله في مرتبة عليا من السمو، حتى خصه بسور في كتاب الله جل جلاله وأقسم به كثيراً في القرآن الكريم، "العصر، والفجر، والليل إذا يغشى، والشمس وضحاها، والضحى" وهكذل كثير تجدون من سور القرآن على هذا المنوال بل سوراً تسمى بالأوقات، إنه الوقت إنه الزمن إنها الثواني، إنها الدقائق، إنها اللحظات، إنها كل شيء في حياتنا، أنفاسنا أعمارنا حياتنا قيمتنا كل شيء يعني فينا هي الأوقات، أعظم وأجل وأحسن وأهم شيء على الإطلاق نحتفظ به هي الأنفاس أغلى من الذهب وأغلى من كل شيء، لأن كل شيء يمكن أن يستعاد الا الوقت فلا يمكن أن يُستعاد، لا يمكن أبداً أن يُعاد، ولا والله لو اجتمع من في السماوات ومن في الأرض سوى الله جل جلاله على أن يعيدوا النفس واللحظة والثانية التي مرت قبل الآن لن يستطيعوا أبدا لو أنفقوا كل شيء، واستغرقوا كل شيء وعملوا بحذقهم وفطنتهم وكياستهم وتكنولوجياتهم وأي شيء فيهم لن يستطيعوا أن يستعيدوا ثانية مرت أبداً مهما بذلوا، هذا هو الوقت وقدره العظيم، هذه هي اللحظات هذه هي الثواني المكرمات عند رب البريات جل جلاله…
- الوقت يعني الحياة الوقت يعني انقطاع للدنيا ولا نذهب إلى دار اخرى، الوقت هو الذي يمكن به أن ندخل به الجنة أو ندخل النار، الوقت ذلك المسؤول عنه بين يدي الله جل جلاله عن أربع كل إنسان يُسأل وليس كل مسلم فحسب، عن أربع ويكون للوقت أوفر الحظ والنصيب من هذه الاسئلة بل نصف الأسئلة تذهب للوقت: "لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه"، سؤالان للوقت لعظمته، لأهميته، لقيمته، لما له عند الله وقطعًا عقلاً شرعًا نقلاً عرفًا عادة لا يمكن لأحد ولن يجيب أحد على هذه الأسئلة إلا من استغل الوقت، الا من عرف قيمة هذه الأنفاس، إلا من اهتم بعمره، الا من حسب لكل ثانية تمر، لا يمكن لأحد أن يجيب إجابة صحيحة صادقة تدخله الجنة تبيض وجهه في ذلك اليوم إلا ذلك الإنسان الذي عرف قيمة الأوقات في الدنيا، إلا من استغل الثواني، إلا من اهتم بشؤون نفسه ولم يفرط في وقته أبدا…
- إن الوقت أيها الأخوة وأتحدث عن الوقت في كل وقت في رمضان وفي غير رمضان عن كل نفس فينا فكيف بأزمان فاضلة جعلها الله لنا، واختصنا بها، ومنحنا إياها كهدية ربانية، ومنحة سماوية، الوقت هو ذلك المغبون فيه كما في البخاري، كثير من الناس مغبون فيه خاسر ضائع محسود عليه، لكنه مضيع لوقته…
- يجعل كثير من الناس لرياضته لكرة القدم لكلامه لأصدقائه للعبه للهوه لنومه لأكله لشربه لأسواقه لحياته الدنيا كل الوقت، بينما لو حصرت الوقت الذي استغرقه لطاعة ربه، بل لحياته الحقيقية: ﴿يَقولُ يا لَيتَني قَدَّمتُ لِحَياتي﴾، أي أن كل حياة قبل ذلك فليست بحياة وإن سميت في أعراف الناس حياة لكنها ليست حياته؛ لأنه لم يقدم لها شيئًا، عمره الحقيقي ذهب في دنياه ذهب عند هذا وذاك، الساعة اللحظات الأيام بل سنوات تمضي على كثير منا لم يصنع مستقبل حياته، لم ينجز إنجازًا يبيض وجهه في الدنيا وفي الآخرة، كثير أولئك هم البطالون هم المسوفون هم المتقاعسون، من أهملوا أوقاتهم ولا يعرفون حرماتها أبدا، كثير هم أولئك الناس الذين اضاعوا كل شيء فيهم، ولم يصنعوا مستقبل حياتهم، لا حياتهم الدنيا ولا الأخرى، كثير هم أولئك الناس الذين أضاعوا أعمارهم في القيل والقال وكثرة السؤال والتسكع في الشوارع وعند الآخرين، ولا يعرفون مساجد الله ولا ترتيل آيات الله ولم يستغلوا أوقاتهم حتى لما فيه نفع أنفسهم وأوطانهم وأمتهم، لم يعرفوا قدر الثانية وقدر الأزمان وقدر كل شيء أبداً…
- هذا الحسن البصري رحمه الله يقول عن سلف مضى عن من اهتموا بأوقاتهم أعظم اهتمام، وأجل اهتمام، يقول لهم مخاطبًا: "أدركت أقوامًا - أي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبار التابعين- أدركت أقوامًا كانوا أشد حرصًا على أوقاتهم منكم على دنانيركم ودراهمكم"، كانوا أكثر حرصًا على أوقاتهم منا على دنانيرنا وعلى أموالنا وعلى حياتنا أيًا كان فيها من عظائم، هو يخاطب أولئك الناس العظماء الذين صنعوا مجد أمتهم، وحضارة أوطانهم… لكنه يقول ذلك لهم، ماذا لو أن الحسن البصري الآن وجِد في زماننا وتحدث عنا وخاطبنا وقال لنا هذه الكلمات، ماذا عساه أن يقول لأولئك الذين أضاعوا ليلهم بنهارهم، ماذا عساه أن يقول لأولئك الذين قتلوا أوقاتهم وأضاعوا كل شيء فيهم، ماذا يقول لأولئك الذين جعلوا الرياضة أو جعلوا الفن او جعلوا الهاتف او جعلوا التلفون أو المسلسلات أو الأصدقاء أو الشوارع أو البوفيات أو المقاهي والمنتزهات أو شاشات العرض في الشوارع والممرات أو هنا وهناك جعلوا لها أعظم وأكثر الأوقات، ماذا يقول لأولئك الذين ذهبت ساعاتهم وهم يشاهدون المباريات، وعلى الشوارع يتسكعون هنا وهناك، ماذا يكون لي ولك وقد أضعنا كل فرصة في حياتنا ولم نغتنم أوقاتنا، ماذا يقول لنا إذاً أيها الأخوة وكم أضعنا، وكم لهونا، وكم ذهبت أعمارنا ونحن لم نقدرها حق قدرها…
- لا أقول هذا عن الشباب بل أخاطب حتى كبار السن ربما يأتيني ظرف أحيانًا فأمر السوق في السنة أو في الشهر فاستحي عندما أنظر لكبار السن من مثله يجب وليس ينبغي وفقط بل يجب أن يكون بمسبحته وسجادته وبمصحفه وفي المسجد، لكني أجده واستحي وهو على أرصفة الشوارع يلعب ضمنه، أو يلعب من تلك الألعاب الحقيقي أو في الجوال وكأنه شباب لا يعرف قدر وقته، ولا يعرف على أن ملك الموت أقرب إليه من أي أحد كائنا من كان، لم يقدّر وقته لم يعرف عظمة ما هو فيه وما كتب له: {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ}، يقول الله هذا لأهل النار كأعظم جواب وأفحم جواب عليهم بعد أن يقولوا: {وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَل}قال {أَوَلَم نُعَمِّركُم..} فقط يكفي هذه الإجابة الصارمة: التعمير البقاء في الحياة هو الجواب الكافي، عمرك أين قضيته، ساعاتك أين ذهبت، ثوانيك أين راحت، ولن ننسى السؤالين السابقين عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، يستهين كثير منا بأوقاتهم، يستهين الشيبان والصغار والكبار الذكور والإناث في مجتمعاتنا بأوقاتهم ولم يعرفوا بعد قدرها ولم يعطوها حقها ولم يعظموها حق عظمتها، فنستحق الضياع من الله جل جلاله وكل الضياع لأننا أضعنا أعمارنا وأوقاتنا، لأننا لم نهتم بهذه فكان الضياع علينا…
- أيها المؤمنون عباد الله: إن "من علامة المقت إضاعة الوقت" كما قال ابن القيم عليه رحمة الله من علامة المقت إضاعة الوقت أي من علامة غضب الله على العبد أن يضيع وقته وأن ينشغل في غير ما فيه فائدة له في دنياه وأخراه، من علامة الخسران من علامة الضياع من علامة الإعراض من الله للعبد أن يشغل وقته في غير طاعته، وأن يلهيه في غير مسجده، وأن يقضيه في غير عبادته، وأن يذهب هنا وهناك ولا يقدر وقته حق قدرها، أن ينزعج من إطالة صلاة التراويح لأقل من ساعة، ونصف صفحة إلى صفحة في الركعة بينما لا ينزعج لو وقف ساعة يكلم صديقه..
- علامة لغضب الله على العبد أن تراه في رمضان في القيل والقال، أن تراه في رمضان في المسجد متكلما وفي المؤخرة متحدثًا أو نائمًا ولمصحفه حتى في رمضان هاجراً، وإن جاء للمسجد جاء مؤذيًا، وإن خرج منه خرج عاصيًا، أُناس كثير هم هؤلاء لا يعرفون لرمضان حرمة ولا لأزمانهم عظمة لم يقدروا حق أي شيء هو لله صرفوا كل شيء فيهم لأجل دنياهم لأجل توافه حياتهم لم يعرفوا الله حق المعرفة، ولا والله لو أن مذنبًا في عمره كله أو أبعد من ذلك لو أن كافراً عاش مئة سنة هو عمره كله سنة في اخر ثانية عمره قال لا اله الا الله محمد رسول الله لدخل الجنة بثانية بلحظات أعرفتم قدر اللحظات، أعرفتم قدر وأهمية الأوقات ثانية لحظة دقيقة من عمر الإنسان يمكن أن يدخل بها الجنة، فكم أضعنا من جنات، وكم أدخلتنا أوقاتنا في دركات، لحظات من أعمالنا يمكن أن ترفع منازلنا عند ربنا، وأخرى تخفضنا، ما هو نصيبي ونصيب فلان وفلان مما ترك الله لنا من عمر، ما الذي فعلنا فيه؟.
- عمرنا الحقيقي هو ما استغليناه في طاعة الله جل جلاله، ولا والله لو أن متعمراً تعمر الف سنة، لكن من الف سنة لم يصل الا يومًا في خمس دقائق لكانت الالف هي عذاب عليه هي نار هي جهنم هو غضب الله عليه في الدنيا والأخرى ولم يستفد من تلك الألف إلا الخمس الدقائق التي صلى، فالعمر الحقيقي لي ولك هو ما قضيناه في طاعة الله، أما ما قضيناه في غير ذلك فهو عذاب وحساب علينا، ربما نعيش فيه كما يعيش أعزكم الله إن لم نقدر حق قدر الوقت عشنا كما تعيش أي كائنات حية، إن لم نعرف للوقت قيمة وعظمة عشنا كما يعيشون ومتنا كما تموت تلك الكائنات، وكنا مخلوق من مخلوقات الله جل جلاله، انظروا إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لنبينا عليه الصلاة والسلام في ثلاث وعشرين سنة يحيي أمة ويصنع أمة هي خير الأمم على الإطلاق في ثلاثه وعشرين سنة عمره الحقيقي عليه الصلاة والسلام يفعل الأفاعيل فيها، الليل والنهار مشغول بأمر أمته فصنع هذه الأمة التي أعتز بأني وأنت أحد أفرادها، هذه الأمة من صُنع رجل واحد في ثلاث وعشرين سنة، فكم هو عمري وعمرك الآن، وماذا فعلنا وقدمنا وبأي شيء نصرنا ديننا؟ تعلمون على أن رجلاً من الأمة بل من صحابة رسول الله عمره في الإسلام خمس سنوات فقط يهتز لموته عرش الرحمن جل وعلا، وكن معي الآن أقول لك: عمرك الآن كم، وماذا قدمت ماذا صنعت ما هو الشيء الذي تقدر ترفع رأسك به وتقول الحمدلله والله فعلت كذا وكذا ومستعد أقدم على الله تعالى به، لا نقول أن يهتز لموتنا عرش الرحمن، بل نحن أتفه وأحقر من هذا، بل ماذا صنعنا لأمتنا، ماذا صنعنا لأنفسنا، ماذا صنعنا لأوطاننا، ماذا صنعنا لحياتنا الأخرى، كم عاش عمر بن عبدالعزيز في الخلافة قرابة سنتين وشهرين أو أقل من ذلك يُقال وثلاثون يومًا فقط، وكيف فعل وكيف غيّر سياسة أمة بأكملها، بل حولها من قرن هي القرن الثاني وأعادها لقرن الصديق والفاروق بسنوات قليلات معدودات، فالعبرة أيها الإخوة بمن صدق مع الله و"ليست العبرة بالسابق ولكن العبرة بالصادق" فمن صدق حق الصدق، من عرف كيف يستغل أوقات له وعمره هو ذلك الإنسان الناجح المقتدي بنبيه بصحابة رسوله صلى الله عليه وسلم بل بعظماء الأمة الذي يقال عنهم لو وزعت مصنفاتهم وخذ مثلا ابن الجوزي عليه رحمة الله مثلاً فضلا عن النووي ذلك الشاب الصغير، لو وزعت مصنفاته على عمره وعلى أيامه لكان كل يوم يؤلف مجلد مجلد يعني من وهو صغير طفل رضيع حتى مات، فكيف بمثل الإمام النووي الذي مات شابا ويكفيه المجموع الذي هو أعظم مؤلف في الإسلام ماذا عنه وقد مات في ثلاث وأربعين سنة، فضلا عن كتابه رياض الصالحين أو الأذكار الذي لا يخلو منه دار كما كان يقال بع الدار واشتري الأذكار، هؤلاء العظماء الذين قدروا أوقاتهم وعرفوا قيمتها صنعوا مجد أمتهم وخلدو تاريخًا بالذهب لأسمائهم، وأرادوا الله والدار الآخرة، فكان الناس أيضًا يريدونهم، فماذا صنعنا؟ لنتساءل كثيراً عن هذا، وما الوقت الذي قضيناه لربنا، لمساجدنا لكتاب ربنا جل جلاله لحياتنا الأخرى ما الذي عملنا؟ ما الذي صنعناه؟ ما الدقائق واللحظات التي قضيناها لذلك اليوم العظيم: ﴿يَومَ تَبيَضُّ وُجوهٌ وَتَسوَدُّ وُجوهٌ﴾.
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- كم وكم أضعنا من أوقات، كم استنزفنا من ساعات، ربما موظف يعمل في وظيفته على أساس أنه يداوم ست ساعات لكن تجد الإنجاز في الست الساعات إنما هي خمس دقائق إلى عشر دقائق إلى ساعة واحدة بالكثير، والباقي لهاتفه لكلامه لزياراته لكشحته أمام الموظفين وقل عن غيره عن أوقاتنا في بيوتنا، عن أوقاتنا في مساجدنا في شوارعنا في كل شيء منا، كم استنزفنا من أوقات، وكم ضاعت علينا من أعمار، وكم راحت علينا من ثوان وأنفاس، وهذا ابن مسعود يقول "لا أحزن على شيء إلا على يوم غربت شمسه نقص فيه من أجلي ولم يزدد فيه من عملي"، وهذا ابن مسعود فكيف بنا، وماذا عنا، وماذا عسانا نقول لا يوما بل لا نحزن إلا على سنوات…، وإذا كان أهل الجنة في الجنة كما في الحديث الصحيح لا يندمون إلا على ساعة مرت لم يذكروا الله فيها فكيف بأهل النار، وعلى ماذا سيندمون….
- ألا فلنستغل ما بقي من أعمارنا، والعبرة بالصادق لا بالسابق، فلنستردها حق الاسترداد بالصدق مع الله من الآن، ولنعرف قدر الوقت ولو كان من الآن؛ فيمكن يمكن أن نصنع عظمة، وهذا العز بن عبد السلام صانع فخر الأمة بل يسمى بسلطان العلماء، بل أكثر من هذا بايع الأمراء الذين يستحقون كل بيع، السلطان العز بن عبد السلام رحمه الله بل ورضي عنه لم يطلب العلم الا بعد الخمسين، كان جاهلاً إنسانًا عاديًا لا يعرف كوعه من بوعه لكنه عرف قدر وقته فانتبه له بعد الخمسين فكان صانع الأمة وأيضًا من بائع الأمراء وأيضًا سلطان العلماء، هذا العز ابن عبد السلام وهي قصتي وقصتك وقصة كل أحد منا أضاع وقته قبل يمكن أن يصنع شيئًا لنفسه لحياته لأمته لوطنه لآخرته لجنته لكل شيء يمكن أن يصنعه ولو بدقائق ولو بلحظات ولو بثوان ولو بساعات معدودات، فلا يعرف ما الذي يكتب الله له خيره، وما الذي يكتب الله له أثره، وما الذي يدخله الجنة…
- ونحن في رمضان أيها الإخوة ورمضان شهرٌ فاضل عظيم حبيب إلى ربنا جل جلاله، فواجبنا ولو أن نستغل طاعات رمضان ولو أن نستغل الفرص والمنح التي وهبنا الله تبارك وتعالى في هذا الشهر الكريم ولا نعرض عن الله فيه، ولا نقبل عطيته، ومنحته، ثم بالتالي سيعرض عنا كل العام، ولا ينصرم منا كما انصرمت أوائله، ومن الطبيعي على من لم يحتفط من أوقاته في خير وطاعة فإن رمضان سيضيع عليه لأن السيئات تتداعى والحسنات تتداعى، ألا فلنداعِ حسناتنا وليس العكس، فلنعمل خيرا، ولنفعل شيئًا لا لأحد بل لأنفسنا: ﴿وَما تُقَدِّموا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾، ﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، فلنفعل ما يجب علينا فعله، ولنقدر للوقت حق قدره؛ حتى نلاقي الله تبارك وتعالى ونحن نحسن الجواب على تلك الأسئلة عن الأوقات: ﴿وَقِفوهُم إِنَّهُم مَسئولونَ﴾، ومن الأسئلة تلك: " عن فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه".
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/f3phQqazZeQ
*📆 تم إلقاؤها بمسجد الصديق المكلا روكب: 7/رمضان /1443هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- ماذا لو أن رجلاً صلى الفجر في وقت العشاء، أو عكس الأمر فصلى العشاء في وقت الفجر، أو أنه أفطر قبل المغرب، أو أنه صام رمضان بكله في شوال أو في غيره من الأشهر غير رمضان، ماذا لو أن معتمرًا رأى أن يقف بعرفة في وقت عمرته ويحسبها حجه وعرفة هي عرفة موجودة في كل وقت وفي كل حين فوقف في عمرته وحسبها حجه وبالتالي لم يعد للحج أبدا، ماذا تقولون فيه؟ هل قُبلت أعماله، هل قُبلت صلواته، هل قُبل صومه، هل قبلت حجته، هل هذا الإنسان من الإسلام في شيء؟، لا وكلا والف لا إن أعماله تلك ليست بشيء، فصلاته باطلة، وصومه باطل، وحجته أيضًا باطلة، أجمع على ذلك الصغار والكبار من المسلمين العقلاء والحقراء حتى أتفه الناس من المسلمين يعلمون هذا جيداً، بل يرى بعض الفقهاء كالشافعية أن لو كبّر للإحرام قبل وقت الصلاة ثم دخل وقت الصلاة بعد أن أكمل تكبيرة الإحرام فصلاته باطلة، نعم نعم هكذا أيها الفضلاء، إن ذلك كله دليل لعظمة شيء ذلك الشيء الذي عظمه الإسلام قدسه نزهه مجده أعلى من شأنه رفع من درجته جعله في مرتبة عليا من السمو، حتى خصه بسور في كتاب الله جل جلاله وأقسم به كثيراً في القرآن الكريم، "العصر، والفجر، والليل إذا يغشى، والشمس وضحاها، والضحى" وهكذل كثير تجدون من سور القرآن على هذا المنوال بل سوراً تسمى بالأوقات، إنه الوقت إنه الزمن إنها الثواني، إنها الدقائق، إنها اللحظات، إنها كل شيء في حياتنا، أنفاسنا أعمارنا حياتنا قيمتنا كل شيء يعني فينا هي الأوقات، أعظم وأجل وأحسن وأهم شيء على الإطلاق نحتفظ به هي الأنفاس أغلى من الذهب وأغلى من كل شيء، لأن كل شيء يمكن أن يستعاد الا الوقت فلا يمكن أن يُستعاد، لا يمكن أبداً أن يُعاد، ولا والله لو اجتمع من في السماوات ومن في الأرض سوى الله جل جلاله على أن يعيدوا النفس واللحظة والثانية التي مرت قبل الآن لن يستطيعوا أبدا لو أنفقوا كل شيء، واستغرقوا كل شيء وعملوا بحذقهم وفطنتهم وكياستهم وتكنولوجياتهم وأي شيء فيهم لن يستطيعوا أن يستعيدوا ثانية مرت أبداً مهما بذلوا، هذا هو الوقت وقدره العظيم، هذه هي اللحظات هذه هي الثواني المكرمات عند رب البريات جل جلاله…
- الوقت يعني الحياة الوقت يعني انقطاع للدنيا ولا نذهب إلى دار اخرى، الوقت هو الذي يمكن به أن ندخل به الجنة أو ندخل النار، الوقت ذلك المسؤول عنه بين يدي الله جل جلاله عن أربع كل إنسان يُسأل وليس كل مسلم فحسب، عن أربع ويكون للوقت أوفر الحظ والنصيب من هذه الاسئلة بل نصف الأسئلة تذهب للوقت: "لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه"، سؤالان للوقت لعظمته، لأهميته، لقيمته، لما له عند الله وقطعًا عقلاً شرعًا نقلاً عرفًا عادة لا يمكن لأحد ولن يجيب أحد على هذه الأسئلة إلا من استغل الوقت، الا من عرف قيمة هذه الأنفاس، إلا من اهتم بعمره، الا من حسب لكل ثانية تمر، لا يمكن لأحد أن يجيب إجابة صحيحة صادقة تدخله الجنة تبيض وجهه في ذلك اليوم إلا ذلك الإنسان الذي عرف قيمة الأوقات في الدنيا، إلا من استغل الثواني، إلا من اهتم بشؤون نفسه ولم يفرط في وقته أبدا…
- إن الوقت أيها الأخوة وأتحدث عن الوقت في كل وقت في رمضان وفي غير رمضان عن كل نفس فينا فكيف بأزمان فاضلة جعلها الله لنا، واختصنا بها، ومنحنا إياها كهدية ربانية، ومنحة سماوية، الوقت هو ذلك المغبون فيه كما في البخاري، كثير من الناس مغبون فيه خاسر ضائع محسود عليه، لكنه مضيع لوقته…
- يجعل كثير من الناس لرياضته لكرة القدم لكلامه لأصدقائه للعبه للهوه لنومه لأكله لشربه لأسواقه لحياته الدنيا كل الوقت، بينما لو حصرت الوقت الذي استغرقه لطاعة ربه، بل لحياته الحقيقية: ﴿يَقولُ يا لَيتَني قَدَّمتُ لِحَياتي﴾، أي أن كل حياة قبل ذلك فليست بحياة وإن سميت في أعراف الناس حياة لكنها ليست حياته؛ لأنه لم يقدم لها شيئًا، عمره الحقيقي ذهب في دنياه ذهب عند هذا وذاك، الساعة اللحظات الأيام بل سنوات تمضي على كثير منا لم يصنع مستقبل حياته، لم ينجز إنجازًا يبيض وجهه في الدنيا وفي الآخرة، كثير أولئك هم البطالون هم المسوفون هم المتقاعسون، من أهملوا أوقاتهم ولا يعرفون حرماتها أبدا، كثير هم أولئك الناس الذين اضاعوا كل شيء فيهم، ولم يصنعوا مستقبل حياتهم، لا حياتهم الدنيا ولا الأخرى، كثير هم أولئك الناس الذين أضاعوا أعمارهم في القيل والقال وكثرة السؤال والتسكع في الشوارع وعند الآخرين، ولا يعرفون مساجد الله ولا ترتيل آيات الله ولم يستغلوا أوقاتهم حتى لما فيه نفع أنفسهم وأوطانهم وأمتهم، لم يعرفوا قدر الثانية وقدر الأزمان وقدر كل شيء أبداً…
- هذا الحسن البصري رحمه الله يقول عن سلف مضى عن من اهتموا بأوقاتهم أعظم اهتمام، وأجل اهتمام، يقول لهم مخاطبًا: "أدركت أقوامًا - أي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبار التابعين- أدركت أقوامًا كانوا أشد حرصًا على أوقاتهم منكم على دنانيركم ودراهمكم"، كانوا أكثر حرصًا على أوقاتهم منا على دنانيرنا وعلى أموالنا وعلى حياتنا أيًا كان فيها من عظائم، هو يخاطب أولئك الناس العظماء الذين صنعوا مجد أمتهم، وحضارة أوطانهم… لكنه يقول ذلك لهم، ماذا لو أن الحسن البصري الآن وجِد في زماننا وتحدث عنا وخاطبنا وقال لنا هذه الكلمات، ماذا عساه أن يقول لأولئك الذين أضاعوا ليلهم بنهارهم، ماذا عساه أن يقول لأولئك الذين قتلوا أوقاتهم وأضاعوا كل شيء فيهم، ماذا يقول لأولئك الذين جعلوا الرياضة أو جعلوا الفن او جعلوا الهاتف او جعلوا التلفون أو المسلسلات أو الأصدقاء أو الشوارع أو البوفيات أو المقاهي والمنتزهات أو شاشات العرض في الشوارع والممرات أو هنا وهناك جعلوا لها أعظم وأكثر الأوقات، ماذا يقول لأولئك الذين ذهبت ساعاتهم وهم يشاهدون المباريات، وعلى الشوارع يتسكعون هنا وهناك، ماذا يكون لي ولك وقد أضعنا كل فرصة في حياتنا ولم نغتنم أوقاتنا، ماذا يقول لنا إذاً أيها الأخوة وكم أضعنا، وكم لهونا، وكم ذهبت أعمارنا ونحن لم نقدرها حق قدرها…
- لا أقول هذا عن الشباب بل أخاطب حتى كبار السن ربما يأتيني ظرف أحيانًا فأمر السوق في السنة أو في الشهر فاستحي عندما أنظر لكبار السن من مثله يجب وليس ينبغي وفقط بل يجب أن يكون بمسبحته وسجادته وبمصحفه وفي المسجد، لكني أجده واستحي وهو على أرصفة الشوارع يلعب ضمنه، أو يلعب من تلك الألعاب الحقيقي أو في الجوال وكأنه شباب لا يعرف قدر وقته، ولا يعرف على أن ملك الموت أقرب إليه من أي أحد كائنا من كان، لم يقدّر وقته لم يعرف عظمة ما هو فيه وما كتب له: {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ}، يقول الله هذا لأهل النار كأعظم جواب وأفحم جواب عليهم بعد أن يقولوا: {وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَل}قال {أَوَلَم نُعَمِّركُم..} فقط يكفي هذه الإجابة الصارمة: التعمير البقاء في الحياة هو الجواب الكافي، عمرك أين قضيته، ساعاتك أين ذهبت، ثوانيك أين راحت، ولن ننسى السؤالين السابقين عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، يستهين كثير منا بأوقاتهم، يستهين الشيبان والصغار والكبار الذكور والإناث في مجتمعاتنا بأوقاتهم ولم يعرفوا بعد قدرها ولم يعطوها حقها ولم يعظموها حق عظمتها، فنستحق الضياع من الله جل جلاله وكل الضياع لأننا أضعنا أعمارنا وأوقاتنا، لأننا لم نهتم بهذه فكان الضياع علينا…
- أيها المؤمنون عباد الله: إن "من علامة المقت إضاعة الوقت" كما قال ابن القيم عليه رحمة الله من علامة المقت إضاعة الوقت أي من علامة غضب الله على العبد أن يضيع وقته وأن ينشغل في غير ما فيه فائدة له في دنياه وأخراه، من علامة الخسران من علامة الضياع من علامة الإعراض من الله للعبد أن يشغل وقته في غير طاعته، وأن يلهيه في غير مسجده، وأن يقضيه في غير عبادته، وأن يذهب هنا وهناك ولا يقدر وقته حق قدرها، أن ينزعج من إطالة صلاة التراويح لأقل من ساعة، ونصف صفحة إلى صفحة في الركعة بينما لا ينزعج لو وقف ساعة يكلم صديقه..
- علامة لغضب الله على العبد أن تراه في رمضان في القيل والقال، أن تراه في رمضان في المسجد متكلما وفي المؤخرة متحدثًا أو نائمًا ولمصحفه حتى في رمضان هاجراً، وإن جاء للمسجد جاء مؤذيًا، وإن خرج منه خرج عاصيًا، أُناس كثير هم هؤلاء لا يعرفون لرمضان حرمة ولا لأزمانهم عظمة لم يقدروا حق أي شيء هو لله صرفوا كل شيء فيهم لأجل دنياهم لأجل توافه حياتهم لم يعرفوا الله حق المعرفة، ولا والله لو أن مذنبًا في عمره كله أو أبعد من ذلك لو أن كافراً عاش مئة سنة هو عمره كله سنة في اخر ثانية عمره قال لا اله الا الله محمد رسول الله لدخل الجنة بثانية بلحظات أعرفتم قدر اللحظات، أعرفتم قدر وأهمية الأوقات ثانية لحظة دقيقة من عمر الإنسان يمكن أن يدخل بها الجنة، فكم أضعنا من جنات، وكم أدخلتنا أوقاتنا في دركات، لحظات من أعمالنا يمكن أن ترفع منازلنا عند ربنا، وأخرى تخفضنا، ما هو نصيبي ونصيب فلان وفلان مما ترك الله لنا من عمر، ما الذي فعلنا فيه؟.
- عمرنا الحقيقي هو ما استغليناه في طاعة الله جل جلاله، ولا والله لو أن متعمراً تعمر الف سنة، لكن من الف سنة لم يصل الا يومًا في خمس دقائق لكانت الالف هي عذاب عليه هي نار هي جهنم هو غضب الله عليه في الدنيا والأخرى ولم يستفد من تلك الألف إلا الخمس الدقائق التي صلى، فالعمر الحقيقي لي ولك هو ما قضيناه في طاعة الله، أما ما قضيناه في غير ذلك فهو عذاب وحساب علينا، ربما نعيش فيه كما يعيش أعزكم الله إن لم نقدر حق قدر الوقت عشنا كما تعيش أي كائنات حية، إن لم نعرف للوقت قيمة وعظمة عشنا كما يعيشون ومتنا كما تموت تلك الكائنات، وكنا مخلوق من مخلوقات الله جل جلاله، انظروا إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لنبينا عليه الصلاة والسلام في ثلاث وعشرين سنة يحيي أمة ويصنع أمة هي خير الأمم على الإطلاق في ثلاثه وعشرين سنة عمره الحقيقي عليه الصلاة والسلام يفعل الأفاعيل فيها، الليل والنهار مشغول بأمر أمته فصنع هذه الأمة التي أعتز بأني وأنت أحد أفرادها، هذه الأمة من صُنع رجل واحد في ثلاث وعشرين سنة، فكم هو عمري وعمرك الآن، وماذا فعلنا وقدمنا وبأي شيء نصرنا ديننا؟ تعلمون على أن رجلاً من الأمة بل من صحابة رسول الله عمره في الإسلام خمس سنوات فقط يهتز لموته عرش الرحمن جل وعلا، وكن معي الآن أقول لك: عمرك الآن كم، وماذا قدمت ماذا صنعت ما هو الشيء الذي تقدر ترفع رأسك به وتقول الحمدلله والله فعلت كذا وكذا ومستعد أقدم على الله تعالى به، لا نقول أن يهتز لموتنا عرش الرحمن، بل نحن أتفه وأحقر من هذا، بل ماذا صنعنا لأمتنا، ماذا صنعنا لأنفسنا، ماذا صنعنا لأوطاننا، ماذا صنعنا لحياتنا الأخرى، كم عاش عمر بن عبدالعزيز في الخلافة قرابة سنتين وشهرين أو أقل من ذلك يُقال وثلاثون يومًا فقط، وكيف فعل وكيف غيّر سياسة أمة بأكملها، بل حولها من قرن هي القرن الثاني وأعادها لقرن الصديق والفاروق بسنوات قليلات معدودات، فالعبرة أيها الإخوة بمن صدق مع الله و"ليست العبرة بالسابق ولكن العبرة بالصادق" فمن صدق حق الصدق، من عرف كيف يستغل أوقات له وعمره هو ذلك الإنسان الناجح المقتدي بنبيه بصحابة رسوله صلى الله عليه وسلم بل بعظماء الأمة الذي يقال عنهم لو وزعت مصنفاتهم وخذ مثلا ابن الجوزي عليه رحمة الله مثلاً فضلا عن النووي ذلك الشاب الصغير، لو وزعت مصنفاته على عمره وعلى أيامه لكان كل يوم يؤلف مجلد مجلد يعني من وهو صغير طفل رضيع حتى مات، فكيف بمثل الإمام النووي الذي مات شابا ويكفيه المجموع الذي هو أعظم مؤلف في الإسلام ماذا عنه وقد مات في ثلاث وأربعين سنة، فضلا عن كتابه رياض الصالحين أو الأذكار الذي لا يخلو منه دار كما كان يقال بع الدار واشتري الأذكار، هؤلاء العظماء الذين قدروا أوقاتهم وعرفوا قيمتها صنعوا مجد أمتهم وخلدو تاريخًا بالذهب لأسمائهم، وأرادوا الله والدار الآخرة، فكان الناس أيضًا يريدونهم، فماذا صنعنا؟ لنتساءل كثيراً عن هذا، وما الوقت الذي قضيناه لربنا، لمساجدنا لكتاب ربنا جل جلاله لحياتنا الأخرى ما الذي عملنا؟ ما الذي صنعناه؟ ما الدقائق واللحظات التي قضيناها لذلك اليوم العظيم: ﴿يَومَ تَبيَضُّ وُجوهٌ وَتَسوَدُّ وُجوهٌ﴾.
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- كم وكم أضعنا من أوقات، كم استنزفنا من ساعات، ربما موظف يعمل في وظيفته على أساس أنه يداوم ست ساعات لكن تجد الإنجاز في الست الساعات إنما هي خمس دقائق إلى عشر دقائق إلى ساعة واحدة بالكثير، والباقي لهاتفه لكلامه لزياراته لكشحته أمام الموظفين وقل عن غيره عن أوقاتنا في بيوتنا، عن أوقاتنا في مساجدنا في شوارعنا في كل شيء منا، كم استنزفنا من أوقات، وكم ضاعت علينا من أعمار، وكم راحت علينا من ثوان وأنفاس، وهذا ابن مسعود يقول "لا أحزن على شيء إلا على يوم غربت شمسه نقص فيه من أجلي ولم يزدد فيه من عملي"، وهذا ابن مسعود فكيف بنا، وماذا عنا، وماذا عسانا نقول لا يوما بل لا نحزن إلا على سنوات…، وإذا كان أهل الجنة في الجنة كما في الحديث الصحيح لا يندمون إلا على ساعة مرت لم يذكروا الله فيها فكيف بأهل النار، وعلى ماذا سيندمون….
- ألا فلنستغل ما بقي من أعمارنا، والعبرة بالصادق لا بالسابق، فلنستردها حق الاسترداد بالصدق مع الله من الآن، ولنعرف قدر الوقت ولو كان من الآن؛ فيمكن يمكن أن نصنع عظمة، وهذا العز بن عبد السلام صانع فخر الأمة بل يسمى بسلطان العلماء، بل أكثر من هذا بايع الأمراء الذين يستحقون كل بيع، السلطان العز بن عبد السلام رحمه الله بل ورضي عنه لم يطلب العلم الا بعد الخمسين، كان جاهلاً إنسانًا عاديًا لا يعرف كوعه من بوعه لكنه عرف قدر وقته فانتبه له بعد الخمسين فكان صانع الأمة وأيضًا من بائع الأمراء وأيضًا سلطان العلماء، هذا العز ابن عبد السلام وهي قصتي وقصتك وقصة كل أحد منا أضاع وقته قبل يمكن أن يصنع شيئًا لنفسه لحياته لأمته لوطنه لآخرته لجنته لكل شيء يمكن أن يصنعه ولو بدقائق ولو بلحظات ولو بثوان ولو بساعات معدودات، فلا يعرف ما الذي يكتب الله له خيره، وما الذي يكتب الله له أثره، وما الذي يدخله الجنة…
- ونحن في رمضان أيها الإخوة ورمضان شهرٌ فاضل عظيم حبيب إلى ربنا جل جلاله، فواجبنا ولو أن نستغل طاعات رمضان ولو أن نستغل الفرص والمنح التي وهبنا الله تبارك وتعالى في هذا الشهر الكريم ولا نعرض عن الله فيه، ولا نقبل عطيته، ومنحته، ثم بالتالي سيعرض عنا كل العام، ولا ينصرم منا كما انصرمت أوائله، ومن الطبيعي على من لم يحتفط من أوقاته في خير وطاعة فإن رمضان سيضيع عليه لأن السيئات تتداعى والحسنات تتداعى، ألا فلنداعِ حسناتنا وليس العكس، فلنعمل خيرا، ولنفعل شيئًا لا لأحد بل لأنفسنا: ﴿وَما تُقَدِّموا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾، ﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، فلنفعل ما يجب علينا فعله، ولنقدر للوقت حق قدره؛ حتى نلاقي الله تبارك وتعالى ونحن نحسن الجواب على تلك الأسئلة عن الأوقات: ﴿وَقِفوهُم إِنَّهُم مَسئولونَ﴾، ومن الأسئلة تلك: " عن فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه".
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2