*سبب.الهلاك.ومصدر.النجاة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
منذ 2025-05-18
*سبب.الهلاك.ومصدر.النجاة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/go9gZ6OHOS8
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 20/ ذو القعدة/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن السبب الأبرز والأعظم، والأجل، والأكبر، والأهم الذي يؤدي للهلاك والدمار والموت، والعذاب، والغضب الرباني العميم على الخلق أجمعين من قبل ومن بعد ويومئذ، ودائمًا وأبدا، سواء كان ذلك الشخص حبيبًا قريبًا بعيداً عدواً أيًا كان، وسواء كانت تلك القطعة من الأرض حبيبة، عدوة، صديقة، لا يضر ذلك ولا يعنيه جل جلاله هذا ما دام وأن السبب من الناس قد ظهر فإن غضب الجبار سينزل ويحل على أفراد وعلى شعوب وعلى الأرض محترمة أو غير محترمة حتى مكة وهي أطهر البقاع وأحب البقاع، وأفضل البقاع، وأوسط البقاع في الأرض، ومع هذا إن خالفت فإن الله لا يحابيها، بل أعظم من هذا لو كانوا أنبياء الله جل جلاله وهم أنبياء الله لو فعلوا لكان غضب الرب عليهم، فضلاً عن من سواهم مثلاً من علماء، أو دعاة، أو أئمة، أو بشر عادي عامي، أو ايًا كان من مستواه العلمي، أو الأدبي، أو الثقافي، أو السياسي، أو أي شيء كان، ما دام وأنه يفعل ما يغضب الرب، فإن غضب الله يحل عليه دون النظر إليه، ملهوف وكيف هو وإلى من ينتسب وإلى أي أرض لا هي سنن ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبديلًا﴾، لن للنفي التأبيدي المستقبلي، لن تجد لسنة الله تبديلا، وأيضًا تدخل على الفعل المضارع الذي يدل على التجدد والاستمرار دائمًا وأبدا، لن تجد لسنة الله تبديلا، وفي آية أخرى {ولن تجد لسنة الله تحويلا}، لا يضر ما دام وأن المخالفة وقعت، فلا يضر ولا ينظر الى من خالف ومن هو وما هو ومن هو وأي أرض كان عليها…
- ودليل ذلك انظروا إلى آدم عليه السلام الذي أذنب ذنبًا واحداً فقط، ومع هذا اخرجه الله من الجنة، وهو آدم أول الخلائق، ومن باشر الرحمن جل جلاله أن نفخ فيه من روحه لتكون النفخة في ذريته جميعا، آدم وهو آدم عليه السلام ولكن لما وقعت المخالفة نزل العقاب والعذاب: ﴿فَأَكَلا مِنها فَبَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى﴾، وأيضًا قل عن مكة ماذا عنها ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتيها رِزقُها رَغَدًا مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بِما كانوا يَصنَعونَ﴾، وقد اتفق اهل التفسير والتاريخ على أن المراد بالقرية هنا مكة المكرمة بما كانوا يصنعون، بما عملوا، إذاً السبب الأعظم الذي يجعل الرب يغضب هي الذنوب، الذنوب، الذنوب، ذنوب الناس، معاصي الناس، مخالفات الناس، ولو كانت ما كانت وصدرت ممن صدرت، ما دام وإنها ذنوب فالهلاك واقع، وعلى قدر الذنب يكون العذاب ويعم العقاب: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾.
- انظروا كيف حكى الله لنا مختصراً قصصًا وملايين من الأمم: ﴿وَعادًا وَثَمودَ وَقَد تَبَيَّنَ لَكُم مِن مَساكِنِهِم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم...َ﴾، ثم قال بعدها ﴿وَقارونَ وَفِرعَونَ وَهامانَ وَلَقَد جائتْهم رُسُلنا...﴾، ثم قال بعدها ﴿فَكُلًّا أَخَذنا بِذَنبِهِ...﴾كلهم أخذنا بذنبه فقط ما في زيادة، الأمر الذي استدعى الله أن يغضب على أولئك هي ذنوبهم، فقط الذنوب والمعاصي صدرت ممن صدرت فهي محل العذاب والعقاب والغضب الرباني على تلك الأمم التي نتساءل اليوم: أين هم؟ أين ما هي أخبارهم، ما أحوالهم، ما ديارهم، ما أشخاصهم، ما ملكهم، ما غياتهم، ما جنودهم؟ كل شيء ليس بشيء أمام الواحد الأحد الذي هو خالق كل شيء، "أنهلك وفي الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث"، فإذا كثرت الذنوب والمعاصي، وكثرت الشرور ينزل العذاب ويحل العقاب، ثم مردهم إلى الله وأمرهم إلى الله، من هلك في ذلك العذاب والعقاب المأساوي للجميع، فإما أن يكون فاعلاً أو ساكتا، أو يكون آمراً ناهيا، فالأول والثاني يعذب، والثالث هناك يحاسبه الله بقدر عمله ثم يدخله الجنة إن شاء الله، هذا أمر ذكره القرآن كثيراً في آيات لا تحصى ولا تعد، فمن ذا يغالب سنن الله؟ ومن ذا يجرؤ على سنن الله؟ وهي نازلة لا محالة على من خالفها دون اعتذار لأشخاصهم ودون اعتبارا من ذواتهم {فَدَمدَمَ عَلَيهِم رَبُّهُم بِذَنبِهِم فَسَوّاها﴾ الباء السببية في ذنبهم ثم قال﴿وَلا يَخافُ عُقباها﴾ لا يخشى من عواقب أمره، لأن خالق العواقب، ولأنه موجد الأوائل والأواخر: ﴿وَكَيفَ أَخافُ ما أَشرَكتُم وَلا تَخافونَ أَنَّكُم أَشرَكتُم بِاللَّهِ ما لَم يُنَزِّل بِهِ عَلَيكُم سُلطانًا فَأَيُّ الفَريقَينِ أَحَقُّ بِالأَمنِ إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ .
- هؤلاء قوم ثمود وعاد وقوم لوط وفرعون وأصحاب الأيكة وقرون بين ذلك كثيرا أين هم؟ الجواب: ﴿فَكُلًّا أَخَذنا بِذَنبِهِ فَمِنهُم مَن أَرسَلنا عَلَيهِ حاصِبًا وَمِنهُم مَن أَخَذَتهُ الصَّيحَةُ وَمِنهُم مَن خَسَفنا بِهِ الأَرضَ وَمِنهُم مَن أَغرَقنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظلِمَهُم وَلكِن كانوا أَنفُسَهُم يَظلِمونَ﴾، وماذا عن قول قوم سبأ الذين يمكن نقول على أنهم الأقرب الينا: ﴿لَقَد كانَ لِسَبَإٍ في مَسكَنِهِم آيَةٌ جَنَّتانِ عَن يَمينٍ وَشِمالٍ كُلوا مِن رِزقِ رَبِّكُم وَاشكُروا لَهُ بَلدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفورٌ﴾
ماذا فعلوا؟ قال الله ﴿فَأَعرَضوا فَأَرسَلنا عَلَيهِم سَيلَ العَرِمِ وَبَدَّلناهُم بِجَنَّتَيهِم جَنَّتَينِ ذَواتَي أُكُلٍ خَمطٍ وَأَثلٍ وَشَيءٍ مِن سِدرٍ قَليلٍ ذلِكَ جَزَيناهُم بِما كَفَروا وَهَل نُجازي إِلَّا الكَفورَ﴾، وانظر لكلمة: ﴿فَأَعرَضوا فَأَرسَلنا} فيها فاء التعقيب مع الترتيب مباشرة، فما دام وقد امتلأ كأس ذلك الفرد وتلك الجماعة وذلك الشعب والدولة والمؤسسة والأفراد على العموم اذا امتلأ كأسه أتته منيته وعقابه وعذابه وأليم ما يصنع الرب به؛ لأنه يستحق ذلك كله: ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾…
- فيا أيها الإخوة الحذر من الذنوب خاصها وعامها فإنها سبب هلاك الأفراد، والمجتمعات، وعلى قدر ذنب الشخص يكون عقابه في الدنيا وفي الآخرة، حتى العقاب الفردي والعقاب الجماعي، والعقاب الأليم والعقاب المستقبلي والعقاب بشتى صوره الصحي الاقتصادي، العبادي، المجتمعي، الدراسي، أيًا كان عقاب الله سيأتي سيأتي لا محالة على ذلك الفرد في أي شيء كان، وإذا كان بلعام بن باعورا الذي هو مثلاً أيضًا من الأمثال لمن انتكسوا بعد عبادتهم، بل قل عن إبليس الذي كان في سماء عظمى من عبادته وطاعته واصطفاه الله لداره، ولكن ففسق عن أمر ربه خالف الأمر الرباني وهي سجدة لآدم واحدة وذنب واحد تلافى ذنوب ومعاصي، فماذا عن غيره؟ ماذا عن سواه؟… .
- فبلعام هذا الذي آتاه الله ما لم يؤت غيره انسلخ عن الآيات وانسلاخه هو عن الآيات، اما انسلاخي أنا وأنت وفلان وعلان وهي وهو وهم كلهم فيكون بحسبه، هذا ينسلخ علميًا، وهذا ينسلخ اقتصاديًا، وذاك ينسلخ مجتمعيًا، وذاك ينسلخ سياسيًا، وهذا أخلاقيًا وذاك ثقافيًا وقل ما شئت من انسلاخات، انسلاخات الأفراد تتعدد ولكن الذنوب والمعاصي تجمعهم جميعًا، فنحن بين انسلاخ فيأتي العقاب أو بين اتباع فتكون النجاة، وسيأتي عقابه حتمًا وإن تأخر على ذلك الشخص مدة العذاب والعقاب، قد يعمل اليوم ثم يأتي العقاب والعذاب بعد أيام وأشهر أو سنوات، لكن في الأول والأخير لن يفلت لن ينسى: {وَمَا كَانَ رَبُّك نَسِيّا}، {عِلْمُها عِندَ رَبِي فِي كِتَاب لَا يَضِلُّ رَبي وَلا يَنسَى}، وحاشاه جل جلاله فسيأتي العقاب وسيأتي الحرمان…
- ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾ ضنك في قلبه وفي عمله، وفي ماله، وفي داره، وفي صحته، ضنك في دراسته، ضنك في اسرته، ضنك في كل شيء هو في ضنك، والسبب: اعرض عن ذكري، عن عبادتي، عن طاعتي، عن ما أمرت من أمر ونهي، فإن له معيشة ضنكا، وعلى قدري الإعراض يكون العذاب والعقاب… ألا فليتق الله كل واحد منا ولينظر لما ينفع من عمل صالح فليفعل، وليجتنب كل عمل سيء، فهذا هو النجاة في الدنيا وهو النجاة في الآخرة، هذا سبيل الله هذه طريقة الله…
- وكثير من الناس لا يفقهون العقوبة الربانية، والإنذارات الإلهية، كما في الحديث الصحيح أنه كالابل لا يدري فيما عقله أهله وفيما اطلقوه تأتي المصيبة ثم يصحو منها ولا يتذكر على أن سبب المصيبة هي ذنوبه ومعاصيه، قال الفضيل إن كنت لأعصي ربي في السر فأرى ذلك في خلق زوجتي ودابتي وكل شيء حولي، بل أحد العلماء قال فكرت ليلة في أخذ كتاب فلان من كتب السلف الصالح لينقده علميًا قال وكان لنا كلب بجور داري من سنين ما افزعني ابداً وعندما فكرت في تلك الليلة خرجت إلى المسجد للصلاة فنبح علي الكلب، فتذكرت على أنه ذنبي، لكن بالنسبة لنا فلا نعتبر عادي لا أشكال لديه ربما تأتي صدمات دنيوية ومآسي وعقاب لكن لا يتذكر على أنها ذنوبه هي السبب، وعلى أن هذه العقوبات هي رسائل ربانية وهزات إلهية لعله يعود، لعله يرجع، لعله يأتي، فإن لم يأت سيأتي الله به: "ومن لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان سيق إليه بسلاسل الامتحان" كما قال ابن عطاء الله رحمه الله، ﴿وَإِذا مَسَّ الإِنسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنبِهِ أَو قاعِدًا أَو قائِمًا فَلَمّا كَشَفنا عَنهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَم يَدعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلمُسرِفينَ ما كانوا يَعمَلونَ﴾، يأتيه ضره حتى يدعو وحتى يعود إلى الله، لكن بعض الناس يأتيه الضر ولا يفكر بالعودة إلى الله… أقول قولي هذا واستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- فإنه لا نجاة من ذنوبنا، ومن معاصينا، وأيضًا من عذاب الله النازل بنا إن استمرينا فيما نحن فيه إلا بالتوبة، إلا بالعودة إلى الله، إلا بالرجوع إلى الله، ومن لم يرجع ويتوب ويقرر فهو ظالم ظالم: ﴿وَمَن لَم يَتُب فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾،ومن أراد الفلاح في الدنيا والآخرة فعليه التوبة: {وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾، فإما أن يتناول الفلاح في توبته أو أن يكون ظالمًا بعدمها، فنحن بين خيارين اثنين فالتوبة التوبة أيها الناس والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وكل واحد منا أعلم بذنبه فليتب منه بينه وبين ربه؛ فإن الله تبارك وتعالى قد خاطب الناس جميعًا دون استثناء بل قال لأهل الكتاب وهم أهل الكتاب أكثر الناس الذين ادعوا ما ادعوا: ﴿أَفَلا يَتوبونَ إِلَى اللَّهِ وَيَستَغفِرونَهُ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، وإذا كان هذا النداء لأهل الكتاب فهي للمسلمين وبالمسلمين أحق: ﴿أَفَلا يَتوبونَ إِلَى اللَّهِ وَيَستَغفِرونَهُ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، وأخيرًا هذا ربكم جل وعلا الرحيم بكم يخاطبكم الآن قبل الندم غدًا: ﴿قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ وَأَنيبوا إِلى رَبِّكُم وَأَسلِموا لَهُ مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ ثُمَّ لا تُنصَرونَ وَاتَّبِعوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ بَغتَةً وَأَنتُم لا تَشعُرونَ أَن تَقولَ نَفسٌ يا حَسرَتا عَلى ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السّاخِرينَ أَو تَقولَ لَو أَنَّ اللَّهَ هَداني لَكُنتُ مِنَ المُتَّقينَ أَو تَقولَ حينَ تَرَى العَذابَ لَو أَنَّ لي كَرَّةً فَأَكونَ مِنَ المُحسِنينَ بَلى قَد جاءَتكَ آياتي فَكَذَّبتَ بِها وَاستَكبَرتَ وَكُنتَ مِنَ الكافِرينَ﴾، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/go9gZ6OHOS8
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 20/ ذو القعدة/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن السبب الأبرز والأعظم، والأجل، والأكبر، والأهم الذي يؤدي للهلاك والدمار والموت، والعذاب، والغضب الرباني العميم على الخلق أجمعين من قبل ومن بعد ويومئذ، ودائمًا وأبدا، سواء كان ذلك الشخص حبيبًا قريبًا بعيداً عدواً أيًا كان، وسواء كانت تلك القطعة من الأرض حبيبة، عدوة، صديقة، لا يضر ذلك ولا يعنيه جل جلاله هذا ما دام وأن السبب من الناس قد ظهر فإن غضب الجبار سينزل ويحل على أفراد وعلى شعوب وعلى الأرض محترمة أو غير محترمة حتى مكة وهي أطهر البقاع وأحب البقاع، وأفضل البقاع، وأوسط البقاع في الأرض، ومع هذا إن خالفت فإن الله لا يحابيها، بل أعظم من هذا لو كانوا أنبياء الله جل جلاله وهم أنبياء الله لو فعلوا لكان غضب الرب عليهم، فضلاً عن من سواهم مثلاً من علماء، أو دعاة، أو أئمة، أو بشر عادي عامي، أو ايًا كان من مستواه العلمي، أو الأدبي، أو الثقافي، أو السياسي، أو أي شيء كان، ما دام وأنه يفعل ما يغضب الرب، فإن غضب الله يحل عليه دون النظر إليه، ملهوف وكيف هو وإلى من ينتسب وإلى أي أرض لا هي سنن ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبديلًا﴾، لن للنفي التأبيدي المستقبلي، لن تجد لسنة الله تبديلا، وأيضًا تدخل على الفعل المضارع الذي يدل على التجدد والاستمرار دائمًا وأبدا، لن تجد لسنة الله تبديلا، وفي آية أخرى {ولن تجد لسنة الله تحويلا}، لا يضر ما دام وأن المخالفة وقعت، فلا يضر ولا ينظر الى من خالف ومن هو وما هو ومن هو وأي أرض كان عليها…
- ودليل ذلك انظروا إلى آدم عليه السلام الذي أذنب ذنبًا واحداً فقط، ومع هذا اخرجه الله من الجنة، وهو آدم أول الخلائق، ومن باشر الرحمن جل جلاله أن نفخ فيه من روحه لتكون النفخة في ذريته جميعا، آدم وهو آدم عليه السلام ولكن لما وقعت المخالفة نزل العقاب والعذاب: ﴿فَأَكَلا مِنها فَبَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى﴾، وأيضًا قل عن مكة ماذا عنها ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتيها رِزقُها رَغَدًا مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بِما كانوا يَصنَعونَ﴾، وقد اتفق اهل التفسير والتاريخ على أن المراد بالقرية هنا مكة المكرمة بما كانوا يصنعون، بما عملوا، إذاً السبب الأعظم الذي يجعل الرب يغضب هي الذنوب، الذنوب، الذنوب، ذنوب الناس، معاصي الناس، مخالفات الناس، ولو كانت ما كانت وصدرت ممن صدرت، ما دام وإنها ذنوب فالهلاك واقع، وعلى قدر الذنب يكون العذاب ويعم العقاب: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾.
- انظروا كيف حكى الله لنا مختصراً قصصًا وملايين من الأمم: ﴿وَعادًا وَثَمودَ وَقَد تَبَيَّنَ لَكُم مِن مَساكِنِهِم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم...َ﴾، ثم قال بعدها ﴿وَقارونَ وَفِرعَونَ وَهامانَ وَلَقَد جائتْهم رُسُلنا...﴾، ثم قال بعدها ﴿فَكُلًّا أَخَذنا بِذَنبِهِ...﴾كلهم أخذنا بذنبه فقط ما في زيادة، الأمر الذي استدعى الله أن يغضب على أولئك هي ذنوبهم، فقط الذنوب والمعاصي صدرت ممن صدرت فهي محل العذاب والعقاب والغضب الرباني على تلك الأمم التي نتساءل اليوم: أين هم؟ أين ما هي أخبارهم، ما أحوالهم، ما ديارهم، ما أشخاصهم، ما ملكهم، ما غياتهم، ما جنودهم؟ كل شيء ليس بشيء أمام الواحد الأحد الذي هو خالق كل شيء، "أنهلك وفي الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث"، فإذا كثرت الذنوب والمعاصي، وكثرت الشرور ينزل العذاب ويحل العقاب، ثم مردهم إلى الله وأمرهم إلى الله، من هلك في ذلك العذاب والعقاب المأساوي للجميع، فإما أن يكون فاعلاً أو ساكتا، أو يكون آمراً ناهيا، فالأول والثاني يعذب، والثالث هناك يحاسبه الله بقدر عمله ثم يدخله الجنة إن شاء الله، هذا أمر ذكره القرآن كثيراً في آيات لا تحصى ولا تعد، فمن ذا يغالب سنن الله؟ ومن ذا يجرؤ على سنن الله؟ وهي نازلة لا محالة على من خالفها دون اعتذار لأشخاصهم ودون اعتبارا من ذواتهم {فَدَمدَمَ عَلَيهِم رَبُّهُم بِذَنبِهِم فَسَوّاها﴾ الباء السببية في ذنبهم ثم قال﴿وَلا يَخافُ عُقباها﴾ لا يخشى من عواقب أمره، لأن خالق العواقب، ولأنه موجد الأوائل والأواخر: ﴿وَكَيفَ أَخافُ ما أَشرَكتُم وَلا تَخافونَ أَنَّكُم أَشرَكتُم بِاللَّهِ ما لَم يُنَزِّل بِهِ عَلَيكُم سُلطانًا فَأَيُّ الفَريقَينِ أَحَقُّ بِالأَمنِ إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ .
- هؤلاء قوم ثمود وعاد وقوم لوط وفرعون وأصحاب الأيكة وقرون بين ذلك كثيرا أين هم؟ الجواب: ﴿فَكُلًّا أَخَذنا بِذَنبِهِ فَمِنهُم مَن أَرسَلنا عَلَيهِ حاصِبًا وَمِنهُم مَن أَخَذَتهُ الصَّيحَةُ وَمِنهُم مَن خَسَفنا بِهِ الأَرضَ وَمِنهُم مَن أَغرَقنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظلِمَهُم وَلكِن كانوا أَنفُسَهُم يَظلِمونَ﴾، وماذا عن قول قوم سبأ الذين يمكن نقول على أنهم الأقرب الينا: ﴿لَقَد كانَ لِسَبَإٍ في مَسكَنِهِم آيَةٌ جَنَّتانِ عَن يَمينٍ وَشِمالٍ كُلوا مِن رِزقِ رَبِّكُم وَاشكُروا لَهُ بَلدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفورٌ﴾
ماذا فعلوا؟ قال الله ﴿فَأَعرَضوا فَأَرسَلنا عَلَيهِم سَيلَ العَرِمِ وَبَدَّلناهُم بِجَنَّتَيهِم جَنَّتَينِ ذَواتَي أُكُلٍ خَمطٍ وَأَثلٍ وَشَيءٍ مِن سِدرٍ قَليلٍ ذلِكَ جَزَيناهُم بِما كَفَروا وَهَل نُجازي إِلَّا الكَفورَ﴾، وانظر لكلمة: ﴿فَأَعرَضوا فَأَرسَلنا} فيها فاء التعقيب مع الترتيب مباشرة، فما دام وقد امتلأ كأس ذلك الفرد وتلك الجماعة وذلك الشعب والدولة والمؤسسة والأفراد على العموم اذا امتلأ كأسه أتته منيته وعقابه وعذابه وأليم ما يصنع الرب به؛ لأنه يستحق ذلك كله: ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾…
- فيا أيها الإخوة الحذر من الذنوب خاصها وعامها فإنها سبب هلاك الأفراد، والمجتمعات، وعلى قدر ذنب الشخص يكون عقابه في الدنيا وفي الآخرة، حتى العقاب الفردي والعقاب الجماعي، والعقاب الأليم والعقاب المستقبلي والعقاب بشتى صوره الصحي الاقتصادي، العبادي، المجتمعي، الدراسي، أيًا كان عقاب الله سيأتي سيأتي لا محالة على ذلك الفرد في أي شيء كان، وإذا كان بلعام بن باعورا الذي هو مثلاً أيضًا من الأمثال لمن انتكسوا بعد عبادتهم، بل قل عن إبليس الذي كان في سماء عظمى من عبادته وطاعته واصطفاه الله لداره، ولكن ففسق عن أمر ربه خالف الأمر الرباني وهي سجدة لآدم واحدة وذنب واحد تلافى ذنوب ومعاصي، فماذا عن غيره؟ ماذا عن سواه؟… .
- فبلعام هذا الذي آتاه الله ما لم يؤت غيره انسلخ عن الآيات وانسلاخه هو عن الآيات، اما انسلاخي أنا وأنت وفلان وعلان وهي وهو وهم كلهم فيكون بحسبه، هذا ينسلخ علميًا، وهذا ينسلخ اقتصاديًا، وذاك ينسلخ مجتمعيًا، وذاك ينسلخ سياسيًا، وهذا أخلاقيًا وذاك ثقافيًا وقل ما شئت من انسلاخات، انسلاخات الأفراد تتعدد ولكن الذنوب والمعاصي تجمعهم جميعًا، فنحن بين انسلاخ فيأتي العقاب أو بين اتباع فتكون النجاة، وسيأتي عقابه حتمًا وإن تأخر على ذلك الشخص مدة العذاب والعقاب، قد يعمل اليوم ثم يأتي العقاب والعذاب بعد أيام وأشهر أو سنوات، لكن في الأول والأخير لن يفلت لن ينسى: {وَمَا كَانَ رَبُّك نَسِيّا}، {عِلْمُها عِندَ رَبِي فِي كِتَاب لَا يَضِلُّ رَبي وَلا يَنسَى}، وحاشاه جل جلاله فسيأتي العقاب وسيأتي الحرمان…
- ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾ ضنك في قلبه وفي عمله، وفي ماله، وفي داره، وفي صحته، ضنك في دراسته، ضنك في اسرته، ضنك في كل شيء هو في ضنك، والسبب: اعرض عن ذكري، عن عبادتي، عن طاعتي، عن ما أمرت من أمر ونهي، فإن له معيشة ضنكا، وعلى قدري الإعراض يكون العذاب والعقاب… ألا فليتق الله كل واحد منا ولينظر لما ينفع من عمل صالح فليفعل، وليجتنب كل عمل سيء، فهذا هو النجاة في الدنيا وهو النجاة في الآخرة، هذا سبيل الله هذه طريقة الله…
- وكثير من الناس لا يفقهون العقوبة الربانية، والإنذارات الإلهية، كما في الحديث الصحيح أنه كالابل لا يدري فيما عقله أهله وفيما اطلقوه تأتي المصيبة ثم يصحو منها ولا يتذكر على أن سبب المصيبة هي ذنوبه ومعاصيه، قال الفضيل إن كنت لأعصي ربي في السر فأرى ذلك في خلق زوجتي ودابتي وكل شيء حولي، بل أحد العلماء قال فكرت ليلة في أخذ كتاب فلان من كتب السلف الصالح لينقده علميًا قال وكان لنا كلب بجور داري من سنين ما افزعني ابداً وعندما فكرت في تلك الليلة خرجت إلى المسجد للصلاة فنبح علي الكلب، فتذكرت على أنه ذنبي، لكن بالنسبة لنا فلا نعتبر عادي لا أشكال لديه ربما تأتي صدمات دنيوية ومآسي وعقاب لكن لا يتذكر على أنها ذنوبه هي السبب، وعلى أن هذه العقوبات هي رسائل ربانية وهزات إلهية لعله يعود، لعله يرجع، لعله يأتي، فإن لم يأت سيأتي الله به: "ومن لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان سيق إليه بسلاسل الامتحان" كما قال ابن عطاء الله رحمه الله، ﴿وَإِذا مَسَّ الإِنسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنبِهِ أَو قاعِدًا أَو قائِمًا فَلَمّا كَشَفنا عَنهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَم يَدعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلمُسرِفينَ ما كانوا يَعمَلونَ﴾، يأتيه ضره حتى يدعو وحتى يعود إلى الله، لكن بعض الناس يأتيه الضر ولا يفكر بالعودة إلى الله… أقول قولي هذا واستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- فإنه لا نجاة من ذنوبنا، ومن معاصينا، وأيضًا من عذاب الله النازل بنا إن استمرينا فيما نحن فيه إلا بالتوبة، إلا بالعودة إلى الله، إلا بالرجوع إلى الله، ومن لم يرجع ويتوب ويقرر فهو ظالم ظالم: ﴿وَمَن لَم يَتُب فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾،ومن أراد الفلاح في الدنيا والآخرة فعليه التوبة: {وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾، فإما أن يتناول الفلاح في توبته أو أن يكون ظالمًا بعدمها، فنحن بين خيارين اثنين فالتوبة التوبة أيها الناس والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وكل واحد منا أعلم بذنبه فليتب منه بينه وبين ربه؛ فإن الله تبارك وتعالى قد خاطب الناس جميعًا دون استثناء بل قال لأهل الكتاب وهم أهل الكتاب أكثر الناس الذين ادعوا ما ادعوا: ﴿أَفَلا يَتوبونَ إِلَى اللَّهِ وَيَستَغفِرونَهُ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، وإذا كان هذا النداء لأهل الكتاب فهي للمسلمين وبالمسلمين أحق: ﴿أَفَلا يَتوبونَ إِلَى اللَّهِ وَيَستَغفِرونَهُ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، وأخيرًا هذا ربكم جل وعلا الرحيم بكم يخاطبكم الآن قبل الندم غدًا: ﴿قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ وَأَنيبوا إِلى رَبِّكُم وَأَسلِموا لَهُ مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ ثُمَّ لا تُنصَرونَ وَاتَّبِعوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ بَغتَةً وَأَنتُم لا تَشعُرونَ أَن تَقولَ نَفسٌ يا حَسرَتا عَلى ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السّاخِرينَ أَو تَقولَ لَو أَنَّ اللَّهَ هَداني لَكُنتُ مِنَ المُتَّقينَ أَو تَقولَ حينَ تَرَى العَذابَ لَو أَنَّ لي كَرَّةً فَأَكونَ مِنَ المُحسِنينَ بَلى قَد جاءَتكَ آياتي فَكَذَّبتَ بِها وَاستَكبَرتَ وَكُنتَ مِنَ الكافِرينَ﴾، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1