*علمني.الحج.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ...

منذ 2025-05-18
*علمني.الحج.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/bY-Hh4dS9dE
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 12/ ذو الحجة/1444هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن العبادات والشعائر في ديننا ليست مجرد طقوس تقام، ولا حركات تعمل، ولا عقوبات تنفذ، عباداتنا وطاعاتنا لربنا تبارك وتعالى ليست عبارة عن حركات رياضية أو استعراضية أو اي شيء كان من عدم الترجمة إلى واقع أفعال وإلى أعمال، وتغييز جذري لذلك الإنسان، وانظروا لمجتمع الصحابة رضوان الله عليهم الذين كانوا فيما كانوا عليه في جاهلية عمياء بكماء ظلماء صماء يعبدون الأصنام، ويأكلون الميتة، ويسيئون الجوار، والضعيف منهم دائمًا وأبدا هو ضعيف لا يستقوي؛ لأن القوي فيهم يأكله ويبطش به، وبالتالي فقد كانوا كذلك حتى جاء نبينا صلى الله وسلم إليهم فأخرجهم مما كانوا فيه إلى أحسن حال على الإطلاق، حولهم من رعاة غنم إلى قادة للأمم، من أناس لا يملكون شيئًا من الدنيا إلا ما حملوا على أجسادهم من لباس أو اكلوا ما في بطونهم من أكل بسيط، حتى أنهم كانوا يعتدون على ذويهم وأقاربهم إذا جاعوا، أخرجهم صلى الله عليه وسلم بشعائر الإسلام إلى قادة عظماء فضلاء، إلى خيار الناس على الإطلاق بعدما كانوا عليه، بل فتحوا أكثر من ربع الكرة الأرضية في أقل من ربع قرن من الزمان ووصل شعيرتهم المقدسة لا إله إلا الله إلى جميع الأرض الآن…

- إنها شعائر هذا الدين التي تترجم إلى أعمال حقيقية، وإلى أخلاق واقعية، وليست مجرد شعائر في المسجد ثم إذا خرج إلى السوق تغير حاله، وتبدل سلوكه، وتغير منطقه وأفعاله، أو عند المصحف يكون مؤمنا ثم إذا نطق مع أهله وأقاربه والناس جميعًا اختلف تماما، فلان في المسجد هو وفلان في السوق يختلف تمامًا فتراه يكذب، وينصب، ويشتم، ويضرب وأخلاقه ومعاملاته وكل شيء فيه لا تمت بصلة إلى أخلاق المسجد، وإلى تعاملات المسجد، هذا مسلم لا نريده، وهو إنسان بعيد كل البعد عن عن شعائر الإسلام، وما فيه من قيم وأخلاق، وما احتواه من تعاملات وأحكام…

ـ إن الإسلام بشعائره أراد من المسلم أن يترجم هذه الشعارات، والأعمال، والأفعال، والألفاظ، والأقوال، والحركات، والسكنات، أن يترجمها إلى واقع فعلي، أن ينتقل المسجد معه إلى كل مكان، أن ينتقل المصحف معه إلى كل زمان، أن يعمل بكتاب الله، أن يعمل بسنة رسول الله، أن يكون قرآنًا يمشي على الأرض كما كان قدوته رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمطلوب من المسلم أن يحترم شعائر هذا الدين فلا يقولها بلسانه ثم يخالفها بعد ذلك بأفعاله ومنطقه وسلوكه...

- ودعوني أقف اليوم عند شعيرة واحدة فقط، شعيرة وقتية لا نستطيع التأجيل لها، هي فريضة الحج وركن الحج، ما هي الأخلاق والتعاملات؟ وماذا يعني الحج؟ وماذا يعلمنا ركن الإسلام الأعظم؟ ماذا ينتج للمسلم الذي حج بيت الله الحرام في أخلاقه، ومعاملاته، ومع الناس، وفي أفكاره وأقواله وحركاته وسكناته وفي كل شيء من شأنه…

- الحج أيها الإخوة شعيرة من شعائر الإسلام العظيمة وعباداته الجليلة مثلها مثل الصلاة ومثل الزكاة ومثل الصيام، ولكن يجب على الذي يؤديه يؤدي ركن الحج، أن يعلم علم يقين على أنه ليس مطلوبًا أن يعذب روحه وجسده، وأن يخسر ما له بدون فائدة أخلاقية، ودينية، ومعاملاتية تعود عليه في حياته حتى يموت، ليس الحج عقوبة، وليس الحج سلبًا لمال المسلم، بل يريد من المسلم أن يتغير جذريًا بعد حجه، ولهذا أوجب على المسلم أن لا يحج إلا بمال حلال، وإذا خالطه شيء من حرام فحجه مردود عليه…
إذا حجـجت بمال أصله سحت
فما حججت ولكن حجت العير
فما حججت ولكن حجت العير التي تمشي عليها، والتي ذهب بها أي لا حجة له، فما حججت؛ لأنك حججت بمال حرام وبالتالي فالحج يهذب المسلم قبل أن يحج، فكيف إذا عاد من حجه؟ هذا شيء أول… - الشيء الثاني الذي يعلمنا الحج ويعلمنا كل شيء في الحقيقة ولكن إطلالة سريعة على ما يجب أن نتنبه له في فريضة حية يعلمنا الأخلاق فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، إنها أخلاق وقيم التزام آداب أيما آداب والتزام، فمن خالفها فقد يبطل حجه، ومن خالفها فدم عليه في أقل أحواله من خالفها فهو آثم آثم، فحجه فيه نقص: ﴿الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلوماتٌ فَمَن فَرَضَ فيهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسوقَ وَلا جِدالَ فِي الحَجِّ...} زحام شديد آلاف ومئات الآلاف بل بالملايين قد يؤذيه أحد قد يقع من أحد شيء لا يحمد ذلك الإنسان عليه، ومع هذا هو واجب عليه أن يلتزم الأخلاق، وأن يلتزم الآداب وأن يلتزم أحكام الإسلام، في الحج نتعلم الأخلاق لأنها الحج ليس الحج وحده بل ثمرة العبادات والطاعات، {إِنَّ الصَّلاةَ تَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ...َ﴾، والفحشاء والمنكر هي المعاملات سواء مع الله أو مع الخلق…

- إنسان يصلي لكنه لم يكف بلسانه وبأخلاقه وأفعاله في سوقه في بيته في طريقه في معاملته في تجارته في منطقه في حركته في سكنته في أي شيء يصدر منه وعنه إذا لم يكف عن مساوئ الأخلاق، وعما يسيء لهذه الصلاة فلم تنفعه، فهو دليل عن بعد بينه وبين قبول صلاته: {إنما يتقبل الله من المتقين} هذا بالنسبة للصلاة، وقد تحدثنا عن الحج…

- ثم عن ركن الصيام: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب"، يعلمنا أيضًا الأخلاق، والصبر على الأذى، وعدم جرج صيامنا بأي شيء أبدا، ونحتمل ما يصدر من الناس من سوء الأخلاق ويميزنا صيامنا بأخلاقنا، ويؤثر فينا بحسن تعاملنا، فإذا لم يعلمنا الأخلاق فبعيد كل البعد منا ثمرة الصيام وروحه ولبه… ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ …

- وقل عن الزكاة التي وسع صلى الله عليه وسلم مدلولها أيما توسيع حتى قال: "وتبسمك في وجه أخيك صدقة"، "تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، ونصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة، وكل معروف صدقة"،
أنها أخلاق ومعاملات عظيمة، وثمرة للعبادات جليلة، خاصة الزكاة: ﴿خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم...ٌ﴾ فهي تطهير للأخلاق، تطهير للمعاملات، بل الزكاة هي أخلاق بكلها؛ إذ مدارها الإحسان للخلق فهي قمة الأخلاق….

- وبالتالي فأركان الإسلام عمومًا ثمرتها الأخلاق والحج خصوصاً، وليست فيه الأخلاق وفقط بل يجب على المسلم أن يبقى على ذلك بعد حجه، وأيضًا حتى لا نطيل والحديث يطول حول هذا الداء الخطير الذي انتشر: الانفصام بين العبادات والمعاملات!.

- وإن من التنبيهات الجليلة، والإرشادات المهمة في الحج وما يعلمنا إياه أن المغفرة التي ضمنها نبينا صلى الله عليه وسلم لمن حج البيت بأنه يعود كيوم ولدته أمه يعني نقيًا من الذنوب، ليس المقصود بها عموم الذنوب بإجماع العلماء، بل المقصود بها الذنوب التي بين العبد وبين ربه، أما الذنوب التي بينه وبين الخلق فإنها لا تغفر أبداً، فإنها لا تنسى أبدا، فإنها لا تسامح مطلقا، فإنها باقية عليه لو حج عمره كله، فإن ذنوب الخلق التي اقترفها وأساء إليهم، وأخذ حقوقهم، وبطش بهم، ونكل بهم، وفعل بهم الأفاعيل لو حج عمره كله فإن الذنوب تلك لا تمحى أبداً ولا تدخل في دائرة مغفرة الذنوب بالحج فليعلم هذا جيدا، ألا فمن كان عليه لأخيه شيء ولو قطمير ولو حقير ولو كائنًا ما كان فإنه باق حتى يتسامح ويتصالح مع أخيه برده أو عفوه عنه، ورد لذلك الشيء لأخيه وإلا فهو باق عليه يأتي به يوم القيامة ولو مات شهيداً في سبيل الله كما في الحديث الصحيح عند مسلم وعند غيره أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عليه الصلاة والسلام: أن من جاهد في سبيل الله مقبلاً غير مدبر عفر الله له ذنبه وأدخله الجنة" ثم كررها صلى الله عليه وسلم مراراً وذلك الرجل يسمع منه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ليتأكد كل شيء يا رسول الله؟ قال كل شيء كل شيء مغفور، فانطلق الرجل ثم نزل جبريل في تلك اللحظة إلى رسول الله وقال: "إلا الدين إلا الدين" أي ما بينك وبين الناس من حقوق فهي غير مغفورة، فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل وقال "إلا الدين"، فإذن حقوق العباد عامة غير مغفورة لو مت حتى شهيداً في سبيل الله، مدافعًا عن حرمات الله، بنفسك، ومالك، وأهلك فإن حقوق العباد هي ديون عليك باقية سواء كانت مالية أو معنوية أو حسية أو كانت ما كانت، وهو جهاد في سبيل الله فكيف وهو بالحج لأيام معدودة مجرد رحلة بطائرة أو أقل الأحوال بسيارة فارهة ثم يدعي أن كل شيء غُفر له كل شيء قتله ودماره ونهبه وسلبه وأخذه وبطشه وعذابه وكل مظالمه وجرائمه… ولو كان كذلك لكان الله وحاشاه ظالمًا للناس، لكنه جل جلاله لا يظلم أحدا فحقوق العباد لابد أن يتسامح العباد بينهم البين وليست بحق لله تبارك وتعالى بل هي حق للعباد لا يسقطونها الا بأنفسهم حتى القاتل الذي اقتص منه وأعدم أن قتل لكنه يوم القيامة كما في البخاري ومسلم يأتي المقتول وهو حامل لرأسه ويقول: "يا ربي سل هذا فيما قتلني؟ فيم قتلني؟" وقد قُتل قصاصًا ومع هذا بقي عند الله الحساب، وإن كان قد اقتص منه في الدنيا؛ فإن الحقوق للقاتل والمقتول ثلاثة: حق لأولياء الدم وقد اقتص منه، وحق لله إذا صام شهرين متتابعين، وبقي حق المقتول يوم القيامة، فالأمر ليس بهين فحقوق العباد أعظم من أن تغفر بحج أو بأي عمل، أقول قولي هذا واستغفر الله..

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… أما بعد:

- فإن الحج يعلمنا أموراً كثيرة وجليلة وكبيرة لا تتسع لها خطبة ولا أكثر ولكنها فقط عينات بسيطة آخذها في خطبتي هذه ثم ننتهي،وإن مما يعلمنا الحج أيها الإخوة توحد المسلمين عامة في شعائرهم، في أماكنهم، في الفاظهم، حتى في ألبستهم، فضلاً عن مكان وعن زمان وعن عبادات وعن كل شيء، فهو توحد عام للمسلمين، يجمعهم لا إله إلا الله كلمة التوحيد في مكان كله توحيد، حتى اللباس حتى اليوم حتى المكان حتى الألفاظ حتى الزمان حتى كل شي في أفعال الحج تجمعهم، "خذوا عني مناسككم، خذوا عني مناسككم"، لفظ عام قاله صلى الله عليه وسلم يخاطب به كل مسلم، بل كل عباداتنا وكل طاعاتنا وكل أفعالنا هذه التي نؤديها لربنا جل جلاله فهي خطاب واحد موحد لجميع المسلمين حتى آخر واحد منهم…

- إنه خطاب موحد للجميع دليل على أن المسلمين أمة واحدة، وأن المسلمين يجب أن تجمعهم كلمة واحدة، وأن المسلمين أمة واحدة لا يحل لهم أن يتفرقوا على أي خلافات كانت، بل تلك الخلافات تجمع أكثر مما تفرق، وإنما هي فقط مناوشات الأعداء لا مناوشات الأصدقاء، أما الصديق والأخ القريب فإن الله تبارك وتعالى قد دلنا إذا وقع خلاف أو شيء: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنوا أَن تُصيبوا قَومًا بِجَهالَةٍ فَتُصبِحوا عَلى ما فَعَلتُم نادِمينَ﴾ فتندم على فعلك بأخيك مهما طال فراقك له ومهما طال عداؤك إياه فإنها تبقى الندامة؛ لأنه مسلم في الأول والأخير، إن لم يكن الندم في الدنيا فيكون يوم القيامة…

- وبالتالي الندم حاصل حاصل، فعباداتنا وطاعاتنا من الحج إلى كل شيء توحد المسلمين عامة، وتدعوهم دعوة صامتة ناطقة، أن كما فعلتم في الحج فاجتمعوا في غيره على كلمة سواء، كما فعلتم في حجكم في مكان واحد، بلباس واحد، على شعائر واحدة وفي مكان هو بيت الله المقدس فيجب عليهم أن ينبذوا خلافاتهم، وكل شيء تعيق توحدهم، وأن يتوحدوا على كلمة الدين والحق كما اتحد أوائلنا فانطلقوا نحو أعدائنا، أما إن بقينا في خلافات هي بينية سينتصر العدو لا محالة وقد فعل بانتصار في كل شيء لأننا أصبحنا أعداء على كل شيء فلم نتفرغ الا لعدائنا فيما بين ذواتنا، ولم ننطلق للعدو الأول والحقيقي الأصلي…

- وكلما كان العداء بين المسلمين أكثر كلما كان العدو أمكن وأنصر للأسف الشديد، ولهذا يعمق العدو خلافات المسلمين دائمًا وابدا، يعمق ويشعل ويكثر من خلافات المسلمين ليستمروا على ما هم عليه في الحضيض، ويبقى العدو هو المسيطر على كل شيء، وهي سنن الله، وسنن الله من أخذ بها نجا ومن تركها هلك..:﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتي قَد خَلَت مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبديلًا﴾.

- ثم أيضًا مما يعلمنا الحج وأختم به -وإن كانت كثيرة- الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، اتباع المنهج عدم الابتداع، اتبعوا ولا تبدعوا؛ فقد كفيتم، بل عرفة واحدة، والطواف واحد، والسعي واحد، واللباس واحد، والمنطق واحد وهذه بكلها واحدة موحدة لأن نبينا صلى الله عليه وسلم علمنا ذلك ليس القرآن وحده، وهي رسالة للعلمانيين والرافضة الذين يدّعون القرآن وحده اين نجد مثلاً الطواف بتفاصيله، والسعي بتفاصيله، والوقوف بعرفة، ومنى، ومزدلفة، والتروية، وهذه بكلها هل نجدها في كتاب الله على ما هي عليه؟ بل ايضًا ركن الصلاة هل نجد أركانها وشروطها وأحكامها وأفعالها وكل شيء فيها هل هي في كتاب الله؟ لا نجدها أبدا إنما نجد: {وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ...ِ﴾ ونجد {فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ونجد ﴿لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثيرًا﴾، ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرينَ﴾، وآيات كثيرة نجدها في كتاب الله لا نجد التفاصيل لهذه الامور…

- فإذن الاتباع لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقنا ومعاملاتنا وعباداتنا وطاعاتنا وكل شيء كما قال الشعبي عليه رحمة الله: إذا استطعت أن لا تحك شعر رأسك إلا بدليل فافعل، كل شيء له دليله، وليسا أهواء ورغبات وبدع وخرافات، فإن استطاع المسلم أن لا ينطلق أي انطلاقة الا بعد أن يسأل ويستبصر ويتبين ويعود لمن أمرنا الله بالعودة إليهم من أهل العلم لفاز المسلم كل الفوز: ﴿فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ﴾، ﴿وَإِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذاعوا بِهِ وَلَو رَدّوهُ إِلَى الرَّسولِ وَإِلى أُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَاتَّبَعتُمُ الشَّيطانَ إِلّا قَليلًا﴾، وإن لم يفعل تخبط خبط عشواء ثم يكون بعده ما بعده من ذنوب ومعاصي وجهل: ﴿وَكَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ قُرآنًا عَرَبِيًّا لِتُنذِرَ أُمَّ القُرى وَمَن حَولَها وَتُنذِرَ يَومَ الجَمعِ لا رَيبَ فيهِ فَريقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَريقٌ فِي السَّعيرِ﴾، هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 37

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً