*التغيير.ضرورة.وفريضة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...

منذ 2025-05-18
*التغيير.ضرورة.وفريضة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/6Kx3EbBZBm0
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 26/ ذو الحجة/1444هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الفطرة الإنسانية، والفريضة الشرعية، والضرورة الحياتية تقول وتصرخ في كل إنسان، وتخاطب كل جَنان، وتتحدث لجميع الأركان على أن الحياة لابد لها من تغيير، وعلى أن كل شيء يتغير ويتجدد ولا يبقى ويدوم، وكما يقال "دوام الحال من المحال" فكل شيء على هذا دومًا، يكون عدمًا ثم يخرج للحياة، ثم صغيرًا، ثم يشيخ، ثم يحصد، وينتهي، ويبيد، وهكذا، هذه هي سنة الله في الحياة، هذه سنة الله في الكون، هكذا هو الإنسان والحيوان والجماد، وعموم ما خلق تبارك وتعالى، ولكن حديثي إلى صاحب العقل الذي ميزه الله تبارك وتعالى بأعظم ميزة، وأفضل منحة وهبة، وأجل مخلوق، إنه ميزة العقل فمطلوب منه أن يتخير ذلك التغيير، وأن يبدع فيه، وأن يتخير التغيير الأفضل والأحسن في حياته، وإن لا يبقى رتيبًا راكدًا في الحياة، وأن لا يبقى على ما هو عليه، أو ينتكس إلى الوراء إلى الأسفل…

- والناس بفطرتهم يعيبون ذلك الشخص الذي لغته ومنطقه وحديثه وعلمه وكلامه وحركاته وسكناته لا تتغير ولا تتبدل، يتحدث بمعلومات قديمة، ويكررها مرات عديدة، فاليوم وفي كل وقت وحين لا يتطور إلى الأفضل، ولا تسمع منه الجديد، ولا ترى منه الجديد، ولا أي شيء من هذا للأسف الشديد، وذلك لأنه لم يتعلم سنة ضرورية، وفريضة شرعية جعلها الله تبارك وتعالى في الإنسانية هي سنة التغيير، وليس للمسلم وحسب بل في الإنسانية جمعاء، ومطلوب من المسلم أكثر من غيره أن يتناول من التغيير أفضله، وأحسنه، وأعظمه، ويقطف أجل ثماره على الإطلاق، ونريد به التغيير الجذري في أخلاقه، في معاملاته، في سلوكه، في عباداته، في طاعته، في كل أمر من أمره أن يتغير إلى الأفضل وإلى الأحسن، ولا ينقص من التغيير الأفضل أبداً على أقل أحوال التغيير بأن يحافظ على الكمال البشري الذي وصل إليه، وهو يختلف من شخص إلى آخر فطالب الجامعة درجاته في الامتحانات تتغير للأفضل، وفي معاملته مع أستاذه، ومعاملته مع والديه، وهكذا كل شيء منه هو أفضل موجود، وأحسن إنسان في الوجود، ويسعى إلى ذلك ويستغل ما هو موجود في صالحه…

- عباداتنا -أيها الإخوة- تدعونا لذلك أيما دعوة، وتحثنا وتحضنا حضًا شديدًا، وتنادينا نداء فصيحًا أن نتغير للأفضل، وأن لا يبقى فلان هو فلان لا يتغير ولا يتبدل، ولا يتطور، ولا يتحسن، ولا يقرر عودة، ولم يحدث لله توبة: هو لا يصلي ولا تراه قرر يصلي، هو كاذب ولا زال كذلك، هو فاجر، هو قاطع رحم، هو سيء الخلق، هو ظالم، مبتز للناس، يأخذ حقوقهم… ولا تجده قرر يتغير، ويتحسن، ويعود لرشده، ويبتعد عن غيه، وينصرف عن قاذوراته هذه....

- إن هذه العبادات لم يجعلها الله تبارك وتعالى واحدة بل نوع منها فالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، حتى في الصلاة نوع الله منها؛ حتى لا يمل ذلك الإنسان لأنه ملول فلم يجعلها قيامًا، بل ركوعًا، وسجوداً، وحركات معلومة لدينا، وايضًا حتى النطق لم يكن واحدًا، والآيات لم تكن كذلك مع أنها آيات الله تبارك وتعالى لو كررها الإنسان الحياة بكلها لما ملها لكن الله تبارك وتعالى علم من ذلك الإنسان أنه يحب التغيير، وعلى أن حياته يجب أن تكون كذلك فنوعها…

- بل الإسلام بكله على هذا التغيير ما أن يدخل إنسان لهذا الدين، ويتعرف على هذا الصراط القويم، حتى يتغير جذريًا في أخلاقه، في سلوكه، في معاملاته، في حركاته وسكناته، في عباداته وطاعاته، في كل شيء من حياته، والصحابة النموذج الأمثل، والأبرز، والأروع، والأفضل لهذا التغير العجيب، والتحول الجميل؛ فقد كانوا قبل الإسلاك أولئك الجهال الذين كانوا على ما كانوا عليه من جاهلية ظلماء، قال عنها عمر رضي الله عنه أين ذهبت عقولنا أيأخذ أحدنا عجوة من تمر ثم إذا جاءه الجوع أكلها، بل قد ربما يضل ويضيع الإله في صحراء سفرهم فتجدنا يقول عمر وكذلك معقل وغيره، ويقول ونداعي بعضنا بعضا عن أن الإله قد ضاع فابحثوا عنه، فما إن وجدناه حتى جعلناه حجرة ثالثة ليوقد به النار، فهكذا كانت عقولهم منحطة، منغلقة لا تعرف شيئًا الا الحجر والبشر، ولا تهاب أحدا إلا فارس والروم، فلما جاء الإسلام غيرهم في كل شيء، غيرهم تغييراً في كل حياتهم، وأخرج أولئك الذين كانوا في ظلم شتى إلى نوره الأوحد نور الله، أخرجهم مما كانوا فيه إلى خير ما أوصلهم إليه، وما وصلوا إليه من قادة للأمم فتحوا الشرق والغرب، حملوا راية هذا الدين، يموتون عشقًا للموت لأنه في سبيل الله، بل يصرخ أحدهم كحرام بن ملحان ويقول وهو يطعن فزت ورب الكعبة حتى اسلم قاتله فقال والله ما زلت ابحث عن ماذا تعني فزت ورب الكعبة وانا لا افهمها كان روميًا وإلى الآن وجدت معناها عندما نطق بالشهادتين…

- بل قادة الغرب وزعماؤه وأغنياؤه وأثرياؤه وأيضًا قل علماؤه وحتى ما إن ينطقوا بالشهادتين حتى يقولون ما السحر الذي وضعتموه فيها، هكذا إذاً هو ديننا هكذا هو إذاً إسلامنا بمجرد الدخول الحقيقي يتغير المسلم التغير الجذري، ونعني به الانتساب الحقيقي وليس الانتساب بأمه وأبيه أن وجدهم على الإسلام فصار كذلك وارثًا دون معنى، لا ولكنه انتساب المسلم الحقيقي الذي يفخر بهذا الدين، ويعتز بقيمه، ويعتز بأحكامه ويعمل بها في حياته، ويعمل حتى على دمائه وأشلائه، إذا كان كذلك وتشرب الإسلام في جوارحه، وفي عقله، وفي قلبه، ويمشي به في الناس فيقوم بإسلام، وينام على إسلام، ويستيقظ على الإسلام يتحرك بإسلامه أنا لله وبالله أنا، فهو هكذا…

- وبالتالي سيعرف معنى التغيير الجذري في حياته بكلها كما كان الصحابة رضوان الله عليهم لما عرفوا هذا الدين، وخرجوا من رعاة غنم إلى قادة للأمم، ونحن كذلك سنقود هذه الحياة، ونوجهها نحو ما نريد إذا كنا كما يريد الله تبارك وتعالى، أما إذا كنا على طريق الشهوات، والأهواء، والضلالة والبعد عن الله فلن تستقيم لنا حياة: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}، فسننحط ونتحطم ونبقى على ما نحن عليه كما يقال مكانك سر، ففي مكانه يسير ويذهب ويأتي وهو فيه لا يتحرك منه، كأنه عقاب من الله عليه، أما ذلك الإنسان الذي عرف هذا الدين حقيقة فإنه سينطلق به نحو العلياء، ويجتاز إلى السماء، ويغادر الفيافي والصحراء….

- فيا أيها الإخوة هي دعوة في نهاية هذا العام الجديد أن يتغير المسلم كل التغيير، وأن يعرف معنى التغيير، وأن يسعى إليه، وأن ينطلق نحوه، وأن يخرج الطاقات الكامنة في جسده، والمنح الإلهية عنده، يخرجها ويتحرك بها وكما يقال ويتفق عليه العقلاء: إنما حياتك من صنع افكارك، حياتك من صنع افكارك، من صنع معتقداتك، من صنع أفعالك، من صنع أملك بربك أنت أيها الإنسان: "أنا عند ظن عبدي بي" كما قال جل وعلا، وقد صدق ابن القيم حين قال: (إن الله لا يخيب أمل آمل، ولا يضيع عمل عامل)، ومصداق ذلك وجدته في كتاب الله تعالى: {إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا} فأحسن الأمل والعمل ترى الفوز والنجاح حقا…

- فإذا أحسنت الانطلاق بكل عزم، والسعي والبذل والعطاء بكل جد، وأخرجت ما عندك من قوة كامنة، وأنهيت ايضًا ما فيك من ضعف، وتغلبت عليه، واستخرجت نقاط القوة فيك، وتغلبت على نقاط الضعف لديك، وانطلقت من الأسباب الموجودة والمستطاعة وقفزت إليها وتشبثت بها فزت، ونجحت لا محالة "إن تصدق الله يصدقك"…

- ولهذا الله تبارك وتعالى من رحمته بنا أن جعل التغيير منا ثم يأتي منه {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...} وحتى في اللغة العربية للغاية فإذا غيّرت غير الله، إذا بدأت ختم الله، إذا رأى الله منك الصدق أعانك الله، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: "ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغني يغنه الله"، وهكذا ومن يستهدي يهديه الله، ومن يتوكل على الله يعينه الله، "وإن تصدق الله يصدقك"، كل شيء من الحياة البداية من الإنسان ثم يأتي العون الإلهي، {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...} فلنبدأ بالتغيير من داخلنا لننطلق نحو الحياة، ونتذوق هذه الحياة، ونصنع هذه الحياة، لا أن يصنعنا الأخرون، ولا أن يتحكم فينا أعداؤنا، ولا أن يبطشوا بنا، وأن يتآمروا علينا، فإما أن نخطط وإما أن يُخطط علينا، إما أن تسعى وإما أن تكون من ضمن من يسعون إليه: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ وَإِنَّهُم لَيَصُدّونَهُم عَنِ السَّبيلِ وَيَحسَبونَ أَنَّهُم مُهتَدونَ حَتّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيتَ بَيني وَبَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرينُ وَلَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنَّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكونَ﴾.
- فإما أن تأخذ بزمام المبادرة وكل واحد له مبادرته، وكل واحد له هدفه، وكل واحد له أعماله، وكل واحد جعل الله تبارك وتعالى له أسباب خاصة به وله أهداف وله رؤى وله قدرة وله استطاعة ينطلق بها وسيحاسبه الله عليها، ولذا قال﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلّا وُسعَها...} وفي آية أخرى {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلّا ما آتاها...} فالواجب علينا أن نأخذ بما اتانا الله ونتوكل على الله، وننطلق في هذه الحياة… أما أن نبقى على هامشها، وأن يبقى ذلك المسلم على ما هو عليه تراه مضيعًا لعمره لوقته لحياته لعلمه لماله لأسرته لنفسه لكل شيء منه، هو يدمرها، هو ينهيها، هو يودي بها إلى الهلاك في الدنيا والأخرة، فهو للأسف الشديد ليس من الإسلام في شيء؛ لأن المسلم الحق يدرك إدراكًا كاملاً على أن حياته لحظة منه ستنفعه، وإذا كانت لا إله الا الله من ختم بها في أقل من ثلاث أو اربع ثوان لا إله إلا الله أنهى حياته بها دخل الجنة فكم هي لحظاتنا؟ وكم ساعاتنا وكم أوقاتنا؟ لكن متى ستغيرنا، ومتى سنقرر… هذه الكلمة العظيمة التي قال صلى الله عليه وسلم لكفار قريش كلمة يا معشر قريش إن قلتموها ملكتم بها العرب، ودفعت العجم لكم بها الجزية، لا إله إلا الله فقط أن تعلموا علم يقين ماذا تعني لا إله إلا الله، وأن تكون هي منهج حياة لكل مسلم، لا إله إلا الله ستغيره للأبد إذا جعلها منهج حياة، إذا جعلها نور حياة، إذا جعلها في كل شيء يستبصر بها ولا ينطلق الا بنورها، ولا يستضيء الا بها أفلح ونجح في الدنيا والأخرة، وأما من لم يأخذها ولم يرعها ولم يتنبه لها عاش في الحياة هامشًا ثم كان للأسف الشديد في الآخرة ربما إلى النار وبئس المصير، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…:

- فالناظر أيها الإخوة في سير العلماء والفضلاء ومن غيروا الدنيا ليس فقط من المسلمين بل أيضًا من غير المسلمين انهم انطلقوا من ذواتهم، ومن أنفسهم، وغيروا ما بهم فتغيرت الحياة بكاملها في وجوههم، أما من انتكس وتقوقع وظل راكداً فإنه يتكدر، وإذا كان الماء وهو الماء يمكن إذا ركد في مكان ما يعافه الناس، إذا لم يتحرك فكيف بنا أيها الإخوة كيف بنا؟!.

- انظروا إلى العلماء فمثلا قيل عن الإمام احمد عليه رحمة الله صحبته عشرين سنة ما رأيته في يومه إلا وهو خير من أمسه، ولا رأيته أيضًا في غده إلا هو أفضل من قبله هكذا عاش عليه رحمة الله، بل كان يروى عنه في المسألة الواحدة أكثر من عشرة أقوال، يتغير ويتعلم ويحسن التصرف في هذه الحياة، ولما رؤي بعد الشيخوخة وقد أصبح إمام المسلمين بلا منازع على الإطلاق وفي يده المحبرة ولا زال كأنه صغير يتعلم فقيل إلى متى؟ يعني أنت الآن إمام العالم تأخذ المحبرة ثم تلاحق هؤلاء الذين يأتون الضيوف من الأندلس ومن غيرها وأنت حاج إلى متى؟ وهو يقولها لعله غيرة عليه، فقال من المحبرة إلى المقبرة، على هذا نعيش، على هذا ننطلق، على هذا عرفنا الحياة تجديد وتغيير وتعلم…

- وقل عن الإمام الشافعي الذي له مذهبان وروايتان في اكثر مسائله يؤلف في العراق المذهب القديم، ثم ما إن يخرج إلى مصر إلا ويتغير المذهب برمته ويعود ذاك منسوخًا وهاذا ناسخا، وانتهى الأمر وهو إمام لم يقل والله استحي على نفسي أن اغير من أقوالي، وأن اغير من كلماتي، بل لا لا يقول ذلك أبدا، بل يقول هذه مسألة تراجعت عنها في القديم وهذه جددتها وهذه ليست براجحة، وهذه ادلتها كذا، وتلك أدلتها ضعيفة، ينقد نفسه بنفسه رضي الله عنه ورحمه…

- وقل عن الإمام أبي حنيفة وقل عن مالك وقل عن العلماء جميعا، بل قيل لو عاش الإمام مالك لسنوات يسيرة لغير الموطأ بكله وحدثه وقد حذف كثيراً منه حتى توفي وكان أكثر مما هو موجود الآن وهو أول كتاب أُلّف في الدنيا على الإطلاق، بل كان رحمه الله يتغير في نفس اللحظة، وأخيراً وأختم بها حتى لا اطيل على من هم بالشمس ومختصر القصة: لما حدث عن مسألة أن إذا توضأ مسلم وفي أصبعه خاتم فإنه لا يحركه فقال ما علمت في هذا دليل فلا يحرك الخاتم، فلما انصرف الناس من المجلس جاءه أحد تلامذته، وقال: يا إمام قلت كذا وكذا، وإنه حدثني فلان عن فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان إذا توضأ حرك خاتمه" قال أستغفر الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، أتراجع عنها الساعة، وأشهدك على ذلك اللحظة، فلما اجتمع طلابه قال إن فلانًا حدثني عن فلان عن فلان عن فلان أن رسول الله صلى الله كان إذا توضأ حرك خاتمه فحركوا خواتمكم إذا توضأتم، وقد غيرت رأيي وقولي… فهكذا غيروا وتغيروا وصنعوا واحسنوا وجملوا وتجملوا، وصنعوا الحياة ولم تصنعهم، وعرفوا وتعرفوا، وكانوا كما هم عليه عظماء فضلاء عرفوا كل شيء وانطلقوا إلى كل شيء ولم يعجزهم كما يقال من المستحيلات الا ما لا يمكن أبداً ان يكون الا مستحيلا، والمستحيلات على قسمين ولا مستحيل بعدهما فمستحيل كونا كإحياء الموتى، ومستحيل شرعا كنكاح الولد أمه، والا فلا مستحيل في الحياة الا ما كان كذلك، قال ابن الجوزي عليه رحمة الله كما في صيد الخاطر: لو كانت النبوة تدرك بالعلم لكان من العجز أن ابقى عالما، أي لابد أن أكون نبيًا ولابد، حلا أنها لا تنال بالعلم، ثم قال: ولو كان يمكن للمسلم أن يصعد إلى السماء بالعلم لكان من العجز أن يبقى مسلم في الأرض، هكذا قالها ابن الجوزي قبل مئات السنين، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 14

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً