*أولم.نعمركم.ما.يتذكر.فيه.من.تذكّر.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
منذ 2025-05-18
*أولم.نعمركم.ما.يتذكر.فيه.من.تذكّر.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/112F89E7-cw
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 17/ محرم/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- ففي زمننا هذا الذي هو الزمن التكنولوجي، والزمن الذكي، والزمن الاصطناعي، والتطور الحضاري والصناعي وفي شتى مجال الحياة، قد أصبح كل شيء يستهدفني ويستهدفك ويستهدف هذا وذاك، أخذ منا كل شيء، وسلب منا أغلى شيء، وأصبحنا أدوات للأسف شديد لهذه المنتوجات، وأصبح المسلم مستخدَمًا لا مستخدِمًا، وأصبح المسلم أداة يتحكم به الغير في أهم وأعظم ما يملكه في وقته، في عمره، في عمله في أشيائه، إن لم تسلب دينه، وأبرز شيء وسائل التواصل الاجتماعي الذي يدخل المسلم فيها لهد دقيقه فيخرج بعد ساعة ليستفيد ثانية واحدة لكن تضيع عليه مئات وآلاف الثواني إن لم يكن بالملايين…
- وتناسى المسلم أنه مسؤول عن كل نفس يتنفسه، وعن كل لحظة، وعن كل شيء في حياته، مسؤول مسؤول ﴿وَقِفوهُم إِنَّهُم مَسئولونَ﴾، مسؤول عن كل شيء، والآية عموم لكل شيء، فهو مسؤول عنه، فما أحرانا أمام هذه الفتن المتلاحقة، والأهوال المتصارعة، والذنوب الكثيرة التي لا يدري المسلم أين أولها من آخرها، ومن أين أوتي منها، ذنوب كثيرة، ومصائب عديدة، وأوقات مضيعة، وأعمار منتهية، ولا يعرف المسلم أي شيء يحذر، فواجب المسلم أن يحتاط لنفسه، ويخرج من هذا الركام بما فيه، ويجتنبه أو يحذر منه.
- فنحن في هذا الزمن زمن وسائل التواصل الاجتماعي التي أخذت أنفس ما لدينا، ورأس مالنا، وأعظم شيء على الإطلاق وهبه الله لنا بعد الهداية: إنه الوقت، إنه العمر، إنه الحياة، إنها الأنفاس، إنها الثواني واللحظات، نحن بحاجة ماسة في خضم هذه الفتنة العظيمة إلى أن نتذكر قول الله {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ...} وهي في معرض الحديث عن النار وعن أهل النار وهم يستغيثون بالجبار: ﴿وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَلُ﴾، ولم يقل يصرخون وفقط وزيادة المبنى زيادة في المعنى، واللصطراخ أعظم من الصراخ، يصرخون فيها ضوضاء ضجة واستغاثة ونداء وتلهف لله، علموا هناك أن الله هو الواحد القهار الذي لا يدعى سوا،ه ولا يلتجأ لغيره أبدا {وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الذي كنا نعمل}، فكان الجواب الإلهي: {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ...}، عمّرتكم، أمهلتكم، أخّرتكم أعطيتكم أين أنتم؟ ولذا في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعذر الله إلى امرئ أخره حتى بلغ ستين سنة"، خلاص انتهى عذره، ولم يبق شيء يعتذر به أبدا، ستين سنة لم يتعظ، لم يعبد، لم يتذكر، لم يرجع، لم يتب، كم مرت من صدمات، وهزات، وأموات وذهبت، أُناس مرضت، أحوال وأخبار وأمور كثيرة جداً عايشها، وانصدم بها وجاءته ألم يتذكر؟ وبالتالي إذا بلغ ستين ولم يهتد ذلك المعمّر فلا يهتدي عادة بعدها، كيف أخره حتى بلغ ستين سنة ثم لم يعد إلى ربه تبارك وتعالى، فهو ممقوت في وقته وعمره وعمله وكل حياته ولا بركة فيه: ﴿أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾، ﴿وَسَكَنتُم في مَساكِنِ الَّذينَ ظَلَموا أَنفُسَهُم وَتَبَيَّنَ لَكُم كَيفَ فَعَلنا بِهِم وَضَرَبنا لَكُمُ الأَمثالَ﴾.
- نحن بحاجة ماسة في هذا العصر الذي يذهب كثير من الناس يمنة ويسرة ويضيعون أوقاتهم في غير نفع، ولا في طاعة، ولا في أمور دنيا ولا الآخرة، وقد كان السلف يكرهون أن يكون المسلم فارغًا لا يرى في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة، وهذا كذلك لا ينتفع بشيء إنما هو ضياع في ضياع، ولو أن مسلمًا في يوم من الأيام وفي آخر لحظة من يومه وليلته قبيل أن ينام جرد ساعاته ولحظاته في يومه وليلته لوجد أنه لم يستفد لربما الا لدقائق منها والباقي ذهب بدون فائدة وبدون شيء، يضحك على نفسه من كثرة هذيانه، ومن كثرة تحركاته، وتخبطه، ومن كثرة أعماله بدون فائدة، فلاي عود عليه بنفع لا في دنياه ولا في أخراه…
- ودنيا لا تقرب المسلم من الله ليست هي دنيا بل عدو لدود، وإنما هي حرب عليه، ومحاسب عليه الحساب الدقيق، فالساعات واللحظات يجب أن تكون لله، وأن جعلها مطية لتصل إلى رب العالمين سبحانه وتعالى، فليست العبرة بالأوقات وكثرتها، ولكن العبرة بما انتفع المسلم منها، وهناك يوم القيامة يوم تكون الزفرات سيتين ذلك كله، أما بالنسبة للساعات التي تكون في لهوه، وفي ضياعه، وفي كلامه، ومع جواله اكثر من ذلك بكثير، ومع الأهل، ومع فلان وعلان، ومع النوم، ومع الأكل، ومع الشرب، فإذا جاء الأذا،ن وإذا جاءت الصلاة بخل بأن يأتي لربه وأن يأخذ من وقته دقائق معدودة، بينما يأخذ ساعات لأجل الناس، والهاتف، ومتع الدنيا الزائلة!.
- في هذا العصر نحن بحاجة ماسة إلى أن نسعف أنفسنا بالآية الكريمة التي تلوتها وسأتلوها {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ...} نحتاج إلى أن نتذكر نحتاج إلى أن نعود، نحتاج إلى أن نتعظ، نحتاج إلى مراجعة حقيقية للنفس وإذا كان أبناء الدنيا، وأقولها أبناء الدنيا يحرصون كل الحرص أن لا يفوتهم ريال من أموالهم، والتجار يجردونها جردًا، ويحسبونها حسابًا دقيقًا، وينظرون إلى أجهزتهم، وإلى مُدّخراتهم، وإلى ما أدخلوا في صندوقهم صباح مساء، ينظرون إليها يدققون في المدخولات والمخروجات بكثرة، واكثرهم حرصًا عليها، فكيف بأبناء الآخرة؟ ونحن إما أن نكون من أبناء الدنيا فنهلك، أو أن نكون من أبناء الآخرة فننجو في الدنيا وفي الآخرة؛ لأن عطاء الله فوق كل عطاء، ولذلك جاء في الحديث: "من جعل الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، ووسع عليه رزقه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه ضيق الله عليه رزقه، ولم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له"، لا شيء له لربما لكن ذلك المسلم الذي جعل الدنيا بما فيها إنما هي لله وفي الله فالدنيا تأتيه راغمة لأنها من الله.
- فيا أيها الإخوة نحن بحاجة ماسة في زمن التواصل، وفي زمن الفتن، وفي زمن ملاحقة الرزق، وفي زمن عماء الأصدقاء، وفي زمن التيه الذي نعيش فيه للأسف الشديد نحتاج إلى تذكر، وإلى اعتبار، وإلى الشعار في الآية الكريمة: {أو لم نعمركم}، نأخذ بالآية وكأننا نحن الذين عانانا الله بها والذين رد علينا لا أهل النار؛ لأنه كما يقال، وفي قاعدة متفق عليها عند العقلاء: السعيد من وعظ بغيره، والشقي من انتظر حتى يكون عظة لغيره، فكأن الآية تناديني وتناديك ونحن نصطرخ فيها والله يقول {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّر...} ألا فلنتذكر، ألا فلنتعظ، ألا فلنعتبر…
- وما من يوم وفي كل يوم كما قال الحسن البصري عليه رحمة الله إلا وينادي: أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني لا أعود، كل يوم على هذا وكل ثانية وكل لحظة…
- وفي هذا الزمان تعددت أسباب الموت خاصة موت الفجأة الذي كثر وانتشر وعم البلاد والعباد، والسبب هي الساعة التي أتت، والقيامة التي اقتربت، وهي من علامات الساعة كما أخبر صلى الله عليه وسلم ومعناه على أنه لا أدري ولا تدري متى تأتي ساعتنا، وتأتي قيامتنا؟ وكل واحد له قيامة خاصة به، وإنما القيامة الأخرى قيامة عامة للبشر والحجر والشجر ولكل شيء، أما قيامته وقيامتك فتكون قبل ذلك بمليارات لربما السنين، وهي بموتي، ومعناه أني أنتبه جيداً، وأتذكر وأتعظ وأحذر …
- يجب أن نعلم أن كل ثانية أمهلنا الله إياها فإنها نعمة عظيمة لا تقدر بثمن أبدا، وإنها حياتنا الأهم، ورأس مالنا الأعطم، وكنزنا الأكبر، وأعظم نعمة يمن الله بها على عبد أن يؤخره ولو للحظات، وتذكروا ذلك الذي لربما يكون كافرًا فاجرًا ظالمًا قاتلاً أخذ وبطش وفعل الذنوب كلها ولكنه في لحظة واحدة من حياته قرر أن ينطق الشهادتين ولم يتبق له من عمره الا أقل من دقيقة فنطق الشهادتين -هذا فرضًا- فنطق الشهادتين أدخله الله الجنة، فما نفعته مائة سنة، بل لربما أكثر منها ولا مال ولا دنيا إنما نفعته أقل من دقيقة قال فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله في لحظة من عمره لا تكلفه سوى ثوان معدودة لكنه انتفع بها، ونحن كذلك الثواني وعلمنا عظمتها ومعناها فمتى سننتفع بها، واسألوا عن الثواني أولئك الذين مثلاً في حوادث السير ما بينه وبين الحياة ثانية، ما بينه وبين النجاة ثانية، ما بينه وبين أن يكون معاقًا ثانية، ما بينه وبين أن يكون مشلولاً ثانية، ما بينه وبين أن يكون في المستشفى يئن لسنوات على غرف إنعاش وأجهزة الإنعاش ثانية واحدة، أولئك الذين يعرفون قدر الثواني، أما نحن لأننا نعيش في رغد من حياة ولم نذقها أصبحت الثواني عندنا عبث للأسف الشديد. - أيها الإخوة إن هذا الضياع بالوقت والعمر والنعمة العظمى من ربنا لا يحل لنا أبدا ونتذكر قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع"، وخصص صلى الله عليه وسلم خانتين أو سؤالين أو صندوقين أو قل ما شئت نصف الأسئلة ذهبت للعمر: عن شبابه، وعن عمره، "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه،" سؤالان للوقت للعمر، للحظات، للثواني للدقائق، فأين من استغلها وحافظ عليها، واغتنمها، وحرص عليها ولم يفته شيء منها…!.
- انظروا إلى السلف الصالح كيف كانوا يحرصون على أوقاتهم حتى إنك تجد أكثرهم يقولون: لو قيل لفلان إن ملك الموت يزورك الآن أو الساعة أو اللحظة ما استطاع أن يزيد من عمله شيئًا، لماذا؟ لأنهم عملوا، لأنهم عرفوا قدر أوقاتهم، لأنهم قدروا الأوقات، والأزمان، وبالتالي هم مستعدون لملك الموت دائما، لكن لو قيل لنا حتمًا على أن ملك الموت فرضًا وهو لا يكون أبدا، يقول لنا: بعد ساعة أو ساعتين سأقبض روحك ما الذي سيفعل، ويصنع، ويتراجع… ربما يموت تلك اللحظة من شدة الخوف والفزع؟ ما الذي سيفعل وما الذي سيعمل؟ وما الذي سيقوم به؟ وما الذي سيوصي به؟ وما ما هي، أولئك جعلوا هذا السؤال دائمًا حاضراً في أذهانهم فعملوا واشتغلوا وقدروا أوقاتهم وأزمانهم أما نحن لأننا ضيعنا الأوقات، وضاعت وذهبت أدراج الرياح وأصبحنا في شبه فوضى وعبث بهذه الأوقات التي هي رأس مال المسلم كنا على ما ترى، أقولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… اما بعد
- وصية نبوية عظيمة أختم بها خطبتي وهي وإن كانت تحتاج إلى خطب وإلى أوقات لأنه عن الوقت الذي هو اعظم وأجل ما وهبنا الله تبارك وتعالى بعد هدايتنا، ألا وهي وصيته عند مسلم في صحيحه أنه قال: "احرص على ما ينفعك"، احرص على ما ينفعك، وهذه تحتاج أيضًا إلى خطب، احرص على ما ينفعك في دينك، على ما ينفعك في دنياك، على ما ينفعك في أخراك، وسواء كنت في سوقك كنت في متجرك، كنت في بيتك، كنت عند أصدقائك، كنت في عملك، كنت عند جوالك في كل شيء من حياتك اجعل هذه الوصية هي أعظم شيء عندك، فانطلق بهذه حتى للحياة كلها، نعم حتى للحياة، احرص على ما ينفعك، احرص على ما ينفعك، دخلت في معاملة، دخلت في دنيا، دخلت في أخرى، دخلت في كل شيء احرص على ما ينفعك منها، حتى في العبادات لا تقضي فيما لا تجني منها كثير أجر، بل احرص من العبادات على أفضلها وعلى اعظمها وعلى أكثرها اجرا، هذا في العبادات، وكذلك في الدنيا، فنحرص على ما ينفعنا وإن اعظم ما ينفعنا؟ أن نستغل الأوقات وأن نستغل اللحظات، وأن نستغل الثواني المعدودات، وإذا كان أهل الجنة وهم في الجنة كما في الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: "ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت لم يذكروا الله فيها"، وهم في الجنة يتحسرون على ساعة مرت لم يذكروا الله فيها، والساعة ليست بالثواني عندنا والدقائق بل هي اللحظة من الزمن لربما تكون في خمس دقائق أو أقل منها ليس يتحسر أهل الجنة الا على ساعة مرت لم يذكروا الله فيها؟ هذا وهم أهل الجنة فكيف بأهل النار ما هي حسراتهم؟ ما هي دموعهم؟ ما هي صرخاتهم؟ وما هي أناتهم ما ويلهم وثبورهم؟، ألا فيا أيها الإخوة لنتذكر دائمًا وأبداً ما بدأت به من خطبتي: {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ...}، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/112F89E7-cw
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 17/ محرم/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- ففي زمننا هذا الذي هو الزمن التكنولوجي، والزمن الذكي، والزمن الاصطناعي، والتطور الحضاري والصناعي وفي شتى مجال الحياة، قد أصبح كل شيء يستهدفني ويستهدفك ويستهدف هذا وذاك، أخذ منا كل شيء، وسلب منا أغلى شيء، وأصبحنا أدوات للأسف شديد لهذه المنتوجات، وأصبح المسلم مستخدَمًا لا مستخدِمًا، وأصبح المسلم أداة يتحكم به الغير في أهم وأعظم ما يملكه في وقته، في عمره، في عمله في أشيائه، إن لم تسلب دينه، وأبرز شيء وسائل التواصل الاجتماعي الذي يدخل المسلم فيها لهد دقيقه فيخرج بعد ساعة ليستفيد ثانية واحدة لكن تضيع عليه مئات وآلاف الثواني إن لم يكن بالملايين…
- وتناسى المسلم أنه مسؤول عن كل نفس يتنفسه، وعن كل لحظة، وعن كل شيء في حياته، مسؤول مسؤول ﴿وَقِفوهُم إِنَّهُم مَسئولونَ﴾، مسؤول عن كل شيء، والآية عموم لكل شيء، فهو مسؤول عنه، فما أحرانا أمام هذه الفتن المتلاحقة، والأهوال المتصارعة، والذنوب الكثيرة التي لا يدري المسلم أين أولها من آخرها، ومن أين أوتي منها، ذنوب كثيرة، ومصائب عديدة، وأوقات مضيعة، وأعمار منتهية، ولا يعرف المسلم أي شيء يحذر، فواجب المسلم أن يحتاط لنفسه، ويخرج من هذا الركام بما فيه، ويجتنبه أو يحذر منه.
- فنحن في هذا الزمن زمن وسائل التواصل الاجتماعي التي أخذت أنفس ما لدينا، ورأس مالنا، وأعظم شيء على الإطلاق وهبه الله لنا بعد الهداية: إنه الوقت، إنه العمر، إنه الحياة، إنها الأنفاس، إنها الثواني واللحظات، نحن بحاجة ماسة في خضم هذه الفتنة العظيمة إلى أن نتذكر قول الله {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ...} وهي في معرض الحديث عن النار وعن أهل النار وهم يستغيثون بالجبار: ﴿وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَلُ﴾، ولم يقل يصرخون وفقط وزيادة المبنى زيادة في المعنى، واللصطراخ أعظم من الصراخ، يصرخون فيها ضوضاء ضجة واستغاثة ونداء وتلهف لله، علموا هناك أن الله هو الواحد القهار الذي لا يدعى سوا،ه ولا يلتجأ لغيره أبدا {وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الذي كنا نعمل}، فكان الجواب الإلهي: {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ...}، عمّرتكم، أمهلتكم، أخّرتكم أعطيتكم أين أنتم؟ ولذا في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعذر الله إلى امرئ أخره حتى بلغ ستين سنة"، خلاص انتهى عذره، ولم يبق شيء يعتذر به أبدا، ستين سنة لم يتعظ، لم يعبد، لم يتذكر، لم يرجع، لم يتب، كم مرت من صدمات، وهزات، وأموات وذهبت، أُناس مرضت، أحوال وأخبار وأمور كثيرة جداً عايشها، وانصدم بها وجاءته ألم يتذكر؟ وبالتالي إذا بلغ ستين ولم يهتد ذلك المعمّر فلا يهتدي عادة بعدها، كيف أخره حتى بلغ ستين سنة ثم لم يعد إلى ربه تبارك وتعالى، فهو ممقوت في وقته وعمره وعمله وكل حياته ولا بركة فيه: ﴿أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾، ﴿وَسَكَنتُم في مَساكِنِ الَّذينَ ظَلَموا أَنفُسَهُم وَتَبَيَّنَ لَكُم كَيفَ فَعَلنا بِهِم وَضَرَبنا لَكُمُ الأَمثالَ﴾.
- نحن بحاجة ماسة في هذا العصر الذي يذهب كثير من الناس يمنة ويسرة ويضيعون أوقاتهم في غير نفع، ولا في طاعة، ولا في أمور دنيا ولا الآخرة، وقد كان السلف يكرهون أن يكون المسلم فارغًا لا يرى في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة، وهذا كذلك لا ينتفع بشيء إنما هو ضياع في ضياع، ولو أن مسلمًا في يوم من الأيام وفي آخر لحظة من يومه وليلته قبيل أن ينام جرد ساعاته ولحظاته في يومه وليلته لوجد أنه لم يستفد لربما الا لدقائق منها والباقي ذهب بدون فائدة وبدون شيء، يضحك على نفسه من كثرة هذيانه، ومن كثرة تحركاته، وتخبطه، ومن كثرة أعماله بدون فائدة، فلاي عود عليه بنفع لا في دنياه ولا في أخراه…
- ودنيا لا تقرب المسلم من الله ليست هي دنيا بل عدو لدود، وإنما هي حرب عليه، ومحاسب عليه الحساب الدقيق، فالساعات واللحظات يجب أن تكون لله، وأن جعلها مطية لتصل إلى رب العالمين سبحانه وتعالى، فليست العبرة بالأوقات وكثرتها، ولكن العبرة بما انتفع المسلم منها، وهناك يوم القيامة يوم تكون الزفرات سيتين ذلك كله، أما بالنسبة للساعات التي تكون في لهوه، وفي ضياعه، وفي كلامه، ومع جواله اكثر من ذلك بكثير، ومع الأهل، ومع فلان وعلان، ومع النوم، ومع الأكل، ومع الشرب، فإذا جاء الأذا،ن وإذا جاءت الصلاة بخل بأن يأتي لربه وأن يأخذ من وقته دقائق معدودة، بينما يأخذ ساعات لأجل الناس، والهاتف، ومتع الدنيا الزائلة!.
- في هذا العصر نحن بحاجة ماسة إلى أن نسعف أنفسنا بالآية الكريمة التي تلوتها وسأتلوها {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ...} نحتاج إلى أن نتذكر نحتاج إلى أن نعود، نحتاج إلى أن نتعظ، نحتاج إلى مراجعة حقيقية للنفس وإذا كان أبناء الدنيا، وأقولها أبناء الدنيا يحرصون كل الحرص أن لا يفوتهم ريال من أموالهم، والتجار يجردونها جردًا، ويحسبونها حسابًا دقيقًا، وينظرون إلى أجهزتهم، وإلى مُدّخراتهم، وإلى ما أدخلوا في صندوقهم صباح مساء، ينظرون إليها يدققون في المدخولات والمخروجات بكثرة، واكثرهم حرصًا عليها، فكيف بأبناء الآخرة؟ ونحن إما أن نكون من أبناء الدنيا فنهلك، أو أن نكون من أبناء الآخرة فننجو في الدنيا وفي الآخرة؛ لأن عطاء الله فوق كل عطاء، ولذلك جاء في الحديث: "من جعل الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، ووسع عليه رزقه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه ضيق الله عليه رزقه، ولم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له"، لا شيء له لربما لكن ذلك المسلم الذي جعل الدنيا بما فيها إنما هي لله وفي الله فالدنيا تأتيه راغمة لأنها من الله.
- فيا أيها الإخوة نحن بحاجة ماسة في زمن التواصل، وفي زمن الفتن، وفي زمن ملاحقة الرزق، وفي زمن عماء الأصدقاء، وفي زمن التيه الذي نعيش فيه للأسف الشديد نحتاج إلى تذكر، وإلى اعتبار، وإلى الشعار في الآية الكريمة: {أو لم نعمركم}، نأخذ بالآية وكأننا نحن الذين عانانا الله بها والذين رد علينا لا أهل النار؛ لأنه كما يقال، وفي قاعدة متفق عليها عند العقلاء: السعيد من وعظ بغيره، والشقي من انتظر حتى يكون عظة لغيره، فكأن الآية تناديني وتناديك ونحن نصطرخ فيها والله يقول {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّر...} ألا فلنتذكر، ألا فلنتعظ، ألا فلنعتبر…
- وما من يوم وفي كل يوم كما قال الحسن البصري عليه رحمة الله إلا وينادي: أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني لا أعود، كل يوم على هذا وكل ثانية وكل لحظة…
- وفي هذا الزمان تعددت أسباب الموت خاصة موت الفجأة الذي كثر وانتشر وعم البلاد والعباد، والسبب هي الساعة التي أتت، والقيامة التي اقتربت، وهي من علامات الساعة كما أخبر صلى الله عليه وسلم ومعناه على أنه لا أدري ولا تدري متى تأتي ساعتنا، وتأتي قيامتنا؟ وكل واحد له قيامة خاصة به، وإنما القيامة الأخرى قيامة عامة للبشر والحجر والشجر ولكل شيء، أما قيامته وقيامتك فتكون قبل ذلك بمليارات لربما السنين، وهي بموتي، ومعناه أني أنتبه جيداً، وأتذكر وأتعظ وأحذر …
- يجب أن نعلم أن كل ثانية أمهلنا الله إياها فإنها نعمة عظيمة لا تقدر بثمن أبدا، وإنها حياتنا الأهم، ورأس مالنا الأعطم، وكنزنا الأكبر، وأعظم نعمة يمن الله بها على عبد أن يؤخره ولو للحظات، وتذكروا ذلك الذي لربما يكون كافرًا فاجرًا ظالمًا قاتلاً أخذ وبطش وفعل الذنوب كلها ولكنه في لحظة واحدة من حياته قرر أن ينطق الشهادتين ولم يتبق له من عمره الا أقل من دقيقة فنطق الشهادتين -هذا فرضًا- فنطق الشهادتين أدخله الله الجنة، فما نفعته مائة سنة، بل لربما أكثر منها ولا مال ولا دنيا إنما نفعته أقل من دقيقة قال فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله في لحظة من عمره لا تكلفه سوى ثوان معدودة لكنه انتفع بها، ونحن كذلك الثواني وعلمنا عظمتها ومعناها فمتى سننتفع بها، واسألوا عن الثواني أولئك الذين مثلاً في حوادث السير ما بينه وبين الحياة ثانية، ما بينه وبين النجاة ثانية، ما بينه وبين أن يكون معاقًا ثانية، ما بينه وبين أن يكون مشلولاً ثانية، ما بينه وبين أن يكون في المستشفى يئن لسنوات على غرف إنعاش وأجهزة الإنعاش ثانية واحدة، أولئك الذين يعرفون قدر الثواني، أما نحن لأننا نعيش في رغد من حياة ولم نذقها أصبحت الثواني عندنا عبث للأسف الشديد. - أيها الإخوة إن هذا الضياع بالوقت والعمر والنعمة العظمى من ربنا لا يحل لنا أبدا ونتذكر قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع"، وخصص صلى الله عليه وسلم خانتين أو سؤالين أو صندوقين أو قل ما شئت نصف الأسئلة ذهبت للعمر: عن شبابه، وعن عمره، "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه،" سؤالان للوقت للعمر، للحظات، للثواني للدقائق، فأين من استغلها وحافظ عليها، واغتنمها، وحرص عليها ولم يفته شيء منها…!.
- انظروا إلى السلف الصالح كيف كانوا يحرصون على أوقاتهم حتى إنك تجد أكثرهم يقولون: لو قيل لفلان إن ملك الموت يزورك الآن أو الساعة أو اللحظة ما استطاع أن يزيد من عمله شيئًا، لماذا؟ لأنهم عملوا، لأنهم عرفوا قدر أوقاتهم، لأنهم قدروا الأوقات، والأزمان، وبالتالي هم مستعدون لملك الموت دائما، لكن لو قيل لنا حتمًا على أن ملك الموت فرضًا وهو لا يكون أبدا، يقول لنا: بعد ساعة أو ساعتين سأقبض روحك ما الذي سيفعل، ويصنع، ويتراجع… ربما يموت تلك اللحظة من شدة الخوف والفزع؟ ما الذي سيفعل وما الذي سيعمل؟ وما الذي سيقوم به؟ وما الذي سيوصي به؟ وما ما هي، أولئك جعلوا هذا السؤال دائمًا حاضراً في أذهانهم فعملوا واشتغلوا وقدروا أوقاتهم وأزمانهم أما نحن لأننا ضيعنا الأوقات، وضاعت وذهبت أدراج الرياح وأصبحنا في شبه فوضى وعبث بهذه الأوقات التي هي رأس مال المسلم كنا على ما ترى، أقولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… اما بعد
- وصية نبوية عظيمة أختم بها خطبتي وهي وإن كانت تحتاج إلى خطب وإلى أوقات لأنه عن الوقت الذي هو اعظم وأجل ما وهبنا الله تبارك وتعالى بعد هدايتنا، ألا وهي وصيته عند مسلم في صحيحه أنه قال: "احرص على ما ينفعك"، احرص على ما ينفعك، وهذه تحتاج أيضًا إلى خطب، احرص على ما ينفعك في دينك، على ما ينفعك في دنياك، على ما ينفعك في أخراك، وسواء كنت في سوقك كنت في متجرك، كنت في بيتك، كنت عند أصدقائك، كنت في عملك، كنت عند جوالك في كل شيء من حياتك اجعل هذه الوصية هي أعظم شيء عندك، فانطلق بهذه حتى للحياة كلها، نعم حتى للحياة، احرص على ما ينفعك، احرص على ما ينفعك، دخلت في معاملة، دخلت في دنيا، دخلت في أخرى، دخلت في كل شيء احرص على ما ينفعك منها، حتى في العبادات لا تقضي فيما لا تجني منها كثير أجر، بل احرص من العبادات على أفضلها وعلى اعظمها وعلى أكثرها اجرا، هذا في العبادات، وكذلك في الدنيا، فنحرص على ما ينفعنا وإن اعظم ما ينفعنا؟ أن نستغل الأوقات وأن نستغل اللحظات، وأن نستغل الثواني المعدودات، وإذا كان أهل الجنة وهم في الجنة كما في الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: "ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت لم يذكروا الله فيها"، وهم في الجنة يتحسرون على ساعة مرت لم يذكروا الله فيها، والساعة ليست بالثواني عندنا والدقائق بل هي اللحظة من الزمن لربما تكون في خمس دقائق أو أقل منها ليس يتحسر أهل الجنة الا على ساعة مرت لم يذكروا الله فيها؟ هذا وهم أهل الجنة فكيف بأهل النار ما هي حسراتهم؟ ما هي دموعهم؟ ما هي صرخاتهم؟ وما هي أناتهم ما ويلهم وثبورهم؟، ألا فيا أيها الإخوة لنتذكر دائمًا وأبداً ما بدأت به من خطبتي: {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ...}، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books