*تجديد.التوبة.فريضة.اليوم.والليلة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...

منذ 2025-05-18
*تجديد.التوبة.فريضة.اليوم.والليلة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/AUHFb6pzQww
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 2/ صفر/1445هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- فقد ور في الأثر أن نبيًا من الأنبياء قد طلب من الله عز وجل أن يجعله معصومًا كل العصمة من ذنوب ومعاص وصغائر من قبل أن يكون نبيًا، ومن قبل أن يُبعث رسولًا، فقال الله تبارك وتعالى له: كل عبادي يطلبوني العصمة، فإن عصمتهم فعلى من اتفضل، وعلى من اتوب، وأجود؟ ولماذا أنا الرحمن والرحيم؟ ولماذا من أسمائي الحليم والحكيم؟ ولماذا الغفور والتواب، والرؤوف، والعفو، ولماذا هذه الأسماء كلها وغيرها؟ فإذا كان الناس لا يذنبون فعلى من يتفضل ربنا تبارك وتعالى إلا عليهم، وبالتالي فالناس جميعًا كما قال صلى الله عليه وسلم" كل بني آدم خطاء..."، كل الناس يذنبون، كل الناس يعصون الله تبارك وتعالى، كل الناس يقعون في ذنوب، ولا معصوم أحد سوى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبعد النبوة خاصة، وليست المشكلة في الذنب بل في الاستمرار فيه دون العودة للرب، والخوف منه بأقرب وقت.

- فيا أيها الناس العصمة من الذنب مستحيلة جد مستحيلة، مستحيلة ومحرمة على البشرية، ولا بد من الناس أن يكون منهم الذنب لا محالة، لكن دون إجبار من الله، إنما لا عصمة، ويقعون في ذنوبهم بطبيعتهم البشرية، ويختلفون من إنسان لأخر من مذنب مجرم، ومن مذنب صاحب ذنب أصغر، ومن مذنب لم يذنب في اليوم إلا مرة، ومن مذنب يكثر منها مرات ومرات، ومن مذنب لا يعصي الله في عمره إلا مرة، وهكذا الأهم أن تتحقق عدم العصمة لأحد أبدا، فلا بد أن يقع الذنب من الناس لا إجباراً من الله ولكن بطبيعته، ولكن بفطرته، ولكن ذلك الإنسان يقع في شهوة نفسه، ويجول حب الذنب في خاطره، وفي تسويل الشيطان له، ومتع الحياة الدنيا الغرورة المتربصة به، وكل هذه يتكالبن عليه…

- فما دام لا عصمة من الله للناس فالمطلوب منهم أن يعودوا إلى الله، وأن يعلنوا فرارهم له تبارك وتعالى: ﴿فَفِرّوا إِلَى اللَّهِ إِنّي لَكُم مِنهُ نَذيرٌ مُبينٌ﴾، وأن يحذروه لكثرة ذنوبهم دون توبة منهم وكل الحذر: ﴿يَومَ تَجِدُ كُلُّ نَفسٍ ما عَمِلَت مِن خَيرٍ مُحضَرًا وَما عَمِلَت مِن سوءٍ تَوَدُّ لَو أَنَّ بَينَها وَبَينَهُ أَمَدًا بَعيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفسَهُ وَاللَّهُ رَءوفٌ بِالعِبادِ﴾، ويخوفهم من عقابه وعذابه الذي لا يستثني أحدا معهم: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، وأن ينجو بأنفسهم، ويستغلوا عفوه وعرضه جل وعلا لهم التوبة والمغفرة: ﴿نَبِّئ عِبادي أَنّي أَنَا الغَفورُ الرَّحيمُ وَأَنَّ عَذابي هُوَ العَذابُ الأَليمُ﴾.

- ولذا عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم" فلا بد أنهم يذنبون، والمطلوب ممن أذنب أن يستغفر، وأن يعود، وأن يقبل، وأن يتوب إلى ربه، فالذنب لا محالة منه في الحياة، لكن بعضهم ظلوا على ما هم عليه من الذنوب، يأتي اليوم، وتأتي الجمعة، ويأتي الشهر، وتأتي السنة، والسنوات، ولا ترى فلانًا إلا مذنبـًا، إلا مفرطًا، إلا عاصيًا، إلا مجرمًا، إلا باطشًا لحقوق الآخرين، إلا بعيداً عن المسجد، إلا بعيداً عن الصلاة بالكلية، إلا منتهبًا لحق غيره فهذا هو أشر الناس، أما من يذنب ثم يتوب فهو خير الناس كمل قال صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"، والمراد على أن من أذنب عليه أن يعود، وبالتالي هو خير الناس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال:" كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، فانقلب إنسان من شر الناس بذنبه الذي لا يتوب منه، إلى خير الناس من ذنبه الذي يتوب منه…
- وإذا كان آدم عليه السلام الذي باشر الله خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته ورفعه في جنته، وأعلى مكانته ونزله، وجعله أول خليقته من البشر على الأرض، وفي الجنة أيضًا، ومع هذا حدث منه ذنب لكن ذلك الذنب هو لازم له ولذريته، ولكن اللزوم الذي كثير من ذريته تخلفوا عنه هو التوبة: ﴿قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ﴾، اعتراف بالمعصية…

- وليس الاعتراف هذا للناس كما يقول العوام "الاعتراف بالذنب فضيلة" وبالتالي يذهب فيتكلم للآخرين على أنه أذنب وعصى، وهو خطأ محض، بل جعله النبي صلى الله عليه وسلم مجاهرة بالذنب، والمجاهر لا يعافيه الله من ذنبه، بل يبقى على ما هو عليه في الذنب، ينتكس ويعود، وكلما تاب عاد، وكلما نهض سقط، والسبب لأنه جاهر بذنبه، أخبر الآخرين، نشر للآخرين، تحدث عن ذلك، وسوست له نفسه بأن يحدث فلانًا وفلانا، بدواعي الاعتراف بالذنب فضيلة…

- إذن أيها الإخوة يجب أن نصحح هذا المفهوم بأن الاعتراف بالذنب ليس فضيلة بل رذيلة ما دام وأنه ذنب بينك وبين الله فحدثت به الناس، وكلمت هذا وذاك، فأنت بهذا تجاهر بذنبك، وتتحدى ربك بأنك أذنبت وسترك ثم ستره عليك بفضح نفسك، ونشر فسادك، وتوهم عدم نزول عقابه عليك، فإياك أن تحدث به الناس، وحدث به الله نادمًا، تائبًا، خائفًا، وجلًا، فهذا فضيلة إذا أذنبت واعترفت لله بذنبك: ﴿قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ﴾، فذنب تلاه توبة، ورجوع، وخضوع لرب البرية فقد يكون المذنب أفضل منه قبل الذنب لصدق ندمه، وخوفه من ربه، وهذا كما قال ابن تيمية عليه رحمة الله: "كان آدم عليه السلام بعد الذنب أفضل منه قبل الذنب": ﴿فَتَلَقّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ﴾، بل في قراءة ابن كثير بنصب آدم ورفع كلمات، أي أن الكلمات هي الفاعل لا آدم هو المفعول به، وكأن الكلمات هي التي تلقته، وهي التي أقبلت عليه، وهي التي فعلت وهو ماكث مكانه! ما أروعها، إذن السبب أنه تاب، السبب أنه رجع، السبب انه عاد إلى الله تبارك وتعالى بصدق…

- فليس الأمر المحزن والخطير والخاطئ أن يذنب الإنسان، بل أن يستمر في ذنبه، وأن يبقى على جرمه، وأن لا يعود لربه، وأن لا يتعرف على الله، وأن لا يسرع الرجوع إليه تعالى مع أن الله جل وعلا من كرمه أنه جعل يده مبسوطة للتائبين دائمًا وأبدا حتى تطلع السمس من مغربها كما في الحديث الصحيح: "إن الله يبسط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار؛ ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها"، وهو على ذلك جل جلاله، بل أيضًا في البخاري ومسلم: "أنه جل وعلا ينزل إلى سمائه الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول هل من تائب فأتوب عليه"، في كل يوم وفي الثلث الأخير من الليل؛ لأنه يعلم على أن عباده يقع منهم الخطأ والذنب، بل هددهم لو لم تذنبوا لذهب بهم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم، والحديث ليس المقصود منه تشجيع المسلم وابن آدم على الذنب، بل المقصود منه أن الذنب كائن منه، والمطلوب أنه إذا أذنب وحدث منه ذنب أن يعود إلى الله، و "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" كما ورد في الحديث الحسن، "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" يتوب الله عليه، يغفر الله له، يمحو الله ذنبه.

- وإذا كان صلى الله عليه وسلم وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومقدما قبل أن يذنب لو حصل ولم يحصل منه عليه الصلاة والسلام؛ لأنه معصوم بعصمة الله له بل هو معصوم من الناس: ﴿وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ﴾، فضلاً عن الذنوب، ومع هذا قال كما في البخاري ومسلم:" يا أيها الناس: توبوا إلى الله؛ فإني أتوب اليه في اليوم مئة مرة"، مئة مرة هذا النبي عليه الصلاة والسلام مئة مرة في يومه بالرغم أنه لا ذنب له، بل كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فتقول عائشة لم تفعل بنفسك ذلك يا رسول الله؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيقول أفلا أكون عبدًا شكورًا، أفلا أكون عبدًا شكورًا، هذا هو صلى الله عليه وسلم المغفور له ذنبه فما هي توبتنا، وتجديدها في كل يوم.

- ولو أننا عبدنا الله عز وجل عمرنا بكله لنؤدي شكر نعمة واحدة من نعمه ما وفينا جزاء تلك النعمة، كنعمة البصر، أو كنعمة اللسان، أو كنعمة السمع، أو أي نعمة وجارحة كانت، صغرت أو كبرت، بل ورد في الأثر على أن الله تبارك وتعالى يأتي بعابد من عباد الزمان السابق يلزمون صوامعهم لا يخرجون منها أبدا لمئات السنين لربما مع أعمارهم الطويلة، فيأتي به فيخيره الله تبارك وتعالى: تدخل الجنة برحمتي أم بعملك؟ فيقول يا ربي قد عملت كثيرًا فأريد أن ارى نظير عملي وثواب عملي وتعبي وجهدي، فيقول الله تبارك وتعالى لملائكته زنوا له نعمة البصر التي أعطيتها له مع طاعاته في تلك السنين بكلها، فرجحت بها نعمة البصر وخفت تلك الحسنات بكلها، فأعمالنا وصالحاتنا وطاعاتنا لو حسبناها وظللنا حتى ساجدين لله تبارك وتعالى أعمارنا بكلها ما أدينا شكر نعمة واحدة اعطانا الله، فكيف نستمر على الذنب؟ وكيف لا نعود؟ وكيف لا نرجع وكيف لا نتوب وكيف لا نحدث أنفسنا بالطاعة بعد المعصية…

- ألا لا نؤخر التوبة فيكبر الجرم ثم يلزمنا الشيطان ولا نعود، ولنبشر فربنا يقبل توبة التائبين أيًا كانت ذنوبهم، ويغفر للعائدين الصادقين أيًا كانت جرائمهم: ﴿قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾، بل إذا كان الله عز وجل قد نادى الكفار ومن اتخذوا آلهة معه، ومن قالوا أعظم مقالة، وأجرم مقالة بأن الله ثالث ثلاثة لكن قال الله لهم مباشرة بعد هذه الآية: {لَقَد كَفَرَ الَّذينَ قالوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِن إِلهٍ إِلّا إِلهٌ واحِدٌ}، ثم قال بعدها مباشرة عارضًا عليهم التوبة: ﴿أَفَلا يَتوبونَ إِلَى اللَّهِ وَيَستَغفِرونَهُ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، وأفلا يتوبون للعرض أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه، أعرض عليكم التوبة فتوبوا، بل يقول للناس عامة، وللمؤمنين خاصة: {وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ لعلكم تفلحون، فالفلاح بالتوبة، فالفلاح بالعودة، فالفلاح بالرجوع إلى الله تبارك وتعالى، فالفلاح بصدقها فهناك يكون الفلاح، وذنب مع عدم الرجوع يكون الخسارة ويكون الظلم، قال الله ﴿وَمَن لَم يَتُب فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾، ظالم ذلك الذي يبقى في ظلمه لنفسه، وهو اعظم الظلم بعد الشرك أن يظلم نفسه ذلك الإنسان بأن يوصلها إلى النيران خالداً مخلدا فيها أبدا بسبب عدم توبة وعودة لربه، بل لربما بمعصية واحدة كما قال ابن القيم عليه رحمة الله ليس بعاقل من باع جنة عرضها السماوات والأرض بمعصية لحظات يسيرة، معصية نظر أو معصية قتل نفس لتسكين غضب، أو سرقة أو اي متعة…

- ثم الذنب إذا كان بين العبد وبين الله فيكفي فيه الندم، ويكفي فيه الإقلاع، ويكفي فيه العزم على عدم العودة، ثلاثة شروط، إقلاع عن الذنب فوراً، وعزم على عدم العودة إليه أبدًا، وليس عزم مراوغة، وليس أضحوكة وألعوبة على الله ففي قرارة نفسه أن يعود إلى الذنب مرة ثانيه، فمثلا يراسل فلانة أو يعصي الله عز وجل مع الآخرين، أو عنده رابط ما، أو يجرم في هنا وهناك، أو يرتكب الذنب الفلاني هنا وهناك، أو يأخذ حق فلان هنا وهناك، أو يتحايل، ويغش، ويرابي، أو يفعل أي ذنب ويستطيع أن يعود إليها مرة ثانية ثم يبقي خيط بينه وبين المعصية فيقول تبت إلى الله، ثم يترك ذلك الخيط فهنا لم يصدق الله في توبته وهو كاذب فيها؛ لأنه لم يعزم العزم الحقيقي، ومن شروط التوبة إقلاع عن الذنب فوراً، وعزم على عدم العودة إليه ابدا، وندم عليه كل الندم، و"الندم توبة" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم…

- أما إذا كان الذنب بينه وبين الآخرين فيحتاج مع الثلاثة الأولى إلى رد حقوقهم، ولا يحل لأحد أن يقول أنا قد اذنبت وعصيت وعصيت وفعلت وارتكبت والآن أنا طائع بيني وبين الله وبالتالي سيغفر الله لي، ولا حاجة لأن أعيد هذا وذاك، ولا أن أفضح نفسي نقول أما فضح نفسك فنعم لا تفضح نفسك ولكن هناك مخارج كثيرة أن يعطيه لصديق ليوصله إليه، أن يرده باسم هدية، أو مكافأة، أو أن يرده عبر حوالة من مجهول، أو يضعه في طريقه، أو يعطيه لأولاده، أو أن يدبر نفسه أي تدبير المهم أن يسقط عن نفسه ذلك الحق المتعلق برقبته، فإن عجز وقد بذل كل الأسباب والإمكانيات واستخدم الوسائل لكن لم يستطع أن يرد ذلك الحق لفلان لأنه غايب عنه تمام الغيبة وبعيد عنه تمام البعد فلا بأس بأن يتصدق بذلك الشيء، أو أن يعطيه لفقير أو لقريب أو لأي أحد كان ممن يستحق ذلك الشيء، مع صدقه مع الله تبارك وتعالى في توبته، وهنا نرجو أن المغفرة قد حفته، وأن الله عز وجل قد قبله، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

- ما أحرانا أيها الإخوة إلى تجديد التوبة خاصة في بداية العام الهجري خصوصًا ونحن لا زلنا في البدايات، ما أحرانا إلى أن نجدد التوبة بل كل يوم كما كان قدوتنا صلى الله عليه وسلم، ما أحرانا أن نقبل حق الإقبال على الله وأن نعود حق العودة، فإذا فعلنا ذلك فقد أبصرنا الطريق، وهدانا السبيل، وخرجنا من مهاوينا ومصائبنا ومن مشاكلنا ومن همومنا ومن غمومنا ومن أحزاننا ومن أمور كثيرة جداً كثيرة حلت بنا: ﴿وَأَلَّوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا﴾، ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ﴾، فوالله لعل ذنبًا من ذنوبنا يبارز العبد به ربه فيكون فيه السخط كل السخط من الله إلى أن يعود ويقرر العودة أو أن يكون في المقبرة ﴿حَتّى زُرتُمُ المَقابِرَ﴾ حتى جاءكم الموت…

- فالتوبة نجاة لي ولك وللمجتمع حولنا ولذا قد جاء أن بني اسرائيل لم يمطروا فترة طويلة وهم مئات وآلاف، فأمرهم موسى بأن يذهبوا إلى صعيد من الصعدات ليجأروا إلى الله بالدعاء والتضرع، لكن لم يأتهم ما طلبوا إنما قال الله عز وجل لموسى إن فيهم فلان يجاهرني بالذنوب منذ وكذا سنة، فلتأمره أن يخرج من بينهم أمطرهم الساعة، فقال موسى عليه السلام: إن الله عز وجل قد شرط علي كذا وكذا، وإني أناشد الله ذلك الإنسان العاصي أن يخرج من بيننا، فنظر ذلك العاصي في الآخرين فلم يجد أعصى لله منه، فأدخل وجهه في جوب ثوبه من أعلاه، وندم وأقبل على الله بصدق، فأمطروا في تلك اللحظة، فقال موسى: ذلك العاصي يا ربي لم يخرج من بيننا فكيف أمطرتنا؟ قال به أمطرتكم، وبه منعتكم القطر؛ لأنه أذنب ولم يتب فلم أعطكم، ثم إنه تاب في تلك اللحظة فسقيتكم…

- فانظروا كيف عم شره الناس جميعًا، بل والحيوانات عموماً، ولهذا حذرنا ربنا من مغبة المعصية بلا توبة تتبعها: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً...﴾، بل تعم الآخرين تعم الناس جميعا، بل قال: ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾، تفلك المصائب، والحوادث، والشرور، والكوارث، وقطع الأرزاق، وكثرة الهموم، والغموم، وأيضًا الأمراض كلها بسبب الذنوب، بل إذا كان الصحابة وهم الصحابة لما هُزموا في أحد قال الله عز وجل لهم: ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، أنتم السبب بمخالفتكم لرسول الله وهم الرماة…

- فإذن المعصية سبب للمصائب والشرور، وسبب للنكبات على الأفراد وعلى الأمة جمعاء، فضلا عن الأفراد كأمراض لهم لا يعافون منها حتى يقبلوا ويتوبوا لربهم، ويصدقوا في توبتهم، وأذكر قصة وإن كانت القصص كثيرة في هذا الجانب ولكن للفائدة وأختم بها خطبتي على أن رجلاً كان يعاني من مرض في قدمه آلمه كثيرًا، وزار دولا عدة، وهو غني يستطيع أن ينفق ما شاء للمعافاة، وأن يذهب حيث شاء، ينفق ماله بكله لأجل ذلك فزار عدة دول فلم ير عافية ابدا، ثم هدي بعد سنوات من الألم والخسارة والدول التي زارها، والمستشفيات التي أتاها، والأطباء الذين جاءهم فلم يغنوا عنه شيئا، فهدي إلى شيخ علم فلما جاءه قال إني كذا وكذا وقد قيل لي على أن آتيك لعل عندك العلاج، ولعلك ترقي علي، أو تدلني، أو تنصحني، أو أي شيء كان مني، فقال له هل عصيت الله يومًا من الأيام؟ قال معاص كثيرة، قال بينك وبين الناس، قال لا أتذكر ولكن أمهلني أتذكر فأمهله ثم أخبره على أنه في مرة من المرات وهي أجرمها لديه التي يستحضرها أخذ قطعة أرض لامرأة رفضت ان تبيعها وكانت بجوار فلته فرفضت بيعها فأخذها ووسع فلته بها وذهبت العجوز إلى حال سبيلها، قال وبعدها بفترة سنوات أصبت بالمرض فلم أر عافية منه حتى اللحظة، قال اذهب إليها واستبرأ منها، واطلب المسامحة منها لعل الله أن يشفيك وأن يعافيك، فذهب وبحث عن المرأة فلما وجدها وانكب تحت قدمها وبكى وقال هذه أموالي، وبيتي لك، وأنا أطلب السماح، والعفو، ولو بعت مالي بكله، وقد فعلت، وخسرت أكثر من قيمة الفلة بعشرات المرات من أجل العافية، ولم ألقها فسامحيني أو خذي ما شئت من مالي أو خذيه بكله، قالت يا ولدي ما دمت قد جئت نادمًا وعرفت الندم فيك سامحك الله وعفا عنك لا أطلب منك شيئًا إلا هذا التواضع، فسامحك الله، قال والله ما أكملت نطقها وكلامها الا ودبت العافية في قدمي، وفي جسدي، وفي قلبي، وفي روحي، وفي حياتي، وفي أموالي، والطمأنينة أصبحت لدي، وأقول أخيرًا: كم هي أمراصنا، وأسقامنا، وآهاتنا، وآلامنا، وتعسر رزقنا، واضطراب أحوالنا، ومشاكلنا التي لا تنتهي والسبب هي انتهاكات حقوق الناس، وظلمهم، ثم نذهب المستشفيات ونخسر الأموال والصحة والحياة ولو تسامحنا منهم لانتهى كل شيء…
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1 *❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 9

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً