*جمعة.النفير.والنصرة.للأقصى.وغزة1.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...
منذ 2025-05-18
*جمعة.النفير.والنصرة.للأقصى.وغزة1.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/4a1QTOX4KQA?si=JdcMeUYX4aWQ24IH
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 5/ ربيع الثاني/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فقد حدثنا التاريخ أحاديث ليست بالأغاليط، ولا بالأكاذيب، بل هي حقائق وأقوال صادقة، وكلمات مشهورة، معروفة، ثابتة، تلك الأحاديث أيها الاخوة في بدايتها وفي مستهلها وإن كانت كثيرة ليست بمحصورة، وأيام عزتنا لا في غيره، وفي أيام قوتنا، وفي أيام سلطاننا، وفي أيام دولتنا وامبراطوريتنا الإسلامية الكبرى، في أيام كنا مسلمين كما يرتضيه الإسلام، في أيام كان حكامنا في عزة، لا يدينون إلا لرب البرية، ولا يعبدون القوى الغربية، أيام كان المسلمون على كتاب ربنا، ومنهج نبينا، في أيام كانت العزة كل العزة لنا قبل أن تتخلى عنا لأننا تخلينا نحن عنها…
- في يوم خرج يزيد بن معاوية بأمر من والده إلى القسطنطينية وفي أول خروج إليها، فناضلوا، وقاتلوا، ودافعوا، وفعلوا الأفاعيل بالعدو، ولم يستسلموا، وفي آونة أخيرة أوشك الصحابي الجليل راوي حديث القسطنطينية ابو ايوب الأنصاري رضي الله عنه: "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش"، وقال إني لأتشرف أن اذهب إلى القسطنطينية لأكون من ذلك الجيش، وكان بقيادة يزيد بن معاوية كما أسلفنا، فلما طال القتال، واشتدت المعركة، جاء الموتُ لأبي أيوب ومات موتًا طبيعيًا ليس بالقتل، ولا بالدمار، فأوصى أبو ايوب أن يدفن في أقرب بقعة يستطيع المسلمون أن يصلوا اليها على أسوار القسطنطينية، فمات وجاءه يزيد بعد موته فحمله على نعشه، وأمر الكتائب أن تتبع ذلك النعش، وتلك الجنازة الشريفة، فرأى ملك الروم وإذا بالمسلمين يحملون نعشًا فوقهم، ويستميتون قبله، فأرسل رسالة ليزيد بن معاوية، ما هذا، كيف تموتون وتنتهون على نعش فوقكم، أين تذهبون به، قال يزيد: هذا صحابي وحواري لنبينا، وقد أوصانا أن نوصله إلى أقرب بقعة من أرضك، ومن أسوار القسطنطينية، ووالله لننفذن وصيته حتى نستأصل جميعنا، فقال ملك القسطنطينية: أي عقل لك، أي غباء أنت فيه؟ أي داهية هو أبوك يقال عنه وإذا به يرسلك أنت الصغير الغر الذي لا تعلم شيئًا من أمر القسم، ووحق المسيح لتدخلنه إلي ولأنبشن قبره في تلك الليلة، وأرميه للكلاب تأكله، فرد يزيد ابن معاوية بقوله والله الذي لا اله الا هو لا أعلم أحدا نبشه إلا قتلت جميع النصارى في أرض الإسلام، وهدمت كنائسهم عامة، واستأصلتهم جميعًا حرب إبادة، فرد ملك القسطنطينية البيزنطينية آنذاك قائلاً: وحق المسيح لأحمينه بيدي شهراً، وأحرسه ودهراً، فحماه وحرسه وأوقد الشموع على قبره؛ ليحرسه الملك بنفسه، ويدفع عنه الناس بيده…
- أيها الإخوة: هكذا كانت العزة لنا، وهكذا كانت الصولة عندنا، وهكذا كانت الجولة نتحكم بها، وهكذا كان إسلامنا عزيزاً وأبناؤه أيضًا أعزاء ما اعتزوا بدينهم، وعملوا بتعاليمه، وهذا عمر رضي الله عنه لما فتح أبو عبيدة واصحابه أرض الشام بما فيها القدس الشريف ذهب عمر رضي الله عنه وإذا به يذهب بثيابه العادية كثياب الأعراب، وبحمار له، ومعه خادمه ليس له حاشية، ولا جيش، ولا أي من وفود وهذا القبيل، وفوق هذا لما مر على مخاضة من ماء خاف على حذائه من جلد أن يغرق فيتمزق، فخلعه وأخذه من على قدميه، وعلقه على كتفيه، فقال له ابو عبيدة: ما أحب أن يستشرفك الناس وانت على هذا الحال، فقال عمر رضي الله عنه: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة لجعلته نكالاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله"، فاليوم ابتغينا العزة لا تحت أسوار القسطنطينية بل تحت أسوار الأمم المتحدة، وتحت أسوار الدول الكافرة، وأروقتها الكاذبة، وتحت أسوار الغرب الفاجرة، وتحت أسوار العملاء الظلمة، والصهاينة الكفرة، وتحت هؤلاء جميعًا أصبحنا اسرى ورهائن بأيديهم لا نملك لأنفسنا حولاً ولا قوة ولابأيدنا شيئًا من عزة!.
- أيها الإخوة لقد سمعتم ونسمع، وقرأنا ونقرأ كثيرًا عن تلك المرأة التي لُطمت في عمّوريّة فاستغاثت بالمعتصم وكان بينها وبينه آلاف الأميال وجاء المعتصم بجيش أوله عندها وأخره في بلد المسلمين لا زال يطأ وفعلوا الأفاعيل بأولئك الذين لطموها وهي امرأة واحدة فقط لطمت لم تقتل، ولم تغتصب، ولم تسلب، ولم تنتهك، ولا أطفال ولا أيتام ولا قصف ولا دمار ولاهدم بيوت ولا أي شيء من هذا، بل هي امرأة لطمت فعاشت وقالت منادية واامعتصماه فلما سمعها ذلك المسلم الذي كان تاجرًا في البلد الذي كانت فيه بلد الغربة عاد إلى المعتصم، وأخبره بما قالت، وقال له بمقالة الضارب لها مستهزئًا بها، ومستخفًا بندائها، قال انتظري المعتصم يأتيك على فرسه الأبلق لينصرك، فقال المعتصم: والله لأطأن بفرسي الأبلق عمورية، وفعلاً ما هي الا أيام قليلة إلا وعمورية بيد المسلمين، الا وعمورية قد اصبحت أسيرة من دولة وامبراطورية كبرى هي الآن في الأناضول في تركيا إلى مملكة المسلمين، بالرغم ليس للمعتصم سوى هذا الفتح، وأيضًا هذه الاستغاثة…
- كان هذا يوم أن كانت العزة لنا، يوم أن كنا أعزة بديننا، يوم أن أخذنا الدين بكله،يوم أن أخذنا دين نبينا بشموله، يوم ان اخذ صغارنا وكبارنا به، يوم أن أخذت نساؤنا وجميعنا هذا الدين واستمسكنا به، واعتصمنا بحبائله: ﴿وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾.
- بل في قصة نبوية أن بني قينقاع جاءت امرأة من العرب ولعلها ليست مسلمة فجاءت امرأة من العرب كما حدث ابن هشام في سيرته إلى سوق بني قينقاع فراودها رجل من اليهود على كشف وجهها فأبت، وهي امرأة حرة عربية لا تكشف وجهها كالإماء فأبت أن تكشف وجهها فعمد أحدهم إلى مؤخرتها فرفع ثوبها من أسفله إلى أعلاه، فلما قامت انكشفت عورتها وصاحت، وبكت، فسمعها مسلم فقطع يد اليهودي وقتله، فاليهود تجمعوا عليه فقتلوا المسلم القاتل المدافع عن عرض هذه المرأة الشريفة الطيبة الطاهرة، فكان الجلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني قينقاع من المدينة بعد صلح دام مدة، ولكن هؤلاء قوم غدارون حتى بربهم وبأنبيائهم وبكل شيء، هؤلاء قوم لم يحترموا شيئا فمتى سنستيقظ ومتى سندرك على أن إخواننا أسرى تحت أيديهم، وتحت رحمتهم، ويمارسون حرب إبادة ضدهم، إن لم ننقذ صغارنا، وكبارنا، ونساءنا، وقدسنا، وأرضنا، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم منهم، متى يستيقظ المسلمون؟ وإلى متى هم في سبات عميق، وواد سحيق، وإلى متى هم رهائن في يد شهواتهم، وأهوائهم، وملذاتهم، وأنفسهم ولم يعتزوا بدينهم، ولم يستمسكوا بهدى نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ كي يعود لهم إيمانهم وبالتالي عزتهم وعلوهم: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ .
- أيها الإخوة لمن ننتظر أن ينقذ إخواننا، من ننتظر أن ينتشل هؤلاء الضعفاء من بين أيدينا؟ من ننتظر أن ينهي هذه المأساة الكبرى التي تحل علينا جميعا؟ لمن ننتظر أن يخلصنا من هؤلاء الفجرة الكفرة الصهاينة المعتدين لمن ننتظر؟ لأوروبا لأمريكا للأمم المتحدة صرخات لمن؟ هل نصرخ لأولئك الذين رعوا لأولئك الذين دعموا، لأولئك الذين قاتلوا، لأولئك الذين أشاروا وخططوا، لأولئك الذين دمروا وأبادوا إخواننا، ومارسوا أبشع الجرائم والانتهاكات في أرضنا، ومقدساتنا، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، لمن ننتظر للغرب اللعين، ننتظر لهم، ننتظر للفجرة الكفرة، ننتظر لهؤلاء الذين هم أحفاد القردة والخنازير، ننتظر لمن؟ لبريطانيا أن ترسل أساطيلها لعدونا الكيان الصهيوني بعد أن غزتنا قرون طويلة، وفعلت بأمتنا الأفاعيل البشعة، وأشدها إيلاما تسليمها فلسطين لليهود، لمن ننتظر إذن أيها المسلمون لألمانيا أن تعيد صولتها وجولتها لمن ننتظر، لأمريكا الظالمة، الباغية، الطاغية، الإرهابية، القاتلة، الشريرة، المستبدة، المتغطرسة، المجرمة التي طالما أبادتنا، وقتلتنا، ونهبتنا ولا زالت في كل وقت تمتص كل خيراتنا، فلمن ننتظر…
- متى نقرأ حق قراءة قول ربنا عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقاتِلونَ في سَبيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيانٌ مَرصوصٌ﴾ متى ستراص الصفوف لننهض لإنقاذ إخواننا، متى نرى الصفوف متراصية، متآخية، متآزرة، وكلمتها واحدة، ونجتهد لنتآخى ونتناسى خلافاتنا؛ من أجل إنقاذ إخواننا، ومن أجل نصرة ديننا، ومن أجل حماية مقدساتنا، واستعادة ما نُهب منا، ومتى نسعى لإنقاذ أنفسنا من اضطهاد طال سنوات، ومن ظلم، وجبروت، وسحق، وإبادة، ومن كل شيء من أصناف العذاب والويلات من ننتظر؟ والى متى؟.
- متى نصرخ عاليًا بقول ربنا ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم} فمتى ترتضي نفوسنا ونبيعها لربنا إلى متى ومتى نعلن جهادًا ونسيرًا عامة في كل الميادين، ونعلن التجهيز الأعلى والأدنى وكل واحد يحمل سلاحه وكل واحد يقدم ما يستطيعه فعليه أن يتجهز وأن يتجمهر لغزو الصهاينة الفجرة، ووالله لنقولها كما قال سيد كشك عليه رحمة الله فارس منابر المسلمين: يكفي اليهود بصقة واحدة يتعاون المسلمون فيها جميعا حتى يغرقوهم ببصاقاتهم، لأن اليهود عددهم قليل في فلسطين قرابة ثمانية ملايين، ولو أن كل مسلم بصق فيهم لتحولت بصقات المسلمين لبحار تغرق الصهاينة جميعًا، وتحميهم من على وجه الأرض، فمتى فنصبح عاليا، ونرتل بصوت تسمعه الدنيا، ويجلجل الفضاء بقول ربنا ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم بإن لهم الجنة} الله المشتري ونحن من نبيع والثمن الجنة، وإنه لوعد الله واي وعد وكرامة: {إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم بإن لهم الجنة يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ} وعود ربانية في الكتب المقدسة جميعها بأن الجنة لمن باع نفسه لربه، {وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ}؟ هل من أحد أوفى من الله: {وَمَن أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ قِيْلًا﴾، {وَمَن أَصدَقُ مِنَ اللَّهِ حَديثًا﴾ فمتى نصدق وعد الله ومتى نعد العدة…
- ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا} يعذبكم والعذاب الذي نراه بين أيدينا، وأمام أعيننا، وفي أنفسنا وفي أراضينا وفي أموالنا وفي حقوقنا وفي سلطاتنا وفي شعوبنا وفي كل شيء نراه في واقعنا العربي عامة والإسلامي دون تحديد لأحد إنما هو بسبب عدم نفورنا لما أمر ربنا عز وجل من جهاد، واستشهاد: ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا}، النفرة يوم أن فرطنا فيها جاءت الهلكة وجاء العذاب واستحقينا ما توعدنا الله به ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا}، فها نحن نناديكم بنداء ربكم، ونصرخ في وجوه كل من يستطيع حمل السلاح من المسلمين أن قوموا إلى عدوكم، وجاهدوا في الله حق جهاده حتى تستأصلوهم ومن معهم، ويخرجوا من أرضنا، ويسلموا مقدساتنا: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾.
- كم نتألم جميعنا كمسلمين وكم ندين وكم نشجب وكم نتكلم وكم ننشر وكم نقول وكم وكم وكم وكم من أنّات وأوجاع لكن لا أحد يسمعها، لا أحد يبصرها، لا أحد يراها، لا أحد يلتفت لها، بينما كلبة صهيونية صغيرة إن قُتلت إذا بالعالم كله يدوي من أجلها، اذا بكلب كافر لكافر هو أطهر من الكافر نفسه يصرخ، إلا واذا برئيس أمريكا المجرمة، وبريطانيا اللعينة، وألمانيا، وفرنسا الخبيثة بكله يستنجد ويأتيه لينقذه، أما المسلمون فليس لهم صوت يسمع، وليس لهم سلاح يرفع، ليس لهم سلطان يدفع، وليس لهم شيء من هذا يمنع، المسلمون اسرى ورهائن تحت أيدي العملاء، أو من يؤشرون لهم ليفعلوا بنا ما شاءوا، الى متى ونحن على ما نحن عليه في عذاب أليم من ربنا لأننا لم نستجب لأمره، إلى متى؟ الم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئ مسلم يخذل امرأ في موطن تنتهك فيه حرمته، ويؤخذ فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب نصرته، وفي مكان ينتهك فيه من عرضه"، كم نخذل اخواننا فيخذلنا الله، نترك اخواننا للقردة والخنازير فينتهكون، نترك اخواننا لهم فريسة في كل وقت وفي كل حين حتى مستشفياتهم حتى بيوتهم حتى أطفالهم حتى نسائهم حتى هؤلاء الصغار لم يرحموهم فلمن نتركهم؟ ومتى يأتي الغوث منا؟ ومتى تأتي النصرة؟ ومتى الاستجابة؟ ومتى الانقاذ؟ ومتى العزة؟ ومتى نستعيد هذا بكله عند الله ﷻ وعلينا أن نعد العدة…
- ايها الإخوة ان نبينا صلى الله عليه وسلم قد حذرنا بقوله: "اذا رأوا أي المسلمين اذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب"، والظالم سواء كان ظالمًا مسلمًا كان منافقًا كان ظالمًا امريكيًا صهيونيًا كان ظالمًا ايًا كان ذلك الظالم، "إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب ثم يدعوه فلا يستجيب لهم"، لا يجابون يصرخون ولا مجيب لأنهم لم يستجيبوا لأمر الله لأنهم لم يعملوا بقول الله لأنهم لم ينفذوا شرع الله، قال الله ﴿إِنَّما يَستَجيبُ الَّذينَ يَسمَعونَ وَالمَوتى يَبعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيهِ يُرجَعونَ﴾ من يجيب ربه فالله يجيبه﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾..
- تركنا الإيمان فتركنا الله، فتولى أمرنا الشيطان والنفس والهوى والأعداء بسبب اننا ابتعدنا عن منهج الله، فهذه دعوة يجب أن تصل إلى أعماق كل مسلم أولاً ليأتي التحرير والنصرة يأتي هذا بكله بعد أن نحسن في ذواتنا وبعد أن نغير أنفسنا وبعد أن نؤثر تأثيراً بالغًا في ذواتنا {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم}، وأن نبينا صلى الله عليه وسلم قد أمرنا امرًا صريحًا: "انصر اخاك ظالمًا او مظلوما"، حتى ولو كان ظالمًا فلا يترك فكيف وهو مظلوم منذ أن عرف الحياة للأسف الشديد، ونحن منذ أن عرفنا الحياة ونحن سكوت فإلى متى السكوت؟ والى متى الصمت ومتى تأتي القوة، والرد والردع، وقول كفى وانتهى، وبدأت العداوة والبغضاء والحرب: ﴿قاتِلُوا الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلا بِاليَومِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَلا يَدينونَ دينَ الحَقِّ مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ حَتّى يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صاغِرونَ﴾، ﴿وَإِن نَكَثوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنوا في دينِكُم فَقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفرِ إِنَّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلَّهُم يَنتَهونَ أَلا تُقاتِلونَ قَومًا نَكَثوا أَيمانَهُم وَهَمّوا بِإِخراجِ الرَّسولِ وَهُم بَدَءوكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخشَونَهُم فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ قاتِلوهُم يُعَذِّبهُمُ اللَّهُ بِأَيديكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدورَ قَومٍ مُؤمِنينَ وَيُذهِب غَيظَ قُلوبِهِم وَيَتوبُ اللَّهُ عَلى مَن يَشاءُ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [التوبة: ١٢-١٥]
أقول قولي هذا وأستغفر الله…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أبدأ خطبتي الثانية بما ختمت به الأولى ماذا أغنى جيش اليابان أمام قنبلة أمريكية ظالمة مجرمة أبادت شعبًا بأكمله في هيروشيما؟ ماذا أغنت الجيوش وماذا أغنت العدة والعتاد وماذا اغنى هؤلاء جميعًا لا شيء؛ لأن القوة من ملكها ملك الغطرسة، وملك الكبر، وملك كل شيء في هذه الدنيا، الأموال والأنفس والأطفال وجعل كل شيء سخرة له… فمتى سنملك قوتنا ونسخرها على عدونا لا علينا، وأن نجعل ملايين الجنود المجندة في البلدان العربية والإسلامية لقتال عدونا، وتحت رهن إشارتنا لسحق عدو الله وعدونا…
- ايها الإخوة إنها القوة التي أمرنا الله عز وجل بأخذها لا لقتال عدونا وفقط بل أن نرهبهم من بعيد فحسب ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّهُ يَعلَمُهُم﴾، واعدوا امر رباني واعد لهم ما استطعتم من قوة لماذا؟ قال: ﴿تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّهُ يَعلَمُهُم﴾ من أجل إرهاب العدو من بعيد، ومن أجل قذف الرعب فيه، ومن أجل تخويفه، ومن أجل عدم تجاوزه لحقه ومن أجل أن لا ينتهك حقًا لمسلم أبدا، ولحماية الأرواح، والمدن، والدين، والمقدسات، ومن أجل هذا بكله وغيره أمرنا الله بإعداد القوة، امرنا الله بأن نكون أقوياء، أقوياء في أنفسنا، أقوياء في إيماننا، أقوياء في علمنا، أقوياء في أساطلينا، اقوياء في أسلحتنا، أقوياء في كل شيء من أمرنا، القوة القوة لا بارك الله في الضعيف ابدا لا بارك الله في عبد ضعيف، الضعيف ذلك يهلك يدمر يسحق يباد يفعل به ما يشاءون؛ لأنه ضعيف متضعف لا يملك لنفسه حولاً ولا قوة، بينما القوي وإن كان قليل العدد وإن كان ما كان فإن العدو يخشاه الغير فإن العدو يهابه فإن العدو يحسب له الف حساب، والمقاومة الباسلة ممثلة بحركة حماس خير مثال، وسنخصص لهذا خطبة إن شاءالله في قادم الأيام، فإذا بقينا في هذا الضعف في قواتنا وأسلحتنا وجيشنا وعلمنا وتعليمنا وجامعاتنا ومدارسنا قد ربما تكون نكبة علينا، متى ننتشل أنفسنا من ركام نحن فيه إلى أن نصبح، نصبح ركامًا لغيرنا، إلى أن نصبح شامة في أعين الناس، إلى ان نصبح قوة ضاربة تهابها الدول، وإنها والله لا تبدأ إلا بالنفس أولًا، ثم بالمجتمع بالمجتمع بأسره ثانيًا، ولا تبدأ إلا بتوحد الدول العربية والإسلامية عامة ليشكلوا قوة ضاربة للعدو لينتهي عن سحقنا، وعن استهانته بنا، وعن استضعافه لكل شيء عندنا…
- ويكفي من الهوان والذل والعار، والخزي والاستحقار والغثاء أن ملياري مسلم لا يستطيعون ان ينوقذوا مليوني مسلم في غزة، أي هوان، وأي ذل، وأي ضعف، وأي جبن،
وأي عقاب رباني نحن فيه؟ كم هم اليهود في العالم كم هم ثمانية ملايين في بلادنا المقدسة، بل لو كانوا حتى مائة مليون أمام ملياري مسلم لا يستطيعون أن ينقذوا اثنين مليون مسلم منهم، خزي وذل وعار، ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم محذرا من مثل هذه المأساة والذل والعار والخزي والامتهان: "إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، وأخذتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً -هو الذي نحن فيه-، سلط الله عليكم ذلاً قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه الا ان تعودوا إلى ربكم الا ان تعودوا الى ربكم إلى دينكم" إلى جهادكم إلى مقدساتكم، فالجهاد أيها الإخوة سبيل لاسترداد الحقوق، وإن الحقوق التي استبدت واخذت وانتهبت بقوة والذي رفع السماء لا تسترد إلا بالقوة، ولن يسلمها لك بالسلام، والله قد امرنا بالقوة قبل أن يكونوا هم أقوياء، وقبل ان يوجدوا على وجه الأرض هؤلاء الضعفاء الذي ضربت عليهم الذلة لا علينا، فوالله والله لو اخذنا بالقوة التي أمرنا الله بها ما كنا على ما نحن فيه من ضعف لا نستطيع ان نقدم حتى دواء، أو لقمة غذاء، أو إدخال شربة ماء لإخواننا في غزة، أي مهانة أي استضعاف لنا، فلنراجع أنفسنا، نراجع ذواتنا، لنعلن توبة نصوحًا لربنا فلعل ما نحن فيه بسبب ذنوبنا ومعاصينا، وما نزل بلاء الا بذنب وما رفع الا بتوبة: ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/4a1QTOX4KQA?si=JdcMeUYX4aWQ24IH
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 5/ ربيع الثاني/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فقد حدثنا التاريخ أحاديث ليست بالأغاليط، ولا بالأكاذيب، بل هي حقائق وأقوال صادقة، وكلمات مشهورة، معروفة، ثابتة، تلك الأحاديث أيها الاخوة في بدايتها وفي مستهلها وإن كانت كثيرة ليست بمحصورة، وأيام عزتنا لا في غيره، وفي أيام قوتنا، وفي أيام سلطاننا، وفي أيام دولتنا وامبراطوريتنا الإسلامية الكبرى، في أيام كنا مسلمين كما يرتضيه الإسلام، في أيام كان حكامنا في عزة، لا يدينون إلا لرب البرية، ولا يعبدون القوى الغربية، أيام كان المسلمون على كتاب ربنا، ومنهج نبينا، في أيام كانت العزة كل العزة لنا قبل أن تتخلى عنا لأننا تخلينا نحن عنها…
- في يوم خرج يزيد بن معاوية بأمر من والده إلى القسطنطينية وفي أول خروج إليها، فناضلوا، وقاتلوا، ودافعوا، وفعلوا الأفاعيل بالعدو، ولم يستسلموا، وفي آونة أخيرة أوشك الصحابي الجليل راوي حديث القسطنطينية ابو ايوب الأنصاري رضي الله عنه: "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش"، وقال إني لأتشرف أن اذهب إلى القسطنطينية لأكون من ذلك الجيش، وكان بقيادة يزيد بن معاوية كما أسلفنا، فلما طال القتال، واشتدت المعركة، جاء الموتُ لأبي أيوب ومات موتًا طبيعيًا ليس بالقتل، ولا بالدمار، فأوصى أبو ايوب أن يدفن في أقرب بقعة يستطيع المسلمون أن يصلوا اليها على أسوار القسطنطينية، فمات وجاءه يزيد بعد موته فحمله على نعشه، وأمر الكتائب أن تتبع ذلك النعش، وتلك الجنازة الشريفة، فرأى ملك الروم وإذا بالمسلمين يحملون نعشًا فوقهم، ويستميتون قبله، فأرسل رسالة ليزيد بن معاوية، ما هذا، كيف تموتون وتنتهون على نعش فوقكم، أين تذهبون به، قال يزيد: هذا صحابي وحواري لنبينا، وقد أوصانا أن نوصله إلى أقرب بقعة من أرضك، ومن أسوار القسطنطينية، ووالله لننفذن وصيته حتى نستأصل جميعنا، فقال ملك القسطنطينية: أي عقل لك، أي غباء أنت فيه؟ أي داهية هو أبوك يقال عنه وإذا به يرسلك أنت الصغير الغر الذي لا تعلم شيئًا من أمر القسم، ووحق المسيح لتدخلنه إلي ولأنبشن قبره في تلك الليلة، وأرميه للكلاب تأكله، فرد يزيد ابن معاوية بقوله والله الذي لا اله الا هو لا أعلم أحدا نبشه إلا قتلت جميع النصارى في أرض الإسلام، وهدمت كنائسهم عامة، واستأصلتهم جميعًا حرب إبادة، فرد ملك القسطنطينية البيزنطينية آنذاك قائلاً: وحق المسيح لأحمينه بيدي شهراً، وأحرسه ودهراً، فحماه وحرسه وأوقد الشموع على قبره؛ ليحرسه الملك بنفسه، ويدفع عنه الناس بيده…
- أيها الإخوة: هكذا كانت العزة لنا، وهكذا كانت الصولة عندنا، وهكذا كانت الجولة نتحكم بها، وهكذا كان إسلامنا عزيزاً وأبناؤه أيضًا أعزاء ما اعتزوا بدينهم، وعملوا بتعاليمه، وهذا عمر رضي الله عنه لما فتح أبو عبيدة واصحابه أرض الشام بما فيها القدس الشريف ذهب عمر رضي الله عنه وإذا به يذهب بثيابه العادية كثياب الأعراب، وبحمار له، ومعه خادمه ليس له حاشية، ولا جيش، ولا أي من وفود وهذا القبيل، وفوق هذا لما مر على مخاضة من ماء خاف على حذائه من جلد أن يغرق فيتمزق، فخلعه وأخذه من على قدميه، وعلقه على كتفيه، فقال له ابو عبيدة: ما أحب أن يستشرفك الناس وانت على هذا الحال، فقال عمر رضي الله عنه: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة لجعلته نكالاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله"، فاليوم ابتغينا العزة لا تحت أسوار القسطنطينية بل تحت أسوار الأمم المتحدة، وتحت أسوار الدول الكافرة، وأروقتها الكاذبة، وتحت أسوار الغرب الفاجرة، وتحت أسوار العملاء الظلمة، والصهاينة الكفرة، وتحت هؤلاء جميعًا أصبحنا اسرى ورهائن بأيديهم لا نملك لأنفسنا حولاً ولا قوة ولابأيدنا شيئًا من عزة!.
- أيها الإخوة لقد سمعتم ونسمع، وقرأنا ونقرأ كثيرًا عن تلك المرأة التي لُطمت في عمّوريّة فاستغاثت بالمعتصم وكان بينها وبينه آلاف الأميال وجاء المعتصم بجيش أوله عندها وأخره في بلد المسلمين لا زال يطأ وفعلوا الأفاعيل بأولئك الذين لطموها وهي امرأة واحدة فقط لطمت لم تقتل، ولم تغتصب، ولم تسلب، ولم تنتهك، ولا أطفال ولا أيتام ولا قصف ولا دمار ولاهدم بيوت ولا أي شيء من هذا، بل هي امرأة لطمت فعاشت وقالت منادية واامعتصماه فلما سمعها ذلك المسلم الذي كان تاجرًا في البلد الذي كانت فيه بلد الغربة عاد إلى المعتصم، وأخبره بما قالت، وقال له بمقالة الضارب لها مستهزئًا بها، ومستخفًا بندائها، قال انتظري المعتصم يأتيك على فرسه الأبلق لينصرك، فقال المعتصم: والله لأطأن بفرسي الأبلق عمورية، وفعلاً ما هي الا أيام قليلة إلا وعمورية بيد المسلمين، الا وعمورية قد اصبحت أسيرة من دولة وامبراطورية كبرى هي الآن في الأناضول في تركيا إلى مملكة المسلمين، بالرغم ليس للمعتصم سوى هذا الفتح، وأيضًا هذه الاستغاثة…
- كان هذا يوم أن كانت العزة لنا، يوم أن كنا أعزة بديننا، يوم أن أخذنا الدين بكله،يوم أن أخذنا دين نبينا بشموله، يوم ان اخذ صغارنا وكبارنا به، يوم أن أخذت نساؤنا وجميعنا هذا الدين واستمسكنا به، واعتصمنا بحبائله: ﴿وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾.
- بل في قصة نبوية أن بني قينقاع جاءت امرأة من العرب ولعلها ليست مسلمة فجاءت امرأة من العرب كما حدث ابن هشام في سيرته إلى سوق بني قينقاع فراودها رجل من اليهود على كشف وجهها فأبت، وهي امرأة حرة عربية لا تكشف وجهها كالإماء فأبت أن تكشف وجهها فعمد أحدهم إلى مؤخرتها فرفع ثوبها من أسفله إلى أعلاه، فلما قامت انكشفت عورتها وصاحت، وبكت، فسمعها مسلم فقطع يد اليهودي وقتله، فاليهود تجمعوا عليه فقتلوا المسلم القاتل المدافع عن عرض هذه المرأة الشريفة الطيبة الطاهرة، فكان الجلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني قينقاع من المدينة بعد صلح دام مدة، ولكن هؤلاء قوم غدارون حتى بربهم وبأنبيائهم وبكل شيء، هؤلاء قوم لم يحترموا شيئا فمتى سنستيقظ ومتى سندرك على أن إخواننا أسرى تحت أيديهم، وتحت رحمتهم، ويمارسون حرب إبادة ضدهم، إن لم ننقذ صغارنا، وكبارنا، ونساءنا، وقدسنا، وأرضنا، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم منهم، متى يستيقظ المسلمون؟ وإلى متى هم في سبات عميق، وواد سحيق، وإلى متى هم رهائن في يد شهواتهم، وأهوائهم، وملذاتهم، وأنفسهم ولم يعتزوا بدينهم، ولم يستمسكوا بهدى نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ كي يعود لهم إيمانهم وبالتالي عزتهم وعلوهم: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ .
- أيها الإخوة لمن ننتظر أن ينقذ إخواننا، من ننتظر أن ينتشل هؤلاء الضعفاء من بين أيدينا؟ من ننتظر أن ينهي هذه المأساة الكبرى التي تحل علينا جميعا؟ لمن ننتظر أن يخلصنا من هؤلاء الفجرة الكفرة الصهاينة المعتدين لمن ننتظر؟ لأوروبا لأمريكا للأمم المتحدة صرخات لمن؟ هل نصرخ لأولئك الذين رعوا لأولئك الذين دعموا، لأولئك الذين قاتلوا، لأولئك الذين أشاروا وخططوا، لأولئك الذين دمروا وأبادوا إخواننا، ومارسوا أبشع الجرائم والانتهاكات في أرضنا، ومقدساتنا، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، لمن ننتظر للغرب اللعين، ننتظر لهم، ننتظر للفجرة الكفرة، ننتظر لهؤلاء الذين هم أحفاد القردة والخنازير، ننتظر لمن؟ لبريطانيا أن ترسل أساطيلها لعدونا الكيان الصهيوني بعد أن غزتنا قرون طويلة، وفعلت بأمتنا الأفاعيل البشعة، وأشدها إيلاما تسليمها فلسطين لليهود، لمن ننتظر إذن أيها المسلمون لألمانيا أن تعيد صولتها وجولتها لمن ننتظر، لأمريكا الظالمة، الباغية، الطاغية، الإرهابية، القاتلة، الشريرة، المستبدة، المتغطرسة، المجرمة التي طالما أبادتنا، وقتلتنا، ونهبتنا ولا زالت في كل وقت تمتص كل خيراتنا، فلمن ننتظر…
- متى نقرأ حق قراءة قول ربنا عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقاتِلونَ في سَبيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيانٌ مَرصوصٌ﴾ متى ستراص الصفوف لننهض لإنقاذ إخواننا، متى نرى الصفوف متراصية، متآخية، متآزرة، وكلمتها واحدة، ونجتهد لنتآخى ونتناسى خلافاتنا؛ من أجل إنقاذ إخواننا، ومن أجل نصرة ديننا، ومن أجل حماية مقدساتنا، واستعادة ما نُهب منا، ومتى نسعى لإنقاذ أنفسنا من اضطهاد طال سنوات، ومن ظلم، وجبروت، وسحق، وإبادة، ومن كل شيء من أصناف العذاب والويلات من ننتظر؟ والى متى؟.
- متى نصرخ عاليًا بقول ربنا ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم} فمتى ترتضي نفوسنا ونبيعها لربنا إلى متى ومتى نعلن جهادًا ونسيرًا عامة في كل الميادين، ونعلن التجهيز الأعلى والأدنى وكل واحد يحمل سلاحه وكل واحد يقدم ما يستطيعه فعليه أن يتجهز وأن يتجمهر لغزو الصهاينة الفجرة، ووالله لنقولها كما قال سيد كشك عليه رحمة الله فارس منابر المسلمين: يكفي اليهود بصقة واحدة يتعاون المسلمون فيها جميعا حتى يغرقوهم ببصاقاتهم، لأن اليهود عددهم قليل في فلسطين قرابة ثمانية ملايين، ولو أن كل مسلم بصق فيهم لتحولت بصقات المسلمين لبحار تغرق الصهاينة جميعًا، وتحميهم من على وجه الأرض، فمتى فنصبح عاليا، ونرتل بصوت تسمعه الدنيا، ويجلجل الفضاء بقول ربنا ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم بإن لهم الجنة} الله المشتري ونحن من نبيع والثمن الجنة، وإنه لوعد الله واي وعد وكرامة: {إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم بإن لهم الجنة يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ} وعود ربانية في الكتب المقدسة جميعها بأن الجنة لمن باع نفسه لربه، {وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ}؟ هل من أحد أوفى من الله: {وَمَن أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ قِيْلًا﴾، {وَمَن أَصدَقُ مِنَ اللَّهِ حَديثًا﴾ فمتى نصدق وعد الله ومتى نعد العدة…
- ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا} يعذبكم والعذاب الذي نراه بين أيدينا، وأمام أعيننا، وفي أنفسنا وفي أراضينا وفي أموالنا وفي حقوقنا وفي سلطاتنا وفي شعوبنا وفي كل شيء نراه في واقعنا العربي عامة والإسلامي دون تحديد لأحد إنما هو بسبب عدم نفورنا لما أمر ربنا عز وجل من جهاد، واستشهاد: ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا}، النفرة يوم أن فرطنا فيها جاءت الهلكة وجاء العذاب واستحقينا ما توعدنا الله به ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا}، فها نحن نناديكم بنداء ربكم، ونصرخ في وجوه كل من يستطيع حمل السلاح من المسلمين أن قوموا إلى عدوكم، وجاهدوا في الله حق جهاده حتى تستأصلوهم ومن معهم، ويخرجوا من أرضنا، ويسلموا مقدساتنا: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾.
- كم نتألم جميعنا كمسلمين وكم ندين وكم نشجب وكم نتكلم وكم ننشر وكم نقول وكم وكم وكم وكم من أنّات وأوجاع لكن لا أحد يسمعها، لا أحد يبصرها، لا أحد يراها، لا أحد يلتفت لها، بينما كلبة صهيونية صغيرة إن قُتلت إذا بالعالم كله يدوي من أجلها، اذا بكلب كافر لكافر هو أطهر من الكافر نفسه يصرخ، إلا واذا برئيس أمريكا المجرمة، وبريطانيا اللعينة، وألمانيا، وفرنسا الخبيثة بكله يستنجد ويأتيه لينقذه، أما المسلمون فليس لهم صوت يسمع، وليس لهم سلاح يرفع، ليس لهم سلطان يدفع، وليس لهم شيء من هذا يمنع، المسلمون اسرى ورهائن تحت أيدي العملاء، أو من يؤشرون لهم ليفعلوا بنا ما شاءوا، الى متى ونحن على ما نحن عليه في عذاب أليم من ربنا لأننا لم نستجب لأمره، إلى متى؟ الم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئ مسلم يخذل امرأ في موطن تنتهك فيه حرمته، ويؤخذ فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب نصرته، وفي مكان ينتهك فيه من عرضه"، كم نخذل اخواننا فيخذلنا الله، نترك اخواننا للقردة والخنازير فينتهكون، نترك اخواننا لهم فريسة في كل وقت وفي كل حين حتى مستشفياتهم حتى بيوتهم حتى أطفالهم حتى نسائهم حتى هؤلاء الصغار لم يرحموهم فلمن نتركهم؟ ومتى يأتي الغوث منا؟ ومتى تأتي النصرة؟ ومتى الاستجابة؟ ومتى الانقاذ؟ ومتى العزة؟ ومتى نستعيد هذا بكله عند الله ﷻ وعلينا أن نعد العدة…
- ايها الإخوة ان نبينا صلى الله عليه وسلم قد حذرنا بقوله: "اذا رأوا أي المسلمين اذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب"، والظالم سواء كان ظالمًا مسلمًا كان منافقًا كان ظالمًا امريكيًا صهيونيًا كان ظالمًا ايًا كان ذلك الظالم، "إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب ثم يدعوه فلا يستجيب لهم"، لا يجابون يصرخون ولا مجيب لأنهم لم يستجيبوا لأمر الله لأنهم لم يعملوا بقول الله لأنهم لم ينفذوا شرع الله، قال الله ﴿إِنَّما يَستَجيبُ الَّذينَ يَسمَعونَ وَالمَوتى يَبعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيهِ يُرجَعونَ﴾ من يجيب ربه فالله يجيبه﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾..
- تركنا الإيمان فتركنا الله، فتولى أمرنا الشيطان والنفس والهوى والأعداء بسبب اننا ابتعدنا عن منهج الله، فهذه دعوة يجب أن تصل إلى أعماق كل مسلم أولاً ليأتي التحرير والنصرة يأتي هذا بكله بعد أن نحسن في ذواتنا وبعد أن نغير أنفسنا وبعد أن نؤثر تأثيراً بالغًا في ذواتنا {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم}، وأن نبينا صلى الله عليه وسلم قد أمرنا امرًا صريحًا: "انصر اخاك ظالمًا او مظلوما"، حتى ولو كان ظالمًا فلا يترك فكيف وهو مظلوم منذ أن عرف الحياة للأسف الشديد، ونحن منذ أن عرفنا الحياة ونحن سكوت فإلى متى السكوت؟ والى متى الصمت ومتى تأتي القوة، والرد والردع، وقول كفى وانتهى، وبدأت العداوة والبغضاء والحرب: ﴿قاتِلُوا الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلا بِاليَومِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَلا يَدينونَ دينَ الحَقِّ مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ حَتّى يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صاغِرونَ﴾، ﴿وَإِن نَكَثوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنوا في دينِكُم فَقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفرِ إِنَّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلَّهُم يَنتَهونَ أَلا تُقاتِلونَ قَومًا نَكَثوا أَيمانَهُم وَهَمّوا بِإِخراجِ الرَّسولِ وَهُم بَدَءوكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخشَونَهُم فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ قاتِلوهُم يُعَذِّبهُمُ اللَّهُ بِأَيديكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدورَ قَومٍ مُؤمِنينَ وَيُذهِب غَيظَ قُلوبِهِم وَيَتوبُ اللَّهُ عَلى مَن يَشاءُ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [التوبة: ١٢-١٥]
أقول قولي هذا وأستغفر الله…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أبدأ خطبتي الثانية بما ختمت به الأولى ماذا أغنى جيش اليابان أمام قنبلة أمريكية ظالمة مجرمة أبادت شعبًا بأكمله في هيروشيما؟ ماذا أغنت الجيوش وماذا أغنت العدة والعتاد وماذا اغنى هؤلاء جميعًا لا شيء؛ لأن القوة من ملكها ملك الغطرسة، وملك الكبر، وملك كل شيء في هذه الدنيا، الأموال والأنفس والأطفال وجعل كل شيء سخرة له… فمتى سنملك قوتنا ونسخرها على عدونا لا علينا، وأن نجعل ملايين الجنود المجندة في البلدان العربية والإسلامية لقتال عدونا، وتحت رهن إشارتنا لسحق عدو الله وعدونا…
- ايها الإخوة إنها القوة التي أمرنا الله عز وجل بأخذها لا لقتال عدونا وفقط بل أن نرهبهم من بعيد فحسب ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّهُ يَعلَمُهُم﴾، واعدوا امر رباني واعد لهم ما استطعتم من قوة لماذا؟ قال: ﴿تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّهُ يَعلَمُهُم﴾ من أجل إرهاب العدو من بعيد، ومن أجل قذف الرعب فيه، ومن أجل تخويفه، ومن أجل عدم تجاوزه لحقه ومن أجل أن لا ينتهك حقًا لمسلم أبدا، ولحماية الأرواح، والمدن، والدين، والمقدسات، ومن أجل هذا بكله وغيره أمرنا الله بإعداد القوة، امرنا الله بأن نكون أقوياء، أقوياء في أنفسنا، أقوياء في إيماننا، أقوياء في علمنا، أقوياء في أساطلينا، اقوياء في أسلحتنا، أقوياء في كل شيء من أمرنا، القوة القوة لا بارك الله في الضعيف ابدا لا بارك الله في عبد ضعيف، الضعيف ذلك يهلك يدمر يسحق يباد يفعل به ما يشاءون؛ لأنه ضعيف متضعف لا يملك لنفسه حولاً ولا قوة، بينما القوي وإن كان قليل العدد وإن كان ما كان فإن العدو يخشاه الغير فإن العدو يهابه فإن العدو يحسب له الف حساب، والمقاومة الباسلة ممثلة بحركة حماس خير مثال، وسنخصص لهذا خطبة إن شاءالله في قادم الأيام، فإذا بقينا في هذا الضعف في قواتنا وأسلحتنا وجيشنا وعلمنا وتعليمنا وجامعاتنا ومدارسنا قد ربما تكون نكبة علينا، متى ننتشل أنفسنا من ركام نحن فيه إلى أن نصبح، نصبح ركامًا لغيرنا، إلى أن نصبح شامة في أعين الناس، إلى ان نصبح قوة ضاربة تهابها الدول، وإنها والله لا تبدأ إلا بالنفس أولًا، ثم بالمجتمع بالمجتمع بأسره ثانيًا، ولا تبدأ إلا بتوحد الدول العربية والإسلامية عامة ليشكلوا قوة ضاربة للعدو لينتهي عن سحقنا، وعن استهانته بنا، وعن استضعافه لكل شيء عندنا…
- ويكفي من الهوان والذل والعار، والخزي والاستحقار والغثاء أن ملياري مسلم لا يستطيعون ان ينوقذوا مليوني مسلم في غزة، أي هوان، وأي ذل، وأي ضعف، وأي جبن،
وأي عقاب رباني نحن فيه؟ كم هم اليهود في العالم كم هم ثمانية ملايين في بلادنا المقدسة، بل لو كانوا حتى مائة مليون أمام ملياري مسلم لا يستطيعون أن ينقذوا اثنين مليون مسلم منهم، خزي وذل وعار، ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم محذرا من مثل هذه المأساة والذل والعار والخزي والامتهان: "إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، وأخذتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً -هو الذي نحن فيه-، سلط الله عليكم ذلاً قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه الا ان تعودوا إلى ربكم الا ان تعودوا الى ربكم إلى دينكم" إلى جهادكم إلى مقدساتكم، فالجهاد أيها الإخوة سبيل لاسترداد الحقوق، وإن الحقوق التي استبدت واخذت وانتهبت بقوة والذي رفع السماء لا تسترد إلا بالقوة، ولن يسلمها لك بالسلام، والله قد امرنا بالقوة قبل أن يكونوا هم أقوياء، وقبل ان يوجدوا على وجه الأرض هؤلاء الضعفاء الذي ضربت عليهم الذلة لا علينا، فوالله والله لو اخذنا بالقوة التي أمرنا الله بها ما كنا على ما نحن فيه من ضعف لا نستطيع ان نقدم حتى دواء، أو لقمة غذاء، أو إدخال شربة ماء لإخواننا في غزة، أي مهانة أي استضعاف لنا، فلنراجع أنفسنا، نراجع ذواتنا، لنعلن توبة نصوحًا لربنا فلعل ما نحن فيه بسبب ذنوبنا ومعاصينا، وما نزل بلاء الا بذنب وما رفع الا بتوبة: ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books