*فريضة.الجهاد.المالي.على.كل.مسلم.ومسلمة.لإخوانهم.في.غزة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...

منذ 2025-05-19
*فريضة.الجهاد.المالي.على.كل.مسلم.ومسلمة.لإخوانهم.في.غزة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/_lTsp-Y_jDE?si=STafvKv3uDmRkHEc
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 3/ جمادى الأولى/1445هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإنه مما لم يعد خافي على أحد ما يجري في أرض الإسراء والمعراج، وأرض المحشر والمنشر، وما يجري في تلك البلاد الغالية على قلوبنا، والتي هي كرامتنا وعزتنا، والتي هي ايضًا إن قدر الله وحصل شيء فهو ذلنا، وهواننا، وضعفنا، وتشريدنا، وفيها ما فيها، أنه لا يخفى علينا ما تمر به غزة العزة من حرب شاملة، ومن إبادة جماعية، ومن حرب يهودية صهيونية غاشمة، ومن اعتداء لمحتل ظالم وراء ذلك المحتل الغرب الفاجر وأمريكا التي لم ولن تكف أبدًا عن دعم هذا الكيان الصهيوني الغاصب في ليله ونهاره، والدعم الحقيقي بالأسلحة، وبالذخائر التي تحملها في كل يوم بشهادة منظمات حقوقية أمريكية، وأتحدث عن منظمات حقوقية أمريكية نطقت وأخبرت وتحدثت عن دعم عسكري كبير، وفي كل يوم، وصرح البنتاغون بذلك وبكل وقاحة، ولا زال تصريحه في وسائل التواصل شاهدا… فضلاً عن الدعم اللوجستي والسياسي الذي تكفلت أمريكا بكل شيء خارجي من سياسات، من مراوغات، من مفاوضات، من تهدئات من كل شيء، وأصبح وزير خارجيتها ينتقل في اليوم الواحد الى دولتين وإلى ثلاث حتى إنه ليزور الدولة الواحدة في يوم واحد أمام مرأى ومسمع من العالم مرتين وثلاث؛ لأنه يفاوض عن يهوديته كما قال يفاوض عن كيانه، يفاوض عن احتلاله، يفاوض عن أبناء جلدته، يفاوض عن هؤلاء جميعًا هذا عن وزير خارجية واحد فضلاً عن دول الغرب مجتمعة الدول الصليبية، وعن اتحادهم الهمجي ضد إخواننا، ضد من لهم أكثر من سبعة عشر سنة في سجن كبير هو سجن غزة لا يدخل إليهم شيء، ولا يخرج منهم حتى النفس إلا بمراقبة شديدة من الاحتلال ومن عملائه أيضا، واصبحوا في خناق كبير، وفي خندق هو الأعظم والأكبر، بل بشهادة منظمات أممية أنه اكبر سجن على وجه الأرض يحيط به جدران من كل جانب، وهم فيه في حصار خانق ومطبق….

- ومع هذا كله فإنهم يبادون ويسحقون ويدمرون دون تمييز بين صغير وكبير فضلا عن مقاتل وغيره، وامرأة وطفل، بل إن أكثر من 75% من الشهداء هم من الأطفال والنساء، حتى إن الغرب بنفسه ليعترف بأنها سقطت في خلال الأربعين يوما الماضية من الحرب على غزة العزة ما يزيد عن ثلاث قنابل نووية من القنبلة الواحدة التي سقطت على هروشيما ونجزاكي، فالقنبلة الواحدة الأمريكية التي سقطت هناك سقطت أكبر منها وأعظم منها وأكثر مراراً وتكرارا في أرض مساحتها أقل من 40 كم، وعرض من 6 إلى 12 كم، يعني أصغر من هيروشيما بمرات عديدة لكنها هنا سقطت متفاوتة على أيام، وعذاب متأخر، وعذاب يتألم له عالم بأكمله…

- إن إخواننا هناك لم يملكوا حولا ولا قوة لإسكات هذا الكيان الصهيوني الغاشم، وحتى دول العالم ومجلس الأمن الزائف لم يستطيعوا إيقافهم، بالرغم القرارات والتصريحات في الظاهر، أما في السر وتحت الطاولة فهم يؤيدون الكيان بكل قوة، وخلصنا من حماس ومن المقاومة، لكن الله معنا، لكن الله مع إخواننا، لكن الله تبارك وتعالى لن يتركهم أبداً كما وعدنا: ﴿كَم مِن فِئَةٍ قَليلَةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثيرَةً بِإِذنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصّابِرينَ﴾، إنهم قد اجتمعوا بحدهم وحديدهم بعتادهم وعدتهم، بسياستهم وغطرستهم، بباريجياتهم وصواريخهم، وبكل شيء من إمكانيات لديهم، وبأسلحة دمار شامل يهددون بها من أكبر وزير فيهم متغطرس إلى أصغر رجل فيهم وليس غزة وحدها بل الضفة بل والمنطقة الفلسطينية بكلها، فهم يهددون الجميع، ويؤذون الكل ليتركوا منازلهم غصبا، ولقد تحدثت الصحف عن آلاف الفلسطينيين هاجروا من مناطق لا علاقة لها بالقتال؛ لأن اليهود قد فعلوا الأفاعيل بهم من الأذى والتنكيل فاضطروهم إلى الهجرة وترك بيوتهم وأحب شيء اليهم…
- لقد رأينا وشاهدنا ذلك الرجل الغزاوي الذي يتحدث عن بيته الذي بناه لأربعين سنة كما ينطق ولا زال الفيديو بقناة الجزيرة يشهد أنه بنى بيته لأربعين سنة وأنفق كل شيء لأجله، وباع كل شيء، وجمع ذلك المال على شيكل شيكل كل هذه السنوات، فجاء الاحتلال وقصفه في لحظة واحدة، وأنهى أملاً ومستقبلاً وحلمًا لذلك المسكين الذي ظل خربعين سنة يجمع ويكد وينتصب ويسعى ويعمل، وفوق هذا وأكبر منه انتهى البيت مع الأولاد مع النساء مع كل من فيه مع الأموال المتبقية مع الأثاث مع كل شيء، وقل عن تلك المرأة التي تصرخ في صغيرها قم يا حبيبي وارضع من ماما، وليست هذه القصة وحسب بل هي قصص آلاف مؤلفة من أبناء غزة العزة، بل لا نقول آلاف بل مئات الآلاف، بل أكثر من
مليوني مسلم هناك يُنتهكون يُدمرون يقصفون يسحلون يبادون، وليس في القرون الوسطى بل في القرن الواحد والعشرين، قرن للإعلام، والصحافة، والكاميرا، ووسائل التواصل الاجتماعي، وقرن التطور، وقرن حقوق الإنسان، وقرن هذا الهذيان، وقرن الأمم المتحدة الفاجرة، وقرن مجلس الأمن البائد، وقرن المنظمات والحقوق، وقل ما شئت عن هذا القرن الذي لم يكن يتوقع ان يقصف وأن يدمر هذا الشعب بأكمله أمام مرأى ومسمع من العالم دون حياء، وذرة خجل… وكأنهم يرسلون رسالة للعالم بكله نحن فوق العالم، ونفعل ما نشاء، كيف نشاء، بما نشاء، في الوقت الذي نشاء، ونتحداكم جميعًا ولو أدنتم، ولو نددتم، وشجبتم، وطالبتم، وقررتم، واجتمعتم، ولو صنعتم ولو قلتم ولو اجتمعتم ولو فعلتم من قمم وقمم ما فعلتم فلن نسمع لكم لأننا فوق الكل، فأي غطرسة هذه وأي تجبر هذا؟ وأي مصيبة عظمى حلت بإخواننا، يعدمون البيت بما فيه، تحدثت وزارة الداخلية والناطق الرسمي هناك بأن عشرات الأسر مسحت من السجل المدني في غزة تمامًا كل الأسرة بمن فيها قصفوا وانتهوا…

- أيها الإخوة المأساة كبيرة وعظيمه وشديدة، والكل يسمع والكل يرى والحديث فوق الحديث لا يجدي، لكن اليوم نأتي للعمل لنحرك ساكنًا، ونسقط عن أنفسنا واجبًا كبيرًا، وجهادًا عظيمًا، لنفعل شيئًا، لنصع شيئًا وليس نفلا بل هو واجب على كل مسلم ومسلمة، وعلى كل صغير وكبير فيها، وعلى كل فرد من أفرادها من لا يعذر مسلم بتركه أبدا، ولا يحل لمسلم أن يتخاذل عنه أبدا، ولا يجوز لمسلم في أي مكان كان على وجه الكرة الأرضية أن يتخلى عنه وأن يعجز عنه مهما كان، إنه الجهاد المالي، إنه النفقة في سبيل الله، وجمع التبرعات لإخواننا في أرض الجهاد، والرباط، والاستشهاد، إنه إخراج ما يجب علينا لمن يقصفون يدمرون يقتلون ينتهون يبادون عن بكرة أبيهم، وقدموا أرواحهم رخيصة أفنبخل نحن عن تقديم فليسات يسيرة الله قد ضمن لنا أن يردها لنا وأضعاف أضعافها: ﴿وَما أَنفَقتُم مِن شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ وَهُوَ خَيرُ الرّازِقينَ﴾، ﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافًا كَثيرَةً وَاللَّهُ يَقبِضُ وَيَبسُطُ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾، ﴿إِنَّ المُصَّدِّقينَ وَالمُصَّدِّقاتِ وَأَقرَضُوا اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا يُضاعَفُ لَهُم وَلَهُم أَجرٌ كَريمٌ﴾، ﴿مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾…

- فأي خور وعجز، وأي ضعف واستكانة، وأي مهانة وذلة، وأي جبن ونذالة أن نترك إخواننا لأعدائنا دون أن نعطيهم من أموالنا، وأن نقدم لهم شيئًا براءة لذمتنا، ونعذر بما نعطي أمام ربنا الذي وعدنا بأن يخلف علينا كما سبق في تلك الآيات البينات فماذا بعد ذلك أيها الناس، ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن نحفظ ذلك صغير وكبيرنا والجميع فينا: "انصر أخاك ظالمًا، أو مظلومًا"، فماذا عن نصرتنا لإخواننا المظلومين، ونحن لا نطالب بالرجال وبالسلاح فأمام هؤلاء عملاء صنعهم الكيان الصهيوني الغاصب المتغطرس بيده، وأمريكا ربتهم وهي إلههم وهي كل شيء فيهم يأتمرون بأمرها، ويسجدون لعظمتها، ويسبحون دومًا لها، لا نتكلم عن الرجال؛ فالمقاومة تكفي وتغني، وإن كان هو واجب الأمة ولو بالتهديد للزحف الكبير نحو الأقصى، وقد قال ربنا متوعدا ومهددا: {يأَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ فالله يشوقنا، وفي نفس الوقت الله يهددنا، الله يتوعدنا، الله يعزرنا، الله يذكي روح الجهاد فينا الذي يجب أن يتحرك في قلوبنا إذا مزق إخواننا، إذا قتلوا، إذا قصفوا، إذا دمروا اذا انتهوا، ومتى سنتحرك إن لم يكن الآن الآن، ومتي سنغضب إن لم نغضب لكل هذه الدماء!.
- أرءيتم عندما كنا أعزة لطمة واحدة على وجه امرأة مسلمة تحركت لها جيوش المسلمين جميعًا عندما لم يكن عملاء عندما لم يكن خونة وفتحت عمورية بأكملها، نحن لا نطالب اليوم الشعوب أن تذهب فنحن نعلم بجسارة الأمر وخطورته وعظمته وشدته وأنه لا يكن أبدا ولن يكون أمام أسوار عملائية وكيانات صهيونية في كل دولة، ومخابرات عالمية كبرى من اجل ان تمنع المسلمين أن يذهبوا لنجدة إخوانهم في غزة، إنما نطالب فقط بالمادة بالمال بالدعم بالنفقة التي قدمها الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم كثيرا على الجهاد بالنفس، بل أمر بها أمراً جازمًا، وفرضها فرضًا دائمًا وواضحًا فبدأ بالمال قبل النفس بل لا آية في كتاب الله تتحدث عن الجهاد إلا وتحدثت عن تقديم المال قبل النفس، اللهم إلا آية واحدة تحدثت عن الجهاد بالنفس قبل المال….

- فأين أموالنا نسلمها سخية بها أنفسها لإخواننا؛ فلقد سلمت بحمدالله أرواحنا يوم أن قُصف إخواننا، لقد سلم أبناؤنا يوم قُتل كل من في عائلة إخواننا، لقد سلمت بيوتنا يوم سويت بالأرض بيوت إخواننا، لقد سلمت وظائفنا يوم أن عدموا الحياة إخواننا لا الوظائف وحدها، لقد سلمت دنيانا حين انتهت دنيا أحبابنا في غزة العزة، لقد سلم كل شيء فينا ولم يسلم فيهم أي شيء، أفننام بأمان، ونصحى بأمان، ونتحدث بأمان، ونأكل ونشرب بكل أمان، وفوق هذا أولادنا وأحبابنا وكل شيء يجري بانتظام وأمان لكن إخواننا هناك منعوا من كل أمان، وحرموا من كل أمان، بل في كل لحظة ينتظرون الموت، وأكثر من هذا الجوع، والظمأ، والحصار، والموت البطيء، والقتل، والإبادة، والدمار، حتى لا يجد أحدهم الوقت ليحزن حتى الحزن على أبنائه، وعلى إخوانه، وعلى أهل داره، وعلى أصحابه ومن بجواره لا يستطيع ذلك أبدا من شدة ما بهم حتى الحزن لا يجدون أمانا فيه، ولا يجد فراغًا له، بل هو مشغول بأعظم، وأشد، وأكبر، فيا أيها الإخوة بماذا شُغلنا، وما الذي ألهانا، أيرضى أحدنا أو يستطيع أحدنا أن ينظر إلى أبنائه إلى بناته إلى إخوانه إلى والديه وهم أشلاء بجواره، أو تحت الأنقاض لا تظهر إلا بعض أجسادهم، أين قول نبينا ﷺ: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، أين قول ربنا في الحديث القدسي: "وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم وممن رأى المظلوم وهو قادر على أن ينصره فلم يفعل"، فماذا ننتظر ونحن نرى ما نرى، وما حل بإخواننا ولم ننصرهم بتقديم ما نستطيع من أموالنا، وسخية بها أنفسنا كواجب علينا لا كنفل منا: ﴿وَأَنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ﴾، ﴿آمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَأَنفِقوا مِمّا جَعَلَكُم مُستَخلَفينَ فيهِ فَالَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَأَنفَقوا لَهُم أَجرٌ كَبيرٌ﴾، ﴿وَأَنفِقوا مِن ما رَزَقناكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقولَ رَبِّ لَولا أَخَّرتَني إِلى أَجَلٍ قَريبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصّالِحينَ﴾، فما دورنا بعد هذه الآيات البينات، وهذا ربنا قد ضمن لنا رد أمثال أمثال ما أنفقنا: ﴿وَما أَنفَقتُم مِن شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ وَهُوَ خَيرُ الرّازِقينَ﴾، ﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافًا كَثيرَةً وَاللَّهُ يَقبِضُ وَيَبسُطُ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾، ﴿إِنَّ المُصَّدِّقينَ وَالمُصَّدِّقاتِ وَأَقرَضُوا اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا يُضاعَفُ لَهُم وَلَهُم أَجرٌ كَريمٌ﴾، ﴿مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾.

- وإذا كان الغرب ينفقون أموالهم وينفقون كل شيء لأجل الكيان الصهيوني المتغطرس فماذا عنا، وما هي نفقتنا لإخواننا أولم يقل الله تبارك وتعالى مهددًا لنا ومخوفًا إيانا: ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾، وهم ينفقون كل شيء واجتمعوا وأجمعوا أيضًا لنصرة الكيان الصهيوني بكل شيء: ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ وَالَّذينَ كَفَروا إِلى جَهَنَّمَ يُحشَرونَ﴾، إنهم يقدمون ويضخون ويعطون الغالي والنفيس، ومليارات الدولارات يضخونها نقدا فضلاً عن مئات الآلاف من قطع السلاح، فضلاً عن بارجيات تحت تصرف الكيان، فضلاً عن حاملات الطائرات، والراجمات الصواريخ، فضلاً عن كل شيء من دعم لوجستي، بل يقدمون ضمانات مالية تتبرع بها دول عربية وغربية وأمريكية أن كل شيء من خسائر خسرها الكيان في الحرب سيرد له بعد الحرب… فما هو دعمنا، وضماناتنا لهم، وتضميدنا لجراحاتهم كأقل واجب علينا…
- لقد قال أحد أعضاء برلمانا أوروبي قائلًا ما لكم ايها العرب والمسلمون تتركون أهل غزة، أفي كتابكم أفي شرعكم ما يمنع من دعم إخوانكم الذين تقولون عنهم بأنهم مسلمون مثلكم، هل في شرعكم ما يمنع، يقول هذا أمام وسائل الإعلام، نعم والله إنه ليخجلنا والله إنه لخجل ومأساة وخزي وعار أن نبخل بما في أيدينا لندعم إخواننا، لندعم صمود حماة مقدساتنا، ومن يذودون عنا، ويسقطون فرض الجهاد عن ملياري مسلم، ماذا لو كل مسلم فقط أنفق دولارا واحدا لكانت ملياري دولار أي سيبنون غزة من جديد وأمثال أمثالها، وتكون دولة كبرى أقوى من الميان مئات المرات، فأين أموالكم أيها المسلمون لتقدموها لإخوانكم الذين يذودون عنكم، وعن مقدساتكم، وعن مسرى نبيكم…

- وأطمئنكم أن هذا يعد الجهاد الأول، والأكبر، والأعظم، والواجب الأهم؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام مطمئنًا للأمة ممن لم يستطع أن يذهب فليقدم ما له ومن لم يقدم ما له فلن يقدم نفسه قطعًا ويقولون من لم يقدم قرشه لن يقدم كرشه لن يقدم نفسه لن يقدم جسده أبدًا فقال صلى الله عليه وسلم: "من جهّز غازيًا فقد غزا"، وجاء رجل بناقة مخطومة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذه في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة"، فأين ما تقدم من مالك ليكون لك في الجنة مثله وسبعمائة ضعف وكلما قدمت أكثر كان أعظم: ﴿مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾ .

- فيا أيها الإخوة الواجب الذي لا يجوز لمسلم أن يتخلى عنه، ولا يتأخر عنه هو أن يدعم إخوانه، هو أن يعطي من ماله، ويدخل في التجارة التي ناداه لها ربه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ فالمال المال هو الجهاد الأكبر، والأعظم، وهو الواجب على كل مسلم، ولا يحل لمسلم أن يتخلف عنه، وإن كان قليلا ما أعطى فهو كثير عند المولى جل وعلا، ورب درهم سبق ألف درهم كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وهذا صحابي جليل اسمه ابو عقيل قدم صاعين فقط من التمر فرآه المنافقون كما هي عادتهم فضحكوا وقالوا الناس يقدمون اكبر من هذا ولا تستحي أن تقدم المال القليل، فأنزل الله قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة لأجل صاعين من تمر فقط لأنها خرجت من نفس مؤمنة من نفس صالحة ﴿الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذينَ لا يَجِدونَ إِلّا جُهدَهُم فَيَسخَرونَ مِنهُم سَخِرَ اللَّهُ مِنهُم وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، أقول قولي هذا وأستغفر الله..

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

- إنه لأمر معلوم وواضح لكل أحد، ويقطع به الصغير والكبير على أن الحروب لها ثمن، وثمنها كبير على الأنفس، والأموال، والبيوت، والممتلكات، وعلى كل شيء في الحياة، وإن الواجب على الشعوب العربية والإسلامية أن تقدم من مالها وأن تقدم ما تستطيع مما أعطاها الله لأجل إخوانهم، وتخفيفًا عليهم من وطأة الحرب التي نزلت عليهم، إنها حرب صليبية عالمية إما أن نكون وإما أن لا نكون، ولها ثمن ولها ثمن مليارات المليارات قيمة للبيوت والممتلكات والاتصالات والبنية التحتية المدمرة بكلها، فضلاً عن الأرواح التي ذهبت، والنفوس التي زهقت، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بل والحروب الإسلامية والفتوحات المقدسة تلك التي ذهبت لم تكن لها من نفقة إلا نفقة الشعوب وكان صلى الله عليه وسلم في أكبر جيش وفي أعظم وأهم معركة على الإطلاق فعلها صلى الله عليه وسلم وفي حرب استراتيجية كبرى خاضها صلى الله عليه وسلم قبل موته بأشهر يسيرة هي تبوك ومع هذا لم يكن لها من مال إلا مال الشعوب فنادى الصحابة للإنفاق فأنفق عثمان رضي الله عنه حتى جهز ثلث الجيش، وايضًا عمر رضي الله عنه تسابق مع أبي بكر رضي الله عنه قال فوافق ذلك مالاً عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر فاتيت بنصف مالي فقال رسول الله ما تركت لأهلك؟ قلت نصفه، فجاء أبو بكر بماله كله فقال صلى الله عليه وسلم ما تركت لأهلك قال تركت لهم الله ورسوله، فقال عمر لا أسبق أبا بكر بعد اليوم، ﴿ وَفي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسونَ﴾، بل رؤي من الصحابة من يبيع أثاث داره بل عبد الرحمن بن عوف باع سقف داره نقض السقف وباعه من أجل أن يموّن الجيش، وفوق هذا فإنهم يذهبون بأنفسهم مع الجيش ونحن جالسون هنا قواعد وخوالف نتفرج عليهم فلا ذهبنا ولا أرسلنا، بل كان من لم يستطع منهم الذهاب يبكي فأين بكاؤنا وحرقتنا: ﴿وَلا عَلَى الَّذينَ إِذا ما أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم قُلتَ لا أَجِدُ ما أَحمِلُكُم عَلَيهِ تَوَلَّوا وَأَعيُنُهُم تَفيضُ مِنَ الدَّمعِ حَزَنًا أَلّا يَجِدوا ما يُنفِقونَ﴾…

- لم تعد الحرب اليوم حرب بسيف ورمح وخيل يحتاج السيف الى ألف ريال يمني ونحوه أو تحتاج الخيل والإبل إلى طعام وعلف ببضع أفلاس، لا لا بل اليوم أصبحت الأمور أكبر وأعظم أسلحة كبيرة وعظيمة وغالية جد غالية يحتاجون إلى أسلحة برية وبحرية وجوية، ويحتاجون إلى هذا بكله، والأسلحة البرية يحتاجون إلى دبابات، ويحتاجون إلى الصواريخ، ويحتاجون إلى الذخيرة، ويحتاجون إلى أنواع الأسلحة، فضلاً عن الأسلحة البحرية، فضلاً من غواصات من طائرات، من حاملات، من راجمات، من هذه بكلها، فضلاً عن الأسلحة الجوية ونحن لا نتحدث عن هذا بكلها، بل إنما نتحدث عن إطعام أبناء الشهداء، عن إطعام المرضى، نتحدث عن إدخال الغذاء، والدواء، نتحدث بنفقاتنا عن الشيء اليسير فقط لا عن تقديم الأسلحة لإخواننا وإن كان واجبا علينا.. فأنفقوا من أموالكم طيبة بها أنفسكم ولا تبخلوا فيبخل الله عليكم.. ﴿انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على وتساب:*
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 2

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً