*مقارنة.بين.نخوة.ومروءة.عرب.الجاهلية.وعرب.اليوم.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو ...

منذ 2025-05-19
*مقارنة.بين.نخوة.ومروءة.عرب.الجاهلية.وعرب.اليوم.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/fkzUjpZ8wFM?si=zVSxxos6kE_jM5lY
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 10/ جمادى الأولى/1445هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فمقارنة بين العربي الجاهلي الأبي ذلك العربي الجاهلي قبل الإسلام كيف كان؟ وكيف كانت عروبته؟ وكيف كانت مروءته؟ وكيف كانت رجولته، وكيف كانت تضحيته لأجل كرامته ومجتمعه، وكيف كانت عزته وهيبته، كيف كان ذلك قبل إسلامه؟ وعندما كان يعبد الأصنام، يعبد حتى عجوة التمر، ويعبد الشجر والحجر، ويعبد ما لا يُعبد أصلا، ومع هذا فهو عربي أبي أصيل شهم كريم جواد عنده من الخصال الكريمة، والمحامد العظيمة التي قل أن يجدها مسلم اليوم من عرب اليوم مجتمعة، العربي ذلك الذي كان نهابًا قاتلاً مقاتلاً فارسًا، ذلك العربي الذي كان مستعداً لتقديم نفسه لأجل بطنه ولأجل شيء غير ثمين من الدنيا، اذا استنجد به إنسان من الناس لا يسأل ذلك الإنسان بماذا، وماذا، وما السبب، بل يغار ويذهب لنجدته في الليل والنهار، ذلك العربي وإن كانت فيه ما كانت من قيم منحطة قيم الأكل والشرب، قيم القتل، والنهب، والسلب، والدمار، والقيم هذه ليست أبداً الا قيم جاهلية حرمها الإسلام البتة، لكن حافظت العرب على قيم أصيلة وعلى مبادئ جليلة وكبيرة…

- ذلك اللص القاتل النهاب لا يمكن أن تراه مخادعًا، فاقد الكرامة، والنخوة، والرجولة، لا يمكن تجده كاذبًا، لا يمكن أن تراه كذلك حتى ولو كان الكذب على أشد الناس عداوة له… انظروا إلى أبي سفيان أشد الناس عداوة لرسول الله بل هو قائد جيوشها على الإطلاق في كل معركة ضد الإسلام بدءاً من بدر وانتهاء بالأحزاب، كان القائد العام للجيوش لكنه عندما سأله ملك ملك الروم سأله عن نسب محمد صلى عليه وسلم قال هو خير أنسابنا، وسأله ايضًا عن دينه وعن اتباعه هل يزيدون او ينقصون؟ وكلها إجابة بالإيجاب لرسول الله وفي صالحه لا يكذب أبدا حتى عندما قال له وهل يخرم العهد قال بيننا وبينه موعدا ولا علمناه يخرمه ابدا، هكذا كان حال العربي حتى قال ملك الروم قال إني ناصحك يا أبا سفيان، اذهب إليه والحق به وأسلم فوالله أنه لرجل حق، ووالله لو كنت عنده لغسلت قدميه وشربت مرقتها هكذا يقول ملك الروم لأبي سفيان لأنه ما كذب على رسول الله بالرغم على أنه أشد عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه ليس من قيمه الكذب…

- ذلك العربي الجاهلي القاتل اللص، الذي تجده عربيداً لأجل بطنه، ولأجل شهوته، يغض طرفه عن جارته، ومستعد كل الاستعداد لتقديم نفسه وقبيلته غَيرة على زوجته، أو ابنته، أو جارته، أو أي أحد استجار به مهما كان ولو كان ذلك الذي استجار به قاتل والده، أو قاتل أهله وبنيه إلا أنه إذا استجار به امرؤ فإنه يجيره، وإنه يحميه حتى بنفسه وأهله، وما يملك ويستطيع، إنه ذلك العربي الأصيل صاحب المروءة والنخوة، ذلك الذي تبعده نخوته ورجولته وعروبته أن يتركها لأي شيء كان من الحياة، حتى لمسألة كذب حتى لمسألة خيانة، حتى لمسألة نقض عهد، حتى لأي مسألة من مسائل القيم الأخلاقية التي حافظ العرب عليها كل المحافظة…

- وانظروا إلى ما في البخاري ومسلم الصحابة لما رأوا رجلا من المدينة اسمه قزمان لا يعرف ربًا ولا دينًا ولا إلهًا ويعبد حجراً وشجراً ونفسه ايضًا ومع هذا خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في أحد وقتل ستة من حاملي الراية من بني عبدالدار ستة حتى قال الصحابة عنه: ما أبلى رجل منا ما أبلى قزمان وإنا لنرجو له الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل هو في النار بل هو في النار"، فقالوا يا رسول الله نار وقد أبلى بلاء حسنا؟ فقال صحابي والله لأتبعنه فذهب بعده وانظر ماذا يصنع وماذا يفعل فسأله وقال يا قزمان خرجت لأجل ماذا؟ هل أسلمت، قال لا قال بل حمية لقومي، بل حمية لقومي، فعلت ما فعلت لا لأجل محمد، ولا لأجل عيونه، ولا لأجل دينه، ولا لأجل شيء من ذلك، إنما من من أجل قومي أن يقال قزمان في بيته وأصحاب محمد يقتلون في أحد ولا أحد ينجيهم، ذهب مع عداوته للنبي صلى الله عليه وسلم لكن لأجل أن يحمي قومه من أجل أن يحمي مروءته ورجولته ذهب وقاتل وجُرح ثم قتل نفسه… هذه نخوة كافر مات لأجل نخوته ومروءته وعروبته وأبى أن يسْلمَهم لقريش وأي قوم غير قومه فما هي نخوة عرب اليوم أو أدعياء العروبة وفوق هذا فهم يزعمون الإسلام ثم يبيعون إخوانهم في أرض غزة العزة والكرامة والحرية والرجولة والبطولة والمقاومة الشريفة التي تذود عن كرامة الأمة، وتحمي مقدساتها، وتحرس بيضتها، كونوا على الأقل كقزمان أيا أيها الحكام الأقزام، وخفافيش الظلام، وعباد الأمريكان، وعملاء الموساد….

- بل هذا أبو البحتري بن هشام في يوم بدر وقبل المعركة أوصى النبي الصحابة الكرام بأن إذا لقيهم أبو البحتري فلا يقتلوه، قال صلى الله عليه وسلم: "من لقي منكم أبا البحتري فلا يقتله؛ فإن له يدا بيضاء عند المسلمين"، رجل فعل الأفاعيل رجل حمى النبي في مكة، رجل دافع وسعى في شق الصحيفة بل هو من سعى فيها أولاً وهي فكرته وهو الذي ذهب للناس جميعا، وقال زهير ابن أمية مقالته التي اشتهرت بين العرب ودلت على نخوتهم ورجولتهم وعدم رضاهم بأي ظلم: والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة، أناكل ونشرب وبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع لهم، فكلهم قالوا كما قال وكان قد دُبّر بليل… فمن اليوم من حكامنا يفك حصار غزة العزة التي يحصرونها هم بل أجرم وأسمك وأعظم وأفخم جدار على وجه الدنيا هو الجدار بين مصر وغزة إرضاء للصهاينة وعبادة لهم من دون رب العزة…

- إنه ابو البحتري وليس لنا مثل ذلك الكافر اليوم صاحب النخوة والمروءة فقال النبي لا تقتلوه من لقيه لا يقتله فلما رآه رجل من الصحابة ولى عنه فتبعه أبو البحتري فقال لقد أمرنا رسول الله أن لا نقتلك وأن ندعك وأن نحفظ لك كرامتك، فقال ابو البحتري وصاحبي الذي معي اتقتلونه إن تركتموني فقالوا نعم لم يعهد النبي لنا من ذلك شيء إنما أنت فقط تنجو فقال والله لا انجو اقتلوني معه حتى لا تقولوا نساء العرب ترك صاحبه في أرض بدر قتيلا وعاد لكلمة محمد لا تقتلوه، نخوة وعروبة ومروءة ليمت بالرغم على أن عنده حصانة نبوية محمدية ومع هذا لم يفتخر بها، بل المروءة والكرامة والرجولة والعروبة حافظ عليها هنا أعظم مما يحافظ على الفخر، اعظم مما يحافظ على الكلمات، واليوم البهررة من أمريكا تكفي في ردع حكامنا، ورنة الهاتف كفيل بأن يحتاجوا للحمام كل اليوم… إنهم جرذان.

- ودعوني أزيدكم ما تستبعدونه أكثر كنموذج للمروء لا في العربي الأصيل بل حتى في اليهودي أقذر من في الأرض وأنجس وألعن وأرذل من في الأرض، ومن لعنه الله وغضب عليه وسخط عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت، ومع هذا صح أن ثابت بن قيس قال للنبي صلى الله عليه وسلم في يوم قريظة وكان قد أمر النبي بأن يعدموا جميع بني قريظة لما فعلوا وعددهم سبع مئة رجل فقال يا رسول الله هب لي فلانًا من اليهود لا تقتله هب لي فلانًا من اليهود وأهله وذريته وماله يا رسول الله، فقال النبي هو لك، فلما جاءه وقال يا فلان يا فلان البشرى البشرى لقد نجوت أنت وأهلك ومالك وبيتك وكل شيء اذهب حيث شئت فقد وهبك رسول الله لي فاذهب حيث شئت فقال واهلي قال ليس لي هؤلاء سيقتلهم النبي إنما انت واهلك فقط، فقال فبحق الصلة التي دافعت بها عني عند محمد صلى الله عليه وسلم اقتلني الساعة، وليكن قتلي على يدك مع قومي نقتل جميعا، إنها نخوة تعلموها من مجالسة العرب، من مروءة هؤلاء العظماء الذين كانت عندهم نخوة، وعروبة، ورجولة قلما تجدها في عرب اليوم خاصة من رهنوا أنفسهم للدول الكبرى وأصبحوا يحكمونا باسمهم ونيابة عنهم…

- أما العربي الجاهلي الذي ملك نفسه ويعتز بعروبته ويفخر بمروءته فيقدم الواحد نفسه من أجل امرأة حتى لو لم يعرفها كما حدث في بني قينقاع تلك المرأة التي جاءت من أجل أن تبتاع شيئًا لها فراودها يهود بني قينقاع على أن تكشف عن وجهه فأبت فعمد أحدهم إلى مؤخرتها ورفع ثوبها فلما قام ظهرت عورتها فصاحت فقام رجل مسلم وقتل اليهودي الذي فعل هذه الحيلة، ثم قام اليهود وقتلوه، وبذلك أخرج النبي صلى الله عليه وسلم بني قينقاع من المدينة من أجل هذه القضية إنه عربي لا يعرفها ولا يدري عنها ولربما لا تكون مسلمة وإنما هي امرأة فقط، ومستعد مع ذلك تقديم كل شيء لأجلها وفعلا قدم نفسه فماذا فعلنا للنساء المسلمات وقد أكرمنا الله بالإسلام، هل جاءتنا الغيرة والحمية عليهن أم فقدنا ذلك وكل شيء!.

- ولا يفوتني موقف أم هند بنت عتبة التي يقال على أنها فعلت ما فعلت بحمزة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم بايعنني على أن لا تشركن بالله ولا تسرقن ولا تزنين: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ المُؤمِناتُ يُبايِعنَكَ عَلى أَن لا يُشرِكنَ بِاللَّهِ شَيئًا وَلا يَسرِقنَ وَلا يَزنينَ وَلا يَقتُلنَ أَولادَهُنَّ وَلا يَأتينَ بِبُهتانٍ يَفتَرينَهُ بَينَ أَيديهِنَّ وَأَرجُلِهِنَّ وَلا يَعصينَكَ في مَعروفٍ فَبايِعهُنَّ وَاستَغفِر لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، قال الراوي في البخاري ومسلم فوضعت يدها على رأسها وقالت أوتزني الحرة؟ أمعقول أن تزني لا يمكن ذلك؟ مروءة وكرامة حتى عند النساء، وشهامة كبيرة، وعزة، وأنفة، وإباء، فأين مسلمات اليوم من موقف عربية الأمس…!.

- وأختم بموقف وقصة أخيرة وإن كانت تطول جدا لو استطرنا في مواقفهم؛ إذ أن حياتهم كلها مواقف عزة، وبطولة، ورجولة، ونخوة ومروءة، وهم أهل جاهلية فكيف بهم بعد أن ذاقوا طعم الإيمان ورضوا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا فها هو عثمان بن طلحة الذي كان كافراً في تلك الفترة لما رأى ام سلمة رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وهي مهاجرة وحدها إلى رسول الله وإلى زوجها أبي سلمة قبل استشهاده في المدينة وبعد سنة من الحبس هي وطفلها عند أهلها ثم أطلقوها بعد ذلك، وذهبت وحدها بجملها وطفلها، فلما رآها ابو طلحة رضي الله عنه هذا قبل إسلامه فلما رآها قال يا أمة الله إلى أين؟ قالت إلى زوجي في المدينة قال ولا أحد لك يعني من محارمك؟ قالت لا قال إذن لا أتركك فذهب على قدميه تقول أم سلمة: والله ما صحبت رجلاً من العرب كان أكرم منه ولا أشرف: كان إذا بلغ منزلاً من المنازل أناخ بي البعير، ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فأعده ورحَّله، ثم استأخر عني وقال: اركبي، فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقاده، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة حتى أوصلها إلى المدينة ومشيا على قدميه ومسافة مئات الأميال إنها كرامة، ونخوة، ورجولة، وعروبة قبل الإسلام فكيف بها بعد الإسلام مع ما كانوا عليه في الجاهلية ومع هذا فإنهم حافظوا على قيم أصيلة يتفق عليها الإسلام وحث عليها، بل قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، أي التي وجدتها عند العرب من مكارم فإني أتممها…

- هذه أخلاقهم فما أخلاقنا، هذه عروبتهم فماذا عن عروبتنا؟ وماذا عن نخوتنا؟ وماذا عن رجولتنا؟، وقبل ذلك ماذا عن إسلامنا، وقيم ديننا، وطاعة ربنا ونبينا صلى الله عليه وسلم… عندما نرى ونسمع وما يؤتى إلينا وأصبح العالم كله في شاشة واحدة تقلبها حيثما شئت، وكيفما شئت، ونرى المجازر، ونرى الإبادة، ونرى القتل، ونرى الدمار، ونرى الأشياء العظام التي لم يكن يتصور على أنها تكون في قرن الإعلام، قرن الكاميرا، في قرن التصوير، في قرن الفيديو في قرن الصوت والصورة، في قرن الفيسبوك، في قرن التليجرام، واليوتيوب، في قرن هذا بكله من وسائل التواصل، في قرن الهاتف الذكي، في قرننا هذا، ومع هذا كله نرى إبادة جماعية، ومحرقة كبرى هائلة بإخواننا في غزة، إلا أن العرب الكبار الذين ينطقون العروبة بألسنتهم، ويخونونها بأفعالهم، وتركوا الإسلام جانبًا، واتبعوا الغرب تمامًا، وخانوا دينهم، وأمتهم، وشعوبهم، وبغوا على من تولوا عليه في بلدانهم، لقد تركوا ما كانت العرب تتمسك به، وتموت من أجله، وتحيا لأجله، فلا قيم العرب حافظوا عليها، ولا قيم الإسلام اتبعوها، ولا شعوبهم هابوها واحترموها، ولا أي إنسانية رعوها، وحسبنا الله ونعم الوكيل…

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

- أيها الإخوة يجب أن يتحرك فينا داعي الإسلام، وداعي الإيمان، وداعي الألم على إخواننا الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام: "كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، وعلى قدر الألم يكون الصراخ، وعلى قدر الألم يكون السهر، وعلى قدر الألم يجب أن تكون النخوة، وعلى قدر الألم يجب أن تكون العروبة، والرجولة، وتتحرك فينا قيم الإسلام، وقيم الدين، وقيم المروءة، والواجب الذي الذي فرضه الله علينا…

- ولو اتينا بعد أن تحدثنا عن قصص العرب قبل الإسلام لو اتينا إلى كلام فقهاء الإسلام ماذا عن تفسيرهم لهذا الحديث العظيم: "كالجسد الواحد"، انظروا إلى جمال ديننا، انظروا الى ما فيه من عزة، من استكبار، من إعظام، من إجلال، من إباء، من نخوة لا تقاوم ابداً يقول الفقهاء وهي مسألة بعيدة فكيف بمسألة أقرب هي المسألة البشرية، يقول الفقهاء من رأى شاة تموت ويستطيع أن يذبحها قبل أن تموت فلم يفعل فإنه يغرم قيمتها لماذا؟ لأنه أفسد لحمًا وأضاع ثمينًا كان يمكن أن يؤكل ويستفاد منه لكنه أضاعه حتى ماتت، والميتة محرمة، فبالتالي حرمت لأنه لم يستلحقها قبل أن تموت، فيجب عليه أن يدفع ثمنها، وايضًا يقولون لو أن رجلاً رأى جداراً يكاد أن يسقط وهو يستطيع أن يقيمه أو أن يحذر الناس منه ولم يفعل فسقط على رجل فإنه يدفع ديته، ليس الجدار جداره، وليس الحق حقه، وليس الطريق طريقه، وليس الشيء شيئه، ولكن لأنه يستطيع أن يفعل شيئًا ولم يفعل فكان يجب عليه الدية، وليست أي دية بل يجب عليه أن يدفع الدية المغلظة التي هي أربعون ناقة أولادها في بطونها، وبقية المائة غير حوامل، وقال الفقهاء ايضًا والكلام كثير جداً من كلام فقهائنا وأعلامنا، قالوا لو أن مجموعة صيادة بجوار البحر أو داخل البحر ورأوا طفلا على الساحل وهم منشغلون بصيدهم فرأوه على الساحل فدخل إلى البحر فغرق فلم يفعلوا شيئًا لإنقاذه فإن القصاص عليهم جميعًا، القصاص وليست الدية القصاص لو كانوا مائة، بل قال عمر رضي الله عنه في قصة أصيل المشهورة عند الفقهاء قال: والله لو تآمر أهل المدينة على قتله على قتل أصيل لقتلتهم به جميعا، وكانوا بالآلاف آنذاك، لقتلتهم به على رجل واحد، وهؤلاء نظروا إلى طفل يقتل يموت ولم يفعلوا شيئًا فكان الواجب أن يعدموا ونحن ماذا نرى؟ وماذا نسمع؟ وماذا يحكى؟ وماذا يقال؟ بل قال الفقهاء لو أن امرأة في المشرق أسرت وجب على أهل المغرب تحريرها، انظر مرأة في المشرق وهم في المغرب لكن على أهل المغرب أن يخلصوا المرأة وجب عليهم أن ينقذوها من الأسر، وجب عليهم أن يستردوها جميعًا لو فنى المسلمون جميعا، فالواجب عليهم أن ينقذوا المرأة المسلمة من أسر أعدائهم، فماذا عن أسرى المسلمين وهم بالآلاف؟ بل بعشرات الآلاف حتى النساء يقتلن ويزنى بهن ويفعل بهن الأفاعيل ولا ننسى نور التي قالت في رسالتها تعالوا اهدموا السجن على رؤوسنا؛ فإننا لا نستطيع خن نريكم أطفالاً ليسوا بأطفالكم، وأولادا ليسوا منكم، بل ربما تؤخذ المسلمات من القرى المسلمة يختطفن ثم يفتعل بهن وترمى أقمشتهن على رؤوس قراهن وأهاليهن ثم بعد أن يكملوا فعلتهم ترم جثتها من على الطائرة المختطفة، وقد حصل والذي رفع السماء، هكذا أصبح حالنا وأصبح وضعنا، لا نخوة تحركنا، ولا رجولة، ولا بطولة، ولا شهامة، ولا دين، ولا احترام، ولا قيم، ولا مبادئ، ولا أي شيء كان، نرى ونسمع ولا يحركنا أي شيء، ولا يدفعنا أي شيء، ولا يجول بخواطرنا أي شيء، وكأن الأمر لا يعنينا،
مع الوجوب الذي افترضه الله علينا مع ذلك كله الذي قال ﴿انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾، قيل للمقداد بن عمرو رضي الله عنه وكان على تابوت من خشب يحمل عليه للجهاد فقالوا يا مقداد قد عذرك الله فاجلس اجلس إنما أنت عالة على الجيش، فأجابهم: أبت سورة التوبة رفضت سورة التوبة من أن أجلس ويعني بسورة التوبة {انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا} وهذا سعيد بن المسيب مع أنه قد تجاوز الثمانين الا أنه لما قيل له أجلس وقد قال لك الأمير اجلس قال لا والله ما دام وأن الله يستنفرنا خفافا وثقالا، وقل عن أبي أيوب الأنصاري الذي تجاوز الثمانين ومع هذا يذهب ويقاتل ويموت على أسوار القسطنطينية ولم يترك نفسه ولم يسمح لنفسه أن يجلس حيث يجلس القواعد وتجلس النساء يجلس والخوالف: ﴿لا يَستَأذِنُكَ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ أَن يُجاهِدوا بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم وَاللَّهُ عَليمٌ بِالمُتَّقينَ إِنَّما يَستَأذِنُكَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَارتابَت قُلوبُهُم فَهُم في رَيبِهِم يَتَرَدَّدونَ وَلَو أَرادُوا الخُروجَ لَأَعَدّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعاثَهُم فَثَبَّطَهُم وَقيلَ اقعُدوا مَعَ القاعِدينَ﴾، ﴿رَضوا بِأَن يَكونوا مَعَ الخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلوبِهِم فَهُم لا يَفقَهونَ﴾.

- أيها الإخوة إن واجب الاسلام قبل العروبة أن ننقذ إخواننا بأي شيء نستطيعه، بأي فعل نستطيعه، ولا نعذر بدونه، وكل واحد عليه من الأوامر الشرعية، والفرائض الحتمية، والضرورات الإنسانية أن ينقذ إخوانه بما يستطيع، وكل واحد تختلف استطاعته عن غيره؛ فإنسان يستطيع أن يدعم بالمال فهو واجبه الذي لا يعذر بدونه، وآخر يستطيع أن يدعم بالسلاح فهو واجب الذي لا يحل له التأخر عنه، وآخر يستطيع أن يدعم بالنفس فيلزمه أن يذهب إليهم، وآخر يستطيع أن يدعم بالكلمة فيحرم عليه السكوت، وآخر يستطيع أن يدعم بالإعلام والفيديو والنشر فإن لم يفعل فهو آثم آثم، وآخر يستطيع أن يدعم بتخصصه كمهندس، وتكنولوجي، وأمن سيبراني كاختراق وقد رأينا بالأمس القريب مجموعة تخترق البنتاغون واخترقت ايضًا الموساد وجهاز الشاباك…

-
فنريد أن نرى جهاد الإعلام، نريد أن نرى جهاد التخصص، جهاد الكلمة، جهاد المال، جهاد الإعلام، جهاد كل شيء، نريد أن نرى هذا الجهاد عمومًا نراه حيًا فينا، ونعيده لواقعنا نستعيد به عزتنا
: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"، كما قال صلى الله عليه وسلم، إن إخواننا في غزة يحتاجون هذا الجهاد اكثر من حاجتهم لربما من جهاد الرجال، وجهاد المال، إنه جهاد الإعلام، جهاد التكنولوجيا، جهاد الإرسال، جهاد أي شيء يستطيعه المسلم فهو واجب عليه ولا يعذر أمام الله ولا تبرأ ذمته الا بأدائه وإلا أثم عليه، ولقي الله وهو غضبان عليه، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على وتساب:*
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 7

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً