*دروس.وعبر.من.طوفان.الأقصى.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
منذ 2025-05-19
*دروس.وعبر.من.طوفان.الأقصى.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/2s4TRn9KZUo?si=vxsgWvMwaoaWoFCX
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد المقد الشحر المكلا 14/ رجب /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- دعونا دعونا نسائل أنفسنا جيدًا، ونراجع ذواتنا كثيرًا، ونتحرى بما تعنيه الكلمة من تحر؛ لنعلم قيمتنا، وما نحن عليه، وما نحن فيه أيضًا، بما نفخر، وبما يفخر المخلوق عمومًا، أو ابن آدم تحديدًا، بما يفخر بقوته، بماله، بحواسه، بسمعه، ببصره، بماذا يفخر؟ وبماذا يفاخر أصلا، إن كان يفخر بهذا فإن من الحيوانات أعزكم الله من تملك أعظم ما يمتلك وأكثر وأكبر منه، من قوة، ومن حاسة، ومن سمع، ومن بصر، ومن شم، ومن مميزات كثيرة وكبيرة لا يملكها الإنسان ولن يملكها أبدا، حتى اعزكم الله الكلاب وهي الكلاب تمتلك من حاسة السمع ما يملكه آلاف البشر…!
- فما قيمة هذا الإنسان عندما يكون مهانًا، ذليلاً، حقيراً، منبوذاً، لا يؤبه له، ولا يعار له أي اهتمام، ما قيمة هذا الإنسان عندما يكون همه بطنه وفرجه، ما قيمة هذا الإنسان عندما لا يملك شجاعة، وقوة، وعزة، ولا يملك شيئًا من ذلك كله، ما قيمة هذا الإنسان إذا كان سواء في رأس أو في ذيل القافلة لا يفكَّر به ولا يفكر فيه ولا يعتبر له أي اعتبار، مجرد منتوجات ومواد خام وسلة غذاء لغيره، ما قيمة هذا الإنسان عندما يكون الهم الأكبر له توافه الحياة، وما فيها من أمور منتهية زائلة، ليست بشيء، ما قيمة هذا الإنسان عندما يكون هذا بكله هو هدفه وغايته وأسمى ما يطلبه، وما يسيطر على حياته، ويتحكم فيه حتى في كرامته…
- دعوني أذكر نموذجًا بارزاً في قصة عظيمة يجب أن تخلد في أذهاننا، وأن ترسخ في عقول أبنائنا، وفي أدمغة شبابنا، وأن تنطلق بذلك أفعالنا، أحمد ابن طولون صاحب المملكة الكبيرة التي أسسها في مصر في نهاية القرن الثالث الهجري في الدولة العباسية عندما كان له ولد نهِم للأكل والشرب وملاذ الحياة فمنعه من الأكل أيامًا، فمنعه وامتنع، وحبسه واحتبس، وأمره وائتمر، ثم بعد أيام يسيرة ادخله على مائدة من طعام فيها أردى المأكولات التي لم يرها الولد قبل ذلك، ولم يذقها حتى لرخصها، مع ما فيه من نعيم، ومع هذا جعل له أردى ما يمكن أن يراه أو أن يسمع به أو أن يأكله، ثم لما شبع من ذلك بسبب الجوع الشديد أدخله على مائدة أجمل وأفضل وأعظم وألذ ما رأى في حياته كلها ثم قال له يا ولدي تقدم وكل منها ما شئت واترك ما شئت فقال له يا ابتي أبعد أن املأت بطني من تلك المأكولات التي لا تساوي شيئًا ادخلتني على لذائذ الطعام وجميل المأكولات لا أجد لها مسلكًا، ولا أستطيع أن أكل شيئًا منها، فتركها وهي أحب شيء إليه لكن معدته قد امتلأت بمأكولات أخرى رديئة اللذائذ، ثم قال والده ابن طولون: يا ولدي أردت أن اعلمك إنما اردت أن اعلمك درسًا لحياتك -ونحن نصول ليس لحياة الولد بل لحياة الأمة بأكملها- يا ولدي أريد أن أعلمك درسًا لحياتك: إذا امتلأت من توافه الحياة لن تجد فراغًا لعظائمها وكبائرها وجليل أمرها، ستمتلئ بالأشياء التافهة، وبالتالي لن تجد للعظائم نصيبًا للدراسة عندما تنشغل بالسوق، لن تجد مجالاً لحفظ القرآن عندما تنشغل بأولاد السوء، لن تجد مجالاً لشيء من عظيم الخير مادمت قد شغلت نفسك بما هو دونه، ولهذا نجد هذه التوافه قد تحكمت فينا، وغُرست عند أبنائنا، وأصبحت قيمة صعبة، ورقمًا صعبًا لا يمكن أن يستهان به، أو يتخلى عنه، قد أدمن عليه، وأهلك نفسه لأجله، بل يفضل هذه التوافه على كل شيء من عظائمه…
- انظروا مثلاً إلى الهواتف عمومًا، وإلى وسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا ربما يفديها بوالده ووالدته واستاذه وطموحاته وما هو فيه من أجل أن يحصل على متعه منها أو من جوال أو من أي شيء كان، لأجل هذه يضحي حتى بجنة عرضها السماوات والأرض لأجلها أعني نظرة محرمة، ونظرات، وإدمان، ومراسلات، ومواعدات، ولقاءات، فضلا عن ضياع دنيا ودين، إنها توافه أصبحت عظائم في نفوسنا للأسف…
- هذه التوافه سيطرت علينا، وأصبحت قيمة كبرى لنا، وانشغلنا بها عن هموم أمتنا، وعن واجباتنا الكبرى، وعن مقدساتنا العظمى، وأصبحت عبارة عن ثانويات في الحياة ليست بأساسيات، وإن كانت فتأخذ حيزاً يسيراً من الوقت ثم تنقضي ولا تعود كما كانت بل تنسى أو تتناسى، والسبب لأن قلوبنا قد امتلأت بهذه التوافه عنها، وأرادوا لنا أن ننشغل بأمور الحياة فقط، أصبح الأب مشغولاً كل الشغل بتوفير لقمة العيش، والولد بهاتفه، وأمور حياته الخاصة به من لهو وضياع، وأصدقائه ودنياه، ثم لا ينشغل بشيء آخر غيره مما ينفعه وينفع أمته...
- بينما ذلك العائل للأسرة إن توفر لديه شيء من لعاعة الدنيا من زيت أو من دقيق أو من بر أو من أرز أو من أي شيء من هذه الضروريات لم يتوفر له ما يوقد به ذلك من غاز مثلا، فأصبح في معركة صباحية ومسائية وكبيرة في بيته وفي داره وفي حياته لا ينفك عنها، وأصبح ذلك شغله كل الشغل بهموم نفسه فلا يلتفت لما هو أكبر، وأصبح في معركة كبرى في عقر داره، تحول ذلك الإنسان إلى مشغول كل الانشغال بهموم حياته، ومستقبل أولاده، وتفكيره كل التفكير بمقومات وأساسيات الحياة، فانشغلنا عن هموم أمتنا، وعن مقدساتنا، وعن واجبنا في هذه الأشياء كلها سواء كانت في الضروريات التي يجب أن نوفرها، وأن يعيش بها، أو بتوافه الحياة ايضًا التي لا داعي لها...
- لقد انشغلنا كثيراً -أيها الناس الناس- وتناسينا الواجبات الكبرى، انظروا كيف كان حال الأمة قبل فترة ما أن يحصل في الأمة أي شيء، وأي نازلة من النوازل تنزل عليها وبها إلا وترى الصغير والكبير يتحسس، ويتكلم، ويئن، ويحس على أنها فيه ومنه وله عنه وعليه، أما الآن فأصبحت الهموم كلها منصبة لنفسه ولداره ولمجتمعه ولشعبه ولوطنه ولدولته أكبر من أي هم آخر، فربما يقول غزة عندنا أكبر مما عندهم، مأساتنا أكبر، وأوجاعنا أكثر، أو ما فينا يكفينا، وما أنت وكيل آدم في عياله، وحدي حد نفسي…
- والحقيقة التي يجب أن تترسخ أن صغار هموم أمتنا أعظم من كل فقر، وهم، غم، وحزن، وألم ومن كل شيء ينزل على أفرادنا؛ إذ هذه ثوابت الأمة، وجسدها الكبير، وإلا فإنه يصدق فينا ونعوذ بالله من ذلك عقوبة ربانية: ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا...﴾ نعم عذابًا في بيوتنا، ويعذبنا بأبنائنا، يعذبنا بهمومنا، يعذبنا بأشغالنا، يعذبنا بوظائفنا، بكل شيء، ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، الاستبدال بغيرنا والاستخلاف بسوانا وترك هذه الأمة على ما هي عليه في هم وغم وحسرة وقتال وصراع…
- أيها الإخوة لقد انشغل الكثير عن الهم الأكبر، وعن الجسد الأعظم الذي يحمي الأمة بكلها، جسد الأمة الكبير الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، أصبح ذلك الجسد مشلولاً مريضًا متألما دون من يمرض ويتألم له، وكل أحد من الجسد هذا يدعي أن لا علاقة له، ويقول أنا بعيد عن هذا، وحدي حد نفسي، بيتي بيتي، داري داري، أهلي أهلي، وينشغل بذلك، ويترك الجسد الأكبر الذي يجب أن يوليه اهتماما أكبر وأبرز وأعظم.
- انظروا إلى هذه العقوبة التي عاقبنا الله بها من ذل ومهانة وانشغال أمام ما حققه من أعادوا للأمة العزة، والكرامة، والسمو، وأعادوا لها حياة الصحابة والسلف والجهاد، أنهم من قاوموا المحتلين، من انتفضوا ضد أكبر طغيان، وظلم، وطغيان، وضد الكيان الذي أخذ كل شيء، وسلب منهم كل شيء، ولم يترك لهم أي شيء، أخذ منهم، وعذّب واضطهد، وأصبح صاحب الأرض مدانًا إرهابيًا مهانًا مسلوبًا محاصراً فقيرًا، بينما الكيان على بضعة كيلو مترات منه يعيش عيشة رهيبة، وصاحب مشردًا في الأرض شرقًا وغربًا شمالاً وجنوبًا وفي كل مكان للأسف الشديد حتى من أبناء الأمة فكيف بغيرها؟!.
- لقد أصبح هؤلاء اعني المقاومة والقسام بالذات أصبحوا منارة وقدوة وأسوة لا للمسلمين وفقط بل للعالم كله أحيوا فينا الكرامة، وأحيوا فينا العزة، واحيوا فينا الشهامة، وأحيوا فينا البطولة وزمن الصحابة أيضًا، إنهم أيها الإخوة درس لوحدهم يجب أن يخلد درسهم في مدارسنا، وفي جامعاتنا، وفي كلياتنا، وبين أبنائنا، وفي بيوتنا؛ أسوة ببدر، وأسوة باليرموك، وأسوة بالقادسية، بأكبر وإعظم معارك الإسلام ضد غيره، ليس ما قبله كما بعده، وليس ما بعده كما قبله، إنه طوفان الاقصى ينتهي التاريخ الماضي، ولا ماضي يمكن أن يعاد، ولا جديد يمكن أن يقال أمام هذه الأسطورة التاريخية الكبرى، والتي حققت ما لم تحقق دول كبرى، ولن تحققه ايضا دول عظمى أبدا، يكفي أنها أذهبت عن المسلمين تلك الصنمية التي طالما روجها الكيان الصهيوني بأنها القوة الرابعة والكبرى والعظمى، والجيش الذي لا يقهر أبدا، وأنه مع ما فيه من أجهزة ومخابرات ومنظمات وأي شيء كان معهم قد ذهب بكله أدراج الرياح في لحظات، وانهارت في دقائق معدودات، وانتهت الصنمية بكلها، وأصبح كما قال الله مثل بيت العنكبوت: ﴿كَمَثَلِ العَنكَبوتِ اتَّخَذَت بَيتًا وَإِنَّ أَوهَنَ البُيوتِ لَبَيتُ العَنكَبوتِ لَو كانوا يَعلَمونَ﴾، صنمية جوفاء، وقوة بلهاء، ليست بشيء، وسقطت هذا بكلها في لحظات يسيرة، وزال ذلك الوهن الذي كانت تعانيه الأمة وتخاف منه وقد سكت الطويل وصمتت كثيراً وانتظرت جد انتظاره ولم ينفع ذلك فاوضوا وتحدثوا وتكلموا وشجبوا وأدانوا وقاتلو، لكنها هزمت ست دول عربية أمام كيان ليس الا بآلاف في بدايته وانتصرت المقاومة الإسلامية على هؤلاء بالآف يسيرة لا يساوون حتى شيئًا أمام قوة عربية واحدة لكنها قوة الإيمان: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم﴾، ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ …
- أيها الأحبة إنها إرادة الله فوق كل إرادة، وسلطانه فوق كل سلطان، وتوفيقه فوق كل توفيق، وأمره فوق كل أمر: ﴿وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾، والذي جعل نوحًا يصنع سفينة لا يعلم أين وكيف؟ وماذا، ولا يعرف أي شيء عنها، لكنه الأمر الرباني، فحملت المؤمنين، وطوفان الأقصى أعاد الهيبة، والعزة، والعظمة، والأمل للأمة كلها، هؤلاء صنعوا المستحيل، وأوجدوا ما لم تجده القوى الكبرى ودافعوا وحموا وحرسوا ثغر الأمة الأعظم والأفضل والأجل، ووصية نبينا صلى الله عليه وسلم، وأوقاف المسلمين جميعًا إلى قيام الساعة، يكفي ايضًا أزالوا سحب الذل والهوان التي عشناها، ولا زالت قابعة فينا؛ إذ حتى الآن ما زلنا لم نستطع أن ندخل الدواء أو الغذاء أو أي شيء لهم، رغم ما لدينا من سلطات وجيوش وما لدينا من أرض وتربة، وما لدينا من تاريخ وحضارة، وما لدينا من هذا بكله، لكنه ليس بشيء أبدا انتهى وزال، وكأن الأمر لا يعني الدول الكبرى التي هيمنت علينا.
- هؤلاء العرب تحولوا للأسف الشديد عند الدول الكبرى عبارة عن نفايات، أو عبارة عن مواد خام للصناعات، أو عبارة عن سلة تورد إلى أوروبا، وإلى أمريكا، ما يسلب منا يعاد فتاته إلينا باسم معونات مشروطة، وأنشطة فيها خبيثة!.
- أيها الإخوة إن الذل والمهانة والاستحقار والاستعباد يجب أن يزاح عن أعيننا ومن قلوبنا، وأن نسمو وان نرتفع عاليًا؛ لأنا نحمل شعلة الإسلام والدين، ألم يقل عمر رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، وهي سنة كائنة دائمًا وأبدا كلما ابتغينا العزة في غير دين الله أذلنا الله في حكم مخلوق في حكم بشر، في قانون أمم متحدة، في منظمات، في أي شيء كان، مهما ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله، الذل الفردي، الذل المجتمعي، الذل الثقافي، الذل الأخلاقي، الذل السياسي، الذل في كل شيء، يذل ذلك الإنسان لأنه ارتضى بغير الله ﴿الَّذينَ يَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ وَيَبغونَها عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كافِرونَ﴾.
- وهؤلاء الأبطال المقاومون قد صنعوا ما صنعوا للأمة من بطولة وعظمة وإجلال، ولكم لعمري داخل العملاء في مفاوضات سياسية، وقدموا من تنازلات، وعادوا للأمم المتحدة، وكم من عشرات القرارات تصدر، ومع هذا حتى بالاعتراف على أن دولة فلسطين هي ملك للمسلمين، وأن الاحتلال هذا اسمه محتل في أروقة الأمم المتحدة ومع هذا هل طُبق شيء، لا لم يطبق ولن يطبق أي شيء، إنها القوة لا تخرج الحق إلا القوة، لا تخرج الحق إلا القوة ولهذا أمرنا الله بها في كتابه الكريم قائلاً: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ}، ألا إن قوة الرمي كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ، والإعداد والاستعداد واجب على المسلمين جميعًا، وعلى حراس ثغر الأمة خصوصًا، وكل المسلمين اليوم هم حراس لثغور الإسلام والمسلمين؛ لأنها أصبحت في مرمى العدو، سواء كان في الحقيقة، أو معنويا، أو أي شيء كان: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم...} أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- لقد صنع الغرب من نفسه أبهة وصنمًا كبيرا، وطاغوتًا عظيما، ولكن ذهب ذلك بكله في أخلاقه التي يدعي، وفي حرياته التي يتغنى بها، وفي منظماته، وفي اتحاداته وفي كل شيء منه، سقط سقوطًا مدويًا أمام ما نرى من أبشع أنواع المجازر على الإطلاق شهدها التاريخ الحديث، وأمام الكاميرا، وأمام التصوير، ووسائل التواصل، وكان قبل ذلك يقولون في نظرياتهم لا يمكن أن تحصل حرب إبادة في العالم بعد الحرب العالمية الثانية؛ لأن الآن قد أصبحنا في زمن الفضائح أن يفضح ذلك المجرم أن يُفضح ذلك الكيان ويعرى، وذلك المعتدي عموما، أن يفضح ذلك القاتل بالصوت والصورة وبوسائل التواصل عموما، لكنها فعلت وارتكبت أعظم مما ارتكبها عتاولة النظام العالمي القديم كهتلر ولينين، وعلى مرأى ومسمع من العالم دون حراك يذكر، غير أن الغرب قد شجع ومول، بل أصبحت تلك الضحية هي مدانة، وأصبح الجلاد هو المدعوم، وأنه يدافع عن نفسه، وأنه هو الذي يجب أن يدعم، أن يؤتى إليه، وأن يقوى من عزائمه…
- لقد افتضح الغرب فضيحة مدوية في أخلاقه التي يدعيها فلا أخلاق لديه أمام ما يرى من إبادة ثم لا يتحدث، ثم لا يقول، ثم لا يوقف ثم لا يكتب ثم لا يوقف على الاقل دعمه أين الاخلاق التي يتغنى بها، والتي يتمتم علينا بها، ولو أنه -اعزكم الله- كلبًا من الكلاب دهس هناك لقامت الدنيا وما قعدت من أجله، لكن المسلمين يبادون ولا حقوق لهم، أليست الإنسانية التي يدعونها نحتاج إلى تعريف لها، هذا الإنسان هو الأوروبي، أو الإنسان الغربي، أو الإنسان هو الأمريكي والبقية ليسوا بإنسان، على الأقل أن لم يكونوا من الإنسان أنهم مخلوقات وأنتم تدعون في حقوقكم وفي حرياتكم وفيما لديكم على أنكم تحمون الحقوق وتحمون الحريات، لكن لم نر ذلك ابدا على أرض الواقع لأجل الإنسان المسلم في الشرق والغرب… لقد سقط حتى في ديمقراطيته التي يدعيها فهذا أبناء شعبه يخرجون لأجل فلسطين بالملايين في قلب لندن وباريس ومع هذا لم يحركوا ساكنًا، ولم يفعلوا شيئًا سواء في بريطانيا أو في غيرها…
- أيها الإخوة إنه والله لا يعاد حق إلا ومعه من يطالب، إلا ومعه من يدافع، إلا ومعه من يقاوم، إلا ومعه من يقاتل ويصاول ويجاول، ولن يرد حق بالمجان، لا يمكن أن يسلم الكيان أرضنا مجانًا، ولا يمكن أن يخرج دون مقاومة، وسواء كان الكيان أو كان حقا من الحقوق في بلاد الإسلام، حتى الحق الفردي لا يمكن أن يعاد إلا بعمل، إلا بمحكمة، وذهاب وإياب وهيبة، إلا بأي شيء يفعل هذه هي سنة الله، فالواجب على المسلم أن يعرف ذلك، وأن يتعرف عليه كثيرا، وأن يعلم علم يقين على أن الحق منصور، والله تبارك وتعالى غالب على أمره، وأن الدين منصور به أو بغيره، فليتشرف أن يكون ممن ينصرون الدي،ن وأن ينتصر بهم الدين، ويكون سببًا في نصرة الإسلام والمسلمين، ورفع شأن الأمة ليتشرف بذلك بكله: ﴿يُريدونَ أَن يُطفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفواهِهِم وَيَأبَى اللَّهُ إِلّا أَن يُتِمَّ نورَهُ وَلَو كَرِهَ الكافِرونَ﴾، فلنكن ممن يتم نور الل،ه ونبذل السبب جيداً من أجل أن نكون ممن له الشرف، ولهم الأجر، ولهم سبب في نصرة الإسلام والمسلمين…
- فليكن دائمًا أكبر همنا ليس هم النفس، بل هم الأمة، يجب أن يكون هم الأمة أولوية، أما همي وهم فلان وفلان فإنها هموم فردية إذا زلت أو حدث لك شيء أنت فرد واحد، لكن إذا وقع للأمة شيء لا قدر الله فإنها اعظم لأنها سقطت الأمة، والأمة لا تسقط إلا بسقوط أفرادها: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...} فواجبني وواجبك وواجب الجميع أن يبدأ بنفسه بالتغيير، وأن ينصر الأمة من بيته، ومن نفسه، وبترببة أبنائه، وإصلاح بيته، ومجتمعه، وما حوله، ولن تنتصر الأمة الا بأفرادها، ولن تتغير الأمة إلا بمجموعها، والأمة بكلها إنما هي مجموعة أفراد، فواجبنا أن تغير لتتغير الأمة برمتها، وما هي إلا كصفوف الصلاة كل واحد يتعدل لتتعدل الصفوف، فكذلك الأمة يجب على كل واحد أن يتعدل في مكانه وفي بيته وفي سوقه وفي نفسه وفي أهوائه وفي شهواته وفي كل شيء لتتعدل الأمة برمتها، والا لن تتعدل ما دام أفرادها مشغولون مشغولون بأنفسهم وأهوائهم وذواتهم، ومنتكسون في ذنوبهم ومعاصيهم وأشيائهم، فانصروا الأمة بنصركم على أنفسكم، وتربية أهاليكم، ونشر الخير في مجتمعاتكم،والسعي لإصلاح الناس حولكم بعد إصلاح أنفسكم وبيوتكم… صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:* http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/2s4TRn9KZUo?si=vxsgWvMwaoaWoFCX
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد المقد الشحر المكلا 14/ رجب /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- دعونا دعونا نسائل أنفسنا جيدًا، ونراجع ذواتنا كثيرًا، ونتحرى بما تعنيه الكلمة من تحر؛ لنعلم قيمتنا، وما نحن عليه، وما نحن فيه أيضًا، بما نفخر، وبما يفخر المخلوق عمومًا، أو ابن آدم تحديدًا، بما يفخر بقوته، بماله، بحواسه، بسمعه، ببصره، بماذا يفخر؟ وبماذا يفاخر أصلا، إن كان يفخر بهذا فإن من الحيوانات أعزكم الله من تملك أعظم ما يمتلك وأكثر وأكبر منه، من قوة، ومن حاسة، ومن سمع، ومن بصر، ومن شم، ومن مميزات كثيرة وكبيرة لا يملكها الإنسان ولن يملكها أبدا، حتى اعزكم الله الكلاب وهي الكلاب تمتلك من حاسة السمع ما يملكه آلاف البشر…!
- فما قيمة هذا الإنسان عندما يكون مهانًا، ذليلاً، حقيراً، منبوذاً، لا يؤبه له، ولا يعار له أي اهتمام، ما قيمة هذا الإنسان عندما يكون همه بطنه وفرجه، ما قيمة هذا الإنسان عندما لا يملك شجاعة، وقوة، وعزة، ولا يملك شيئًا من ذلك كله، ما قيمة هذا الإنسان إذا كان سواء في رأس أو في ذيل القافلة لا يفكَّر به ولا يفكر فيه ولا يعتبر له أي اعتبار، مجرد منتوجات ومواد خام وسلة غذاء لغيره، ما قيمة هذا الإنسان عندما يكون الهم الأكبر له توافه الحياة، وما فيها من أمور منتهية زائلة، ليست بشيء، ما قيمة هذا الإنسان عندما يكون هذا بكله هو هدفه وغايته وأسمى ما يطلبه، وما يسيطر على حياته، ويتحكم فيه حتى في كرامته…
- دعوني أذكر نموذجًا بارزاً في قصة عظيمة يجب أن تخلد في أذهاننا، وأن ترسخ في عقول أبنائنا، وفي أدمغة شبابنا، وأن تنطلق بذلك أفعالنا، أحمد ابن طولون صاحب المملكة الكبيرة التي أسسها في مصر في نهاية القرن الثالث الهجري في الدولة العباسية عندما كان له ولد نهِم للأكل والشرب وملاذ الحياة فمنعه من الأكل أيامًا، فمنعه وامتنع، وحبسه واحتبس، وأمره وائتمر، ثم بعد أيام يسيرة ادخله على مائدة من طعام فيها أردى المأكولات التي لم يرها الولد قبل ذلك، ولم يذقها حتى لرخصها، مع ما فيه من نعيم، ومع هذا جعل له أردى ما يمكن أن يراه أو أن يسمع به أو أن يأكله، ثم لما شبع من ذلك بسبب الجوع الشديد أدخله على مائدة أجمل وأفضل وأعظم وألذ ما رأى في حياته كلها ثم قال له يا ولدي تقدم وكل منها ما شئت واترك ما شئت فقال له يا ابتي أبعد أن املأت بطني من تلك المأكولات التي لا تساوي شيئًا ادخلتني على لذائذ الطعام وجميل المأكولات لا أجد لها مسلكًا، ولا أستطيع أن أكل شيئًا منها، فتركها وهي أحب شيء إليه لكن معدته قد امتلأت بمأكولات أخرى رديئة اللذائذ، ثم قال والده ابن طولون: يا ولدي أردت أن اعلمك إنما اردت أن اعلمك درسًا لحياتك -ونحن نصول ليس لحياة الولد بل لحياة الأمة بأكملها- يا ولدي أريد أن أعلمك درسًا لحياتك: إذا امتلأت من توافه الحياة لن تجد فراغًا لعظائمها وكبائرها وجليل أمرها، ستمتلئ بالأشياء التافهة، وبالتالي لن تجد للعظائم نصيبًا للدراسة عندما تنشغل بالسوق، لن تجد مجالاً لحفظ القرآن عندما تنشغل بأولاد السوء، لن تجد مجالاً لشيء من عظيم الخير مادمت قد شغلت نفسك بما هو دونه، ولهذا نجد هذه التوافه قد تحكمت فينا، وغُرست عند أبنائنا، وأصبحت قيمة صعبة، ورقمًا صعبًا لا يمكن أن يستهان به، أو يتخلى عنه، قد أدمن عليه، وأهلك نفسه لأجله، بل يفضل هذه التوافه على كل شيء من عظائمه…
- انظروا مثلاً إلى الهواتف عمومًا، وإلى وسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا ربما يفديها بوالده ووالدته واستاذه وطموحاته وما هو فيه من أجل أن يحصل على متعه منها أو من جوال أو من أي شيء كان، لأجل هذه يضحي حتى بجنة عرضها السماوات والأرض لأجلها أعني نظرة محرمة، ونظرات، وإدمان، ومراسلات، ومواعدات، ولقاءات، فضلا عن ضياع دنيا ودين، إنها توافه أصبحت عظائم في نفوسنا للأسف…
- هذه التوافه سيطرت علينا، وأصبحت قيمة كبرى لنا، وانشغلنا بها عن هموم أمتنا، وعن واجباتنا الكبرى، وعن مقدساتنا العظمى، وأصبحت عبارة عن ثانويات في الحياة ليست بأساسيات، وإن كانت فتأخذ حيزاً يسيراً من الوقت ثم تنقضي ولا تعود كما كانت بل تنسى أو تتناسى، والسبب لأن قلوبنا قد امتلأت بهذه التوافه عنها، وأرادوا لنا أن ننشغل بأمور الحياة فقط، أصبح الأب مشغولاً كل الشغل بتوفير لقمة العيش، والولد بهاتفه، وأمور حياته الخاصة به من لهو وضياع، وأصدقائه ودنياه، ثم لا ينشغل بشيء آخر غيره مما ينفعه وينفع أمته...
- بينما ذلك العائل للأسرة إن توفر لديه شيء من لعاعة الدنيا من زيت أو من دقيق أو من بر أو من أرز أو من أي شيء من هذه الضروريات لم يتوفر له ما يوقد به ذلك من غاز مثلا، فأصبح في معركة صباحية ومسائية وكبيرة في بيته وفي داره وفي حياته لا ينفك عنها، وأصبح ذلك شغله كل الشغل بهموم نفسه فلا يلتفت لما هو أكبر، وأصبح في معركة كبرى في عقر داره، تحول ذلك الإنسان إلى مشغول كل الانشغال بهموم حياته، ومستقبل أولاده، وتفكيره كل التفكير بمقومات وأساسيات الحياة، فانشغلنا عن هموم أمتنا، وعن مقدساتنا، وعن واجبنا في هذه الأشياء كلها سواء كانت في الضروريات التي يجب أن نوفرها، وأن يعيش بها، أو بتوافه الحياة ايضًا التي لا داعي لها...
- لقد انشغلنا كثيراً -أيها الناس الناس- وتناسينا الواجبات الكبرى، انظروا كيف كان حال الأمة قبل فترة ما أن يحصل في الأمة أي شيء، وأي نازلة من النوازل تنزل عليها وبها إلا وترى الصغير والكبير يتحسس، ويتكلم، ويئن، ويحس على أنها فيه ومنه وله عنه وعليه، أما الآن فأصبحت الهموم كلها منصبة لنفسه ولداره ولمجتمعه ولشعبه ولوطنه ولدولته أكبر من أي هم آخر، فربما يقول غزة عندنا أكبر مما عندهم، مأساتنا أكبر، وأوجاعنا أكثر، أو ما فينا يكفينا، وما أنت وكيل آدم في عياله، وحدي حد نفسي…
- والحقيقة التي يجب أن تترسخ أن صغار هموم أمتنا أعظم من كل فقر، وهم، غم، وحزن، وألم ومن كل شيء ينزل على أفرادنا؛ إذ هذه ثوابت الأمة، وجسدها الكبير، وإلا فإنه يصدق فينا ونعوذ بالله من ذلك عقوبة ربانية: ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا...﴾ نعم عذابًا في بيوتنا، ويعذبنا بأبنائنا، يعذبنا بهمومنا، يعذبنا بأشغالنا، يعذبنا بوظائفنا، بكل شيء، ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، الاستبدال بغيرنا والاستخلاف بسوانا وترك هذه الأمة على ما هي عليه في هم وغم وحسرة وقتال وصراع…
- أيها الإخوة لقد انشغل الكثير عن الهم الأكبر، وعن الجسد الأعظم الذي يحمي الأمة بكلها، جسد الأمة الكبير الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، أصبح ذلك الجسد مشلولاً مريضًا متألما دون من يمرض ويتألم له، وكل أحد من الجسد هذا يدعي أن لا علاقة له، ويقول أنا بعيد عن هذا، وحدي حد نفسي، بيتي بيتي، داري داري، أهلي أهلي، وينشغل بذلك، ويترك الجسد الأكبر الذي يجب أن يوليه اهتماما أكبر وأبرز وأعظم.
- انظروا إلى هذه العقوبة التي عاقبنا الله بها من ذل ومهانة وانشغال أمام ما حققه من أعادوا للأمة العزة، والكرامة، والسمو، وأعادوا لها حياة الصحابة والسلف والجهاد، أنهم من قاوموا المحتلين، من انتفضوا ضد أكبر طغيان، وظلم، وطغيان، وضد الكيان الذي أخذ كل شيء، وسلب منهم كل شيء، ولم يترك لهم أي شيء، أخذ منهم، وعذّب واضطهد، وأصبح صاحب الأرض مدانًا إرهابيًا مهانًا مسلوبًا محاصراً فقيرًا، بينما الكيان على بضعة كيلو مترات منه يعيش عيشة رهيبة، وصاحب مشردًا في الأرض شرقًا وغربًا شمالاً وجنوبًا وفي كل مكان للأسف الشديد حتى من أبناء الأمة فكيف بغيرها؟!.
- لقد أصبح هؤلاء اعني المقاومة والقسام بالذات أصبحوا منارة وقدوة وأسوة لا للمسلمين وفقط بل للعالم كله أحيوا فينا الكرامة، وأحيوا فينا العزة، واحيوا فينا الشهامة، وأحيوا فينا البطولة وزمن الصحابة أيضًا، إنهم أيها الإخوة درس لوحدهم يجب أن يخلد درسهم في مدارسنا، وفي جامعاتنا، وفي كلياتنا، وبين أبنائنا، وفي بيوتنا؛ أسوة ببدر، وأسوة باليرموك، وأسوة بالقادسية، بأكبر وإعظم معارك الإسلام ضد غيره، ليس ما قبله كما بعده، وليس ما بعده كما قبله، إنه طوفان الاقصى ينتهي التاريخ الماضي، ولا ماضي يمكن أن يعاد، ولا جديد يمكن أن يقال أمام هذه الأسطورة التاريخية الكبرى، والتي حققت ما لم تحقق دول كبرى، ولن تحققه ايضا دول عظمى أبدا، يكفي أنها أذهبت عن المسلمين تلك الصنمية التي طالما روجها الكيان الصهيوني بأنها القوة الرابعة والكبرى والعظمى، والجيش الذي لا يقهر أبدا، وأنه مع ما فيه من أجهزة ومخابرات ومنظمات وأي شيء كان معهم قد ذهب بكله أدراج الرياح في لحظات، وانهارت في دقائق معدودات، وانتهت الصنمية بكلها، وأصبح كما قال الله مثل بيت العنكبوت: ﴿كَمَثَلِ العَنكَبوتِ اتَّخَذَت بَيتًا وَإِنَّ أَوهَنَ البُيوتِ لَبَيتُ العَنكَبوتِ لَو كانوا يَعلَمونَ﴾، صنمية جوفاء، وقوة بلهاء، ليست بشيء، وسقطت هذا بكلها في لحظات يسيرة، وزال ذلك الوهن الذي كانت تعانيه الأمة وتخاف منه وقد سكت الطويل وصمتت كثيراً وانتظرت جد انتظاره ولم ينفع ذلك فاوضوا وتحدثوا وتكلموا وشجبوا وأدانوا وقاتلو، لكنها هزمت ست دول عربية أمام كيان ليس الا بآلاف في بدايته وانتصرت المقاومة الإسلامية على هؤلاء بالآف يسيرة لا يساوون حتى شيئًا أمام قوة عربية واحدة لكنها قوة الإيمان: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم﴾، ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ …
- أيها الأحبة إنها إرادة الله فوق كل إرادة، وسلطانه فوق كل سلطان، وتوفيقه فوق كل توفيق، وأمره فوق كل أمر: ﴿وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾، والذي جعل نوحًا يصنع سفينة لا يعلم أين وكيف؟ وماذا، ولا يعرف أي شيء عنها، لكنه الأمر الرباني، فحملت المؤمنين، وطوفان الأقصى أعاد الهيبة، والعزة، والعظمة، والأمل للأمة كلها، هؤلاء صنعوا المستحيل، وأوجدوا ما لم تجده القوى الكبرى ودافعوا وحموا وحرسوا ثغر الأمة الأعظم والأفضل والأجل، ووصية نبينا صلى الله عليه وسلم، وأوقاف المسلمين جميعًا إلى قيام الساعة، يكفي ايضًا أزالوا سحب الذل والهوان التي عشناها، ولا زالت قابعة فينا؛ إذ حتى الآن ما زلنا لم نستطع أن ندخل الدواء أو الغذاء أو أي شيء لهم، رغم ما لدينا من سلطات وجيوش وما لدينا من أرض وتربة، وما لدينا من تاريخ وحضارة، وما لدينا من هذا بكله، لكنه ليس بشيء أبدا انتهى وزال، وكأن الأمر لا يعني الدول الكبرى التي هيمنت علينا.
- هؤلاء العرب تحولوا للأسف الشديد عند الدول الكبرى عبارة عن نفايات، أو عبارة عن مواد خام للصناعات، أو عبارة عن سلة تورد إلى أوروبا، وإلى أمريكا، ما يسلب منا يعاد فتاته إلينا باسم معونات مشروطة، وأنشطة فيها خبيثة!.
- أيها الإخوة إن الذل والمهانة والاستحقار والاستعباد يجب أن يزاح عن أعيننا ومن قلوبنا، وأن نسمو وان نرتفع عاليًا؛ لأنا نحمل شعلة الإسلام والدين، ألم يقل عمر رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، وهي سنة كائنة دائمًا وأبدا كلما ابتغينا العزة في غير دين الله أذلنا الله في حكم مخلوق في حكم بشر، في قانون أمم متحدة، في منظمات، في أي شيء كان، مهما ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله، الذل الفردي، الذل المجتمعي، الذل الثقافي، الذل الأخلاقي، الذل السياسي، الذل في كل شيء، يذل ذلك الإنسان لأنه ارتضى بغير الله ﴿الَّذينَ يَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ وَيَبغونَها عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كافِرونَ﴾.
- وهؤلاء الأبطال المقاومون قد صنعوا ما صنعوا للأمة من بطولة وعظمة وإجلال، ولكم لعمري داخل العملاء في مفاوضات سياسية، وقدموا من تنازلات، وعادوا للأمم المتحدة، وكم من عشرات القرارات تصدر، ومع هذا حتى بالاعتراف على أن دولة فلسطين هي ملك للمسلمين، وأن الاحتلال هذا اسمه محتل في أروقة الأمم المتحدة ومع هذا هل طُبق شيء، لا لم يطبق ولن يطبق أي شيء، إنها القوة لا تخرج الحق إلا القوة، لا تخرج الحق إلا القوة ولهذا أمرنا الله بها في كتابه الكريم قائلاً: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ}، ألا إن قوة الرمي كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ، والإعداد والاستعداد واجب على المسلمين جميعًا، وعلى حراس ثغر الأمة خصوصًا، وكل المسلمين اليوم هم حراس لثغور الإسلام والمسلمين؛ لأنها أصبحت في مرمى العدو، سواء كان في الحقيقة، أو معنويا، أو أي شيء كان: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم...} أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- لقد صنع الغرب من نفسه أبهة وصنمًا كبيرا، وطاغوتًا عظيما، ولكن ذهب ذلك بكله في أخلاقه التي يدعي، وفي حرياته التي يتغنى بها، وفي منظماته، وفي اتحاداته وفي كل شيء منه، سقط سقوطًا مدويًا أمام ما نرى من أبشع أنواع المجازر على الإطلاق شهدها التاريخ الحديث، وأمام الكاميرا، وأمام التصوير، ووسائل التواصل، وكان قبل ذلك يقولون في نظرياتهم لا يمكن أن تحصل حرب إبادة في العالم بعد الحرب العالمية الثانية؛ لأن الآن قد أصبحنا في زمن الفضائح أن يفضح ذلك المجرم أن يُفضح ذلك الكيان ويعرى، وذلك المعتدي عموما، أن يفضح ذلك القاتل بالصوت والصورة وبوسائل التواصل عموما، لكنها فعلت وارتكبت أعظم مما ارتكبها عتاولة النظام العالمي القديم كهتلر ولينين، وعلى مرأى ومسمع من العالم دون حراك يذكر، غير أن الغرب قد شجع ومول، بل أصبحت تلك الضحية هي مدانة، وأصبح الجلاد هو المدعوم، وأنه يدافع عن نفسه، وأنه هو الذي يجب أن يدعم، أن يؤتى إليه، وأن يقوى من عزائمه…
- لقد افتضح الغرب فضيحة مدوية في أخلاقه التي يدعيها فلا أخلاق لديه أمام ما يرى من إبادة ثم لا يتحدث، ثم لا يقول، ثم لا يوقف ثم لا يكتب ثم لا يوقف على الاقل دعمه أين الاخلاق التي يتغنى بها، والتي يتمتم علينا بها، ولو أنه -اعزكم الله- كلبًا من الكلاب دهس هناك لقامت الدنيا وما قعدت من أجله، لكن المسلمين يبادون ولا حقوق لهم، أليست الإنسانية التي يدعونها نحتاج إلى تعريف لها، هذا الإنسان هو الأوروبي، أو الإنسان الغربي، أو الإنسان هو الأمريكي والبقية ليسوا بإنسان، على الأقل أن لم يكونوا من الإنسان أنهم مخلوقات وأنتم تدعون في حقوقكم وفي حرياتكم وفيما لديكم على أنكم تحمون الحقوق وتحمون الحريات، لكن لم نر ذلك ابدا على أرض الواقع لأجل الإنسان المسلم في الشرق والغرب… لقد سقط حتى في ديمقراطيته التي يدعيها فهذا أبناء شعبه يخرجون لأجل فلسطين بالملايين في قلب لندن وباريس ومع هذا لم يحركوا ساكنًا، ولم يفعلوا شيئًا سواء في بريطانيا أو في غيرها…
- أيها الإخوة إنه والله لا يعاد حق إلا ومعه من يطالب، إلا ومعه من يدافع، إلا ومعه من يقاوم، إلا ومعه من يقاتل ويصاول ويجاول، ولن يرد حق بالمجان، لا يمكن أن يسلم الكيان أرضنا مجانًا، ولا يمكن أن يخرج دون مقاومة، وسواء كان الكيان أو كان حقا من الحقوق في بلاد الإسلام، حتى الحق الفردي لا يمكن أن يعاد إلا بعمل، إلا بمحكمة، وذهاب وإياب وهيبة، إلا بأي شيء يفعل هذه هي سنة الله، فالواجب على المسلم أن يعرف ذلك، وأن يتعرف عليه كثيرا، وأن يعلم علم يقين على أن الحق منصور، والله تبارك وتعالى غالب على أمره، وأن الدين منصور به أو بغيره، فليتشرف أن يكون ممن ينصرون الدي،ن وأن ينتصر بهم الدين، ويكون سببًا في نصرة الإسلام والمسلمين، ورفع شأن الأمة ليتشرف بذلك بكله: ﴿يُريدونَ أَن يُطفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفواهِهِم وَيَأبَى اللَّهُ إِلّا أَن يُتِمَّ نورَهُ وَلَو كَرِهَ الكافِرونَ﴾، فلنكن ممن يتم نور الل،ه ونبذل السبب جيداً من أجل أن نكون ممن له الشرف، ولهم الأجر، ولهم سبب في نصرة الإسلام والمسلمين…
- فليكن دائمًا أكبر همنا ليس هم النفس، بل هم الأمة، يجب أن يكون هم الأمة أولوية، أما همي وهم فلان وفلان فإنها هموم فردية إذا زلت أو حدث لك شيء أنت فرد واحد، لكن إذا وقع للأمة شيء لا قدر الله فإنها اعظم لأنها سقطت الأمة، والأمة لا تسقط إلا بسقوط أفرادها: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...} فواجبني وواجبك وواجب الجميع أن يبدأ بنفسه بالتغيير، وأن ينصر الأمة من بيته، ومن نفسه، وبترببة أبنائه، وإصلاح بيته، ومجتمعه، وما حوله، ولن تنتصر الأمة الا بأفرادها، ولن تتغير الأمة إلا بمجموعها، والأمة بكلها إنما هي مجموعة أفراد، فواجبنا أن تغير لتتغير الأمة برمتها، وما هي إلا كصفوف الصلاة كل واحد يتعدل لتتعدل الصفوف، فكذلك الأمة يجب على كل واحد أن يتعدل في مكانه وفي بيته وفي سوقه وفي نفسه وفي أهوائه وفي شهواته وفي كل شيء لتتعدل الأمة برمتها، والا لن تتعدل ما دام أفرادها مشغولون مشغولون بأنفسهم وأهوائهم وذواتهم، ومنتكسون في ذنوبهم ومعاصيهم وأشيائهم، فانصروا الأمة بنصركم على أنفسكم، وتربية أهاليكم، ونشر الخير في مجتمعاتكم،والسعي لإصلاح الناس حولكم بعد إصلاح أنفسكم وبيوتكم… صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:* http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books