*حاجة.المجتمعات.إلى.أنموذج.المؤاخاة.بين.المهاجرين.والأنصار.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...

منذ 2025-05-19
*حاجة.المجتمعات.إلى.أنموذج.المؤاخاة.بين.المهاجرين.والأنصار.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/VLSM5-hsoAQ?si=LddC9FzkzfNQz--b
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 28/ رجب /1445هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- العرب ما العرب؟ العرب أولئك القوم الذين كانوا يتقاتلون بل يفنون لأجل ناقة، ويقاومون ويقاتلون وينتهون عن بكرة أبيهم من أجل إشباع بطون خاوية، من أجل إرواء جلود ظامية، من أجل لا شيء من الدنيا إلا الفتات، العرب الذين كانوا يقاومون ويقاتلون ويفعلون الأفاعيل من سرق ونهب ودمار واعتداء وظلم وظلمات، لقد صنع النبي صلى الله عليه وسلم منهم مجتمعًا آخر لا يصدقه العقل إنهم أشبه بأسطورة حقيقية من نسج الخيال، لو أن القرآن ما أشار إلى بعضها لما صدقنا، ولما دخلت عقولنا، ولما استصاغتها تلك العقول الصغيرة، وأقف معكم وقفة عاجز عن وصف شيء واحد مما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، ومما ترجموه إلى واقع عملي، وتطبيق ملموس واقعي، بعد حروب ودمار ونزاعات وقتال وخصام دامت لسنوات طوال تفنى القبيلة فالقبيلة من أجل شيء تافه فإذا بهؤلاء يتحولون إلى نموذج لتاريخ لا تصدقهم العقول والكتب والتواريخ والأحداث والدنيا بما فيها لم تشهد لهم مثالاً أبدا…

- إنها قصة خيال حقيقي في موضع لا يحسد عليه، وفي موقف هم أحوج إلى أمان، هم أحوج إلى رعاية، هم أحوج إلى لقمة عيش، هم أحوج إلى مأمن صحي، هم أحوج إلى مأمن غذائي، هم أحوج إلى مجتمع يأوي، إلى مجتمع يؤازر، إلى مجتمع يحمي، إلى مجتمع يكن معهم، إنهم المهاجرون الذين تركوا ديارهم وأموالهم وأهاليهم وأحبابهم وأحب وطن لديهم مكة المكرمة حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنك لاحب البقاع الي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت" إنها مكة.

- وقصة ليست الهجرة بل قصة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، تلك القصة العظيمة التي نحتاج إليها اليوم في مجتمعاتنا، نحتاج إليها اليوم في بيوتنا، نحتاج إليها اليوم في شعوبنا، نحتاج إليها اليوم في كل شيء من حياتنا، المؤاخاة في وضع اجتماعي نحن نعيشه لا يحسدنا عليه أحد في الدنيا، في وضع معيشي مزري لا يعلمه إلا خالق الأرض والسماء، في وضع مأساوي وقتال وصراع ودمار حتى إن الرجل من الأماكن والمحافظات التي تسمى بين قوسين (بالمحررة) ليحول بالمبلغ العظيم فلا يصل إلا الفتات، ليحول بمبلغ مليونًا ويحتاجون إلى مليون وقرابة النصف المليون أخرى لأجل سد بطون السرق، ومن أجل شراء بيوت وأراض وعمائر وتجارات للنصابين، ومن أجل خزائنهم تمتلأ من عرق المساكين، ومن أجل بطون تشبع، ومن أجل تخمة تظهر، ومن أجل هذا بكله وغيره صنعت الحروب وانتجت هذه الأمور…

- أيها الإخوة نحن نعيش في مجتمعنا اليمني، وفي مجتمعنا العربي، وفي مجتمعنا الإسلامي ككل، خاصة فيما تمر به غزة العزة الآن من مأساة حقيقية يرثى لها بشهادة العدو والصديق، بشهادة القريب والبعيد، والكل ينظر إليهم ويأسف لحالهم، ولكنهم عاجزون أمام جدارات من فولاذ لعملاء صُنعوا على أعين العدو وبصره ويده وسلاحه وماله وإرهابه وعدائه، نحن بحاجة ماسة في داخلنا حتى في بيوتنا إلى أن نشيع قصة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، بين أولئك الأبرار، بين من تركوا الديار، بين من آثروا الله ورسوله على دنيا فانية، وعلى أموال زائلة، وعلى أراض منتهية، لأجل الله سافروا، ولأجل الله أنطلقوا، ولأجل الله تركوا ما تركوا، فكان ماكان بعدها من مأساة لهم نفسية، ومأساة معيشية، ومأساة اقتصادية، ومأساة صحية…

- لقد تركوا ما تركوا ثم ذهبوا إلى المدينة ليس لهم من مكة محمول إلا ما تحمله جلودهم من لباس، أو ما شبعت بطونهم من طعام ثم تركوا ذلك لأعدائهم ولكفار أرادوا بهم ما أرادوا، لكن وجدوا أولئك القوم الأنصار الذين وضعوهم موضع النفس، وموضع الفؤاد، بل قدموهم على أنفسهم وأهاليهم، وعرضوا عليهم كل شيء في حياتهم، حتى أن يطلقوا بعض زوجاتهم ليتزوجوا بالأخرى قبل أن يفرض الحجاب رب العالمين، حتى إن الرجل منهم ليخير المهاجر بين زوجتيه ويقول انظر إلى أحدهما إلى أجملهما إلى أفضلهما لك ومرني أطلقها لتتزوجها، أما الديار فإنهم فعلوا وأكبر من ذلك فقد كان الأنصاري يسكن الدور السفلي بينما المهاجري يصعد إلى الدور العلوي، وفي مجتمع المدينة المجتمع الحار جداً، ومع هذا يسكنون الدور السفلي ويعطونهم من أموالهم واجبة وخالصة بها أنفسهم حتى ليقاسمونهم التركة إذا مات ميتهم فإن لأخيه المهاجر نصف ما له، حتى نسخ الله ذلك بآية المواريث بأن أولي الأرحام أولى وأقرب وأحق: ﴿وَالَّذينَ آمَنوا مِن بَعدُ وَهاجَروا وَجاهَدوا مَعَكُم فَأُولئِكَ مِنكُم وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ﴾، وإلا فقد كانوا يفعلون ذلك وأعظم يقاسمونهم كل شيء وصف الله الصنفين معا بقوله: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾، ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

- بل أحبها لديهم هي ما أخذها أخوهم الأنصاري، وكأنما أخذ أمتع وأفضل وأحسن مما ترك له، وأجمل مما ترك له، حتى يقول القائل منهم: إنه ليسقط الذباب على أخي فأحسه في جلدي وكأنه وقع علي، بل في معركة من المعارك سقط كعب لأحدهم في بركة فصاح قعبي سقط، أي سأرجع إليه انتظروني، فصاحوا جميعًا قعبي قعبي، كأن القعب قعبهم، وكأنهم يتملكونه جميعًا، وذلك الآخر لما جاء يريد مالاً لنفسه قرضًا من أخيه وجد وإذا بأخيه ليس في البيت فوجد جاريته فقال أين فلان، فقالت ليس هنا، فقال أرني ماله آخذ منه شيئًا لنفسي وأسترده، فقالت خذ ثم جاء وقد أخذ فقالت له إن فلانًا جاء وأخذ مالك بدون إذنك فقال إن كان أخذ فأنت حرة لوجه الله؛ فرحًا واستبشاراً وإعظامًا لما فعل، مع أن الجارية تساوي قيمة المال، وربما الدار، لكن أعتقها فرحًا بما فعل صاحبه حين أخذ من ماله بدون إذنه، وبدون علمه….

- والقصص كثيرة لكن يكفينا ما قلنا فلقد أصبح هؤلاء أنموذجًا للتاريخ، وأسطورة عظيمة يقص الله علينا ذلك تآية في واحدة من كتاب الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} وقبلها، {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا}، وسبقت الآيات بتمامها: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

- فهكذا أصبحوا الأنموذج الأعظم والأبرز والأهم بمواقفهم العظيمة التي عاشها المهاجرون والأنصار هذا خرج من داره، وهذا أواه بكل ما يستطيع من إيواء حتى آثره على نفسه وأهله، ولعله كموقف كثير من اليمنيين في بلادنا وكوضع غزة الآن الوضع الاقتصادي لا يرجون إلا طعامًا يشبع بطونهم، ولا يأملون إلا مأوى ينامون بسكينة وهدوء، ولا يأملون أيضًا إلا صحة وعافية، ولا يطلبون إلا دواء، ومع هذا لم يجدوا شيئًا وبدلا من توفير ذلك لهم على الأقل من باب الإنسانية فضلا عن الإخوة الإسلامية حاصروهم، وساعدوا أحفاد القردة والخنازير عليهم…

- وعودة لحال المهاجرين فقد وصلوا إلى المدينة وهي أرض مستوخمة أي يصيب كل من دخلها وسكن فيها في بداية أمره البلاء لما فيها، حتى دعا النبي صلى الله عليه وسلم لها ولأهلها ثم كان كان أمرها على خير ما يرام، فلما وصلوا لأيام فقط وإذا بأكثرهم يمرض مرضًا يكاد أن يموت حتى تقول عائشة كنت أدخل على أبي والحديث في البخاري ومسلم كنت أدخل على أبي وأقول يا أبتاه كيف تجدك؟ فيقول
كل امرئ مصبح في أهله
والموت أدنى من شراك نعله
أي أني ميت ميت وإذا أفاق بلال من إغماءة شديدة لا يكاد يحيى بعدها تقول: يا بلال كيف تجدك؟ فيقول: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بواد وعندي إذخر وجليل
وهل أردن يومًا مياه مجنة
وهل يبدو لي شامة وطفيل
هل سأرى الدنيا بعدها، ومكة خاصة،وهل سأعيش للصباح؟ ولا يصدق ذلك لشدة ما نزل به، ولهذا أواهم الأنصار أفضل إيواء، واحتووهم أعظم احتواء، وأعطوهم أكرم عطاء، ووهبوهم كل شيء مما لديهم حتى النساء، بل إنهم طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقاسمهم الأموال في تلك اللحظة بأن يعطي الأنصار للمهاجرين نصف مالهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا لا تعطوهم أموالكم لعل الله أن يفتح عليهم كأنه صلى الله عليه وسلم يقول ولكن اكفوهم المؤنة التعب والجهد في زراعاتكم لأنكم أعلم بذلك أهل المدينة بينما أهل مكة إنما يعلمون التجارة ثم قاسموهم في الثمرة، قالوا سمعًا وطاعة يا رسول الله، فما إن يأتي الحصاد حتى يقاسمونهم كل شيء، ويعطونهم سخية بها أنفسهم…

- الله كم اليوم نحتاج إلى درس المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؟ كم نحتاج في بيوتنا بين الأخ وأخيه، بين الأخ وأخيه، بين الصغير ومثله، بين الفقير والغني، بين هؤلاء جميعًا كم نحن نحتاج إلى هذه المعاني وإلى هذا التآزر وإلى هذا التآخي، أليست الآية الكريمة في كتاب الله ثابتة قاطعة راسخة يحفظها الناس جميعًا دون استثناء: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وقد حصرها وقصرها بإنما التي تفيد الحصر والقصر {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، لا شيء فوق الإخوة، ولا شيء أعظم من الإخوة، ولا شيء أكبر من الإخوة، إنما محصورة مقصورة للحياة عامة ولكل مسلم، ولكل مؤمن، ولكل مجتمع، ولكل دولة، ولكل جهة، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، شاملة هذه لأموالهم لبيوتهم لكل شيء من حياتهم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، بل يشبههم النبي بالمجتمع بأكمله يشبههم بالعمارة الضخمة التي تحتاج إلى سواعد الرجال، والتي تحتاج إلى بنيان، تحتاج العمارة إلى مقومات، تحتاج إلى رجال، تحتاج الى البناء، تحتاج إلى السباك، تحتاج إلى الكهربائي، تحتاج إلى هؤلاء جميعًا من شرائح المجتمع بدءا ممن يصنع البلك، والبلاط، والإسمنت، والحديد… فكل هؤلاء يتشاركون في بنيان واحد كمثل البنيان الواحد البنيان الواحد: "المؤمن للمؤمن للبنيان يشد بعضه بعضا"، فهؤلاء جميعًا هم المجتمع المسلم الذي يجب أن يسود فيه هذا التراحم، وهذا التآخي، وهذا التعاطف، وهذه القصة الحميدة التي نحتاجها كثيراً أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

قصة أختم بها وإن كان الحديث عن المؤاخاة، وعن دروسها، وعن عبرها، وعن ما فيها، وعن حاجة المجتمع إليها، هي كثيرة وكبيرة ومتشعبة وطويلة ونحتاج إليها إلى سلسلة لا إلى خطبة واحدة، إنها قصة حدثت في زمن ما بعد النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن تولي الوليد بن عتبة وكان رجلاً ظالما للمدينة في مرة من المرات أخذ على الحسين بن علي رضي الله عنه بعض ما عنده من أراض واقتطعها إلى أراضيه والحسين رضي الله عنه حاكمه وقاضاه وناصحه وكلمه ولم ينتصح ولم يستجب ولم يذعن بسلطته وقوته وقدرته اغتصبها، ثم قال الحسين غاضبًا في مجلسه أيها الوليد والذي نفسي بيده إن لم تعطني حقي لأخذن سيفي ولأخرجن إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأدعون بحلف الفضول لنقاتلك جميعا، فما إن سمعها المغيرة إلا وأقبل وقال نفس المقالة والذي نفسي بيده إن لم يعطه حقه لأخرجن بسيفي ولأدعون إلى ما دعا إليه، ثم سمعها أيضًا المخرمة ثم سمعها عبدالله بن عثمان ثم سمعها من سمعها من الصحابة ومن صغار الصحابة فتكاتفوا جميعًا على كلمة واحدة على كلمة سواء على كلمة عدل فقالوا لندعون بحلف الفضول أي لنقوم عليك العرب جميعًا ثم لأ قبل لك بهم ثم أعطاه حقه راغمًا بها أنفه لأنه وجد مجتمعًا يتحالف، مجتمعًا يتناصر، مجتمعًا يتآخى، مجتمعًا لا يترك الباطل يعيش، مجتمعًا لا يستمع ولا يذعن ولا يرضى لباطل أن يمر على كتفيه، ولا يستجيب أبداً لمثل هذه الدواعي والضغوط أيًا كانت نفسية، اقتصادية، سياسية، أمنية، أيًا كانت؛ فإن الحق أعلى ،وإن الحق أرفع وأقوى وإن الحق أغلى، والحق إنما يسترد بحق وقوة، أو بسطوة حتى يعاد ذلك الحق، أما إذا أذعن وسكت المظلوم وسكت المجتمع أو تساكت المجتمع وتراضى المجتمع لما يرى من مظلوم يظلم، ومن ظالم يظلم، ومن فقير يفقر، ومن جائع يموت، ومن مجتمع لا يعيش ومن هذا بكله وكأن البشر إنما هم دواب دونه، وما يعتبر لهم حسابًا والنبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه نفيًا للإيمان من كل من شبع ثم ترك أخاه جائعا "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع بجواره وهو يعلم" وكلنا نعلم وكلنا نعرف وكلنا ندري والكل يرى والكل يشاهد سواء في مجتمع فقير كمجتمعنا أو مجتمع غزة العزة الذي يقاوم ويصاول أقوى قوة على وجه الأرض بل امبراطورية عالمية كبرى على مليوني مسلم عزل محاصرين من سنوات طوال ومع هذا يتكبرون ويتجبرون عليهم بقوة قريبة وبقوة بعيدة وبسكوت أيضًا مجتمعي مخز…

- أيها الإخوة إن الواجب علينا أن ننكر المنكر ولو كان بجوارنا وأن نقوم مع المظلوم أيًا كان ولا نرضاه لأحد حتى ولو كان المظلوم كافرا، حتى ولو كان المظلوم كافرا، فإذا كان الله ينصر دعوة الكافر إذا هو مظلوم فكيف بدعوة مسلم كيف بمظلومية المؤمن؟ كيف بتحسره كيف بما فيه؟ فالواجب على كل مسلم أن يناصر وأن يعاون وأن يفعل أي شيء يستطيعه بلسانه. بيده بأي شيء منه ليسقط عنه واجبًا أكبر لا يعذر، ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا استَطَعتُم﴾، فالكل يتقي الله ما يستطيع، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:

*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً