*هنا.تضمن.الحياة.الطيبة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
منذ 2025-05-19
*هنا.تضمن.الحياة.الطيبة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/aCD0frVOuVQ?si=hDEUcXnCPxyQjaYU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/2/ ذو القعدة /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فسنقف عند آية في كتاب الله، وعند حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، عند آية تنشرح لها الصدور، وتسعد لها القلوب، وتطرب لها الأفئدة الحية، والمسامع المؤمنة، تلك الآية في كتاب الله التي تبشر كل مؤمن بأنه ينال ما ينال في الدنيا، ثم ينال ما ينال في الآخرة: {جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَابًا}،زأعظم من أن يجازيه بنفس عمله بل أكثر من عمله: ﴿فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجرٌ كَريمٌ﴾، إنها قول الله جل وعلا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً}.
ـ الله يضمن للمؤمن الذي عمل صالحًا بالحياة الطيبة في الحياة الدنيا بشرط أن يعمل صالحًا فيها، ويكون مؤمنًا حقًا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ}، ومن رحمته تبارك وتعالى وتيسره للوصول لهذه الجنة الدنيوية المتصلة للأخروية أن نكر العمل الصالح فيها فجعل من عمل صالحًا، ولم يقل من عمل الصالحًا حتى لا يظن على أن الصالح هو شيء واحد وأنه أمر واحد لا يتعداه، بل كل عمل صالح يحبه الله ويرضاه فهو داخل في هذه الآية، فليسع لفعله، ولسبق غيره له وليكن شعاره وهو يسعى إليه: ﴿وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى﴾…
- فعلى المسلم أن يسعى لتحقيق الإيمان أولًا، ثم العمل الصالح، وذاك متاح لكل مسلم، وعرض رباني لكل موحد أراد لحياة الطيبة، والسعادة الحقة، والأنس بربه دنيا وآخرة… ثم لينتظر هذه البشرى وهذا الجزاء من الله تبارك وتعالى، فضلاً عن جزائه في قوله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث القدسي عند البخاري قال: "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" وبداية الحديث: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل..."، والنوافل هي الزيادة على الفرائض التي تدخل بالضرورة في باب العمل الصالح الذي ذكره الله شرطًا للحياة الطيبة التي يعيشها المؤمن في الدنيا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً}…
- والحياة الطيبة هذه تعني حياة طيبة في نفسه، حياة طيبة في ماله، حياة طيبة في أهله، حياة طيبة في مجتمعه، حياة طيبة في تجارته، حياة طيبة في أسرته، حياة طيبة في صحته، حياة طيبة في كل شيء يراه، وفي كل أيامه لا يرى إلا الحياة الطيبة حتى ولو كان فقيرًا فإنه يراه خيراً، حتى ولو كان مريضًا فإنه يراه خيرا، ويفرح به، ويستبشر به، وكأن ذلك نعمة من الله؛ لأنه ذاق الحلاوة في الحياة الدنيا، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن كما حدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
- ولكم بحثوا عن هذه الحياة الطيبة في ملك فلم يجدوها، وفي مال فلم يجدوها، وفي التمتع بالحرام فلم يجدوها، وفي كثرة أنغماس في الملذات فلم يجدوها، وحتى في الكفر فلم يجدوها، ولن يجدوها إلا من ربنا تعالى الذي يهبها بشروطها: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً}…
ـ ولكم أسلم من كافر، وتاب من موحد، وعاد من مذنب تعسوا في كفرهم، أو شركهم، أو محرماتهم، أو انغماس في ملذاتهم ولم يجدوا شيئا ثم دخلوا لربهم فوجدوها حتى قال قائلهم لما نطق الشهادتين وهي يبكي: بحثت عنها في كل دين فلم أجد ما كنت أرجو إلا الآن بنطقي لهذه الكلمات فما السر التي جعلتموه فيها، حتى قال ستحاسبون أيها المسلمون على كل من لم يجدها لأنكم لم تدلوهم عليها، وصدق ربنا جل وعلا: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾…، وفي آية خطبتنا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً} أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ فإن الحياة الطيبة التي تحدثت عنها الآية الكريمة، والتي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة هي حياة خاصة لا يعيشها إلا المؤمنون، ولا يجد حلاوتها إلا الصالحون، ولا يجد تلك المتعة إلا العابدون، الذين تعرفوا على الله تبارك وتعالى وإن قلّت أموالهم، وإن قلّت صحتهم، وإن قل مالهم وبنونهم، وجاههم، وملكهم، وإن قل حظهم من الدنيا لكنهم يعيشون عيشة طيبة لو علم بها الملوك أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف؛ لأن صاحب المال، والبنين، والسلطة، والجاه، الصحة، ومن ملك الدنيا كلها حتى لكن بلا إيمان وعمل صالح يعيش فيها منكدا، يعيش فيها فاقد السعادة، والحياة الطيبة، والراحة، والسكينة، والطمأنينة التي يجدها المؤمن، وماذا تغنيهم الدنيا وقد فاقدوا خير ما فيها سعادتهم وراحتهم وحياتهم الطيبة: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} هو يعيش، هو يحيى، هو في الحياة الدنيا بروحه، ببدنه، بصحته، بعافيته، بغناه بأمواله، بسياراته، بداره، ببنيه بكل شيء فيها لكن عيشة ضنكا {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } وفوق هذا فإن المعيشة الضنكة التي يعيشها في الدنيا مع ما لديه منها من حظوظ لكن لكن تلك المعيشة الضنكا أيضًا يلقاها يوم القيامة: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى﴾.
، أما المؤمن فحياة طيبة في الدنيا بعمله الصالح، ويعيش حياة طيبة في الآخرة جزاء وثمرة لذلك العمل الصالح الذي يراه، فضلا على أنه يعيش مع الله كما في بقية الحديث الذي ذكرته سابقًا: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن أستعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شيء ترددي في نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)، لكن الموت لابد منه، فالله عز وجل يكون مع ذلك المؤمن في سمعه وبصره وانطلاقته، ومشيته، وفي كل شيء من حياته، ولو قيل لإنسان بأن معك فلانا يحميك، وإن معك فلانا يحرسك، وإن معك التاجر الفلاني يدعمك، وإن معك كذا وكذا يعطيك، وإن معك كذا وكذا يمنحك، ومعك كذا وكذا يمنعك، وهكذا من الدنيا أجتمعت عليه ما لا تجتمع لغيره لكان أعظم الناس في الدنيا من أهل الدنيا فكيف والمؤمن معه الله، كيف وعنده الله، كيف وهو يتحرك لله، وبالله، ومع الله، كيف وهو يسمع بسمع الله، كيف وهو يرى برؤية الله، وهو ينطلق، ويبطش، ويمشي، وفي كل شيء ومعه الله عز وجل تلك المعية التي لم ولن تكون إلا لأناس ذاقوها، وعرفوها، وقبل ذلك عملوا صالحًا حتى وجدوها، ألا فلنكن نحن ممن يسعى لها بعملنا، وينالها بسعيه، ويجدها بصلاحه وإيمانه، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/aCD0frVOuVQ?si=hDEUcXnCPxyQjaYU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/2/ ذو القعدة /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فسنقف عند آية في كتاب الله، وعند حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، عند آية تنشرح لها الصدور، وتسعد لها القلوب، وتطرب لها الأفئدة الحية، والمسامع المؤمنة، تلك الآية في كتاب الله التي تبشر كل مؤمن بأنه ينال ما ينال في الدنيا، ثم ينال ما ينال في الآخرة: {جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَابًا}،زأعظم من أن يجازيه بنفس عمله بل أكثر من عمله: ﴿فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجرٌ كَريمٌ﴾، إنها قول الله جل وعلا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً}.
ـ الله يضمن للمؤمن الذي عمل صالحًا بالحياة الطيبة في الحياة الدنيا بشرط أن يعمل صالحًا فيها، ويكون مؤمنًا حقًا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ}، ومن رحمته تبارك وتعالى وتيسره للوصول لهذه الجنة الدنيوية المتصلة للأخروية أن نكر العمل الصالح فيها فجعل من عمل صالحًا، ولم يقل من عمل الصالحًا حتى لا يظن على أن الصالح هو شيء واحد وأنه أمر واحد لا يتعداه، بل كل عمل صالح يحبه الله ويرضاه فهو داخل في هذه الآية، فليسع لفعله، ولسبق غيره له وليكن شعاره وهو يسعى إليه: ﴿وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى﴾…
- فعلى المسلم أن يسعى لتحقيق الإيمان أولًا، ثم العمل الصالح، وذاك متاح لكل مسلم، وعرض رباني لكل موحد أراد لحياة الطيبة، والسعادة الحقة، والأنس بربه دنيا وآخرة… ثم لينتظر هذه البشرى وهذا الجزاء من الله تبارك وتعالى، فضلاً عن جزائه في قوله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث القدسي عند البخاري قال: "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" وبداية الحديث: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل..."، والنوافل هي الزيادة على الفرائض التي تدخل بالضرورة في باب العمل الصالح الذي ذكره الله شرطًا للحياة الطيبة التي يعيشها المؤمن في الدنيا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً}…
- والحياة الطيبة هذه تعني حياة طيبة في نفسه، حياة طيبة في ماله، حياة طيبة في أهله، حياة طيبة في مجتمعه، حياة طيبة في تجارته، حياة طيبة في أسرته، حياة طيبة في صحته، حياة طيبة في كل شيء يراه، وفي كل أيامه لا يرى إلا الحياة الطيبة حتى ولو كان فقيرًا فإنه يراه خيراً، حتى ولو كان مريضًا فإنه يراه خيرا، ويفرح به، ويستبشر به، وكأن ذلك نعمة من الله؛ لأنه ذاق الحلاوة في الحياة الدنيا، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن كما حدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
- ولكم بحثوا عن هذه الحياة الطيبة في ملك فلم يجدوها، وفي مال فلم يجدوها، وفي التمتع بالحرام فلم يجدوها، وفي كثرة أنغماس في الملذات فلم يجدوها، وحتى في الكفر فلم يجدوها، ولن يجدوها إلا من ربنا تعالى الذي يهبها بشروطها: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً}…
ـ ولكم أسلم من كافر، وتاب من موحد، وعاد من مذنب تعسوا في كفرهم، أو شركهم، أو محرماتهم، أو انغماس في ملذاتهم ولم يجدوا شيئا ثم دخلوا لربهم فوجدوها حتى قال قائلهم لما نطق الشهادتين وهي يبكي: بحثت عنها في كل دين فلم أجد ما كنت أرجو إلا الآن بنطقي لهذه الكلمات فما السر التي جعلتموه فيها، حتى قال ستحاسبون أيها المسلمون على كل من لم يجدها لأنكم لم تدلوهم عليها، وصدق ربنا جل وعلا: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾…، وفي آية خطبتنا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً} أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ فإن الحياة الطيبة التي تحدثت عنها الآية الكريمة، والتي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة هي حياة خاصة لا يعيشها إلا المؤمنون، ولا يجد حلاوتها إلا الصالحون، ولا يجد تلك المتعة إلا العابدون، الذين تعرفوا على الله تبارك وتعالى وإن قلّت أموالهم، وإن قلّت صحتهم، وإن قل مالهم وبنونهم، وجاههم، وملكهم، وإن قل حظهم من الدنيا لكنهم يعيشون عيشة طيبة لو علم بها الملوك أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف؛ لأن صاحب المال، والبنين، والسلطة، والجاه، الصحة، ومن ملك الدنيا كلها حتى لكن بلا إيمان وعمل صالح يعيش فيها منكدا، يعيش فيها فاقد السعادة، والحياة الطيبة، والراحة، والسكينة، والطمأنينة التي يجدها المؤمن، وماذا تغنيهم الدنيا وقد فاقدوا خير ما فيها سعادتهم وراحتهم وحياتهم الطيبة: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} هو يعيش، هو يحيى، هو في الحياة الدنيا بروحه، ببدنه، بصحته، بعافيته، بغناه بأمواله، بسياراته، بداره، ببنيه بكل شيء فيها لكن عيشة ضنكا {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } وفوق هذا فإن المعيشة الضنكة التي يعيشها في الدنيا مع ما لديه منها من حظوظ لكن لكن تلك المعيشة الضنكا أيضًا يلقاها يوم القيامة: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى﴾.
، أما المؤمن فحياة طيبة في الدنيا بعمله الصالح، ويعيش حياة طيبة في الآخرة جزاء وثمرة لذلك العمل الصالح الذي يراه، فضلا على أنه يعيش مع الله كما في بقية الحديث الذي ذكرته سابقًا: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن أستعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شيء ترددي في نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)، لكن الموت لابد منه، فالله عز وجل يكون مع ذلك المؤمن في سمعه وبصره وانطلاقته، ومشيته، وفي كل شيء من حياته، ولو قيل لإنسان بأن معك فلانا يحميك، وإن معك فلانا يحرسك، وإن معك التاجر الفلاني يدعمك، وإن معك كذا وكذا يعطيك، وإن معك كذا وكذا يمنحك، ومعك كذا وكذا يمنعك، وهكذا من الدنيا أجتمعت عليه ما لا تجتمع لغيره لكان أعظم الناس في الدنيا من أهل الدنيا فكيف والمؤمن معه الله، كيف وعنده الله، كيف وهو يتحرك لله، وبالله، ومع الله، كيف وهو يسمع بسمع الله، كيف وهو يرى برؤية الله، وهو ينطلق، ويبطش، ويمشي، وفي كل شيء ومعه الله عز وجل تلك المعية التي لم ولن تكون إلا لأناس ذاقوها، وعرفوها، وقبل ذلك عملوا صالحًا حتى وجدوها، ألا فلنكن نحن ممن يسعى لها بعملنا، وينالها بسعيه، ويجدها بصلاحه وإيمانه، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A