*فقة.الأولويات.وفريضته.على.المسلمين.والمسلمات.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو ...
منذ 2025-05-19
*فقة.الأولويات.وفريضته.على.المسلمين.والمسلمات.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/iwlHFfF1pc4?si=Ol-ISQqHttXYdiek
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/15/ ذو الحجة/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فهناك موضوع كبير ومهم غاية في الأهمية أحب أن أتطرق إليه اليوم لأسباب كثيرة، ولأمور عديدة، نعم إنه موضوع كبير يحتاج لوقفة جادة منا كمسلمين، هو موضوع مؤرق ويتكرر في كل وقت وفي كل حين، وذلك الأمر أصابنا بعشوائية وفوضى وغوغائية في حياتنا مما لا يحل لمسلم أن يكون فيه ذلك الشيء، بل يجب عليه أن يصبح منظمًا، وأن يكون مرتبًا وفق شرع رب العالمين سبحانه وتعالى؛ إذ أن الكون كله يمشي وفق نظام محكم كما قال ربنا تبارك وتعالى في محكم التنزيل:{كُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحونَ﴾…
- إنه فقة الأولويات والموازنات وترتيب الأشياء، فلا يقدم المؤخر، ولا يؤخر المقدم، ولا يهتم بالصغير ويترك الكبير، ويضع جل اهتمامه بأمور المستحبات، لكنه يترك الواجبات، أو ينتبه للمكروهات بينما هو يرتكب المحرمات، وهناك كثير من الأمثلة والنماذج في واقعنا العملي، وفي حياتنا اليومية المتكررة…
- إن الذي دعاني لطرق الموضوع هو موضوع الحج، وموضوع العشر من ذي الحجة أيضًا؛ فنرى مثلاً فيهما شيئًا من ذلك، وهو طافح وواضح يُرى للعيان؛ ففي العشر من ذي الحجة مثلاً نرى الاهتمام الأمثل، والأكبر، والأجل بموضوع سنة نبوية مختلف فيها عند الفقهاء بين سنيتها عند أكثرهم ووجوبها عند قلة قليلة منهم أمام ترك واجبات، وارتكاب محرمات، وإتيان كبائر معلومات، بينما هو يتنبه لسنة الأخذ من الشعر أو من البشر لمن أراد أن يضحي وهي سنة نبوية خاصة بمن أراد أن يضحي كما هو معلوم أن لا يأخذ من شعره ولا من بشره شيئًا بينما… فنجد أغلب المسلمين اليوم يعلمون تفاصيل هذه السنة، ويهتمون بها، ويسألون عنها، ويعملون بها بحذافيرها، ويوصي بعضهم بعضًا بها، وينكر على من تركها وتخلف عنها… بينما تُرتكب محرمات، وتُترك واجبات وفرائض معلومات هنا وهناك دون أن نرى مقدار ذرة من هذا الاهتمام البالغ والعمل الصارم بهذه السنة النبوية.. وهذا يعني الفوضى، وكما قال معاوية رضي الله عنه لم اجد إسرافـًا إلا وبجواره حق مضيع"، الإفراط الكبير في شيء يقابله حق مضيع في شيء آخر ولا بد .
- إذن فالاهتمام بالصغائر من الحسنات، وعدم الاهتمام بالفرائض من الواجبات، أو ارتكاب المحرمات التي هي معلومة من الدين بالضرورة أمام الاهتمام بأمور ثانوية وليست بأساسية لهو اختلال في فقه الموازين، وابتعاد عن سنة الله في الكون، بل شرع الله على العموم وهو ما لا يحل للمسلم أن يكون هكذا عشوائيًا وفوضويًا بل يجب عليه أن يرتب أولوياته في الحياة فلا يقدم ما حقه التأخير، ولا يؤخر ما حقه التقديم، ولا يهتم بالسنة ويترك الفريضة، وهذا الصديق رضي الله عنه يقول في كلمة جامعة ووصية للخليفة عمر رضي الله عنه من بعده: "إن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة"… وما أكثر الفرائض التي تُركت وما أكثر السنن التي فُعلت، وما أشد وأعظم الجرائم التي ارتُكبت دون نكير، وما أكثر الصغائر التي أنكر على فاعلها…
ـ وقل مثل هذا في الحج الذي نرى أكثر من ثلث الحجاج في كل عام هم يتكررون في كل عام، أي أن حجهم إنما هو نافلة وليس بفريضة واجبة، أي أنهم قد حجوا مراراً قبل تلك الحجة وقبل آخر حجة فهم قد حجوا قبلها حججًا متعددة، بل يقولون إننا لا نستطيع أن نترك الحج سنة أبدًا؛ لأن نفوسنا تتوق إليه، وهذا عن جهل فقط وإلا فهناك واجبات في الشرع تركوها، ونوافل كثيرة لم يفعلوها، مع أن الحج نفقاته باهضة، والأموال التي تُصرف فيه عشرات الآلاف من الدولارات للشخص الواحد… وهي حجة نافلة، وكل عام متكررة، ولو أنهم سخروا أموالهم التي حجوا بها حجة نافلة سخروها لمصالح المسلمين التي هي كثيرة، ومتشعبة، ومتعددة بل ضرورات قصوى لهم لم يجدوا من يسدها ولن يجدوا؛ فالجوعى هنا وهناك، والقتل والدمار والنزوح والتشريد في كل الساحات، ونرى أيضاً المجاعات شعوبًا بأكملها من المسلمين فمن لهم….
- فضلاً عن الفريضة العظمى، والشعيرة الكبرى في واقعنا وفي كل عصر ومصر إنها أرض الرباط والجهاد في فلسطين ومحور مقاومتها غزة العزة فنرى الجوعى ونرى القتلى ونرى المجاعات الساحقة لملايين البشر هناك، فضلاً عن قتل ودمار لا يجدون حتى الأسلحة التي يدافعون بها عن المسلمين والمسلمات، وأن يحموا ثغور الإسلام والمسلمين، وأن يحرسوا المقدسات… ولكن أين المسلمون اليوم من هذا الواجب أمام الاهتمام بواجبات أو بسنن أو بنوافل أو بأشياء ثانوية…!.
- فإذن ما نراه في واقعنا ليس في الحج والعمرة وليس أيضًا في العشر من ذي الحجة بل هو كثير طافح في واقعنا بل نرى على أن كثيرا من المسلمين يتعلل بأمور خاطئة أمام ما يرتكبون من محرمات صريحة جدا ومن أصرحها ما نراه مثلاً من تعلل باسم العمل عبادة، وهي قاعدة شرعية طيبة لا إشكال فيها، لكن هذه الكلمة لهم هي أشبه بما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "كلمة حق أريد بها باطل"، أي أنهم يتركون فرائض في الإسلام من أجل العمل فنراه يترك الصلوات، بل لربما يفطر رمضان متعللاً بأن العمل عبادة، فإذا أذن المؤذن لا يغلق محله التجاري بحجة أن العمل عبادة، وإذا كان في نافلة من عمل مثلا أو في فريضة من عمل حتى فإنه لا يذهب لصلاته ولا يهتم بأمرها ولا يعر أي اهتمام لها أبدا لأن العمل عبادة. فتراه منهمكا في عمله أو في تجارته أو في بنائه أو في أي شيء من شؤونه بحجة أن العمل عبادة لكنه يترك العبادة الحقة التي لا يحل أن يقدم أي شيء سواها عليها أبداً كفريضة الصلاة أو فريضة الصيام أو فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل شيء له حقه في الشرع هذا حقه في وقت كذا، وهذا في وقت كذا، ولا يحل لمسلم يتذرع بشيء أمام أشياء وأمام أشياء كثيرة جدًا؛ فإن الذي جعل العمل عبادة هو الذي فرض الصلاة في وقتها، وحدد لها وقتها وكيفيتها وهكذا غيرها…. فالواجب على المسلم أن يفقه هذا حق الفقه..
- وهنا نرى ترك مسئوليات كبيرة أمام اهتمام بشهوات تافهة كغصن القات مثلا؛ فتترك الأسرة جائعة من أجل أن ينال شهوته من القات، أو السجارة، وأي شيء من هذه التوافه المحرمة التي لا يصبر على تركها بينما يترك أهله بل أكل ولا اهتمام… بل لربما لا يستطيع أن يؤدي حق الله جل وعلا في إتيان الزكاة بينما لا يفرط في حق نفسه في إتيان شهواته الأخرى، وليست هذه الشهوات لا بواجبه ولا بفريضة ولا حتى بمستحبة بينما تلك الفرائض والواجبات تركها من أجل شهوات نفسه، ومن أجل أهوائه وملذاته…
ـ فأيها الإخوة هذا العبث واقع في يومياتنا وفي أمورنا ولربما يكون في أغلب مجريات حياتنا الدينية والدنيوية… فالواجب على المسلم أن يهتم بفقه الأولويات؛ لأنه ضروره لا في دينه وفقطه، بل حتى في أمور دنياه، وأموره الشخصية وترتيبها وكذبك الأسرية والمالية وحياته بشكل عام…
ـ انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له: "إنك تأتي قومًا أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله"، فإذن البدء بالمسلّمات الكبرى ثم قال لهم: "فإن هم أجابوك ذلك فاعلمهم أن الله افترض عليهم كذا وكذا…"، انظر لتعليمه عليه الصلاة والسلام مع إنها كلها فرائض لكن يعلم معاذًا أن لا يبدأ بالفريضة الثانية قبل الفريضة الأولى، فالمقصود على أن الدين اهتم بهذا الشأن أيما اهتمام فنجده في القرآن كثيرا كثيرا {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا} فهي سفينة جديدة وقد أخذوهم بدون أجرة لأنهم من الناس الطيبين. لكنه ما إن ركبها حتى خرقها وحتى عاث فيها فسادا طعنا وتشريحًا هنا وهناك حتى أصبحت معابة في نظر الناظرين، لكنه في نظر العالمين بما وراء ذلك فقد فعل شيئًا جميلاً وشيئًا رائعًا؛ إذ أنه حافظ على الكل أمام إفساد الجزء فسهل ويسير أن تذهب سفينة مثلا لو افترضنا إنها بعشرة ملايين ريال خسرت عشرة آلاف أو حتى مئة ألف لكنها سلمت الأكثر والأكبر {وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} أي كل سفينة جديدة غصبا، فكان الأمر الضروري أن أعيبها حتى لا يأخذها.
ـ فإذن الاهتمام بفقه الأولويات ليس فقط في جانب الحياة الدنيا أو جانب الآخرة أو جانب الدين بل حتى في المصالح والمفاسد أن نقدم المفسدة الصغرى إذا التقتا مع مفسدة كبرى، وماذا علي أن أقدم مصلحة نفسي، أو مصلحة مجتمعي، مصلحة نفسي، أو مصلحة أمتي، مصلحة نفسي، أو مصلحة أهلي، مصلحة نفسي، أو مصلحة ديني، والأمر كثير وطويل والأمثلة من أن تذكر حتى عند الصالحين تجد بعضهم يهتم بالسواك والثوب القصير والمسبحة والخلاف في هذا وما دونه وفوقه بينما يترك فرائض شرعية يجب أن يهتم بأمرها وبالنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، وواجبات ومعضلات في الأمة لا يتحدث عنها…
ئقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ فإن هذا فقه الأولويات أيها الإخوة لو أننا تنبهنا له في جوانب حياتنا لاستفدنا منه في دنيانا قبل أخرانا، ولاستفدنا منه في واقع حياتنا ترتيبًا وتنظيما، وأصبحت أكثر نقاء وأكثر إنتاجًا وأكثر إيجادا، لكن لما كنا نعبث هنا وهناك ولا نراعي حق هذا الفقه الضروري في حياتنا فإننا نتعب ونتعب ولا نجد الثمرة سريعا، فالأولويات واجب المسلم أن يهتم بها كثيرا في حياته الدنيوية والدينية والأخروية على حد سواء، وإن كان الأمر الديني والأمر الأخروي هو الأهم وهو الميدان الأول لهذا الفقه بل لو لم يكونا أعني أمور الدين والأخرى لكان الإنسان لا شيء.
ـ فلنهتم بهذا الفقه في جوانب أمورنا كلها،
ولا يحل لمسلم أن يجعله أمرًا ثانويًا في دنياه وفي دينه، وفي أخراه، ولا يأبه له أبداً فإنه يعود ذلك عليه بانتكاسة في دينه، وضعف في دنياه، فضلًا عن أخراه، وقد لا يجد من حياته لا متعة، ولا سعادة، ولا ثمرة…
ـ ألا فإن فقه الأولويات هو من الأولويات، فالواجب أن يكون عندنا من الأولويات دومًا فلا نتحرك إلا به لنرى الثمرة عاجلة ويانعة ونقطفها سريعًا وإلا قُطفنا نحن قبل أن نقطفها، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/iwlHFfF1pc4?si=Ol-ISQqHttXYdiek
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/15/ ذو الحجة/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فهناك موضوع كبير ومهم غاية في الأهمية أحب أن أتطرق إليه اليوم لأسباب كثيرة، ولأمور عديدة، نعم إنه موضوع كبير يحتاج لوقفة جادة منا كمسلمين، هو موضوع مؤرق ويتكرر في كل وقت وفي كل حين، وذلك الأمر أصابنا بعشوائية وفوضى وغوغائية في حياتنا مما لا يحل لمسلم أن يكون فيه ذلك الشيء، بل يجب عليه أن يصبح منظمًا، وأن يكون مرتبًا وفق شرع رب العالمين سبحانه وتعالى؛ إذ أن الكون كله يمشي وفق نظام محكم كما قال ربنا تبارك وتعالى في محكم التنزيل:{كُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحونَ﴾…
- إنه فقة الأولويات والموازنات وترتيب الأشياء، فلا يقدم المؤخر، ولا يؤخر المقدم، ولا يهتم بالصغير ويترك الكبير، ويضع جل اهتمامه بأمور المستحبات، لكنه يترك الواجبات، أو ينتبه للمكروهات بينما هو يرتكب المحرمات، وهناك كثير من الأمثلة والنماذج في واقعنا العملي، وفي حياتنا اليومية المتكررة…
- إن الذي دعاني لطرق الموضوع هو موضوع الحج، وموضوع العشر من ذي الحجة أيضًا؛ فنرى مثلاً فيهما شيئًا من ذلك، وهو طافح وواضح يُرى للعيان؛ ففي العشر من ذي الحجة مثلاً نرى الاهتمام الأمثل، والأكبر، والأجل بموضوع سنة نبوية مختلف فيها عند الفقهاء بين سنيتها عند أكثرهم ووجوبها عند قلة قليلة منهم أمام ترك واجبات، وارتكاب محرمات، وإتيان كبائر معلومات، بينما هو يتنبه لسنة الأخذ من الشعر أو من البشر لمن أراد أن يضحي وهي سنة نبوية خاصة بمن أراد أن يضحي كما هو معلوم أن لا يأخذ من شعره ولا من بشره شيئًا بينما… فنجد أغلب المسلمين اليوم يعلمون تفاصيل هذه السنة، ويهتمون بها، ويسألون عنها، ويعملون بها بحذافيرها، ويوصي بعضهم بعضًا بها، وينكر على من تركها وتخلف عنها… بينما تُرتكب محرمات، وتُترك واجبات وفرائض معلومات هنا وهناك دون أن نرى مقدار ذرة من هذا الاهتمام البالغ والعمل الصارم بهذه السنة النبوية.. وهذا يعني الفوضى، وكما قال معاوية رضي الله عنه لم اجد إسرافـًا إلا وبجواره حق مضيع"، الإفراط الكبير في شيء يقابله حق مضيع في شيء آخر ولا بد .
- إذن فالاهتمام بالصغائر من الحسنات، وعدم الاهتمام بالفرائض من الواجبات، أو ارتكاب المحرمات التي هي معلومة من الدين بالضرورة أمام الاهتمام بأمور ثانوية وليست بأساسية لهو اختلال في فقه الموازين، وابتعاد عن سنة الله في الكون، بل شرع الله على العموم وهو ما لا يحل للمسلم أن يكون هكذا عشوائيًا وفوضويًا بل يجب عليه أن يرتب أولوياته في الحياة فلا يقدم ما حقه التأخير، ولا يؤخر ما حقه التقديم، ولا يهتم بالسنة ويترك الفريضة، وهذا الصديق رضي الله عنه يقول في كلمة جامعة ووصية للخليفة عمر رضي الله عنه من بعده: "إن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة"… وما أكثر الفرائض التي تُركت وما أكثر السنن التي فُعلت، وما أشد وأعظم الجرائم التي ارتُكبت دون نكير، وما أكثر الصغائر التي أنكر على فاعلها…
ـ وقل مثل هذا في الحج الذي نرى أكثر من ثلث الحجاج في كل عام هم يتكررون في كل عام، أي أن حجهم إنما هو نافلة وليس بفريضة واجبة، أي أنهم قد حجوا مراراً قبل تلك الحجة وقبل آخر حجة فهم قد حجوا قبلها حججًا متعددة، بل يقولون إننا لا نستطيع أن نترك الحج سنة أبدًا؛ لأن نفوسنا تتوق إليه، وهذا عن جهل فقط وإلا فهناك واجبات في الشرع تركوها، ونوافل كثيرة لم يفعلوها، مع أن الحج نفقاته باهضة، والأموال التي تُصرف فيه عشرات الآلاف من الدولارات للشخص الواحد… وهي حجة نافلة، وكل عام متكررة، ولو أنهم سخروا أموالهم التي حجوا بها حجة نافلة سخروها لمصالح المسلمين التي هي كثيرة، ومتشعبة، ومتعددة بل ضرورات قصوى لهم لم يجدوا من يسدها ولن يجدوا؛ فالجوعى هنا وهناك، والقتل والدمار والنزوح والتشريد في كل الساحات، ونرى أيضاً المجاعات شعوبًا بأكملها من المسلمين فمن لهم….
- فضلاً عن الفريضة العظمى، والشعيرة الكبرى في واقعنا وفي كل عصر ومصر إنها أرض الرباط والجهاد في فلسطين ومحور مقاومتها غزة العزة فنرى الجوعى ونرى القتلى ونرى المجاعات الساحقة لملايين البشر هناك، فضلاً عن قتل ودمار لا يجدون حتى الأسلحة التي يدافعون بها عن المسلمين والمسلمات، وأن يحموا ثغور الإسلام والمسلمين، وأن يحرسوا المقدسات… ولكن أين المسلمون اليوم من هذا الواجب أمام الاهتمام بواجبات أو بسنن أو بنوافل أو بأشياء ثانوية…!.
- فإذن ما نراه في واقعنا ليس في الحج والعمرة وليس أيضًا في العشر من ذي الحجة بل هو كثير طافح في واقعنا بل نرى على أن كثيرا من المسلمين يتعلل بأمور خاطئة أمام ما يرتكبون من محرمات صريحة جدا ومن أصرحها ما نراه مثلاً من تعلل باسم العمل عبادة، وهي قاعدة شرعية طيبة لا إشكال فيها، لكن هذه الكلمة لهم هي أشبه بما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "كلمة حق أريد بها باطل"، أي أنهم يتركون فرائض في الإسلام من أجل العمل فنراه يترك الصلوات، بل لربما يفطر رمضان متعللاً بأن العمل عبادة، فإذا أذن المؤذن لا يغلق محله التجاري بحجة أن العمل عبادة، وإذا كان في نافلة من عمل مثلا أو في فريضة من عمل حتى فإنه لا يذهب لصلاته ولا يهتم بأمرها ولا يعر أي اهتمام لها أبدا لأن العمل عبادة. فتراه منهمكا في عمله أو في تجارته أو في بنائه أو في أي شيء من شؤونه بحجة أن العمل عبادة لكنه يترك العبادة الحقة التي لا يحل أن يقدم أي شيء سواها عليها أبداً كفريضة الصلاة أو فريضة الصيام أو فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل شيء له حقه في الشرع هذا حقه في وقت كذا، وهذا في وقت كذا، ولا يحل لمسلم يتذرع بشيء أمام أشياء وأمام أشياء كثيرة جدًا؛ فإن الذي جعل العمل عبادة هو الذي فرض الصلاة في وقتها، وحدد لها وقتها وكيفيتها وهكذا غيرها…. فالواجب على المسلم أن يفقه هذا حق الفقه..
- وهنا نرى ترك مسئوليات كبيرة أمام اهتمام بشهوات تافهة كغصن القات مثلا؛ فتترك الأسرة جائعة من أجل أن ينال شهوته من القات، أو السجارة، وأي شيء من هذه التوافه المحرمة التي لا يصبر على تركها بينما يترك أهله بل أكل ولا اهتمام… بل لربما لا يستطيع أن يؤدي حق الله جل وعلا في إتيان الزكاة بينما لا يفرط في حق نفسه في إتيان شهواته الأخرى، وليست هذه الشهوات لا بواجبه ولا بفريضة ولا حتى بمستحبة بينما تلك الفرائض والواجبات تركها من أجل شهوات نفسه، ومن أجل أهوائه وملذاته…
ـ فأيها الإخوة هذا العبث واقع في يومياتنا وفي أمورنا ولربما يكون في أغلب مجريات حياتنا الدينية والدنيوية… فالواجب على المسلم أن يهتم بفقه الأولويات؛ لأنه ضروره لا في دينه وفقطه، بل حتى في أمور دنياه، وأموره الشخصية وترتيبها وكذبك الأسرية والمالية وحياته بشكل عام…
ـ انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له: "إنك تأتي قومًا أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله"، فإذن البدء بالمسلّمات الكبرى ثم قال لهم: "فإن هم أجابوك ذلك فاعلمهم أن الله افترض عليهم كذا وكذا…"، انظر لتعليمه عليه الصلاة والسلام مع إنها كلها فرائض لكن يعلم معاذًا أن لا يبدأ بالفريضة الثانية قبل الفريضة الأولى، فالمقصود على أن الدين اهتم بهذا الشأن أيما اهتمام فنجده في القرآن كثيرا كثيرا {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا} فهي سفينة جديدة وقد أخذوهم بدون أجرة لأنهم من الناس الطيبين. لكنه ما إن ركبها حتى خرقها وحتى عاث فيها فسادا طعنا وتشريحًا هنا وهناك حتى أصبحت معابة في نظر الناظرين، لكنه في نظر العالمين بما وراء ذلك فقد فعل شيئًا جميلاً وشيئًا رائعًا؛ إذ أنه حافظ على الكل أمام إفساد الجزء فسهل ويسير أن تذهب سفينة مثلا لو افترضنا إنها بعشرة ملايين ريال خسرت عشرة آلاف أو حتى مئة ألف لكنها سلمت الأكثر والأكبر {وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} أي كل سفينة جديدة غصبا، فكان الأمر الضروري أن أعيبها حتى لا يأخذها.
ـ فإذن الاهتمام بفقه الأولويات ليس فقط في جانب الحياة الدنيا أو جانب الآخرة أو جانب الدين بل حتى في المصالح والمفاسد أن نقدم المفسدة الصغرى إذا التقتا مع مفسدة كبرى، وماذا علي أن أقدم مصلحة نفسي، أو مصلحة مجتمعي، مصلحة نفسي، أو مصلحة أمتي، مصلحة نفسي، أو مصلحة أهلي، مصلحة نفسي، أو مصلحة ديني، والأمر كثير وطويل والأمثلة من أن تذكر حتى عند الصالحين تجد بعضهم يهتم بالسواك والثوب القصير والمسبحة والخلاف في هذا وما دونه وفوقه بينما يترك فرائض شرعية يجب أن يهتم بأمرها وبالنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، وواجبات ومعضلات في الأمة لا يتحدث عنها…
ئقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ فإن هذا فقه الأولويات أيها الإخوة لو أننا تنبهنا له في جوانب حياتنا لاستفدنا منه في دنيانا قبل أخرانا، ولاستفدنا منه في واقع حياتنا ترتيبًا وتنظيما، وأصبحت أكثر نقاء وأكثر إنتاجًا وأكثر إيجادا، لكن لما كنا نعبث هنا وهناك ولا نراعي حق هذا الفقه الضروري في حياتنا فإننا نتعب ونتعب ولا نجد الثمرة سريعا، فالأولويات واجب المسلم أن يهتم بها كثيرا في حياته الدنيوية والدينية والأخروية على حد سواء، وإن كان الأمر الديني والأمر الأخروي هو الأهم وهو الميدان الأول لهذا الفقه بل لو لم يكونا أعني أمور الدين والأخرى لكان الإنسان لا شيء.
ـ فلنهتم بهذا الفقه في جوانب أمورنا كلها،
ولا يحل لمسلم أن يجعله أمرًا ثانويًا في دنياه وفي دينه، وفي أخراه، ولا يأبه له أبداً فإنه يعود ذلك عليه بانتكاسة في دينه، وضعف في دنياه، فضلًا عن أخراه، وقد لا يجد من حياته لا متعة، ولا سعادة، ولا ثمرة…
ـ ألا فإن فقه الأولويات هو من الأولويات، فالواجب أن يكون عندنا من الأولويات دومًا فلا نتحرك إلا به لنرى الثمرة عاجلة ويانعة ونقطفها سريعًا وإلا قُطفنا نحن قبل أن نقطفها، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A