*خطبة.نارية.عن.الربا.والبنوك.والشركات.الربوية.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو ...

منذ 2025-05-19
*خطبة.نارية.عن.الربا.والبنوك.والشركات.الربوية.cc*
#خطب_مكتوبة

👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/16630
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا12/صفر/1446هـ .*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
-إن من أفضل الأعمال، ومن أحبها، وأجلها، وأحسنها إلى الرحمن تبارك وتعالى السعي في طلب الرزق الحلال، والسعي على الأولاد والعيال، والسعي بجد واجتهاد في هذا العمل الشريف على كل حال، دون أن يسأل الناس، ودون أن يتذلل للناس، ودون أن يبطش أينما هب ودب في حلال وحرام.

- إن المؤمن الذي رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًا ورسولًا مشرعًا ليخاف كل الخوف من أن يتلطخ بالحرام مهما كان قلته ويسره، بل يموت جوعًا ولا يأكل حرامًا، ولا يأخذ حق غيره أبدًا، ويرضا بالحلال ولو كان يسيرًا؛ لأنه يعلم أن النبي ﷺ قد قال "أيما جسم نبت من الحرام فالنار اولى به"، والأخطر في قوله عليه الصلاة والسلام: "من أقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله عليه النار"، فقال الصحابة رضوان الله عليهم: يا رسول الله وإن كان شيئاً يسيرًا؟ قال: "وإن كان قضيبًا من أراك"، أي وإن كان مسواكًا والحديث في البخاري ومسلم.

- إذن فالحرام يبقى حرامًا مهما كان، ومهما قل، ومهما احتُقر عندك فهو عظيم عند الله وإن كان شيئًا يسيرًا جدًا فما دام وأنه من حرام فلا يتسامح فيه الجبار جل وعلا؛ فالحرام منبوذ، الحرام وصاحبه مردود، الحرام وصاحبه مطرود، الحرام وصاحبه في قلة وحسرة وندامة، وفي خيبة دائمة إلى يوم القيامة، وستلاحقه دنيا وآخرة؛ لأن الله كتبها عليه، حتى وإن كثر ماله، وإن كثر جاهه، وإن كثر سلطانه، وإن كثرت فلسفته وهرطقته؛ فإنه مفلس مفلس دنيا وآخرة…

- ثم إنه سينصب ويتعب ويجد ويجتهد في الدنيا لعمل الحرام ثم يأتي عند الله تبارك وتعالى فيجازيه بما فعل في الدنيا: ﴿عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلى نارًا حامِيَةً تُسقى مِن عَينٍ آنِيَةٍ لَيسَ لَهُم طَعامٌ إِلّا مِن ضَريعٍ لا يُسمِنُ وَلا يُغني مِن جوعٍ﴾.

- فالحرام خبيث من الخبائث، والله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبًا يكره كل خبيث من بني آدم، أو مما يأكل، أو مما يشرب، أو مما يكتسب، أو يعمل، أو ينظر، أو أي شيء كان فهو خبيث من الخبائث، وبالتالي فهو منبوذ مكروه لله عز وجل: ﴿قُل لا يَستَوِي الخَبيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَو أَعجَبَكَ كَثرَةُ الخَبيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الأَلبابِ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾.

- ولذلك نجد أن الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم قد أحل للناس الطيبات، وحرم عليهم الخبائث، فعمم جل وعلا الخبائث عامة فجعل كل ما يستخبثه الناس بطبائعهم وغرائزهم الفطرية التي يرتضيها رب البرية فهي مكروهة خبيثة لله تبارك وتعالى، ونجد في مواصفات النبي صلى الله وسلم الذي بشر به أهل الكتاب: ﴿الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتي كانَت عَلَيهِم فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾، بل إن الله عز وجل ساوى في أمره بين المؤمنين وبين الرسل الطيبين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾، بل عمم الناس أجمعين فقال: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ كُلوا مِمّا فِي الأَرضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ إِنَّما يَأمُرُكُم بِالسّوءِ وَالفَحشاءِ وَأَن تَقولوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾، ونادى الرسل بشبه النداء: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، فهو انتقاء عظيم، واشتراك في الصفة وفي الفعل ما بين الرسل عليهم الصلاة والسلام وما بين المؤمنين في تناول الطيبات واجتناب الخبائث المحرمات.

- ثم إن هناك أمر أجمعت عليه الشرائع جميعًا وحتى الفطر الإنسانية السوية بأنهم لا يرتضون لبطونهم إلا الطيب كالنحلة لا تأكل إلا طيبًا، ولا تضع إلا طيبًا، أما الخبيث فهو كالذباب فإنه لا يتتبع إلا الخبائث، وفيها يعمل، ولها يشتهي، ثم لا يخرج إلا إياها فكذلك الإنسان الوسخ الخبيث الدنيئ لا يتتبع إلا الوساخات، ولا يعجبه إلا إياها، ولا تشبعه إلا هي مع أن له ما يشبعه ويشبع عشرات من أمثاله لكن لا يرتضي إلا بمال سحت، بمال حرام يأخذه فقد يكون موظفًا وظيفة مرموقة تغنيه فلا تطمئن نفسه ولا يقنع برزق حلال، بل لا بد يتعدى للحرام كرشوة بمبلغ يسير.

- والحرام والحلال أبوابه شاسعة، وكثيرة وطويلة ومتشعبة غير أن النبي ﷺ قد قال وعهد إلينا كما في البخاري ومسلم: "إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ وفي رواية متشابهات فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ.."، فحتى الشبهات ما دام وأن تلك الشبهات ستؤدي للمحرمات فإنه لا يرتضيها المؤمنون والمؤمنات، ويجتنبون منها وفيها وعنها كل اجتناب، ولا يرتضونها أبدًا مهما كانت، وأين كانت، ومن أي مصدر أتت لهم: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} فاهتداء القلوب أمر أصطفى الله به المؤمنين حتى جنبهم خبائث هذه المكتسبات، وطهر بطونهم منها مهما كانت وحلت.

- ألا أيها الإخوة وإن مكاسب الحرام في زماننا تعددت، وتنوعت، وتشتت، وتفرقت، وأصبحت لها منظمات وهيئات ومؤسسات... وأصبحت لها ميزانيات، بل لقد أصبح الحرام هو الغالب على الناس للأسف الشديد إلا من رحم الله، بل إن اقتصاديات دول العالم أجمع تقوم على الحرام إلا قليل، والقليل فيه شبهات، ولربما هذا القليل لا يتعدى أصابع اليد الواحدة إن تجاوزها إلى اليدين في العالم اجمع؛ إذ أن البنوك المركزية فيها تقوم على الربا، ومنها بلادنا ومنها تسعة وتسعون في المئة من الدول العربية والإسلامية قائمة بنوكها المركزية على الربا بكل أنواعه وتفاصيله، وتحارب الله جل وعلا محاربة علنية، وتتحداه تحد صريح، وفتحت جبهة حرب بينها وبين الله جل جلاله لا تبقي ولا تقر، ولعلكم تعرفون ماذا تعني البنوك المركزية أي هي الأم والباقي أفراخ، والباقي محلات صغيرة وشعب بسيطة، ومعناه لابد للمسلم أن يأخذ الأموال النقدية شاء أم أبى مع أنها ربا واكتسبت منها، لكن ماذا يعمل إلا أنه يوكل الله ولا يرتضي هذا ويفعل الحلال ويجتنب الحرام دوما.

- ألا وإن الحديث عن الحرام كثير، ولكن أتناول الربا الذي ما من آية في كتاب الله أخوف، ولا أكبر، ولا أعظم، ولا أقسى، ولا أشد من هذه الآية الكريمة: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَروا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِن كُنتُم مُؤمِنينَ فَإِن لَم تَفعَلوا فَأذَنوا بِحَربٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَإِن تُبتُم فَلَكُم رُءوسُ أَموالِكُم لا تَظلِمونَ وَلا تُظلَمونَ﴾، بل إن رجلا قال لامرأته أنت طالق إن كان كذا وكذا ليس أشد منه حرامًا في كتاب الله، فقال هذا الرجل عندما ذهب إلى الفقهاء فكل أحد علل له بتعاليل، لكن جاء إلى الإمام مالك فقال قد طلقت زوجتك، لا أجد أعظم في كتاب الله عقوبة من الربا، فقد قال الله قال الله وكذب القائلون سواه مما يخالفونه: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ} بحرب من الله أي أن الله جل في علاه يحارب المرابي من فوق سبع سماوات وهل يقدر بشر على مواجهة حرب الله…

-هل تتوقعون وهل تتصورون وهل تتخيلون أن يبارز عبد ربَه بمعصية ربوية فيكون ورب العالمين سبحانه وتعالى في حرب ضروس، وشاملة لا تبقي ولا تذر في نفسه، وفي ماله، وفي صحته، وفي عافيته، وفي أعماله، وفي أولاده، وفي وظيفته، وفي كل تفاصيل حياته حتى يلاقي ربه تبارك وتعالى وهناك يوم القيامة كما قال ابن عباس رضي الله عنه أول ما يبعثه الله يبعثه مجنونًا كالذي يتخبطه الشيطان من المس ثم يلاقي ربه تبارك وتعالى هناك فيقول الله له يا فلان خذ سلاحك وبارزني إن كنت قادرا!.

أي دافع عن نفسك من ناري ومن عذابي الذي أعددته لك خصيصًا؛ لأنك جاهرت بمعصيتي ورابيت وتناولته في حياتك وأطعمت أولادك ونفسك وفعلته وبارزتني به في الدنيا قبل الآخرة فاليوم جزائي آخر لك غير ما جزيت به في الدنيا…
-أيها الإخوة من يرتضي لنفسه أن يكون في معركة دائرة بينه وبين الله من صباحه حتى مسائه، ثم من مسائه حتى صباحه، وفي حياته بكلها على أن يتناول شيئا يسيرًا من الربا الذي قال فيه النبي ﷺ: "الربا ثلاث وسبعون بابًا، أيسره مثل إتيان الرجل أمه"، والحديث صحيح، هل تخيلت معي هذا الحديث وهذا الجرم وهذه المصيبة وهذه الورطة… من يمكنه يزني بأمه عياذًا بالله… فكيف وهو أيسر الربا فماذا عن ما فوقه…

- ثم إن من قوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة وسبعون بابًا"، يدل على أن الربا أنواع متشتتة ومتشعبة لكن هذا كله لا يهم المرابي بل الأهم عنده أنه يكسب المال، سواء من شركة تعلن أرباحًا على الإنترنت، أو من فلان يعطيه أكثر مما أخذ منه بأن يقرضه ثم يرد له مثله ونحوه، أو من إنسان أو من بنك يعرض عرضا ربويا أو من بقالة ومحل تجاري يعلن عن مسابقة ومنافسة وعلى عروض يقدمها وعلى ما تسمى هناك بسحب الكروت، أو يعطي جوائز في البضاعة ليشتريها الناس، أو ما شابه هذا أو أي شيء من أنواع الربا وهي كثيرة جدا، وخاصة في بلادنا التي كثير من الناس فيها لا يفهمونها، ولا يعون أمرها، ولا يسألون عن أمر الله كثيرًا، ولا يعودون للعلماء بسؤالهم والعودة إليهم خاصة عند مشتبهات الأمور ﴿وَإِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذاعوا بِهِ وَلَو رَدّوهُ إِلَى الرَّسولِ وَإِلى أُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَاتَّبَعتُمُ الشَّيطانَ إِلّا قَليلًا﴾، والله يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.

- ولقد أجمع علماء الأمة كما نقل الإمام الغزالي عليه رحمة الله أنه لا يحل لمسلم أن يدخل في أمر من الأمور حتى يعلم حكم الله في ذلك الأمر الذي سيدخله فلا يذهب إليه، ولا يتقحمه ثم يقول، ويتعلل، ويتفلسف، وقد وصلت وفعلت ولسنوات على هذا الحرام وعلى هذا الربا وعلى هذا القمار وعلى هذا البيع والشراء وعلى هذا النوع من كذا وكذا فماذا أصنع…

- ألم يسمع لقول نبينا ﷺ في الحديث الصحيح: "درهم من ربا أشد من ست وثلاثين زنية"، هكذا يقول عليه الصلاة والسلام من ست وثلاثين زنية وهو درهم واحد، وهو شيء يسير منه لأنه يعني أنه حارب الله أنه بارز الله أن بينه وبين الله معركة حامية الوطيس، واليوم في زماننا لا يدري المسلم من أين أكتسب ماله، أو في أي شيء ينفقه فتحقق قول نبينا ﷺ:"يأتي زمان على الناس زمان لا يبالي المرء من أين أخذ ماله ومن أين أكتسبه وفيما أنفقه"، وفي المتفق عليه: "اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يارسول الله؟ قال الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات"، وهو في المتفق عليه، فانظر بماذا قرن الله الربا، وجعله مع الشرك والقتل للنفس..

- فما عنده أي إشكالية، المهم أن يكتسب المال، يسمع بشركة تعطي أرباحًا يومية، أو أرباحًا أسبوعية، أو أرباحًا شهرية، أو أرباحًا سنوية إلا يدخل فيها بمبلغ معين ثم ترد لك في نهاية الشهر مبلغك وأكثر منه، أو تضمن لك رأس المال أو تسمي هذه العملية الربوية الشيطانية بمسميات إسلامية شراكة ومضاربة وهكذا من الألفاظ الإبليسية الخبيثة المحرمة التي يستخدمونها لجذب عوام الناس والمساكين من الناس بالرغم على أنها شركة ربوية من رأسها إلى أخمص قدمها، وذاك المسلم يأكل الحرام ويصبح ويمسي عليه ويبارز ربه، ويعلن حربه عليه جل وعلا.

-ووالله إنها لتردني أسئلة إن لم يكن في كل يوم أكثر من خمسة في مثل هذه المواضيع فقط، فهو ربًا ومراب ويتقحمه لربما من سنوات كثيرة دون أن يعي، ودون أن يفهم، ودون أن يعود إلى من يسأل ويعلم الحكم الشرعي في المسألة الفلانية، بل قد ربما المال بكله اكتسبه من الربا ومن الحرام وأكل أولاده ذلك بينما نبينا ﷺ قد لعنه كما عند مسلم حتى لعن كل من له صلة به لعظيم أمره وشديد فعله وكبير جرمه فقال ﷺ "لعن الله آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهده"، ثم قال ﷺ معلقا في آخر الحديث: "هم سواء" فكلهم ملعونون على لسان رسول الله ﷺ، فمن منا يمشي على وجه الأرض وهو ملعون من النبي ﷺ، وقد تبرأ ﷺ من ناقة لُعنت فأمر اللاعنة وفي رواية اللاعن لها بأن يأخذ متاعها ويسيبها قال: "لا تصحبنا ناقة ملعونة! ، هكذا يقول النبي ﷺ. وهي ناقة فما بالك برب أسرة، فما بالك برجل يكتسب ماله من الحرام ويؤكل أولاده منه منذ سنوات طوال…!.

-أيها الإخوة إن الواجب علينا أن نستيقظ، وأن نعي ما نفعل وما نكتسب؛ فإن اليوم أخذ منا الدنيا، وفي الآخرة جزاء،
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:

- فالحديث عن الربا وعن المحرمات عموما طويلة جدا لكن لا يسعني في الأخير ولا أطيل إلا أن أقول الربا أقسام كثيرة متنوعة وعديدة خاصة في زماننا التي تنوعت الحيل فيه، وأصبح الحرام يؤتى به مروجًا مزهنقًا محسنًا مدلعًا مجملًا باسم ألفاظ الحلال وليس ببعيد عنا ما تسمى بالخمور بأنها مشروبات روحية، وأن الزنا صديق وصديقة وعلى أن الشركات المحرمة الربوية فوائد محللة جائزة، حتى لا يتلفظون بمسمى الربا إنما تمسمى الفائدة ليحسنوها في أعين الناس، وترتضيها العقول والقلوب على أنها فائدة.

ـ فواجب على كل تاجر أن يتفقه في أحكام الشرع التي تخص تجارته ورضي الله عن الفاروق كان كلما جاءه تاجر ليتجر في السوق، سأله، وامتحنه بأخبار الفقه الربوي، وأقسام وأنواع وكيف يتم الربا ويعرفه وأخبار المال وأخبار الاقتصاد والتجارة، فإن أحسن الإجابة سمح له بالتجارة، وإن لم يحسنها صرفه منها، وكان رضي الله عنه يقول: "لا يتاجر في سوقنا من لم يفقه أحكام شرعنا، وإلا أكل الربا شاء أم أبى"، هكذا يقول الفاروق رضي الله عنه.

- بل كان في زمن كزمن دولة المرابطين أن يؤتى إلى الأسواق إلى أسواق التجار والمتاجرين فيتوجه الفقيه إليهم بأسئلة فقهية مهمة تخص المال والأعمال التجارية وعلى مذهب السادة المالكية فيقولون له ما حكم المسألة الفلانية والمسألة الفلانية، فإن أجاب بتفصيل فقهي مالكي سُمح له بالتجارة، وإلا سُحب منها وصودرت أمواله لتجارته في الحرام الذي يهد الدولة ولا يحافظ عليها أبدًا لأنه محاربة لله صراحة.

- فإذا كانت دولنا هي التي لا تحافظ على شعبها، ولا تحافظ على ما يجب عليها المحافظة عليه، ولا ترعى حقوق الناس في أخذهم بالحلال وتركهم الحرام، فماذا نفعل، وماذا نقول، وماذا ننتظر من عقوبة ربانية تنزل على الخاصة والعامة: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾.

- ألا فلنستيقظ، ولنفقه، ولنعلم، ولنكن على دراية في أي شيء نفعل، وإلى أي شيء نتجه حتى لا نأخذ المحرمات دون علم بها، ودون استشعار لخطرها، ثم هناك يكون الحساب والعقاب عند الله جل وعلا، وهناك لا عذر؛ لأن العذر مبين في كتاب الله تبارك وتعالى، وهي آيات واضحات صريحات بينات فالواجب على المسلم أن يقرأها وأن يتدبرها وأن يعلم ما فيها إذا لم يعلم من قبل الآن...

وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:

*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 0

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً