*الخطبة.النارية.عن.المغالاة.في.المهور.والأعراف.الجاهلية.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...
منذ 2025-05-19
*الخطبة.النارية.عن.المغالاة.في.المهور.والأعراف.الجاهلية.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/16750
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 19/صفر/1446هـ ↶
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فإن عصرنا قد تميز تميزًا شديدًا بكثرة المغريات، وكثرة الفتن الملهيات، وكثرة الشهوات، وكثرة المحرمات، وانتشار الفحشاء في المجتمعات، وأصبحت هذه المغريات والشهوات والشبهات والمحرمات هي أيسر عند الناس من المحللات، وفي متناول أيديهم أقرب جدًا من كثير مما أباحه رب الأرض والسماوات.
- نعم أصبح هذا الزمان وهذا العصر بالذات مغرياته وفتنه وشهواته وأهواؤه وشياطينه من الإنس والجن يجتمعون اجتماعً واحدًا، ويتفقون اتفاقًا مجرمًا على ذلك الرجل المستمسك بدينه، والذي يخاف ربه تبارك وتعالى، فيصبح هذا أسيرًا لأولئك، يصبح يواجههم فإما أن يغلبهم وأما أن يغلبونه، وإما أن يصرعهم أو يصرعونه، فعلى هذا يعيش في زماننا، وكثير من أولئك قد صُرعوا، وسقطوا، وفُتنوا وأصبحوا في حرام دائم، وفي ديدن بعيد، وفي إدمان خطير لهذه الشهوات، ولهذه المغريات، ولهذه الشبهات، ولهذه المحرمات بشكل عام.
- بينما المسلم الحق هو المستمسك بدينه في هذا الزمان المر، في هذا الزمان الصعب، في هذا الزمان الذي يناديه الحرام بكل مغرياته، وبكل زينته وفتنته وشهواته، ويتعرض له بكل إمكانانه، ويتعرض له بكامل ألبسته وطلائه، فيخرج له الحرام في أبهى حلته، بينما الحلال قد صُعب كثيرًا، وأصبح أشبه بمستحيل عند كثير من أبناء الجيل للأسف الشديد.
- هذه الكارثة الواقعة في بلدنا هذا خاصة، وفي بلاد المسلمين عامة، ولا شك ولا ريب على أننا نراه بأم أعيننا، ونسمع عنه كثيرًا على الأقل في قراءاتنا وأمام أنظارنا، وهكذا تتوالى علينا القصص والأحداث والعبر والعظات من هذا وذاك، فما دورنا وما واجبنا نحو ذلك، وتقليل حجم هذا الخطر المستفحل، والجسر العائق أمام الحلال، وتيسيره أمام الحرام.
- واليوم أتحدث إليكم عن موضوع من هذه الموضوعات، وعن كارثة من هذه الكوارث المعضلات، وعن جريمة من الجرائم التي يقف الناس أمامها مرحبين، ومساعدين، ومعاونين، وعن طريق الحق مبتعدين، وللباطل مساندين وبكل ما تعنيه الكلمة من تسهيل وتيسير، مع أنهم مسلمون وحق مسلمين.
- لكن أيها الإخوة هذا الأمر المنتشر في بلدنا، وفي مجتمعاتنا، وفي كثير من عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا وإن كانت بعض الأعراف والتقاليد والعادات ليس فيها هذا الأمر لكنها قليلة وهذا محمود لكن الأغلب على غير ذلك ألا وهو المغالاة في المهور، أو قل المغالاة في المهور ودواعيه المحرمة التي تؤدي إلى ترك الزواج لأولئك الشباب الذي يريدون العفاف، والخروج من أزمات وشهوات ومدلهمات ومخاطر الحياة لكن تقف هذه العادات الباطلة لهم بالمرصاد…
- فأصبح هذا الشاب الطموح للحلال، وإعفاف نفسه وتجنيبها من الحرام فريسة للمجتمعات، وفريسة للشهوات، والملذات التي تناديه بقدمها، وبيدها، وبسمعها، وبصرها، وبكامل زينتها، وتتعرض له تعرضًا، وأصبح في متناول يديه الصباح والمساء إذا لم يخف الله ارتطم ثم ارتطم ثم ارتطم، بينما المجتمعات تعمل على حرب شعواء ضد الحلال بتعسيرها لأمر شرعه الله تبارك وتعالى، ورغب فيه المصطفى ﷺ بل كان نبينا ﷺ هو أكثر الأمة نساء فما جمع ولن يجمع رجل ولا يحل بإجماع المسلمين لرجل في الأمة أن يجمع في عصمته بإحدى عشرة امرأة لا إلا نبينا صلى الله عليه وسلم فأحل الله له ذلك فهو أكثر الأمة نساء، وأكثرهم للزواج وأمره تشجيعا، بل دعا الأمة بكل صراحة بأن عليهم أن يتزوجوا وأن ينتقوا الودود الولود "تزوجوا الولود الودود.." أي التي تتلطف لزوجها، وتحسن العلاقة معه، وتحبب نفسها له، وانظر الى كلامه صلى الله عليه وسلم وإلى فرحه بأمته التي انتكست في أزماننا هذه الفرحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة"، فيريد أن تتزوجوا بإمرأة ودود وبإمرأة ولود وليست بعقيمة أو تباعد ما بين والولادة بحجج واهية. لا بل هكذا صلى الله عليه وسلم يخصص هذا النوع من النساء.
- ولهذا نجد الغرب يحارب هذه القاعدة النبوية الشرعية المجمع عليها عند علماء الأمة بتصعيبهم للحلال، وتيسيرهم للحرام، حتى تخيلو على أنهم يجعلونها جريمة دولية كبرى في قوانينهم الإجرامية العالمية الزواج بالصغيرة، أو تعدد الزوجات، مع أنهم يبيحون ويحررون بكل ما تعنيه الكلمة من كلمات الحرية لتعدد الصديقات والزانيات والزواني وكل ما شيء مما أطهر خطبتي من هذه الألفاظ، لكن هذا هو الواقع في زمننا وبلدنا، بل وفي بلدان كثير من المسلمين بفعلهم إن لم يكن بقولهم وتصعيب للحلال بتصعيب للزواج؛ إذ أصبح الذي يريد العفاف أمام متطلبات كبرى لا يستطيع أن يأتي بها خاصة في بعض مجتمعات وفي أعراف وتقاليد هتا وهناك تختلف من مجتمع لمجتمع لكنها تتفق على المغالاة في المهور إلا من نذر في بعض الأعراف الرائعة والتي يرتضيها الدين.
- فنجد هذه الكوارث والمغالاة والمتطلبات الكبرى التي يتطلبها الزواج فقفوا محاربة للعفاف، وللشاب أن يتزوج وأن يحصن نفسه؛ فالزوجة العروسة في قائمتها جملة من مطالبها كالكساء بمئات الآلاف إن لم تكن بالملايين والمهر بالجنيهات الذهب وما يعادلها من العملات الصعبة تبلغ عشرات الآلاف قد يمول بها العريس جيشا بأكمله.
- وهذا مطلب بسيط من الزوجة وإلا فهي كثيرة تختلف من مجتمع لآخر، ثم تأتي مطالب والدها الذي حولها إلى سلعة بمتطلباته الكبيرة، بل هناك مجتمعات كثيرة جدًا جدًا أنهم يطلبون لأنفسهم أكثر مما يعطونه لبناتهم من مهر، قد ربما تحصل على مئة ألف ريال، أو على مائتي الف ريال، بينما هو ثلاثة ملايين وأربعة ملايين، وأعرف والذي نفسي بيده مجتمعات على هذا. ثلاثة ملايين ونصف للأب، وفقط عبارة عن مئتي ألف للبنت، ومئة ألف في كسوة، والباقي يبطش بها الأب، فجعل بنته كأنها سلعة لمن يدفع أكثر فإذا جاء الغني زوجه له دين وخلق أم لا المهم مته مال…
- ومن الغرائب وليست بغريبة أمام هذا الجشع في الحقيقة بأن بعض المجتمعات معه بنات أكثر يقولون له مع فلان ثلاث أربع هذا سيبني بها دار، وهذه سيفتح بقالة أو تجارة، وهذا سيدرس بها أولاده، وهذه سيفعل وهكذا أصبح هذا هو الواقع تحولت إلى سلعة لمن يدفع أكثر وليس بشرط الخلق والدين الذي دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..."، فقال دينه وخلقه، وليس ماله، وليس جاهه، وليس غناه، وليست هذه الأمور عامة لا بل "من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا هكذا يقول النبي إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" فينتشر في المجتمعات الفساد والشر والحرام وقد كانت وستكون.
- وكم نسمع، وكم يؤتى إلينا، وكم من كوارث ومصائب وبلاوى منتشرة في مجتمعاتنا خاصة مع تيسر وسائل التواصل الاجتماعي فهذا يحب تلك، ويتعلق بها، ويراسلها الساعات الطويلة وترسل له كل شيء من جسدها، وقد يحصل لقاء وزنا، بل بعضهم أخذها وهرب بها، وبعضهن أصبحن حبلى من الزنا، وبعضهن انتحرن، وبعضهن يأخذ غرضه منها ثم يبتزها وينشر صورها، ويفضحها، والطامة أن هذه الفتن الكبيرة، والمصائب الطامة ليست حصرا على العازبات بل عمت عند المتزوجات، وكل ذلك مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
- وعودة للمتطلبات الزواج غير الأب والبنت التي هي الزوجة العروسة فهنا أيضًا أمها تريد، خالتها، وعمتها، وهكذا أم العروس، وأخواته، وقل عن القاعة كم تطلب ربما مليون ريال وأكثر، وقل أيضًا مستلزمات القاعة من ماء وغيره، فضلا عن الوجبة تكلف في بعض الأعراف أكثر من ثلاثة ملايين، وقل أيضاً البيت وزينته، وقل عن غرفة العريس التي هي ضرورة لازمة في أكثر الأعراف هي الأرفع سعرا ديكور، وغرفة نوم ومستلزمات الغرفة من فرش وغيره أكثر من مليوني ريال، فكل أولئك يحتاجون من ذلك الشاب الذي يريد أن يتزوج ويعف نفسه يحتاجون منه إلى هذه المتطلبات كضرورة لازمة عند الأعراف والتقاليد الباطلة وإلا فعيب يتزوج وهو يستحي يخالف الناس، فإذا أراد يتزوج الزوجة مثلا بثلاثة ملايين فيحتاج لثلاثة أضعافها لهذه الأعراف التي ما أنزل الله بها من سلطان وإنما هي من الشيطان… كل هذه التكاليف أيها الإخوة يتكلف بها من يريد العفاف والحلال فتصبح عليه مديونية لسنوات…
- إن هذه الجريمة واقعة في عصرنا وفي مجتمعنا وفي أعرافنا وتقاليدنا أصبحت هذه منتشرة وبالتالي انتشار الفساد الأخلاقي، والرذيلة، والانحطاط المجتمعي الذي في إحصائيات إحدى المحافظات اليمنية عدد اللواط في شهر واحد حسب تصريح لأحد رجالات الأمن فيها وهو مختص في مكافحة الجريمة الأخلاقية قال على أن أكثر من ألف وثلاثة عشر جريمة لواط تم القبض عليها في شهر واحد وفي محافظة يمنية واحدة إيه والله، والسؤال هل معقول أن يكتشفوا كل جرائم اللواط لا لا يمكن إنما هذه ربما أقل من الربع وفي محافظة واحدة فكيف بغيرها… حسبنا الله ونعم الوكيل…
- فكونوا على يقين أن ما استتر هو أكثر جدا مما يقال سواء من جريمة لواط او من جرائم اخرى كجريمة الزنا والاغتصاب وقل ما شئت وحدث ولا حرج…
-وكم من نساء والله وبالله وتالله يأتينني يريدن التوبة مما قد ارتكبت، بل وأسقطت جنينها، أو قد وقعت في فاحشة متكررة، أو قد ابتزت من هذا وذاك، وأرسلت صورها وجسدها لفلان وعلان ومن متزوجات وعازبات، وقل ما شئت، وتحدث عما شئت من هذه الجرائم والموبقات والسبب الذي يقف عائقًا عن الحلال هو الأب الذي ظلم هذه البنت بأن يسترها بزوجها بأن يعفها بزواجها بأن يقدمها لمن يرتضيه خلقا ودينا كما دعا النبي ﷺ لذلك في أحاديث كثيرة، حتى أن علماء الأمة أجمعوا على أن لا يوجد حديث واحد لا صحيح ولا ضعيف ولا حتى موضوع يدل على الترغيب في العزوبية… فديننا يحث على الزواج والعفاف ويشجع عليه… بل جعل الله الزواج سنة كونية تعم البشر وغير البشر: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ..﴾، ﴿وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾
- حتى إن الله تحدث بأنه زرع المودة والرحمة في قلوب الزجين معا، بل قال الله في سورة البقرة ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ انظر كيف التشبيه القرآني ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ..﴾ كأن الله يقول إن ذلك العازب بلا زوجة كأنه عريان معنويا، لا يوجد له ستر، ما دام ولا زوجة له لأن الله يقول: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾، إذ هي تسترك وأنت تسترها.
- فإلى أولئك الذين يريدون أن يفضحوا هذا الستر وأن يكشفوه أنادي: اتقوا الله في أنفسكم، وفي بناتكم، وفي أولادكم، بأن تخففوا من متطلبات الزواج والعفاف، وأن تتبعوا سنة رسولكم وشرع ربكم تبارك وتعالى الذي دعا لتيسير الزواج بكل ما تعنيه الكلمة من تيسير فأين أنتم من ذلك كله، ألم تعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا على من شق على الأمة: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه"، فاحذروا دعوته صلى الله عليه وسلم فأنتم أولياء أمور للنساء فارفقوا بالعزاب وحاربوا العادات والتقاليد الباطلة في تكاليف الزواج ويسروا ييسر الله لكم..
- ثم انظروا إلى تيسير الإسلام للزواج وكم كان يكلف فقد قال صلى الله عليه وسلم للرجل: "التمس ولو خاتما من حديد"، نعم خاتم من حديد لا يكلف إلا خمس مئة ريال، نعم خاتم من حديد يتزوج في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهى الأمر وكل التكاليف هي هذه، بل قال للرجل الآخر: "زوجتكها بما تحفظ من القرآن"، بل في رواية: "فقد زوجتكها بعشرين آية من سورة البقرة فحفظها إياها"، والحديث عند أبي داود، بل عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءت إليه امرأة من بني فزارة فأخبرته أنها قبلت بزواجها بشاب بأن يؤتيها نعلين فقط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أترضينه، فرضي به صلى الله عليه وسلم وأقرها عليه، وهي من نعال العرب يسيرة في قيمتها ولربما خصفها بيده، ومع هذا أقر النبي عليه والسلام زواجها، بل قال صلى الله عليه وسلم: "أبرك الصداق أيسره" وقال عليه الصلاة والسلام: "أكثر النساء بركة أيسرهن مؤنة" يعني صداقا وتكاليف للعرس.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فالمواجع أيها الإخوة في هذه القضية قضية المغالاة في المهور كثيرة، والأحداث جليلة ومدلهمة، ولكن كثرة الحديث عن هذا قد يطيل الخطبة، فنقتصر أخيراً على بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شك ولا ريب أن نساءه بنص كتاب الله عز وجل هن أمهات المؤمنين، وبالتالي هن قدوات النساء وقدوات للرجال أيضا: ﴿النَّبِيُّ أَولى بِالمُؤمِنينَ مِن أَنفُسِهِم وَأَزواجُهُ أُمَّهاتُهُم﴾، ولم يقل حتى أمهات المؤمنات؛ لأنه معروف واضح إذا كانت أما للرجل فهي أم للمرأة بدون شك وبدون ريب، فهن قدوة وأسوة وارتضينا بالشيء اليسير منه عليه الصلاة والسلام سواء في وجبتها التي يدعو النبي عليه الصلاة والسلام لها عشرة وقلة قليلة من الرجال، وعلى ماذا هل اللحم، والقاعة، والحفلات الباهضة لا بل على ثريد، أو تمر وسويق، أو خبز وخل ونحو هذا، وأكثر واحدة أولم لها صلى الله عليه وسلم ذبح شاة واحدة…ولهذا قال عمر الله عنه: "لو كان فيه خير يعني في المغالاة في المهور لفعله النبي عليه الصلاة والسلام فما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق امرأة من نسائه أكثر من اثني عشر أوقية"، وهو مبلغ يسير في زمانننا.. وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن…
- وقل أيضًا فاطمة رضي الله عنها وهي سيدة نساء أهل الدنيا في الجنة قال عليه الصلاة والسلام لعلي عندما خطبها ألا تجد شيئا تعطيها إياها، فقال لا أجد يا رسول الله، تخيل أن رجلا يأتي إلى خير خلق الله، وبنت رسول الله، وإلى سيدة نساء الجنة من أجل أن يطلب يدها بدون أي شيء، وليس معه اي شيء، فذكّره النبي أين درعك الحطمية، فقال هي عندي والحديث عند أبي داود وهو صحيح، فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم بفاطمة رضي الله عنها بدرع…
فإذا كن نساء رسول الله وبنت رسول الله وسيدة نساء أهل الجنة في الجنة رتضين من الدنيا بهذا، ورسول الله صلى عليه وسلم كولي أمر ابنته، وكزوج لنسائه ارتضى بهذا فماذا عنا والله يقول: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }.
- أفتكون نساؤنا وبناتنا وأخواتنا وعماتنا وخالاتنا وكل امرأة نحن ولي أمر لها هل ستكون كعائشة، أو كأم سلمة، أو كفاطمة، أو كأي أحد من نساء رسول الله ومن بناته، لن تكون قطعا هي خير منها، فمن خير إذن حتى نطلب كل هذا الثمن…
وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/16750
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 19/صفر/1446هـ ↶
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فإن عصرنا قد تميز تميزًا شديدًا بكثرة المغريات، وكثرة الفتن الملهيات، وكثرة الشهوات، وكثرة المحرمات، وانتشار الفحشاء في المجتمعات، وأصبحت هذه المغريات والشهوات والشبهات والمحرمات هي أيسر عند الناس من المحللات، وفي متناول أيديهم أقرب جدًا من كثير مما أباحه رب الأرض والسماوات.
- نعم أصبح هذا الزمان وهذا العصر بالذات مغرياته وفتنه وشهواته وأهواؤه وشياطينه من الإنس والجن يجتمعون اجتماعً واحدًا، ويتفقون اتفاقًا مجرمًا على ذلك الرجل المستمسك بدينه، والذي يخاف ربه تبارك وتعالى، فيصبح هذا أسيرًا لأولئك، يصبح يواجههم فإما أن يغلبهم وأما أن يغلبونه، وإما أن يصرعهم أو يصرعونه، فعلى هذا يعيش في زماننا، وكثير من أولئك قد صُرعوا، وسقطوا، وفُتنوا وأصبحوا في حرام دائم، وفي ديدن بعيد، وفي إدمان خطير لهذه الشهوات، ولهذه المغريات، ولهذه الشبهات، ولهذه المحرمات بشكل عام.
- بينما المسلم الحق هو المستمسك بدينه في هذا الزمان المر، في هذا الزمان الصعب، في هذا الزمان الذي يناديه الحرام بكل مغرياته، وبكل زينته وفتنته وشهواته، ويتعرض له بكل إمكانانه، ويتعرض له بكامل ألبسته وطلائه، فيخرج له الحرام في أبهى حلته، بينما الحلال قد صُعب كثيرًا، وأصبح أشبه بمستحيل عند كثير من أبناء الجيل للأسف الشديد.
- هذه الكارثة الواقعة في بلدنا هذا خاصة، وفي بلاد المسلمين عامة، ولا شك ولا ريب على أننا نراه بأم أعيننا، ونسمع عنه كثيرًا على الأقل في قراءاتنا وأمام أنظارنا، وهكذا تتوالى علينا القصص والأحداث والعبر والعظات من هذا وذاك، فما دورنا وما واجبنا نحو ذلك، وتقليل حجم هذا الخطر المستفحل، والجسر العائق أمام الحلال، وتيسيره أمام الحرام.
- واليوم أتحدث إليكم عن موضوع من هذه الموضوعات، وعن كارثة من هذه الكوارث المعضلات، وعن جريمة من الجرائم التي يقف الناس أمامها مرحبين، ومساعدين، ومعاونين، وعن طريق الحق مبتعدين، وللباطل مساندين وبكل ما تعنيه الكلمة من تسهيل وتيسير، مع أنهم مسلمون وحق مسلمين.
- لكن أيها الإخوة هذا الأمر المنتشر في بلدنا، وفي مجتمعاتنا، وفي كثير من عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا وإن كانت بعض الأعراف والتقاليد والعادات ليس فيها هذا الأمر لكنها قليلة وهذا محمود لكن الأغلب على غير ذلك ألا وهو المغالاة في المهور، أو قل المغالاة في المهور ودواعيه المحرمة التي تؤدي إلى ترك الزواج لأولئك الشباب الذي يريدون العفاف، والخروج من أزمات وشهوات ومدلهمات ومخاطر الحياة لكن تقف هذه العادات الباطلة لهم بالمرصاد…
- فأصبح هذا الشاب الطموح للحلال، وإعفاف نفسه وتجنيبها من الحرام فريسة للمجتمعات، وفريسة للشهوات، والملذات التي تناديه بقدمها، وبيدها، وبسمعها، وبصرها، وبكامل زينتها، وتتعرض له تعرضًا، وأصبح في متناول يديه الصباح والمساء إذا لم يخف الله ارتطم ثم ارتطم ثم ارتطم، بينما المجتمعات تعمل على حرب شعواء ضد الحلال بتعسيرها لأمر شرعه الله تبارك وتعالى، ورغب فيه المصطفى ﷺ بل كان نبينا ﷺ هو أكثر الأمة نساء فما جمع ولن يجمع رجل ولا يحل بإجماع المسلمين لرجل في الأمة أن يجمع في عصمته بإحدى عشرة امرأة لا إلا نبينا صلى الله عليه وسلم فأحل الله له ذلك فهو أكثر الأمة نساء، وأكثرهم للزواج وأمره تشجيعا، بل دعا الأمة بكل صراحة بأن عليهم أن يتزوجوا وأن ينتقوا الودود الولود "تزوجوا الولود الودود.." أي التي تتلطف لزوجها، وتحسن العلاقة معه، وتحبب نفسها له، وانظر الى كلامه صلى الله عليه وسلم وإلى فرحه بأمته التي انتكست في أزماننا هذه الفرحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة"، فيريد أن تتزوجوا بإمرأة ودود وبإمرأة ولود وليست بعقيمة أو تباعد ما بين والولادة بحجج واهية. لا بل هكذا صلى الله عليه وسلم يخصص هذا النوع من النساء.
- ولهذا نجد الغرب يحارب هذه القاعدة النبوية الشرعية المجمع عليها عند علماء الأمة بتصعيبهم للحلال، وتيسيرهم للحرام، حتى تخيلو على أنهم يجعلونها جريمة دولية كبرى في قوانينهم الإجرامية العالمية الزواج بالصغيرة، أو تعدد الزوجات، مع أنهم يبيحون ويحررون بكل ما تعنيه الكلمة من كلمات الحرية لتعدد الصديقات والزانيات والزواني وكل ما شيء مما أطهر خطبتي من هذه الألفاظ، لكن هذا هو الواقع في زمننا وبلدنا، بل وفي بلدان كثير من المسلمين بفعلهم إن لم يكن بقولهم وتصعيب للحلال بتصعيب للزواج؛ إذ أصبح الذي يريد العفاف أمام متطلبات كبرى لا يستطيع أن يأتي بها خاصة في بعض مجتمعات وفي أعراف وتقاليد هتا وهناك تختلف من مجتمع لمجتمع لكنها تتفق على المغالاة في المهور إلا من نذر في بعض الأعراف الرائعة والتي يرتضيها الدين.
- فنجد هذه الكوارث والمغالاة والمتطلبات الكبرى التي يتطلبها الزواج فقفوا محاربة للعفاف، وللشاب أن يتزوج وأن يحصن نفسه؛ فالزوجة العروسة في قائمتها جملة من مطالبها كالكساء بمئات الآلاف إن لم تكن بالملايين والمهر بالجنيهات الذهب وما يعادلها من العملات الصعبة تبلغ عشرات الآلاف قد يمول بها العريس جيشا بأكمله.
- وهذا مطلب بسيط من الزوجة وإلا فهي كثيرة تختلف من مجتمع لآخر، ثم تأتي مطالب والدها الذي حولها إلى سلعة بمتطلباته الكبيرة، بل هناك مجتمعات كثيرة جدًا جدًا أنهم يطلبون لأنفسهم أكثر مما يعطونه لبناتهم من مهر، قد ربما تحصل على مئة ألف ريال، أو على مائتي الف ريال، بينما هو ثلاثة ملايين وأربعة ملايين، وأعرف والذي نفسي بيده مجتمعات على هذا. ثلاثة ملايين ونصف للأب، وفقط عبارة عن مئتي ألف للبنت، ومئة ألف في كسوة، والباقي يبطش بها الأب، فجعل بنته كأنها سلعة لمن يدفع أكثر فإذا جاء الغني زوجه له دين وخلق أم لا المهم مته مال…
- ومن الغرائب وليست بغريبة أمام هذا الجشع في الحقيقة بأن بعض المجتمعات معه بنات أكثر يقولون له مع فلان ثلاث أربع هذا سيبني بها دار، وهذه سيفتح بقالة أو تجارة، وهذا سيدرس بها أولاده، وهذه سيفعل وهكذا أصبح هذا هو الواقع تحولت إلى سلعة لمن يدفع أكثر وليس بشرط الخلق والدين الذي دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..."، فقال دينه وخلقه، وليس ماله، وليس جاهه، وليس غناه، وليست هذه الأمور عامة لا بل "من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا هكذا يقول النبي إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" فينتشر في المجتمعات الفساد والشر والحرام وقد كانت وستكون.
- وكم نسمع، وكم يؤتى إلينا، وكم من كوارث ومصائب وبلاوى منتشرة في مجتمعاتنا خاصة مع تيسر وسائل التواصل الاجتماعي فهذا يحب تلك، ويتعلق بها، ويراسلها الساعات الطويلة وترسل له كل شيء من جسدها، وقد يحصل لقاء وزنا، بل بعضهم أخذها وهرب بها، وبعضهن أصبحن حبلى من الزنا، وبعضهن انتحرن، وبعضهن يأخذ غرضه منها ثم يبتزها وينشر صورها، ويفضحها، والطامة أن هذه الفتن الكبيرة، والمصائب الطامة ليست حصرا على العازبات بل عمت عند المتزوجات، وكل ذلك مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
- وعودة للمتطلبات الزواج غير الأب والبنت التي هي الزوجة العروسة فهنا أيضًا أمها تريد، خالتها، وعمتها، وهكذا أم العروس، وأخواته، وقل عن القاعة كم تطلب ربما مليون ريال وأكثر، وقل أيضًا مستلزمات القاعة من ماء وغيره، فضلا عن الوجبة تكلف في بعض الأعراف أكثر من ثلاثة ملايين، وقل أيضاً البيت وزينته، وقل عن غرفة العريس التي هي ضرورة لازمة في أكثر الأعراف هي الأرفع سعرا ديكور، وغرفة نوم ومستلزمات الغرفة من فرش وغيره أكثر من مليوني ريال، فكل أولئك يحتاجون من ذلك الشاب الذي يريد أن يتزوج ويعف نفسه يحتاجون منه إلى هذه المتطلبات كضرورة لازمة عند الأعراف والتقاليد الباطلة وإلا فعيب يتزوج وهو يستحي يخالف الناس، فإذا أراد يتزوج الزوجة مثلا بثلاثة ملايين فيحتاج لثلاثة أضعافها لهذه الأعراف التي ما أنزل الله بها من سلطان وإنما هي من الشيطان… كل هذه التكاليف أيها الإخوة يتكلف بها من يريد العفاف والحلال فتصبح عليه مديونية لسنوات…
- إن هذه الجريمة واقعة في عصرنا وفي مجتمعنا وفي أعرافنا وتقاليدنا أصبحت هذه منتشرة وبالتالي انتشار الفساد الأخلاقي، والرذيلة، والانحطاط المجتمعي الذي في إحصائيات إحدى المحافظات اليمنية عدد اللواط في شهر واحد حسب تصريح لأحد رجالات الأمن فيها وهو مختص في مكافحة الجريمة الأخلاقية قال على أن أكثر من ألف وثلاثة عشر جريمة لواط تم القبض عليها في شهر واحد وفي محافظة يمنية واحدة إيه والله، والسؤال هل معقول أن يكتشفوا كل جرائم اللواط لا لا يمكن إنما هذه ربما أقل من الربع وفي محافظة واحدة فكيف بغيرها… حسبنا الله ونعم الوكيل…
- فكونوا على يقين أن ما استتر هو أكثر جدا مما يقال سواء من جريمة لواط او من جرائم اخرى كجريمة الزنا والاغتصاب وقل ما شئت وحدث ولا حرج…
-وكم من نساء والله وبالله وتالله يأتينني يريدن التوبة مما قد ارتكبت، بل وأسقطت جنينها، أو قد وقعت في فاحشة متكررة، أو قد ابتزت من هذا وذاك، وأرسلت صورها وجسدها لفلان وعلان ومن متزوجات وعازبات، وقل ما شئت، وتحدث عما شئت من هذه الجرائم والموبقات والسبب الذي يقف عائقًا عن الحلال هو الأب الذي ظلم هذه البنت بأن يسترها بزوجها بأن يعفها بزواجها بأن يقدمها لمن يرتضيه خلقا ودينا كما دعا النبي ﷺ لذلك في أحاديث كثيرة، حتى أن علماء الأمة أجمعوا على أن لا يوجد حديث واحد لا صحيح ولا ضعيف ولا حتى موضوع يدل على الترغيب في العزوبية… فديننا يحث على الزواج والعفاف ويشجع عليه… بل جعل الله الزواج سنة كونية تعم البشر وغير البشر: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ..﴾، ﴿وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾
- حتى إن الله تحدث بأنه زرع المودة والرحمة في قلوب الزجين معا، بل قال الله في سورة البقرة ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ انظر كيف التشبيه القرآني ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ..﴾ كأن الله يقول إن ذلك العازب بلا زوجة كأنه عريان معنويا، لا يوجد له ستر، ما دام ولا زوجة له لأن الله يقول: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾، إذ هي تسترك وأنت تسترها.
- فإلى أولئك الذين يريدون أن يفضحوا هذا الستر وأن يكشفوه أنادي: اتقوا الله في أنفسكم، وفي بناتكم، وفي أولادكم، بأن تخففوا من متطلبات الزواج والعفاف، وأن تتبعوا سنة رسولكم وشرع ربكم تبارك وتعالى الذي دعا لتيسير الزواج بكل ما تعنيه الكلمة من تيسير فأين أنتم من ذلك كله، ألم تعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا على من شق على الأمة: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه"، فاحذروا دعوته صلى الله عليه وسلم فأنتم أولياء أمور للنساء فارفقوا بالعزاب وحاربوا العادات والتقاليد الباطلة في تكاليف الزواج ويسروا ييسر الله لكم..
- ثم انظروا إلى تيسير الإسلام للزواج وكم كان يكلف فقد قال صلى الله عليه وسلم للرجل: "التمس ولو خاتما من حديد"، نعم خاتم من حديد لا يكلف إلا خمس مئة ريال، نعم خاتم من حديد يتزوج في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهى الأمر وكل التكاليف هي هذه، بل قال للرجل الآخر: "زوجتكها بما تحفظ من القرآن"، بل في رواية: "فقد زوجتكها بعشرين آية من سورة البقرة فحفظها إياها"، والحديث عند أبي داود، بل عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءت إليه امرأة من بني فزارة فأخبرته أنها قبلت بزواجها بشاب بأن يؤتيها نعلين فقط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أترضينه، فرضي به صلى الله عليه وسلم وأقرها عليه، وهي من نعال العرب يسيرة في قيمتها ولربما خصفها بيده، ومع هذا أقر النبي عليه والسلام زواجها، بل قال صلى الله عليه وسلم: "أبرك الصداق أيسره" وقال عليه الصلاة والسلام: "أكثر النساء بركة أيسرهن مؤنة" يعني صداقا وتكاليف للعرس.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فالمواجع أيها الإخوة في هذه القضية قضية المغالاة في المهور كثيرة، والأحداث جليلة ومدلهمة، ولكن كثرة الحديث عن هذا قد يطيل الخطبة، فنقتصر أخيراً على بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شك ولا ريب أن نساءه بنص كتاب الله عز وجل هن أمهات المؤمنين، وبالتالي هن قدوات النساء وقدوات للرجال أيضا: ﴿النَّبِيُّ أَولى بِالمُؤمِنينَ مِن أَنفُسِهِم وَأَزواجُهُ أُمَّهاتُهُم﴾، ولم يقل حتى أمهات المؤمنات؛ لأنه معروف واضح إذا كانت أما للرجل فهي أم للمرأة بدون شك وبدون ريب، فهن قدوة وأسوة وارتضينا بالشيء اليسير منه عليه الصلاة والسلام سواء في وجبتها التي يدعو النبي عليه الصلاة والسلام لها عشرة وقلة قليلة من الرجال، وعلى ماذا هل اللحم، والقاعة، والحفلات الباهضة لا بل على ثريد، أو تمر وسويق، أو خبز وخل ونحو هذا، وأكثر واحدة أولم لها صلى الله عليه وسلم ذبح شاة واحدة…ولهذا قال عمر الله عنه: "لو كان فيه خير يعني في المغالاة في المهور لفعله النبي عليه الصلاة والسلام فما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق امرأة من نسائه أكثر من اثني عشر أوقية"، وهو مبلغ يسير في زمانننا.. وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن…
- وقل أيضًا فاطمة رضي الله عنها وهي سيدة نساء أهل الدنيا في الجنة قال عليه الصلاة والسلام لعلي عندما خطبها ألا تجد شيئا تعطيها إياها، فقال لا أجد يا رسول الله، تخيل أن رجلا يأتي إلى خير خلق الله، وبنت رسول الله، وإلى سيدة نساء الجنة من أجل أن يطلب يدها بدون أي شيء، وليس معه اي شيء، فذكّره النبي أين درعك الحطمية، فقال هي عندي والحديث عند أبي داود وهو صحيح، فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم بفاطمة رضي الله عنها بدرع…
فإذا كن نساء رسول الله وبنت رسول الله وسيدة نساء أهل الجنة في الجنة رتضين من الدنيا بهذا، ورسول الله صلى عليه وسلم كولي أمر ابنته، وكزوج لنسائه ارتضى بهذا فماذا عنا والله يقول: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }.
- أفتكون نساؤنا وبناتنا وأخواتنا وعماتنا وخالاتنا وكل امرأة نحن ولي أمر لها هل ستكون كعائشة، أو كأم سلمة، أو كفاطمة، أو كأي أحد من نساء رسول الله ومن بناته، لن تكون قطعا هي خير منها، فمن خير إذن حتى نطلب كل هذا الثمن…
وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A