*الاتباع.لرسول.الله.ﷺ.طريق.النجاة.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...

منذ 2025-05-19
*الاتباع.لرسول.الله.ﷺ.طريق.النجاة.cc.*

#خطب_مكتوبة

👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17118
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا1/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- فما من أحد في هذه الدنيا إلا وله علينا فضل، وله علينا منة، وله علينا حق، ولقد قدم لنا شيئًا في الحياة يستحق منا شكرنا، وثناءنا، وحبنا، ورد الحق له، سواء كان أب أو أم، أو كان أستاذ، أو إنسان عادي، أو طبيب مثلًا أو أي أحد من هذه الدنيا؛ إذ أن البشر يتكاتفون، ويتعاونون، ويكمّل بعضهم بعضًا فما عندي من نقص يكمله غيري كأن لا أحسن الطبخ يوجد طباخ، لا أحسن الطب يوجد طبيب، لا أحسن الحمل يوجد حمال، وهكذا سائر صنوف الحياة… وإن لم يتعاون البشر جميعًر لأجل الجميع فإنهم يتعاونون لأجل مصلحتهم الخاصة مما يرتجونه من الآخر،هكذا البشر يفعلون وخاصة إذا كانت الفطرة تدل على ذلك بدون أن ينتظر مصلحة منك كالوالد والوالدة اللذين لهما الحق وأجل الحق وأكبر الحق، وقل عن غيرهما، وإن كانت الحقوق كثيرة في هذه الدنيا…

- ولكن أقف هذا اليوم عند أجل الحقوق، وأعظم الحقوق، وأرفعها، وأزكاها، وأنقاها على الإطلاق إنه ذلك الذي له علينا أعظم منة، وأجل خدمة، وأهم ما قدم إنسان للبشرية خاصة للمسلمين إنه نبينا ﷺ النبي الأمين ﷺ الذي شعار حياته وشعار مبعثه وشعار رسالتهﷺ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.

- نعم كل ما سوى الله فإن رسول الله ﷺ رحمة لهم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، والعالم هو ما سوى الله، سواء من بشر، أو من حجر، أو من دواب وجمادات، أو من جان، أو من إنسان مسلم، أو غير مسلم، فكلهم النبي ﷺ له أعظم وأجل الحق علينا نحن جميعا وخاصة المسلمين.

- ألم يقل الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ} إذن بأعظم منة، وأعظم نعمة، وأجل عطية، وأرفعها على الإطلاق هو أن أرسل ربنا جل وعلا إلينا نبينا ﷺ: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.

- بمعنى أن ما قبل أن يمن الله علينا برسولنا ﷺ كان الناس في ضلال مبين لولا أن الله تبارك وتعالى أنقذ الناس بهذا النبي الأمين ﷺ، حتى الكافر فإن الله عز وجل قد رفع عنه العقاب الجماعي في الدنيا الذي كان للأمم السابقة كنوح عليه السلام: {لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا]، وقوم هود: ﴿فَلَمّا رَأَوهُ عارِضًا مُستَقبِلَ أَودِيَتِهِم قالوا هذا عارِضٌ مُمطِرُنا بَل هُوَ مَا استَعجَلتُم بِهِ ريحٌ فيها عَذابٌ أَليمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيءٍ بِأَمرِ رَبِّها فَأَصبَحوا لا يُرى إِلّا مَساكِنُهُم كَذلِكَ نَجزِي القَومَ المُجرِمينَ﴾، وفرعون وقومه: ﴿فَكَذَّبوهُ فَأَنجَيناهُ وَالَّذينَ مَعَهُ فِي الفُلكِ وَأَغرَقنَا الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا إِنَّهُم كانوا قَومًا عَمينَ﴾، وقوم لوط: ﴿فَلَمّا جاءَ أَمرُنا جَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضودٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظّالِمينَ بِبَعيدٍ﴾ وغيرهم كثير…

- وهكذا الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام كان يصيب العذاب كل من كذب به ولم يؤمن بما جاء به فكل هؤلاء بدءًا من نوح وانتهاء بعيسى عليه السلام ما دام أن قومه لم يؤمنوا به أصابهم الله ما أصابهم، إما عامة للجميع، وإما خاصة لبعضهم دون بعض، إلا نبينا ﷺ فقد رفع الله تعالى العقاب عن الأمة عامة سواء أمة الاستجابة الذين هم المسلمون أو الدعوة الذين هم غير مسلمين هؤلاء جميعًا يشملهم نبينا ﷺ بأنه رحمة بهم وأرسل ﷺ إليهم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، وأن الله سبحانه وتعالى من به ﷺ على المؤمنين {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ}…

- نعم أيها المؤمنون إنه أعظم من، وأعظم من له الحق الأعظم علينا إنه النبي ﷺ: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ}، وانظر إلى صراط مستقيم أي لا اعوجاح فيه لا شرقية ولا غربية، ولا هنا وهناك من أشياء دنيوية بل صراط الله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ}... فهو ﷺ الهادي للنور القويم، والدال العظيم لصراط الله المستقيم عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم…

- ضمن الله جل وعلا هذه الطريق التي يسلكها المسلمون ودلهم عليها النبي الأمين ﷺ بأنها صراط الله، ومن كان في صراط الله فلا خوف عليه، ولا قلق عليه؛ لأنه قد اتبع الصراط الذي يحبه الله، ويجب أن يتبعه، ويرى الدنيا من خلاله، وبه سيسير دنيا وآخرة، وينتظم في الحياة بكلها، وإذا لم يتبع هذا الصراط عاد لما كان عليه قبل مبعث من يهدي إلى الصراط، أو من هو سبب للهداية إلى هذا الصراط العظيم ألا وهو النبي ﷺ: {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} أي من قبل مبعثه ﷺ.

- وكلمة: {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} عامة بمعنى أن من لم يتبع نبينا ﷺ بعد أن بعثه الله تعالى فإنه يعود للضلال المبين في كل حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية والأسرية والنفسية وقل ما شئت من الحياة برمتها، نعم يعود للضلال، للتخبط، للفوضى إذا لم يتبع هذا الصراط، وإذا لم يكن مع رسول الله ﷺ: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى﴾…

- وما نراه اليوم في المسلمين الذين حادوا عن دينهم، وابتعدوا عن منهج نبيهم ﷺ أو في غير المسلمين إنما هو انتكاسة وعودة إلى الضلال المبين، وبقدر عدم اتباعهم يكون ضلالهم، وبقدر عدم اتباعهم لهذا الصراط يكون ضلالهم، وغوايتهم، وانتكاستهم…؛ لأنهم عادوا إلى ما نجاهم الله منه قبل نبينا ﷺ، لكنهم لم ينتبهوا، لكنهم لم يعتبروا، لكنهم لم يعيروا اهتمامًا ألم يقل الله: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}…

- ثم إن الهداية هنا ليست هداية أخروية إلى الجنة وفقط، بل هداية شاملة عامة لكل أمور الدنيا والآخرة: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}، إنها هداية في حياتكم، هداية في مستقبلكم، هداية في طريقكم، هداية في سياستكم، واقتصادكم، ومالكم، وأسركم، وثقافتكم، وعلمكم، واجتماعكم، وفي كل شيء من شؤون حياتكم، فإنه عليه الصلاة والسلام باتباعكم له هداية، باتباعه إنقاذ للبشرية….

- وصدق ذلك الكافر الباحث المتحري وهو برنارد شو إذ قال على أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو يسميه محمد على: "أن محمدًا لو بُعث للبشرية اليوم لانتهت مشاكلهم وهو يحتسي كأس شاهي"، نعم في لحظات يسيرة لو عاد ﷺ للبشرية العمياء الظلماء البكماء التي تعاني ما تعاني من ضلال مبين فإنها تعود للنور المبين به ﷺ: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}..


- بل إذا كان الله تبارك وتعالى يحدث أهل الكتاب واعظًا، ويحثهم آمرًا لاتباع الرسول النبي الأمي ﷺ الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل فكيف بنا :﴿الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتي كانَت عَلَيهِم فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾، وانطر: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}…

- نعم إنه فلاح في الدنيا وفلاح في الآخرة، ووالله الذي لا إله إلا هو لو أن إنسانا ملك الدنيا بما فيها وهو لم يتبع هذا الفلاح فهو منتكس مرتكس لاسعادة له، ولا ملك له، ولن يجد متعة وطعما للحياة وما ملك منها… وإنما هو وهمي وضلال مبين… واقرأوا إن شئتم قصص هؤلاء الذين عادوا والذين رجعوا إلى الأصل الأصيل بعد أن ملكوا من الدنيا ما ملكوا ووصلوا إلى ما وصلوا فلما نطقوا بلا إله إلا الله قال قائلهم أي سحر تضعونه في هذه الكلمة، أي سحر تضعونه في كلمة لا إله إلا الله، والله لقد دخلت كل الديانات لأبحث عن سعادتي الروحية الحقة حتى إني دخلت إلى دين المجوسية والبوذية ومع هذا لم أجد فيها وما وجدت في كلمة لا إله إلا الله… وما وجدت سعادة أعظم من سعادتي بنطق لا إله إلا الله محمد رسول الله ﷺ.
- وقال قائلهم أيضاً رجل آخر والله إن أمي وأبي الذين ماتوا على هذا الشرك والضلال المبين سيسألونكم يوم القيامة أيها المسلمون لم لم تبينوا لهم الإسلام، ولم تفهموهم هذا الطريق وهذه الكلمة لا إله إلا الله… وأمثالهم كثير وكثير تربعوا على عروش الدنيا وأموالها ثم أسلموا، أو كانوا أحبارا ورهبانا وزعماء دينيين في أديانهم فعادوا لدين الحق دين الإسلام فوجودوا السعادة والفلاح والنور… واقرأوا مثلا كتاب هذا هو القرآن العظيم..


-ألا أيها الناس إنما السعادة الحقيقية هي باتباع رسول البشرية عليه الصلاة والسلام: {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}، ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾ …

- واليوم لا أتحدث عن كيف كان العرب قبل الإسلام؛ فقد تحدثت عنه كثيرا، وفصلت فيه طويلا، بل في سلسلة متكاملة، سواء عن أيام العرب في الجاهلية، أو عن أيامهم بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام قبل أ يؤمنوا به، إلا أني أتحدث عن حقه عليه الصلاة والسلام علينا، عن هذه المنة الربانية التي من بها علينا، عن الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهداية: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}، عن الفلاح: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}… عن الرحمة: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، الصراط المستقيم: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ}، بل عن من بسبب نبتعد كليًا عن الفتنة.. {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ}، والفتنة هنا عامة فتنة في كل شيء من حياتهم يفتن حتى بماله، يفتن حتى بعلمه، يفتن حتى بأولاده، يفتن حتى بمعلوماته، يفتن حتى بنعم الله عليه، يفتن بكل شيء في حياته فإن الفتنة تلاحقه… سواء من وسائل عصرية، أو من وسائل قديمة… وهو شخص، فكيف بأشخاص، كيف بمجتمع، كيف بدولة، كيف بأمة بكاملها أن تضل عن الصراط المستقيم وعن النور القويم بيد رسولنا الأمين عليه الصلاة والسلام.…

ألا فالله يقول لنا ذلك {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} فلنحذر هذه الفتنة سواء فتنة دنيوية من حروب وصراعات وفقر وقتال ودمار وخصام وقل ما شئت مما ترون والسبب تخلفنا عن اتباع نبينا ﷺ فأصابتنا فتنة عامة في كل شيء، ثم: {أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وهذا ما نراه اليوم…

- ثم ألم يقل تبارك وتعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}.. فأي شجار حصل بين اثنين أو بين مجتمع أو بين دولة أو بين أحد كان في هذا العالم الإسلامي إن لم يحكّموا النبي عليه الصلاة والسلام فإنهم سيظلون، ويشقون وهذا ما نراه اليوم وها نحن ننتظر للأمم المتحدة وننتظر مبعوثها الدولي وننتظر هذا وذاك، ننتظر الحل من الشرق والغرب، ونضطرب يمنة ويسرة، مرة عند الصين واقتصادها، ومرة عند روسيا وسلاحها، ومرة عند أمريكا بكل شيء لديها…

نضطرب هنا وهناك ولا نجد الحل؛ لأن الحل موجود في كتاب الله لكننا ابتعدنا عنه، أما نبينا ﷺ فلم يتركنا عليه الصلاة والسلام إلا وقد أعطانا الحل وكل الحل، لكن لكن ذلك الحل لم نستخدمه، كما يقولون سلاح بيد عجوز، أو غزالة عند قرد، لا يحسنون استخدام الحل، أو قل أشبه برسالة عظيمة، وكنز عظيم لكنه لم يحفر له، أو رسالة معلقة ينظر إليها لجمالها وزخرفها لكنه لا يأبه بها لاتباعها وفتحها وقراءة ما فيها ليعمل بها… كأن تكون وصية من والد لولده قد ترك ما تركه لكن الولد يحتفظ بها للمتعة والنظر فقط فكذلك هو المنهج الذي تركنا عليه الصلاة والسلام عليه "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" ونحن هلكنا، ونحن دُمرنا، ونحن فقرنا، ونحن جعنا، ونحن أصبنا بما أصبنا به؛ لأننا لم نتبع ذلك الذي تركنا عليه الصلاة والسلام عليه: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ}، وكلمة (مِن شَيْءٍ نكرة) نكرة في سياق عموم أي كل شيء {فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}

- إذن فواجبكم أن تحكموا الكتاب والسنة ونبي الأمة ﷺ، واجبكم أن تعودوا إليه لا لقرارات دولية ولا لمبادرة خليجية ولا لمخرجات حوار وطني كما هي الركائز والثوابت الثلاث للحل الشامل في اليمن أو قل الحل الفاشل الكاذب الزائف الذي يدندنون به من أكثر من عشر سنوات وكله كذب في كذب هلك الناس وماتوا جوعا وفقرا وألما ومرضا وحسرة وهم يكذبون كما يتنفسون أنهم يريدون الحل…
- ولن نجد الحل من الثلاث بل من كتاب الله هو الذي يقود ولا يقاد،هو الذي يعلو ولا يعلى عليه، هو الذي يُتبع ولا يَتبع، هو الذي يكون لكم سعادة وطمأنينة وأعظم فلاح وهداية… واليوم أضعنا شرع الله بكله واتبعنا قوانين الأمم المتحدة والدول الكافرة… ولا يحكمنا ببعض الشرع إلا قانون الأسرة فقط هذه القوانين العربية بدءا من أم القوانين العربية وهو المصري، وانتهاء باليمني وغيره…

- ألم يقل الله في رسول الله قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى بأيام قليلة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، فالله يقول إذن: {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}، وفوق ذلك: { وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}...

ماذا أيها الإخوة لو أننا أخذنا بمنهج نبينا شخصيًا كأفراد إن لم تتبعه دولتنا، ونشيعه في أسرنا إن لم يتبعه مجتمعنا، أن نحكّمه لنسعد، لا أننتظر للآخر بل في نفسي أحكّم كتاب الله أحكّم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالتالي سيتلاحق هذا التحكيم في المجتمع والدولة والأمة: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}…

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:

- فأيها الإخوة إننا بحاجة ماسة إلى تلمس آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى أن نتبع النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نجعل حياته ﷺ منهج حياتنا، ونور طريقنا، والطريق الأوحد لنا، والهدى والنور الذي دلنا على كل شيء في حياتنا، وإلى أن نعلم سنته وهديه وطريقته، ونتعلمها، ونهتدي بهداه، وليس مجرد اتباع عادي، وانتساب في الخطاب وانتساب بالأسرة وانتساب بالمجتمع وإلا فلا فرق بينه وبينهم لو وجد ذلك المسلم في بلد الغرب، لقالوا هذا مننا وإلينا كله؛ إذ لا صلاة ولا صيام ولا عبادة ولا شيء من هذا يتبعه من رسول الله إن لم يكن أشد منهم…

- ويقول القبائل أعوذ بالله من البدوي إذا تحضر وكذلك الواحد منا كمسلم إذا ابتعد من الإسلام بأي شيء كان من خروج ولو يسير، ربما يخرج إنسان بنسبة واحد بالمئة هذا الخروج بنسبة واحد بالمئة هو معناه عدم الهداية، هو معناه الضلال؛ إذ أنه بقدر بعد المسلم عن الإسلام يكون اقترابه من الضلال بقدره، هو معناه البعد عن الرحمة، هو معناه القرب الفتنة، هو معناه القرب من العذاب الأليم بقدر بعدك عن رسول الله وعن منهج الله وأحيانا تحل عليك وعلى أسرك وتحل عليك وعلى مجتمعك وتحل عليك وعلى العامة والخاصة معك: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوامِنْكُمْ خَاصَّةً}… تعم الجميع لأنك أنت من أخطأت وخطؤك هذا واحد في المئة، وهذا سيخطئ بنسبة ثلاثة بالمئة وذاك أربعة وهكذا، كل ما ابتعدنا بأخطائنا غوينا وضللنا وعدنا لما كنا عليه قبل أن يأتينا نبينا صلى الله عليه وسلم ولا حل إلا بالاتباع: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}… .

- وتخيلوا إنسانا يحبه الله كيف سيكون أمره، كيف سيكون حاله، كيف سيكون ماله، في سائر شأنه… إنه إنسان يحبه الله… "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، ولأن سألني لأعطينه، ولأن أستعاذني لأعيذنه"…


- فربه محيط به وفي كل شيء من شؤون حياته لأن الله يحبه يدافع عنه وذلك باتباعه للنبي ﷺ: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}كثر الكذابون، كثر المنتسبون، كثر الداعون، كثر هؤلاء الذين يدعون انتسابهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أشد الناس عداء له حتى في فرائضه وحتى في شرائعه وحتى في أوامره وحتى في نواهيه وحتى في في كل شيء، لكنهم يدعون حبه، ولكنهم يرسمون لأنفسهم ما يرسمون من تمتمات باطلة وأشياء زائفة وهم أبعد الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم كن كما قال ابن تيمية عليه رحمة الله "قد ادعى أناس المحبة فأنزل عليهم آية المحنة" {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}… ألا فمن صدق في حبه لرسول الله فهذا هو الميدان هذا هو الميدان {فَاتَّبِعُونِي} إن صدقتم في محبته، وإن زعمتم حبه وتعلقكم به، فهذا هو ميدانكم ميدان العمل أرونا إياه.ك… فإن والله نافقتم وكذبتم وقلتم فعلتم وصنعتم وهرطقتم بسياسات باطلة وبكلمات زائفة وبشعارات مرجفة فهذه بكلها رد عليكم وقد فعلها إبليس من قبلكم وادعى ما ادعى وفعل ما فعل وأقسم بمن أقسم؛ إذ أنه أقسم برب العالمين سبحانه وتعالى ومع هذا كان إبليس أشر خلق الله على الإطلاق...

ألا فأن الواجب علينا بقدر انتسابنا لديننا أن ننتسب أيضًا بأعمالنا باتباعنا لسنة رسول الله… ولمنهج الله…

- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:

*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 2

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً