*أهداف.الحرب.على.السنة.النبوية.بشبهات.عقلية.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو ...
منذ 2025-05-19
*أهداف.الحرب.على.السنة.النبوية.بشبهات.عقلية.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/dYKr5bRNiE0?si=1BxTydDdZjlcFjWq
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 24/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فإن الشريعة الإسلامية تخوض أكبر، وأشد، وأعظم حرب على الإطلاق منذ أن وجدت، ومنذ تاريخها الأول، والشريعة تخوض هذه الحرب الشرسة مع أقذر خلق الله، وأحقر خلق الله، من أبناء الأمة قبل أعداء الأمة ممن يدعون الإسلام والقرآن والصلاة والصيام، ويتفوهون بالقرآن، وهم أبعد الناس عنه، وأفجرهم لانتهاك حدوده، وأجرمهم لارتكاب منهياته، والابتعاد عن واجباته… إنما يلوكون بآياته، ويتشدقون بها؛ لمجادلة الذين آمنوا: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا}…
- فإذا حاكمتهم إلى كتاب الله، وإذا حاكمتهم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوهما بالرجعية والتخلف، ووصفوهما بالقدم وعدم ستطاعتهما لحكم العالم بل قال قائلهم: "إن كتابًا يتحدث عن التين والزيتون، لا يمكن أن يحكم القرن الواحد والعشرين"، هكذا يقولون وهكذا يتفوهون، وهكذا يغالون، وهكذا يطعنون في الكتاب والسنة ويردونهما البتة، ولا يؤمنون بشيء منهما بالمرة، وإن زعموا ذلك بألسنتهم فهم أقرب الناس عداء لها، وهم أشد الناس على الإطلاق عداوة وخصومة ونزاعًا وردا لهذه الأدلة من الكتاب ومن السنة، وبماذا إنها بمزعم العقل الذي جعلوه قبل الكتاب وقبل السنة وقبل الله وقبل النبي صلى الله عليه وسلم.
- هؤلاء جعلوا العقل الطاغوت الذي إليه يُتحاكم ويخاصم، وهو المشرع الأول والأخير، وهو الذي يفصل بين الناس، وكأن العقل واحد، وكأن العقول أجتمعت، وكأن الأفكار تلاقحت واتفقت، مع أن عقول الناس تختلف اختلافا كليًا كاختلاف صورهم ولذلك خلقهم كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالونَ مُختَلِفينَ إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُم﴾.
- فيختلفون في أرائهم وأقوالهم وفي تشريعاتهم وفي أوطانهم وفي أجسادهم وفي صورهم وفي منطق كلامهم وفي أشياء كثيرة من تفاصيل حياتهم: ﴿وَمِن آياتِهِ خَلقُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافُ أَلسِنَتِكُم وَأَلوانِكُم إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِلعالِمينَ﴾… فكيف سيتفق هؤلاء على تشريع ما لم يشرعه الله، أو على إنكار ما أنكره الله، أو يتفقون على إنكار ذلك الشيء الذي لم ينكره الله، ويحللون الحرام، ويحرمون الحلال زعما أنهم يتبعون هذه العقول الرديئة…
- وفوق هذا فإنهم يقولون بملئ فيهم: نقدس النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا الكلام فيردون السنة باسم تقديس رسول الأمة صلى الله عليه وسلم كما يزعمون ذلك، مع إنهم إنما أرادوا إسقاطها بهذه الكلمات المعسولة التي يسفون بها على عيون البسطاء ويضحكون عليهم، ثم ينصبون إلههم الذي اتخذوه من دون الله تبارك وتعالى ألا وهو العقل، مع التنبيه على أن الإسلام يعظم العقل أيما تعظيم، ويعظم العلم أيضاً أيما تعظيم، بل بدأ تبارك وتعالى أول آية وأول تشريع في كتاب الله تبارك وتعالى نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيما للعلم وللعقل، قبل حتى الصلاة والصيام وغير ذلك من أحكام لكن ذلك العلم والعقل لا يحل له أن يطغى على الكتاب والسنة، وأن يحاكم إليه الكتاب والسنة، بل ما ثبت في الشرع ثبت بالعقل السليم الصحيح الذي لا يقبل الفطرة المنتكسة المركوسة الذي تأتي من قبل الشرق والغرب.
- ألم يقل الله جل وعلا: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، فكلمة {اقْرَأْ} إكرام للعلم، {بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إكرام للعقل الذي هو التفكر في مخلوقات الله، والإشارة لها ضمنا مع العلم، أما أن يقول العقلانيون بأن هذا الحديث يناقض العلم الحديث، وعلى أن هذا الدليل يناقض النظريات والمعلومات والأقاويل التي تأتي من هنا وهناك، كما يقولون فيردون ما شاءوا باسم تحكيم العقل على الكتاب والسنة، وكأن هذا العقل هو الذي لا يخطئ ودومًا يصيب، وأن هذا العقل هو الذي استودع الله تبارك وتعالى فيه الوحي، وهو المعصوم وكأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل في الحديث الصحيح عن الطفل الصغير: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه"، أينما شاء وجهوه فتوجه، وسيفعل، ويتعلم حتى لو علماه القتل والسرقة والدمار والأفعال الفاحشة والألفاظ القبيحة، ولعلكم ترون وتسمعون ألفاظًا من الصغار، وترون قبائح عند الأطفال الصغار فعلم بها من قبل أفراد الأسرة الذين يتحكمون بسبعين بالمئة من أخلاقه والفاظه وأقواله وأفعاله وأشيائه بكلها، ثم الشارع وغيره فمن استقام في أسرته أستقام الصغار على ملته ومنهجه وعلى ما كان عليه، أما إذا كان أولئك عاثوا فسيعيث وسيفسد أبناؤهم…
- وبالتالي فالعقل قابل للجدل، وقابل للتطور، والتعلم، والتراجع، والنقص والزيادة، والاضطراب عمومًا، وهو وقابل أيضًا للتعلم والاحتمالات فاليوم يطرأ عليه مسألة فيؤيدها، وغدا يطرأ عليه علم فينقض المسألة التي أيدها، وهكذا هي العقول تتحسن في كل يوم. فعالم مثلا كان يفتي بكذا وكذا، ثم غير رأيه لأنه وجد دليلًا على عكس ما رآه سابقًا، ولهذا الإمام الشافعي عليه رحمة الله المشهور جد مشهور وله مذهبان. المذهب العراقي الذي تراجع عنه ويسمى بالمذهب القديم، أو تراجع عن أكثره، والمذهب المصري الجديد الذي نقحه وحسنه وجدده، وإنما يعودون إليه، ويحاكمون الشافعية إلى كتبه، ولا يحاكمونها إلى مذهبه القديم؛ لأنهم يعلمون أنه قد تراجع عنه بل تبرأ الشافعي وقال لا أحل لأحد أن يحدث عني أني قلت كذا وكذا فيما تراجعت عنه…
- وباختصار فالعقول ضعيفة تقبل التجدد، والتحديث… فكيف إذن يرفض الكتاب ويرفض السنة باسم العقول هذه التي جعلوها طواغيت يحاكم إليها رب العالمين، وتحاكم إليها سنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، إنها لمصيبة عظيمة، وبلية خطيرة..
- أيها الإخوة إن أعداء الأمة علموا علم يقين، على أن في اتباع الأمة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام نهضتهم، وعودة حضارتهم، واستعادة أمجادهم، وضمان عدم زيغهم، وهلاكهم، وتهالكهم، والفتن والخصومات والمشاكل والثأرات والفقر وقل ما شئت عن الهموم والمدلهمات التي تحدث في الأمة وفي أبناء الأمة أكثر مما تحدث في غيرها؛ لأنهم تركوا الكتاب والسنة فعلم الأعداء على أن بتمسكنا بكتاب ربنا وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم هو الضمان الأول والأخير من أن نسقط: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، ﴿الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتي كانَت عَلَيهِم فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّهِ إِلَيكُم جَميعًا الَّذي لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ يُحيي وَيُميتُ فَآمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذي يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾… ﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَلَيهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيكُم ما حُمِّلتُم وَإِن تُطيعوهُ تَهتَدوا وَما عَلَى الرَّسولِ إِلَّا البَلاغُ المُبينُ﴾، ﴿إِنَّما كانَ قَولَ المُؤمِنينَ إِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أَن يَقولوا سَمِعنا وَأَطَعنا وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَيَخشَ اللَّهَ وَيَتَّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزونَ﴾، ﴿فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرونَ﴾ والآيات كثيرة جدًا وأما الأحاديث فلا حصر لها ولا وقت لذلك أصلا…
- وبالتالي فقد حاربوا الكتاب والسنة، وبدأو بالسنة لأنها تقبل المزايدة، وتقبل الأخذ والعطاء، وتقبل الرد، وتقبل التصحيح والتضعيف، وتقبل هذا بكله… فبدأوا في تشكيك الناس بالسنة، ومن شك في السنة سيصل إليه الأمر إلى أن يشكك في القرآن، أولاً باسم المتشابهات، ثم باسم الظنيات والاحتمالات في كتاب الله، ثم باسم القطعيات وهي قليلة جدا في كتاب الله فهكذا يتدرجون حتى يصلوا بأبناء الأمة إلى المسخ الذي وصل إليه أهل الكتاب: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ وَمَن يَتَّبِع خُطُواتِ الشَّيطانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ ما زَكى مِنكُم مِن أَحَدٍ أَبَدًا وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكّي مَن يَشاءُ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾، يهدفون لتجريد أبناء الأمة من كتاب الله، ومن سنة رسول الله، ومن العمل بالدليل، ومن الرجوع إلى التوحيد، وقبل كل شيء إلى رب العالمين.
- وهم يزعمون كذبًا أن العقل يناقض الشرع، وأن العلم الحديث يعارض وبالتالي فالرد هو المنطق، وإنما يخالف عقولهم المنكوسة أما العقول السليمة فإن أشرع يتوافق معها كل الموافقة، ولا مشكلة إلا في رأس ذلك الملحد، والعلماني المجرم، ولعلكم سمعتم بما يحدث حتى هنا وحتى في مدن أخرى من بناء حتى مؤسسات، ومراكز للأفكار، أو فروع في الشرق والغرب في بلاد الإسلام، ولعلكم ترون عندما يقول قائل ويكتب كاتب على وسائل التواصل الاجتماعي فب أمر يقدح في الشرع إذا بالمؤيدين له أكثر من المعارضين، ولعل المؤيد معروف بأنه ابن فلان وابن علان… وقل ما شئت، فهؤلاء من أين جاءوا، ومن أين تولدت هذه الأفكار الخبيثة للطعن في الكتاب والسنة…!.
- أيها العلماني الملحد هل أنا أدين وأتبع وأتعبد الله بأني أعبد عقلك، وأن أعود إلى منهجك، وأن أتحاكم إليك، وأن أسلم لما قلت، ألا فلا يمكن أن يقوله عاقل، لا يمكن أن نعود إلى شخص، أو إلى عقلية فلان وعلان وهو محال تمام المحال… ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُقَدِّموا بَينَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلا تَجهَروا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم وَأَنتُم لا تَشعُرونَ إِنَّ الَّذينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُم عِندَ رَسولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذينَ امتَحَنَ اللَّهُ قُلوبَهُم لِلتَّقوى لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ عَظيمٌ﴾ …
-;أين العقول، أين هؤلاء الذين يزعمون أنهم يقدسون العقل، من الرجوع إلى عقولهم بأن العقل يناقض هذا الكلام، وهذا المنطق، وهذا السفه والحمق الذي وصلوا إليه…
- إن الأعداء وأجدد وأكرر وأقولها مليون مرة علموا على أن هلاك الأمة في بعدهم عن الكتاب والسنة فطعنوا فيهما، وشككوا فيهما، وعملوا كل شيء ضدهما، وإزاحتهما من الناس ومن العمل بهما وتحكيمهم… من أجل إنهاء دورهما ومن أجل إبعادهما على الأقل عن ما يسمى بمنصة الحكم…
- ألا فلا بديل لكتاب الله ولسنة رسول الله إلا الزيغ والضلال والهلاك والفتنة والتناحر والتراجع عن ما وصلنا إليه في عهد أسلافنا وأكثر وأكثر… وما الانتكاسات التي وصلنا إليها وأصبحنا نتشربها في كل لحظة ونتجرع غصصها في كل حين إلا بسبب ذلك…
- هكذا أصبحنا وهو المشاهد فيما بيننا فالله يقول في كتابه الكريم عن رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} ضمان الهداية وفي الدنيا والآخرة، فمن أتبع عقلك أم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي دلنا الله عليه: ﴿اليَومَ يَئِسَ الَّذينَ كَفَروا مِن دينِكُم فَلا تَخشَوهُم وَاخشَونِ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾…
- وما أضعف الإنسان؛ إذ ماذا لو قطع الله رزقه، ماذا لو أخذ الله نعمة من نعمه، أيستردها، أيستطيع أن يسترد تلك النعمة، أيستطيع ذلك العبد أن يخلق نعمة مماثلة ذلك الإنسان، بل تحداه الله فقط أن يسترد ما أخذ الذباب: {وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ منه} وهو ذباب فإن سلب الذباب الناس شيئا لن يستطيع العلم والعقل وكل شيء في الدنيا أن يسترد ما سلبه الذباب، فأين هذا من ذلك الإنسان الذي يتفوه بعقله وعلمه ونظرياته وتكنولوجياته وجيوشه وقوته وماله وما لديه .
فكيف إذا سلب الله عقول الناس، ونعمه جل وعلا على أولئك الذين يدعون ما يدعون، لكن يكفينا: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } وإنما هي فتنة وبلوى {وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ}.
أراد الله ذلك لأجل أن يمتحن المؤمن المتمسك بدينه من المراوغ المتردد ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الأمة إلى التمسك بالكتاب والسنة. فقال "عليكم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ"، قالها صلى الله عليه وسلم ويقول: "لقد تركتهم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك"، ويقول "تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي" …
هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم فلن نضل ما دام وأن الكتاب والسنة محكم في يومياتنا الفردية والمجتمعية الأسرية والدولية وفي كل شيء من حياتنا لا ضلال ولا هلاك ولا فتنة ولا مصائب ولا مشاكل ولا شيء من ذلك
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- أيها الإخوة إن الذين يطعنون في الكتاب والسنة ينقسمون إلى قسمين: قسم يردها ردًا تامًا وكاملا، ويزعم كذبًا أنه قرآني، وقسم آخر ينكر بعضها وينكر بقيتها بإنكاره لبعضها، وحجته في ذلك أنها العقول، هي التي تحاكم إليها الأدلة، فهذا مثلا كحديث الذبابة يعارض العقل: "إذا سقط الذباب في إناء احدكم فليغمسه" يغمس لا يستذيقه وبالتالي هو يعارض العقل فنرده مع أن قطعيات علماء الغرب قبل علماء الشرق ليؤكدون على أن أعظم علاج لداء الذباب إذا سقط في الإناء أن يغمس الذباب؛ لأن في أحد جناحيه داء وآخر دواء، بل لم يجدوا ما يعبرون غير هذا التعبير النبوي؛ لأنه يحمل داء ويحمل مصلا ضد ذلك الداء، وبالتالي غسيله منه، وهم يناقضون ويضطربون ويطعنون أو قل عن غسل الإناء سبعًا ومرة من ولوغ الكلب بالتراب فينكرونه أيضاً ويطعنون فيه وما علموا على أن أعلم الناس في علم الطفيليات وهذه الأمراض ليقرون على أن الكلب إذا ولغ وانظر إلى تعبيره صلى الله عليه وسلم في الإناء فإنه يقذف أمراضا متعددة وقاموا بتجربة عليه بأن غسلوه سبعا بماء خالص فلم تخرج تلك الأمراض بكلها حتى جعلول التراب فيه فانتهى كل شيء منه… هكذا يقولون وهم علماء ليسوا مسلمين ومع ذلك لا ينكرون بل يعلنون عن صحة قول النبي صلى الله عليه وسلم وأن قوله لا يصدر إلا عن وحي…
- والعجيب أن لو قال أفلاطون أو أرسطو أو احد من الغربيين أن الذباب يغمس لغمس العلمانيون وسلموا بما قال؛ لأن مشكلتهم في رسول الله النبي فقط، وليست مشكلتهم في مثلا في فلان الأمريكي، فما عندهم إشكالية حتى في ماركس ولينين وهتلر أكبر أعداء البشرية بمسميات الغرب اليوم الذين قتلوا عشرات الملايين من البشر ومع ذلك فهؤلاء لا إشكال في كلماتهم بل معسولة عند العلمانيين لكن إشكاليتهم مع رسول الله فقط صلى الله عليه وسلم.
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/dYKr5bRNiE0?si=1BxTydDdZjlcFjWq
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 24/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فإن الشريعة الإسلامية تخوض أكبر، وأشد، وأعظم حرب على الإطلاق منذ أن وجدت، ومنذ تاريخها الأول، والشريعة تخوض هذه الحرب الشرسة مع أقذر خلق الله، وأحقر خلق الله، من أبناء الأمة قبل أعداء الأمة ممن يدعون الإسلام والقرآن والصلاة والصيام، ويتفوهون بالقرآن، وهم أبعد الناس عنه، وأفجرهم لانتهاك حدوده، وأجرمهم لارتكاب منهياته، والابتعاد عن واجباته… إنما يلوكون بآياته، ويتشدقون بها؛ لمجادلة الذين آمنوا: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا}…
- فإذا حاكمتهم إلى كتاب الله، وإذا حاكمتهم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوهما بالرجعية والتخلف، ووصفوهما بالقدم وعدم ستطاعتهما لحكم العالم بل قال قائلهم: "إن كتابًا يتحدث عن التين والزيتون، لا يمكن أن يحكم القرن الواحد والعشرين"، هكذا يقولون وهكذا يتفوهون، وهكذا يغالون، وهكذا يطعنون في الكتاب والسنة ويردونهما البتة، ولا يؤمنون بشيء منهما بالمرة، وإن زعموا ذلك بألسنتهم فهم أقرب الناس عداء لها، وهم أشد الناس على الإطلاق عداوة وخصومة ونزاعًا وردا لهذه الأدلة من الكتاب ومن السنة، وبماذا إنها بمزعم العقل الذي جعلوه قبل الكتاب وقبل السنة وقبل الله وقبل النبي صلى الله عليه وسلم.
- هؤلاء جعلوا العقل الطاغوت الذي إليه يُتحاكم ويخاصم، وهو المشرع الأول والأخير، وهو الذي يفصل بين الناس، وكأن العقل واحد، وكأن العقول أجتمعت، وكأن الأفكار تلاقحت واتفقت، مع أن عقول الناس تختلف اختلافا كليًا كاختلاف صورهم ولذلك خلقهم كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالونَ مُختَلِفينَ إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُم﴾.
- فيختلفون في أرائهم وأقوالهم وفي تشريعاتهم وفي أوطانهم وفي أجسادهم وفي صورهم وفي منطق كلامهم وفي أشياء كثيرة من تفاصيل حياتهم: ﴿وَمِن آياتِهِ خَلقُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافُ أَلسِنَتِكُم وَأَلوانِكُم إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِلعالِمينَ﴾… فكيف سيتفق هؤلاء على تشريع ما لم يشرعه الله، أو على إنكار ما أنكره الله، أو يتفقون على إنكار ذلك الشيء الذي لم ينكره الله، ويحللون الحرام، ويحرمون الحلال زعما أنهم يتبعون هذه العقول الرديئة…
- وفوق هذا فإنهم يقولون بملئ فيهم: نقدس النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا الكلام فيردون السنة باسم تقديس رسول الأمة صلى الله عليه وسلم كما يزعمون ذلك، مع إنهم إنما أرادوا إسقاطها بهذه الكلمات المعسولة التي يسفون بها على عيون البسطاء ويضحكون عليهم، ثم ينصبون إلههم الذي اتخذوه من دون الله تبارك وتعالى ألا وهو العقل، مع التنبيه على أن الإسلام يعظم العقل أيما تعظيم، ويعظم العلم أيضاً أيما تعظيم، بل بدأ تبارك وتعالى أول آية وأول تشريع في كتاب الله تبارك وتعالى نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيما للعلم وللعقل، قبل حتى الصلاة والصيام وغير ذلك من أحكام لكن ذلك العلم والعقل لا يحل له أن يطغى على الكتاب والسنة، وأن يحاكم إليه الكتاب والسنة، بل ما ثبت في الشرع ثبت بالعقل السليم الصحيح الذي لا يقبل الفطرة المنتكسة المركوسة الذي تأتي من قبل الشرق والغرب.
- ألم يقل الله جل وعلا: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، فكلمة {اقْرَأْ} إكرام للعلم، {بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إكرام للعقل الذي هو التفكر في مخلوقات الله، والإشارة لها ضمنا مع العلم، أما أن يقول العقلانيون بأن هذا الحديث يناقض العلم الحديث، وعلى أن هذا الدليل يناقض النظريات والمعلومات والأقاويل التي تأتي من هنا وهناك، كما يقولون فيردون ما شاءوا باسم تحكيم العقل على الكتاب والسنة، وكأن هذا العقل هو الذي لا يخطئ ودومًا يصيب، وأن هذا العقل هو الذي استودع الله تبارك وتعالى فيه الوحي، وهو المعصوم وكأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل في الحديث الصحيح عن الطفل الصغير: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه"، أينما شاء وجهوه فتوجه، وسيفعل، ويتعلم حتى لو علماه القتل والسرقة والدمار والأفعال الفاحشة والألفاظ القبيحة، ولعلكم ترون وتسمعون ألفاظًا من الصغار، وترون قبائح عند الأطفال الصغار فعلم بها من قبل أفراد الأسرة الذين يتحكمون بسبعين بالمئة من أخلاقه والفاظه وأقواله وأفعاله وأشيائه بكلها، ثم الشارع وغيره فمن استقام في أسرته أستقام الصغار على ملته ومنهجه وعلى ما كان عليه، أما إذا كان أولئك عاثوا فسيعيث وسيفسد أبناؤهم…
- وبالتالي فالعقل قابل للجدل، وقابل للتطور، والتعلم، والتراجع، والنقص والزيادة، والاضطراب عمومًا، وهو وقابل أيضًا للتعلم والاحتمالات فاليوم يطرأ عليه مسألة فيؤيدها، وغدا يطرأ عليه علم فينقض المسألة التي أيدها، وهكذا هي العقول تتحسن في كل يوم. فعالم مثلا كان يفتي بكذا وكذا، ثم غير رأيه لأنه وجد دليلًا على عكس ما رآه سابقًا، ولهذا الإمام الشافعي عليه رحمة الله المشهور جد مشهور وله مذهبان. المذهب العراقي الذي تراجع عنه ويسمى بالمذهب القديم، أو تراجع عن أكثره، والمذهب المصري الجديد الذي نقحه وحسنه وجدده، وإنما يعودون إليه، ويحاكمون الشافعية إلى كتبه، ولا يحاكمونها إلى مذهبه القديم؛ لأنهم يعلمون أنه قد تراجع عنه بل تبرأ الشافعي وقال لا أحل لأحد أن يحدث عني أني قلت كذا وكذا فيما تراجعت عنه…
- وباختصار فالعقول ضعيفة تقبل التجدد، والتحديث… فكيف إذن يرفض الكتاب ويرفض السنة باسم العقول هذه التي جعلوها طواغيت يحاكم إليها رب العالمين، وتحاكم إليها سنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، إنها لمصيبة عظيمة، وبلية خطيرة..
- أيها الإخوة إن أعداء الأمة علموا علم يقين، على أن في اتباع الأمة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام نهضتهم، وعودة حضارتهم، واستعادة أمجادهم، وضمان عدم زيغهم، وهلاكهم، وتهالكهم، والفتن والخصومات والمشاكل والثأرات والفقر وقل ما شئت عن الهموم والمدلهمات التي تحدث في الأمة وفي أبناء الأمة أكثر مما تحدث في غيرها؛ لأنهم تركوا الكتاب والسنة فعلم الأعداء على أن بتمسكنا بكتاب ربنا وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم هو الضمان الأول والأخير من أن نسقط: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، ﴿الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتي كانَت عَلَيهِم فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّهِ إِلَيكُم جَميعًا الَّذي لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ يُحيي وَيُميتُ فَآمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذي يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾… ﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَلَيهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيكُم ما حُمِّلتُم وَإِن تُطيعوهُ تَهتَدوا وَما عَلَى الرَّسولِ إِلَّا البَلاغُ المُبينُ﴾، ﴿إِنَّما كانَ قَولَ المُؤمِنينَ إِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أَن يَقولوا سَمِعنا وَأَطَعنا وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَيَخشَ اللَّهَ وَيَتَّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزونَ﴾، ﴿فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرونَ﴾ والآيات كثيرة جدًا وأما الأحاديث فلا حصر لها ولا وقت لذلك أصلا…
- وبالتالي فقد حاربوا الكتاب والسنة، وبدأو بالسنة لأنها تقبل المزايدة، وتقبل الأخذ والعطاء، وتقبل الرد، وتقبل التصحيح والتضعيف، وتقبل هذا بكله… فبدأوا في تشكيك الناس بالسنة، ومن شك في السنة سيصل إليه الأمر إلى أن يشكك في القرآن، أولاً باسم المتشابهات، ثم باسم الظنيات والاحتمالات في كتاب الله، ثم باسم القطعيات وهي قليلة جدا في كتاب الله فهكذا يتدرجون حتى يصلوا بأبناء الأمة إلى المسخ الذي وصل إليه أهل الكتاب: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ وَمَن يَتَّبِع خُطُواتِ الشَّيطانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ ما زَكى مِنكُم مِن أَحَدٍ أَبَدًا وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكّي مَن يَشاءُ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾، يهدفون لتجريد أبناء الأمة من كتاب الله، ومن سنة رسول الله، ومن العمل بالدليل، ومن الرجوع إلى التوحيد، وقبل كل شيء إلى رب العالمين.
- وهم يزعمون كذبًا أن العقل يناقض الشرع، وأن العلم الحديث يعارض وبالتالي فالرد هو المنطق، وإنما يخالف عقولهم المنكوسة أما العقول السليمة فإن أشرع يتوافق معها كل الموافقة، ولا مشكلة إلا في رأس ذلك الملحد، والعلماني المجرم، ولعلكم سمعتم بما يحدث حتى هنا وحتى في مدن أخرى من بناء حتى مؤسسات، ومراكز للأفكار، أو فروع في الشرق والغرب في بلاد الإسلام، ولعلكم ترون عندما يقول قائل ويكتب كاتب على وسائل التواصل الاجتماعي فب أمر يقدح في الشرع إذا بالمؤيدين له أكثر من المعارضين، ولعل المؤيد معروف بأنه ابن فلان وابن علان… وقل ما شئت، فهؤلاء من أين جاءوا، ومن أين تولدت هذه الأفكار الخبيثة للطعن في الكتاب والسنة…!.
- أيها العلماني الملحد هل أنا أدين وأتبع وأتعبد الله بأني أعبد عقلك، وأن أعود إلى منهجك، وأن أتحاكم إليك، وأن أسلم لما قلت، ألا فلا يمكن أن يقوله عاقل، لا يمكن أن نعود إلى شخص، أو إلى عقلية فلان وعلان وهو محال تمام المحال… ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُقَدِّموا بَينَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلا تَجهَروا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم وَأَنتُم لا تَشعُرونَ إِنَّ الَّذينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُم عِندَ رَسولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذينَ امتَحَنَ اللَّهُ قُلوبَهُم لِلتَّقوى لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ عَظيمٌ﴾ …
-;أين العقول، أين هؤلاء الذين يزعمون أنهم يقدسون العقل، من الرجوع إلى عقولهم بأن العقل يناقض هذا الكلام، وهذا المنطق، وهذا السفه والحمق الذي وصلوا إليه…
- إن الأعداء وأجدد وأكرر وأقولها مليون مرة علموا على أن هلاك الأمة في بعدهم عن الكتاب والسنة فطعنوا فيهما، وشككوا فيهما، وعملوا كل شيء ضدهما، وإزاحتهما من الناس ومن العمل بهما وتحكيمهم… من أجل إنهاء دورهما ومن أجل إبعادهما على الأقل عن ما يسمى بمنصة الحكم…
- ألا فلا بديل لكتاب الله ولسنة رسول الله إلا الزيغ والضلال والهلاك والفتنة والتناحر والتراجع عن ما وصلنا إليه في عهد أسلافنا وأكثر وأكثر… وما الانتكاسات التي وصلنا إليها وأصبحنا نتشربها في كل لحظة ونتجرع غصصها في كل حين إلا بسبب ذلك…
- هكذا أصبحنا وهو المشاهد فيما بيننا فالله يقول في كتابه الكريم عن رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} ضمان الهداية وفي الدنيا والآخرة، فمن أتبع عقلك أم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي دلنا الله عليه: ﴿اليَومَ يَئِسَ الَّذينَ كَفَروا مِن دينِكُم فَلا تَخشَوهُم وَاخشَونِ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾…
- وما أضعف الإنسان؛ إذ ماذا لو قطع الله رزقه، ماذا لو أخذ الله نعمة من نعمه، أيستردها، أيستطيع أن يسترد تلك النعمة، أيستطيع ذلك العبد أن يخلق نعمة مماثلة ذلك الإنسان، بل تحداه الله فقط أن يسترد ما أخذ الذباب: {وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ منه} وهو ذباب فإن سلب الذباب الناس شيئا لن يستطيع العلم والعقل وكل شيء في الدنيا أن يسترد ما سلبه الذباب، فأين هذا من ذلك الإنسان الذي يتفوه بعقله وعلمه ونظرياته وتكنولوجياته وجيوشه وقوته وماله وما لديه .
فكيف إذا سلب الله عقول الناس، ونعمه جل وعلا على أولئك الذين يدعون ما يدعون، لكن يكفينا: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } وإنما هي فتنة وبلوى {وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ}.
أراد الله ذلك لأجل أن يمتحن المؤمن المتمسك بدينه من المراوغ المتردد ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الأمة إلى التمسك بالكتاب والسنة. فقال "عليكم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ"، قالها صلى الله عليه وسلم ويقول: "لقد تركتهم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك"، ويقول "تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي" …
هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم فلن نضل ما دام وأن الكتاب والسنة محكم في يومياتنا الفردية والمجتمعية الأسرية والدولية وفي كل شيء من حياتنا لا ضلال ولا هلاك ولا فتنة ولا مصائب ولا مشاكل ولا شيء من ذلك
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- أيها الإخوة إن الذين يطعنون في الكتاب والسنة ينقسمون إلى قسمين: قسم يردها ردًا تامًا وكاملا، ويزعم كذبًا أنه قرآني، وقسم آخر ينكر بعضها وينكر بقيتها بإنكاره لبعضها، وحجته في ذلك أنها العقول، هي التي تحاكم إليها الأدلة، فهذا مثلا كحديث الذبابة يعارض العقل: "إذا سقط الذباب في إناء احدكم فليغمسه" يغمس لا يستذيقه وبالتالي هو يعارض العقل فنرده مع أن قطعيات علماء الغرب قبل علماء الشرق ليؤكدون على أن أعظم علاج لداء الذباب إذا سقط في الإناء أن يغمس الذباب؛ لأن في أحد جناحيه داء وآخر دواء، بل لم يجدوا ما يعبرون غير هذا التعبير النبوي؛ لأنه يحمل داء ويحمل مصلا ضد ذلك الداء، وبالتالي غسيله منه، وهم يناقضون ويضطربون ويطعنون أو قل عن غسل الإناء سبعًا ومرة من ولوغ الكلب بالتراب فينكرونه أيضاً ويطعنون فيه وما علموا على أن أعلم الناس في علم الطفيليات وهذه الأمراض ليقرون على أن الكلب إذا ولغ وانظر إلى تعبيره صلى الله عليه وسلم في الإناء فإنه يقذف أمراضا متعددة وقاموا بتجربة عليه بأن غسلوه سبعا بماء خالص فلم تخرج تلك الأمراض بكلها حتى جعلول التراب فيه فانتهى كل شيء منه… هكذا يقولون وهم علماء ليسوا مسلمين ومع ذلك لا ينكرون بل يعلنون عن صحة قول النبي صلى الله عليه وسلم وأن قوله لا يصدر إلا عن وحي…
- والعجيب أن لو قال أفلاطون أو أرسطو أو احد من الغربيين أن الذباب يغمس لغمس العلمانيون وسلموا بما قال؛ لأن مشكلتهم في رسول الله النبي فقط، وليست مشكلتهم في مثلا في فلان الأمريكي، فما عندهم إشكالية حتى في ماركس ولينين وهتلر أكبر أعداء البشرية بمسميات الغرب اليوم الذين قتلوا عشرات الملايين من البشر ومع ذلك فهؤلاء لا إشكال في كلماتهم بل معسولة عند العلمانيين لكن إشكاليتهم مع رسول الله فقط صلى الله عليه وسلم.
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A