*غاية.الأمنية.الشهادة.في.سبيل.رب.البرية.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو ...

منذ 2025-05-19
*غاية.الأمنية.الشهادة.في.سبيل.رب.البرية.cc.*

#خطب_مكتوبة

👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17581
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 15 / ربيع الآخر / 1446هـ ↶

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- فإن الله تبارك وتعالى قد حثنا كثيرًا في كتابه الكريم على البذل والعطاء، والإنفاق بكل جود وسخاء فقال جل وعلا: ﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ الَّذينَ يُنفِقونَ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ...﴾، وقال سبحانه وتعالى: ﴿سابِقوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ...﴾، بل قال تبارك وتعالى: ﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافًا كَثيرَةً...﴾، وقال: ﴿وَما تُقَدِّموا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيرًا وَأَعظَمَ أَجرًا...﴾، بل إنه عز وجل قد دعى الناس إلى الفرار إليه، والتقرب منه والهروب إليه سبحانه وتعالى فقال: ﴿فَفِرّوا إِلَى اللَّهِ إِنّي لَكُم مِنهُ نَذيرٌ مُبينٌ﴾…

- ولكن أيها الإخوة لا أتحدث اليوم على الإنفاق الاعتيادي، والبذل والعطاء المالي النقدي، ولكني أتحدث عن درجة سامية، وعن منزلة عالية، وعن أمنية غالية، وعن رأس الأماني على الإطلاق، وعن المرتبة الشامخة العلية كبيرة التي لا يصل إليها إلا أفراد من الأمة قليل، إلى تلك الدرجة، إلى تلك المزية، إلى تلك المنقبة، إلى تلك النعمة،إلى تلك المحنة، والمنحة، تلك القربة من الله عز وجل التي تساوت بمقام النبوة والصديقية، إنها منزلة الشهادة إنها مرتبة: "والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"… .

- نعم إنها الشهادة الشهادة لكن ليست شهادة كرتونية ينالها طالب العلم بعد سنوات من البذل والاجتهاد، ثم مصيرها إلى الخزانة، لا بل هذه شهادة ربانية ينالها قلة قليلة من المؤمنين الصادقين المخلصين الأولياء العباد الورعين، الذين بذلوا وجاهدوا واجتهدوا حتى وصلوا إليها بتوفيق من رب العالمين…

- فهي رأس الأمنيات لديهم على الإطلاق، ولم يصلوا إليها إلا ختام الحياة، وخاتمة حسنة، وممات حسن وجواز سفر للقدوم على الله، وكأنها شهادة توديع من الدنيا وانتقال إلى رب البرية جل وعلا، لكنها ليست بموته بل حياة عظمى عند الله، وما ذاك إلا لأنهم بذلوا أرواحهم رخيصة لله، فأبدلهم الله حياة لديه هي أكرم وأعظم وأنعم وأنقى وأجل عندهم من كل شيء: ﴿وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَيَستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يَلحَقوا بِهِم مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ يَستَبشِرونَ بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُؤمِنينَ﴾...

- بل إن النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم تمنى أن يموت شهيدًا في سبيل الله، ليس هذا وفقط بل أقسم بربه جل جلاله قائلًا: "والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله"، لا مش هكذا وانتهى الأمر بل زيادة عليه: "ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل"، وهكذا يكررها صلى الله عليه وسلم مرارًا لأجل أن ينال هذه المزية وهذه القربى وهذه المنحة وهذا الوسام الأعظم والشرف الأجل الأكبر الذي لا يناله إلا قلة قليلة من الأمة، ولقد أكد عليها بأن أبناء هذه الأمة المجيدة قد اختصها الله بهذه المنحة والشرف الأعظم كأكبر وأكثر أمة ينالها هذا الوسام والشرف الأعظم من بين الأمم جميعا، إنها وسام الشهادة والشرف الذي يمنحه الله تبارك وتعالى لمن يشاء من عباده وقليل ماهم قليل من ينال هذه الكرامة.
- وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يبين لنا كيف أصبحت أمنية حتى للشهداء عامة وليست أمنية للنبي خاصة فيما سبق وتحدثنا عنه فقد وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما: (مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ؛ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ)، أسمعتم أيها الناس بأن ما من أحد من أهل الجنة يود أن يعود إلى الدنيا وله ما فيها مما في الدنيا من أملاك وقصور ودور وكل ما في الدنيا إلا الشهيد يتمنى ذلك أن يعود إلى الدنيا، لا لأجل الدنيا بل لأجل أن يقتل في سبيل الله…

- ومما طمأن النبي صلى الله عليه وسلم الشهداء أنهم لا يجدون ألم القتل مهما بلغ مبلغه عليهم: "لا يجد الشهيد من ألم القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة"، وهو الشيء اليسير من الذر، وذلك كرامة للشهيد.

- وفوق كل هذا فقد أجمع العلماء على أن لا يوجد أي عمل صالح يعدل أجر الشهيد، والشهادة في سبيل الله، والرباط في سبيله، بل إذا كان مقدار حلبة الناقة خير من الدنيا وما فيها من قصور ودور ومال وبنون وكل شيء فكيف بما هو أكثر وأبذل جهدا وتكلفة: "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة، -يعني حتى لو عاد حيًا ولم يُقتل- ومن جُرح جرحًا في سبيل الله، أو نُكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها الزعفران، وريحها المسك، ومن خرج به خراج في سبيل الله فإن عليه طابع الشهداء"، وورد في المتفق عليه أيضا: "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا".

- ومنه أن رجلًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (دلني على عمل يعدل الجهاد في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تستطيعونه" ثم قال دلني يا رسول الله، فقال: "هل يستطيع أحدكم أن يدخل مسجده فيقوم ولا يفتر، ويصوم ولا يفطر حتى يرجع المجاهد"، قالوا وأينا يستطيعه)، والحديث في البخاري ومسلم، وانظر فقط حتى يرجع المجاهد يرجع وليس يقتل، وفي البخاري ومسلم: "مَثَلُ المُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، بل ورد في البخاري ومسلم أيضًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل: أي العمل أفضل؟ قال: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ"، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "حَجٌّ مَبْرُورٌ"، ولما سُئل صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مؤمن يجاهد بنفسه وماله" قالوا: ثم من؟ قال: "مؤمن في شِعْب من الشِعاب، يتقي الله ويَدَع الناس من شره"، وهو في المتفق عليه أيضًا، وجعله صلى الله عليه وسلم ذروة سنام الإسلام وأعلى مراتبه فقال: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ، وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ"، قلت: بلى يا رسول الله! قال: "رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ"، و "إن الجنة تحت ظلال السيوف".

- فهذه النصوص هي بعض وشيء يسير مما ورد في منزلة الشهيد، ودرجة الشهيد، بل له مئة درجة في الجنة كما في البخاري ومسلم كلها حجزها الله للشهداء ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض، حتى إنهم ليتراءون من على أعلى كما يتراءى الكوكب الدري الغابر في الأفق؛ لبعد ما بينهما كما أننا نرى الشمس وكأنها يمكن أن نمسكها بأيدينا، مع أنها تساوي الأرض ملاين أضعاف أضعافها، لكن لبعدها نراها صغيرة. فكذلك لبعد منزلة الشهداء من الناس جميعا ولهم مئة درجة يتنقلون فيها كما صح عنه صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء و الأرض"، ورواه البخاري…

- نعم لقد أعطاهم الله أكثر مما أعطى الناس على الإطلاق؛ لأنهم بذلوا أرواحهم لأجل الله، لا لأجل الناس بل لأجل الله فمنحهم الله الكرامة، والدرجة العالية، بل ووسام أن يكونوا مع
النبين خاصة ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا﴾، فمرتبة الشهداء مع مرتبة النبوة، نعم مرتبتهم مع النبيين، وأيضا مع الصديقين التي لا ينالها إلا أفراد من الأمة قليل لعلهم أقل مئات المرات بل آلاف المرات من الشهداء الذين ينالوها من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
- ثم إن الله جل وعلا قد دعا الناس للمتاجرة معه، ودلنا جل وعلا على أربح وأعظم وأفضل ربح وأضمنه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ﴾، لكن ليست تجارة دنيوية كما يظنها كثير فالتجارة مع الله للعيش في سبيل الله دنيا وأخرى ﴿تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ يَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَيُدخِلكُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدنٍ ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ وَأُخرى تُحِبّونَها نَصرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتحٌ قَريبٌ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ﴾...إذن فالأيمان ثم الجهاد مباشرة دون أي فاصل..

- ولما تجادل أناس في زمنه صلى الله عليه وسلم عن أيه أفضل أن يبقى حاجًا أو معتمرًا أو معتكفًا أو مصليًا أو راكعًا أو ساجدًا… بجوار البيت الحرام وأن يخدم الحجيج أو أن يكون مجاهدًا في سبيل الله ومؤمنًا بالله، فقال الله تبارك وتعالى نافيًا لكلامهم هذا: ﴿أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَجاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوون...﴾…

- نعم لا يستوون عند الله مرتبة من بقى عند الكعبة آلاف السنين حتى لو عمرها مع مرتبة من آمن بالله وجاهد في سبيل الله، فلا يمكن أن يتساووا أبدًا؛ لأن ذاك آمن ثم انطلق، وهذا آمن ثم قعد، والله تبارك وتعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿لا يَستَوِي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم فَضَّلَ اللَّهُ المُجاهِدينَ بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم عَلَى القاعِدينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الحُسنى وَفَضَّلَ اللَّهُ المُجاهِدينَ عَلَى القاعِدينَ أَجرًا عَظيمًا دَرَجاتٍ مِنهُ وَمَغفِرَةً وَرَحمَةً وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا﴾، وهو مؤمن لكن قاعد، وهو مؤمن لكن مخلّف لا يستوي مع المجاهد في سبيل الله الذي أنطلق لأجل الله، ولإعلاء كلمة الله…

- إنه لم يغتر بدنيا فانية، وزخارف بالية، ولا بأهل ولا بمال، ولا بجاه ولا بسلط، ولا بشيء من ذلك البتة، بل باع نفسه لله رخيصة لربه، والجود بالنفس أعلى غاية… فقبل الصفقة من رب العزة، تبارك وتعالى وقدم نفسه لله ليشتري الله وهو يقبل البيعة: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ... ﴾ الذي يشتري هو الله والذي يبيع هو المجاهد، والثمن هي الجنة، والفاصل فيما بينهم الجهاد في سبيل الله فيَقتل ويُقتل: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾…

- هذه هي مرتبة الجهاد والمجاهد في سبيل الله، وإن كانت هذه النصوص التي سقتها لا تبلغ حتى واحدا بالمائة من النصوص القرآنية والنبوية في فضل الجهاد في سبيل الله… أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:

- فإن القادة والوزراء، وأصحاب الجاه والغنى، والطبقة العليا من الناس عمومًا، ليعيشون كما يقال في أبراج عالية عاتية، بينهم وبين الناس طبقات مفرطة كبيرة لا يستطيع الناس أن يصل إليهم، ولا هم أيضًا يصلون إلى الناس من كل جهة، حتى لو أُطبق على العالم رأسًا على عقب من باب الهموم والغموم والأمور الدنيوية التي هي من رزق أو مال أو من مجاعة أو من أمراض أو من أي شيء يجدها ذلك الفقير أو العامي الآن أيًا كان فلن يصل إليها ذلك المسؤول والقائد الكبير عادة….

- هكذا يعيشون لا يهمون مسألة فقر، ولا أيضًا مسألة جوع، ولا أمراض، ولا آلام، ولا يصل إليهم ولا شيء من هذا بل يعيشون في خيال يأكلون ما لذ وطاب، ويتنعمون بما يشتهون ويفعلون ما يشاؤون هذه هي حياتيهم… والمفارقة العجيبة أنهم أكثر الناس ثرثرة حول العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والطبقية وقيم الحضارة…

- غير أن هناك قادة يعيشون حياة أخرى لا تشبهها حياة من المعاناة، والحرمان، والصبر والمصابرة، وأخذوا اسم القادة لكنهم أدنى من الناس منزلة ومرتبة ومالًا وغنى وأيضًا هم أكثر من الناس همًا وألمًا وحزنًا وفقرًا وجوعًا وأيضًا هم أخوف من الناس من جهة أمنية وقل ما شئت… إنهم قادة الجهاد الفلسطيني وقادة الجهاد الإسلامي عمومًا الذين يعيشون أقل من الناس في طبقات دنيوية صغرى جدًا من فقر وهم وغم وحزن وألم وملاحقة وتعاسة، وقل ما شئت من معاناة، لكنهم بذلوا كل شيء لأجل ربهم؛ لأنهم يعلمون أن الدنيا هي دنيا فانية، منتهية زائلة فاختاروا الآخرة وما عند رب العزة….

- هؤلاء هم القادة الذين يستحقون معنى القيادة، ويستحقون معنى الوسام الذي يوسمهم الناس به على أنهم سادة الناس، وقادة الناس حقيقة، ويستحقون التفات الأمة إليهم، واتخاذهم قدوة لهم، هؤلاء هم الذين لا ينامون إلا آخر الناس، ويستيقظون أول الناس، لا يشبعون إلا آخر الناس إن شبعوا، وإلا فجوعهم أكثر من شبعهم عادة، لا يأمنون إن أمن الناس، ولا يخافون عادة إن وقع خوف من الناس، ولا يرتجفون إن أرتجف الناس، ولا يقلقون على مال، وثروة، وعلى كراسي، وعلى مناصب، وعلى أي شيء من لعاعة الدنيا.

- بل إنهم ليصرحون دائمًا وأبدًا على أن الشهادة في سبيل الله هي أغلى أمنية يهديهم إياها العدو، وأنهم لا يخافون إلا أن يموتوا كما يمت البعير، ولا نامت أعين الجبناء… إنهم باعوا والله اشترى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ يَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَيُدخِلكُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدنٍ ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ﴾…

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…

إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي
وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي
ولسـت بمــبد للـعـدو تخـشعًا
ولا جــزعـــًا إنـي إلى الله مـرجــعــي
فلست أبالي حين أقتل مسلمًا
على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشـأ
يــبـارك عـلى أوصـال شـلو مــمـزّع

- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:

*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 2

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً