*الخوارج.في.زماننا.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
منذ 2025-05-19
*الخوارج.في.زماننا.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/FWx4uWIHAPA?si=BXkEZAzHM85bVMyU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 1/ربيع الآخر/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فما نراه في واقعنا، ونعيشه في زماننا، ونلامسه في أيامنا من محاربة لدين الله تبارك وتعالى، ومحاولة لإقصائه عن الحياة عامة، ومحاربة ممنهجة بأيدي داخلية وخارجية للمتدينين وللمصلحين وللعلماء العاملين، سواء كان على طريق الحقيقة بسجن وتعذيب وإبعاد، وحكم بإعدام، أو بمحاربة شرسة وإبعاد واضح، ومحاولة فاضحة لإقصاء الدين وإنهاء دوره، وإبعاده عن الحياة عامة، وإسكات صوت الناطق به، والمتحدث عنه، والمترجم له في أقواله وأفعاله وعلمه أعني المصلحين، وأعني الدعاة، وأعني العلماء الأتقياء الزاهدين، وهو واضح أيها الإخوة لكل ذي عينين…
- وهذه الحرب جديدة معناه تهميش دور الدين عامة، وفصله عن الحياة شيئًا فشيئًا حتى يزول تمامًا، ويقل أثره في نفوس الناس، وبعدهم عنه، وانشغالهم بأمور أخرى غيره، وتفكيكه من حياة المسلمين، ورسم قدوات جديدة، وأديان شرقية وغربية، ومقدسات ثانوية، وإظهار للتفاهات، والعبث والفوضى، وهذا وذاك…
- وهذه الحرب الجديدة التي نراها في ساحتنا العربية والإسلامية، وإن كانت تختلف من محل لآخر، ومن دولة لأخرى، إلا أن الهدف واحد، والحرب متفقة، والقائد موحد، يوقن بذلك مسلم غيور، وبات يدركه الجميع، على أن هذه المعركة الشرسه ضد هذا الدين لتجري على قدم وساق، لا لتستهدف الإسلام وحده، بل وتستهدف المسلمين عامة، ولكن الله غالب على أمره: {وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ}.
- وأبشركم أن دين الله جل وعلا محفوظ، ولكن أين الحفظة، أين الحفظة لهذا الدين، وأين الأسباب التي جعلها الله فريضة على العباد أن يبذلوها في حياتهم عامة لأجل الحفاظ على دين الله خاصة، ثم بذل الأسباب لإقامة الحياة، وعمارة الأرض والاستخلاف فيها، ولو لم تكن الأسباب لما كانت المعارك الكبرى في الإسلام، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم بدينه وهو رسول الله لكنه فر من بلده وأحب البقاع إليه إلى غيرها؛ لينجو بدين الله ويدعو إلى الله ويؤسس لدولة الإسلام، ولم يتواكل ويدع الأسباب ويقول أنا رسول الله وسينصرني الله بدون عمل وجهد وبذل وهجرة وقتل وقتال وتحمل وصبر وجوع ومجاهدة وسهر… لا لم يقل ذلك صلى الله عليه وسلم…
- فهي أسباب لحفظ الدين لابد من بذلها، لابد من فعلها، لابد للمسلم أن يكون له الدور الأبرز والأعظم فيها؛ فالمعركة دائرة ورحى الإسلام منتصرًا طال الأمد أو قصُر فلا بد من النصر والظفر: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾، ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾، ﴿وَلَقَد كَتَبنا فِي الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ﴾ فهذه الآيات وغيرها تؤكّد أن النصر حليف هذا الدين وعباده الصالحين شاءوا أو يشاءوا، أرادوا أو لم يريدوا…
- فدين الله محفوظ بحفظ الله تبارك وتعالى له، وهو دائم ما دام وأن الله باق فدينه كذلك باقٍ ولو حاربوه ولو أقصوه ولو أبعدوه ولو أزاحوه ولو فعلوا الأفاعيل به وبعباد الله الصالحين فلن يفلحوا أبدًا، نعم لن يفلحوا أبدا قد فعلها من قبلكم، فعلوها، وصنعوا وقتلوا ودمروا وأخفوا وسحلوا وسحقوا أناس كثير، وأديان متعددة، ولكن الحق يقوم: ﴿قَد قالَهَا الَّذينَ مِن قَبلِهِم فَما أَغنى عَنهُم ما كانوا يَكسِبونَ فَأَصابَهُم سَيِّئَاتُ ما كَسَبوا وَالَّذينَ ظَلَموا مِن هؤُلاءِ سَيُصيبُهُم سَيِّئَاتُ ما كَسَبوا وَما هُم بِمُعجِزينَ﴾…
- وإن كانت المعركة في زماننا على أشدها الآن أعظم من أي زمن مضى… خاصة الحرب الفكرية على هذا الدين، وعلى عباده الصالحين.. بدءًا من ما يسموه بالتجديد للدين، أو التشكيك في الدين، أو العقلانية في الدين، أو إعادة فهم الدين، أو تجديد الخطاب الديني كما تسمى الآن، وهذه بكلها نظريات تحقق منها من تحقق من واضعوها، وراجعوا أنفسهم أصحابها ما راجعوا، ثم تبين لهم على أن خططهم فشلت أمام من تمسك المسلمين بدينهم، ولم تنطلي عليهم هذه الحيل، سواء كانت عقلانية ضد شرع الله، أو كانت إعادة فهم، أو كانت تجديد خطاب، أو كانت محاربة للتراث أو كانت ما كانت كلها أكذوبات لا تنطلي على أبنائنا، وأتباع ديننا، وعلى من تمسكوا بكتاب ربنا…
- لكن أكثر معركة اليوم جديدة حديثة محدثة هي ما تسمى بتعدد القراءات للنص الشرعي، أي التلاعب بالدين وبشرع رب العالمين، واعتبار أن كل فهم لآية أو لحديث لرسول الله فهو صحيح صدر عن من صدر، وقال به من قال، ولو كان حتى الشيطان، والكارثة أنهم يفخرون بما توصلوا إليه وصدق الله: ﴿قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا أُولئِكَ الَّذينَ كَفَروا بِآياتِ رَبِّهِم وَلِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزنًا ذلِكَ جَزاؤُهُم جَهَنَّمُ بِما كَفَروا وَاتَّخَذوا آياتي وَرُسُلي هُزُوًا﴾، ﴿اللَّهِ الَّذي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَوَيلٌ لِلكافِرينَ مِن عَذابٍ شَديدٍ الَّذينَ يَستَحِبّونَ الحَياةَ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ وَيَبغونَها عِوَجًا أُولئِكَ في ضَلالٍ بَعيدٍ وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشاءُ وَيَهدي مَن يَشاءُ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾…
- فهم يريدون أن يعددوا القراءات للنص بحيث أن النص قابل للعب وللتجاذبات وللأخذ والعطاء، فهذا يفهم فهما ففهمهه حسب خزعبلاتهم صحيح، وهذا يفهم آخر ففهمهه صحيح، وكل هؤلاء حتى ولو شرقوا أو غربوا وأبعدوا كل البعد فعلى قراءة هؤلاء هي صحيحة.
فهذا التلاعب بالدين أصبح سائدًا في بلاد الإسلام والمسلمين، نعم لقد أصبح التلاعب في أحكام الله وبشرع الله سائدًا للأسف الشديد وأصبح هؤلاء لهم كتب ولهم مؤلفات ولهم ندوات ولهم محاضرات ولهم أمسيات ولهم مؤسسات ولهم ما لهم هنا وهناك…
- والفرية العظمى التي يروج لها هؤلاء ويتكئون عليها باعتبار أن هذه اختلافات كما اختلف الأوائل يختلف الأواخر، وعلى أن أولئك رجال وهؤلاء -كما يزعمون- رجال، فيقول قائلهم وأحمقهم: مالفرق بيني وبين أبي حنيفة، أو بيني وبين الشافعي، أو بيني وبين مالك، أو بيني وبين أحمد، فهؤلاء عقول بشرية وأنا عقل بشري، وبالتالي أنا أفعل كما فعلوا، وأجتهد كما اجتهدوا، وأصنع كما صنعوا لا فرق بيني وبينهم…!.
- غير أننا نقول لهم: إن الله فرّق بينك وبينه، فليس أولئك برجال وأنت رجل، بل الرجال وضحهم الله في كتابه الكريم: ﴿مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَما بَدَّلوا تَبديلًا﴾، إنما المفاضلة تصح بين جنسين أنت ذكر وهذه أنثى، {وَليْسَ الذْكَرُ كَالأُنثَى}، أما بين رجال وذكور فلا تصلح مطلقًا، إنما أنت عندك آلة الذكورة نعم تستطيع أن تتزوج لكن لن تستطيع أن تناطح هؤلاء العظماء من الأئمة العلماء، وأنت للقمامة أقرب منها للقامة، وهم في الثريا وأنت ملطخ بالوحل في الثرى، فلا تستطيع أن تقول ولا أن تتحدث ولا أن تخرج كلمة عربية صحيحة، فضلًا عن أن تنتقد أو أن تبدي رأيًا صحيحًا صائبًا وأن يُعتد برأيك
يقولون هذا عندنا غير جائز
ومن أنتمُ حتى يكون لكم عند
فما عندكم شيء حتى يعتد بكم ويأخذ الناس عنكم فكيف تبرزون عضلاتكم الفارغة باسم أنتم رجال وهم رجال…!.
- الله يقول {مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ} حتى المؤمنين ليسوا جميعًا على وصف الرجولة، ولكن كثيرًا منهم ذكور فلا يمكن أن يتلاعب بالأدلة بمسميات شرقية وغربية، بل لا يحل لمسلم أن تنطلي عليه هذه الحيل خاصة أمام الوسائل المفتوحة في زمننا التي تظهر بأجمل وأحسن وأبهى حلة من فيديوهات أو من قولبات، أو من صور ومعلومات، أو من حقائق وأرقام، أو من إحالات ونقليات بأن هذا قالها فلان في الكتاب الفلاني وكله كذب وزور لا قال ولا سمع ولا رأى ولا يعلم ذلك لكن أنت تعلم على أننا لا نعود للكتب والمراجع وبالتالي تستطيع أن تكذب على جمهور المسلمين؛ لأنك تعلم أنهم لن يعودوا لأي مصدر فيقول قائلهم: قالها الواقدي قالها المسعودي قالها فلان وعلان? قالها زعطان وفلتان، بل لجهلهم بالأسماء بدلًا أن يقول قالها ابن كثير يقول باكثير لا يحسن أن يعود أصلا لأسماء ولا أن يذكر تواريخ ولا حتى قد قرأ الكتاب ذلك فضلاً من أن ينتقد العالم الذي ألفه، لكنهم بعقول أضلها باريها، كما ضلت عقول الخوارج حتى في زمنه عليه الصلاة والسلام وفي زمن الصحابة وفي زمن الخلفاء فمن باب أولى أن نرى هؤلاء في زماننا فقد قال الرجل لرسول الله وهو رسول الله "اعدل يا محمد"، والحديث في البخاري ومسلم نعم قال: "اعدل يا محمد؛ فوالله ما هذه قسمة أريد بها وجه الله"، ومع أنه لا إشكال والعدل واجب على الجميع، ورسول الله أولى أن يعدل لكنها كلمة حق أريد بها باطل فتمعر وجهه صلى الله عليه وسلم ثم علق قائلا: "يخرج من ضئضئ هذا" أي من أمثال هؤلاء الأفراخ يخرجون في ديننا من أجل المروق على ديننا، ومن أجل إقصاء ديننا، وتشويه شرعنا، ومن أجل التلاعب بأحكام شرع ربنا، وهم أنفسهم الذين قالوا لعلي رضي الله عنه: {إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّهِ}، هذا الشعار الأبرز والهدف الأسمى الذي اتخذه الخوارج في زمن علي رضي الله عنه أن لا يحكّم الرجال في دين الله فقال علي كلمته الشهيرة "كلمة حق أريد بها باطل".
- إن هؤلاء الخوارج في زماننا يحسنون الاستدلال بالقرآن لا لأجله بل لنكون نحن وإياهم على سواء، فيتم الضحك على العامة والمغلفين منهم خاصة، ويتلاعب بالشرع بعد ذلك، مع الفارق التعبدي بين خوارج العصر والخوارج في زمن النبي الذين يقول عنهم صلى الله عليه وسلم: "تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وقراءتهم إلى قرائتكم..."، وقل ما شئت من عبادات وتنفل حتى وصفهم أبن عباس لما دخل إليهم يحاورهم قال: إن جباههم كركب المعزى، أي لكثرة السجود عليها بين يدي الرحمن ليل نهار، وإن ركبهم كثفن البعير لشدة ما سجدوا لله وأطالوا السجود لكنه صلى الله عليه وسلم قال" لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد وإرم"، وقال: "هم كلاب أهل النار، اقتلوهم فمن قتلهم له أجر عند الله"،. وكلها أحاديث صحيحة... نعم كذلك مع أنهم يصلون ويحسنون الصلاة إن كان علماني اليوم لا يحسنون الطهارة، ولا يعرفون القبلة، ولا يغتسلون من جنابة، ولا يأتون الحلال ولا يعرفونه…
- ولهذا انتفع الخوارج لحوار ابن عباس لما حاورهم فعاد ثلث منهم للدين؛ لأن العمى والجهل هو الذي أضلهم، وبالتالي عادوا ورجعوا الى الهداية لما علموا، أما العلمانيون في عصرنا فلا علم، ولن ينفعهم حوار، ولا كلام، ولا عقل ولا نقل حتى وإن نطق الحق بنفسه وليس ببشر ينطقون به: ﴿صُمٌّ بُكمٌ عُميٌ فَهُم لا يَرجِعونَ﴾، ﴿أُولئِكَ الَّذينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُم وَأَعمى أَبصارَهُم﴾، ﴿وَقالوا قُلوبُنا غُلفٌ بَل لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفرِهِم فَقَليلًا ما يُؤمِنونَ﴾ ، ﴿أَفَرَأَيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمعِهِ وَقَلبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَن يَهديهِ مِن بَعدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرونَ﴾…
جهلت وما تدري بأنك جاهل
ومن لي بأن تدري بأنك لا تدري
- ألا أيها العلمانيون اعلموا أن السنة عندنا كالقرآن( وما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا...) .(أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ...) ؛ (قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ...). (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا... )وقل ما شئت عن مثل هذه الآيات، فلا فرق بين كتاب وسنة؛ لأن الكل وحي من رب العزة:﴿وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوى إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى عَلَّمَهُ شَديدُ القُوى﴾ أي جبريل عليه السلام…
- أما أن يقال القرآن قطعيات والسنة ظنيات وبالتالي نرد الظنيات ونلغيها تماما ونتحاكم للقطعيات وننتهي عن السنة فهو تعطيل للقرآن والسنة بل قال ميمون بن مهران رحمه الله " القرآن أحوج من السنة للقرآن" يعني القرآن يحتاج الى السنة أكثر مما تحتاج السنة إلى القرآن؛ لأن القرآن لم يفصل بينما السنة فصلت القرآن، فلا صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج ولا شيء من أركان الإسلام سنفهمها إن لم تكن السنة هي التي فصلت كيف نصلي، ما هي شروط الصلاة، ما هي أركان الصلاة، ما هي سنن الصلاة، ما هي المبطلات لها، وما مفطرات الصيام، وكيف نحج، وكيف نزكي، وما هي الأنصبة للزكاة، وما هي الأموال الزكوية، وما هي التي لا تزكى، وقل ما شئت في كل أحكام الشرع فإن طعنا في السنة وتركناهل فقد طعنا في القرآن وتركناه حتما…
- ولهذا لم يكن الصحابة والسلف عامة يفرقون بين السنة والقرآن؛ لأن الكل عندهم وحي من الله تعالى، وكانوا لا يفرقون بين أمر السنة بشيء وأمر القرآن بشيء، فلما نزلت قول الله تبارك وتعالى في الخمر مع أن الخمر عند العرب كالماء عندنا وعلى أن أغلب الصحابة القدامى الذين جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهم أحياء فقد كانوا يشربونها إلا نادر من أولئك فلما نزلت الآية (فَاجتَنِبُوه) قالوا انتهينا انتهينا انتهينا يا ربنا… ( إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصابُ وَالأَزلامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ فَاجتَنِبوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ) بل فوق ذلك كسروا الدنان والأواني التي فيها الخمور وكانت عليها الخمور…
- ولما نزلت آية الحجاب مع أن النساء كاشفات منذ عرفن الحياة ولا إشكال لديهن البتة لا في الجاهلية ولا في بداية الإسلام، وما نزل الحجاب إلا في السنة الخامسة إلى السادسة هجرية، ولما نزلت نزلت ليلًا فعاد الصحابة لنسائهم يقرأون آية الحجاب فخرجن فجرًا متلفعات بمروطهن كأنهن الغربان لا يعرفن.... نعم هكذا، بل كانت المرأة التي ليس لها خمار تشق من ثوبها أو تعيرها جارتها وخرجت به للناس، فانتهوا في لحظات يسيرة عنه مع أنها عقائد وتقاليد منذ قرون طويلة…. لكنها الاستجابة لله ورسوله.
- بل لما جاء تحويل القبلة في صلاة الظهر وفي رواية أنها العصر وبعض الصحابة يصلون حين ذهب رجل وجاء وهم يصلون فقال أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن القبلة قد تحولت فتحولوا وهم ركوع لم يتماسكوا ولم يترادوا ولم يقولوا حتى نصلي هذه أو نسأل أو نتأكد أو من الرجل أو يحلف أو عنده شاهد…
- بل بمجرد الرؤية لرسول الله عملوا مثله دون أن يسألوه لماذا أو هو خاص بك غيرنا فقط بمجرد أن شاهدوه صلى الله عليه وسلم مثلا يلقي خاتمه من على المنبر قال نظرة إلى هذا ونظرة إليكم لقد شغلني عنكم فرماه فرموا خواتمهم رضي الله عنه جميعا، ولما خلع حذاءه وهو في الصلاة خلعوا أحذيتهم فورا، مع أنها لعلة النجاسة في حذاء رسول الله وفي أحذيتهم لا نجاسة فيها لكنهم خلعوا بمجرد الرؤية للقدوة والأسوة صلى الله عليه وسلم.
- ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل في أصبعه خاتم فرماه النبي الله عليه وسلم فقال له بعض الصحابة خذه وانتفع به اعطه لإمرأتك بعه فقال لا والله لا آخذه وقد رماه رسول الله، بل نادى صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: "أيها الناس اجلسوا"، وكان ابن مسعود في الشارع بين الشمس وفي حرارتها فجلس في نفس المكان لم يتحرك لحظة، ومثله ابن رواحة، وأم سلمة لما سمعت نفس الكلمة: "انصتوا أيها الناس"، وكانت تمشط ابنتها في دارها فلم تنزل المشط من على شعر ابنتها، بل مباشرة استماع وطاعة واتباع له صلى الله عليه وسلم لأن الله ينادي ويقول: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرونَ﴾…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
إن من المعلوم لدينا على أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة علينا، ولا يحل لأحد أن يبدي رأيه، أو فكره، أو قوله، أو أي شيء منه على كلام رسول الله، أو على كلام الله، أو على أي شيء من شرع الله، وحتى ولو كان الصحابة، حتى ولو كان أعلم الناس، وأعظم الناس وأعقل الناس وأزهد الناس وأعبد الناس مادام خالف قوله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجب رد ذلك القول واعتباره منبوذا حتى لو جاء ممن جاء: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُقَدِّموا بَينَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلا تَجهَروا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم وَأَنتُم لا تَشعُرونَ﴾… فلا عبرة بقول أحد إذا قال الله أو الرسول شيئًا… ولا اجتهاد في معرض النص كما هي القاعدة بين العلماء.
- ألا فلنحذر من كل فكر وقول ونظرية وشبهة ومنشور وفيديو وكل شيء يشكك في دين الله أو يطعن في آيات كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء في وسائل التواصل أو حقيقة أو من كتاب وغيره، ولا يحل للمسلم أصلا أن يتابع هؤلاء بحال من الأحوال، وواجبه متابعة ما يزيد إيمانه ويقربه لربه جل جلاله لا ما يبعده ويغضبه سبحانه، وواجب المسلم العودة للعلماء إن حدث أمر يحب السؤال عنه، والتبين فيه، وقد أمرنا ربنا جل وعلا بقوله: ﴿فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ﴾ …
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:* https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/FWx4uWIHAPA?si=BXkEZAzHM85bVMyU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 1/ربيع الآخر/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فما نراه في واقعنا، ونعيشه في زماننا، ونلامسه في أيامنا من محاربة لدين الله تبارك وتعالى، ومحاولة لإقصائه عن الحياة عامة، ومحاربة ممنهجة بأيدي داخلية وخارجية للمتدينين وللمصلحين وللعلماء العاملين، سواء كان على طريق الحقيقة بسجن وتعذيب وإبعاد، وحكم بإعدام، أو بمحاربة شرسة وإبعاد واضح، ومحاولة فاضحة لإقصاء الدين وإنهاء دوره، وإبعاده عن الحياة عامة، وإسكات صوت الناطق به، والمتحدث عنه، والمترجم له في أقواله وأفعاله وعلمه أعني المصلحين، وأعني الدعاة، وأعني العلماء الأتقياء الزاهدين، وهو واضح أيها الإخوة لكل ذي عينين…
- وهذه الحرب جديدة معناه تهميش دور الدين عامة، وفصله عن الحياة شيئًا فشيئًا حتى يزول تمامًا، ويقل أثره في نفوس الناس، وبعدهم عنه، وانشغالهم بأمور أخرى غيره، وتفكيكه من حياة المسلمين، ورسم قدوات جديدة، وأديان شرقية وغربية، ومقدسات ثانوية، وإظهار للتفاهات، والعبث والفوضى، وهذا وذاك…
- وهذه الحرب الجديدة التي نراها في ساحتنا العربية والإسلامية، وإن كانت تختلف من محل لآخر، ومن دولة لأخرى، إلا أن الهدف واحد، والحرب متفقة، والقائد موحد، يوقن بذلك مسلم غيور، وبات يدركه الجميع، على أن هذه المعركة الشرسه ضد هذا الدين لتجري على قدم وساق، لا لتستهدف الإسلام وحده، بل وتستهدف المسلمين عامة، ولكن الله غالب على أمره: {وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ}.
- وأبشركم أن دين الله جل وعلا محفوظ، ولكن أين الحفظة، أين الحفظة لهذا الدين، وأين الأسباب التي جعلها الله فريضة على العباد أن يبذلوها في حياتهم عامة لأجل الحفاظ على دين الله خاصة، ثم بذل الأسباب لإقامة الحياة، وعمارة الأرض والاستخلاف فيها، ولو لم تكن الأسباب لما كانت المعارك الكبرى في الإسلام، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم بدينه وهو رسول الله لكنه فر من بلده وأحب البقاع إليه إلى غيرها؛ لينجو بدين الله ويدعو إلى الله ويؤسس لدولة الإسلام، ولم يتواكل ويدع الأسباب ويقول أنا رسول الله وسينصرني الله بدون عمل وجهد وبذل وهجرة وقتل وقتال وتحمل وصبر وجوع ومجاهدة وسهر… لا لم يقل ذلك صلى الله عليه وسلم…
- فهي أسباب لحفظ الدين لابد من بذلها، لابد من فعلها، لابد للمسلم أن يكون له الدور الأبرز والأعظم فيها؛ فالمعركة دائرة ورحى الإسلام منتصرًا طال الأمد أو قصُر فلا بد من النصر والظفر: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾، ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾، ﴿وَلَقَد كَتَبنا فِي الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ﴾ فهذه الآيات وغيرها تؤكّد أن النصر حليف هذا الدين وعباده الصالحين شاءوا أو يشاءوا، أرادوا أو لم يريدوا…
- فدين الله محفوظ بحفظ الله تبارك وتعالى له، وهو دائم ما دام وأن الله باق فدينه كذلك باقٍ ولو حاربوه ولو أقصوه ولو أبعدوه ولو أزاحوه ولو فعلوا الأفاعيل به وبعباد الله الصالحين فلن يفلحوا أبدًا، نعم لن يفلحوا أبدا قد فعلها من قبلكم، فعلوها، وصنعوا وقتلوا ودمروا وأخفوا وسحلوا وسحقوا أناس كثير، وأديان متعددة، ولكن الحق يقوم: ﴿قَد قالَهَا الَّذينَ مِن قَبلِهِم فَما أَغنى عَنهُم ما كانوا يَكسِبونَ فَأَصابَهُم سَيِّئَاتُ ما كَسَبوا وَالَّذينَ ظَلَموا مِن هؤُلاءِ سَيُصيبُهُم سَيِّئَاتُ ما كَسَبوا وَما هُم بِمُعجِزينَ﴾…
- وإن كانت المعركة في زماننا على أشدها الآن أعظم من أي زمن مضى… خاصة الحرب الفكرية على هذا الدين، وعلى عباده الصالحين.. بدءًا من ما يسموه بالتجديد للدين، أو التشكيك في الدين، أو العقلانية في الدين، أو إعادة فهم الدين، أو تجديد الخطاب الديني كما تسمى الآن، وهذه بكلها نظريات تحقق منها من تحقق من واضعوها، وراجعوا أنفسهم أصحابها ما راجعوا، ثم تبين لهم على أن خططهم فشلت أمام من تمسك المسلمين بدينهم، ولم تنطلي عليهم هذه الحيل، سواء كانت عقلانية ضد شرع الله، أو كانت إعادة فهم، أو كانت تجديد خطاب، أو كانت محاربة للتراث أو كانت ما كانت كلها أكذوبات لا تنطلي على أبنائنا، وأتباع ديننا، وعلى من تمسكوا بكتاب ربنا…
- لكن أكثر معركة اليوم جديدة حديثة محدثة هي ما تسمى بتعدد القراءات للنص الشرعي، أي التلاعب بالدين وبشرع رب العالمين، واعتبار أن كل فهم لآية أو لحديث لرسول الله فهو صحيح صدر عن من صدر، وقال به من قال، ولو كان حتى الشيطان، والكارثة أنهم يفخرون بما توصلوا إليه وصدق الله: ﴿قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا أُولئِكَ الَّذينَ كَفَروا بِآياتِ رَبِّهِم وَلِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزنًا ذلِكَ جَزاؤُهُم جَهَنَّمُ بِما كَفَروا وَاتَّخَذوا آياتي وَرُسُلي هُزُوًا﴾، ﴿اللَّهِ الَّذي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَوَيلٌ لِلكافِرينَ مِن عَذابٍ شَديدٍ الَّذينَ يَستَحِبّونَ الحَياةَ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ وَيَبغونَها عِوَجًا أُولئِكَ في ضَلالٍ بَعيدٍ وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشاءُ وَيَهدي مَن يَشاءُ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾…
- فهم يريدون أن يعددوا القراءات للنص بحيث أن النص قابل للعب وللتجاذبات وللأخذ والعطاء، فهذا يفهم فهما ففهمهه حسب خزعبلاتهم صحيح، وهذا يفهم آخر ففهمهه صحيح، وكل هؤلاء حتى ولو شرقوا أو غربوا وأبعدوا كل البعد فعلى قراءة هؤلاء هي صحيحة.
فهذا التلاعب بالدين أصبح سائدًا في بلاد الإسلام والمسلمين، نعم لقد أصبح التلاعب في أحكام الله وبشرع الله سائدًا للأسف الشديد وأصبح هؤلاء لهم كتب ولهم مؤلفات ولهم ندوات ولهم محاضرات ولهم أمسيات ولهم مؤسسات ولهم ما لهم هنا وهناك…
- والفرية العظمى التي يروج لها هؤلاء ويتكئون عليها باعتبار أن هذه اختلافات كما اختلف الأوائل يختلف الأواخر، وعلى أن أولئك رجال وهؤلاء -كما يزعمون- رجال، فيقول قائلهم وأحمقهم: مالفرق بيني وبين أبي حنيفة، أو بيني وبين الشافعي، أو بيني وبين مالك، أو بيني وبين أحمد، فهؤلاء عقول بشرية وأنا عقل بشري، وبالتالي أنا أفعل كما فعلوا، وأجتهد كما اجتهدوا، وأصنع كما صنعوا لا فرق بيني وبينهم…!.
- غير أننا نقول لهم: إن الله فرّق بينك وبينه، فليس أولئك برجال وأنت رجل، بل الرجال وضحهم الله في كتابه الكريم: ﴿مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَما بَدَّلوا تَبديلًا﴾، إنما المفاضلة تصح بين جنسين أنت ذكر وهذه أنثى، {وَليْسَ الذْكَرُ كَالأُنثَى}، أما بين رجال وذكور فلا تصلح مطلقًا، إنما أنت عندك آلة الذكورة نعم تستطيع أن تتزوج لكن لن تستطيع أن تناطح هؤلاء العظماء من الأئمة العلماء، وأنت للقمامة أقرب منها للقامة، وهم في الثريا وأنت ملطخ بالوحل في الثرى، فلا تستطيع أن تقول ولا أن تتحدث ولا أن تخرج كلمة عربية صحيحة، فضلًا عن أن تنتقد أو أن تبدي رأيًا صحيحًا صائبًا وأن يُعتد برأيك
يقولون هذا عندنا غير جائز
ومن أنتمُ حتى يكون لكم عند
فما عندكم شيء حتى يعتد بكم ويأخذ الناس عنكم فكيف تبرزون عضلاتكم الفارغة باسم أنتم رجال وهم رجال…!.
- الله يقول {مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ} حتى المؤمنين ليسوا جميعًا على وصف الرجولة، ولكن كثيرًا منهم ذكور فلا يمكن أن يتلاعب بالأدلة بمسميات شرقية وغربية، بل لا يحل لمسلم أن تنطلي عليه هذه الحيل خاصة أمام الوسائل المفتوحة في زمننا التي تظهر بأجمل وأحسن وأبهى حلة من فيديوهات أو من قولبات، أو من صور ومعلومات، أو من حقائق وأرقام، أو من إحالات ونقليات بأن هذا قالها فلان في الكتاب الفلاني وكله كذب وزور لا قال ولا سمع ولا رأى ولا يعلم ذلك لكن أنت تعلم على أننا لا نعود للكتب والمراجع وبالتالي تستطيع أن تكذب على جمهور المسلمين؛ لأنك تعلم أنهم لن يعودوا لأي مصدر فيقول قائلهم: قالها الواقدي قالها المسعودي قالها فلان وعلان? قالها زعطان وفلتان، بل لجهلهم بالأسماء بدلًا أن يقول قالها ابن كثير يقول باكثير لا يحسن أن يعود أصلا لأسماء ولا أن يذكر تواريخ ولا حتى قد قرأ الكتاب ذلك فضلاً من أن ينتقد العالم الذي ألفه، لكنهم بعقول أضلها باريها، كما ضلت عقول الخوارج حتى في زمنه عليه الصلاة والسلام وفي زمن الصحابة وفي زمن الخلفاء فمن باب أولى أن نرى هؤلاء في زماننا فقد قال الرجل لرسول الله وهو رسول الله "اعدل يا محمد"، والحديث في البخاري ومسلم نعم قال: "اعدل يا محمد؛ فوالله ما هذه قسمة أريد بها وجه الله"، ومع أنه لا إشكال والعدل واجب على الجميع، ورسول الله أولى أن يعدل لكنها كلمة حق أريد بها باطل فتمعر وجهه صلى الله عليه وسلم ثم علق قائلا: "يخرج من ضئضئ هذا" أي من أمثال هؤلاء الأفراخ يخرجون في ديننا من أجل المروق على ديننا، ومن أجل إقصاء ديننا، وتشويه شرعنا، ومن أجل التلاعب بأحكام شرع ربنا، وهم أنفسهم الذين قالوا لعلي رضي الله عنه: {إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّهِ}، هذا الشعار الأبرز والهدف الأسمى الذي اتخذه الخوارج في زمن علي رضي الله عنه أن لا يحكّم الرجال في دين الله فقال علي كلمته الشهيرة "كلمة حق أريد بها باطل".
- إن هؤلاء الخوارج في زماننا يحسنون الاستدلال بالقرآن لا لأجله بل لنكون نحن وإياهم على سواء، فيتم الضحك على العامة والمغلفين منهم خاصة، ويتلاعب بالشرع بعد ذلك، مع الفارق التعبدي بين خوارج العصر والخوارج في زمن النبي الذين يقول عنهم صلى الله عليه وسلم: "تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وقراءتهم إلى قرائتكم..."، وقل ما شئت من عبادات وتنفل حتى وصفهم أبن عباس لما دخل إليهم يحاورهم قال: إن جباههم كركب المعزى، أي لكثرة السجود عليها بين يدي الرحمن ليل نهار، وإن ركبهم كثفن البعير لشدة ما سجدوا لله وأطالوا السجود لكنه صلى الله عليه وسلم قال" لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد وإرم"، وقال: "هم كلاب أهل النار، اقتلوهم فمن قتلهم له أجر عند الله"،. وكلها أحاديث صحيحة... نعم كذلك مع أنهم يصلون ويحسنون الصلاة إن كان علماني اليوم لا يحسنون الطهارة، ولا يعرفون القبلة، ولا يغتسلون من جنابة، ولا يأتون الحلال ولا يعرفونه…
- ولهذا انتفع الخوارج لحوار ابن عباس لما حاورهم فعاد ثلث منهم للدين؛ لأن العمى والجهل هو الذي أضلهم، وبالتالي عادوا ورجعوا الى الهداية لما علموا، أما العلمانيون في عصرنا فلا علم، ولن ينفعهم حوار، ولا كلام، ولا عقل ولا نقل حتى وإن نطق الحق بنفسه وليس ببشر ينطقون به: ﴿صُمٌّ بُكمٌ عُميٌ فَهُم لا يَرجِعونَ﴾، ﴿أُولئِكَ الَّذينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُم وَأَعمى أَبصارَهُم﴾، ﴿وَقالوا قُلوبُنا غُلفٌ بَل لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفرِهِم فَقَليلًا ما يُؤمِنونَ﴾ ، ﴿أَفَرَأَيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمعِهِ وَقَلبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَن يَهديهِ مِن بَعدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرونَ﴾…
جهلت وما تدري بأنك جاهل
ومن لي بأن تدري بأنك لا تدري
- ألا أيها العلمانيون اعلموا أن السنة عندنا كالقرآن( وما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا...) .(أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ...) ؛ (قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ...). (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا... )وقل ما شئت عن مثل هذه الآيات، فلا فرق بين كتاب وسنة؛ لأن الكل وحي من رب العزة:﴿وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوى إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى عَلَّمَهُ شَديدُ القُوى﴾ أي جبريل عليه السلام…
- أما أن يقال القرآن قطعيات والسنة ظنيات وبالتالي نرد الظنيات ونلغيها تماما ونتحاكم للقطعيات وننتهي عن السنة فهو تعطيل للقرآن والسنة بل قال ميمون بن مهران رحمه الله " القرآن أحوج من السنة للقرآن" يعني القرآن يحتاج الى السنة أكثر مما تحتاج السنة إلى القرآن؛ لأن القرآن لم يفصل بينما السنة فصلت القرآن، فلا صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج ولا شيء من أركان الإسلام سنفهمها إن لم تكن السنة هي التي فصلت كيف نصلي، ما هي شروط الصلاة، ما هي أركان الصلاة، ما هي سنن الصلاة، ما هي المبطلات لها، وما مفطرات الصيام، وكيف نحج، وكيف نزكي، وما هي الأنصبة للزكاة، وما هي الأموال الزكوية، وما هي التي لا تزكى، وقل ما شئت في كل أحكام الشرع فإن طعنا في السنة وتركناهل فقد طعنا في القرآن وتركناه حتما…
- ولهذا لم يكن الصحابة والسلف عامة يفرقون بين السنة والقرآن؛ لأن الكل عندهم وحي من الله تعالى، وكانوا لا يفرقون بين أمر السنة بشيء وأمر القرآن بشيء، فلما نزلت قول الله تبارك وتعالى في الخمر مع أن الخمر عند العرب كالماء عندنا وعلى أن أغلب الصحابة القدامى الذين جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهم أحياء فقد كانوا يشربونها إلا نادر من أولئك فلما نزلت الآية (فَاجتَنِبُوه) قالوا انتهينا انتهينا انتهينا يا ربنا… ( إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصابُ وَالأَزلامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ فَاجتَنِبوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ) بل فوق ذلك كسروا الدنان والأواني التي فيها الخمور وكانت عليها الخمور…
- ولما نزلت آية الحجاب مع أن النساء كاشفات منذ عرفن الحياة ولا إشكال لديهن البتة لا في الجاهلية ولا في بداية الإسلام، وما نزل الحجاب إلا في السنة الخامسة إلى السادسة هجرية، ولما نزلت نزلت ليلًا فعاد الصحابة لنسائهم يقرأون آية الحجاب فخرجن فجرًا متلفعات بمروطهن كأنهن الغربان لا يعرفن.... نعم هكذا، بل كانت المرأة التي ليس لها خمار تشق من ثوبها أو تعيرها جارتها وخرجت به للناس، فانتهوا في لحظات يسيرة عنه مع أنها عقائد وتقاليد منذ قرون طويلة…. لكنها الاستجابة لله ورسوله.
- بل لما جاء تحويل القبلة في صلاة الظهر وفي رواية أنها العصر وبعض الصحابة يصلون حين ذهب رجل وجاء وهم يصلون فقال أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن القبلة قد تحولت فتحولوا وهم ركوع لم يتماسكوا ولم يترادوا ولم يقولوا حتى نصلي هذه أو نسأل أو نتأكد أو من الرجل أو يحلف أو عنده شاهد…
- بل بمجرد الرؤية لرسول الله عملوا مثله دون أن يسألوه لماذا أو هو خاص بك غيرنا فقط بمجرد أن شاهدوه صلى الله عليه وسلم مثلا يلقي خاتمه من على المنبر قال نظرة إلى هذا ونظرة إليكم لقد شغلني عنكم فرماه فرموا خواتمهم رضي الله عنه جميعا، ولما خلع حذاءه وهو في الصلاة خلعوا أحذيتهم فورا، مع أنها لعلة النجاسة في حذاء رسول الله وفي أحذيتهم لا نجاسة فيها لكنهم خلعوا بمجرد الرؤية للقدوة والأسوة صلى الله عليه وسلم.
- ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل في أصبعه خاتم فرماه النبي الله عليه وسلم فقال له بعض الصحابة خذه وانتفع به اعطه لإمرأتك بعه فقال لا والله لا آخذه وقد رماه رسول الله، بل نادى صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: "أيها الناس اجلسوا"، وكان ابن مسعود في الشارع بين الشمس وفي حرارتها فجلس في نفس المكان لم يتحرك لحظة، ومثله ابن رواحة، وأم سلمة لما سمعت نفس الكلمة: "انصتوا أيها الناس"، وكانت تمشط ابنتها في دارها فلم تنزل المشط من على شعر ابنتها، بل مباشرة استماع وطاعة واتباع له صلى الله عليه وسلم لأن الله ينادي ويقول: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرونَ﴾…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
إن من المعلوم لدينا على أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة علينا، ولا يحل لأحد أن يبدي رأيه، أو فكره، أو قوله، أو أي شيء منه على كلام رسول الله، أو على كلام الله، أو على أي شيء من شرع الله، وحتى ولو كان الصحابة، حتى ولو كان أعلم الناس، وأعظم الناس وأعقل الناس وأزهد الناس وأعبد الناس مادام خالف قوله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجب رد ذلك القول واعتباره منبوذا حتى لو جاء ممن جاء: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُقَدِّموا بَينَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلا تَجهَروا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم وَأَنتُم لا تَشعُرونَ﴾… فلا عبرة بقول أحد إذا قال الله أو الرسول شيئًا… ولا اجتهاد في معرض النص كما هي القاعدة بين العلماء.
- ألا فلنحذر من كل فكر وقول ونظرية وشبهة ومنشور وفيديو وكل شيء يشكك في دين الله أو يطعن في آيات كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء في وسائل التواصل أو حقيقة أو من كتاب وغيره، ولا يحل للمسلم أصلا أن يتابع هؤلاء بحال من الأحوال، وواجبه متابعة ما يزيد إيمانه ويقربه لربه جل جلاله لا ما يبعده ويغضبه سبحانه، وواجب المسلم العودة للعلماء إن حدث أمر يحب السؤال عنه، والتبين فيه، وقد أمرنا ربنا جل وعلا بقوله: ﴿فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ﴾ …
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:* https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/