جواب.لسؤال.أين.الله.عن.نصرة.المسلمين.وغزة.بالتحديد.cc. #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي ...
منذ 2025-05-19
جواب.لسؤال.أين.الله.عن.نصرة.المسلمين.وغزة.بالتحديد.cc.
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17696
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 15 / ربيع الآخر / 1446هـ ↶
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فهناك سؤال يُطرح ويتردد سواء كان هذا السؤال يُطرح على سبيل الحقيقة في اللسان، أو كان فقط يتردد في الجَنان، وسواء كان هذا السؤال يُطرح من قبل المؤمنين الصادقين المخلصين الغيورين الذين لا يشكون في إسلامهم ودينهم وربهم ونصرة الله تبارك تعالى لهم، أو من مؤمن لا يشك أيضًا في توحيده، ولا في ربه، ولا في إيمانه، ولا في كتابه، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا في شيء من ذلك البتة، وإنما يطرأ عليه التردد واستبطاء ما عند الله تعالى.
- أما الأول فيريد أن يستيقن بطرحه للسؤال، والثاني يريد إجابة لسؤاله ليريح نفسه، وباله وهمه، والسؤال نفسه يُطرح من قبل مترددين، مشككين، طاعنين، معادين، ملحدين، علمانيين، ليس لهم دين… فمن هؤلاء جميعًا قد يُطرح السؤال…
- والسؤال هو: أين الله تبارك وتعالى من نصرة المسلمين، أين الله من أن ينصر إخواننا المستضعفين في بقاع الارض أجمعين، أين الله تعالى من أن ينصر غزة مع أنهم يحمون المقدسات، وقد قُتل منهم الآلاف، فأين الله من نصرة هؤلاء جميعا، أين الله من أن يخرج المسلمين من هذه الغمة والهم والكربة التي نزلت بهم، وأصبحوا أضعف وأهون الناس يُستضعفون ويُمتهنون ويُعذبون ويُضطهدون وتُسلب أموالهم وديارهم، وأكبر وأكثر ما لديهم، وأحب ما عندهم…!
- فأين الله من هذا بكله، ألا يرى حال المسلمين، وما وصلوا إليه من خاصتهم وعامتهم فأقول حتى لا أستفصل في السؤال أكثر، فأقول للجميع سواء كان لمؤمن يريد أن يستيقن مع إيمانه، أو كان لمؤمن يريد أن يستوضح وهو متردد في إجابته، أو من غير مسلم تمامًا يشكك ويطعن في دين ربه فإن هؤلاء لهم جواب واحد هو جواب #السببية…
- هناك قانون في كتاب رب البرية، وفي سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم خير البشرية يقول الله تبارك وتعالى فيه: {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبديلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحويلًا} لن تجد نفي أن يوجد تحويل أو تحايل أو مغالطة أو حتى محاباة لأفراد دون أفراد على سنن الله… حتى ولو كانوا مقربًا من الله ومهما كان قربه وعلاقته بالله فلن يحابيه الله وحاشاه جل في علاه… وانظر لآدم عليه السلام وهو من نفخ فيه جل وعلا من روحه، وأسجد له ملائكته، وأسكنته جنته، وفضله على غيره، ومع هذا لما خالف أمر ربه، وعصى خالقه، وأكل من الشجرة الممنوع منها أخرجه الله جل جلاله من الجنة وبذنب واحد فقط… مع أنه قد تاب وأناب، وتراجع واعتذر لكن بعد أن فات الأوان وخالف أمر الرحمن: ﴿وَيا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ فَكُلا مِن حَيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطانُ لِيُبدِيَ لَهُما ما وورِيَ عَنهُما مِن سَوآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَن هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلّا أَن تَكونا مَلَكَينِ أَو تَكونا مِنَ الخالِدينَ وَقاسَمَهُما إِنّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحينَ فَدَلّاهُما بِغُرورٍ فَلَمّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَم أَنهَكُما عَن تِلكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَكُما إِنَّ الشَّيطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبينٌ قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ قالَ اهبِطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَلَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حينٍ قالَ فيها تَحيَونَ وَفيها تَموتونَ وَمِنها تُخرَجونَ﴾…
- وهذا الملك الصالح ذو القرنين أخذ بالأسباب بقوة، وتشبث بها بما تعنيه الكلمة: ﴿فَأَتبَعَ سَبَبًا﴾، ثم لما توجه لموضع آخر: ﴿ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا﴾، ثم لما ذهب لثالث: ﴿ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا﴾… فلابد من أن يأخذ المسلم بأسبابه ليصل إلى النتائج المرضية، أما أن يتحدث بلسانه، وهو يخالف بأفعاله ومقاله، فلن يصل إلى شيء البتة، وتلك حقيقة لا محالة.
- لقد جعل الله الأسباب بمسبباتها، وعلمنا ربنا تبارك أن نأخد بالأسباب حتى في نفسه جل وعلا، وفي فعله صلى الله عليه وسلم، وإن الله عز وجل قد خاطب الناس بما يفهمون ويعقلون ولهذا خلق السماوات والأرض في ستة أيام وجعل للأرض عموداً وهكذا كل خلقه مع قدرته على أن يفعل ذلك في لحظة واحدة: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾ لكن ليعلمنا تبارك وتعالى أنه لا بد من الأخذ بالأسباب التي هي عبادة في خد ذاتها لله جل وعلا…
- وقد جعل حياة الزروع مثلا والثمار في الأمطار، وجعل والنفس من أسباب حياة البشر، وكذلك الطعام والشراب… فجعل كل الأسباب بمسبباتها، فقال الله تبارك وتعالى: {قُلْ سِيْرُوا فِي الأَرْضِ}، وخاطب النبي والمؤمنين جميعاً: ﴿وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم...﴾، حتى الجنة لا يمكن أن يدخلها أحد إلا بسبب من عنده ثم برحمة الله بعد ذلك، قال الله في كتابه: ﴿وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾…
إذن في الجنة ونالها بشرط أعمالكم وإلا فلن تنالوها، والباء هنا سببية أي بسبب أعمالكم استحقيتم الجنة وفزتم بها: ﴿وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾…
- وهكذا لن ينال المسلم رحمة الله وجنة الله وفضل الله وما عند الله إلا بأسباب من عنده يبذلها مهما كان في قربه من الله عز وجل ولو إن يأخذ بأسباب يسيرة ما دام وأنه قد أخذ بالسبب فإن الله تبارك وتعالى سيعطيه، وسيمنحه وسيأتي له بما يريد وإلا فلن يكون له أي شيء لو تمنى ولم يعمل، وانظر لليهود والنصارى كيف زعموا الجنة بلا عمل فكذبهم تبارك وتعالى بقوله: ﴿وَقالوا لَن يَدخُلَ الجَنَّةَ إِلّا مَن كانَ هودًا أَو نَصارى تِلكَ أَمانِيُّهُم قُل هاتوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقينَ بَلى مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾ ...
- ثم إن الأخذ بالأسباب فرض بالعقل قبل الشرع فهل يمكن لإنسان أن يحصد ثمرة بمجرد أمنية بأن يتمنى أن ينال ثمرة فهل سينالها، أو أن يتخيل سيارة مثلا أو راتبًا ما أو عملًا أو أي شيء دون أن يبذل سببا فهل يمكن أن ينال ذلك، وهل يمكن لأمي أن يتمنى الكتابة فيكتب بمجرد أمنية، دون أن يتعلم عند أستاذه دون أن يتعلم بجد، دون أن يضحي، دون أن يجتهد، هل يمكن لطالب في الجامعة لا يدرس ولا يذاكر أن ينجح، هل يمكن لهذا وهل يمكن لذاك أن يكون دون بذل سبب… لا وألف لا، وقل عن كل الحياة كذلك.
- لا يمكن أن تُنال الحياة إلا بأسبابها، إلا بعمل حتى يصل الإنسان إلى هذه المنازل التي يرجوها، بل هذا النبي صلى الله عليه وسلم لو نظرنا إلى حاله في كل حياته عليه الصلاة والسلام، ومع أنه خير البشرية، ومع أنه سيد الخليقة، ومع أنه أفضل الناس، وأعظم الناس، وأتقى الناس، وأقرب الناس إلى ربه سبحانه وتعالى لكن الله لم يحابه أبدًا، بل كان بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس اجتهادًا وبذلًا وعملًا وتضحية ويقوم حتى تتفطر قدماه عليه الصلاة والسلام لأجل أن ينال ما عند الله وهذا في أمر من أمور الآخرة لكن ماذا عن أمور الدنيا…
- انظر له صلى الله عليه وسلم في أكبر وأعظم وأضخم حدثٌ حدثَ له عليه الصلاة والسلام ألا وهو التحوّل لا له صلى الله عليه وسلم وأصحابه بل للأمة جمعاء حتى قيام الساعة ألا وهو الانتقال من مكة إلى المدينة إنها الهجرة نعم حدث الهجرة حيث لم يتواكل عليه الصلاة والسلام وقال أنا نبي الله، ورسول الله ويأتيني جبريل من السماء، ريمكن أن يأخذني في لحظة إلى المدينة وانتهى الأمر، أو حتى أدعو الله أن ينقلني للمدينة وإذا أنا فيها، لا لم يكن ذاك مطلقًا مع أن ذلك غير مستحيل على رب العالمين جل جلاله لكنها الأسباب… بل اجتهد صلى الله عليه وسلم أعظم اجتهاد، وأعد أعظم خطة محكمة حتى يصل الى المدينة وهو نازج، يخاف عليه الصلاة والسلام من أن تفشل الخطة فينتهي أمره ودعوته، فتجده يستعين حتى بامرأة أن تأتيهم بطعام، ويؤمّن رجل لهم الطريق بأن تأتي الغنم بعدهم لتمحي آثارهم، ويأتيهم بخبر قريش، حتى أنه استعان صلى الله عليه وسلم بغير مسلم ليدله على الطريق…
- لو أن النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق لم يتخذ سبب الخندق ما الذي سيكون غير النهاية له وللمدينة بالاجتياح الأكبر، والغزو الأعظم؛ لأنها أكبر معركة واجهها النبي عليه الصلاة والسلام منذ أن عرف الحياة حتى والتحق بالرفيق الأعلى؛ إذ اجتمع الأعراب وقريش واليهود مع المنافقين من الداخل وكل عدو لرسول الله صلى الله عليه وسلم…
- فقد اتخذ صلى الله عليه وسلم أسبابه ليحتمي وأصحابه من قريش وممن تحالف معهم من اليهود ومن غيرهم فاتخذ النبي عليه الصلاة والسلام كل سبب ليصل إلى نتيجة مرضية له ولأصحابه؛ لأنه يعلم أن ذلك واجب عليه، أن ذلك فرض أنها عبادة لله يتعبد الله تبارك وتعالى عليه: ﴿وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزّادِ التَّقوى وَاتَّقونِ يا أُولِي الأَلبابِ﴾…
- وليعلم المسلم بعد بذله أسبابه التي هي عبادة بالنسبة له بأن النتيجة قدر من الله أما أنا فواجب علي أن أبذل السبب ثم يأتي من الله تبارك وتعالى ما يأتي حتى ولو كان السبب ضعيفا وؤأكد عليه فإن النتيجة ما دام وأن العبد قد تعرف على الله انظر هنا يأتي أمر آخر وهو ما لا حيلة للعبد به فالله يتدخل إن رأى منك بذل السبب ولو كان يسيرا وانظروا إلى مريم عليها السلام مع ضعفها مع ولادتها ومع نخلة عظيمة لا يمكن أن لإنسان أن يهزها فكيف بامرأة وجالسة مضطجعة وفي ولادتها لا تستطيع حتى القيام. ومع ذاك فإن الله تعالى أمرها أن تهز: {وَهُزّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُساقِط عليك رطبًا جنيا} فنحن نحتاج إلى أن نبذل الأسباب لننال النتيجة، وانظر لنبي الله نوح عليه السلام الذي يبني ويصنع سفينة في مكان لا تمشي فيه السفينة باتفاق العقلاء ألا وهو البر…
- لكن لما يتدخل رب العالمين وإرادته ونصر الله فلا إشكال ابذل السبب فقط: ﴿وَاصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَوَحيِنا وَلا تُخاطِبني فِي الَّذينَ ظَلَموا إِنَّهُم مُغرَقونَ﴾، انتهى جاء الأمر الإلهي عليك أن تفعل السبب الذي لا بد منه ثم سيأتيك من الله ما لا تتوقعه وما ليس في بالك…
- وعودة لحياة نبينا صلى الله عليه وسلم وما الذي فعله عليه الصلاة والسلام في أكبر معركة فاصلة هي الأولى في تاريخ الأمة ألا وهي معركة بدر التي أطلق الله عليها اسم الفرقان مع أنهم ليس معهم غير السيوف حتى لم يكن لهم إلا خيل واحد وقليل من الإبل لكن لما كان معهم ربهم جل وعلا مع عزم صدق وجلد عظيم فيهم وخطة محكمة نصرهم الله وأيدهم مع ضعف ما بأيديهم كضعف مريم عليها السلام أمام النخلة…
- ثم انظر إلى المعركة الثانية التي هي أحد لما
وقع منهم تفريط في الأسباب لم يقل الله تبارك وتعالى هذا نبيي، وهذا رسولي، وهذا محمد خير خلق الله، وهؤلاء صحابته الكرام أفضل الخلق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فسأنصرهم ولو خالفوا السنن، لا لا محاباة، لما فرطوا في أمر يسير وهو الرماة وتركهم مواقعهم لكنه يخالف قواعد السلوك العسكري بأن ظهرهم غير محمي وهجمت قريش عليهم بقيادة خالد قبل إسلامه .... فأتت الهزيمة ..
- وقل عن يوم حنين وقد كان عدد من معه صلى الله عليه وسلم أكبر عدد اجتمع في معركة فقال بعض الصحابة أو قل الجدد من مسلمي الصحابة الذين أسلموا يوم فتح مكة والذين هم بين قوسين الطلقاء أو بعض الطلقاء الذين لم يستقر الإيمان استقرارًا تامًا في قلوبهم ولا زالوا حديثي عهد بالإسلام فقالوا: "لن نهزم اليوم من قلة"، يعني إن كان الأمر بالقلة والعدد فنحن كثير فلن نهزم من قلة، فكانت الهزيمة لأنهم ركنوا للأسباب الأرضية وتركوا مسبب الأسباب سبحانه…
- وهنا نقول انظر كيف سبق معنا قصة مريم العذراء عليها السلام ونوح عليه السلام سبب بسيط لكن الله تكفل بهم لأنهم اتجهوا له، وهنا سبب كبير بذله الصحابة لكن لما ركنوا إليه وكلهم الله له فكانت الهزيمة…
- وهنا السؤال الآن الذي أطرحه بعد كل هذا على الجميع: هل أخذ المسلمون اليوم بأسباب النصر والتمكين والرفعة واستعادة المجد وصناعة الحضارة… وأعتقد مئة بالمئة من إجاباتكم اليقينية توافقوني على أنهم لم يأخذوا بالأسباب… إذن فهل نستحق نصر الله ومعيته وتأييده وتوفيقه وإعادة المجد لديننا: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- ألم يقل الله تبارك وتعالى: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم...}، فهل وجد الإعداد منا، والإعداد العام في كل شيء وليس العسكري فقط بل العلمي والصناعي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي والأهم والأعظم الإيماني، والعكسري مطلوب لا ريب لكن ليس في إعداده للتناحر فيما بيننا، أو لقتلنا وسحقنا ودمارنا، بل على أعدائنا… ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم ....﴾
فهل أخذ المسلمون بالأسباب اليوم، أم أخذوا بأسباب الانحطاط، والسفول، والتقاعس والفسوق… هل نستحق وعد الله تبارك تعالى لنا في كتابه الكريم: ﴿وَلَقَد كَتَبنا فِي الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ﴾، فهل نحن صادقون في الأخذ بالأسباب المعنوية التي يجب أن تبذل لنصل إلى النتائج المرضية، وهل نحن نستحق وعد الله لنا بالتمكين في كتابه الكريم وفي سورة النور وانظر إلى اسم السورة سورة النور: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ ....﴾ فهل نحن أهل للاستخلاف…!.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فالواجب على المسلم أن يبدأ بنفسه في التغيير والأسباب، وإذا بدأ بنفسه بالتغيير والأخذ بالأسباب سنتقل هذا إلى غيره كالعدوى، أما أن يتراكن لغيره: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾ فكل مسلم مطالب بالتغيير ليتغير المجتمع تلقائيًا بتغييره…
- والواجب أيضًا على المسلمين أن لا يسائلوا الله عن لماذا، ومتى، وأين، وكيف… بل الله جل جلاله هو الذي يسألنا عن ذلك؛ أذ نحن لا نعرف الحكمة التي تأتي من ربنا تبارك وتعالى، وأنا كبشر أعجز عن هذا كل العجز، وأنا لا أستطيع أن أدرك ما عند الله، وإنما مثلي ومثل حكمة الله كمثل أبي أو أبني أو أحد من أقاربي مثلا لا قدر الله يكون تحت تخدير الطبيب بعملية جراحية في المستشفى وأراه من وراء الزجاج وإذا هو يفعل به ما يشاء ويقطع عروقه ولحمه ويخرج دمه من بين يديه وأنا أنظر ولا أستطيع أن أفعل شيئًا لكن عندي قناعة على أن الطبيب بيده سبب الشفاء له؛ لأنه طبيب مختص فلن يفعل إلا ما فيه خيره، فإذا كنا نقتنع اقتناعًا كاملًا لا يخالطه شك بأن هذا الطبيب الذي سلمنا أبناءنا أو أباءنا أو أي أحد من أقاربنا له فكيف برب العالمين سبحانه وتعالى، أليست كل الحلول بيده، أليس الله يقول في كتابه: ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾، ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾… فلنثق به، ولنلجأ له، ولنحسن العودة لمن بيده الأمر كله…
- فما الذي بذلته أنا لينتصر إخواني في غزة، لينتصر إخواني في بلاد الأرض أجمعين، لينتصر المستضعفين من المسلمين أيضًا في مشارق الأرض ومغاربها، خاصة في الدول التي يُستضعف فيها المسلمون في أي بلد كالهند وبورما… وغزة مجزرة القرن والإبادة الأبشع في التاريخ الحديث…
- واليوم نرى ما نرى من عدوان غاشم وإبادة ومحرقة وصمت عالمي، وتآمر داخلي وخارجي، لكن هذا بكله إذا بذل المسلمون الأسباب فإن الله تبارك سيجعل لهم المخرج حتما فقد قال تبارك وتعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًاوَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ}…
ـ واجبنا بأن نثق بالله وأن نبذل الأسباب لننال ما عند الله. وأختم أخيرا والأمر يحتاج إلى إطالة ولكن أختم بكلمة ألا وهي:
- الواجب على المسلم أن لا ينظر للجراحات والآلام اللحظية، بل ينظر إلى مستقبل لهذه الآلام والجرحات، نعم نعم قد تكون الآلام والجراحات في بلد واحد فقط كغزة فهؤلاء اصطفاهم الله وتعالى لخيرهم وفضلهم فمنحهم ما حُرم منه المسلمون عامة وهي (الشهادة) التي هي الوسام الأعظم والشرف الأكبر في ديننا على الإطلاق، ولا تعدلها أي عبادة وطاعة، ولا والله والذي لا إله إلا هو لا ينال المسلم درجتها حتى لو مكث بجوار الكعبة يقبّل الحجر الأسود ألف سنة مثل ما ينال الشهيد من وسام الكرامة والعلو في الجنة ويكفيه أنه في درجة النبيين: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا﴾ ..
- فهؤلاء الشهداء نالوا الوسام بإذن الواحد الأحد وتحصد الأمة النتيجة كما نال الجراح بلال وسمية وعمار وخباب وهؤلاء جميعا من المستضعفين في مكة ثم كان النصر حليف المسلمين وانتصر النبي والصحابة أجمعين، ثم كانت القادسية واليرموك وما بعدها وما قبلها فقاتلوا في سبيل وقتلوا فهم زرعوا لنحصد ونحن الواجب علينا أن نبذل لنتكاتف جميعا ولا نتواكل بل نأخذ بأسباب النصر والتأييد، والعز والتمكين: ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا .....﴾، ﴿وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾، ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:* https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17696
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 15 / ربيع الآخر / 1446هـ ↶
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فهناك سؤال يُطرح ويتردد سواء كان هذا السؤال يُطرح على سبيل الحقيقة في اللسان، أو كان فقط يتردد في الجَنان، وسواء كان هذا السؤال يُطرح من قبل المؤمنين الصادقين المخلصين الغيورين الذين لا يشكون في إسلامهم ودينهم وربهم ونصرة الله تبارك تعالى لهم، أو من مؤمن لا يشك أيضًا في توحيده، ولا في ربه، ولا في إيمانه، ولا في كتابه، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا في شيء من ذلك البتة، وإنما يطرأ عليه التردد واستبطاء ما عند الله تعالى.
- أما الأول فيريد أن يستيقن بطرحه للسؤال، والثاني يريد إجابة لسؤاله ليريح نفسه، وباله وهمه، والسؤال نفسه يُطرح من قبل مترددين، مشككين، طاعنين، معادين، ملحدين، علمانيين، ليس لهم دين… فمن هؤلاء جميعًا قد يُطرح السؤال…
- والسؤال هو: أين الله تبارك وتعالى من نصرة المسلمين، أين الله من أن ينصر إخواننا المستضعفين في بقاع الارض أجمعين، أين الله تعالى من أن ينصر غزة مع أنهم يحمون المقدسات، وقد قُتل منهم الآلاف، فأين الله من نصرة هؤلاء جميعا، أين الله من أن يخرج المسلمين من هذه الغمة والهم والكربة التي نزلت بهم، وأصبحوا أضعف وأهون الناس يُستضعفون ويُمتهنون ويُعذبون ويُضطهدون وتُسلب أموالهم وديارهم، وأكبر وأكثر ما لديهم، وأحب ما عندهم…!
- فأين الله من هذا بكله، ألا يرى حال المسلمين، وما وصلوا إليه من خاصتهم وعامتهم فأقول حتى لا أستفصل في السؤال أكثر، فأقول للجميع سواء كان لمؤمن يريد أن يستيقن مع إيمانه، أو كان لمؤمن يريد أن يستوضح وهو متردد في إجابته، أو من غير مسلم تمامًا يشكك ويطعن في دين ربه فإن هؤلاء لهم جواب واحد هو جواب #السببية…
- هناك قانون في كتاب رب البرية، وفي سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم خير البشرية يقول الله تبارك وتعالى فيه: {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبديلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحويلًا} لن تجد نفي أن يوجد تحويل أو تحايل أو مغالطة أو حتى محاباة لأفراد دون أفراد على سنن الله… حتى ولو كانوا مقربًا من الله ومهما كان قربه وعلاقته بالله فلن يحابيه الله وحاشاه جل في علاه… وانظر لآدم عليه السلام وهو من نفخ فيه جل وعلا من روحه، وأسجد له ملائكته، وأسكنته جنته، وفضله على غيره، ومع هذا لما خالف أمر ربه، وعصى خالقه، وأكل من الشجرة الممنوع منها أخرجه الله جل جلاله من الجنة وبذنب واحد فقط… مع أنه قد تاب وأناب، وتراجع واعتذر لكن بعد أن فات الأوان وخالف أمر الرحمن: ﴿وَيا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ فَكُلا مِن حَيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطانُ لِيُبدِيَ لَهُما ما وورِيَ عَنهُما مِن سَوآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَن هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلّا أَن تَكونا مَلَكَينِ أَو تَكونا مِنَ الخالِدينَ وَقاسَمَهُما إِنّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحينَ فَدَلّاهُما بِغُرورٍ فَلَمّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَم أَنهَكُما عَن تِلكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَكُما إِنَّ الشَّيطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبينٌ قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ قالَ اهبِطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَلَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حينٍ قالَ فيها تَحيَونَ وَفيها تَموتونَ وَمِنها تُخرَجونَ﴾…
- وهذا الملك الصالح ذو القرنين أخذ بالأسباب بقوة، وتشبث بها بما تعنيه الكلمة: ﴿فَأَتبَعَ سَبَبًا﴾، ثم لما توجه لموضع آخر: ﴿ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا﴾، ثم لما ذهب لثالث: ﴿ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا﴾… فلابد من أن يأخذ المسلم بأسبابه ليصل إلى النتائج المرضية، أما أن يتحدث بلسانه، وهو يخالف بأفعاله ومقاله، فلن يصل إلى شيء البتة، وتلك حقيقة لا محالة.
- لقد جعل الله الأسباب بمسبباتها، وعلمنا ربنا تبارك أن نأخد بالأسباب حتى في نفسه جل وعلا، وفي فعله صلى الله عليه وسلم، وإن الله عز وجل قد خاطب الناس بما يفهمون ويعقلون ولهذا خلق السماوات والأرض في ستة أيام وجعل للأرض عموداً وهكذا كل خلقه مع قدرته على أن يفعل ذلك في لحظة واحدة: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾ لكن ليعلمنا تبارك وتعالى أنه لا بد من الأخذ بالأسباب التي هي عبادة في خد ذاتها لله جل وعلا…
- وقد جعل حياة الزروع مثلا والثمار في الأمطار، وجعل والنفس من أسباب حياة البشر، وكذلك الطعام والشراب… فجعل كل الأسباب بمسبباتها، فقال الله تبارك وتعالى: {قُلْ سِيْرُوا فِي الأَرْضِ}، وخاطب النبي والمؤمنين جميعاً: ﴿وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم...﴾، حتى الجنة لا يمكن أن يدخلها أحد إلا بسبب من عنده ثم برحمة الله بعد ذلك، قال الله في كتابه: ﴿وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾…
إذن في الجنة ونالها بشرط أعمالكم وإلا فلن تنالوها، والباء هنا سببية أي بسبب أعمالكم استحقيتم الجنة وفزتم بها: ﴿وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾…
- وهكذا لن ينال المسلم رحمة الله وجنة الله وفضل الله وما عند الله إلا بأسباب من عنده يبذلها مهما كان في قربه من الله عز وجل ولو إن يأخذ بأسباب يسيرة ما دام وأنه قد أخذ بالسبب فإن الله تبارك وتعالى سيعطيه، وسيمنحه وسيأتي له بما يريد وإلا فلن يكون له أي شيء لو تمنى ولم يعمل، وانظر لليهود والنصارى كيف زعموا الجنة بلا عمل فكذبهم تبارك وتعالى بقوله: ﴿وَقالوا لَن يَدخُلَ الجَنَّةَ إِلّا مَن كانَ هودًا أَو نَصارى تِلكَ أَمانِيُّهُم قُل هاتوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقينَ بَلى مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾ ...
- ثم إن الأخذ بالأسباب فرض بالعقل قبل الشرع فهل يمكن لإنسان أن يحصد ثمرة بمجرد أمنية بأن يتمنى أن ينال ثمرة فهل سينالها، أو أن يتخيل سيارة مثلا أو راتبًا ما أو عملًا أو أي شيء دون أن يبذل سببا فهل يمكن أن ينال ذلك، وهل يمكن لأمي أن يتمنى الكتابة فيكتب بمجرد أمنية، دون أن يتعلم عند أستاذه دون أن يتعلم بجد، دون أن يضحي، دون أن يجتهد، هل يمكن لطالب في الجامعة لا يدرس ولا يذاكر أن ينجح، هل يمكن لهذا وهل يمكن لذاك أن يكون دون بذل سبب… لا وألف لا، وقل عن كل الحياة كذلك.
- لا يمكن أن تُنال الحياة إلا بأسبابها، إلا بعمل حتى يصل الإنسان إلى هذه المنازل التي يرجوها، بل هذا النبي صلى الله عليه وسلم لو نظرنا إلى حاله في كل حياته عليه الصلاة والسلام، ومع أنه خير البشرية، ومع أنه سيد الخليقة، ومع أنه أفضل الناس، وأعظم الناس، وأتقى الناس، وأقرب الناس إلى ربه سبحانه وتعالى لكن الله لم يحابه أبدًا، بل كان بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس اجتهادًا وبذلًا وعملًا وتضحية ويقوم حتى تتفطر قدماه عليه الصلاة والسلام لأجل أن ينال ما عند الله وهذا في أمر من أمور الآخرة لكن ماذا عن أمور الدنيا…
- انظر له صلى الله عليه وسلم في أكبر وأعظم وأضخم حدثٌ حدثَ له عليه الصلاة والسلام ألا وهو التحوّل لا له صلى الله عليه وسلم وأصحابه بل للأمة جمعاء حتى قيام الساعة ألا وهو الانتقال من مكة إلى المدينة إنها الهجرة نعم حدث الهجرة حيث لم يتواكل عليه الصلاة والسلام وقال أنا نبي الله، ورسول الله ويأتيني جبريل من السماء، ريمكن أن يأخذني في لحظة إلى المدينة وانتهى الأمر، أو حتى أدعو الله أن ينقلني للمدينة وإذا أنا فيها، لا لم يكن ذاك مطلقًا مع أن ذلك غير مستحيل على رب العالمين جل جلاله لكنها الأسباب… بل اجتهد صلى الله عليه وسلم أعظم اجتهاد، وأعد أعظم خطة محكمة حتى يصل الى المدينة وهو نازج، يخاف عليه الصلاة والسلام من أن تفشل الخطة فينتهي أمره ودعوته، فتجده يستعين حتى بامرأة أن تأتيهم بطعام، ويؤمّن رجل لهم الطريق بأن تأتي الغنم بعدهم لتمحي آثارهم، ويأتيهم بخبر قريش، حتى أنه استعان صلى الله عليه وسلم بغير مسلم ليدله على الطريق…
- لو أن النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق لم يتخذ سبب الخندق ما الذي سيكون غير النهاية له وللمدينة بالاجتياح الأكبر، والغزو الأعظم؛ لأنها أكبر معركة واجهها النبي عليه الصلاة والسلام منذ أن عرف الحياة حتى والتحق بالرفيق الأعلى؛ إذ اجتمع الأعراب وقريش واليهود مع المنافقين من الداخل وكل عدو لرسول الله صلى الله عليه وسلم…
- فقد اتخذ صلى الله عليه وسلم أسبابه ليحتمي وأصحابه من قريش وممن تحالف معهم من اليهود ومن غيرهم فاتخذ النبي عليه الصلاة والسلام كل سبب ليصل إلى نتيجة مرضية له ولأصحابه؛ لأنه يعلم أن ذلك واجب عليه، أن ذلك فرض أنها عبادة لله يتعبد الله تبارك وتعالى عليه: ﴿وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزّادِ التَّقوى وَاتَّقونِ يا أُولِي الأَلبابِ﴾…
- وليعلم المسلم بعد بذله أسبابه التي هي عبادة بالنسبة له بأن النتيجة قدر من الله أما أنا فواجب علي أن أبذل السبب ثم يأتي من الله تبارك وتعالى ما يأتي حتى ولو كان السبب ضعيفا وؤأكد عليه فإن النتيجة ما دام وأن العبد قد تعرف على الله انظر هنا يأتي أمر آخر وهو ما لا حيلة للعبد به فالله يتدخل إن رأى منك بذل السبب ولو كان يسيرا وانظروا إلى مريم عليها السلام مع ضعفها مع ولادتها ومع نخلة عظيمة لا يمكن أن لإنسان أن يهزها فكيف بامرأة وجالسة مضطجعة وفي ولادتها لا تستطيع حتى القيام. ومع ذاك فإن الله تعالى أمرها أن تهز: {وَهُزّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُساقِط عليك رطبًا جنيا} فنحن نحتاج إلى أن نبذل الأسباب لننال النتيجة، وانظر لنبي الله نوح عليه السلام الذي يبني ويصنع سفينة في مكان لا تمشي فيه السفينة باتفاق العقلاء ألا وهو البر…
- لكن لما يتدخل رب العالمين وإرادته ونصر الله فلا إشكال ابذل السبب فقط: ﴿وَاصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَوَحيِنا وَلا تُخاطِبني فِي الَّذينَ ظَلَموا إِنَّهُم مُغرَقونَ﴾، انتهى جاء الأمر الإلهي عليك أن تفعل السبب الذي لا بد منه ثم سيأتيك من الله ما لا تتوقعه وما ليس في بالك…
- وعودة لحياة نبينا صلى الله عليه وسلم وما الذي فعله عليه الصلاة والسلام في أكبر معركة فاصلة هي الأولى في تاريخ الأمة ألا وهي معركة بدر التي أطلق الله عليها اسم الفرقان مع أنهم ليس معهم غير السيوف حتى لم يكن لهم إلا خيل واحد وقليل من الإبل لكن لما كان معهم ربهم جل وعلا مع عزم صدق وجلد عظيم فيهم وخطة محكمة نصرهم الله وأيدهم مع ضعف ما بأيديهم كضعف مريم عليها السلام أمام النخلة…
- ثم انظر إلى المعركة الثانية التي هي أحد لما
وقع منهم تفريط في الأسباب لم يقل الله تبارك وتعالى هذا نبيي، وهذا رسولي، وهذا محمد خير خلق الله، وهؤلاء صحابته الكرام أفضل الخلق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فسأنصرهم ولو خالفوا السنن، لا لا محاباة، لما فرطوا في أمر يسير وهو الرماة وتركهم مواقعهم لكنه يخالف قواعد السلوك العسكري بأن ظهرهم غير محمي وهجمت قريش عليهم بقيادة خالد قبل إسلامه .... فأتت الهزيمة ..
- وقل عن يوم حنين وقد كان عدد من معه صلى الله عليه وسلم أكبر عدد اجتمع في معركة فقال بعض الصحابة أو قل الجدد من مسلمي الصحابة الذين أسلموا يوم فتح مكة والذين هم بين قوسين الطلقاء أو بعض الطلقاء الذين لم يستقر الإيمان استقرارًا تامًا في قلوبهم ولا زالوا حديثي عهد بالإسلام فقالوا: "لن نهزم اليوم من قلة"، يعني إن كان الأمر بالقلة والعدد فنحن كثير فلن نهزم من قلة، فكانت الهزيمة لأنهم ركنوا للأسباب الأرضية وتركوا مسبب الأسباب سبحانه…
- وهنا نقول انظر كيف سبق معنا قصة مريم العذراء عليها السلام ونوح عليه السلام سبب بسيط لكن الله تكفل بهم لأنهم اتجهوا له، وهنا سبب كبير بذله الصحابة لكن لما ركنوا إليه وكلهم الله له فكانت الهزيمة…
- وهنا السؤال الآن الذي أطرحه بعد كل هذا على الجميع: هل أخذ المسلمون اليوم بأسباب النصر والتمكين والرفعة واستعادة المجد وصناعة الحضارة… وأعتقد مئة بالمئة من إجاباتكم اليقينية توافقوني على أنهم لم يأخذوا بالأسباب… إذن فهل نستحق نصر الله ومعيته وتأييده وتوفيقه وإعادة المجد لديننا: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- ألم يقل الله تبارك وتعالى: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم...}، فهل وجد الإعداد منا، والإعداد العام في كل شيء وليس العسكري فقط بل العلمي والصناعي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي والأهم والأعظم الإيماني، والعكسري مطلوب لا ريب لكن ليس في إعداده للتناحر فيما بيننا، أو لقتلنا وسحقنا ودمارنا، بل على أعدائنا… ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم ....﴾
فهل أخذ المسلمون بالأسباب اليوم، أم أخذوا بأسباب الانحطاط، والسفول، والتقاعس والفسوق… هل نستحق وعد الله تبارك تعالى لنا في كتابه الكريم: ﴿وَلَقَد كَتَبنا فِي الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ﴾، فهل نحن صادقون في الأخذ بالأسباب المعنوية التي يجب أن تبذل لنصل إلى النتائج المرضية، وهل نحن نستحق وعد الله لنا بالتمكين في كتابه الكريم وفي سورة النور وانظر إلى اسم السورة سورة النور: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ ....﴾ فهل نحن أهل للاستخلاف…!.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فالواجب على المسلم أن يبدأ بنفسه في التغيير والأسباب، وإذا بدأ بنفسه بالتغيير والأخذ بالأسباب سنتقل هذا إلى غيره كالعدوى، أما أن يتراكن لغيره: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾ فكل مسلم مطالب بالتغيير ليتغير المجتمع تلقائيًا بتغييره…
- والواجب أيضًا على المسلمين أن لا يسائلوا الله عن لماذا، ومتى، وأين، وكيف… بل الله جل جلاله هو الذي يسألنا عن ذلك؛ أذ نحن لا نعرف الحكمة التي تأتي من ربنا تبارك وتعالى، وأنا كبشر أعجز عن هذا كل العجز، وأنا لا أستطيع أن أدرك ما عند الله، وإنما مثلي ومثل حكمة الله كمثل أبي أو أبني أو أحد من أقاربي مثلا لا قدر الله يكون تحت تخدير الطبيب بعملية جراحية في المستشفى وأراه من وراء الزجاج وإذا هو يفعل به ما يشاء ويقطع عروقه ولحمه ويخرج دمه من بين يديه وأنا أنظر ولا أستطيع أن أفعل شيئًا لكن عندي قناعة على أن الطبيب بيده سبب الشفاء له؛ لأنه طبيب مختص فلن يفعل إلا ما فيه خيره، فإذا كنا نقتنع اقتناعًا كاملًا لا يخالطه شك بأن هذا الطبيب الذي سلمنا أبناءنا أو أباءنا أو أي أحد من أقاربنا له فكيف برب العالمين سبحانه وتعالى، أليست كل الحلول بيده، أليس الله يقول في كتابه: ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾، ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾… فلنثق به، ولنلجأ له، ولنحسن العودة لمن بيده الأمر كله…
- فما الذي بذلته أنا لينتصر إخواني في غزة، لينتصر إخواني في بلاد الأرض أجمعين، لينتصر المستضعفين من المسلمين أيضًا في مشارق الأرض ومغاربها، خاصة في الدول التي يُستضعف فيها المسلمون في أي بلد كالهند وبورما… وغزة مجزرة القرن والإبادة الأبشع في التاريخ الحديث…
- واليوم نرى ما نرى من عدوان غاشم وإبادة ومحرقة وصمت عالمي، وتآمر داخلي وخارجي، لكن هذا بكله إذا بذل المسلمون الأسباب فإن الله تبارك سيجعل لهم المخرج حتما فقد قال تبارك وتعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًاوَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ}…
ـ واجبنا بأن نثق بالله وأن نبذل الأسباب لننال ما عند الله. وأختم أخيرا والأمر يحتاج إلى إطالة ولكن أختم بكلمة ألا وهي:
- الواجب على المسلم أن لا ينظر للجراحات والآلام اللحظية، بل ينظر إلى مستقبل لهذه الآلام والجرحات، نعم نعم قد تكون الآلام والجراحات في بلد واحد فقط كغزة فهؤلاء اصطفاهم الله وتعالى لخيرهم وفضلهم فمنحهم ما حُرم منه المسلمون عامة وهي (الشهادة) التي هي الوسام الأعظم والشرف الأكبر في ديننا على الإطلاق، ولا تعدلها أي عبادة وطاعة، ولا والله والذي لا إله إلا هو لا ينال المسلم درجتها حتى لو مكث بجوار الكعبة يقبّل الحجر الأسود ألف سنة مثل ما ينال الشهيد من وسام الكرامة والعلو في الجنة ويكفيه أنه في درجة النبيين: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا﴾ ..
- فهؤلاء الشهداء نالوا الوسام بإذن الواحد الأحد وتحصد الأمة النتيجة كما نال الجراح بلال وسمية وعمار وخباب وهؤلاء جميعا من المستضعفين في مكة ثم كان النصر حليف المسلمين وانتصر النبي والصحابة أجمعين، ثم كانت القادسية واليرموك وما بعدها وما قبلها فقاتلوا في سبيل وقتلوا فهم زرعوا لنحصد ونحن الواجب علينا أن نبذل لنتكاتف جميعا ولا نتواكل بل نأخذ بأسباب النصر والتأييد، والعز والتمكين: ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا .....﴾، ﴿وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾، ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:* https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A