*المنافقون.بين.عصر.الرسالة.وعصر.العلمنة.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو ...

منذ 2025-05-19
*المنافقون.بين.عصر.الرسالة.وعصر.العلمنة.cc.*

#خطب_مكتوبة

👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/tkWS1HmHGBo?si=gY-KnDjQ2wPHelyZ
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ 20/جمادى الأولى/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- أما بعد فإن من أخطر، وأشد، وأكثر، وأعظم الأمراض القاتلة التي تنتشر في مجتمعنا بقوة، وفي أوساطنا، وتؤخر النصر الذي نريده جميعًا من ربنا، والتي تدب في أمتنا، وسببت لها المعاناة الشديدة، والأحداث الجليلة، والكوارث الكبيرة التي نراها والتي سنراها ما دام هذا المرض ينهش في أجسادنا، ويدب في مجتمعاتنا، ويعلو ويرتفع في أمتنا...

- هذا المرض أيها الإخوة ليس بالمرض الذي يمكن أن يُتساهل فيه، ولا يمكن أن يُتجاهل، وأن يُتغافل عنه، لا أبدًا، وجرب لو أن مرضًا حسيًا حقيقيًا ليس معنويًا الذي سأتحدث عنه اليوم، ولكن لو كان مرضًا حسيًا يجري في المجتمع، ويدب في أوساط الناس لأعدوا له العدة، واستعدوا بكل جهد وقوة، ولن يمنعهم الفقر في سبيل القضاء، وبذل الأموال حتى التخلص منه، ولهم هنا وهناك من المخارج حتى يتصدوا لهذا المرض سواء كانت هذه جهود فردية، أو جهود مجتمعية، أو جهود حكومية، أو جهود دولية، لا بل كل هذا ستكون، وما كورونا عنا ببعيد، لكن عندما يكون هذا المرض ينهش ويترعرع، ويكبر، ويؤخر، ويضعف، ويهلك هذه الامة فإنه يُرعى، فإنه يُسترعى، فإنه يُستدعى، فإنه يُستزرع، فإنه يُهيأ.

- ألا تعلمون ما هذا المرض، إنه النفاق وإن كنت سأتحدث قليلًا عن النفاق الاعتقادي؛ لأن النفاق على قسمين وجهتين، نفاق عملي، وهذا أمره سهل قد يقع فيه المؤمن ثم يتوب ويتوب الله عليه، كالكذب، والخيانة، والغدر، ونقض الأمانة، مع أن هذه من الكبائر، لكنه قد يقع فيه المؤمن، ويتوب منه، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث"، والحديث في البخاري ومسلم وفي رواية: "آية المنافق أربع: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان" وفي رواية "وإذا عاهد غدر"، وفي رواية: "وإذا خاصم فجر"، وبعض الروايات في غير البخاري ومسلم تزيد على هذه الأربع، ولكن المقصود على أن هذه من النفاق العملي الذي يمكن أن يقع فيه المؤمن حتى.

- لكن ماذا عن النفاق الاعتقادي الذي أكثر القرآن الكريم من ذكره وبسهابة، وبكثرة، ونراه حتى في ثاني سورة منه ألا وهي البقرة يتحدث عن المؤمنين، وعن صفات الإيمان في ثلاث آيات، ويتحدث عن الكفر في آيتين، نعم الكفر وهو الكفر لكن في آيتين؛ لأنه واضح صريح ومعلوم، ولا يمكن لأحد أن يعيش ويكون له سلطة وقوة وسطوة ومال وجاه ويستمع له، ويتابع، ويُعجب به، وهو كافر يقول صراحة أنا كافر، لا يمكن..

- ولهذا تجدون أولئك الذين انزلقوا في ما انزلقوا فيه من خروج صريح عن الأمة، وعن الإسلام يحاربهم الصغير والكبير، وإن كان بلحية الواحد منهم إلى بين قدميه، لكن يحاربهم الصغير والكبير، وكفانا حتى إن نقول شرهم من أن يتحدث الخاصة عنهم لكن العامة يهجمون عليهم: ﴿وَكَفَى اللَّهُ المُؤمِنينَ القِتالَ...﴾…

- لكن ماذا عن النفاق الاعتقادي الذي يُظهر إسلامه، ويُبطن كفره، إذن فآن للقرآن أن يتحدث عن هذا النفاق الاعتقادي الذي ينخر في أمتنا وبقوة…

- إذا كان المنافقون في زمنه صلى الله عليه وسلم يخفون كفرهم ونفاقهم وذلك الفساد الذي يستشري في نفوسهم، لكنهم يصلون، وفوق هذا قد تجدهم في الصف الأول، وأيضًا لا يمكن أن يأتي بالقبيح في رسول الله، أو في وجه الصحابة، فإذا وقع شيء من ذلك منهم خافوا وذعروا وانتبهوا وتابوا أمام الخلق بل وأقسموا وحلفوا هكذا هم: ﴿وَأَقسَموا بِاللَّهِ جَهدَ أَيمانِهِم....﴾ وليس أي يمين لأجل أن يتخلصوا من التهمة بل جهد أيمانهم… أما اليوم لا بالعكس…
- المنافق فينا هو السيد الذي يحكمنا، المنافق فينا هو المتزعم جبهة كبرى فوق رؤوسنا، المنافق فينا هو الذي يتولى على أموالنا، المنافق فينا هو الذي يقتل في أمتنا، المنافق فينا هو الذي بيده سلطة، وقوة، وكلمة، المنافق فينا هو ذلك الذي لا يمكن أن يصل إليه أحد من الخلق إلا من هم بجواره ممن يزعمون النفاق مثله، المنافق فينا له مئات الآلاف وعشرات الآلاف من المتابعين والمتابعات، له حسابات، وقنوات، وفيديوهات، وإعلاميات، ووجاهات، وصحف، وجرائد، ومجلات… وله ماله دون أن يتعرض له أحد من الناس…!.

- إذن النفاق أيها الإخوة الذي تحدث عنه القرآن وبكثرة بدءًا من سورة البقرة، وانتهاء لا بسورة المنافقون بل القرآن كله إما صراحة، أو على غير تصريح، حتى قال الإمام ابن القيم عليه رحمة الله في كلام قيم: "يكاد القرآن أن يكون كله في المنافقين"…

- نعم القرآن كله في خطاب عن النفاق؛ نظرًا لكثرتهم، ولسوء أفعالهم، ولجرم صنيعهم… فواجب الأمة أن تفطن لهذا المرض، وأن تدرك هذا الخطر، وأن تحاربه، وأن تمنعه من أن يعشعش في مجتمعاتنا، وأن تقول للمنافق أنت منافق صراحة كما قال الله من قبل لهم مع أنهم كانوا يخفون نفاقهم: ﴿فَما لَكُم فِي المُنافِقينَ فِئَتَينِ وَاللَّهُ أَركَسَهُم بِما كَسَبوا...﴾، فلا مداهنات لا مجاملات في أمر النفاق والمنافقات؛ لأن هذا يضرك ويضر مجتمعك ويضر أمتك ويضر كل أحد في في بلدك...

- النفاق هذا الذي أكثر منه القرآن لا يحل لمسلم أن يتساهل فيه، وأن يداهن وأن يداري أصحابه، وأن يتابع، ويشاهد، ويعجب، ويصاحب، ويصادق، ويوالي أهله…

- بل لو وجدت كلمة واحدة من الناس تصارح المنافقين وتفضحهم وتعريهم وتكشفهم للناس لما تهافتوا عليهم، ولما تجرأوا لما يتجرأوت عليه اليوم… من سب، وطعن، ونشر الشبهات في هذا الدين، فضلًا عن الجرائم التي يفعلونها في المسلمين، وينشرون الفتن في أوساط المجتمعات…

- نعم إن المنافق لخطره قد سواه الله بالكافر في جهنم فضلًا عن الدنيا: ﴿إِنَّ اللَّهَ جامِعُ المُنافِقينَ وَالكافِرينَ في جَهَنَّمَ جَميعًا﴾. بل ﴿إِنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُم نَصيرًا﴾ [النساء: ١٤٥]، نعم تجمعهم جهنم، ونِعم الجامع، لكن هم في عذاب أشد، وفي أكبر عذاب من الكفار، ولهذا بدأ الله بهم؛ لشدتهم، ولعظيم جرمهم، ولكثرتهم، ولحيلهم، ولما فعلوا في الأمة دائمًا وأبدًا…

- وقد قيل على أن الكافر لا يمكن أن يصل إلى شيء في أمتنا إلا بالاعتماد على طابور خامس بيننا، بين قوسين هم المنافقون وأهل النفاق، وأكررها ثلاثًا لو لم يكن هؤلاء لما كان هذا الذي نعيشه، وليس بجديد علينا، وسواء كان في قريب، أو في بعيد، وأتحدث عن الأمة بكلها…

- فمن الضرورة في زماننا أن يتعزف المسلم على المنافقين وصفاتهم لا لشيء لكن ليحذرهم، ويحذر منهم ومن باب: عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه…، وحتى لا تنطلي عليه حيلتهم، وخداعهم، وتنميق كلامهم وزيف شعاراتهم…: ﴿لا تَعتَذِروا قَد كَفَرتُم بَعدَ إيمانِكُم إِن نَعفُ عَن طائِفَةٍ مِنكُم نُعَذِّب طائِفَةً بِأَنَّهُم كانوا مُجرِمينَ﴾، ﴿يَعتَذِرونَ إِلَيكُم إِذا رَجَعتُم إِلَيهِم قُل لا تَعتَذِروا لَن نُؤمِنَ لَكُم قَد نَبَّأَنَا اللَّهُ مِن أَخبارِكُم وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ ثُمَّ تُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾،… وما من بلية ومحنة وكربة نزلت على الأمة إلا كان لهذه الجرثومة النفافقية الخيط الأعظم والأشد فيها إن لم يكونوا هم سببها… وما سقطت الأندلس ثم بغداد ثم الخلافة الإسلامية إلا على أيديهم…

- ثم ماذا ينقصنا من مهلكة شديدة وصلنا إليها مع أن الخيرات كما يقال بين أيدينا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، بل ننام عليها، ونصبح ونمسي عليها، ونراها هنا وهناك لكن لا تستعمل؛ لأنها تؤخذ وتسلب من أمام أعيننا…. بسبب أيادي المنافقين التي تسلطت على رقاب الأمة وسلمتنا لكف عفريت أعني الغرب اللعين…

- إن هذا الأمر لا يحل أن يبقى في الأمة، ولا يحل أن يستمر، بل الواجب أن يحارب، وأن يستيقظ له، وأن يكون المؤمن كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلِتَستَبينَ سَبيلُ المُجرِمينَ﴾ عنده السبيل واضحًا وبهذا لا يمكن لأحد أن يتحايل عليه، وأن يتلاعب بعقله، وأن يُستغفل، ويُسلب منه أرضه، وأمواله، وخيرات بلده، وقراره الذي بيده، فضلًا من أن يشككوه في دينه…!.

- إذا كان هذا النفاق لخطورته ولشدته ولعظمة أمره يخافه حتى الصحابة كما قال ابن أبي مليكة وكلامه في البخاري أثبته في صحيحه: "أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه"، فما منهم رضي الله عنهم أحد يبرئ نفسه منه، حتى إن الفاروق رضي الله عنه يأتي إلى حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين ويقول: أنشدك الله أسماني رسول الله في المنافقين؟ قال: لا، ولا أزكي بعدك أحدًا، يعني لن أتحدث إلى أحد، ولن أزكي أحدًا، حتى يقطع الباب حتى يأتي أحد من الناس ومن الصحابة يأتي في اليوم التالي عثمان أو علي أو فلان وعلان وجميع الصحابة ليقولوا لحذيفة هل نحن أيضًا سماني النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في المنافقين وإلا لجاءوا إليه وسألوه لخوفهم من النفاق رضي الله عنه…

- بل قيل كما قال الحسن البصري: "ما أمنه إلا منافق، وما خافه إلا مؤمن"، والإمام أحمد عليه رحمة الله قال: "ومن يأمن النفاق"؟، بل نجد مثل ابن سيرين عليه رحمة الله يقول ما من أية أخوف عندي من قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ آمَنّا بِاللَّهِ وَبِاليَومِ الآخِرِ وَما هُم بِمُؤمِنينَ﴾…

- فيتحدث هؤلاء العظماء عن خوفهم من النفاق لما ورد فيه من شدة، وعظمة وعقوبة، ولأهواله، ولعظمته، فكيف نحن، كيف بنا نحن، وماذا عنا، كيف لمسلم ولنا أن نزكي أنفسنا، وقد يكون أحدنا فيه نفاق وهو لا يدرك، إلا فلنحذر منه كل الحذر وإلا سنقع فيه ويوقعنا غيرنا فيه بسبب تغافلنا عنه وتجاهلنا إياه… ﴿لَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقونَ وَالَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ وَالمُرجِفونَ فِي المَدينَةِ لَنُغرِيَنَّكَ بِهِم ثُمَّ لا يُجاوِرونَكَ فيها إِلّا قَليلًا مَلعونينَ أَينَما ثُقِفوا أُخِذوا وَقُتِّلوا تَقتيلًا﴾.

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:


- فإن الجراحاتِ في الأمة كثيرة، وهذه الجراحات التي تنهش في أمتنا هي بسبب أول وليس الوحيد ولا شك بسبب أول هو من يتربص عليها، ويكيد لها، ويقف ضد تطورها، ونهضتها، واستعادة أمجادها، وهذه بكلها لا لشيء فقط يححقه في قرارة نفسه، بل ليرضي غيره، ليرضي ما يسمى بين قوسين (الاستعمار بالوكالة) هذا الذي نراه ونفسره مع الخيرات التي أعدها الله في أمتنا لكن نرى على أن كل شيء لا يرى إما أنه ينهب هنا وهناك، أو لا يُستخرج أصلًا… ولهذا قيل لو علم العرب لماذا كل هذا الصراع العالم يجري في أوطانهم لأدركوا على أنه بسبب الخيرات الموجودة لديهم والتي لو نهض بها حكامها واستغلوها لأصبحوا أغنى بلدان الدنيا… لكن لن يحدث ذلك والسر في هذا على أن أولئك الذي تحدثنا عنهم في خطبتنا الأولى لا يريدون للأمة أن تنهض أبدًا، وإن نهضت عادت، وأُشغلت، وانتكست بأشياء أخرى، لا يحل لها أن تنتكس فيه.

- وإنه والله ما سقطت الأندلس، ولا بغداد، ولا الخلافة الأخيرة العثمانية، ولا العباسية وغيرها في أمتنا ولا أي شيء من هذه الأمور الجسيمة في تاريخنا إلا بأفعال من نافقوا في أمتنا، وخذلوها، وخانوها، وأهانوها وللأسف الشديد…

- والكارثة أننا لا نأخذ الدروس والعبر من ماضينا حتى تكون نحن عبرة وعظة لنا ولغيرنا، ومن لم يأخذ بماضيه فسيعود إلى ماضيه، سيعود إليه حتماً، ويقول العرب في مثلهم: "ما أشبه الليلة بالبارحة"، ويقول الغربيون: "التاريخ يعيد نفسه"، وصدقوا؛ فإن التاريخ يعاد إذا ما أُخذ منه العظة والعبر والدروس.

- فالواجب على الأمة أن تأخذ العظة والعبرة مما سبق حتى تتقي ما لحق، وأن تتوب مما مضى لتجتهد فيما بقى، وإلا شقيت مؤبدًا ولن تنهض مطلقًا…

- والواجب أيضًا أن ندرك ذلك حق الإدراك، وأن نعلم على أن هؤلاء لا بد من ردعهم، وليس أن يكون ذلك المسلم خائفًا منهم، ذليلًا أمامهم، بل أن يقول وأن يتحدث سواء كانوا الذين يشككون في دين الله، وقد تحدثنا عنهم كثيرًا وإن كان القرآن يتحدث عنهم أيضًا، لكن هناك آخرون، وإن كان الشك في دين الله، والتشكيك في دين الله، وعدم الرضا بحكم الله، وتطبيق غير شرع الله، وقل ما شئت من هذه المخالفات الشرعية من الولاء لغير الإسلام، ولغير دين الله، ولغير القرآن، ولغير المؤمنين عمومًا لا يحدث عادة إلا عند هؤلاء المنافقين: ﴿أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ يَزعُمونَ أَنَّهُم آمَنوا بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ يُريدونَ أَن يَتَحاكَموا إِلَى الطّاغوتِ وَقَد أُمِروا أَن يَكفُروا بِهِ وَيُريدُ الشَّيطانُ أَن يُضِلَّهُم ضَلالًا بَعيدًا﴾ ..

- فكل حكم غير حكم رب العالمين فهو طاغوت يعبد من دون رب العالمين، سواء كانت هذه أنظمة غربية، أو أمم متحدة، أو نظام عالمي جديد، أو أي شيء من هذه المسميات ومنها العادات والتقاليد التي تخالف شرع رب العالمين، والأهواء والرغبات والتصنيفات التي تخالف الشرع، وهذه بكلها مما يحاربها الشرع ويصدق عليها أنها طاغوت تعبد من دون الله، ولهذا قال سبحانه وتعالى عنهم ﴿وَإِذا قيلَ لَهُم تَعالَوا إِلى ما أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسولِ رَأَيتَ المُنافِقينَ يَصُدّونَ عَنكَ صُدودًا﴾ فهلا أدرك أهل النفاق ذلك جيدا…
- المنافقون فقط الذين يقفون زضد شرع الله وضد تحكيم أمر الله وضد هذا بكله ويخافون منه ﴿وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكافِرونَ﴾، ﴿وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، ﴿وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾…

- آيات تتلى ولا زالت تتلى ﴿أَفَحُكمَ الجاهِلِيَّةِ يَبغونَ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكمًا لِقَومٍ يوقِنونَ﴾، ﴿إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُن لِلخائِنينَ خَصيمًا﴾، ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ...﴾، ﴿وَمَا اختَلَفتُم فيهِ مِن شَيءٍ فَحُكمُهُ إِلَى اللَّهِ...﴾…

هذه الآيات بكلها وغيرها معها تضرب بها هنا وهناك عند المنافقين ثم يستبدلون لنا مرجعيا وقوانين غربية أو أنظمة شرقية أو كانت أيضًا منظمات أجنبية أو كانت ما كانت مما يقال على أنها مرجعيات الحل في اليمن أو غيره، وكأن لا حل في الشرع عندهم…

- كيف مرجعيات الحل وما هي: المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة… وكأن الحل ليس في كتاب الله، أو وكأن كتاب الله لا يغني ولا يكفي عندهم ولا بد من الاستعانة بغيره: ﴿وَإِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم إِذا فَريقٌ مِنهُم مُعرِضونَ وَإِن يَكُن لَهُمُ الحَقُّ يَأتوا إِلَيهِ مُذعِنينَ أَفي قُلوبِهِم مَرَضٌ أَمِ ارتابوا أَم يَخافونَ أَن يَحيفَ اللَّهُ عَلَيهِم وَرَسولُهُ بَل أُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ إِنَّما كانَ قَولَ المُؤمِنينَ إِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أَن يَقولوا سَمِعنا وَأَطَعنا وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَيَخشَ اللَّهَ وَيَتَّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزونَ﴾ وانظر: ﴿وَإِن يَكُن لَهُمُ الحَقُّ يَأتوا إِلَيهِ مُذعِنينَ﴾، خاضعين ذليلين إذا كان ذلك الحق يخدم المصلحة…

- بل يمكن للمنافق أن يوالي أعداء الله خوفْا من أن يكون كتاب الله يعارض ما يريد من مصلحة أو خوفًا من الكفار عامة: ﴿فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبَنا دائِرَةٌ ...﴾ نخشى أن نحارب أن نفتن أن نؤخذ أن أن إلى آخره من فتح باب الشيطان عليهم، ثم ماذا ﴿فَكَيفَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ بِما قَدَّمَت أَيديهِم ثُمَّ جاءوكَ يَحلِفونَ بِاللَّهِ إِن أَرَدنا إِلّا إِحسانًا وَتَوفيقًا أُولئِكَ الَّذينَ يَعلَمُ اللَّهُ ما في قُلوبِهِم فَأَعرِض عَنهُم وَعِظهُم وَقُل لَهُم في أَنفُسِهِم قَولًا بَليغًا﴾ هذا هو دأبهم إذا حصص الحق وظهر أمرهم حلفوا أنهم أرادوا مصلحة البلاد والعباد…

على العموم هذه من أبرز وأعظم الظواهر والعلامات للنفاق الاعتقادي وللمنافقين وإن كانت هناك أسباب وأعراض وظواهر وأمور أخرى التي تنخر في جسد هذه الأمة، لكن يكفي هنا حتى لا تكون إطالة…

- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:

*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 2

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً