*بلاد.الشام.فضائل.وبشائر.cc. #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
منذ 2025-05-19
*بلاد.الشام.فضائل.وبشائر.cc.
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/EOX4czx0hWc?si=vef1sbEDE88rzYZv
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ 5/جمادى الآخرة/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فهناك أحداث متسارعة، وأخبار كثيرة متواردة، وأمور تجري في هذه الأمة نراها في كل لحظة وساعة، ولعلها والله أعلم على أن الأرض تتهيأ لأمر عظيم لا يعلمه إلا رب العالمين سبحانه وتعالى، ولعل من أدلة ذلك ما في سورة المائدة بعد أن تحدث الله تبارك وتعالى عن أهل الكتاب وعن موالاتهم من بعض المسلمين: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾، فلا يدوم الظلم ولا ظلم ظالم قال بعدها: ﴿فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم ...﴾، أي يسارعون في اليهود والنصارى بتعليلهم وتموضعاتهم الأمنية، وخططهم السياسية، والفكرية، والأيدولوجية تقول ﴿فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبَنا دائِرَةٌ...﴾، قال الله وهنا اللغز الأهم والأعظم والأكبر والأجل بل هو أعظم بشارة نتحدث عنها اليوم قال الله: {فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأتِيَ بِالفَتحِ أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحوا عَلى ما أَسَرّوا في أَنفُسِهِم نادِمينَ﴾.، نعم على ما أسروا في أنفسهم نادمين من الأضرار بالأمة، من الإهلاك للأمة، من نهب خيرات الأمة، من تسليم الأمة لأعداء الأمة، من كل شيء فعلوه فيها، ومن كل تربص تربصوه بها أيًا كان وأعيد الآية سردًا ﴿فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأتِيَ بِالفَتحِ أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحوا عَلى ما أَسَرّوا في أَنفُسِهِم نادِمينَ﴾ .
- وهذه الأمة التي تجري فيها ما تجري من أحداث وأمور، وفيها ما فيها من صراع، وعذاب، وويلات، وحسرات، وقتل، واضطهاد، ونهب لهذه الأمة التي طالما استضعفوها، وأذلوها، وقتلوها، ودمّروها، ونهبوها، واغتصبوها، واستعمروها، وفعلوا الأفاعيل بها لكن لا يمكن أن تدوم على ذلك…
- إن أولئك الذين تربصوا بها، والذين تآمروا عليها، والذين حاكوا عليها كل الخذلان والدمار والسحق والقتال والصراع، ونهبوا خيراتها، وفعلوا الأفاعيل بأبنائها، لا يمكن أن يدوم ذلك لهم، وعمر عز لم يدم، وكذلك الذل لم يدم، ولم يدم لحضارة، ولا لأمة، ولا لخلافة، ولا لدولة، ولا لإمبراطورية، ولا لأي شيء عزها، ولا للطرف الآخر ذلها وهوانها، بل إنه ليجري على الأمم، والحضارات، والخلافات، والإمبراطوريات، والدول، والمنظمات، والمؤسسات، والأحزاب، والجماعات، والمجتمعات، والأفراد ما يجري على كل فرد من أفراد هذه الأمة والبشر عامة من مرض، من هلاك، من موت، من استضعاف، من انحطاط، من سفول، من بقاء، من يقظة… فيجري على الأمم ما يجري على الأفراد.
- فكما أن الفرد يموت فالأمم تموت، والحضارة تنهار، وحدث ولا حرج عن حضارات انهارت ولو سألتكم وقلت وأسائل العالم كله: أين عاد، وأين ثمود، وأين فرعون، وأين النمرود، وأين كسرى، وأين قيصر، وأين فارس، وأين الروم، أين الأحباش، أين التتار، أين المغول، أين الصليبيون، بل قل أين هتلر، وماركس، ولينين، بل قل أين الاتحاد السوفييتي، أين الشيوعية وجيشها، أين هؤلاء جميعًا، أين ذهبوا، أين ساروا، أين هؤلاء جميعًا… لقد ماتوا، وانتهوا، وانتهت حضاراتهم، ولم يبق منها شيء… - قال أبو ذر بعد أن وصل المسلمون إلى ما وصلوا إليه في آخر بقعة وصلوا إليها آنذاك في سنة ثلاثة عشر للهجرة قال: من يشتري مني تركة عاد بدرهم، وميراث ثمود بدينار، وهذا بكذا وهذا بكذا...، نعم هكذا انتهوا وهكذا بادو وأصبحت آثارهم دمار، وخراب، وعبرة، وعظة للمتعظين والمنزجرين فأين هؤلاء… وستتكرر الحكايات في زماننا كما فعلت في السابق؛ فقد سادت أمم وبادت، قامت وماتت.
- وإذا كنا تحدثنا عن ماض سحيق لهؤلاء فحُق لنا أن نتحدث عن من تربصوا بالأمة سواء من ظالمين في داخلها، أو من دول كبرى فعلت الأفاعيل بها، كل هؤلاء سينتهون لا شك ولا ريب، وكما قلنا أين الاتحاد السوفييتي، وأين جيشه، فيجب أن نقول: سيأتي اليوم الذي نسأل ونساءل ويسأل من بعدنا وربما نحن ونحن أحياء في هذا المكان أننا سنقول إن شاء الله: أين أمريكا، أين جيشها، أين غواصاتها، أين طائراتها، أين دباباتها، أين تريليونياتها، أين أموالها، أين ما كانت عليه، وما فيها، وما معها، أين غطرستها، وبطرها، أين تكبرها وتجبرها، أين قتلها وسحلها ودمارها، أين سجونها وجرائمها أين وأين، لقد انتهت ولن تعود بإذن الله…
- وقل مثل ما قبلنا عن أمريكا نقوله عن إسرائيل التي هي البنت الصغرى لها، أين هؤلاء جميعا سنقول إن لم نقل نحن سيقون أجيال بعدنا لا شك ولا ريب إن شاءالله فلا يدوم لحضارة عزها، ولا يدوم لأمة ذلها، ولا بد أن يعود المجد ولابد أن ينحط أيضا في يوم من الأيام.
- وإن كان حديثي أيها الإخوة ليس عن هذا وإنما هي مقدمة فقط لما أريد الحديث عنه، ولا شك ولا ريب أن لا بد أن أصل إلى ما أريد بهذه المقدمة حديث اليوم هو عن أم المدائن، وعن صانعة المجد، عن البلد الذي هي أصل أصيل في أمتنا، وهي ضرغام كبير فيها، وهي الخلود الدائم، والبلد الأفضل والأرقى والأعظم، وهي البلد التي سكنها الأنبياء، ونشأوا فيها، وولدوا على ترابها وماتو فيها، بل هي أكثر بلد على الإطلاق عاش فيها الأنبياء وبُعث منها الأنبياء، وقل عن الصحابة، بل مئات وآلآف هاجروا إليها، وماتوا على ترابها، ووصلوا إلى عمقها، وقل عن الآف العلماء الذين تخرجوا من تربتها، وقل عن كل شيء جميل فيها.
هي تلك المدينة التي هي خاصرة الإسلام، وهي أيضًا الترس التي ترد عنه الأعداء، وتدفع عن الأمة ما ينزل بها من أشرار، وما من شر نزل على الأمة على الإطلاق حتى الآن أشر من شر الصليبين، والمغول، والتتار، ولكن انتهوا على أسوار هذه المدينة الفاضلة إما الصليبيون فعلى يد صلاح الدين الأيوبي في حطين، ثم الظاهر بيبرس في فتح عكا، وقل عن عين جالوت قطز في سحق فهذه المدينة بالذات هي المحور الأكبر في الأمة وهي محل الدفاع والصد عن هذه الأمة العظيمة.
- إنها تلك المدينة الفاضلة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل عديدة لم تجتمع لبلد بعد الحرمين الشريفين مكة والمدينة في أي مدينة غيرها إلا في هذه المدينة مع أن أكثر الأحاديث التي وردت في فضائل البلدان والمدن هي ضعيفة أو موضوعة مكذوبة لا أساس لها من الصحة إنما وضعت لأمور مناطقية وتعصبات ونعرات طائفية، إلا هذه المدينة وقلة قليلة من أحاديث المدن… فمن يا ترى أن تكون إلا أنها بلاد الشام وأتحدث عن بلاد الشام عامة ما قبل الاستعمار الذي جزأها ومزقها وفتتها وصنع الأفاعيل بها ولا زال يقسم ويفتت ويجزئ منها وما سوريا عنا ببعيدة التي أصبحت خمس دويلات.
- لكن أتحدث عن الشام بكلها الشام التي تشمل حسب تقسيم الاستعمار اليوم فلسطين وسوريا ولبنان والأردن وجزء من العراق هذه الشام بكلها بلاد الشام التي أجمع العلماء على أنه ما من بلد من بلدان المسلمين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث والفضائل أكثر من أحاديثها بعد مكة والمدينة، نعم إنها الشام إنها بلاد الشام جنة الدنيا، وحضارة العالم بكله التي وردت ما وردت فيها من فضائل عظيمة وكبيرة وجليلة، ولا زالت كما كانت تصنع الأمجاد، وتأتي بالأخبار السارة، ويردنا منها كل شيء جميل بإذن الله، وما الثورة الأخيرة إلا واحدة منها وسيأتي بعدها ما بعدها إن شاءالله تعالى… وإن جاء وهن في لحظة من اللحظات، أو في زمن من الأزمان فهذا شيء طبيعي استثنائي، يأتي ثم يذهب، يشرق ثم يغرب، ولا بد منه في الأمة والبلدان عامة كما سبق وتقدم ذكرت…
-فهذه الشام وأهل الشام عامة بدءًا من فلسطين المقدسة، وانتهاء بسوريا والأردن ولبنان وأيضا جزء من العراق هي كل الشام المباركة التي يكفي فيها أن الله تبارك وتعالى قد باركها وبارك ما حولها وفضلها وميزها وجعل الأنبياء فيها كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلِسُلَيمانَ الرّيحَ عاصِفَةً تَجري بِأَمرِهِ إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها .......﴾، وقال عن قوم سبأ لما هاجروا إليها: ﴿وَجَعَلنا بَينَهُم وَبَينَ القُرَى الَّتي بارَكنا فيها قُرًى ظاهِرَةً وَقَدَّرنا فيهَا السَّيرَ سيروا فيها لَيالِيَ وَأَيّامًا آمِنينَ﴾، وقال: ﴿سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ ...﴾، {وَنَجَّينَاهُ وَلُوطًا إِلى الأَرضِ الَّتي بَارَكنَا فِيهَا لِلعَالمِينَ}، بل دعا لها صلى الله عليه وسلم بالبركة مع أن الله جل جلاله قد باركها في كتابه: "اللهم بارك لنا في شامنا"، وقل عن آيات كثيرة في كتاب الله تبارك وتعالى تتحدث عن بركتها…
- وليس هذا وفقط بل إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها في أحاديث كثيرة جدًا، بل تواترت فيها الأدلة على خلاف غيرها فكما مر دعا لها عليه الصلاة والسلام بالبركة، ولم يكتف فقط عن الصفة التي وردت في كتاب الله عز وجل بل قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في البخاري وغيره: "اللهم بارك لنا في شامنا"…
ولذلك لما كان فيها ما فيها اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بها، وأهتم الصحابة بالهجرة إليها حتى تجد عليه الصلاة والسلام قد جعل لها أكبر اهتمام بدءا من غزوة مؤته وانتهاء بتبوك وجيش أسامة رضي الله عنه، ثم عمر الذي فتحها في الثالث عشر للهجرة، وتوج بها الفتح العظيم والمجد الكبير لهذه الأمة، وهذه البقعة الطاهرة هي مغرز الإيمان كما قال عليه الصلاة والسلام " ألا وإن الايمان حين تقع في الشام" ولما قال عليه الصلاة والسلام وهو يتحدث عن الجيش الكبير الذي يكون في آخر الأمة قال صلى الله عليه وسلم عن هذا الجيش قال "حتى تصيروا إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه" وهذا يكون في الشام نعم إنه صلى الله عليه وسلم يتحدث عن فسطاط الإيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فهذا الفساط من الإيمان الصافي النقي الذي لا نفاق فيه ولا كفر ولا دخن فيه يكون هو في الشام: "سَيَصِيرُ الأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً، جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ". قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ -رضي الله عنه-: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ. فَقَالَ: "عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهَا خِيَرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ؛ يَجْتَبِى إِلَيْهَا خِيَرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ؛ فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ، وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ".
- بل جعل ميزان فساد الأمة من عدمه الشام فقال عليه الصلاة والسلام: "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم" وما الفساد الذي يجري ويستشري في الأمة إلا وهذا من أسبابه…لكن أبشركم كما أن الدجال سيهلك في الشام في آخر الزمان فإن دجاجلة الأرض ممن أتوها من المجوس الرافضة والروس وجنود أمريكا واليهود وغيرهم سيكون مصيرهم مصيره.
- وفيها الطائفة المنصورة: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ، وَهُمْ بالشَّامِ"، وأهلها سوط الله في الأرض كما أخبر صلى الله عليه وسلم: "أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ كَيْفَ يَشَاءُ، وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمَّاً أَوْ غَيْظَاً أَوْ حُزْنَاً" .
- ومن فضائلها أن الملائكة تبسط أجنحتها لحراستها كما قال صلى الله عليه وسلم: "طوبى للشام؛ لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها"، ، ويتجمع المؤمنون في آخر الزمان داخلها كما أخبر صلى الله عليه وسلم: "وعقر دار المؤمنين الشام"، وصح عن عبدالله بن عمرو بن العاص قوله: "ليأتين على الناس زمان لا يبقى على الأرض مؤمن إلا لحق بالشام"..
وفيها الملحمة الكبرى آخر الزمان وفي الغوطة ودمشق تحديدًا بل كل الأحداث الجسام، ومن ذلك مقتل الدجال ونزول عيسى عليه السلام كما قال صلى الله عليه وسلم: "يَنزِلُ عِيسَى ابنُ مَريَمَ -عليه السلام- عِندَ المَنَارَةِ البَيضَاءِ شَرقِيَّ دِمَشقَ" وفي آخر: "فَإِذَا جَاؤُوا الشَّامَ خَرَجَ -أي ؟جاء المسلمون الشام خرج الدجال- فَبَينَمَا هُم يُعِدُّونَ لِلقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنزِلُ عِيسَى ابنُ مَريَمَ فَأَمَّهُم، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ المِلحُ في المَاءِ، فَلَو تَرَكَهُ لانذَابَ حَتَّى يَهلِكَ، وَلَكِنْ يَقتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِم دَمَهُ في حَربَتِهِ"، بل هي أرض المحشر والمنشر كما أخبر صلى الله عليه وسلم: "الشام أرض المحشر والمنشر"، ففيها بداية العالم ونهايته إذن…
- وكل هذه الأمور ثابتة في البخاري ومسلم، أو في أحدهما أو صحيحة لا جدال فيها، فهذه البلاد العظيمة أيها الإخوة وردت أحاديث كثيرة، ومنها تأتي البشائر للأمة، ولعلها تعود كما بدأت منها أول مرة؛ لأن هذه البلاد لا تنتج إلا الخير، ولا يأتي منها إلا الخير، ولا يأتي منها إلا البركة؛ لأنها مباركة، ومن باركه الله في تربته يبارك الله في رجاله، وتعود للأمة المجد الكبير الذي انتزع منها. - وهذه البلاد العظيمة التي باركها الله بوجود أنبيائه، وبوجوه رسله، وبوجود صحابة نبيه، وبوجود خير الخلق في تلك الفترة، وفي فترات متلاحقة حتى أتى وقت الاستعمار لا بد أن تعود هذه الخيرية، ولابد أن يأتي مجد الأمة منها، ولعل ما يدور اليوم في الساحة الإسلامية عامة، وفي بلاد الشام خاصة بدءًا من طوفان الأقصى في غزة، وانتهاء بتحرير سورية تليها بلدان ومدن متعددة بإذن رب العزة… وهي مبشرات عظيمة…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فأيها الإخوة الذي يلاحظ في هذه الأحاديث التي تقدمت في الخطبة الأولى، وفي زمننا الآن وما يجري في بلاد الشام من فساد، ومن ظلم، ومن استشراء للعلمانية، والرافضة، والنصيرية، والدروز، والنصارى، واليهود وجنود الأرض باسم اتحادات متعددة لمحاربات دول صنعوها، وما يجري أيضا من اغتصاب لسلطات المسلمين من غيرهم أعني النصيرية التي سلم لها الاستعمار بلاد الشام ويعرف لمن يسلم واسمعوا ما قال ابن تيمية عليه رحمة الله وهو من الشام وفي الشام وإلى الشام، ومن الغوطة ودمشق بالذات رحمه الله، ومعناه هو يعايش هؤلاء الباطنية النصيرية بين قوسين والدروز العلوية وأسماء من هذه متعددة ولكن العقيدة واحدة عقيدة الرفض والمجوسية، عقيدة الكفر، عقيدة الإلحاد، عقيدة المعاداة للإسلام، قال ابن تيمية عليه رحمة الله فيهم: (هَؤُلاءِ القَومُ المُسَمَّونَ بِالنُصَيرِيَّةِ هُم وَسَائِرُ أَصنَافِ القَرَامِطَةِ البَاطِنِيَّةِ أَكفَرُ - يعني أشد كفرًا- مِن اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، بَل وَأَكفَرُ مِن كَثِيرٍ مِنَ المُشرِكِينَ، وَضَرَرُهُم عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَعظَمُ مِن ضَرَرِ الكُفَّارِ المُحَارِبِينَ، مِثلِ كُفَّارِ التَّتَارِ وَالفِرِنجِ وَغَيرِهِم).
- وما جرى في القرن الماضي، وفي سوريا بالذات وفي حماة تحديدا التي شهدت أكبر وأعظم وأفجر وأفظع مجزرة في القرن الحديث للأمة على الإطلاق منذ اثنين وثمانين للميلاد من القرن الماضي، وعلى يد حافظ الأسد والد المجرم بشار حين قتل أكثر من أربعين ألفًا في أقل من شهر واحد فقط، نعم في حماه بالذات، وسلو التاريخ، وعودوا إلى الكتب، إنه العداء المتأصل للأمة الإسلامية من قبل النصيرية…
- بل لا تتحدث عن حافظ الأسد بل تحدث عن الرجل القريب بشار الذي قتل من أهل السنة بإحصائيات عالمية أكثر من ستمائة ألف قتيل، فقط في عشر سنوات وبأسماء محصاة على المرصد السوري لحقوق الإنسان وعلى منظمات عالمية شهدت المعركة والمجزرة، وقل أكثر من مليون سجين فيها، وما خبر سجن صيدنايا العسكري الأفظع والأجرم والأخطر والأشد والمسلخ البشري الأفجر في التاريخ عنا ببعيد….
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/EOX4czx0hWc?si=vef1sbEDE88rzYZv
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ 5/جمادى الآخرة/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فهناك أحداث متسارعة، وأخبار كثيرة متواردة، وأمور تجري في هذه الأمة نراها في كل لحظة وساعة، ولعلها والله أعلم على أن الأرض تتهيأ لأمر عظيم لا يعلمه إلا رب العالمين سبحانه وتعالى، ولعل من أدلة ذلك ما في سورة المائدة بعد أن تحدث الله تبارك وتعالى عن أهل الكتاب وعن موالاتهم من بعض المسلمين: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾، فلا يدوم الظلم ولا ظلم ظالم قال بعدها: ﴿فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم ...﴾، أي يسارعون في اليهود والنصارى بتعليلهم وتموضعاتهم الأمنية، وخططهم السياسية، والفكرية، والأيدولوجية تقول ﴿فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبَنا دائِرَةٌ...﴾، قال الله وهنا اللغز الأهم والأعظم والأكبر والأجل بل هو أعظم بشارة نتحدث عنها اليوم قال الله: {فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأتِيَ بِالفَتحِ أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحوا عَلى ما أَسَرّوا في أَنفُسِهِم نادِمينَ﴾.، نعم على ما أسروا في أنفسهم نادمين من الأضرار بالأمة، من الإهلاك للأمة، من نهب خيرات الأمة، من تسليم الأمة لأعداء الأمة، من كل شيء فعلوه فيها، ومن كل تربص تربصوه بها أيًا كان وأعيد الآية سردًا ﴿فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأتِيَ بِالفَتحِ أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحوا عَلى ما أَسَرّوا في أَنفُسِهِم نادِمينَ﴾ .
- وهذه الأمة التي تجري فيها ما تجري من أحداث وأمور، وفيها ما فيها من صراع، وعذاب، وويلات، وحسرات، وقتل، واضطهاد، ونهب لهذه الأمة التي طالما استضعفوها، وأذلوها، وقتلوها، ودمّروها، ونهبوها، واغتصبوها، واستعمروها، وفعلوا الأفاعيل بها لكن لا يمكن أن تدوم على ذلك…
- إن أولئك الذين تربصوا بها، والذين تآمروا عليها، والذين حاكوا عليها كل الخذلان والدمار والسحق والقتال والصراع، ونهبوا خيراتها، وفعلوا الأفاعيل بأبنائها، لا يمكن أن يدوم ذلك لهم، وعمر عز لم يدم، وكذلك الذل لم يدم، ولم يدم لحضارة، ولا لأمة، ولا لخلافة، ولا لدولة، ولا لإمبراطورية، ولا لأي شيء عزها، ولا للطرف الآخر ذلها وهوانها، بل إنه ليجري على الأمم، والحضارات، والخلافات، والإمبراطوريات، والدول، والمنظمات، والمؤسسات، والأحزاب، والجماعات، والمجتمعات، والأفراد ما يجري على كل فرد من أفراد هذه الأمة والبشر عامة من مرض، من هلاك، من موت، من استضعاف، من انحطاط، من سفول، من بقاء، من يقظة… فيجري على الأمم ما يجري على الأفراد.
- فكما أن الفرد يموت فالأمم تموت، والحضارة تنهار، وحدث ولا حرج عن حضارات انهارت ولو سألتكم وقلت وأسائل العالم كله: أين عاد، وأين ثمود، وأين فرعون، وأين النمرود، وأين كسرى، وأين قيصر، وأين فارس، وأين الروم، أين الأحباش، أين التتار، أين المغول، أين الصليبيون، بل قل أين هتلر، وماركس، ولينين، بل قل أين الاتحاد السوفييتي، أين الشيوعية وجيشها، أين هؤلاء جميعًا، أين ذهبوا، أين ساروا، أين هؤلاء جميعًا… لقد ماتوا، وانتهوا، وانتهت حضاراتهم، ولم يبق منها شيء… - قال أبو ذر بعد أن وصل المسلمون إلى ما وصلوا إليه في آخر بقعة وصلوا إليها آنذاك في سنة ثلاثة عشر للهجرة قال: من يشتري مني تركة عاد بدرهم، وميراث ثمود بدينار، وهذا بكذا وهذا بكذا...، نعم هكذا انتهوا وهكذا بادو وأصبحت آثارهم دمار، وخراب، وعبرة، وعظة للمتعظين والمنزجرين فأين هؤلاء… وستتكرر الحكايات في زماننا كما فعلت في السابق؛ فقد سادت أمم وبادت، قامت وماتت.
- وإذا كنا تحدثنا عن ماض سحيق لهؤلاء فحُق لنا أن نتحدث عن من تربصوا بالأمة سواء من ظالمين في داخلها، أو من دول كبرى فعلت الأفاعيل بها، كل هؤلاء سينتهون لا شك ولا ريب، وكما قلنا أين الاتحاد السوفييتي، وأين جيشه، فيجب أن نقول: سيأتي اليوم الذي نسأل ونساءل ويسأل من بعدنا وربما نحن ونحن أحياء في هذا المكان أننا سنقول إن شاء الله: أين أمريكا، أين جيشها، أين غواصاتها، أين طائراتها، أين دباباتها، أين تريليونياتها، أين أموالها، أين ما كانت عليه، وما فيها، وما معها، أين غطرستها، وبطرها، أين تكبرها وتجبرها، أين قتلها وسحلها ودمارها، أين سجونها وجرائمها أين وأين، لقد انتهت ولن تعود بإذن الله…
- وقل مثل ما قبلنا عن أمريكا نقوله عن إسرائيل التي هي البنت الصغرى لها، أين هؤلاء جميعا سنقول إن لم نقل نحن سيقون أجيال بعدنا لا شك ولا ريب إن شاءالله فلا يدوم لحضارة عزها، ولا يدوم لأمة ذلها، ولا بد أن يعود المجد ولابد أن ينحط أيضا في يوم من الأيام.
- وإن كان حديثي أيها الإخوة ليس عن هذا وإنما هي مقدمة فقط لما أريد الحديث عنه، ولا شك ولا ريب أن لا بد أن أصل إلى ما أريد بهذه المقدمة حديث اليوم هو عن أم المدائن، وعن صانعة المجد، عن البلد الذي هي أصل أصيل في أمتنا، وهي ضرغام كبير فيها، وهي الخلود الدائم، والبلد الأفضل والأرقى والأعظم، وهي البلد التي سكنها الأنبياء، ونشأوا فيها، وولدوا على ترابها وماتو فيها، بل هي أكثر بلد على الإطلاق عاش فيها الأنبياء وبُعث منها الأنبياء، وقل عن الصحابة، بل مئات وآلآف هاجروا إليها، وماتوا على ترابها، ووصلوا إلى عمقها، وقل عن الآف العلماء الذين تخرجوا من تربتها، وقل عن كل شيء جميل فيها.
هي تلك المدينة التي هي خاصرة الإسلام، وهي أيضًا الترس التي ترد عنه الأعداء، وتدفع عن الأمة ما ينزل بها من أشرار، وما من شر نزل على الأمة على الإطلاق حتى الآن أشر من شر الصليبين، والمغول، والتتار، ولكن انتهوا على أسوار هذه المدينة الفاضلة إما الصليبيون فعلى يد صلاح الدين الأيوبي في حطين، ثم الظاهر بيبرس في فتح عكا، وقل عن عين جالوت قطز في سحق فهذه المدينة بالذات هي المحور الأكبر في الأمة وهي محل الدفاع والصد عن هذه الأمة العظيمة.
- إنها تلك المدينة الفاضلة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل عديدة لم تجتمع لبلد بعد الحرمين الشريفين مكة والمدينة في أي مدينة غيرها إلا في هذه المدينة مع أن أكثر الأحاديث التي وردت في فضائل البلدان والمدن هي ضعيفة أو موضوعة مكذوبة لا أساس لها من الصحة إنما وضعت لأمور مناطقية وتعصبات ونعرات طائفية، إلا هذه المدينة وقلة قليلة من أحاديث المدن… فمن يا ترى أن تكون إلا أنها بلاد الشام وأتحدث عن بلاد الشام عامة ما قبل الاستعمار الذي جزأها ومزقها وفتتها وصنع الأفاعيل بها ولا زال يقسم ويفتت ويجزئ منها وما سوريا عنا ببعيدة التي أصبحت خمس دويلات.
- لكن أتحدث عن الشام بكلها الشام التي تشمل حسب تقسيم الاستعمار اليوم فلسطين وسوريا ولبنان والأردن وجزء من العراق هذه الشام بكلها بلاد الشام التي أجمع العلماء على أنه ما من بلد من بلدان المسلمين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث والفضائل أكثر من أحاديثها بعد مكة والمدينة، نعم إنها الشام إنها بلاد الشام جنة الدنيا، وحضارة العالم بكله التي وردت ما وردت فيها من فضائل عظيمة وكبيرة وجليلة، ولا زالت كما كانت تصنع الأمجاد، وتأتي بالأخبار السارة، ويردنا منها كل شيء جميل بإذن الله، وما الثورة الأخيرة إلا واحدة منها وسيأتي بعدها ما بعدها إن شاءالله تعالى… وإن جاء وهن في لحظة من اللحظات، أو في زمن من الأزمان فهذا شيء طبيعي استثنائي، يأتي ثم يذهب، يشرق ثم يغرب، ولا بد منه في الأمة والبلدان عامة كما سبق وتقدم ذكرت…
-فهذه الشام وأهل الشام عامة بدءًا من فلسطين المقدسة، وانتهاء بسوريا والأردن ولبنان وأيضا جزء من العراق هي كل الشام المباركة التي يكفي فيها أن الله تبارك وتعالى قد باركها وبارك ما حولها وفضلها وميزها وجعل الأنبياء فيها كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلِسُلَيمانَ الرّيحَ عاصِفَةً تَجري بِأَمرِهِ إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها .......﴾، وقال عن قوم سبأ لما هاجروا إليها: ﴿وَجَعَلنا بَينَهُم وَبَينَ القُرَى الَّتي بارَكنا فيها قُرًى ظاهِرَةً وَقَدَّرنا فيهَا السَّيرَ سيروا فيها لَيالِيَ وَأَيّامًا آمِنينَ﴾، وقال: ﴿سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ ...﴾، {وَنَجَّينَاهُ وَلُوطًا إِلى الأَرضِ الَّتي بَارَكنَا فِيهَا لِلعَالمِينَ}، بل دعا لها صلى الله عليه وسلم بالبركة مع أن الله جل جلاله قد باركها في كتابه: "اللهم بارك لنا في شامنا"، وقل عن آيات كثيرة في كتاب الله تبارك وتعالى تتحدث عن بركتها…
- وليس هذا وفقط بل إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها في أحاديث كثيرة جدًا، بل تواترت فيها الأدلة على خلاف غيرها فكما مر دعا لها عليه الصلاة والسلام بالبركة، ولم يكتف فقط عن الصفة التي وردت في كتاب الله عز وجل بل قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في البخاري وغيره: "اللهم بارك لنا في شامنا"…
ولذلك لما كان فيها ما فيها اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بها، وأهتم الصحابة بالهجرة إليها حتى تجد عليه الصلاة والسلام قد جعل لها أكبر اهتمام بدءا من غزوة مؤته وانتهاء بتبوك وجيش أسامة رضي الله عنه، ثم عمر الذي فتحها في الثالث عشر للهجرة، وتوج بها الفتح العظيم والمجد الكبير لهذه الأمة، وهذه البقعة الطاهرة هي مغرز الإيمان كما قال عليه الصلاة والسلام " ألا وإن الايمان حين تقع في الشام" ولما قال عليه الصلاة والسلام وهو يتحدث عن الجيش الكبير الذي يكون في آخر الأمة قال صلى الله عليه وسلم عن هذا الجيش قال "حتى تصيروا إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه" وهذا يكون في الشام نعم إنه صلى الله عليه وسلم يتحدث عن فسطاط الإيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فهذا الفساط من الإيمان الصافي النقي الذي لا نفاق فيه ولا كفر ولا دخن فيه يكون هو في الشام: "سَيَصِيرُ الأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً، جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ". قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ -رضي الله عنه-: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ. فَقَالَ: "عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهَا خِيَرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ؛ يَجْتَبِى إِلَيْهَا خِيَرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ؛ فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ، وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ".
- بل جعل ميزان فساد الأمة من عدمه الشام فقال عليه الصلاة والسلام: "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم" وما الفساد الذي يجري ويستشري في الأمة إلا وهذا من أسبابه…لكن أبشركم كما أن الدجال سيهلك في الشام في آخر الزمان فإن دجاجلة الأرض ممن أتوها من المجوس الرافضة والروس وجنود أمريكا واليهود وغيرهم سيكون مصيرهم مصيره.
- وفيها الطائفة المنصورة: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ، وَهُمْ بالشَّامِ"، وأهلها سوط الله في الأرض كما أخبر صلى الله عليه وسلم: "أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ كَيْفَ يَشَاءُ، وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمَّاً أَوْ غَيْظَاً أَوْ حُزْنَاً" .
- ومن فضائلها أن الملائكة تبسط أجنحتها لحراستها كما قال صلى الله عليه وسلم: "طوبى للشام؛ لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها"، ، ويتجمع المؤمنون في آخر الزمان داخلها كما أخبر صلى الله عليه وسلم: "وعقر دار المؤمنين الشام"، وصح عن عبدالله بن عمرو بن العاص قوله: "ليأتين على الناس زمان لا يبقى على الأرض مؤمن إلا لحق بالشام"..
وفيها الملحمة الكبرى آخر الزمان وفي الغوطة ودمشق تحديدًا بل كل الأحداث الجسام، ومن ذلك مقتل الدجال ونزول عيسى عليه السلام كما قال صلى الله عليه وسلم: "يَنزِلُ عِيسَى ابنُ مَريَمَ -عليه السلام- عِندَ المَنَارَةِ البَيضَاءِ شَرقِيَّ دِمَشقَ" وفي آخر: "فَإِذَا جَاؤُوا الشَّامَ خَرَجَ -أي ؟جاء المسلمون الشام خرج الدجال- فَبَينَمَا هُم يُعِدُّونَ لِلقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنزِلُ عِيسَى ابنُ مَريَمَ فَأَمَّهُم، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ المِلحُ في المَاءِ، فَلَو تَرَكَهُ لانذَابَ حَتَّى يَهلِكَ، وَلَكِنْ يَقتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِم دَمَهُ في حَربَتِهِ"، بل هي أرض المحشر والمنشر كما أخبر صلى الله عليه وسلم: "الشام أرض المحشر والمنشر"، ففيها بداية العالم ونهايته إذن…
- وكل هذه الأمور ثابتة في البخاري ومسلم، أو في أحدهما أو صحيحة لا جدال فيها، فهذه البلاد العظيمة أيها الإخوة وردت أحاديث كثيرة، ومنها تأتي البشائر للأمة، ولعلها تعود كما بدأت منها أول مرة؛ لأن هذه البلاد لا تنتج إلا الخير، ولا يأتي منها إلا الخير، ولا يأتي منها إلا البركة؛ لأنها مباركة، ومن باركه الله في تربته يبارك الله في رجاله، وتعود للأمة المجد الكبير الذي انتزع منها. - وهذه البلاد العظيمة التي باركها الله بوجود أنبيائه، وبوجوه رسله، وبوجود صحابة نبيه، وبوجود خير الخلق في تلك الفترة، وفي فترات متلاحقة حتى أتى وقت الاستعمار لا بد أن تعود هذه الخيرية، ولابد أن يأتي مجد الأمة منها، ولعل ما يدور اليوم في الساحة الإسلامية عامة، وفي بلاد الشام خاصة بدءًا من طوفان الأقصى في غزة، وانتهاء بتحرير سورية تليها بلدان ومدن متعددة بإذن رب العزة… وهي مبشرات عظيمة…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فأيها الإخوة الذي يلاحظ في هذه الأحاديث التي تقدمت في الخطبة الأولى، وفي زمننا الآن وما يجري في بلاد الشام من فساد، ومن ظلم، ومن استشراء للعلمانية، والرافضة، والنصيرية، والدروز، والنصارى، واليهود وجنود الأرض باسم اتحادات متعددة لمحاربات دول صنعوها، وما يجري أيضا من اغتصاب لسلطات المسلمين من غيرهم أعني النصيرية التي سلم لها الاستعمار بلاد الشام ويعرف لمن يسلم واسمعوا ما قال ابن تيمية عليه رحمة الله وهو من الشام وفي الشام وإلى الشام، ومن الغوطة ودمشق بالذات رحمه الله، ومعناه هو يعايش هؤلاء الباطنية النصيرية بين قوسين والدروز العلوية وأسماء من هذه متعددة ولكن العقيدة واحدة عقيدة الرفض والمجوسية، عقيدة الكفر، عقيدة الإلحاد، عقيدة المعاداة للإسلام، قال ابن تيمية عليه رحمة الله فيهم: (هَؤُلاءِ القَومُ المُسَمَّونَ بِالنُصَيرِيَّةِ هُم وَسَائِرُ أَصنَافِ القَرَامِطَةِ البَاطِنِيَّةِ أَكفَرُ - يعني أشد كفرًا- مِن اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، بَل وَأَكفَرُ مِن كَثِيرٍ مِنَ المُشرِكِينَ، وَضَرَرُهُم عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَعظَمُ مِن ضَرَرِ الكُفَّارِ المُحَارِبِينَ، مِثلِ كُفَّارِ التَّتَارِ وَالفِرِنجِ وَغَيرِهِم).
- وما جرى في القرن الماضي، وفي سوريا بالذات وفي حماة تحديدا التي شهدت أكبر وأعظم وأفجر وأفظع مجزرة في القرن الحديث للأمة على الإطلاق منذ اثنين وثمانين للميلاد من القرن الماضي، وعلى يد حافظ الأسد والد المجرم بشار حين قتل أكثر من أربعين ألفًا في أقل من شهر واحد فقط، نعم في حماه بالذات، وسلو التاريخ، وعودوا إلى الكتب، إنه العداء المتأصل للأمة الإسلامية من قبل النصيرية…
- بل لا تتحدث عن حافظ الأسد بل تحدث عن الرجل القريب بشار الذي قتل من أهل السنة بإحصائيات عالمية أكثر من ستمائة ألف قتيل، فقط في عشر سنوات وبأسماء محصاة على المرصد السوري لحقوق الإنسان وعلى منظمات عالمية شهدت المعركة والمجزرة، وقل أكثر من مليون سجين فيها، وما خبر سجن صيدنايا العسكري الأفظع والأجرم والأخطر والأشد والمسلخ البشري الأفجر في التاريخ عنا ببعيد….
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A