*جريمة.الاعتداء.على.الحقوق.والحريات.في.الإسلام.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي ...

منذ 2025-05-19
*جريمة.الاعتداء.على.الحقوق.والحريات.في.الإسلام.cc.*

#خطب_مكتوبة

👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/7-p9NuBVkK0?si=okrfIuN0hIFeuJ5m
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ 12/جمادى الآخرة/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- أما بعد فإن الإسلام قد قسم الذنوب إلى قسمين: صغيرة، وكبيرة، وجعل هذه الذنوب الصغائر والكبائر إما مغفورة تلقائيًا بمجرد الطاعات كـ الصلاة إلى الصلاة، ورمضان إلى رمضان، وهكذا الحج عاد كيوم ولدته أمه، وأي طاعة أخرى، وحتى البلاء، فهذه مغفورة تلقائيًا بمجرد أن يفعل الإنسان الطاعات: ﴿إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ﴾، وهناك ذنوب كبيرة لا يمكن أن تغفر تلقائيًا بمجرد أن يفعل الإنسان الطاعة دون أن يتقصد ذلك الذنب العظيم بالتوبة، والندم، والعزم على عدم العودة، إضافة إلى كثرة العبادة والطاعة، والإقلاع عن ذلك الذنب من فوره، فإذا لم تتحقق الشروط هذه المتفق عليها مع شروط أخرى كمالية ليغفر الله الذنب الكبير من العبد فإنه يبقى مسجلًا عليه لا يغفره الله تبارك وتعالى إلا بتوبة صادقة صالحة من ذلك العبد يقصد به ذلك الذنب.

- لكن هناك من الذنوب الكبيرة والجليلة ما لا يمكن أن تكفّر حتى بالتوبة بشروطها السابقة، نعم تخيل! حتى بندم، حتى بعزم لعدم عودة، حتى بإقلاع من فوره، حتى بكثرة طاعة وعبادة، لا يمكن أن تُغفر بها وحدها ولا بد من شرط بجوارها، إنها تلك الذنوب والمعاصي الداخلة تحت الكبائر لكنها تتعلق بحقوق المخلوقين، تتعلق بالآخرين، تتعلق بالبشر جميعًا لا بين الله وبين العبد كما سبق من ذنوب صغيرة وكبيرة، لكن بينه وبين الخلق من كبائر عظيمة، حتى ولو صغرت، حتى ولو دقت، حتى ولو كانت ما كانت، فإن الله لا يغفرها للعبد حتى يرد الحقوق إلى أهلها، وإلى أصحابها، إلى أن يتسامح منهم، إلى أن يصطلح فيما بينه وبينهم.

- ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح قد ذكر أن: "الظلم ثلاثة: فظلم لا يتركه الله، وظلم يُغفر، وظلم لا يُغفر فأما الظلم الذي لا يُغفر فالشرك لا يغفره الله، وأما الظلم الذي يُغفر فظلم العبد فيما بينه وبين ربه، وأما الظلم الذي لا يُترك فظلم العباد فيقتص الله بعضهم من بعض"، إذن فالظلم الذي لا يتركه الله فهو الذي نتحدث عنه اليوم وهي الحقوق فيما بين العبد وبين الآخرين، المظالم التي تبقى عالقة في ذمة العبد لا يغفرها الله له بمجرد مضي الأيام، وانقضاء الأعمار، وإتبان الموت، وحتى بحسن العبادة والطاعة، فضلًا عن فرار من حقوق الآخرين، وتقفز إلى حقوق أخرى أعظم وأكبر.

- أيها الإخوة هذا هو ديننا، هذا هو إسلامنا، هذا هو كتاب ربنا، هذه هي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم كثيرة جدًا أدلتها، وتفاصيلها، وأحكامها، وتشريعاتها في هذا الجانب في حقوق الانسان، في الحقوق والحريات عامة قبل أن تكون الأمم المتحدة، وقبل أن تكون المنظمات الدولية، وقبل أن تكون القوانين الدولية، وقبل أن تُنظم القوانين المحلية، وقبل أن يوجد هؤلاء الذين يتذرعون بالحقوق والحريات ويركزون على جانب منها دون آخر، بل يميّزون ما بين حق وحق بحسب البشرة، واللون، والمكان، والجنسية، والإسلام، وعدم الإسلام، وبين الإلحاد وعدمه، بل بين الجنسين؛ فحقوق الرجل قليل من يتحدث عنها، لكن بالنسبة لحقوق المرأة فقد عبدوها، وعظموها، وقدسوها، وأجلوها لا حبًا فيها، لا، ولكن لأنها تخدم مصالحهم التي يريدونها، والتي هي في ثورات شهواتهم، وشبهاتهم، ومعارضاتهم، وما يريدون تزييفه للآخرين فإنهم يركزون عليه بقوة…
- أما الإسلام فإنه قد كرّم بني آدم كل بني آدم: ﴿وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ...﴾ أي عموم بني آدم، وجعل له الحقوق، وجعل له الحريات، وكفل له في دينه، وفي ظل إسلامه، بل في ظل إنسانيته ما هو أكمل، وأشمل، وأعظم، وأجل من كل حق يتذرعه الآدمي اليوم، ويدندنون به بألسنتهم، ويخالفونه بأفعالهم ووقاحاتهم…

- إن أكثر من يتحدث عن الحقوق، وعن الحريات، وعن الحرية بشكل عام، هم من سلبوا الحرية، هم من عادوا الحرية، هم من سلبو كل شيء من الآدمية، هم من تاجروا بالآدمي بكله، فضلاً عن حقوقه، وحرياته، وممتلكاته، وشخصيته، ومقدساته، وما فيه، لكنهم أكثر من يتحدثون عن حقوقه وحرياته، وعن ما يجب له، لكنهم يسلبونها غصبًا عنه، سواء كان من بعيد، أو من قريب، وما الحكّام مثلاً، وما الزعماء أيضًا، وما أحد يترأس على شيء عادة ويكون متملكًا على شيء إلا ويستغل ما بين يديه لأجل صالح نفسه، ولشهوته، ولشخصيته، ولمن له حق عليك من القريب أو البعيد، وإن كان يتذرع بأنه نظيف، وشريف، ويحترم حقوق الآخرين، ويعطي كل ذي حق حقه، لكنه يكذب عملًا وإن تذرع به قولا...

- أما الإسلام فقد أبانها، وفصلها، ووضّحها، وإن زعموا غير ذلك، بل إذا كان ديننا قد جعل حقًا حتى لحيوان، بل لا ليس كذلك وفقط، بل أدخل النار من عذب حيوانًا، فكيف بمسلم، فكيف بإنسان، فكيف بأدمي مكرم، نفخ الله فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وفضله على خلقه، بعقله بإنسانيته بشكل عام، وهذا النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم ذكر أن امرأة دخلت النار في هرة؛ لأنها حبستها. لا أطلقتها ولا هي التي أطعمتها، لم تفعل شيئًا من ذلك لا هذا ولا ذاك، فعذاب الهرة سبب لهذه المرأة المعذبة النار، فإذا كان هذا في هرة وفي تعذيب مخلوق ليس بإنسان، وليس بمكرم عند الكثير، وكذلك من سقت كلبًا مع جرائمها فدخلت الجنة، فكيف بإنسان أن يُسلب، وأن يُؤخذ، وأن يُبتز، وأن يُغتصب، وأن يُقتل وأن يُسجن. وأن يُعذب، وأن تُنزل به العقوبات العظيمة، والمهانات الشديدة، التي تقشعر لها الأبدان، وترتعد لها الفرائص…

- وما نراه في واقعنا اليوم، ونراه في لحظاتنا، وفي ساعاتنا، وعلى وسائل التواصل، فضلاً عن الحقيقة المرئية أمام أعيننا إلا ليؤكد ذلك كل تأكيد على أن الحريات، والحقوق، وحقوق الإنسان عامة إنما هي مفتعلة عند من يدعونها، لكنها مسلوبة كل السلب في واقعهم، أو عند أشخاص لا يريدون أن توصل لهم الحقوق، وكما قال أحد المنظرين الذين يقولون الحق: "نريد أن نعرف الإنسان قبل أن نعرف الحقوق"، من هذا الإنسان الذي له الحقوق، ومن ليس له الحقوق، من، هل الإنسان الأوروبي مثلًا، الأمريكي مثلًا، الروسي مثلًا… من… أما بالنسبة لحقوق الآخرين المسلمين فليس لهم حقوق؛ فلعل كلبة في وسط أوروبا أو قطًا أو أي شيء من الحيوانات هذه لها حرية، ولها حقوق، ولها تعظيم، ولها قدسية أكبر وأجل وأكثر ما لمسلمي اليوم في بلاد العرب والمسلمين، بل حتى عند الغربيين وفي بلاد الغربيين.

- أين ما يدعون وأينما نراه في الواقع، أما الإسلام ذلك الذي يحاربونه فهو الذي احترم حقوق الآخرين كل احترام، وشرّعها كل تشريع، وبينها كل بيان، وفصّل فيها كل تفصيل، وأوضحها بل جعلها مقدسة لا يحل لإنسان أن ينتهكها، ولا أن يبتزها، وأن يأخذها، وأن يبطش بها، وأن يزايد عليها، ليس له ذلك أبدًا… بل إذا كان الإسلام قد أدخل الجنة بمقابل أنه أدخل النار التي حبست الهرة فإنه أدخل الجنة، من سقت كلبًا يلهث الثرى من شدة العطش، ومن أزال غصن شوك من طريق المسلمين؛ لأنه حفظ حقوقهم، لأنه أزال ما يؤذيهم، لأنه رفع عنهم ما يؤدي لأذى في أقدامهم، فكيف بما هو أعظم، وما هو أجل، وما هو أكبر لو فعل، بل هذا نبينا صلى الله عليه وسلم منع الرجل أن يأتي للمسجد وقد أكل كراثًا أو بصلًا أو ثومًا أو شيئًا من هذه الروائح التي تؤذي الآخرين وتؤذي ملائكة رب العالمين وهي عبادة وشعيرة الصلاة ومع هذا منعه صلى الله عليه وسلم منها مادام قد يتعدى أذاه لغيره.

- هكذا حتى في العبادة وفي الطاعة فالإسلام قد ضمن لمن أتى المسجد ألا يؤذى، ومنع من أراد العبادة والطاعة من أن يؤذي الطائعين، فكيف بمن يؤذيهم بغير ذلك من أنواع الأذى عامة، كيف بمن يعاديهم، كيف بمن يحاربهم، كيف بمن ينصب لهم العداء، ويجعلهم دائمًا وأبدًا تحت مجهر المراقبة والمتابعة والمحاسبة ومنظر العداوة والبغضاء، ويصفهم بأنهم الإرهاب ومثل هذه التهم الجاهزة والافتراءات المعلبة وبالتالي فيستحقون السحل والسجن واللجوء والهروب وقل ما شئت...

-إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أسقط حتى عبادة وشعيرة وهي صلاة الجماعة من مسلم أكل ما يؤذي غيره، فكيف بما هو أشد وأعظم من أذاه بغيره كسجنه بعذابه باضطهاده بتشتيته بأخذ أي شيء مما هو له، وأيضًا فنبينا صلى الله عليه وسلم قال في البخاري وغيره وإن كان الأول في المتفق عليه "إذا مر أحدكم في مسجدنا، وفي سوقنا، ومعه نبل فليمسك على نصالها؛ أن يصيب أحدًا من المسلمين منها بشيء"، وهو مجرد أذى بسيط من جرح، من معارضة لطريق، من أي شيء كان وهو نصل فقط أن يؤذي فكيف بنصل أن يقتل، كيف بنصل أن يذبح، كيف بنصل أن يخدش، كيف بسجن أن يغيِب، كيف هذه الجرائم التي ترى وتشاهد، والتي نسمع بها والتي هي اليوم في واقعنا نعيشها…

- ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حرم حتى من الاعتداء على المسلمين بمجرد أن يشار إليه بحديدة: "من أشار إلى أخيه بحديدة لم تزل ملائكة تلعنه حتى يدعها" فإن الرجل ولو كان مازحًا فإن الرجل الذي يشير بحديدة إلى المسلم، سواء كان ليخوفه أو ليهدده، أو كان ليؤذيه، أو كان ليمزح معه فإنه ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بغيرهذ كيف بما هو أعظم وأشد وأشق من هذا كله، بل منع النبي صلى الله عليه وسلم من سبه ومن شتمه ومن لعنه ومن هجره بل جعل لعن المسلم والمؤمن كقتله "لعن المؤمن كقتله" والحديث صحيح، وقال: "من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه" وهو حديث صحيح أيضًا…

- فهي حقوق كثيرة، وأدلة عظيمة، وآيات ونصوص يطول ذكرها في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين لنا صراحة على أن الحقوق في الإسلام مضمونة ومرعية ومقدسة، ولا أن يحل لمسلم أن يؤذي غيره بأي أذى، ولا يدخل عليه أي حزن بل لا بالعكس أن يشاركه في همومه، وفي غمومه، وفي أحزانه، وأن يسعى في فكها عنه: "من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربه من كرب يوم القيامه، ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"، وهكذا تفاصيل كثيرة في ديننا بينها رسولنا صلى الله عليه وسلم، لا فقط بأجور في الدنيا بل قارنها بالآخرة: "من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن فرج عن مؤمن فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة"، وقل ما شئت من أدلة…

- فهذا هو ديننا، هذا هو إسلامنا، يصعب أن نحصر مثل هذه الأدلة الناصعة البينة الواضحة في خطبة واحدة، ولا في خطب متعددة، ولكن يكفي أن نتحدث عن هذه النماذج فقط؛ لنبين كيف الواقع وما هو ديننا، وكيف من يتذرعون بحقوق الإنسان، وهم يسلبونها ويقتلونه، ويعذبونه، ويفعلون به الأفاعيل بالرغم أنهم يقولون ويشرعون ويتحدثون عن هذه الحقوق، وما غزة، وما سوريا، وما بلادنا، وما العراق سابقًا، وما أفغانستان قبل ذلك، وما الشيشان، وما بورما، وما كل قطر من من قطر الإسلام، ومن بلدان الإسلام والمسلمين والدول العربية بالذات إلا وفيها ما فيها من مآسي وجراحات وصراعات وقتل ونهب ودمار واختلاس وقل ما شئت، سواء من داخلها الذين تسلطوا على حقوق الآخرين من داخلها… أو كان من غيرهم الذين يأمرن من داخلها لأن يفعلوا هذه الأفاعيل بها…

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:

- فالواجب على المسلم أيها الإخوة أن يتنبه، وأن يتحرى ألا يكون يؤذي غيره وهو يعلم أو لا يعلم فيتسبب بأذى غيره فيكون العذاب عليه في الدنيا والآخرة، والجزاء يراه في دنياه وأخراه من هموم ومن أحزان ومن أمراض ومن آلآم، حتى من هم ومن غم ومن حزن ومن مآس وقل ما شئت.

- فكم هي همومنا وغمومنا وأحزاننا وأمراضنا وآلامنا وأشياء من هذا القبيل، ولعل السبب فيها أننا قد فعلنا بالآخرين شيئًا مما لا يحل لنا أن نفعله فإذا ذلك المخلوق قد رفع يده إلى ربه أن يأخذ له بحقه من فلان وعلان، ولقد تحدث أحدهم بقصة جميلة أختم بها هي امرأة عجوزة مسكينة لها أرضية صغيرة في مكان جميل، فجاء أحد المتنفذين المسؤولين الذين عندهم السلطة والقوة والسطوة والمال أراد أن يشتري منها أرضيتها فامتنعت أن تبيعها فهددها أن لم تبع ليأخذها غصبًا عنها، فرفضت واغتصب أرضها، ووسع فلته إليها إلى الأرض، ثم ذهبت المرأة، ولكنها لم لم تنس أرضيتها، ولم تنس الظالم الذي ظلمها وابتزها وأخذها تدعو عليه، وإذا بالرجل بعد أيام قليلة، وأشهر معدودة إذا به يصاب بمرض أقعده وآلمه وآذاه ومنعه من عمله، ومن تلذذه بمتعته وأمواله وسلطته وجاهه وبين الآخرين عامة، وأصبح بدلا من أن يتحول من مكتب إلى مكتب، ومن فلة لأخرى، ومن مسؤول لمسؤول إذا هو يتنقل من مستشفى إلى آخر، ومن دولة لأخرى، ومن طبيب لطبيب، تحول هذا الغني إلى تعيس، تحول هذا العظيم إلى حقير، تحول هذا الذي كان يتكبر عليها بماله وسلطته وجاهه وغناه إلى من يتمنى أن تعاد له الصحة ولو بماله بكله فضلًا عن أرضيته التي بنى عليها فلته… لم تنفعه هذه بكلها.
- ثم بعد مدة طويلة من خسارة كبيرة، ومن هموم متلاحقة اهتدى لرجل صالح نصحه بنصيحة فقال له لعلك ظلمت، لعلك آذيت، لعلك ابتززت، لعل بينك وبين الآخرين شيئًا وذكر أحاديث، وقول ابن المبارك عليه رحمة الله اذهب إلى مكان كذا واحفر بئر كذا فلعل الله أن يشفيك، قال نعم أتذكر تلك العجوز التي أخذت أرضيتها إلى أرضيتي وإلى بيتي، ووسعت داري ولابد أن أذهب إليها، فبحث عنها فوجدها بعد بحث طويل وإرهاق شديد، فلما اهتدى إليها طلب منها السماح فسامحته نعم سامحته وقالت ما دمت أتيت فعفا الله عما سلف، ثم ماذا، قال والله ما أن أكملت كلماتها حتى أحسست بالشفاء والعافية قد نزلت على بدني، والهموم قد ذهبت من قلبي، والأمراض والأوجاع قد ارتحلت عني، وتبدلت حياته إلى شيء آخر تمامًا بسبب أن المرأة صاحبت الحق سامحته.

- وإن قصة هذا الرجل هي قصة كثير منا لعل أمراضه وآلآمه وأسقامه وما نزل به من هموم وغموم بل حتى من عصيان أولاده وغير ذلك كله وحتى من أي شيء في حياته إن كان يبحث عنه من أسباب هنا وهناك، ويلتجأ إلى هذا المستشار وذاك، ويأخذ هذا الدواء وذاك فإن شيئًا آخر تمامًا لا يعلمه هو بينه وبين الآخرين قد تسبب به فأصابه ما أصابه…

- فالواجب علينا أن نتنبه لذلك كثيرًا، وأن نهتم به جيداً، وأن نعلم علم يقين على أن أذى الآخرين، وأن ابتزاز الآخرين، وإن أخذ حقوق الآخرين ستؤخذ هنا في الدنيا ثم تؤخذ هناك في الآخرة ولقد قال صلى الله عليه وسلم: "من اغتصب شبرًا من الأرض طوقه من سبع أرضين يوم القيامة"، وقال: "ردوا الحقوق إلى أهلها"، ثم قال عليه الصلاة والسلام عن يوم القيامة "حتى يأخذ للشاة الجلحاء من الشاة القرناء"،فإذا كانت هذه الشاة الجلحاء والقرناء فكيف بالمسلم لا قرن ولا جلح وهو أعظم حرمة منها: "كل المسلم على المسلم حرام".

- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.

┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:

*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 1

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً