.الشعور.بآلام.المسلمين.من.فرائض.الدين.cc. #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد ...
منذ 2025-05-19
.الشعور.بآلام.المسلمين.من.فرائض.الدين.cc.
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/2biqRwc7D1g?si=x1QD3L3cjFX69P7f
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ 18/جمادى الأخرة/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الملاحظ لهذا الدين أنه قد حرص كل الحرص على أن يبني هذا المجتمع المسلم أعظم بناء، وأمتن بناء، وأصلب بناء؛ حتى يواجه الحياة بما فيها، حتى يواجه هذه الدنيا بأحداثها، ومغرياتها، وكوارثها، وشهواتها، وشبهاتها، وأي صراعات تحدث فيها.
- هذا المجتمع المسلم الذي حرص الإسلام على بنائه أشد بناء، وأعظم بناء، وأمتن بناء؛ لأنه يعلم أن قوة هذا البناء المجتمعي يعني أن يكون الترابط، أن يكون التآخي، أن يكون التعاون، أن يكون التآزر، أن تكون المحبة، أن تكون المودة، أن تكون القيم والأخلاق فيما بينهم هي السائدة وهي الحاكمة، بينما تلك القيم السيئة الفرقة، والتخاصم، والنزاع، والمشاكل بعيدة عنهم كل البعد، فكلما كان المجتمع أحب وأصلح فيما بينه وبين المجتمع الآخر الذي هو فيه فإنه يصعب على العدو اختراقه، ويصعب على العدو أيًا كان ومهما بلغت قوته، ومهما بلغ جيشه، ومهما بلغ إعداده، وسلطته، فإنه لا يمكن أن يخترق هذا البناء أبدًا، بالعكس ما إذا كان هشًا في الفرقة، والخصام، والنزاع، والمشاكسات فيما بينهم يمكن لكل أحد أن يخترق بل أن يفتته تفتيتًا، وأن يزيد فيه لهبا.
- ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم﴾، التنازع، والفشل، والقيم التي تؤدي لهذا بكله بعد أن من الله عليكم بما أنتم عليه من مودة ومحبة، ومن وفاق إلاخوة التي هي أعظم وأوثق من رباط النسب: ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ...﴾،﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا...﴾، يعني إن لم تعتصموا بحبل الله تفرقتم، وتشتتم، وتنازعتم، وعدتم لما كنتم عليه في أزمانكم الغابرة أيام الجاهلية، وذهبت ريحكم بين العرب والعجم عامة، وأصبحتم شذر مذر كما هو الواقع اليوم يتحدث وينطق.
- الله سبحانه وتعالى منّ على نبيه بأعظم منّة، وأعظم كرامة، وألّف بين قلوبهم أفضل تأليف وأمتنه: ﴿وَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِهِم لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَميعًا ما أَلَّفتَ بَينَ قُلوبِهِم...﴾، هكذا الله تبارك وتعالى هو الذي يؤلف بين قلوب عباده إذا أقبلوا العباد إليه، وإذا رجعوا وأنابوا إلى جل جلاله فإن أولئك العباد قد استحقوا ما عند الله من نعمة وكرامة، وما من نعمة أعظم من نعمة التقارب، والتآخي، والتعاون، والتآزر، وأن يكونوا كما كان مجتمع الصحابة الذي حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون أولى أعماله المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ لأنه يعلم صلى الله عليه وسلم على أن قوة المجتمع في مؤاخاته، في تآزره، في تعامله، في محبته، في أي شيء يحدث عليه كأنما يحدث كأنما يحدث على أخيه، وأي شيء يحدث على أخيه كأنه يحدث عليه: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
- لا يمكن لطرف من الجسد أن يتألم ولا يتألم كل الجسد معه، فلابد فطرة أن يكون ذلك، ولن يتبرأ عضو من بقية الأعضاء، فالشرع يريد من المجتمع المسلم أن يكون بهذه الدرجة، وهذه الحاسية، وهذا الشعور الذي لا بد أن يوجد، والشعور والإحساس موجود في الجميع، لكن إما أن يغرسه بخير فيوجه نحو الخير، أو أن يغرسه بشر فإلى اليمين وإلى الشمال يتجه…
- المؤمن الحق هو الذي كالبنيان لأخيه المسلم، يشد بعضه بعضًا، وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه، ولحرصه صلى الله عليه وسلم على المجتمع المسلم أن يكون لحمة واحدة جعل التكاتف والتعاون فيما بينهم كأنه جهاد في سبيل الله؛ ففي البخاري ومسلم: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله"، وتأمل لا حتى يدفع بماله لهذه الأرملة، أو لهذا المسكين، أو لهذا الفقير، أو لهذا المنكوب، أو لهذا اليتيم، أو لهذا الضعيف، أو لهذا المريض، لا بماله، بل ولو أن يسعى عند غيره ليسد رمقه فذاك مجاهد في سبيل الله.
- بل قال صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم ومن يكفل هذا اليتيم الضعيف يكون بدرجة واحدة في الجنة بمقام النبوة؛ لأنه حرص على لحمة المجتمع، وحرص على تآخي المجتمع، والتكاتف الذي يجب أن يسود في المجتمع: ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ ....﴾، فلا يحصل شيء على أخيه إلا وهو واقف في صفه، وإلا نقص من الإيمان في قلبه بقدر نقص ذلك منه بعدم تآزره، وتآخيه، وتعاونه، وإحساسه بالمسلم أيًا كان المسلم وفي أي مكان وبلد كان.
- ولذا قال عليه الصلاة والسلام: "ما آمن بي"، نفي للإيمان: "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع بجواره وهو يعلم"، فليس مؤمنًا برسول الله صلى الله عليه وسلم ما دام وأنه يبيت في شبع، بينما الآخر يجوع، بينما الآخر يحزن، بينما الآخر يتألم، بينما الآخر يعاني، بينما الآخر يمرض، بينما الآخر يُدمّر، يُذبح، يُسجن، يُعذّب، يُفعل به الأفاعيل، فليس بمؤمن ذلك أبدًا، بل في الحديث الصحيح الآخر "أيما أهل عرصة باتوا وفيهم أمرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم" الله بريء منه ورسوله صلى الله عليه وسلم كذلك ﴿أَنَّ اللَّهَ بَريءٌ مِنَ المُشرِكينَ وَرَسولُهُ...﴾ لا يتبرئ الله إلا من أمر عظيم ومن الشرك فكيف أن يكون هذا? لأن المسلم لم يهتم ولم يستيقظ ليدفع جوعا عن أخيه.
- ولذلك فقد جعل صلى الله عليه وسلم أحب الأعمال إلى الله سرور يدخله المسلم على أخيه المسلم: "أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينًا، أو يطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد (يعني المسجد النبوي)، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام"، هكذا جاء في الحديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم فيتحدث عن خدمة الأخ لأخيه بمجرد أن يتعاون معه فيتعبد الله بخدمة أخيه، ولذا الأنبياء والرسل لم يُبعثوا عبادًا في صوامعهم، بل بُعثوا للناس عامة لمجتمعاتهم، فيجوع مع الناس، ويشبع مع الناس، ويقاتل مع الناس، ويسهر مع الناس، ويأكل كما يأكل الناس، ويشرب كما يشرب الناس.
- ولهذا لما جيء للنبي صلى الله عليه وسلم مرة بماء في شن بارد حلو رده النبي عليه الصلاة والسلام وكان في يوم عرفة، فقال: "أسقني مما يسقى الناس"، قاله صلى الله عليه وسلم للعباس، ولقد اشتُهرت قصته عليه الصلاة والسلام، ونحفظها جميعًا أنه كان يربط حجرين في يوم الخندق إذا الصحابة ربطوا من الجوع حجرًا واحدًا، فمن شدة الجوع الذي نزل به صلى الله عليه وسلم كشف عن بطنه وإذا هو صلى الله عليه وسلم قد ربط أكثر مما ربطوا، وجاع أكثر مما جاعوا، وإن كان من أحد حصل على شيء فإنه صلى الله عليه وسلم لم يحصل على شيء، وكان يمكث الليالي والأيام بل الأشهر كما قالت عائشة في المتفق عليه: "إنها لتمر ثلاثة أهلة لا يوقد في بيت رسول الله صلى الله وسلم نار"، بل في البخاري مات رسول الله ولم يشبع من خبز الشعير حتى من خبز الشعير الذي الآن تعافه حتى الحيوانات، ولا يأكله البشر إلا عند الضرورات، ومع ذلك فورسول الله مات ولم يشبع منه…
- انظروا إليه صلى الله عليه وسلم كيف كان القدوة والأسوة للناس جميعًا يساوي نفسه بهم، ويتلمس حوائجهم، ويشاركهم الهموم والغموم والأحزان، والأفراح، والأتراح، وما هم فيه صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان ذاك المجتمع فكل مجتمع مسلم نريد يكون كذلك مثل ذلك المجتمع، من أجل أن يستحقوا الرحمة من الله؛ لأن "من لا يرحم لا يُرحم"، و"لا تُنزع الرحمة إلا من شقي"، كما جاء في الحديث الصحيح: "والراحمون يرحمهم الرحمن عز وجل".
- بل في الصحيح لما دخل وفد من مضر أشبه بعراة، لا يجدون حتى ما يكسون أنفسهم، فضلًا من أن يشبعوا بطونهم، أو أن يكون لهم ديار وغير ذلك، فلما رآهم عليه الصلاة والسلام دخلوا المسجد وهم بهذه الهيئة تمعر وجهه، وارتعدت فرائصه، وأمر بلالًا أن يقيم الصلاة فصلى على عجالة، ثم قام فخطب الناس وهو صلى الله عليه وسلم مغضب، محمر الوجنتين، يرتفع صوته، ينادي في الناس: "الصدقة الصدقة، أغيثوا عباد الله، ليتصدق أحدكم من ديناره، من ماله، من طعامه، من قوته، من أي شيء"، في معناه، وإذا بهم يبادرون حتى يتهلل وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، انظروا كيف تمعر وجهه لجوعهم، وانظروا كيف تهلل وجهه، لسد حاجتهم.
- أين الشعور، أين الإحساس الذي فينا؛ لأجل الفقراء، المساكين، الضعفاء، المحتاجين، المرضى، الأرامل، الأيتام، وأي محتاج من المسلمين خاصة مع اشتداد الحاجة، والغلاء، والنكبة، والألم، والحسرة، وفي كل يوم يزداد، ولعل ما من بيت إلا وفيه من هذه المأساة.
- فأين النخوة والإحساس الذي يجب أن يُغرس في قلب كل مسلم كعبادة يتعبد بها الله عز وجل أمام يرى، ويسمع، ويُنقل إليه من مجازر عظيمة، ومحرقات، وقتل، ودمار، وقصف، وآلآم، وسحل، وسح،ق بل أصبحت الجثث في غزة العزة تأكلها الكلاب، فأين المسلمون، أين غيرتهم، أين شعورهم، أين اندفاعهم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…
- نعم لقد حرص أعداء الإسلام على إخماد جذوة الإحساس في المسلمين، وإخراج العواطف من نفوسهم بكثرة الألآم، والنكبات، والقتل، والدمار، الذي يحصل عند المسلمين، لكن المؤمن الحق لا يمكن أن يتزعزع، ولا يمكن أن يتضعضع، ولا يمكن أن يتراجع، بل كلما زادوا زاد من شعوره، وألآمه، وإحساسه بإخوانه أيًا كانوا…
- وكلما زاد إيمانه زاد إحساسه، وزادت على الآمه على مصاب المسلمين عامة، وزادت همومه حتى تُقضى هموم غيره كما كان عليه الصلاة والسلام؛ لأنها عبادة لا يجدها إلا قلة من الناس، فإذا زدادوا إيمانًا، وتعرفوا على ربهم، زاد إحساسهم، وزادت ألآمهم لأجل إخوانهم أيًا كانوا في القريب أو في البعيد.
- وما غزة عنا ببعيدة، وكل مسلم على قطر الأرض ينادي ويصرخ فإن واجب المسلم أن يحس به، وأن يتألم لألآمه، وأن يكون كأنه هو المتألم، فما من متألِم من المسلمين إلا والكل يتألَم لأجله… وإلا لنزل العذاب على ذلك الذي الذي يتساهل ويتراخى، والذي لا يعير اهتمامًا بإخوانه أبدًا، بل تراه مطنشًا لهم في أي شيء من هموم حياته، أو في شهواته، وملذاته، أو في دنياه، أو في أي أمر كان، وليس المؤمن ذلك كما تقدم في الحديث: "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع بجواره وهو يعلم": ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…
- وهؤلاء جميعًا بالنسبة للمسلمين في غزة وغيرها حقوقهم في الحقيقة أعظم من غيرهم فإذا كنا يجب علينا أن نُشبع الجار الفقير من جوع فيجب أن نحمي المسلمين؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: ﴿وَإِنِ استَنصَروكُم فِي الدّينِ فَعَلَيكُمُ النَّصرُ...﴾، فإذا كان يجب أن نسد رمق الجائع فمن باب أولى أن نغار على القتل والدمار والدماء التي تزهق منذ أكثر من سنة في غزة، وفي أي بلد من بلاد المسلمين عامة، ومن لم يكن إحساسه وألآمه ورضي بذلك بأفعاله فالعذاب عليه كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا عُملت الخطيئة في الأرض فمن رضيها كان كمن شهدها".
- ولذلك جاء في الأثر أن جبريل لما نزل على قرية من القرى، وأمره الله بأن يفعل بها الأفاعيل، ويعذبها العذاب الشديد جاء جبريل وإذا فيها رجل متعبد في صومعته، فعاد إلى ربه فقال يا ربي كيف أهلكهم وفيهم فلان ابن فلان ما عصاك قط، ولا خرج من صومعته عبادة وطاعة لوجهك الكريم، فكيف أهلكهم وأعذبهم وهذا فيهم؟ قال الله: "به فابدأ؛ لأنه لم يتمعر وجهه غضبًا لحرماتي"، وانظروا حتى أن يتمعر وجهه، حتى أن يتألم بجسده، حتى لا يرضى أي منكر يفعل على الأرض فذاك دليل إيمانه، وإنكاره، ويكفيه أن يرفع عنه العذاب بإذن الله عنه: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾.
- ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم جعل مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثلاثة فقال: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الايمان"، أن يكره، وأن لا يرتضيه أبدًا، وأن يتألم على مصاب إخوانه أيضا.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن من علامة النفاق أن يكون بليد الإحساس، أو متعاونًا مع عدو الأمة بدلًا من يكون في صف المسلمين معاونًا، ومؤازرًا، وعلى أقل أحواله متعاطفًا ولو بلسانه إن لم يستطع بفعاله ما دام وأن لا قوة ولا سلطة ولا شيء من ذلك له وإلا فهو علامة نفاق ولذلك الله سبحانه وتعالى حين ذكر المنافقين ﴿أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ نافَقوا يَقولونَ لِإِخوانِهِمُ الَّذينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ لَئِن أُخرِجتُم لَنَخرُجَنَّ مَعَكُم وَلا نُطيعُ فيكُم أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قوتِلتُم لَنَنصُرَنَّكُم وَاللَّهُ يَشهَدُ إِنَّهُم لَكاذِبونَ﴾.
- وهكذا يتحدث الله عن صفات النفاق عندما يكونون في صف أعداء الأمة بل يسارعون فيهم: ﴿فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبَنا دائِرَةٌ ....﴾ يخافون على أنفسهم، يخافون على مصالحهم، يخافون على شهواتهم، يخافون على ذواتهم، يخافون على أي شيء من دنياهم، ثم يضحون بأمتهم، ولا يحترقون عليها، ولا يهتمون بأمرها، إما لهم قدرة، أو ليس لهم قدرة، ولكنهم حتى حتى بألسنتهم لم يفعلوا لم يشاركوا الأمة همها وغمها وما نزل بها…
- وأيضًا من صفاتهم يعتذرون عند حلول الأزمات بالأمة: ﴿وَيَستَأذِنُ فَريقٌ مِنهُمُ النَّبِيَّ يَقولونَ إِنَّ بُيوتَنا عَورَةٌ وَما هِيَ بِعَورَةٍ إِن يُريدونَ إِلّا فِرارًا﴾، ﴿وَمِنهُم مَن يَقولُ ائذَن لي وَلا تَفتِنّي أَلا فِي الفِتنَةِ سَقَطوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحيطَةٌ بِالكافِرينَ﴾، قال الله لهم: ﴿إِنَّما يَستَأذِنُكَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَارتابَت قُلوبُهُم فَهُم في رَيبِهِم يَتَرَدَّدونَ وَلَو أَرادُوا الخُروجَ لَأَعَدّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعاثَهُم فَثَبَّطَهُم وَقيلَ اقعُدوا مَعَ القاعِدينَ لَو خَرَجوا فيكُم ما زادوكُم إِلّا خَبالًا وَلَأَوضَعوا خِلالَكُم يَبغونَكُمُ الفِتنَةَ وَفيكُم سَمّاعونَ لَهُم وَاللَّهُ عَليمٌ بِالظّالِمينَ﴾، ثم يشككون في شرعية جهادهم وتضحياتهم وأفعالهم: ﴿وَلِيَعلَمَ الَّذينَ نافَقوا وَقيلَ لَهُم تَعالَوا قاتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أَوِ ادفَعوا قالوا لَو نَعلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعناكُم هُم لِلكُفرِ يَومَئِذٍ أَقرَبُ مِنهُم لِلإيمانِ يَقولونَ بِأَفواهِهِم ما لَيسَ في قُلوبِهِم وَاللَّهُ أَعلَمُ بِما يَكتُمونَ﴾، ﴿وَإِنَّ مِنكُم لَمَن لَيُبَطِّئَنَّ فَإِن أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قالَ قَد أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذ لَم أَكُن مَعَهُم شَهيدًا﴾، وعند الهزيمة لو حصلت للمسلمين يقولون: ﴿الَّذينَ قالوا لِإِخوانِهِم وَقَعَدوا لَو أَطاعونا ما قُتِلوا قُل فَادرَءوا عَن أَنفُسِكُمُ المَوتَ إِن كُنتُم صادِقينَ﴾، ﴿يَقولونَ لَو كانَ لَنا مِنَ الأَمرِ شَيءٌ ما قُتِلنا هاهُنا قُل لَو كُنتُم في بُيوتِكُم لَبَرَزَ الَّذينَ كُتِبَ عَلَيهِمُ القَتلُ إِلى مَضاجِعِهِم﴾، فإذا كان النصر: ﴿الَّذينَ يَتَرَبَّصونَ بِكُم فَإِن كانَ لَكُم فَتحٌ مِنَ اللَّهِ قالوا أَلَم نَكُن مَعَكُم وَإِن كانَ لِلكافِرينَ نَصيبٌ قالوا أَلَم نَستَحوِذ عَلَيكُم وَنَمنَعكُم مِنَ المُؤمِنينَ فَاللَّهُ يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ القِيامَةِ وَلَن يَجعَلَ اللَّهُ لِلكافِرينَ عَلَى المُؤمِنينَ سَبيلًا﴾، ﴿وَلَئِن أَصابَكُم فَضلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقولَنَّ كَأَن لَم تَكُن بَينَكُم وَبَينَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيتَني كُنتُ مَعَهُم فَأَفوزَ فَوزًا عَظيمًا﴾، والصفات من هذه تطول… فقد فضحهم الله جل وعلا في كتابه…
- ثم أيضًا فإن من صفات المنافقين هؤلاء أنهم مع أعداء الأمة على الأقل في التخذيل والتحذير من المؤمنين ممن هم في صف مواجهة عدو الأمة قال الله سبحانه وتعالى في صفاتهم وفي تخذيلهم: ﴿وَقالوا لا تَنفِروا فِي الحَرِّ قُل نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَو كانوا يَفقَهونَ ﴿فَليَضحَكوا قَليلًا وَليَبكوا كَثيرًا جَزاءً بِما كانوا يَكسِبونَ﴾، يحذرونهم من أن ينفروا في الحرب وفي الجهاد، ثم التحذير من النفقة عليهم: ﴿هُمُ الَّذينَ يَقولونَ لا تُنفِقوا عَلى مَن عِندَ رَسولِ اللَّهِ حَتّى يَنفَضّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَلكِنَّ المُنافِقينَ لا يَفقَهونَ﴾ حتى يتركوهم، حتى يدعوهم، حتى يشتتوهم، حتى يقتلوهم، حتى يبيدوهم ونرتاح منهم ونضرب عصفورين بحجر، وننتهي من هؤلاء جميعًا…
- هذه من أبرز صفات النفاق في الموضوع وإن كانت طويلة، ألا فإما أن يكون المسلم في صف المؤمنين، وفي صف أولياء الله الصالحين، وفي صف الأمة بشكل عام، أو يكون في صف هؤلاء متحالفًا، متظاهرًا، متعاونًا، أو على الأقل ساكتا…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:* https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/2biqRwc7D1g?si=x1QD3L3cjFX69P7f
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ 18/جمادى الأخرة/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الملاحظ لهذا الدين أنه قد حرص كل الحرص على أن يبني هذا المجتمع المسلم أعظم بناء، وأمتن بناء، وأصلب بناء؛ حتى يواجه الحياة بما فيها، حتى يواجه هذه الدنيا بأحداثها، ومغرياتها، وكوارثها، وشهواتها، وشبهاتها، وأي صراعات تحدث فيها.
- هذا المجتمع المسلم الذي حرص الإسلام على بنائه أشد بناء، وأعظم بناء، وأمتن بناء؛ لأنه يعلم أن قوة هذا البناء المجتمعي يعني أن يكون الترابط، أن يكون التآخي، أن يكون التعاون، أن يكون التآزر، أن تكون المحبة، أن تكون المودة، أن تكون القيم والأخلاق فيما بينهم هي السائدة وهي الحاكمة، بينما تلك القيم السيئة الفرقة، والتخاصم، والنزاع، والمشاكل بعيدة عنهم كل البعد، فكلما كان المجتمع أحب وأصلح فيما بينه وبين المجتمع الآخر الذي هو فيه فإنه يصعب على العدو اختراقه، ويصعب على العدو أيًا كان ومهما بلغت قوته، ومهما بلغ جيشه، ومهما بلغ إعداده، وسلطته، فإنه لا يمكن أن يخترق هذا البناء أبدًا، بالعكس ما إذا كان هشًا في الفرقة، والخصام، والنزاع، والمشاكسات فيما بينهم يمكن لكل أحد أن يخترق بل أن يفتته تفتيتًا، وأن يزيد فيه لهبا.
- ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم﴾، التنازع، والفشل، والقيم التي تؤدي لهذا بكله بعد أن من الله عليكم بما أنتم عليه من مودة ومحبة، ومن وفاق إلاخوة التي هي أعظم وأوثق من رباط النسب: ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ...﴾،﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا...﴾، يعني إن لم تعتصموا بحبل الله تفرقتم، وتشتتم، وتنازعتم، وعدتم لما كنتم عليه في أزمانكم الغابرة أيام الجاهلية، وذهبت ريحكم بين العرب والعجم عامة، وأصبحتم شذر مذر كما هو الواقع اليوم يتحدث وينطق.
- الله سبحانه وتعالى منّ على نبيه بأعظم منّة، وأعظم كرامة، وألّف بين قلوبهم أفضل تأليف وأمتنه: ﴿وَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِهِم لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَميعًا ما أَلَّفتَ بَينَ قُلوبِهِم...﴾، هكذا الله تبارك وتعالى هو الذي يؤلف بين قلوب عباده إذا أقبلوا العباد إليه، وإذا رجعوا وأنابوا إلى جل جلاله فإن أولئك العباد قد استحقوا ما عند الله من نعمة وكرامة، وما من نعمة أعظم من نعمة التقارب، والتآخي، والتعاون، والتآزر، وأن يكونوا كما كان مجتمع الصحابة الذي حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون أولى أعماله المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ لأنه يعلم صلى الله عليه وسلم على أن قوة المجتمع في مؤاخاته، في تآزره، في تعامله، في محبته، في أي شيء يحدث عليه كأنما يحدث كأنما يحدث على أخيه، وأي شيء يحدث على أخيه كأنه يحدث عليه: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
- لا يمكن لطرف من الجسد أن يتألم ولا يتألم كل الجسد معه، فلابد فطرة أن يكون ذلك، ولن يتبرأ عضو من بقية الأعضاء، فالشرع يريد من المجتمع المسلم أن يكون بهذه الدرجة، وهذه الحاسية، وهذا الشعور الذي لا بد أن يوجد، والشعور والإحساس موجود في الجميع، لكن إما أن يغرسه بخير فيوجه نحو الخير، أو أن يغرسه بشر فإلى اليمين وإلى الشمال يتجه…
- المؤمن الحق هو الذي كالبنيان لأخيه المسلم، يشد بعضه بعضًا، وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه، ولحرصه صلى الله عليه وسلم على المجتمع المسلم أن يكون لحمة واحدة جعل التكاتف والتعاون فيما بينهم كأنه جهاد في سبيل الله؛ ففي البخاري ومسلم: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله"، وتأمل لا حتى يدفع بماله لهذه الأرملة، أو لهذا المسكين، أو لهذا الفقير، أو لهذا المنكوب، أو لهذا اليتيم، أو لهذا الضعيف، أو لهذا المريض، لا بماله، بل ولو أن يسعى عند غيره ليسد رمقه فذاك مجاهد في سبيل الله.
- بل قال صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم ومن يكفل هذا اليتيم الضعيف يكون بدرجة واحدة في الجنة بمقام النبوة؛ لأنه حرص على لحمة المجتمع، وحرص على تآخي المجتمع، والتكاتف الذي يجب أن يسود في المجتمع: ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ ....﴾، فلا يحصل شيء على أخيه إلا وهو واقف في صفه، وإلا نقص من الإيمان في قلبه بقدر نقص ذلك منه بعدم تآزره، وتآخيه، وتعاونه، وإحساسه بالمسلم أيًا كان المسلم وفي أي مكان وبلد كان.
- ولذا قال عليه الصلاة والسلام: "ما آمن بي"، نفي للإيمان: "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع بجواره وهو يعلم"، فليس مؤمنًا برسول الله صلى الله عليه وسلم ما دام وأنه يبيت في شبع، بينما الآخر يجوع، بينما الآخر يحزن، بينما الآخر يتألم، بينما الآخر يعاني، بينما الآخر يمرض، بينما الآخر يُدمّر، يُذبح، يُسجن، يُعذّب، يُفعل به الأفاعيل، فليس بمؤمن ذلك أبدًا، بل في الحديث الصحيح الآخر "أيما أهل عرصة باتوا وفيهم أمرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم" الله بريء منه ورسوله صلى الله عليه وسلم كذلك ﴿أَنَّ اللَّهَ بَريءٌ مِنَ المُشرِكينَ وَرَسولُهُ...﴾ لا يتبرئ الله إلا من أمر عظيم ومن الشرك فكيف أن يكون هذا? لأن المسلم لم يهتم ولم يستيقظ ليدفع جوعا عن أخيه.
- ولذلك فقد جعل صلى الله عليه وسلم أحب الأعمال إلى الله سرور يدخله المسلم على أخيه المسلم: "أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينًا، أو يطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد (يعني المسجد النبوي)، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام"، هكذا جاء في الحديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم فيتحدث عن خدمة الأخ لأخيه بمجرد أن يتعاون معه فيتعبد الله بخدمة أخيه، ولذا الأنبياء والرسل لم يُبعثوا عبادًا في صوامعهم، بل بُعثوا للناس عامة لمجتمعاتهم، فيجوع مع الناس، ويشبع مع الناس، ويقاتل مع الناس، ويسهر مع الناس، ويأكل كما يأكل الناس، ويشرب كما يشرب الناس.
- ولهذا لما جيء للنبي صلى الله عليه وسلم مرة بماء في شن بارد حلو رده النبي عليه الصلاة والسلام وكان في يوم عرفة، فقال: "أسقني مما يسقى الناس"، قاله صلى الله عليه وسلم للعباس، ولقد اشتُهرت قصته عليه الصلاة والسلام، ونحفظها جميعًا أنه كان يربط حجرين في يوم الخندق إذا الصحابة ربطوا من الجوع حجرًا واحدًا، فمن شدة الجوع الذي نزل به صلى الله عليه وسلم كشف عن بطنه وإذا هو صلى الله عليه وسلم قد ربط أكثر مما ربطوا، وجاع أكثر مما جاعوا، وإن كان من أحد حصل على شيء فإنه صلى الله عليه وسلم لم يحصل على شيء، وكان يمكث الليالي والأيام بل الأشهر كما قالت عائشة في المتفق عليه: "إنها لتمر ثلاثة أهلة لا يوقد في بيت رسول الله صلى الله وسلم نار"، بل في البخاري مات رسول الله ولم يشبع من خبز الشعير حتى من خبز الشعير الذي الآن تعافه حتى الحيوانات، ولا يأكله البشر إلا عند الضرورات، ومع ذلك فورسول الله مات ولم يشبع منه…
- انظروا إليه صلى الله عليه وسلم كيف كان القدوة والأسوة للناس جميعًا يساوي نفسه بهم، ويتلمس حوائجهم، ويشاركهم الهموم والغموم والأحزان، والأفراح، والأتراح، وما هم فيه صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان ذاك المجتمع فكل مجتمع مسلم نريد يكون كذلك مثل ذلك المجتمع، من أجل أن يستحقوا الرحمة من الله؛ لأن "من لا يرحم لا يُرحم"، و"لا تُنزع الرحمة إلا من شقي"، كما جاء في الحديث الصحيح: "والراحمون يرحمهم الرحمن عز وجل".
- بل في الصحيح لما دخل وفد من مضر أشبه بعراة، لا يجدون حتى ما يكسون أنفسهم، فضلًا من أن يشبعوا بطونهم، أو أن يكون لهم ديار وغير ذلك، فلما رآهم عليه الصلاة والسلام دخلوا المسجد وهم بهذه الهيئة تمعر وجهه، وارتعدت فرائصه، وأمر بلالًا أن يقيم الصلاة فصلى على عجالة، ثم قام فخطب الناس وهو صلى الله عليه وسلم مغضب، محمر الوجنتين، يرتفع صوته، ينادي في الناس: "الصدقة الصدقة، أغيثوا عباد الله، ليتصدق أحدكم من ديناره، من ماله، من طعامه، من قوته، من أي شيء"، في معناه، وإذا بهم يبادرون حتى يتهلل وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، انظروا كيف تمعر وجهه لجوعهم، وانظروا كيف تهلل وجهه، لسد حاجتهم.
- أين الشعور، أين الإحساس الذي فينا؛ لأجل الفقراء، المساكين، الضعفاء، المحتاجين، المرضى، الأرامل، الأيتام، وأي محتاج من المسلمين خاصة مع اشتداد الحاجة، والغلاء، والنكبة، والألم، والحسرة، وفي كل يوم يزداد، ولعل ما من بيت إلا وفيه من هذه المأساة.
- فأين النخوة والإحساس الذي يجب أن يُغرس في قلب كل مسلم كعبادة يتعبد بها الله عز وجل أمام يرى، ويسمع، ويُنقل إليه من مجازر عظيمة، ومحرقات، وقتل، ودمار، وقصف، وآلآم، وسحل، وسح،ق بل أصبحت الجثث في غزة العزة تأكلها الكلاب، فأين المسلمون، أين غيرتهم، أين شعورهم، أين اندفاعهم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…
- نعم لقد حرص أعداء الإسلام على إخماد جذوة الإحساس في المسلمين، وإخراج العواطف من نفوسهم بكثرة الألآم، والنكبات، والقتل، والدمار، الذي يحصل عند المسلمين، لكن المؤمن الحق لا يمكن أن يتزعزع، ولا يمكن أن يتضعضع، ولا يمكن أن يتراجع، بل كلما زادوا زاد من شعوره، وألآمه، وإحساسه بإخوانه أيًا كانوا…
- وكلما زاد إيمانه زاد إحساسه، وزادت على الآمه على مصاب المسلمين عامة، وزادت همومه حتى تُقضى هموم غيره كما كان عليه الصلاة والسلام؛ لأنها عبادة لا يجدها إلا قلة من الناس، فإذا زدادوا إيمانًا، وتعرفوا على ربهم، زاد إحساسهم، وزادت ألآمهم لأجل إخوانهم أيًا كانوا في القريب أو في البعيد.
- وما غزة عنا ببعيدة، وكل مسلم على قطر الأرض ينادي ويصرخ فإن واجب المسلم أن يحس به، وأن يتألم لألآمه، وأن يكون كأنه هو المتألم، فما من متألِم من المسلمين إلا والكل يتألَم لأجله… وإلا لنزل العذاب على ذلك الذي الذي يتساهل ويتراخى، والذي لا يعير اهتمامًا بإخوانه أبدًا، بل تراه مطنشًا لهم في أي شيء من هموم حياته، أو في شهواته، وملذاته، أو في دنياه، أو في أي أمر كان، وليس المؤمن ذلك كما تقدم في الحديث: "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع بجواره وهو يعلم": ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…
- وهؤلاء جميعًا بالنسبة للمسلمين في غزة وغيرها حقوقهم في الحقيقة أعظم من غيرهم فإذا كنا يجب علينا أن نُشبع الجار الفقير من جوع فيجب أن نحمي المسلمين؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: ﴿وَإِنِ استَنصَروكُم فِي الدّينِ فَعَلَيكُمُ النَّصرُ...﴾، فإذا كان يجب أن نسد رمق الجائع فمن باب أولى أن نغار على القتل والدمار والدماء التي تزهق منذ أكثر من سنة في غزة، وفي أي بلد من بلاد المسلمين عامة، ومن لم يكن إحساسه وألآمه ورضي بذلك بأفعاله فالعذاب عليه كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا عُملت الخطيئة في الأرض فمن رضيها كان كمن شهدها".
- ولذلك جاء في الأثر أن جبريل لما نزل على قرية من القرى، وأمره الله بأن يفعل بها الأفاعيل، ويعذبها العذاب الشديد جاء جبريل وإذا فيها رجل متعبد في صومعته، فعاد إلى ربه فقال يا ربي كيف أهلكهم وفيهم فلان ابن فلان ما عصاك قط، ولا خرج من صومعته عبادة وطاعة لوجهك الكريم، فكيف أهلكهم وأعذبهم وهذا فيهم؟ قال الله: "به فابدأ؛ لأنه لم يتمعر وجهه غضبًا لحرماتي"، وانظروا حتى أن يتمعر وجهه، حتى أن يتألم بجسده، حتى لا يرضى أي منكر يفعل على الأرض فذاك دليل إيمانه، وإنكاره، ويكفيه أن يرفع عنه العذاب بإذن الله عنه: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾.
- ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم جعل مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثلاثة فقال: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الايمان"، أن يكره، وأن لا يرتضيه أبدًا، وأن يتألم على مصاب إخوانه أيضا.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن من علامة النفاق أن يكون بليد الإحساس، أو متعاونًا مع عدو الأمة بدلًا من يكون في صف المسلمين معاونًا، ومؤازرًا، وعلى أقل أحواله متعاطفًا ولو بلسانه إن لم يستطع بفعاله ما دام وأن لا قوة ولا سلطة ولا شيء من ذلك له وإلا فهو علامة نفاق ولذلك الله سبحانه وتعالى حين ذكر المنافقين ﴿أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ نافَقوا يَقولونَ لِإِخوانِهِمُ الَّذينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ لَئِن أُخرِجتُم لَنَخرُجَنَّ مَعَكُم وَلا نُطيعُ فيكُم أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قوتِلتُم لَنَنصُرَنَّكُم وَاللَّهُ يَشهَدُ إِنَّهُم لَكاذِبونَ﴾.
- وهكذا يتحدث الله عن صفات النفاق عندما يكونون في صف أعداء الأمة بل يسارعون فيهم: ﴿فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبَنا دائِرَةٌ ....﴾ يخافون على أنفسهم، يخافون على مصالحهم، يخافون على شهواتهم، يخافون على ذواتهم، يخافون على أي شيء من دنياهم، ثم يضحون بأمتهم، ولا يحترقون عليها، ولا يهتمون بأمرها، إما لهم قدرة، أو ليس لهم قدرة، ولكنهم حتى حتى بألسنتهم لم يفعلوا لم يشاركوا الأمة همها وغمها وما نزل بها…
- وأيضًا من صفاتهم يعتذرون عند حلول الأزمات بالأمة: ﴿وَيَستَأذِنُ فَريقٌ مِنهُمُ النَّبِيَّ يَقولونَ إِنَّ بُيوتَنا عَورَةٌ وَما هِيَ بِعَورَةٍ إِن يُريدونَ إِلّا فِرارًا﴾، ﴿وَمِنهُم مَن يَقولُ ائذَن لي وَلا تَفتِنّي أَلا فِي الفِتنَةِ سَقَطوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحيطَةٌ بِالكافِرينَ﴾، قال الله لهم: ﴿إِنَّما يَستَأذِنُكَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَارتابَت قُلوبُهُم فَهُم في رَيبِهِم يَتَرَدَّدونَ وَلَو أَرادُوا الخُروجَ لَأَعَدّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعاثَهُم فَثَبَّطَهُم وَقيلَ اقعُدوا مَعَ القاعِدينَ لَو خَرَجوا فيكُم ما زادوكُم إِلّا خَبالًا وَلَأَوضَعوا خِلالَكُم يَبغونَكُمُ الفِتنَةَ وَفيكُم سَمّاعونَ لَهُم وَاللَّهُ عَليمٌ بِالظّالِمينَ﴾، ثم يشككون في شرعية جهادهم وتضحياتهم وأفعالهم: ﴿وَلِيَعلَمَ الَّذينَ نافَقوا وَقيلَ لَهُم تَعالَوا قاتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أَوِ ادفَعوا قالوا لَو نَعلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعناكُم هُم لِلكُفرِ يَومَئِذٍ أَقرَبُ مِنهُم لِلإيمانِ يَقولونَ بِأَفواهِهِم ما لَيسَ في قُلوبِهِم وَاللَّهُ أَعلَمُ بِما يَكتُمونَ﴾، ﴿وَإِنَّ مِنكُم لَمَن لَيُبَطِّئَنَّ فَإِن أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قالَ قَد أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذ لَم أَكُن مَعَهُم شَهيدًا﴾، وعند الهزيمة لو حصلت للمسلمين يقولون: ﴿الَّذينَ قالوا لِإِخوانِهِم وَقَعَدوا لَو أَطاعونا ما قُتِلوا قُل فَادرَءوا عَن أَنفُسِكُمُ المَوتَ إِن كُنتُم صادِقينَ﴾، ﴿يَقولونَ لَو كانَ لَنا مِنَ الأَمرِ شَيءٌ ما قُتِلنا هاهُنا قُل لَو كُنتُم في بُيوتِكُم لَبَرَزَ الَّذينَ كُتِبَ عَلَيهِمُ القَتلُ إِلى مَضاجِعِهِم﴾، فإذا كان النصر: ﴿الَّذينَ يَتَرَبَّصونَ بِكُم فَإِن كانَ لَكُم فَتحٌ مِنَ اللَّهِ قالوا أَلَم نَكُن مَعَكُم وَإِن كانَ لِلكافِرينَ نَصيبٌ قالوا أَلَم نَستَحوِذ عَلَيكُم وَنَمنَعكُم مِنَ المُؤمِنينَ فَاللَّهُ يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ القِيامَةِ وَلَن يَجعَلَ اللَّهُ لِلكافِرينَ عَلَى المُؤمِنينَ سَبيلًا﴾، ﴿وَلَئِن أَصابَكُم فَضلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقولَنَّ كَأَن لَم تَكُن بَينَكُم وَبَينَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيتَني كُنتُ مَعَهُم فَأَفوزَ فَوزًا عَظيمًا﴾، والصفات من هذه تطول… فقد فضحهم الله جل وعلا في كتابه…
- ثم أيضًا فإن من صفات المنافقين هؤلاء أنهم مع أعداء الأمة على الأقل في التخذيل والتحذير من المؤمنين ممن هم في صف مواجهة عدو الأمة قال الله سبحانه وتعالى في صفاتهم وفي تخذيلهم: ﴿وَقالوا لا تَنفِروا فِي الحَرِّ قُل نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَو كانوا يَفقَهونَ ﴿فَليَضحَكوا قَليلًا وَليَبكوا كَثيرًا جَزاءً بِما كانوا يَكسِبونَ﴾، يحذرونهم من أن ينفروا في الحرب وفي الجهاد، ثم التحذير من النفقة عليهم: ﴿هُمُ الَّذينَ يَقولونَ لا تُنفِقوا عَلى مَن عِندَ رَسولِ اللَّهِ حَتّى يَنفَضّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَلكِنَّ المُنافِقينَ لا يَفقَهونَ﴾ حتى يتركوهم، حتى يدعوهم، حتى يشتتوهم، حتى يقتلوهم، حتى يبيدوهم ونرتاح منهم ونضرب عصفورين بحجر، وننتهي من هؤلاء جميعًا…
- هذه من أبرز صفات النفاق في الموضوع وإن كانت طويلة، ألا فإما أن يكون المسلم في صف المؤمنين، وفي صف أولياء الله الصالحين، وفي صف الأمة بشكل عام، أو يكون في صف هؤلاء متحالفًا، متظاهرًا، متعاونًا، أو على الأقل ساكتا…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:* https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A