بنود.المؤامرة.على.قدوات.الأمة.cc. #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي ...
منذ 2025-05-19
بنود.المؤامرة.على.قدوات.الأمة.cc.
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/dsKwyVV84zQ?si=-u55GWp9ehBLJHGC
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير
اليوم: 1 / شعبان / 1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن من الفطرة التي جُبل الناس عليها، والسجية التي لا بد منها، على أن الإنسان يتأثر بالآخر ويقتدي به، ويسعى لمحاكاته واقتفاء أثره. فترى مثلاً الصغير يقلد الكبير، والمحب يقلد الحبيب، والفقير يقلد الغني، والضعيف يقلد القوي، وهكذا بسلسلة طويلة من الحياة، لأن الناس جبن على تقليد بعضهم، وعلى محاكاة الآخر منهم، فهم يتّأثرون ويؤثّرون، يأخذون ويعطون، يقلِدون ويقلَّدون، فالإنسان بطبيعته كما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم يولد على الفطرة، نعم يولد على الفطرة صفحة بيضاء، أكتب فيها ما شئت، أكتب الجميل والقبيح، الحسن والسيئ، ولخير والشر، فهو قابل لذلك وكل شيء، ثم تكون النتيجة في حياته أيضا على ما زرعت فيه في الصغر تحصد ثمرته" كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه".
- لكن الإنسان ذلك الذي يقتدي، ويتأثر، ويحاكي الآخرين، هو بين خيارين، إما أن يحاكي آخر في سلوكه الحسنة، أو في سلوكه السيئة، في أعماله الطيبة، أو في أعماله القبيحة، في الفاظه وأقواله، وحركاته وسكناته الحسنة، أو بالعكس من ذلك تمامًا: ﴿فَريقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَريقٌ فِي السَّعيرِ﴾ هكذا الحياة، ثم يكون كذلك ما بعدها؛ فالنتيجة مباشرة من الحياة إلى الآخرة، وأعماله تحصى، ثم يجازى بها الإنسان، فالإنسان بطبيعته إما يميل إلى هذا، وإما يميل إلى ذلك، قال الله: ﴿أُولئِكَ الَّذينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقتَدِه...﴾ هذا طريق اسمه طريق الخير، طريق الهدى والصلاح، ﴿لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ ...﴾، وأيضًا ﴿لَقَد كانَ لَكُم فيهِم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ...﴾. وبالعكس من ذلك أيضًا في الجانب المقابل هنا طريق الخسارة، طريق الغواية، أو فريق النار لا الجنة: ﴿وَجَعَلناهُم أَئِمَّةً يَدعونَ إِلَى النّارِ ...﴾.
- إنهم دعاة على أبواب جهنم، يدعون الناس إليها، ويقذفونهم فيها طوعا وكرها، مرة بلهو، ومرة بعبث، ومرة بضحك، ومرة بمال، ومرة بمنصب، ومرة بفكر قبيح، ومرة بهذا وذاك، تتنوع الأساليب، والوسائل، خاصة أمام النار التي حُفت بالشهوات فيتقاذف الناس في هذه الشهوات: { إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، أو أن يكونوا في جنة عرضها السماوات والأرض، ولكن الثمن غال ونفيس؛ إذ يصل لمحاربة الهواء، ومحاربة النفس الأمارة بالسوء، ومحاربة الميلان إلى الطرف الآخر الذي فيه الهوى والشهوة والرغبة، ومتاع الحياة الفانية، والمتع الزائلة، وما تشتهيه النفس الأمارة، وهي (الجنة) حُفت بالمكاره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "حُفت الجنة بالمكاره، وحُفت النار بالشهوات" .
- فالمسلم والإنسان عمومًا بين خيارين في أمر ما أتحدث عنه التي هي القدوة في هذه الخطبة الإسعافية، وفي الأزمة الطاحنة التي تعيشها الأمة اليوم، والتي لا شك ولا ريب أُصبنا بها، وانغمسنا فيها، وصرنا في وسطها لا ندري إلى أين نتجه، ومن نقلد، وعلى من نتعرف، بل قد تجد إنسانًا عندما تحدثه عن الدليل من القرآن والسنة، ومن أقوال علماء الأمة يحتج لك وبكل سهولة: يا أخي كل الناس يفعلونه، خلينا نضرب مثلًا مثلا واعتذر عنه، حلق اللحية، لو قلت له النبي صلى الله عليه وسلم يقول كذا، والقرآن يقول كذا، يقول الناس كل الناس يحلقون لحاهم يا أخي هل كلهم يدخلون النار، وانظر كيف يتهمك أنك حكمت عليه بالنار بالرغم لم تقل لكن يعظم نهيك، وكذلك مثله الدخان ، الرشوة....فأصبح ذلك المسلم في فوضى؛ إذ أن القدوة التي أمامه، والتي ترتسم في ذهنه هي قدوة ساقطة مليئة بالسيئ، ومخالفة الشرع فيريد أن يكون الشرع معهم، ويلاحق هواهم، إلى أين يتجه وكيف يتخارج.
- ما الذي أوصلنا إلى ذلك، وكيف وصلنا أقول: إن الغرب لما علم على أن الإسلام بقدراته العملية الكثيرة عبر التاريخ، وأهمية هذه القدوة وحساسيتها جدًا فعمدوا إلى هذه القدوات الإسلامية فأسقطوها بمنهج وخطة كبيرة عريضة، أحدثكم عن خطة نشرت في العام 2005 م لمؤسسة راند، مركز التخطيط الاستراتيجي الأمريكي، صانعة القرار في هذا الجانب الأول والوحيد في أمريكا، والتي تسعى إلى أمركة العالم بكله إنها هذه المؤسسة التي لا سياسة تمضي إلا عبرها، وبعد دراسات مؤصلة من علمائها، فنشرت هذه المؤسسة في صفحات طويلة في العام 2005م الخطة القادمة لأمريكا حتى تحكم العالم وتسيطر عليه بثقافتها، وبمالها، وبقوتها، وبغطرستها، وحتى بقتلها ودمارها وبطشها ونهبها...
- فهذا التقرير لمؤسسة راند يقول: يجب على الإدارة الأمريكية أن تركز على إفساح المجال، نعم افساح المجال لما سمته الإسلام الديمقراطي المدني، يعني (الإسلام الأمريكي)، نعم الإسلام الديمقراطي المدني، ومحاربة المتطرفين وإقصائهم، جاء في تعريف المتطرفين على أنهم كل من يطالب بحكم الشريعة، حتى ولو كان مسلمًا لا يصلي فهو متطرف، وبالتالي يحاربون ويقصون بأنواع من الإقصاءات، وافساح المجال لغيرهم، للذين يدعون لمحاربة الأفكار القديمة والعادات البائدة، مثل الحجاب، وإلى آخره من الأشياء والموروثات القديمة للناس، يعني الإسلام... ويثورون عليها، ويخالفونها....
- ما هو العمل لذلك؟ هو الإعلام، هو التركيز على الإعلام، والتركيز على منهج الدراسة للنشء للصغار منهج المدارس والجامعات والكليات..، الإعلام، أتحدث عنه بداية الإعلام الذي يصنع هالة كبرى لساقطين وساقطات، وسفهاء وسفيهات، وفساق وفاسقات... وما يستحى من ذكره في هذا المنبر.
- الإعلام يكوّن هؤلاء ليكونوا قدوة للناس بملايين مملينة من المتابعين والمعجبين يجلبون إليها هؤلاء، لا نسميهم بالقطيع، لكن يجلبون هؤلاء بأشياء من تفاهات، ومما سبق من نار حفت بالشهوات، ثم ماذا؟ ثم يكون زرع الأفكار العفنة، ولا ينشرونها إلا بعد جماهير غفيرة تتوارد عليهم، وأحيانًا يفتضحون في موقف ما على الأمة، في حدث ما نزل على الأمة، وإذا بهم يُعرفون ولا يُخفون، لكن لا يدري المتابع ماذا يفعل، لفخته تغريده، أو مقاله، أو منشور، ولا يستطيع الخروج من هذا القيد والشبهة والمصيبة والكارثة يبقى في حياته مسيطرًا عليه، ومترددًا متذبذبًا لا هو بالمسلم الكامل، ولا المتشكك الكامل...
- فمثلًا يأتي إنسان مفسبك أو في مكان ما من وسائل التواصل أو الحقيقة ويقول شبهة ضد الإسلام، أو ينشر مقالة ما فيها السم القاتل فيصاب بها المؤمن وإذا هو في مقتل وتغير حاله ووضعه ، وتغير يقينه وانقلب من يقين جازم إلى شك متردد لا يبوح به لمن أمره الله بسؤالهم: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، ولا يدع مكان الشر الذي وصلت منه هذه الشبهة القذرة: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}...
- وهنا مشكلة للأسف يريدون أنهم يحكمون على الإسلام ويفهمون الإسلام على أنه إسلام هذا الجيل الذي جاء متأخًرا، لا أن يرجعوا الإسلام إلى أصل التشريع، وفي وقت التشريع الذي كان أنموذجًا يصلح للاقتداء أعني جيل الصحابة ومن بعدهم، أما بالنسبة للمسلمين اليوم والمجتمع المسلم عامة فلا يصلح للقدوة، ولا لضرب نماذج حتى يقال هذا هو الإسلام، انظروا للإسلام هذا هو تفجيرات، وهذه الحضارة المنعدمة، الفقر، والدمار، والضعف في كل شيء...
- هذه هي وسيلة الإعلام من خطة مؤسسة راند، ثم كذلك التركيز على المناهج الدراسية بأن تركّز المناهج الدراسية على التاريخ القديم وما قبل الإسلام خصوصًا كدولة قتبان ومعين وسبأ... والآشورية والكنعانيين والفراعنة، وقل ما شئت، وهكذا الحديث عنهم، بينما يتجاهل التاريخ الإسلامي تمام التجاهل، وإن تم الحديث عنه فعلى استحياء معارك النبي صلى الله عليه وسلم مع تكرار ممل في تاسع وثالث ثانوي...
- لا ذكر للتاريخ الإسلامي بل يطعن في التاريخ الإسلامي، ويشوه التاريخ الإسلامي فالخلافة الأموية العباسية مثلا العثمانية، التي نالت أكبر قدر ونصيب من الحرب الشعواء على أنها احتلال ودمار، ووقعت حروب طاحنة ضدها في كل دولة وصلت إليها، إلا ما ندر، إذا بها مشوهة ساقطة في مناهج أجيالنا...
- وأيضًا التجاهل التام للتاريخ الإسلامي عامة الأموي والعباسي والزنكي، وأين دولة المرابطين، والأيوبي، والمماليك، ثم ليست الدول والمماليك هذا التجاهل وفقط بل والقادة الإسلاميين، بينما التركيز على القادة، الثوار، ثوار ماذا علينا، كنابليون، لكن هل نعرف عبد الرحمن الداخل لا، هل نعرف قتيبة بن مسلم، محمد الفاتح، سليمان القانوني، محمد بن مسلم، يوسف بن تاشفين، أحمد بن ياسين، قطز، بيبرس... وإن كان بعض الأسماء فعبر الأفلام والمسلسلات...
- واهتمام المناهج أصبح بماذا ويدرسون ماذا… المدرسة الكلاسيكية، والمدرسة التقليدية، وشكسبير، وكأن الأدب والعلم والبطولات والنضال والثورة والحرية ليست إلا حصرًا فيهم وتناسوا كل تاريخنا وحضارتنا وأمجادنا وكل شيء لنا وكأن المنهج لم تضعه أياد من بلداننا بل من غيرنا لكن وفق خطة مرسومة سلفا…
- حتى من الغربيين الجدد أصبحت شعارات الناس فيهم ولهم، وأصبحوا رموزا للثورة والحرية ك جيفار، ومانديلا، وغاندي وامثال هؤلاء، مع أن هناك من هو أعظم وأكبر وأجل منهم من عظماء المسلمين في دفعه الظلم الذي عليه وعلى بلده، وعدم رضاه به لو أدى لقتل نفسه وأهله.. سواء كان هذا النضال في أفريقيا، أو كان في آسيا أو أوروبا، أو كان في أي مكان، لكن يتجاهل هؤلاء تماما، وسواء كانت دول وخلافات ومماليك، أو كان قادة، أو كان ما كان، هؤلاء يتجاهلون تماما، لا في المدارس فحسب، لا بل في الكليات العسكرية والمدنية والجامعات الحكومية والأهلية، والى آخره من كارثة ومسخ لأجيالنا بمنهج يمسخ الفطرة ولا ينهض بها.
- حتى نهضة المسلمين في العصور النهضة الكبرى، والتي تعد لها الفضل الأعظم لأوروبا، هذه بكلها لم نعرف عنها إلا ما ندر، لا عنا أشهرناهم بل هم لحاجتهم إليهم كـ ابن سينا وابن رشد وابن الهيثم والخوارزمي، لأنهم استفادوا من هؤلاء، فهم في حنبة وورطة؛ لأن الأسماء ليست مناسبة ولا تستقيم تتغير بالإنجليزية…
- إذن هذه هي الكارثة التي تكون والمأساة التي أصبحنا نعشعش فيها صباح مساء، وأصبح القدوات التي نقتدي بها يتجاهلون تمامًا، بل يحاربون سرًا وعلنًا، وجهارًا نهارًا…
- ولإقصاء القدوات الأحياء كالعلماء والدعاة والمصلحين وعموم أهل الخير والصلاح وكل من فيه أمل لاستعادة أمجاد الأمة ونهضتها عمومًا وهم من تسميهم مؤسسة راند لسان حال الإسلام الأمريكي الجديد بالمتطرفين… هؤلاء يبعدون تمامًا إما بإبعادهم عن الواقع الإعلامي، والقرار السياسي، والاقتصادي، وأي شيء لا يشاركون فيه، ولا يدعون إليه، ولا إلى فتوى يحتاج لهم فيها، ولا إلى مؤتمرات، ولا إلى رأي، ولا إلى سياسة، ولا إلى صنع قرار، ولا عن استشارة، ولا أي شيء من ذلك، وإن كانت بشيء فهي جهود ذاتية لأشخاص من علماء معهم ما معهم من وسائل بسيطة، إذا لم يكن العكس من ذلك وهي المطاردة والسجون والقتل والتشريد … والاتهام والتخوين والملاحقة… إلى آخره.
- وأخيرًا أتحدث عن العنصر الثالث من أهداف خطة مؤسسة راند ألا وهو محاربة التعليم.. وهذه هي ثلاث مقومات لإنهاء أي أمة، ثانيا محاربة التعليم، تجهيل التعليم، منهج غث ليس فيه شيء وعظيم فائدة لا يسمن ولا يغني من جوع، أو لا رواتب لموظفين، وإن وجدت في مدرسين فهي أقل القليل، قد يستلم هذا وذاك أكثر منهم بكثير، أو بعدم التوظيف أبدًا بتوقيف الوظائف تماما، أو لا بنية تحتية مشجعة، ولا دفع بأبناء وبنات، وكذلك عدم دعم البحث العلمي الذي يساوي ما تنفقه إسرائيل (الصهيونية) للبحث العلمي ما يعادل ما تنفقه الدول العربية مجتمعة وأكثر وهذا للبحث، سواء كان البحث العلمي المدني والعسكري أو التكنولوجيا أو أي شيء لا يعادل شيئا للعرب مجتمعين.
- فهي محاربة لكل شيء يخص التعليم، وتهميش له، فما الذي يدفع الطالب ليدخل الجامعة ويدخل المدرسة، ثم ماذا بعد الثانوية يغادر ويصبح غريبا في الغربة، أو أن يكون لا شيء لا يحصل على وظيفة أو يكون أكثر من 97% من التخصصات العلمية كمهندس ويذهب في إدارة ، طبيب، ويذهب في الدار، وهنا وهناك، أو مندوب، أو في أقل الأحوال، لا شيء له، ينسى المعلومات، ويتناسى هذا بكله، تجهيل ومحاربة للتعليم، تمام المحاربة، وإقصاء له، ولا بنية تحتية مساعدة، ولا أي شيء.
الحديث طويل، ولا أطيل
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... وبعد : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…:
- الحديث عن هذا مأساة، ومؤرق، ومصيبة أن نجد في هذا التذكر للأسف الشديد كوارث ولا زالت مستمرة، ولا شيء يقف عند حدها، بل بالعكس تشجع بكل ما تعنيه الكلمة من تشجيع…
- وبالتالي على ماذا ينشأ الفتيان منا… على إعلام ساقط، وعلى صور فنانين، ورياضين، وعلى صور الكاسيات العاريات، الصايعات الضائعات، وعلى قدوات عبثية ساقطة، لا تصلح أبدًا حتى للنظر إليها، فضلاً عن الاقتداء بها…!.
- بينما تجد من يصلح للقدوة مهمش محارب… بينما هذا الذي لا يستحق النظر إليه لو ألقى كلمة أو تصريحا أو حضر حفلا… تجد المايكات بجواره بالعشرات، والقنوات، والفضائيات، والتصاريح، والجوائز، مثلا الرياضة الفريق الوطني للناشئين حين فاز انكتب عليه الجوائز من كل مكان حتى التجار من ثلاجات، وغسالات، وملايين، لأنه فاز… بينما هناك من حفظ القرآن، هناك من تخرج ونال أعظم الأوسمة، هناك من درس، هناك من شرف اليمن والأمة، هناك الأذكياء النوابغ… لا أحد يذكرهم…
- هذه الكوارث والعبث الذي نراه في واقعنا، متى ينتهي؟ متى ينتهي؟، وأقول سينتهي حين نصحو، إذا صحصحنا من النوم، والنعسة الكبرى التي فينا، والتي طال جدا ، والناس في نومة طويله، وإلى متى؟ ماذا ننتظر؟…
- ووالله، وبالله، وتالله، لو كان أولياء الله جميعا في اليمن جميعا أو في الأمة يجتمعون فيدعون الله 100 سنة، والأمة لا زالت على ما هي عليه، لن يتغير أي شيء، لن يتغير أي شيء، لماذا لأنه كثر الفساد، وقل الصلاح…
فلابد من تحرك الجميع، وكل واحد عليه مسؤلية ويجب أن يقوم بدوره لننهض جميعا… ولابد من نهضة، ولا بد من الجميع، لا بد من بذل سبب… ماذا قال عمر لما رأى تلك العجوز والناس وإبلهم في مرض قاتل، أيها الناس ما الذي تفعلونه لها؟ فقالوا دعاء هذه العجوز، قال اجعلوا معه القطران، والنبي قال للرجل: "اعقلها وتوكل"… ادع، اعمل، وانطلق، وسيكون النصر، أما أن لا تتحرك ثم تريد الشيء يتحرك إليك فهذا خارج عن العقل.
- فنحتاج إلى نهضة حقيقية من أنفسنا لنتحقق بالآية الكريمة التي وعدنا بها ربنا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...﴾ فإذا غيرنا الواقع الذي نحن فيه، وغير كل واحد منا نفسه بدأت النهضة..
- ولا بد أن يكون قدوة لأبنائه ومن حوله فالأب يريد أن يمنع ولده من التدخين، وإذا هو يدخن، أو أن يدفعه للمسجد وإذا به لا يصلي، يريد أن ينهاه عن خلق سيء وإذا هو فيه صباح مساء مساء، والمعلم يعلم الولد والأولاد الصغار الأخلاق الطيبة، وإذا ألفاظه وأخلاقه سيئة كل هذا غير صحيح بل نكون نحن قدوة لغيرنا وسيفعلون كفعلنا حتى دون نكلمهم أصلا…
- وإنما يقتدي الصغار والناس بالأفعال لا بالأقوال، حتى النبي صلى الله عليه وسلم انظروا إلى نموذج واحد في البخاري ومسلم، لما أمر الصحابة في صلح الحديبية أن ينحروا، وأن يحلقوا، بعد أن ذهبوا على أساس أن يعتمروا وهو وعد الله لهم، قال أيها الناس أحلقوا، ونحروا ونعود إلى المدينة رفضوا وهم الصحابة فدخل إلي أم سلمة مغضبا حزينا، مالي أؤمرولا أطاع، فقالت يا رسول الله، لا تكلم أحدا منهم ، اخرج أنت وانحر ناقتك ، وادع الحلاق ليحلق شعرك ، قالت فإذا بهم جميعا يقتتلون على بعضهم البعض، كل واحد يريد أن يحلق الأول ، لأنه نموذج قدوة أمامهم،…
وهذا الذي نحتاجه لنكون جميعا قدوات لغيرنا… سواء كان من مدرس، كان المعلم، كان من مدير، كان من أستاذ، كان من موظف، كان من والدين من أي أحد في المجتمع مطالب شرعا أن يكون قدوة حسنة… هكذا حركة المجتمع ونهضة المجتمع، التغيير لا يحصل بواحد والأمة بأفرادها كلهم لا بواحد منهم.. قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قالت له زينب يا رسول الله" أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث ". إذا كثر الخبث يهلك الناس، ألا فلننقذ أنفسنا من الهلاك الشديد الذي قد نصاب به إن استمرينا.
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:* http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/dsKwyVV84zQ?si=-u55GWp9ehBLJHGC
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير
اليوم: 1 / شعبان / 1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن من الفطرة التي جُبل الناس عليها، والسجية التي لا بد منها، على أن الإنسان يتأثر بالآخر ويقتدي به، ويسعى لمحاكاته واقتفاء أثره. فترى مثلاً الصغير يقلد الكبير، والمحب يقلد الحبيب، والفقير يقلد الغني، والضعيف يقلد القوي، وهكذا بسلسلة طويلة من الحياة، لأن الناس جبن على تقليد بعضهم، وعلى محاكاة الآخر منهم، فهم يتّأثرون ويؤثّرون، يأخذون ويعطون، يقلِدون ويقلَّدون، فالإنسان بطبيعته كما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم يولد على الفطرة، نعم يولد على الفطرة صفحة بيضاء، أكتب فيها ما شئت، أكتب الجميل والقبيح، الحسن والسيئ، ولخير والشر، فهو قابل لذلك وكل شيء، ثم تكون النتيجة في حياته أيضا على ما زرعت فيه في الصغر تحصد ثمرته" كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه".
- لكن الإنسان ذلك الذي يقتدي، ويتأثر، ويحاكي الآخرين، هو بين خيارين، إما أن يحاكي آخر في سلوكه الحسنة، أو في سلوكه السيئة، في أعماله الطيبة، أو في أعماله القبيحة، في الفاظه وأقواله، وحركاته وسكناته الحسنة، أو بالعكس من ذلك تمامًا: ﴿فَريقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَريقٌ فِي السَّعيرِ﴾ هكذا الحياة، ثم يكون كذلك ما بعدها؛ فالنتيجة مباشرة من الحياة إلى الآخرة، وأعماله تحصى، ثم يجازى بها الإنسان، فالإنسان بطبيعته إما يميل إلى هذا، وإما يميل إلى ذلك، قال الله: ﴿أُولئِكَ الَّذينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقتَدِه...﴾ هذا طريق اسمه طريق الخير، طريق الهدى والصلاح، ﴿لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ ...﴾، وأيضًا ﴿لَقَد كانَ لَكُم فيهِم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ...﴾. وبالعكس من ذلك أيضًا في الجانب المقابل هنا طريق الخسارة، طريق الغواية، أو فريق النار لا الجنة: ﴿وَجَعَلناهُم أَئِمَّةً يَدعونَ إِلَى النّارِ ...﴾.
- إنهم دعاة على أبواب جهنم، يدعون الناس إليها، ويقذفونهم فيها طوعا وكرها، مرة بلهو، ومرة بعبث، ومرة بضحك، ومرة بمال، ومرة بمنصب، ومرة بفكر قبيح، ومرة بهذا وذاك، تتنوع الأساليب، والوسائل، خاصة أمام النار التي حُفت بالشهوات فيتقاذف الناس في هذه الشهوات: { إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، أو أن يكونوا في جنة عرضها السماوات والأرض، ولكن الثمن غال ونفيس؛ إذ يصل لمحاربة الهواء، ومحاربة النفس الأمارة بالسوء، ومحاربة الميلان إلى الطرف الآخر الذي فيه الهوى والشهوة والرغبة، ومتاع الحياة الفانية، والمتع الزائلة، وما تشتهيه النفس الأمارة، وهي (الجنة) حُفت بالمكاره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "حُفت الجنة بالمكاره، وحُفت النار بالشهوات" .
- فالمسلم والإنسان عمومًا بين خيارين في أمر ما أتحدث عنه التي هي القدوة في هذه الخطبة الإسعافية، وفي الأزمة الطاحنة التي تعيشها الأمة اليوم، والتي لا شك ولا ريب أُصبنا بها، وانغمسنا فيها، وصرنا في وسطها لا ندري إلى أين نتجه، ومن نقلد، وعلى من نتعرف، بل قد تجد إنسانًا عندما تحدثه عن الدليل من القرآن والسنة، ومن أقوال علماء الأمة يحتج لك وبكل سهولة: يا أخي كل الناس يفعلونه، خلينا نضرب مثلًا مثلا واعتذر عنه، حلق اللحية، لو قلت له النبي صلى الله عليه وسلم يقول كذا، والقرآن يقول كذا، يقول الناس كل الناس يحلقون لحاهم يا أخي هل كلهم يدخلون النار، وانظر كيف يتهمك أنك حكمت عليه بالنار بالرغم لم تقل لكن يعظم نهيك، وكذلك مثله الدخان ، الرشوة....فأصبح ذلك المسلم في فوضى؛ إذ أن القدوة التي أمامه، والتي ترتسم في ذهنه هي قدوة ساقطة مليئة بالسيئ، ومخالفة الشرع فيريد أن يكون الشرع معهم، ويلاحق هواهم، إلى أين يتجه وكيف يتخارج.
- ما الذي أوصلنا إلى ذلك، وكيف وصلنا أقول: إن الغرب لما علم على أن الإسلام بقدراته العملية الكثيرة عبر التاريخ، وأهمية هذه القدوة وحساسيتها جدًا فعمدوا إلى هذه القدوات الإسلامية فأسقطوها بمنهج وخطة كبيرة عريضة، أحدثكم عن خطة نشرت في العام 2005 م لمؤسسة راند، مركز التخطيط الاستراتيجي الأمريكي، صانعة القرار في هذا الجانب الأول والوحيد في أمريكا، والتي تسعى إلى أمركة العالم بكله إنها هذه المؤسسة التي لا سياسة تمضي إلا عبرها، وبعد دراسات مؤصلة من علمائها، فنشرت هذه المؤسسة في صفحات طويلة في العام 2005م الخطة القادمة لأمريكا حتى تحكم العالم وتسيطر عليه بثقافتها، وبمالها، وبقوتها، وبغطرستها، وحتى بقتلها ودمارها وبطشها ونهبها...
- فهذا التقرير لمؤسسة راند يقول: يجب على الإدارة الأمريكية أن تركز على إفساح المجال، نعم افساح المجال لما سمته الإسلام الديمقراطي المدني، يعني (الإسلام الأمريكي)، نعم الإسلام الديمقراطي المدني، ومحاربة المتطرفين وإقصائهم، جاء في تعريف المتطرفين على أنهم كل من يطالب بحكم الشريعة، حتى ولو كان مسلمًا لا يصلي فهو متطرف، وبالتالي يحاربون ويقصون بأنواع من الإقصاءات، وافساح المجال لغيرهم، للذين يدعون لمحاربة الأفكار القديمة والعادات البائدة، مثل الحجاب، وإلى آخره من الأشياء والموروثات القديمة للناس، يعني الإسلام... ويثورون عليها، ويخالفونها....
- ما هو العمل لذلك؟ هو الإعلام، هو التركيز على الإعلام، والتركيز على منهج الدراسة للنشء للصغار منهج المدارس والجامعات والكليات..، الإعلام، أتحدث عنه بداية الإعلام الذي يصنع هالة كبرى لساقطين وساقطات، وسفهاء وسفيهات، وفساق وفاسقات... وما يستحى من ذكره في هذا المنبر.
- الإعلام يكوّن هؤلاء ليكونوا قدوة للناس بملايين مملينة من المتابعين والمعجبين يجلبون إليها هؤلاء، لا نسميهم بالقطيع، لكن يجلبون هؤلاء بأشياء من تفاهات، ومما سبق من نار حفت بالشهوات، ثم ماذا؟ ثم يكون زرع الأفكار العفنة، ولا ينشرونها إلا بعد جماهير غفيرة تتوارد عليهم، وأحيانًا يفتضحون في موقف ما على الأمة، في حدث ما نزل على الأمة، وإذا بهم يُعرفون ولا يُخفون، لكن لا يدري المتابع ماذا يفعل، لفخته تغريده، أو مقاله، أو منشور، ولا يستطيع الخروج من هذا القيد والشبهة والمصيبة والكارثة يبقى في حياته مسيطرًا عليه، ومترددًا متذبذبًا لا هو بالمسلم الكامل، ولا المتشكك الكامل...
- فمثلًا يأتي إنسان مفسبك أو في مكان ما من وسائل التواصل أو الحقيقة ويقول شبهة ضد الإسلام، أو ينشر مقالة ما فيها السم القاتل فيصاب بها المؤمن وإذا هو في مقتل وتغير حاله ووضعه ، وتغير يقينه وانقلب من يقين جازم إلى شك متردد لا يبوح به لمن أمره الله بسؤالهم: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، ولا يدع مكان الشر الذي وصلت منه هذه الشبهة القذرة: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}...
- وهنا مشكلة للأسف يريدون أنهم يحكمون على الإسلام ويفهمون الإسلام على أنه إسلام هذا الجيل الذي جاء متأخًرا، لا أن يرجعوا الإسلام إلى أصل التشريع، وفي وقت التشريع الذي كان أنموذجًا يصلح للاقتداء أعني جيل الصحابة ومن بعدهم، أما بالنسبة للمسلمين اليوم والمجتمع المسلم عامة فلا يصلح للقدوة، ولا لضرب نماذج حتى يقال هذا هو الإسلام، انظروا للإسلام هذا هو تفجيرات، وهذه الحضارة المنعدمة، الفقر، والدمار، والضعف في كل شيء...
- هذه هي وسيلة الإعلام من خطة مؤسسة راند، ثم كذلك التركيز على المناهج الدراسية بأن تركّز المناهج الدراسية على التاريخ القديم وما قبل الإسلام خصوصًا كدولة قتبان ومعين وسبأ... والآشورية والكنعانيين والفراعنة، وقل ما شئت، وهكذا الحديث عنهم، بينما يتجاهل التاريخ الإسلامي تمام التجاهل، وإن تم الحديث عنه فعلى استحياء معارك النبي صلى الله عليه وسلم مع تكرار ممل في تاسع وثالث ثانوي...
- لا ذكر للتاريخ الإسلامي بل يطعن في التاريخ الإسلامي، ويشوه التاريخ الإسلامي فالخلافة الأموية العباسية مثلا العثمانية، التي نالت أكبر قدر ونصيب من الحرب الشعواء على أنها احتلال ودمار، ووقعت حروب طاحنة ضدها في كل دولة وصلت إليها، إلا ما ندر، إذا بها مشوهة ساقطة في مناهج أجيالنا...
- وأيضًا التجاهل التام للتاريخ الإسلامي عامة الأموي والعباسي والزنكي، وأين دولة المرابطين، والأيوبي، والمماليك، ثم ليست الدول والمماليك هذا التجاهل وفقط بل والقادة الإسلاميين، بينما التركيز على القادة، الثوار، ثوار ماذا علينا، كنابليون، لكن هل نعرف عبد الرحمن الداخل لا، هل نعرف قتيبة بن مسلم، محمد الفاتح، سليمان القانوني، محمد بن مسلم، يوسف بن تاشفين، أحمد بن ياسين، قطز، بيبرس... وإن كان بعض الأسماء فعبر الأفلام والمسلسلات...
- واهتمام المناهج أصبح بماذا ويدرسون ماذا… المدرسة الكلاسيكية، والمدرسة التقليدية، وشكسبير، وكأن الأدب والعلم والبطولات والنضال والثورة والحرية ليست إلا حصرًا فيهم وتناسوا كل تاريخنا وحضارتنا وأمجادنا وكل شيء لنا وكأن المنهج لم تضعه أياد من بلداننا بل من غيرنا لكن وفق خطة مرسومة سلفا…
- حتى من الغربيين الجدد أصبحت شعارات الناس فيهم ولهم، وأصبحوا رموزا للثورة والحرية ك جيفار، ومانديلا، وغاندي وامثال هؤلاء، مع أن هناك من هو أعظم وأكبر وأجل منهم من عظماء المسلمين في دفعه الظلم الذي عليه وعلى بلده، وعدم رضاه به لو أدى لقتل نفسه وأهله.. سواء كان هذا النضال في أفريقيا، أو كان في آسيا أو أوروبا، أو كان في أي مكان، لكن يتجاهل هؤلاء تماما، وسواء كانت دول وخلافات ومماليك، أو كان قادة، أو كان ما كان، هؤلاء يتجاهلون تماما، لا في المدارس فحسب، لا بل في الكليات العسكرية والمدنية والجامعات الحكومية والأهلية، والى آخره من كارثة ومسخ لأجيالنا بمنهج يمسخ الفطرة ولا ينهض بها.
- حتى نهضة المسلمين في العصور النهضة الكبرى، والتي تعد لها الفضل الأعظم لأوروبا، هذه بكلها لم نعرف عنها إلا ما ندر، لا عنا أشهرناهم بل هم لحاجتهم إليهم كـ ابن سينا وابن رشد وابن الهيثم والخوارزمي، لأنهم استفادوا من هؤلاء، فهم في حنبة وورطة؛ لأن الأسماء ليست مناسبة ولا تستقيم تتغير بالإنجليزية…
- إذن هذه هي الكارثة التي تكون والمأساة التي أصبحنا نعشعش فيها صباح مساء، وأصبح القدوات التي نقتدي بها يتجاهلون تمامًا، بل يحاربون سرًا وعلنًا، وجهارًا نهارًا…
- ولإقصاء القدوات الأحياء كالعلماء والدعاة والمصلحين وعموم أهل الخير والصلاح وكل من فيه أمل لاستعادة أمجاد الأمة ونهضتها عمومًا وهم من تسميهم مؤسسة راند لسان حال الإسلام الأمريكي الجديد بالمتطرفين… هؤلاء يبعدون تمامًا إما بإبعادهم عن الواقع الإعلامي، والقرار السياسي، والاقتصادي، وأي شيء لا يشاركون فيه، ولا يدعون إليه، ولا إلى فتوى يحتاج لهم فيها، ولا إلى مؤتمرات، ولا إلى رأي، ولا إلى سياسة، ولا إلى صنع قرار، ولا عن استشارة، ولا أي شيء من ذلك، وإن كانت بشيء فهي جهود ذاتية لأشخاص من علماء معهم ما معهم من وسائل بسيطة، إذا لم يكن العكس من ذلك وهي المطاردة والسجون والقتل والتشريد … والاتهام والتخوين والملاحقة… إلى آخره.
- وأخيرًا أتحدث عن العنصر الثالث من أهداف خطة مؤسسة راند ألا وهو محاربة التعليم.. وهذه هي ثلاث مقومات لإنهاء أي أمة، ثانيا محاربة التعليم، تجهيل التعليم، منهج غث ليس فيه شيء وعظيم فائدة لا يسمن ولا يغني من جوع، أو لا رواتب لموظفين، وإن وجدت في مدرسين فهي أقل القليل، قد يستلم هذا وذاك أكثر منهم بكثير، أو بعدم التوظيف أبدًا بتوقيف الوظائف تماما، أو لا بنية تحتية مشجعة، ولا دفع بأبناء وبنات، وكذلك عدم دعم البحث العلمي الذي يساوي ما تنفقه إسرائيل (الصهيونية) للبحث العلمي ما يعادل ما تنفقه الدول العربية مجتمعة وأكثر وهذا للبحث، سواء كان البحث العلمي المدني والعسكري أو التكنولوجيا أو أي شيء لا يعادل شيئا للعرب مجتمعين.
- فهي محاربة لكل شيء يخص التعليم، وتهميش له، فما الذي يدفع الطالب ليدخل الجامعة ويدخل المدرسة، ثم ماذا بعد الثانوية يغادر ويصبح غريبا في الغربة، أو أن يكون لا شيء لا يحصل على وظيفة أو يكون أكثر من 97% من التخصصات العلمية كمهندس ويذهب في إدارة ، طبيب، ويذهب في الدار، وهنا وهناك، أو مندوب، أو في أقل الأحوال، لا شيء له، ينسى المعلومات، ويتناسى هذا بكله، تجهيل ومحاربة للتعليم، تمام المحاربة، وإقصاء له، ولا بنية تحتية مساعدة، ولا أي شيء.
الحديث طويل، ولا أطيل
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... وبعد : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…:
- الحديث عن هذا مأساة، ومؤرق، ومصيبة أن نجد في هذا التذكر للأسف الشديد كوارث ولا زالت مستمرة، ولا شيء يقف عند حدها، بل بالعكس تشجع بكل ما تعنيه الكلمة من تشجيع…
- وبالتالي على ماذا ينشأ الفتيان منا… على إعلام ساقط، وعلى صور فنانين، ورياضين، وعلى صور الكاسيات العاريات، الصايعات الضائعات، وعلى قدوات عبثية ساقطة، لا تصلح أبدًا حتى للنظر إليها، فضلاً عن الاقتداء بها…!.
- بينما تجد من يصلح للقدوة مهمش محارب… بينما هذا الذي لا يستحق النظر إليه لو ألقى كلمة أو تصريحا أو حضر حفلا… تجد المايكات بجواره بالعشرات، والقنوات، والفضائيات، والتصاريح، والجوائز، مثلا الرياضة الفريق الوطني للناشئين حين فاز انكتب عليه الجوائز من كل مكان حتى التجار من ثلاجات، وغسالات، وملايين، لأنه فاز… بينما هناك من حفظ القرآن، هناك من تخرج ونال أعظم الأوسمة، هناك من درس، هناك من شرف اليمن والأمة، هناك الأذكياء النوابغ… لا أحد يذكرهم…
- هذه الكوارث والعبث الذي نراه في واقعنا، متى ينتهي؟ متى ينتهي؟، وأقول سينتهي حين نصحو، إذا صحصحنا من النوم، والنعسة الكبرى التي فينا، والتي طال جدا ، والناس في نومة طويله، وإلى متى؟ ماذا ننتظر؟…
- ووالله، وبالله، وتالله، لو كان أولياء الله جميعا في اليمن جميعا أو في الأمة يجتمعون فيدعون الله 100 سنة، والأمة لا زالت على ما هي عليه، لن يتغير أي شيء، لن يتغير أي شيء، لماذا لأنه كثر الفساد، وقل الصلاح…
فلابد من تحرك الجميع، وكل واحد عليه مسؤلية ويجب أن يقوم بدوره لننهض جميعا… ولابد من نهضة، ولا بد من الجميع، لا بد من بذل سبب… ماذا قال عمر لما رأى تلك العجوز والناس وإبلهم في مرض قاتل، أيها الناس ما الذي تفعلونه لها؟ فقالوا دعاء هذه العجوز، قال اجعلوا معه القطران، والنبي قال للرجل: "اعقلها وتوكل"… ادع، اعمل، وانطلق، وسيكون النصر، أما أن لا تتحرك ثم تريد الشيء يتحرك إليك فهذا خارج عن العقل.
- فنحتاج إلى نهضة حقيقية من أنفسنا لنتحقق بالآية الكريمة التي وعدنا بها ربنا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...﴾ فإذا غيرنا الواقع الذي نحن فيه، وغير كل واحد منا نفسه بدأت النهضة..
- ولا بد أن يكون قدوة لأبنائه ومن حوله فالأب يريد أن يمنع ولده من التدخين، وإذا هو يدخن، أو أن يدفعه للمسجد وإذا به لا يصلي، يريد أن ينهاه عن خلق سيء وإذا هو فيه صباح مساء مساء، والمعلم يعلم الولد والأولاد الصغار الأخلاق الطيبة، وإذا ألفاظه وأخلاقه سيئة كل هذا غير صحيح بل نكون نحن قدوة لغيرنا وسيفعلون كفعلنا حتى دون نكلمهم أصلا…
- وإنما يقتدي الصغار والناس بالأفعال لا بالأقوال، حتى النبي صلى الله عليه وسلم انظروا إلى نموذج واحد في البخاري ومسلم، لما أمر الصحابة في صلح الحديبية أن ينحروا، وأن يحلقوا، بعد أن ذهبوا على أساس أن يعتمروا وهو وعد الله لهم، قال أيها الناس أحلقوا، ونحروا ونعود إلى المدينة رفضوا وهم الصحابة فدخل إلي أم سلمة مغضبا حزينا، مالي أؤمرولا أطاع، فقالت يا رسول الله، لا تكلم أحدا منهم ، اخرج أنت وانحر ناقتك ، وادع الحلاق ليحلق شعرك ، قالت فإذا بهم جميعا يقتتلون على بعضهم البعض، كل واحد يريد أن يحلق الأول ، لأنه نموذج قدوة أمامهم،…
وهذا الذي نحتاجه لنكون جميعا قدوات لغيرنا… سواء كان من مدرس، كان المعلم، كان من مدير، كان من أستاذ، كان من موظف، كان من والدين من أي أحد في المجتمع مطالب شرعا أن يكون قدوة حسنة… هكذا حركة المجتمع ونهضة المجتمع، التغيير لا يحصل بواحد والأمة بأفرادها كلهم لا بواحد منهم.. قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قالت له زينب يا رسول الله" أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث ". إذا كثر الخبث يهلك الناس، ألا فلننقذ أنفسنا من الهلاك الشديد الذي قد نصاب به إن استمرينا.
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:* http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A