*بين أبرهة الحبشي وأبرهة الأمريكي* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد ...

منذ 2025-05-19
*بين أبرهة الحبشي وأبرهة الأمريكي*

#خطب_مكتوبة

👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/2xrPoyG95SM?si=qZ2VqKuI215DLzVM
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير / المكلا / 15/شعبان/1446هـ ↶

👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- فنعيش اليوم وكأنّنا في غابةٍ كبيرة مستأسدة متوحّشةٍ، لا تعرف صغيرها من كبيرها، لا تعرف المريض والهزيل والضعيف منها، ولا تعرف الحق ولا صاحب الحق أصلا، ولا تعرف شيئًا إلا نفسها، إلا غطرستها، إلا تجبرها، إلا قوتها، إلا المخالب والأنياب التي تفترس بها، لا تعرف أحدًا، ولا تميز بين حقٍ وباطلٍ أبدًا، بل الكلُّ في نظرها سواء، وذلك الظلم القابع في نفسها أعماها عن كل حقٍ، أعماها عن أن تبصر ما أمامها، أعمى هذه المتوحشة التي تسيطر وتحكم وتبطش وتنهب وتقتل وتفعل ما تشاء، لا ترى غير نفسها…

- وكأنها إبليس في خطابه وتكبره وتجبره ﴿أَنا خَيرٌ مِنهُ...﴾ يجادل رب العالمين سبحانه وتعالى، وبكل بجَاحةٍ، وبكل قبحٍ، وسفهٍ وانحطاطٍ، يجادل ربه من خلقه، ومن أعطاه، وفوق ذلك يقسم ﴿قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعينَ﴾ يتحدى الله جل جلاله.. ونحن اليوم نعيش عالم الدجّالين إن كان إبليس واحدًا فهؤلاء أبالسةٌ متعدّدون، فهم أكثر كبرًا وظلمًا وغطرسة من إبليس، بل إنّ تخطيطه ووسوسته ليست بشيءٍ أمام ما يفعله اليوم ذلك الخبث الإنساني القابع في نفوس المتكبرين والظالمين، والذين يتسلطون على رقاب الناس بغير حق.

- هذه الغابة المتوحشة أو الأبَالِسَة التي تسيطر على عالم اليوم أخبر عنها نبينا صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام وفي حديثٍ صحيح يبين لنا كيف سنعيش في ظلها، وكيف حال المسلم فيها، وعند تسلط الذين سماهم النبي عليه الصلاة والسلام بالتافهين والمرده الفسقة المتجبّرين: "تأتي على الناس سنون خداعات"، فما هي أمارتها وعلامتها؟ وما هي الأشياء التي جعلتها تفوز بلقب الخداعات… "يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخوّن الأمين، ويؤتمن الخائن"، ويوسد الأمر إلى غير أهله، "وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: "السفية يتكلم في أمر العامة"، أو في شأن العامة، نعم السفيه يتكلم ويتغطرس على العالم كله وكأنه هو المتحكم في كل شيء فيه، وأنه هو الذي يملك كل شىء عليه، وكأنه الذي خلق الكون، ورزقه، كأنه الذي يقدر أن يبطش، وأن يهلك، وأن يدمر، وأن يحيى ويميت، وأن يفعل ما يشاء بمن شاء!.

- هذه الغطرسة، والتكبر، والتجبر الذي نعيشه
في عالم اليوم هو ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بأنها: "سنون خداعات، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب" فصاحب الأرض لا أرض له، وصاحب الحق لا حق له ، وصاحب القول لا قول له، وصاحب المال لا مال له، وهكذا كل الحقوق مسلوبة، وكل كرامة مهدورة، وكل دماء فهي مسحوقة…!.

- ولا ينتصر في عالم اليوم المتجبر المتكبر المتغطرس سوى الدول المسيطرة أو الدول العظمى التي تتحدث كذبًا عن الحريات والحقوق، التي تتحدث زيفًا عن المرأة والطفل، التي تتحدث تكبرًا وعتوًا وعلوًا عن أسلحة الدمار الشامل بينما كل هذه الأمور التي تفتعلها وتقول بها، وتسيطر باسمها، هي أكبر وأجرم وأعظم من يفعلها ويرتكبها، وهي أعظم من يبطش بها… إنما هي سياسة ابتزاز…

- كيف للأمم المتحدة ومنظماتها مثلًا أن تحكم العالم باسم الديمقراطية بينما هي التي تمارس الدكتاتورية، والقمع، بينما هي تمارس الظلم، بينما هي تمارس الجبروت فتحكم العالم بكله الدول الخمس باسم إجرامي شيطاني اسمه حق الفيتو أو حق النقض، أو الرفض، والامتناع… ومن خمس دول فقط حتى لو اتفق العالم بكله وخالفت دولة واحدة من هذه الظالمة المجرمة الكافرة التي هي في السنين الخدعات التي يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، نعم إننا اليوم أمام رحمة هذه الدول الخمس أظلم وأجرم وأفجر وأكفر من عرفت الأرض…!.
- هذه الدول التي في السنين الخداعات التي فيها صاحب الحق كاذب ولا حق له، ومن له أن يتحدث وأن يقول ممنوع من حديثه، ومن قوله سلاحه طريقه السجن، أو التعذيب، أو السحل، أو الإخفاء، أو الصمت، أو الإطباق عليه بأي شيء من أوامر الإطباق وإغلاق الأفواه…

- صاحب الحق هو الذي يجب أن يسكت، وأن يسلم حقه، وأن يخرج من أرضه وبلده، وأن يسلمه للمتكبر المتجبر الذي يوجد من بين آلاف الأميال مع ذلٍ وخضوعٍ، مع مهلكة تعيشها هذه الأمّة، بل والعالم كله الذي هو ضعيف كذبابة أمام جبل كبير لا يستطيع أن يقاومه، ولا يحس به الجبل أصلًا أين وقع، سواء وقع في أسفله، وقع في أعلاه، وقع في وسطه لا يؤثر على جبل، رغم كل كلماتهم، تصريحاتهم، وأقوالهم، حتى الأوامر التي لا يمكن أن تصدر عنهم ليست لها قيمة…


- وما هذا الذي نراه ونعيشه من امتهان وإذلال لأمتنا إلا لأن الأمة الواحدة التي يجب أن تكون لها القيمة قد تضعضعت، وقد فُرد بكل واحد منها وعبث بها جميعًا، وأصبحت أمتنا بمن فيها وكأن الحق الذي يحملونه هو الباطل الذي يجب أن يسكتوا عنه، وأن يخافوا من قوله، ولا يبيحوا به، بل يجب أن يأتوا صاغرين حقيرين ذليلين للمتجبر المتغطرس وكأن لا ملايين خلفهم فيأتون طائعين صاغرين ذليلين إلى بيت أسود مجرم، قمعي، بلطجي، ظالم، متكبر….

- أليس هذا البيت الذي يسمى بالأبيض من يتحكم في العالم بكله وكيف يشاء، ويفعل ما يشاء، ويرتكب كل جريمة فما الذي فعله في الصومال، وما الذي فعله في أفغانستان، وما الذي فعله في العراق، ما الذي فعله ويفعله في كل يوم في فلسطين الحبيبة، ما الذي يفعله في عالمنا العربي والإسلامي في كل لحظة وساعة، ما الذي يفعله في العالم بكله…

- ما الذي يفعل ذلك المتغطرس الذي اسمه "المنظومة الحاكمة" في الولايات المتحدة الأمريكية التي هي الشيطان الأعظم والأكبر، وهي إبليس الجديد المتحضر الذي يقتل الإنسانية ثم يتحدث عن الإنسانية، الذي يقتل الطفل ثم يتحدث عن حقوق الطفل، الذي يبيد المرأة ثم يتحدث عن حقوق المرأة، الذي يتحدث عن العدالة والمساواة، ثم هو يقوم بإجهاض العدالة والمساواة، هو الذي يتحدث عن الديمقراطية، يمارس الدكتاتورية بل قوة، وبينما الديمقراطية التي يحكم بها إذا خالفت شيئًا من أوامره فإنها تنتهي من لحظتها كالكلبة تأكل أبناءها… لا قيمة حتى لأبنها ما دام وقد خالف مصلحتها…

- إن قانون المصلحة والغاية التي تبرر الوسيلة، هي التي تحكم هؤلاء النتنى الذين وصفهم النبي ﷺ بالسفهاء والتافهين، ثم يتحدثون عن حقوق وحريات ويتذرعون باسمها، ويقولون صباح مساء دون حياء أو خجل.

- إن عالم اليوم لا يحكمه الحق ولا تحكمه القيم، ولا تحكمه شيء من منظومة صادقة وعدالة إنسانية قائمة، ولا أي شيء من ذلك البتة مما يتخيل أو يحلم به في المدينة الفاضلة لأفلاطون أو لأرسطو أو لهؤلاء منظومة الشر الأولى، لا لشيء من ذلك أبدًا…

- إن المنظومة الواحدة التي تحكم عالم اليوم هي منظومة الظلم، هي منظومة الشيطان، هي منظومة الإجرام والبطش والقمع، هي منظومة الغابة، هي المنظومة المستفزة، هي المنظومة المتجبرة التي تحسب نفسها وكأنها الإله الأكبر، وكأنها فرعون هذا العصر ﴿أَنا رَبُّكُمُ الأَعلى﴾، وإن كانوا لم يقولوا ذلك بأفواههم، إنما يُظهرون ذلك من خلال أفعالهم، ويتحدثون عن شيء جميل كحقوق الإنسان ثم يخالفون في كل شيء من أعمالهم، لكنهم يبطشون بكل شيء هو أضغف منهم…

- إننا نعيش في عصرنا جاهلية عمياء بكماء صماء بسبب هؤلاء الأشرار، إنه الضلال المبين الذي وصفه رب العالمين في كتابه الكريم قبل مجيء الرسول الأمين، عليه الصلاة وأزكى التسليم بقوله: ﴿وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾، وضلال اليوم هو الضلال الذي كان أهل الجاهلية عليه، والذي يعود اليوم بوجه جديد، ووسائل جديدة، واستبداد يعيد ليهيمن على العالم بكله ويقول بلسان حاله وفعاله: أنا وحدي مَن أستحق الحياة، أنا وحدي مَن يستحق العيش، أنا وحدي مَن يجب أن يأخذ وينهب، أنا وحدي مَن يسيطر ويأمر وينهى، وأنا وحدي أستطيع إخضاع العالم ولا أخضع، بينما أنتم جميعًا رعاة، ليس لكم قيمة.

- إننا نعيش اليوم جميعًا تحت قوتين متغطرستين ، نترنح مرة نحو روسيا وأخرى نحو أمريكا، إما بين قوة متحاربة متقاتلة بسلاح وفوهة دمار وقتل ومحرقة وإبادة، إما حرب باردة، أو حقيقة، أو تهديدية بدمار شامل يهددون به صباح مساء، ويملكونه ويسيطرون عليه، بل يغزون كل دولة تمتلكه كالعراق الذي فُعل به ما فعل، وأهلكوا قرابة ستة ملايين من أبنائه، إما قتل، وإما جراحة، وإما اختطاف، ومهلكة، ولا زالت مأساة العراق وغيره ما وجد الشر فيها الشر الإيراني أو الشر الأمريكي، أي واحد من الشرين.
- أما الشعب الفلسطيني الأبي شعب الحق والقوة، شعب الإرادة والعزيمة، شعب الجهاد والاستشهاد، الشعب الذي ما عرف إلا باسم الملك والحق والظهور، ما عرف إلا باسم العظمة، والعزة، والإباء، لا ويقبل الأفكار العفنة، ولا لتهجير البلطجي القسري لأجل سياسة الهيمنة، مع أن دعوات التهجير الرعناء غير متحققة أصلاً، لا عقلاً ولا نقلاً ولا أرضاً ولا أمراً، ولا ابتزازًا ولا قوة، ولا دمارًا… ولا شيء من ذلك إنما هي فضفضات سياسية هوجاء عوجاء بكماء صماء واستفزاز، وتكبر وتجبر وفرعونية جديدة ﴿أَنا رَبُّكُمُ الأَعلى﴾، أنا المسيطر الأوحد الذي آمركم أن تعطوني ما شئت، وأترك لكم ما شئت، أن أخذ ما شئت، وأترك ما شئت، أن أفعل ما أشاء، وأنتم تسلّمون لي، أو تعطونه لغيري.

- إنها أمريكا الظالمة المجرمة القاتلة الشريرة المتكبرة أصل الشر ومكمنه وإن ظهرت في نغماتها على غير ذلك، ولكنها هي نفسها من تبييد بيد، ثم تحكم بقوة بيد، من تهلك بيد ثم تقول عكس هذه الخطابات، من تدمر الإنسانية، ثم تتحدث عن شيء اسمه الإنسانية، تقتل الأطفال والنساء، وتدمر البيوت، وتمارس حرب إبادة، ثم تنهى عن ذلك كله…

- وكأن هؤلاء لم يعلموا أن أممًا قبلهم قد بادت، وأن أرواحًا قبلهم قد انتهت، وأن حضارات كبرى قد قامت وزالت، وأن أولئك قد حكموا ثم ماتوا، وأن أولئك قد كانوا ثم فنوا، أين عاد، وأين ثمود، وأين قوم لوط، وأين فرعون، وأين جنوده، وأين جيشه، وأين مملكته، وأين غطرسته، أين ألوهيته، وأين تحكّمه، وأين تجبره، وأين قوله وهو يقول لأهل مصر مهيمنا: ﴿ أَنا رَبُّكُمُ الأَعلى﴾، وهو يقول لهم أيضاً ﴿وَنادى فِرعَونُ في قَومِهِ قالَ يا قَومِ أَلَيسَ لي مُلكُ مِصرَ وَهذِهِ الأَنهارُ تَجري مِن تَحتي أَفَلا تُبصِرونَ أَم أَنا خَيرٌ مِن هذَا الَّذي هُوَ مَهينٌ وَلا يَكادُ يُبينُ﴾، فهو وحده الذي يستطيع الحديث بينما موسى هو المَهين الذي لا ينطق وليس بمبين… وهذه هي قدراته التي يحكم بها ويصلح أن يكون إلها في نظره الملك، والأنهار، والقصور، والمنطق الجميل هذه مؤهلاته للحكم كما هو منطق أمريكا اليوم… لكن في الأول والأخير ذهب وانتهى وأصبح للعالمين عبرة فأين فرعون، أين ذلك البطاش السفاح المتجبر المتغطرس القاتل، أين هو اليوم؟ إنه جثة هامدة ورفاة باقي للعالم ليشهد، وتشهد أمريكا وروسيا والأمم المتحدة أنها منتهية كما انتهى: ﴿فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ النّاسِ عَن آياتِنا لَغافِلونَ﴾.. وكم أتمنى يومًا لو يستضاف فرعون في الأمم المتحدة لينظر العالم إليه بكله، على أن العالم ذلك الذي يتكبر سينتهي..

- وأخيرًا كعبرة للمعتبرين وعظة للمتعظين أتحدث عن أصحاب الفيل الذين انتهوا عما بعيد، وسينتهي هؤلاء عما قريب كما حدثنا ربنا عنهم في القرآن الكريم فقد ذكر أن أبرهة بفيله وجيشه أراد أن ينهي قدسية الكعبة المشرفة ويهدمها ويلفت نظر الناس إليه وقليسه الذي بناه وشيده وهي قصة أمريكا اليوم التي تريد أن تأخذ قدسنا الحبيب، وأقصانا الأسير، وتعطيه لليهود المحتلين الغاصبين السفاكين لكن كما لم يتحقق لأبرهة مراده في هدم الكعبة بل انهدم وانهزم وجيشه وأرسل عليهم طيرًا أبابيل من سمائه فهؤلاء سينتهون وينهزمون ولن يحققوا مرادهم البتة، وسيتولى الله انتقامه للقدس والأقصى ودماء المستضعفين في غزة العزة، وفلسطين الحبيبة مهما طال الوقت أو قصر…

- فكما انتهى أبرهة الحبشي سينتهي أبرهة الأمريكي، كما زالت غطرسة أبرهة الأشرم ستنتهي غطرسة أبرهة الأصفر، كما هلك جيش أبرهة سينتهي جيش ترامب ومن معه، كما ذهبت قوة أبرهة ستنتهي قوة أمريكا بإذن الله، وبمجرد سعي أبرهة للهدم انتقم الله منه وبدولته التي زالت بعده فبمجرد سعي المعتوه ترامب بتصريحاته لتهجير الفلسطينيين سينتهي بإذن الله ودولته… وذلك كائن بإذن الله لا محالة، وقد تحدثت في خطبة سابقة عن بوادر بداية الحرب الأهلية الأمريكية بإذن رب البرية… ﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ أَلَم يَجعَل كَيدَهُم في تَضليلٍ وَأَرسَلَ عَلَيهِم طَيرًا أَبابيلَ تَرميهِم بِحِجارَةٍ مِن سِجّيلٍ فَجَعَلَهُم كَعَصفٍ مَأكولٍ﴾…


- لكن قبل أن ينتهي أبرهة كان هناك في طريقه ما يسمونه بالرغاليين إنه أبو رغال الذي دلّه على طريق مكة، وعلى الطريق المختصرة من اليمن إلى قبيلة ثقيف إلى مكة فباء بسوءتها أبو رغال وأهلكه الله في منتصف الطريق فرجم قبره العرب بعد ذلك، ولكن اليوم الرغاليين كثير، وأولئك الذين يدلّون على الطريق ويعبدونها لليهود والأمريكان ليسوا بقليل في عالم اليوم، في عالم التآمر والتخاذل والجبن، في عالم الذل والخنوع، في عالم بيع الحق، وفي عالم التنازل عن الأرض، وفي عالم العمالة، وفي عالم الابتزاز، يمكن أن يسلم العرض والأرض، يمكن أن يسلم كل شيء لأجل أن يبقى حاكمًا لكن أبشر كل الرغاليين بهلاك في منتصف الطريق كما أهلك الله أبا رغال…
- إن الرغاليين الذين دلوا أبرهة على طريق مكة هم اليوم ك يعبدون من دون الله منذ أكثر من 75 سنة بما تسمى بدولة إسرائيل، والتي تنازلوا عن فلسطين كلها، وتنازلوا عن القدس بما فيها، وأصبحوا لا يطالبون إلا بالقدس الشرقية بكل ذل وخضوع، بدولة فلسطين على حدود 67، والقدس الشرقية عاصمة لها، والإجماع قائم عليه، عربهم وعجمهم، مسلمهم وكافرهم، الجميع على ذلك على فلسطين بحدود 67 يعني التنازل عن فلسطين كلها، التنازل عن فلسطين في قدسيتها، التنازل عن فلسطين بكل شيء فيها، التنازل عن فلسطين من حدود 67 حتى حدود 2025 بكل برودة وبكل تساهل وجبن وتخاذل وعمالة وذل…

- لكن عالم الغطرسه، وأبرهة اليوم المتكبر لا يرتضي بهذه التنازلات، لأن من تنازل عن القليل سيتنازل رغماً عنه بالكثير، وفعلاً، اليوم نسمع بالتهجير لسكان غزة، وأما الضفة فهي في جيب نتنياهو؛ لأنها في جيب نتنياهو الصغير أبو مازن…

- لكن الأمل باق فإن تخلى عنها أهلها فإن الله لن يتخلى عن مقدساتنا وعن أرضنا وعن أمتنا. ولقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم، ومبلِّغًا لنا: "أمتي عصمها الله من أن تجتمع على ضلالة" وهي روايات متعددة للحديث بلغت حد التواتر.

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:

- فإن واجب الأمة اليوم أمام ما يراد لها ويراد عليها أن تستيقظ أكثر مما استيقظت من قبل، وأن تعرف أن الخطر الداهم أكبر وأجل مما تتصور، وأن ما تبديه أفواههم هو قليل جداً، قليل مما تخفيه نفوسهم ولقد قال لنا ربنا سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ..﴾ لكن بشرنا بقوله مطمئنًا:﴿ قُل موتوا بِغَيظِكُم...﴾ [آل عمران: ١١٩]. وسيموتون بغيضهم ولن تنتصر إرادتهم ولو لم يبق منا رجل واحد.

- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:

*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 15

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً