*موقف المسلم من وسائل التواصل والإعلام في رمضان* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو ...
منذ 2025-05-19
*موقف المسلم من وسائل التواصل والإعلام في رمضان*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ على تليجرام: 👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/19463
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير فلك / المكلا / 7/رمضان/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فهناك فتن كثيرة، وشهوات عديدة، ومدلّهمات هنا وهناك تعترض المسلم في كل لحظة؛ ليتحقق ذلك البلاء الذي جعله الله سنة الحياة، لينتقل بالناس من دنيا فانية إلى جنة باقية، أو ينتقل بالناس من شهوات زائلة إلى نار خالدة، فهو مخيّر في هذه الدنيا بالسير في هذين الطريقين، وفي هذين السبيلين، مع أن صراط الله سبحانه وتعالى أوضح من الواضح، وأبين من البين قال الله فيه: ﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ...﴾، فبيّن تعالى أن صراطه واحد مستقيم غير معوج، بينما قال في الباطل الذي يعارض الحق وطريق الله عمومًا: ﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ...﴾، فهو طريق للحق واحد، وهناك طرق متشعبة، وضلالات وأهواء كثيرة، فالمسلم واقع بين طريق الله سبحانه وتعالى بكامل رضاه، أو على غير ذلك بأن يتجه إلى سخط الله سبحانه وتعالى، ثم ماذا قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: ﴿وَيَستَخلِفَكُم فِي الأَرضِ فَيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلونَ﴾.
- فمن أهداف الاستخلاف في الأرض هو النظر لذلك الإنسان، أما أن يعمل في هذه الحياة الدنيا وفق الطريق المستقيم الذي حدده الله عز وجل، أو أن يعمل على غير هذا السبيل، فيضل عن هذا الصراط، ويبتعد كثيرًا، وبالتالي فهناك في الآخرة الجزاء، وإن كان الجزاء في الدنيا أيضًا بالسعادة والاطمئنان والارتياح الذي يجده المؤمن، ولا يجده كثير من غير هذا المؤمن: ﴿مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ﴾، ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى}، فهو في الدنيا في شقاء، وفي الآخرة في شقاء، إن رأى في الدنيا سلوى وحبوة وشهوة، لكنه في الآخرة في عذاب دائم: ﴿خالِدينَ فيها أَبَدًا﴾، ﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾…
- فالقصد النظر لعمل ذلك المسلم إما أن يوافق الصراط الذي ارتضاه الله له فيدخل بذلك الجنة، أو على غير ذلك وهو أخبر وأبصر: ﴿بَلِ الإِنسانُ عَلى نَفسِهِ بَصيرَةٌ﴾، والله جعل له عقلًا وميزه به من بين سائر المخلوقات، وجعل له غيبيات، وجعل له شهوات محسوسات ملموسات، فهو إن اختار الملموس، وترك ذلك الشيء غير الملموس في الدنيا، الذي يعده الله عز وجل له، فهو مخير بين ذلك: ﴿فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمَن شاءَ فَليَكفُر...﴾. فإما النجاة، وإما طريق الخسارة.﴿فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ...﴾. هنا الفوز، هنا الربح الحقيقي، هنا المفلح اليقيني، فإما مؤمن يسعد، أو غير ذلك فيشقى للأبد وهو الذي ارتضى بشهوات عابرة، ولحظات يسيرة، ثم زالت عنه وذبلت، وتعذب وبعد ذلك سنوات غير محصية: ﴿خالِدينَ فيها أَبَدًا﴾. و﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾…!.
- فالجنة ثمنها عظيم، ثمنها محاربة الشهوات والملذات، والأهواء، ورغبات الشر، والبعد عن الخير، وهذا من الابتلاء الذي جعله الله سبحانه وتعالى في الدنيا ليقفز بالعبد نحو الآخرة، ويستحق بالنجاح فيه الجنة الخالدة: ﴿لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا﴾، ﴿لَيَبلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيءٍ مِنَ الصَّيدِ تَنالُهُ أَيديكُم وَرِماحُكُم لِيَعلَمَ اللَّهُ مَن يَخافُهُ بِالغَيبِ...﴾، إنه بلاء جد بلاء ذلك الذي كان بعيدًا عنهم في غير هذا الوقت المحرم عليهم وهم محرومون إذ هو قريب منهم؛ ليبتليهم وليختبرهم، لينظر الصادق من الكاذب، ومن اختار رضا الله ممن اختار شهوة نفسه ولحظة هوى عابرة له: ﴿لِيَعلَمَ اللَّهُ مَن يَخافُهُ بِالغَيبِ...﴾.
- وإننا في شهر الله عز وجل، الذي خفف فيه من البلاء ما خفف؛ فنرى أن الشياطين مصفدة، وأن الجنة مفتحة، وأبواب السماء مشرعة، والخيرات فيه متعددة أيضًا ومهيأة، والحسنات مضاعفة، والفرصة ممنوحة، وحتى النفوس البشرية صفت نوعًا ما، فمن تراه مستحيًا من المسجد في يوم من الأيام في غير هذا الشهر، ففي هذا الشهر لعله على أقل أحواله يدخل لصلاة جماعة واحدة، وإن لم يجلس في المسجد أو لم يرَ أصحاب المسجد، فإن الوجوه الجديدة التي يراها، والقلوب المفعلة للخير تريد الله والدار الآخرة، حتى النفوس العصية الأبية عن ربها جل جلاله مقبلة عليه في هذا الشهر المبارك… حتى وإن كان قد ترك الصلاة، أو اغتاب، أو شتم… فإن الصيام عنده مقدس، ورمضان عنده مبجل، لأن الله سبحانه وتعالى أراد لهذه السنة الشرعية أن تتغلب على سنن كثيرة كونية، فصفّد فيه مردة الشياطين، وفتّح فيه أبواب الجنان، وغلق فيه أبواب النيران، وجعل النفوس مقبلة على الرحمن: ﴿لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا﴾.
- لكن أمام ذلك كله لا زالت الفتن والمحن في أصلها على ما هي عليه، وتعترض له بين حين وحين، وإن كانت أخف من جهات عدة، لكن هناك بشر يأبون الله ويسره جل وعلا، نعم هناك بشر يعملون ضد الله، هناك بشر يحاربون الله، وهناك أناس يصدون عن سبيل الله: ﴿الَّذينَ يَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ وَيَبغونَها عِوَجًا﴾، انظر: ﴿وَيَبغونَها عِوَجًا﴾، وفوق ذلك: ﴿وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا﴾، ﴿ وَيَحسَبونَ أَنَّهُم مُهتَدونَ﴾،﴿الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا﴾، إن لم يقل أحد: "أنا أهدى منك، وأفضل منك، وأحسن منك، وأكثر استقامة من استقامتك، وطاعة من طاعتك"، ومن هذه الهرطقات التي نسمعها منهم، لكنهم مع ذلك يسعون ليل نهار لإغواء الخلق، وإبعادهم عن طريق الله بكل إمكانية: ﴿وَاللَّهُ يُريدُ أَن يَتوبَ عَلَيكُم وَيُريدُ الَّذينَ يَتَّبِعونَ الشَّهَواتِ أَن تَميلوا مَيلًا عَظيمًا﴾، ويرفضون كل عرض من الله وفرص عظيمة يفتحها للعباد، ويستجيب الإنسان لها لأنا توافق ضعفه وفطرته للهوى: ﴿يُريدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُم وَخُلِقَ الإِنسانُ ضَعيفًا﴾…
- إننا نجد هذه الفتن والمغريات التي تتكالب على المسلم من كل ناحية، تناديه، وتجذبه، وتسعى إليه، وتعرض نفسها عليه بأجمل الحلل، وبأموال طائلة أنفقت عليها لتحبب نفسها إليه، وترغبه فيها: ﴿يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ...﴾ فهم خاسرون في الأول والأخير رغم محاولاتهم البائسة لصد المؤمن عن الله والدار الآخرة.
- وها نحن في شهر رمضان ومع تصفيد مردة الشيطان فيه لكن هناك نواب كثير للشيطان الرجيم، هناك سراق متعددون يكثرون في هذا الشهر الكريم، هناك أناس أرادوا أن ينهبوا عن الشهر مكرمته وخيريته، وما فيه من فضائل أعدها رب العالمين؛ من أجل أن يقترب العباد إليه جل جلاله، لكن يأبى هؤلاء إلا أن يُصِدوا الناس عن طريق الله، وعن هدى الله، وعن هذا الخير الذي أراده الله، فنجد البشر، وما أكثرهم! وما أكثر هؤلاء، إنهم كثير جد كثير، ويصدون عن طريق الله.
- فما موقف المسلم من هؤلاء وما يعرضون لإغواء الناس عن طريق الله جل وعلا… هل يدافع، يقاطع، يخاصم، يبتعد، يجاهد، أم يقع في هذا الشباك الخطير الذي يحترم حتى الشيطان هذا الشهر، وكثير من الناس، لا يحترمونه؛ إذ نرى مسلسلات، وقنوات، ومنشورات، ورسائل، وأخبار، وقل ما شئت من صوارف الناس عن الله، وعن الدار الآخرة، وابتغاء غير سبيله، وغير طريقه، ورفع رايات شيطانية تريد من المسلم أن يأتي إليها، وينفقوا أموالًا طائلة عليها، لأجل أن يقذفوا الناس فيها طوعًا وكرهًا، بل لأشهر لسنوات يعدون ويجهزون ويتعبون ويكلون ولا يملون لكن: ﴿عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلى نارًا حامِيَةً﴾، حتى ينفقوا ملايين دولارات من أجل أن يصلوا إلى هدف واحد: هو إسقاط المسلم في هذا الشهر الكريم، وجرّه جرًا إليهم، وإبعاده إبعادًا شديدًا عن الله عز وجل: ﴿وَيُريدُ الَّذينَ يَتَّبِعونَ الشَّهَواتِ أَن تَميلوا مَيلًا عَظيمًا﴾.
- ومن العجب أن ترى ذلك المسلم يسقط في مستنقعهم فيتقلّب في ليلته الرمضانية من قناة لأخرى، ومن مسلسل لآخر، ومن برنامج لبرنامج، ثم ينتقل بين هاتفه من حساب لحساب، وصفحة لصفحة… فأضاع ليله في مشاهدة المسلسلات والبرامج والصفحات والحسابات، ثم يضيّع نهاره بنوم فلا هو استفاد من ليله ولا نهاره استغله في طاعة ربه…
- والعجيب أن الشخص هذا نفسه الذي يضيع وقته في أمور كهذه تراه يتجنب الخير الذي يرفع رايته له، ويحاول يخفف منه، ويبتعد عنه، ويتضايق من وجوده، فلو أطال الإمام للحظات، أو الخطيب… لأن الدنيا أشغلته عن الله والدار الآخرة، وامتلأ به قلبه، وأظلمت الأنوار الربانية في داخله، وحل الشيطان مكانه: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ وَإِنَّهُم لَيَصُدّونَهُم عَنِ السَّبيلِ وَيَحسَبونَ أَنَّهُم مُهتَدونَ حَتّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيتَ بَيني وَبَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرينُ وَلَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنَّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكونَ﴾ ...
- فأصبحت أنوار أخرى ظلامية دامسة حالكة تريد أن تجره إليها، ويبتعد عن ربه جل وعلا، وكثيرون أولئك الذين يقذفون أنفسهم قذفا، ويبتعدون عن الجنة بعدًا شديدا، والجنة حُفّت بالمكاره، والنار حُفت بالشهوات؛ فالشهوات توافق النفس التي تحب الشهوات فطرة: ﴿زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالبَنينَ وَالقَناطيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنعامِ وَالحَرثِ ذلِكَ مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسنُ المَآبِ﴾… .
- إلا فهذه المغريات بمثابة جائزة للنفس لأنها تحبها فطرة، وترغب فيها شهوة ومتعة، وفوق ذلك فالشيطان يدعو إليها، ونواب الشيطان في رمضان يتجهزونها لشهور ولسنوات لعرض مسلسات وبرامج مخزية تافهة، فاسدة مفسدة، وقصص درامية سينمائية رومانسية ساقطة، ولقاطات فاحشة، ونساء كاسية عارية، وأشياء يستحي المسلم من يتكلم عنها فضلًا من أن يتابع ويصرف من وقته فيها...
- وإذا كان هذا محرمًا عليه في غير رمضان، فكيف بشهر الرحمن؟ إذا كان يحرم عليه أن ينظر إلى شيء يسير من امرأة، فكيف بما هو أبعد وأكثر؟ كيف بأن يعايشها لشهر كامل أمام الشاشات، كيف بأن يتعرف على اسمها ويحفظه لديه، ثم إذا كان ذلك المسلسل والحلقة لا زالت تتردد في ذهنه، ولا زال هذا البرنامج، ولا زالت هذه الفضائية، ولا زال هذا الحساب، ولا زال هذا المكان والموضع، ولا زال هذا الصديق السيئ، لا زال به يغريه طول السنة ليأتي إليه يتابع، يراقب، يتطلع لأخباره لصوره، لحديثه، لأشياء كثيرة عنه، فهو باب يسير يفتح، وإذا بأبواب كثيرة أيضا تفتح تلقائيًا وبالتالي تكون القدوة وسقطة المدوية وبئس المقتدي والمقتدى به…!.
- وقبل الختام: وكأني بهذه القنوات والمسلسلات والبرامج والتطبيقات والحسابات… على وسائل التواصل الاجتماعي عمومًا يتبرأ منها المسلم يوم القيامة: ﴿إِذ تَبَرَّأَ الَّذينَ اتُّبِعوا مِنَ الَّذينَ اتَّبَعوا وَرَأَوُا العَذابَ وَتَقَطَّعَت بِهِمُ الأَسبابُ﴾، وهو أيضًا: ﴿وَيَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيهِ يَقولُ يا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسولِ سَبيلًا﴾، ﴿يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾، وليس بالضرورة أن يكون الخليل من البشر، بل قد يكون حسابًا، بل قد يكون تطبيقًا، بل قد يكون برنامجًا، بل قد يكون مسلسلًا، بل قد تكون فضائية، بل قد تكون قناة، بل قد يكون هذا وذاك من المضلات، فهو عام لكل خليل جعل خلته ووقته وحبه وتعلقه به فهو خليل يصدق عليه قوله جل جلاله: ﴿وَيَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيهِ يَقولُ يا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسولِ سَبيلًا يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾. لكن هنا لا ينفع الندم: ﴿وَلَو أَلقى مَعاذيرَهُ﴾، وحتى الاعتراف بالذنب وإنكار العقل: ﴿وَقالوا لَو كُنّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ ما كُنّا في أَصحابِ السَّعيرِ فَاعتَرَفوا بِذَنبِهِم فَسُحقًا لِأَصحابِ السَّعيرِ﴾، لكن كل ذلك لا ينفع فإما أن يعتذر هنا ويقبل الله منه المعذرة، ويقول لهذه المغرية: ﴿رَبِّ السِّجنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدعونَني إِلَيهِ...﴾. يبتعد عنها مشغول بربه جل وعلا، شعاره دائمًا وأبدًا: ﴿ وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى﴾، أو يقع فريسة لها فهو بالخيار: ﴿لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَتَقَدَّمَ أَو يَتَأَخَّرَ كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهينَةٌ﴾، ﴿لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَستَقيمَ﴾، ﴿يا بَني آدَمَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِنَ الجَنَّةِ﴾، ﴿أَفَتَتَّخِذونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَولِياءَ مِن دوني وَهُم لَكُم عَدُوٌّ بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلًا﴾، ﴿أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يا بَني آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشَّيطانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ﴾…
- فهذا هو موقف المسلم الذي يخاف الله والدار الآخرة، ويرجو الله والدار الآخرة، الذي يعلم أن لقاء الله قريب جد قريب فلا صحته يركن عليها، ولا ماله، ولا دنياه، ولا أي شيء من ذلك أبدًا…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد: - ألا فالواجب علينا أن نعظم ما عظم الله، وأن نستشعر فضائل الله، وأن يكون المسلم على يقين بأن كل ما مضى يوم من الأيام فقد مضى شيء من عمره ولن يعود إليه أبدًا، وأن اللحظة والثانية التي قبل الآن لا يستطيع إنسان مهما بلغ من قوته وماله وجاهه وسلطانه أن يستردها مطلقًا، فكيف بأيام؟ كيف بسنوات؟ فالواجب على المسلم أن يدرك ذلك جيدًا، وأنه إلى ربه سبحانه وتعالى راحلًا، وعلى الآخرة مقبلًا، وهناك لا ينفع ندمه، ولا ينفع رجوعه، كما قال الله: ﴿وَأَنّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِن مَكانٍ بَعيدٍ﴾ ، ﴿قالوا بَلى قَد جاءَنا نَذيرٌ فَكَذَّبنا وَقُلنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيءٍ إِن أَنتُم إِلّا في ضَلالٍ كَبيرٍ﴾...
- وليقل المسلم المتساهل ما يشاء جراء هذا الكلام الواجب عليه استماعه مطوع متشدد، متعصب، متغطرس، يحارب النفس من أن تأخذ راحتها، ساعة وساعة، ألا فليقل ما يشاء لكن في يوم من الأيام سيأتيك ملك الموت حتمًا تخيله الآن، إن لم تتخيل ذلك فسيأتيك دون تخيل أصلاً، وسيأخذك إلى ربك طوعًا وكرهًا، لربما تكون وأنت تتصل، أو على سيارتك، أو في بيتك، أو بين أولادك، أو متمتعًا بصحتك، أو بمالك، أو بأي شيء كان من حياتك، سيأتيك ولا شك. فإما أن تستغل كل يوم من عمرك خصوصًا في رمضان وفرصة ربك هذه كما كان عليه الصلاة والسلام عندما يلتفت أحيانًا إلى الناس للصفوف مسويًا:"صلوا صلاة مودع"، هي النهاية، فمن جعل كل يوم هو النهاية بالنسبة له فإنه سيعمل خيرًا: ﴿وَما تَدري نَفسٌ ماذا تَكسِبُ غَدًا وَما تَدري نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَموتُ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبيرٌ﴾.
- كلنا على يقين جازم بل كل البشر على الإطلاق، مؤمنهم، مسلمهم، كافرهم، يهوديهم، نصرانيهم، مجوسيهم، أي أحد منهم على يقين أنه سيموت لكن هناك فرق بين عمل ما عمل لما بعد الموت، وآمن به إيمانًا صحيحًا، وبين من لم يعمل ولم يؤمن به أصلًا، وهناك أناس آخرون آمنوا ولم يعملوا، فإذا قلت له: هناك جنة؟ يقول نعم، هناك نار؟ نعم لكن يقول: لكن ربك غفور رحيم، غفور رحيم يريد من العبد أن يقترب من المغفرة، وأن يبتعد عن سبيل الغضب، فكما أنه رحمن رحيم، فهو شديد العذاب، ومنتقم، وعدل… ومعه جنة ونار، ويرضا ويغضب، ويحب ويكره…!.
- فالواجب علينا جميعًا أن نعمل وفق رضاه، وأن نجتنب كل ما يغضبه جل في علاه، ونحن في هذا الشهر هي فرصة عظيمة سانحة ولعلها هي النهاية، وآخر شهر نصومه، بل لعلها آخر ساعة وآخر يوم، فالواجب علينا أن نراقب المصير جيدًا، وأن نعمل لربنا سبحانه وتعالى بما يرضى عنا، وما نرضى نحن لأنفسنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، ولنكن على يقين بذلك، ولنعمل صالحًا لذلك حتى نفوز بدار دنيا بسعادة، وبدار أخرى بسعادة أيضًا.
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ على تليجرام: 👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/19463
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير فلك / المكلا / 7/رمضان/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فهناك فتن كثيرة، وشهوات عديدة، ومدلّهمات هنا وهناك تعترض المسلم في كل لحظة؛ ليتحقق ذلك البلاء الذي جعله الله سنة الحياة، لينتقل بالناس من دنيا فانية إلى جنة باقية، أو ينتقل بالناس من شهوات زائلة إلى نار خالدة، فهو مخيّر في هذه الدنيا بالسير في هذين الطريقين، وفي هذين السبيلين، مع أن صراط الله سبحانه وتعالى أوضح من الواضح، وأبين من البين قال الله فيه: ﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ...﴾، فبيّن تعالى أن صراطه واحد مستقيم غير معوج، بينما قال في الباطل الذي يعارض الحق وطريق الله عمومًا: ﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ...﴾، فهو طريق للحق واحد، وهناك طرق متشعبة، وضلالات وأهواء كثيرة، فالمسلم واقع بين طريق الله سبحانه وتعالى بكامل رضاه، أو على غير ذلك بأن يتجه إلى سخط الله سبحانه وتعالى، ثم ماذا قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: ﴿وَيَستَخلِفَكُم فِي الأَرضِ فَيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلونَ﴾.
- فمن أهداف الاستخلاف في الأرض هو النظر لذلك الإنسان، أما أن يعمل في هذه الحياة الدنيا وفق الطريق المستقيم الذي حدده الله عز وجل، أو أن يعمل على غير هذا السبيل، فيضل عن هذا الصراط، ويبتعد كثيرًا، وبالتالي فهناك في الآخرة الجزاء، وإن كان الجزاء في الدنيا أيضًا بالسعادة والاطمئنان والارتياح الذي يجده المؤمن، ولا يجده كثير من غير هذا المؤمن: ﴿مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ﴾، ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى}، فهو في الدنيا في شقاء، وفي الآخرة في شقاء، إن رأى في الدنيا سلوى وحبوة وشهوة، لكنه في الآخرة في عذاب دائم: ﴿خالِدينَ فيها أَبَدًا﴾، ﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾…
- فالقصد النظر لعمل ذلك المسلم إما أن يوافق الصراط الذي ارتضاه الله له فيدخل بذلك الجنة، أو على غير ذلك وهو أخبر وأبصر: ﴿بَلِ الإِنسانُ عَلى نَفسِهِ بَصيرَةٌ﴾، والله جعل له عقلًا وميزه به من بين سائر المخلوقات، وجعل له غيبيات، وجعل له شهوات محسوسات ملموسات، فهو إن اختار الملموس، وترك ذلك الشيء غير الملموس في الدنيا، الذي يعده الله عز وجل له، فهو مخير بين ذلك: ﴿فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمَن شاءَ فَليَكفُر...﴾. فإما النجاة، وإما طريق الخسارة.﴿فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ...﴾. هنا الفوز، هنا الربح الحقيقي، هنا المفلح اليقيني، فإما مؤمن يسعد، أو غير ذلك فيشقى للأبد وهو الذي ارتضى بشهوات عابرة، ولحظات يسيرة، ثم زالت عنه وذبلت، وتعذب وبعد ذلك سنوات غير محصية: ﴿خالِدينَ فيها أَبَدًا﴾. و﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾…!.
- فالجنة ثمنها عظيم، ثمنها محاربة الشهوات والملذات، والأهواء، ورغبات الشر، والبعد عن الخير، وهذا من الابتلاء الذي جعله الله سبحانه وتعالى في الدنيا ليقفز بالعبد نحو الآخرة، ويستحق بالنجاح فيه الجنة الخالدة: ﴿لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا﴾، ﴿لَيَبلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيءٍ مِنَ الصَّيدِ تَنالُهُ أَيديكُم وَرِماحُكُم لِيَعلَمَ اللَّهُ مَن يَخافُهُ بِالغَيبِ...﴾، إنه بلاء جد بلاء ذلك الذي كان بعيدًا عنهم في غير هذا الوقت المحرم عليهم وهم محرومون إذ هو قريب منهم؛ ليبتليهم وليختبرهم، لينظر الصادق من الكاذب، ومن اختار رضا الله ممن اختار شهوة نفسه ولحظة هوى عابرة له: ﴿لِيَعلَمَ اللَّهُ مَن يَخافُهُ بِالغَيبِ...﴾.
- وإننا في شهر الله عز وجل، الذي خفف فيه من البلاء ما خفف؛ فنرى أن الشياطين مصفدة، وأن الجنة مفتحة، وأبواب السماء مشرعة، والخيرات فيه متعددة أيضًا ومهيأة، والحسنات مضاعفة، والفرصة ممنوحة، وحتى النفوس البشرية صفت نوعًا ما، فمن تراه مستحيًا من المسجد في يوم من الأيام في غير هذا الشهر، ففي هذا الشهر لعله على أقل أحواله يدخل لصلاة جماعة واحدة، وإن لم يجلس في المسجد أو لم يرَ أصحاب المسجد، فإن الوجوه الجديدة التي يراها، والقلوب المفعلة للخير تريد الله والدار الآخرة، حتى النفوس العصية الأبية عن ربها جل جلاله مقبلة عليه في هذا الشهر المبارك… حتى وإن كان قد ترك الصلاة، أو اغتاب، أو شتم… فإن الصيام عنده مقدس، ورمضان عنده مبجل، لأن الله سبحانه وتعالى أراد لهذه السنة الشرعية أن تتغلب على سنن كثيرة كونية، فصفّد فيه مردة الشياطين، وفتّح فيه أبواب الجنان، وغلق فيه أبواب النيران، وجعل النفوس مقبلة على الرحمن: ﴿لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا﴾.
- لكن أمام ذلك كله لا زالت الفتن والمحن في أصلها على ما هي عليه، وتعترض له بين حين وحين، وإن كانت أخف من جهات عدة، لكن هناك بشر يأبون الله ويسره جل وعلا، نعم هناك بشر يعملون ضد الله، هناك بشر يحاربون الله، وهناك أناس يصدون عن سبيل الله: ﴿الَّذينَ يَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ وَيَبغونَها عِوَجًا﴾، انظر: ﴿وَيَبغونَها عِوَجًا﴾، وفوق ذلك: ﴿وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا﴾، ﴿ وَيَحسَبونَ أَنَّهُم مُهتَدونَ﴾،﴿الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا﴾، إن لم يقل أحد: "أنا أهدى منك، وأفضل منك، وأحسن منك، وأكثر استقامة من استقامتك، وطاعة من طاعتك"، ومن هذه الهرطقات التي نسمعها منهم، لكنهم مع ذلك يسعون ليل نهار لإغواء الخلق، وإبعادهم عن طريق الله بكل إمكانية: ﴿وَاللَّهُ يُريدُ أَن يَتوبَ عَلَيكُم وَيُريدُ الَّذينَ يَتَّبِعونَ الشَّهَواتِ أَن تَميلوا مَيلًا عَظيمًا﴾، ويرفضون كل عرض من الله وفرص عظيمة يفتحها للعباد، ويستجيب الإنسان لها لأنا توافق ضعفه وفطرته للهوى: ﴿يُريدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُم وَخُلِقَ الإِنسانُ ضَعيفًا﴾…
- إننا نجد هذه الفتن والمغريات التي تتكالب على المسلم من كل ناحية، تناديه، وتجذبه، وتسعى إليه، وتعرض نفسها عليه بأجمل الحلل، وبأموال طائلة أنفقت عليها لتحبب نفسها إليه، وترغبه فيها: ﴿يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ...﴾ فهم خاسرون في الأول والأخير رغم محاولاتهم البائسة لصد المؤمن عن الله والدار الآخرة.
- وها نحن في شهر رمضان ومع تصفيد مردة الشيطان فيه لكن هناك نواب كثير للشيطان الرجيم، هناك سراق متعددون يكثرون في هذا الشهر الكريم، هناك أناس أرادوا أن ينهبوا عن الشهر مكرمته وخيريته، وما فيه من فضائل أعدها رب العالمين؛ من أجل أن يقترب العباد إليه جل جلاله، لكن يأبى هؤلاء إلا أن يُصِدوا الناس عن طريق الله، وعن هدى الله، وعن هذا الخير الذي أراده الله، فنجد البشر، وما أكثرهم! وما أكثر هؤلاء، إنهم كثير جد كثير، ويصدون عن طريق الله.
- فما موقف المسلم من هؤلاء وما يعرضون لإغواء الناس عن طريق الله جل وعلا… هل يدافع، يقاطع، يخاصم، يبتعد، يجاهد، أم يقع في هذا الشباك الخطير الذي يحترم حتى الشيطان هذا الشهر، وكثير من الناس، لا يحترمونه؛ إذ نرى مسلسلات، وقنوات، ومنشورات، ورسائل، وأخبار، وقل ما شئت من صوارف الناس عن الله، وعن الدار الآخرة، وابتغاء غير سبيله، وغير طريقه، ورفع رايات شيطانية تريد من المسلم أن يأتي إليها، وينفقوا أموالًا طائلة عليها، لأجل أن يقذفوا الناس فيها طوعًا وكرهًا، بل لأشهر لسنوات يعدون ويجهزون ويتعبون ويكلون ولا يملون لكن: ﴿عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلى نارًا حامِيَةً﴾، حتى ينفقوا ملايين دولارات من أجل أن يصلوا إلى هدف واحد: هو إسقاط المسلم في هذا الشهر الكريم، وجرّه جرًا إليهم، وإبعاده إبعادًا شديدًا عن الله عز وجل: ﴿وَيُريدُ الَّذينَ يَتَّبِعونَ الشَّهَواتِ أَن تَميلوا مَيلًا عَظيمًا﴾.
- ومن العجب أن ترى ذلك المسلم يسقط في مستنقعهم فيتقلّب في ليلته الرمضانية من قناة لأخرى، ومن مسلسل لآخر، ومن برنامج لبرنامج، ثم ينتقل بين هاتفه من حساب لحساب، وصفحة لصفحة… فأضاع ليله في مشاهدة المسلسلات والبرامج والصفحات والحسابات، ثم يضيّع نهاره بنوم فلا هو استفاد من ليله ولا نهاره استغله في طاعة ربه…
- والعجيب أن الشخص هذا نفسه الذي يضيع وقته في أمور كهذه تراه يتجنب الخير الذي يرفع رايته له، ويحاول يخفف منه، ويبتعد عنه، ويتضايق من وجوده، فلو أطال الإمام للحظات، أو الخطيب… لأن الدنيا أشغلته عن الله والدار الآخرة، وامتلأ به قلبه، وأظلمت الأنوار الربانية في داخله، وحل الشيطان مكانه: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ وَإِنَّهُم لَيَصُدّونَهُم عَنِ السَّبيلِ وَيَحسَبونَ أَنَّهُم مُهتَدونَ حَتّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيتَ بَيني وَبَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرينُ وَلَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنَّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكونَ﴾ ...
- فأصبحت أنوار أخرى ظلامية دامسة حالكة تريد أن تجره إليها، ويبتعد عن ربه جل وعلا، وكثيرون أولئك الذين يقذفون أنفسهم قذفا، ويبتعدون عن الجنة بعدًا شديدا، والجنة حُفّت بالمكاره، والنار حُفت بالشهوات؛ فالشهوات توافق النفس التي تحب الشهوات فطرة: ﴿زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالبَنينَ وَالقَناطيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنعامِ وَالحَرثِ ذلِكَ مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسنُ المَآبِ﴾… .
- إلا فهذه المغريات بمثابة جائزة للنفس لأنها تحبها فطرة، وترغب فيها شهوة ومتعة، وفوق ذلك فالشيطان يدعو إليها، ونواب الشيطان في رمضان يتجهزونها لشهور ولسنوات لعرض مسلسات وبرامج مخزية تافهة، فاسدة مفسدة، وقصص درامية سينمائية رومانسية ساقطة، ولقاطات فاحشة، ونساء كاسية عارية، وأشياء يستحي المسلم من يتكلم عنها فضلًا من أن يتابع ويصرف من وقته فيها...
- وإذا كان هذا محرمًا عليه في غير رمضان، فكيف بشهر الرحمن؟ إذا كان يحرم عليه أن ينظر إلى شيء يسير من امرأة، فكيف بما هو أبعد وأكثر؟ كيف بأن يعايشها لشهر كامل أمام الشاشات، كيف بأن يتعرف على اسمها ويحفظه لديه، ثم إذا كان ذلك المسلسل والحلقة لا زالت تتردد في ذهنه، ولا زال هذا البرنامج، ولا زالت هذه الفضائية، ولا زال هذا الحساب، ولا زال هذا المكان والموضع، ولا زال هذا الصديق السيئ، لا زال به يغريه طول السنة ليأتي إليه يتابع، يراقب، يتطلع لأخباره لصوره، لحديثه، لأشياء كثيرة عنه، فهو باب يسير يفتح، وإذا بأبواب كثيرة أيضا تفتح تلقائيًا وبالتالي تكون القدوة وسقطة المدوية وبئس المقتدي والمقتدى به…!.
- وقبل الختام: وكأني بهذه القنوات والمسلسلات والبرامج والتطبيقات والحسابات… على وسائل التواصل الاجتماعي عمومًا يتبرأ منها المسلم يوم القيامة: ﴿إِذ تَبَرَّأَ الَّذينَ اتُّبِعوا مِنَ الَّذينَ اتَّبَعوا وَرَأَوُا العَذابَ وَتَقَطَّعَت بِهِمُ الأَسبابُ﴾، وهو أيضًا: ﴿وَيَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيهِ يَقولُ يا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسولِ سَبيلًا﴾، ﴿يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾، وليس بالضرورة أن يكون الخليل من البشر، بل قد يكون حسابًا، بل قد يكون تطبيقًا، بل قد يكون برنامجًا، بل قد يكون مسلسلًا، بل قد تكون فضائية، بل قد تكون قناة، بل قد يكون هذا وذاك من المضلات، فهو عام لكل خليل جعل خلته ووقته وحبه وتعلقه به فهو خليل يصدق عليه قوله جل جلاله: ﴿وَيَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيهِ يَقولُ يا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسولِ سَبيلًا يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾. لكن هنا لا ينفع الندم: ﴿وَلَو أَلقى مَعاذيرَهُ﴾، وحتى الاعتراف بالذنب وإنكار العقل: ﴿وَقالوا لَو كُنّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ ما كُنّا في أَصحابِ السَّعيرِ فَاعتَرَفوا بِذَنبِهِم فَسُحقًا لِأَصحابِ السَّعيرِ﴾، لكن كل ذلك لا ينفع فإما أن يعتذر هنا ويقبل الله منه المعذرة، ويقول لهذه المغرية: ﴿رَبِّ السِّجنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدعونَني إِلَيهِ...﴾. يبتعد عنها مشغول بربه جل وعلا، شعاره دائمًا وأبدًا: ﴿ وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى﴾، أو يقع فريسة لها فهو بالخيار: ﴿لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَتَقَدَّمَ أَو يَتَأَخَّرَ كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهينَةٌ﴾، ﴿لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَستَقيمَ﴾، ﴿يا بَني آدَمَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِنَ الجَنَّةِ﴾، ﴿أَفَتَتَّخِذونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَولِياءَ مِن دوني وَهُم لَكُم عَدُوٌّ بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلًا﴾، ﴿أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يا بَني آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشَّيطانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ﴾…
- فهذا هو موقف المسلم الذي يخاف الله والدار الآخرة، ويرجو الله والدار الآخرة، الذي يعلم أن لقاء الله قريب جد قريب فلا صحته يركن عليها، ولا ماله، ولا دنياه، ولا أي شيء من ذلك أبدًا…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد: - ألا فالواجب علينا أن نعظم ما عظم الله، وأن نستشعر فضائل الله، وأن يكون المسلم على يقين بأن كل ما مضى يوم من الأيام فقد مضى شيء من عمره ولن يعود إليه أبدًا، وأن اللحظة والثانية التي قبل الآن لا يستطيع إنسان مهما بلغ من قوته وماله وجاهه وسلطانه أن يستردها مطلقًا، فكيف بأيام؟ كيف بسنوات؟ فالواجب على المسلم أن يدرك ذلك جيدًا، وأنه إلى ربه سبحانه وتعالى راحلًا، وعلى الآخرة مقبلًا، وهناك لا ينفع ندمه، ولا ينفع رجوعه، كما قال الله: ﴿وَأَنّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِن مَكانٍ بَعيدٍ﴾ ، ﴿قالوا بَلى قَد جاءَنا نَذيرٌ فَكَذَّبنا وَقُلنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيءٍ إِن أَنتُم إِلّا في ضَلالٍ كَبيرٍ﴾...
- وليقل المسلم المتساهل ما يشاء جراء هذا الكلام الواجب عليه استماعه مطوع متشدد، متعصب، متغطرس، يحارب النفس من أن تأخذ راحتها، ساعة وساعة، ألا فليقل ما يشاء لكن في يوم من الأيام سيأتيك ملك الموت حتمًا تخيله الآن، إن لم تتخيل ذلك فسيأتيك دون تخيل أصلاً، وسيأخذك إلى ربك طوعًا وكرهًا، لربما تكون وأنت تتصل، أو على سيارتك، أو في بيتك، أو بين أولادك، أو متمتعًا بصحتك، أو بمالك، أو بأي شيء كان من حياتك، سيأتيك ولا شك. فإما أن تستغل كل يوم من عمرك خصوصًا في رمضان وفرصة ربك هذه كما كان عليه الصلاة والسلام عندما يلتفت أحيانًا إلى الناس للصفوف مسويًا:"صلوا صلاة مودع"، هي النهاية، فمن جعل كل يوم هو النهاية بالنسبة له فإنه سيعمل خيرًا: ﴿وَما تَدري نَفسٌ ماذا تَكسِبُ غَدًا وَما تَدري نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَموتُ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبيرٌ﴾.
- كلنا على يقين جازم بل كل البشر على الإطلاق، مؤمنهم، مسلمهم، كافرهم، يهوديهم، نصرانيهم، مجوسيهم، أي أحد منهم على يقين أنه سيموت لكن هناك فرق بين عمل ما عمل لما بعد الموت، وآمن به إيمانًا صحيحًا، وبين من لم يعمل ولم يؤمن به أصلًا، وهناك أناس آخرون آمنوا ولم يعملوا، فإذا قلت له: هناك جنة؟ يقول نعم، هناك نار؟ نعم لكن يقول: لكن ربك غفور رحيم، غفور رحيم يريد من العبد أن يقترب من المغفرة، وأن يبتعد عن سبيل الغضب، فكما أنه رحمن رحيم، فهو شديد العذاب، ومنتقم، وعدل… ومعه جنة ونار، ويرضا ويغضب، ويحب ويكره…!.
- فالواجب علينا جميعًا أن نعمل وفق رضاه، وأن نجتنب كل ما يغضبه جل في علاه، ونحن في هذا الشهر هي فرصة عظيمة سانحة ولعلها هي النهاية، وآخر شهر نصومه، بل لعلها آخر ساعة وآخر يوم، فالواجب علينا أن نراقب المصير جيدًا، وأن نعمل لربنا سبحانه وتعالى بما يرضى عنا، وما نرضى نحن لأنفسنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، ولنكن على يقين بذلك، ولنعمل صالحًا لذلك حتى نفوز بدار دنيا بسعادة، وبدار أخرى بسعادة أيضًا.
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A