*رمضان مدرسةٌ لتهذيب الأخلاق* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...

منذ 2025-05-19
*رمضان مدرسةٌ لتهذيب الأخلاق*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
من أروع خطب الشيخ.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ على تليجرام: 👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/19590
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا / 14/ رمضان /1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- فنحن في مدرسة رمضان التربوية الأخلاقية، وفي جامعة رمضان الإيمانية، وفي دورة متكاملة شاملة تربوية وتدريبية اسمها "رمضان"، وإن كانت المدة قصيرة ويسيرة، لكن لما عظم المشرع فيها جل وعلا كانت عظيمة النفع للناس عامة، كانت تترك أثرًا في الأعمال، وتترك أثرًا في الجوارح، وتترك أثرًا في الأركان، وتترك أثرًا في المجتمع بأكمله.

- إنها مدرسة ربانية لا إنسانية ولا بشرية، بل هي مدرسة من رب العالمين جل جلاله، قصُرت مدتها لكن عظم نفعها؛ لأنها مدرسة رب العالمين سبحانه وتعالى، وحُق لها أن تعظُم، وحُق لها أن يكون فيها النفع والدفع والرفع للمسلم، حتى يكون مسلمًا متمسكًا بدينه، كما أنه متمسك بما أمره الله أن ينتهي عنه في نهار صومه؛ فالصيام هو فرصة عظيمة للتطهير والتنقية والتصفية، والمراجعة للنفس، وللأقوال، والأفعال، وللحركات والسكون أيضا.

- إن رمضان يعني للمسلم كل شيء؛ لأنه معنى سامٍ للفضائل، والأخلاق، والسلوك، والأعمال، والقيم، والكرائم عامة، التي جاء بها نبينا، وحث عليها رسولنا، وجاء يؤسسها هذا الشرع العظيم عموما.

- فماذا عن صيامنا وأثره فينا الذي رأس هدفه الأبرز والأسمى، والتشريع الأعظم منه تمامًا: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾، إنها التقوى ﴿لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾، نعم إنه تحقيق التقوى في نفوس العباد، فتخرج هذه التقوى من نفوسهم وقلوبهم وبواطنهم إلى مجتمعاتهم، إلى أفعالهم، إلى أقوالهم، إلى حركاتهم، إلى سكناتهم، إلى كل شيء فيهم، فيكون أثرها عليهم جميعًا وعلى المجتمع بأكمله عموما.

- ألا فإن الإسلام لا يقبل من مسلم أجاع بطنه عن الطعام، وعن الشراب، وعصم شهوته من جماع زوجته، ومن ارتكاب أي شيء من الفواحش عامة، ثم إذا هو يرتكب فواحش الأخلاق ويجتنيها، وتسوء أفعاله وأقواله دون ضبط لها، ولهذا فإن معنى التقوى أوسع وأشمل وأكبر مما يتخيل المسلم، فكان هدف الصيام هو تحقيق التقوى في نفوس الصائمين قال رب العالمين: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ نعم لتنغرس التقوى في قلوبكم، وتخرج الثمرة منها إلى أفعالكم، وأعمالكم، ومنطقكم، ولكل شيء في واقع حياتكم سواء كان المسلم في عمله، أو كان في وظيفته، كان في بيته، كان في متجره، كان في سوقه، كان مع الآخرين عامة فواجبه أن يغيره الصيام أيما تغيير، ولا يكون بعد صومه كما كان عليه قبل صومه.

- ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد رَبَّى القائم على إن سابه أحد أو شاتمه أو ارتكب شيئًا من حماقاته عليه سواء في الأقوال والأفعال،
أن يرد عليه بمعنى أسمى وأعلى وأجل وأفضل، لا ضعفًا، ولا استكانة، ولا خوفًا، ولا جبنًا، بل تربية، بل تنقية، بل تهذيبًا، بل تصفية: "ومن يتصبر يصبره الله"، وأيضًا ومن يتعلم الحلم فإن الله يجعل حليمًا، يجعله حكيمًا…

- فكل شيء يحتاج إلى ضبط، وإن أعظم وأسمى ذلك الضبط وفي مقدمته هو ضبط السلوك مع الخلق، ولا يكفي استقامت الأعمال مع الخالق، بينما يبقي سلوكه عفنًا مع الخلق… ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، ولا يجهل، وإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم"، بمعنى فلا يصدر عنه ومنه الشتائم والقبائح السيئة، والأعمال الشنيعة، لا يصدر عنه شيئًا من ذلك البتة، بل هو مستقيم في لسانه، مستقيم في أفعاله، مستقيم في حركاته وسكناته، بل هو متقٍ لربه في صومه، يراقب الله عز وجل فيما صوّم نفسه لأجله تبارك وتعالى.

- وبالتالي يحقق الصائم بذلك معنى الصيام أولاً في نفسه، فلا يرفث، ولا يفسق، ولا يجهل، ولا يصخب، فإذا سابه أحد أو شاتمه فإنه يظل صامداً فلا تنهار نفسه أبدًا لأنه عمل بحديث نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه لم يرفث، ولم يصخب، ولم يجهل، ولم يأتِ لا بسوء قول ولا بفحش فعل، لا في بيته، ولا في سوقه، ولا في عمله، ولا في مجتمعه، ولا في أي شيء من ذلك البتة.

- وبالتالي فإن اعترض عليه أحد بسوء أخلاق، "فإن سابه أحد أو شاتمه فبمباشرة يرد علبه بالحسنى، وبتوجيهات الحبيب صلى الله عليه وسلم صاحب المُثُل الأعلى: "إني صائم" فلا أرد عليك، بل عندي معنى أسمى، عندي مدرسة كبرى، عندي تهذيب شامل وكامل للسان، وضبط للحركات والسكون، والأفعال، وبالتالي لا ينطلق مني سوء الأفعال، والأقوال؛ لأنه عرف معنى الصيام حق المعرفة.

- ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام قد أوضح للأمة معنى أشد وأبلغ، وأعظم وأخطر حيث قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، فهذا صام عن ما أحل الله من طعام وشراب، وأفطر على ما حرم الله من معاصٍ، وسبابٍ، وشتائم، وقذائف، وقل ما شئت من سوء الأعمال، بل ليس كا أفطر بها الأفعال وفقط، أو الأقوال وفقط، بل سوء الأعمال بل سوء الحركات، بل سوء سكونه، بل سوء حتى منامه أن ينام عن صلاته، أن ينام عن واجباته، أن ينام عن عمله، أن ينام عما يجب عليه أن يقوم به؛ لأن الصوم لا يمنع المسلم من أن يمارس الحياة عامةً، بل يمارسها مع ممارسته للصيام. وإن لم يكن ممارسًا لها، فمتى سيتعلم من الصيام من صومه فيهذب به لسانه وأفعاله إذا كان نائمًا في بيته ينام من الفجر، إن لم يكن من السحور. دون صلاة للفجر، ثم يستيقظ عصرًا ليذهب يبحث عن ما يملي بطنه وقت الإفطار، فلا معنى الصيام تحقق فيه، ولا القيام أثمر فيه، ولا أي شيء من رمضان كان له وعليه، فهو بعيد كل البعد عن معنى الصيام، الذي شعاره الأبرز، وهدفه الأسمى، تحقيق التقوى في نفوس العباد.﴿لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾.

أي تقوى سينالها مسلم اتخذ الصيام رمضان وشعبان سواء. رمضان وشوال سواء، لا فرق عنده بين الشهور والأيام. فرمضان يوم من الأيام، وأيضًا شعبان من الأيام، وشهر من الشهور. لا يبالي في أي يوم هو جعل يوم صومه ويوم فطره سواءٌ. في لسانه، في أقواله، في أفعاله، في كل شيءٍ منه. أوصام، هذا لم يصم وإن زعم ذلك.

- ولهذا يرى كثير من الفقهاء والصحابة أن من أفطر بأمر معنوي، مثل سبٍ وشتمٍ وغيبةٍ ونميمةٍ، وفعل الحرام أيًا كان، فقد أفطر عمدًا في نهار رمضان، وهو مذهب أبي هريرة، وجابر بن عبدالله، وعائشة رضي الله عنهم، وكثير من الصحابة، وهو مذهب الأئمة الظاهرية، يرون جميعًا وغيرهم كثير يرون أن كل ما يناقض الصوم من حركات وأفعال وأقوال فهي مبطلة له؛ استدلالًا بقوله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة من أن يدع طعامه وشرابه"، وغيره، وهو حديث صريح رواه الإمام البخاري في صحيحه.

- بل ورد عند غير البخاري في حديث صححه كثير من الحفاظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذُكر له أن امرأةً تكثر الصيام لكن تؤذي جيرانها بلسانها أي بذيئة اللسان، سليطة اللسان، قبيحة الأقوال، سيئة الأفعال، فقال: "هي في النار، هي في النار" مع أنها تصوم لكنه تجويع للبطن دون تحقق معنى الصيام في واقع الفعل.

- وهم كثير من الصائمين للأسف الشديد فيصدق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَش، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَر"، فماذا استفاد من صيامه وقد ساء فعله وقوله، أَيُحسب أن الصيام هو تجويع للبطن، ومنعها من الطعام والشراب، بينما يتسلط على الناس عامة يقول فيهم ما يشاء، ويدع ما يشاء، ينهش هذا بقذف، وهذا بسب، وهذا بشتم، وهذا بأخذ، وهذا بابتزاز، وهذا بنهب، وهذا بسلخ، وهذا بسرقة، وهذا بذاك، ثم هو صائم، أي صيام له؟ أي قيام له؟ أي تراويح لهذا؟ أي رمضان لهذا؟ ماذا استفاد من رمضان أصلا؟!.

- إنه مفلس أشد الإفلاس كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار".

- ألا لا معنى لظاهر الصيام إن لم تتأدب النفوس عن سوء الأفعال والأقوال بل وكل حرام، فمن صام في نهار رمضان عن الطعام والشراب ولم يصم لسانه من غيبة، ونميمة، وسب، وشتم، ولعن، وطعن، وهمز، ولمز، وسخرية، وقبح، ولم تصم يده من أذى، ونهب، وسرق، ورشوة، وغش…، ولم يصم قلبه من حقد وغلِّ، وحسد، وحقد، وكبر… ولم تصم كل جوارحه عن الحرام عامة فإن صيامه للبطلان أقرب، ومن العذاب ألصق وأحق: "رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَش، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَر"، و: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة من أن يدع طعامه وشرابه"…!.

- ما معنى حقيقة الصيام أيها الصائمون إن كان الصائم يصوم عن الأكل والشراب، ويجوع بطنه عن شهوة الطعام، ولكنَّه لا يصوم عن السباب والفحش وبذاءة اللسان، ولا يصوم عن غض البصر عن الحرام، ولا أذنه عن سماع الحرام، ولا يده عن تناول الحرام، ولا قدمه من أن تمشي للحرام…!.

- ولهذا ذكر الإمام ابن رجب الحنبلي عن بعض السلف: (أهون الصيام ترك الشراب والطعام)، ويقول: (فصيامنا هذا يحتاج إلى استغفار نافع، وعمل صالح له شافع، كم نخرق صيامنا بسهام الكلام ، ثمَّ نرقعه ، وقد اتسع الخرق على الراقع، والمقصود أنَّ من أراد الصوم الحقيقي فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى ، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته)، واشتهر قول جابر رضي الله عنه: (إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء).

- إن أقل الصيام كما ذكر ابن رجب الحنبلي وابن حجر العسقلاني، وكثير من أئمة الإسلام، على أن أقل مرتبة للصيام وأدناها أن يصوم عن الطعام والشراب، إنها مرتبة يستطيعها الفساق الظلمة والمجرمون والفاسقون والعلمانيون والخارجون عن الإسلام أصلاً؛ إذ هم يصومون رمضان بمعنى التجويع عن الطعام والشراب لكن ماذا استفادوا؟ وماذا أفادوا؟ وماذا انتفعوا؟ وبماذا انتفعوا؟!.

- ألا فإن الصيام أسمى، إن الصيام أعلى، إن الصيام أكبر، إن الصيام أهم وأعظم؛ إنه يولد التقوى في القلب، ثم تنطلق نحو العمل، وهذا هو المراد بالصيام الحق الذي أراده الرب وغيره تجويع: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾…

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:

- فإن الواجب علينا أن ندرك وأن نعي حق الوعي على أن رمضان أسمى وأكمل وأشمل مما نتصور، وأنه مدرسة إلهية ربانية يجب أن ندخل فيها ثم نخرج وقد تغيرت أقوالنا، وأفعالنا، وحركاتنا؛ لأن الصيام جامعة للفضائل، وتهذيب وتنقية للجوارح، وهو مغتسل طيب مبارك للبدن والقلب معًا، وللظاهر والباطن جميعًا يغتسل فيه العبد من ذنوبه وخطاياه تمامًا فمن دخل عليه رمضان، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "ورمضان إلى رمضان كفّارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"، وأيضًا: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه"، وأيضًا: "ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه"، وأيضًا: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه"، وكلها أحاديث صحيحة تدل على أمر واحد هو أن رمضان مغتسل من الذنوب والمعاصي، مغتسل من هذه القبائح، مغتسل من أثقالها وأوزارها، مغتسل بكل معنى مغتسل وتنقية وتصفية للعبد من أدرانه عامة، حتى يخرج خفيفًا من رمضان من ذنوبه التي حملها طوال العام.

- لكن بقي الأمر الآخر، وهو الأخلاق، هو تهذيب النفس، هو تهذيب اللسان، هو تهذيب الأعمال، وتهذيب الصائم ليخرج من رمضان لا كما دخل إليه، بل يخرج من رمضان آخر تمامًا قد حقق الصيام، وحقق معنى الصيام، وحقق معنى القيام، ونفعه ذلك بكله أيما انتفاع والله يقول في كتابه: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ...﴾، وهكذا كل العبادات عامة فهي تهذيب للأخلاق ومنها الصيام: ""فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، ولا يجهل، وإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم"، "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة من أن يدع طعامه وشرابه"…، وفي الحج قال: ﴿الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلوماتٌ فَمَن فَرَضَ فيهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسوقَ وَلا جِدالَ فِي الحَجِّ﴾، وفي الزكاة قال: ﴿خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها﴾، فهي طهارة وهكذا كل العبادات عامة لا أركان الإسلام الخمسة وحدها… بل كل العبادات فثمرتها التهذيب والتنقية والتصفية للمسلم.

- وإذا لم تكن هذه التنقية والتصفية في رمضان فمتى وقد اجتمعت العبادات أو أغلبها فلعله دخل المسجد في رمضان ولزمع، وقرأ القرآن فيه وأكثر منه وتصدق، وذكر الله جل جلاله وقام الليل وفعل الأفعال الطيبة عامة، وحرص على شيء من الخير والاستماع للذكر وقراءة القرآن، إن لم يكن له الصاحب الأكبر فعلى الأقل كان له مصحف أو ما يقرب منه لكن بقيت التنقية والتصفية التي هي الثمرة أين هي…!.
- فهل ربته صالحاته وأعماله وجعل هذه الأعمال الصالحة مدرسة ومزرعة له لينطلق بها في كل السنة؟ لتضرب جذور شجرة رمضان في القلب وفي الأعمال والأقوال على مدار العام، وذلك العبد يزرعها بصلاته اليومية، فهو لا زال يتعاهد هذه الشجرة الرمضانية التي تبث في كل العام، بسبب أنه حقق معنى الصيام كما أراد ربنا جل وعلا…

- أما إذا لم يكن كذلك، إنما جاع بطنه وصان فرجه ومنعها من زوجته وأهله، فذلك لم يحقق معنى الصيام الذي يريده الإسلام.

- فواجبنا على أن نعلم أن الصيام أعظم وأسمى في ديننا، وأن هدفه الأبرز والأعظم هو التقوى. ثم ماذا بعد التقوى؟ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ﴾ والصيام يحقق التقوى ومعناه الدخول إلى جنة المأوى: ﴿تِلكَ الجَنَّةُ الَّتي نورِثُ مِن عِبادِنا مَن كانَ تَقِيًّا﴾ ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذينَ اتَّقَوا وَنَذَرُ الظّالِمينَ فيها جِثِيًّا﴾،

- ألا فلنكن على قدر هذه الجنة التي تتطلب منا مطالب أسمى وأكبر، ومنها الصيام كما يريده الإسلام وثمرته التقوى التي تحدث عنها المولى جل وعلا…

- صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:

*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 3

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً