*أبناؤنا.وضرورة.المراكز.الصيفية.لهم.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
منذ 2025-05-19
*أبناؤنا.وضرورة.المراكز.الصيفية.لهم.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/H8HoqPFycm4
*📆 تم إلقاؤها : بمسجد عمر بن عبدالعزيز 19/ شوال /1443هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فقد جاء في الأثر أن عيسى عليه السلام مر ذات يوم على قبر وهو يعذب صاحبه فيه، فسمع عيسى عليه السلام من بكائه وأنينه وعذابه وآلامه ما خاف ووجل ورق له عيسى عليه السلام ورثي لحاله ودعا الله لصاحب القبر أن يخفف العذاب عليه، فلم يجب رب العالمين سبحانه وتعالى لذلك؛ لأن العبد يستحق بذنوبه هذا العذاب، فذهب عيسى من عند ذلك القبر لحال سبيله، وبعد سنوات جاء عيسى عليه السلام ماراً من على القبر فسمع وإذا بصاحب القبر ينعّم فيه، إذا هو اقتلب حاله من عذاب إلى نعيم، ومن صراخ إلى ضحك واستبشار، ومن حزن إلى فرح وسرور، انقلبت حياته رأسًا على عقب، فتعجب عيسى عليه السلام وقال لربه عز وجل مناديًا هل خرج هذا العبد إلى الدنيا ليعمل صالحًا فتغير حاله فأصبح على ما أسمع، ما الذي فعل هذا الرجل حتى تحول كل شيء إلى غير ذلك؟ قال الله تبارك وتعالى لعيسى عليه السلام: يا عيسى أن عبدي هذا قد كان على ما هو عليه من العصيان فاستحق بذلك العذاب في القبر قبل أن يأتي العذاب الأكبر يوم القيامة، ولكنه ترك جنينًا في بطن زوجته فخرج الولد للحياة ولد هذا الرجل صاحب القبر فخرج الولد للحياة فكبر وتعلم وأول ما تعلم أن أمرت به أمه ليذهب للكتاتيب صار أول ما نطق في الكتاب باسمي بسم الله الرحمن الرحيم، فأول ما نطق هناك باسمي،ثم قال الله عز وجل يا عيسى: "إني استحييت أن أعذب عبدي في باطن الأرض وولده يذكرني على ظاهرها"… .
- أرأيتم أيها الإخوة نفعه ماذا؟ نجاه ماذا؟ رفع عنه العذاب ماذا؟ لم يخرج هذا الرجل إلى الدنيا ليعمل خيراً ولكن ترك ولداً ليدعو له ترك ولداً ليذكر الله فيكتب الذكر لوالده، ترك ولداً على ظهر الحياة ليحفظ ليتعلم ليقرأ ليسبح ليذكر الله تبارك وتعالى فيكون ذلك الخير وتلك الحسنات الصادرة من الولد للوالد ما يعمله من خير وما يعمل من سوء وشر فلوالده ايضًا أجره ونصيبه من ذلك لا ريب ولا شك فيه أبدا فإنا الولد إنما هو قطعة من الوالد وإنما هو بضعة منهم، وهذا عمر رضي الله عنه كان يقول: "إني لأستكره نفسي على الجماع لعلها تخرج نسمة تسبح الله" أي فيكتب الله لي أجرها؛ لأني سبب وجوده للحياة، ولو لم يكن الوالد -والوالدة قطعا- لم يكن الولد، وأشبه بقول الفاروق ما قال الشعبي: "إذا بلغ الولد الاحتلام، واستطاع الوالد أن يزوجه فلم يفعل فزنا على والده مثل إثمه".
- بل هذا الله تعالى يقول: ﴿وَالَّذينَ آمَنوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَما أَلَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شَيءٌٍ﴾، ما ألتناهم أي أنقصناهم من عملهم من شيء بل عمله هو عمله لا ينقص الله عز وجل ذلك العبد من عمله شيئًا، ولكن إكرامًا لذلك الوالد أن ولده معه، ولكن إكرامًا لتلك المرأة الصالحة أن ولدها معها في الجنة، وأي كرامة وأي نعيم وأي خير تراه أن يتنعم الوالد في جنة عرضها السماوات والارض بينما ولده في النار، أو أن يتنعم الولد بينما الوالد في النار فلا نعيم حقيقي مادام لم تقر عينه بولده أو والده وهو معه، فمن أراد النعيم ومن أراد الخير ومن أراد الجنة ومن أراد السعادة في الدنيا وفي البرزخ وعند رب العالمين سبحانه وتعالى فعليه بتربية أولاده، وإلزامهم طاعة الله تعالى؛ فهم المشروع التجاري الأعظم والأكبر والأجل والأهم مع الله عز وجل، هم المشروع الناجح في الحياة، هم السعادة في الدنيا وفي الآخرة، هم الأمانة العظمى التي جعلها الله عزوجل بأيدينا، هم الأمانة الكبرى التي منحنا الله عز وجل إياها.
- الأبناء هؤلاء أيها الفضلاء إما أن يوصلونا إلى النعيم والسعادة في الدنيا وفي الآخرة، أو يوصلونا إلى الشقاء والتعاسة والجحيم في الدنيا وفي الآخرة أيضًا، إما أن نسعد بأبنائنا في الدنيا بأن نراهم على الخير وعلى الصلاح وعلى طاعة الله، فيدخل المسجد الولد قبل والده فيسعد الوالد، يتعلم فيعلم ويفقه ويحسن في دينه ودنياه أفضل من والده فيسعد الوالد، والناس يقولون هذا ابن فلان أحسن التربية، أن يحفظ كتاب الله تعالى يرتله يجوده يكون إماما أو مؤذنا فيسعد به والداه أعظم سعادة وتقر بذلك أعينهم أعظم قرار: ﴿وَالَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا﴾.
ـ فمن أحسن تربية ولده سعد به قبل غيره، وقرت به عينه، وارتاحت له نفسه، وسعد في دنياه وآخرته، بل ثمرة ولده يراها والناس معه ظاهرة فيسعد الوالد ويسعد الناس ويدعون للوالد والولد، أما إذا كان والده لم يربه لم يعنه على طاعة الله لم يلزمه على ذلك فإن الولد سيذهب في طريق الشرور والمعاصي والحرام ستجده متسكعًا ذاهبًا آيبًا عند الحرام وفي الحرام وللحرام ومع أولاد السوق ممن لم يعرفوا المساجد، فعرف وإياهم طريق السجون لم يعرف طريق الخير فذهب نحو الشر، لم يعرف طريق الرحمن فعرف طريق الشيطان، لم يعرف شرب الحلال فذهب لشرب الحرام من الدخان والخمر والمخدرات والشبو وهذه الأضرار ومن ذلك القات، ومن هذه الأمور الموبقات، لم يعلمه الوالد الطريق الصحيح فاضطر الولد لأن يتعلم ويتعرف على أولاد السوء والسوق فيتجه نحوهم لأنه لم يجد المحضن الحقيقي في الأسرة الصالحة فعاش خاوي الروح فذهب إلى روح أخرى تنهي له الخواء، وتملي له الفراغ: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ﴾، لا بديل لأسرة صالحة ملتزمة تربي الولد على طاعة الله إلا أصدقاء السوء الأشرار الذين يربونه على كل رذيلة وانحطاط، وأول من يتعب هو الوالد بولده، أول من يشقى أول من يتحسر أول من يندم أول من يذوق الحسرات على ولده هو الوالد، وأول من يتنعم أيضًا بولده هو الوالد….
- فنحن بين خيارين إما سعادة بأولادنا بأن نلزمهم طاعة الله، أو شقاء بأولادنا أن لا نعرفهم الطاعة وطريق الصلاح، وبعد أن سقت ما سقت حري أن أعود بكم للقصة التي وردت بداية الخطبة لو أن هذا الوالد مات وترك أراضي وعقارات وسيارات ودولارات وملايين بل مليارات الريالات، هل تراه سينعم الوالد ويخرج مما هو فيه من الضيق والألام والعذاب والعقاب في قبره ويخرج مما هو فيه إلى النعيم؟ هل سيخرج مما هو فيه من الشقاء؟ لأنه ترك لولده الأموال أم لأنه ترك لولده أمًا صالحة تربيه تحبب إليه الخير، وتبغض له الشر كتلك المرأة السابقة…
- أيها الأخوة أموالنا التي نجمعها في الدنيا العقارات السيارات الأراضي والمجوهرات وهذا وذاك من الأموال أيًا كانت صورتها مما نترك لأولادنا ليست هي التي تنجينا من عذاب ربنا، ليست تلك هي التي تخفف عنا العذاب والعقاب، ليست تلك التي ترفع عنا أن مأساة الدنيا والآخرة، وتخفف عنا ما يمكن أن نلاقيه في القبور كذلك الرجل، أو بعد القبر، ليست الا التربية الصالحة التي تنفعنا وتنفع أولادنا، ليست أي شيء من الشركات بل التركة الحقيقية والتجارة الرابحة العظمى التي يمكن أن نتركها لأولادنا أن نؤدبهم ونعلمهم علمًا حسناً، أن نربيهم تربية صالحة، أن نلدهم على طريق الخير والصلاح وأن نحثهم عليه، وإذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم قد أمر بضرب الولد الصغير اذا بلغ العاشرة لأجل أن يصلي، "علموهم للصلاة أبناء سبع وأضربوهم عليها ابناء عشر"، فإذا كان أمر النبي بضرب الطفل حتى وهو في العاشرة فكيف بما فوق العاشرة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما نحل والد ولدا خيرا من أدب حسن" كما جاء في الحديث الحسن أيضًا وقد جاء عند البخاري في الأدب المفرد واحمد أيضا في المسند وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ترفع للعبد درجات في الجنة فيقول العبد يا ربي من أين لي هذا"، أياه ما الذي أوصلني إليه وحسناتي معروفة أنا في هذه الدرجة من الجنة ما الذي رفعني، فيقول الله تبارك وتعالى: "ولدك استغفر لك"، ولدك نفعك باستغفاره لك، بدعائه، بصلاحه، بقراءته، بصدقته، باستقامته بخيره، يرتفع الوالد عند ربه منازل دون أن يعمل الوالد لكن بعمل الولد انتفع الوالد، أترون الولد غير الصالح سيستغفر للوالد؟ سيصلي سيستقيم سينتفع والده بأعماله، أم ينزل الوالد دركات في النار فيقول كيف ولم فيقال ولدك سرق، زنا، شتم، نهب، أخذ، حشش،… ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث" وذكر منها صلى الله عليه وسلم ومنها "ولد صالح يدعو له"، وانظروا لكلمة صالح ولد صالح يدعو له، لن يدعو لك الفاسد، لن يدعو لك الشرير، لن يدعو لك ولد السوق، لن يدعو لك صاحب الحرام الذي ورثت له والذي تعبت في الحياة والذي انتصبت والذي تحملت الديون والذي تحملت حرارة الشمس والذي تحملت ما تحملته في الحياة من أجل ولدك ذلك السيء من أجل أن تترك له ارثًا فلعب بتركتك ولعب بأموالك ولعب بما جمعت لأنه ليس بصالح أما الولد الصالح فهو فسيسخرها للصلاح والخير وتنتفع وإياه…
- فيا أيها الأخوة أولادنا مسؤوليتنا، أولادنا أمانة عندنا أولادنا أمل أمتنا أولادنا فلذات أكبادنا، نحن أمام خيارين إما أن نحافظ على هذه الأمانة التي اعطانا الله إياها أو نضيعها، "وكفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول" كما عند مسلم، أن يضيع أولئك، "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، ونحن والله أمام رعاية كبرى هي رعاية الأسرة اذا رعينا وراعينا وربينا وأحسنا وأدبنا وعلمنا الأسرة صلح المجتمع وبصلاح المجتمع صلاح الأمة، فالأمة بعدد أفرادها ثم بأسرها ثم بمجتمعها ثم بالأمة بأكملها، فإن صلحت الأسرة صلحت الأمة، فصلاح الأسرة صلاح للأمة نصر للأمة، فهل رعينا تلك الأسرة، هل ربيناها هل تابعنا هل راقبنا هل نظرنا لما يدخل ويخرج في بيوتنا، هل سألنا أولادنا من أين أتيت وأين تذهب؟ ومع من وماذا فعلت وماذا صنعت؟.
- هل راقبناه أم أننا ربما نترك لأمورنا وتوافه حياتنا أكثر مما نترك لأولادنا وربما لسيارته يحافظ عليها ينظر فيها يتفاقد أحوالها لكنه لا يتفاقد ولده لكنه لا يتنبه لولده لكنه لا يسأل عن ولده أين ذهب مع من ولماذا جاءت هذه ولماذا ولدي أصبح يتأخر في أمور دراسته وفي أمور مسجده وفي الصالحات وفي طاعة ما السبب؟ ما الذي أوداه إلى هذا ولا شيء من ذلك أبداً، وبالتالي اضعنا الامانة والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَخونُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ وَتَخونوا أَماناتِكُم وَأَنتُم تَعلَمونَ﴾، نداء للمؤمنين ان لا يخونوا الأمانة وإن أعظم الأمانات هي أمانة الأولاد وأمانة الأسرة وفي البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من استرعاه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة"، لأنه غش الرعية لأنه لم يربهم لأنه لم يتابع لأنه لم يحافظ لأنه لم يؤدب لأنه لم يحسن إلى رعيته ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ﴾، ومعنى الآية لا يكفي صلاحك واستقامتك والتزامك بالصف الأول في المسجد ثم تترك أهلك للضياع، والحرام، والنار، تترك ولدك في الشارع، وابنتك في السوق، وعلى الهاتف… ألا فلنحذر كل الحذر…
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… أما بعد
- فإن هذه العطلة الصيفية التي نحن فيها فرصة كبرى للحفاظ على أولادنا، وفيها تكون المضيعة الكبرى لأولادنا أو تكون السعادة والتربية والتحول العظيم لأولادنا، العطلة الصيفية هذه التي نعيشها والفراغ الكبير الصباح والعصر والليل إما أن تفسد أخلاق أبنائنا أو أن تصلحهم، إما أن يذهبوا المسجد ولتعلم كتاب الله عز وجل او أيضًا نحو المعاهد لدراسة ما ينفع في أمور دينهم ودنياهم، وإما أن يكونوا على الهواتف وعند أولاد السوق والحرام، وسترون نتيجة ذلك في بداية السنة الدراسية ثم للحياة بأكملها يتغير الولد للأبد بسبب صديقه بسبب جلسات عصرية مع هذا او ذاك ولم يحافظ عليه والده ولم يراقب ولم يتابع ولم يحفظ الأمانة…
- ربما يقول بعض الأباء أنا لا استطيع أن أربي أن أعلّم أن أحاضر أن أنصح أن اتحدث بكتاب الله بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أحفّظه القرآن، وهنا ياتي الجواب: إذا لم تستطع أنت فدله على أهل الصلاح، دله على اهل الخير، دله على المساجد، دله على أئمة المساجد. دله على المراكز الصيفية، دله على الحلقات المقامة في المساجد أيام الصيف، والمنتشرة أيضًا في كل مسجد في كل السنة، دله إذا لم تستطع أن تقول بلسانك فدله على من يقول له ذلك واديت بذلك الواجب واسقطت بذلك أمانة، والزمه بالحلقة، والمسجد، ورفقاء الصلاح…
- ثم يأتي الدور في المتابعة، وإن لم تستطع أن تتابع الولد مباشرة فتابع الأستاذ المدرس إمام المسجد ما الذي يفعل الولد، ولا تتركه دون سؤال؛ حتى ترى ثمرة، ويتشجع الولد، ويحفظ سريعا فتنجو وتسعد بولدك ووتتوج بتاج الوقار يوم القيامة كما في الحديث الحسن أو الصحيح عند كثير من المحدثين كالإمام الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن والد حامل القرآن يعني حافظ القرآن يتوج بتاج من نور أضوء من ضوء الشمس، فيقول الوالد بماذا بأي عمل؟ فيقول الله تبارك وتعالى بحفظ ولدك للقرآن يتوج بتاج الوقار يوم القيامة ثم يكسى بحلتين لا تقوّم لهم الدنيا، يعني أن قيمتهما اعظم من قيمة الدنيا بما فيها منذ أن خلق الله الدنيا حتى زوالها، لا تقوم لها الدنيا يكسى بها والد حامل القرب بحمل ولده للقرآن بأخذه لكتاب الله بحفظه للآيات البينات حفظ الله الوالد والولد وأهل بيته كلهم والأسرة بأكملها بسبب الولد، بولد واحد هو زكاة الأسرة… ومن لبس هذه الحلة وتوج هذا التاج فمعناه لن يدخل النار…
- ونحن في هذه الإيام نعيش ما نعيش من فوضى عارمة في العقيدة الاسلامية خاصة في بعض المناطق في الجمهورية اليمنية، اتحدث عن الرافضة الذين ينفقون أموالهم من أجل إهلاك الحرث والنسل في غسل أدمغة الشباب الصغار بعقائد فاسدة مجوسية رافضية، يقولون كرسمياتهم على أن من تبعهم في هذه المراكز قد تجاوز المليون طفل من أبناء اليمن ومعناه بعد سنة واحدة بل بعد شهر واحد تكون قد ترفض وأصبح مجوسيًا بامتياز، فما الذي نحن أعددنا لابنائنا، إذا كانوا يحرصون على هدم عقائدنا، ونشر فسادهم، وهم أهل باطل ويهتمون لباطلهم وينفقون ما ينفقون فأيننا نحن، وأين الحماية والتحصين لأبنائنا، وأين المسؤولية، وأين الأمانة، ولماذا لانواجه الفكر بالفكر العقيدة بالعقيدة وأن نواجه هؤلاء التغذية السيئة بالتربية الصالحة، فواجبنا أيها الإخوة أن نحافظ على أبنائنا وأن ندلهم على الخير وأن نبعدهم عن الشر، ونعلم على أنه الواجب والأكبر والمسئولية العظمى علينا هي أبناؤنا إن أحسنا فيهم أحسن الله إلينا وإن أسأنا فيهم فلا نأمن مكر الله أن ينزل بنا، فالله الله فيهم لنحافظ عليهنم ونربيهن لنحفظ أوقاتهم لنعلمهم الخير والصلاح لندلهم على مراكز التحفيظ وعلى حلقات القرآن وعلى أئمة المساجد وعلى أهل الصلاح، ولنبعدهم عن اهل الشر، ولا نتركهم هملا، ونضيعهم ثم نكتوي بنارهم ونتحسر بعد ذلك…
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/H8HoqPFycm4
*📆 تم إلقاؤها : بمسجد عمر بن عبدالعزيز 19/ شوال /1443هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فقد جاء في الأثر أن عيسى عليه السلام مر ذات يوم على قبر وهو يعذب صاحبه فيه، فسمع عيسى عليه السلام من بكائه وأنينه وعذابه وآلامه ما خاف ووجل ورق له عيسى عليه السلام ورثي لحاله ودعا الله لصاحب القبر أن يخفف العذاب عليه، فلم يجب رب العالمين سبحانه وتعالى لذلك؛ لأن العبد يستحق بذنوبه هذا العذاب، فذهب عيسى من عند ذلك القبر لحال سبيله، وبعد سنوات جاء عيسى عليه السلام ماراً من على القبر فسمع وإذا بصاحب القبر ينعّم فيه، إذا هو اقتلب حاله من عذاب إلى نعيم، ومن صراخ إلى ضحك واستبشار، ومن حزن إلى فرح وسرور، انقلبت حياته رأسًا على عقب، فتعجب عيسى عليه السلام وقال لربه عز وجل مناديًا هل خرج هذا العبد إلى الدنيا ليعمل صالحًا فتغير حاله فأصبح على ما أسمع، ما الذي فعل هذا الرجل حتى تحول كل شيء إلى غير ذلك؟ قال الله تبارك وتعالى لعيسى عليه السلام: يا عيسى أن عبدي هذا قد كان على ما هو عليه من العصيان فاستحق بذلك العذاب في القبر قبل أن يأتي العذاب الأكبر يوم القيامة، ولكنه ترك جنينًا في بطن زوجته فخرج الولد للحياة ولد هذا الرجل صاحب القبر فخرج الولد للحياة فكبر وتعلم وأول ما تعلم أن أمرت به أمه ليذهب للكتاتيب صار أول ما نطق في الكتاب باسمي بسم الله الرحمن الرحيم، فأول ما نطق هناك باسمي،ثم قال الله عز وجل يا عيسى: "إني استحييت أن أعذب عبدي في باطن الأرض وولده يذكرني على ظاهرها"… .
- أرأيتم أيها الإخوة نفعه ماذا؟ نجاه ماذا؟ رفع عنه العذاب ماذا؟ لم يخرج هذا الرجل إلى الدنيا ليعمل خيراً ولكن ترك ولداً ليدعو له ترك ولداً ليذكر الله فيكتب الذكر لوالده، ترك ولداً على ظهر الحياة ليحفظ ليتعلم ليقرأ ليسبح ليذكر الله تبارك وتعالى فيكون ذلك الخير وتلك الحسنات الصادرة من الولد للوالد ما يعمله من خير وما يعمل من سوء وشر فلوالده ايضًا أجره ونصيبه من ذلك لا ريب ولا شك فيه أبدا فإنا الولد إنما هو قطعة من الوالد وإنما هو بضعة منهم، وهذا عمر رضي الله عنه كان يقول: "إني لأستكره نفسي على الجماع لعلها تخرج نسمة تسبح الله" أي فيكتب الله لي أجرها؛ لأني سبب وجوده للحياة، ولو لم يكن الوالد -والوالدة قطعا- لم يكن الولد، وأشبه بقول الفاروق ما قال الشعبي: "إذا بلغ الولد الاحتلام، واستطاع الوالد أن يزوجه فلم يفعل فزنا على والده مثل إثمه".
- بل هذا الله تعالى يقول: ﴿وَالَّذينَ آمَنوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَما أَلَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شَيءٌٍ﴾، ما ألتناهم أي أنقصناهم من عملهم من شيء بل عمله هو عمله لا ينقص الله عز وجل ذلك العبد من عمله شيئًا، ولكن إكرامًا لذلك الوالد أن ولده معه، ولكن إكرامًا لتلك المرأة الصالحة أن ولدها معها في الجنة، وأي كرامة وأي نعيم وأي خير تراه أن يتنعم الوالد في جنة عرضها السماوات والارض بينما ولده في النار، أو أن يتنعم الولد بينما الوالد في النار فلا نعيم حقيقي مادام لم تقر عينه بولده أو والده وهو معه، فمن أراد النعيم ومن أراد الخير ومن أراد الجنة ومن أراد السعادة في الدنيا وفي البرزخ وعند رب العالمين سبحانه وتعالى فعليه بتربية أولاده، وإلزامهم طاعة الله تعالى؛ فهم المشروع التجاري الأعظم والأكبر والأجل والأهم مع الله عز وجل، هم المشروع الناجح في الحياة، هم السعادة في الدنيا وفي الآخرة، هم الأمانة العظمى التي جعلها الله عزوجل بأيدينا، هم الأمانة الكبرى التي منحنا الله عز وجل إياها.
- الأبناء هؤلاء أيها الفضلاء إما أن يوصلونا إلى النعيم والسعادة في الدنيا وفي الآخرة، أو يوصلونا إلى الشقاء والتعاسة والجحيم في الدنيا وفي الآخرة أيضًا، إما أن نسعد بأبنائنا في الدنيا بأن نراهم على الخير وعلى الصلاح وعلى طاعة الله، فيدخل المسجد الولد قبل والده فيسعد الوالد، يتعلم فيعلم ويفقه ويحسن في دينه ودنياه أفضل من والده فيسعد الوالد، والناس يقولون هذا ابن فلان أحسن التربية، أن يحفظ كتاب الله تعالى يرتله يجوده يكون إماما أو مؤذنا فيسعد به والداه أعظم سعادة وتقر بذلك أعينهم أعظم قرار: ﴿وَالَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا﴾.
ـ فمن أحسن تربية ولده سعد به قبل غيره، وقرت به عينه، وارتاحت له نفسه، وسعد في دنياه وآخرته، بل ثمرة ولده يراها والناس معه ظاهرة فيسعد الوالد ويسعد الناس ويدعون للوالد والولد، أما إذا كان والده لم يربه لم يعنه على طاعة الله لم يلزمه على ذلك فإن الولد سيذهب في طريق الشرور والمعاصي والحرام ستجده متسكعًا ذاهبًا آيبًا عند الحرام وفي الحرام وللحرام ومع أولاد السوق ممن لم يعرفوا المساجد، فعرف وإياهم طريق السجون لم يعرف طريق الخير فذهب نحو الشر، لم يعرف طريق الرحمن فعرف طريق الشيطان، لم يعرف شرب الحلال فذهب لشرب الحرام من الدخان والخمر والمخدرات والشبو وهذه الأضرار ومن ذلك القات، ومن هذه الأمور الموبقات، لم يعلمه الوالد الطريق الصحيح فاضطر الولد لأن يتعلم ويتعرف على أولاد السوء والسوق فيتجه نحوهم لأنه لم يجد المحضن الحقيقي في الأسرة الصالحة فعاش خاوي الروح فذهب إلى روح أخرى تنهي له الخواء، وتملي له الفراغ: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ﴾، لا بديل لأسرة صالحة ملتزمة تربي الولد على طاعة الله إلا أصدقاء السوء الأشرار الذين يربونه على كل رذيلة وانحطاط، وأول من يتعب هو الوالد بولده، أول من يشقى أول من يتحسر أول من يندم أول من يذوق الحسرات على ولده هو الوالد، وأول من يتنعم أيضًا بولده هو الوالد….
- فنحن بين خيارين إما سعادة بأولادنا بأن نلزمهم طاعة الله، أو شقاء بأولادنا أن لا نعرفهم الطاعة وطريق الصلاح، وبعد أن سقت ما سقت حري أن أعود بكم للقصة التي وردت بداية الخطبة لو أن هذا الوالد مات وترك أراضي وعقارات وسيارات ودولارات وملايين بل مليارات الريالات، هل تراه سينعم الوالد ويخرج مما هو فيه من الضيق والألام والعذاب والعقاب في قبره ويخرج مما هو فيه إلى النعيم؟ هل سيخرج مما هو فيه من الشقاء؟ لأنه ترك لولده الأموال أم لأنه ترك لولده أمًا صالحة تربيه تحبب إليه الخير، وتبغض له الشر كتلك المرأة السابقة…
- أيها الأخوة أموالنا التي نجمعها في الدنيا العقارات السيارات الأراضي والمجوهرات وهذا وذاك من الأموال أيًا كانت صورتها مما نترك لأولادنا ليست هي التي تنجينا من عذاب ربنا، ليست تلك هي التي تخفف عنا العذاب والعقاب، ليست تلك التي ترفع عنا أن مأساة الدنيا والآخرة، وتخفف عنا ما يمكن أن نلاقيه في القبور كذلك الرجل، أو بعد القبر، ليست الا التربية الصالحة التي تنفعنا وتنفع أولادنا، ليست أي شيء من الشركات بل التركة الحقيقية والتجارة الرابحة العظمى التي يمكن أن نتركها لأولادنا أن نؤدبهم ونعلمهم علمًا حسناً، أن نربيهم تربية صالحة، أن نلدهم على طريق الخير والصلاح وأن نحثهم عليه، وإذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم قد أمر بضرب الولد الصغير اذا بلغ العاشرة لأجل أن يصلي، "علموهم للصلاة أبناء سبع وأضربوهم عليها ابناء عشر"، فإذا كان أمر النبي بضرب الطفل حتى وهو في العاشرة فكيف بما فوق العاشرة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما نحل والد ولدا خيرا من أدب حسن" كما جاء في الحديث الحسن أيضًا وقد جاء عند البخاري في الأدب المفرد واحمد أيضا في المسند وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ترفع للعبد درجات في الجنة فيقول العبد يا ربي من أين لي هذا"، أياه ما الذي أوصلني إليه وحسناتي معروفة أنا في هذه الدرجة من الجنة ما الذي رفعني، فيقول الله تبارك وتعالى: "ولدك استغفر لك"، ولدك نفعك باستغفاره لك، بدعائه، بصلاحه، بقراءته، بصدقته، باستقامته بخيره، يرتفع الوالد عند ربه منازل دون أن يعمل الوالد لكن بعمل الولد انتفع الوالد، أترون الولد غير الصالح سيستغفر للوالد؟ سيصلي سيستقيم سينتفع والده بأعماله، أم ينزل الوالد دركات في النار فيقول كيف ولم فيقال ولدك سرق، زنا، شتم، نهب، أخذ، حشش،… ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث" وذكر منها صلى الله عليه وسلم ومنها "ولد صالح يدعو له"، وانظروا لكلمة صالح ولد صالح يدعو له، لن يدعو لك الفاسد، لن يدعو لك الشرير، لن يدعو لك ولد السوق، لن يدعو لك صاحب الحرام الذي ورثت له والذي تعبت في الحياة والذي انتصبت والذي تحملت الديون والذي تحملت حرارة الشمس والذي تحملت ما تحملته في الحياة من أجل ولدك ذلك السيء من أجل أن تترك له ارثًا فلعب بتركتك ولعب بأموالك ولعب بما جمعت لأنه ليس بصالح أما الولد الصالح فهو فسيسخرها للصلاح والخير وتنتفع وإياه…
- فيا أيها الأخوة أولادنا مسؤوليتنا، أولادنا أمانة عندنا أولادنا أمل أمتنا أولادنا فلذات أكبادنا، نحن أمام خيارين إما أن نحافظ على هذه الأمانة التي اعطانا الله إياها أو نضيعها، "وكفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول" كما عند مسلم، أن يضيع أولئك، "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، ونحن والله أمام رعاية كبرى هي رعاية الأسرة اذا رعينا وراعينا وربينا وأحسنا وأدبنا وعلمنا الأسرة صلح المجتمع وبصلاح المجتمع صلاح الأمة، فالأمة بعدد أفرادها ثم بأسرها ثم بمجتمعها ثم بالأمة بأكملها، فإن صلحت الأسرة صلحت الأمة، فصلاح الأسرة صلاح للأمة نصر للأمة، فهل رعينا تلك الأسرة، هل ربيناها هل تابعنا هل راقبنا هل نظرنا لما يدخل ويخرج في بيوتنا، هل سألنا أولادنا من أين أتيت وأين تذهب؟ ومع من وماذا فعلت وماذا صنعت؟.
- هل راقبناه أم أننا ربما نترك لأمورنا وتوافه حياتنا أكثر مما نترك لأولادنا وربما لسيارته يحافظ عليها ينظر فيها يتفاقد أحوالها لكنه لا يتفاقد ولده لكنه لا يتنبه لولده لكنه لا يسأل عن ولده أين ذهب مع من ولماذا جاءت هذه ولماذا ولدي أصبح يتأخر في أمور دراسته وفي أمور مسجده وفي الصالحات وفي طاعة ما السبب؟ ما الذي أوداه إلى هذا ولا شيء من ذلك أبداً، وبالتالي اضعنا الامانة والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَخونُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ وَتَخونوا أَماناتِكُم وَأَنتُم تَعلَمونَ﴾، نداء للمؤمنين ان لا يخونوا الأمانة وإن أعظم الأمانات هي أمانة الأولاد وأمانة الأسرة وفي البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من استرعاه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة"، لأنه غش الرعية لأنه لم يربهم لأنه لم يتابع لأنه لم يحافظ لأنه لم يؤدب لأنه لم يحسن إلى رعيته ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ﴾، ومعنى الآية لا يكفي صلاحك واستقامتك والتزامك بالصف الأول في المسجد ثم تترك أهلك للضياع، والحرام، والنار، تترك ولدك في الشارع، وابنتك في السوق، وعلى الهاتف… ألا فلنحذر كل الحذر…
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… أما بعد
- فإن هذه العطلة الصيفية التي نحن فيها فرصة كبرى للحفاظ على أولادنا، وفيها تكون المضيعة الكبرى لأولادنا أو تكون السعادة والتربية والتحول العظيم لأولادنا، العطلة الصيفية هذه التي نعيشها والفراغ الكبير الصباح والعصر والليل إما أن تفسد أخلاق أبنائنا أو أن تصلحهم، إما أن يذهبوا المسجد ولتعلم كتاب الله عز وجل او أيضًا نحو المعاهد لدراسة ما ينفع في أمور دينهم ودنياهم، وإما أن يكونوا على الهواتف وعند أولاد السوق والحرام، وسترون نتيجة ذلك في بداية السنة الدراسية ثم للحياة بأكملها يتغير الولد للأبد بسبب صديقه بسبب جلسات عصرية مع هذا او ذاك ولم يحافظ عليه والده ولم يراقب ولم يتابع ولم يحفظ الأمانة…
- ربما يقول بعض الأباء أنا لا استطيع أن أربي أن أعلّم أن أحاضر أن أنصح أن اتحدث بكتاب الله بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أحفّظه القرآن، وهنا ياتي الجواب: إذا لم تستطع أنت فدله على أهل الصلاح، دله على اهل الخير، دله على المساجد، دله على أئمة المساجد. دله على المراكز الصيفية، دله على الحلقات المقامة في المساجد أيام الصيف، والمنتشرة أيضًا في كل مسجد في كل السنة، دله إذا لم تستطع أن تقول بلسانك فدله على من يقول له ذلك واديت بذلك الواجب واسقطت بذلك أمانة، والزمه بالحلقة، والمسجد، ورفقاء الصلاح…
- ثم يأتي الدور في المتابعة، وإن لم تستطع أن تتابع الولد مباشرة فتابع الأستاذ المدرس إمام المسجد ما الذي يفعل الولد، ولا تتركه دون سؤال؛ حتى ترى ثمرة، ويتشجع الولد، ويحفظ سريعا فتنجو وتسعد بولدك ووتتوج بتاج الوقار يوم القيامة كما في الحديث الحسن أو الصحيح عند كثير من المحدثين كالإمام الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن والد حامل القرآن يعني حافظ القرآن يتوج بتاج من نور أضوء من ضوء الشمس، فيقول الوالد بماذا بأي عمل؟ فيقول الله تبارك وتعالى بحفظ ولدك للقرآن يتوج بتاج الوقار يوم القيامة ثم يكسى بحلتين لا تقوّم لهم الدنيا، يعني أن قيمتهما اعظم من قيمة الدنيا بما فيها منذ أن خلق الله الدنيا حتى زوالها، لا تقوم لها الدنيا يكسى بها والد حامل القرب بحمل ولده للقرآن بأخذه لكتاب الله بحفظه للآيات البينات حفظ الله الوالد والولد وأهل بيته كلهم والأسرة بأكملها بسبب الولد، بولد واحد هو زكاة الأسرة… ومن لبس هذه الحلة وتوج هذا التاج فمعناه لن يدخل النار…
- ونحن في هذه الإيام نعيش ما نعيش من فوضى عارمة في العقيدة الاسلامية خاصة في بعض المناطق في الجمهورية اليمنية، اتحدث عن الرافضة الذين ينفقون أموالهم من أجل إهلاك الحرث والنسل في غسل أدمغة الشباب الصغار بعقائد فاسدة مجوسية رافضية، يقولون كرسمياتهم على أن من تبعهم في هذه المراكز قد تجاوز المليون طفل من أبناء اليمن ومعناه بعد سنة واحدة بل بعد شهر واحد تكون قد ترفض وأصبح مجوسيًا بامتياز، فما الذي نحن أعددنا لابنائنا، إذا كانوا يحرصون على هدم عقائدنا، ونشر فسادهم، وهم أهل باطل ويهتمون لباطلهم وينفقون ما ينفقون فأيننا نحن، وأين الحماية والتحصين لأبنائنا، وأين المسؤولية، وأين الأمانة، ولماذا لانواجه الفكر بالفكر العقيدة بالعقيدة وأن نواجه هؤلاء التغذية السيئة بالتربية الصالحة، فواجبنا أيها الإخوة أن نحافظ على أبنائنا وأن ندلهم على الخير وأن نبعدهم عن الشر، ونعلم على أنه الواجب والأكبر والمسئولية العظمى علينا هي أبناؤنا إن أحسنا فيهم أحسن الله إلينا وإن أسأنا فيهم فلا نأمن مكر الله أن ينزل بنا، فالله الله فيهم لنحافظ عليهنم ونربيهن لنحفظ أوقاتهم لنعلمهم الخير والصلاح لندلهم على مراكز التحفيظ وعلى حلقات القرآن وعلى أئمة المساجد وعلى أهل الصلاح، ولنبعدهم عن اهل الشر، ولا نتركهم هملا، ونضيعهم ثم نكتوي بنارهم ونتحسر بعد ذلك…
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2