*ماذا غيّر رمضان فينا… و جمعة النفير إلى غزة* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو ...

منذ 2025-05-19
*ماذا غيّر رمضان فينا… و جمعة النفير إلى غزة*
#خطب_مكتوبة

👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/20138
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير فلك جامعة حضرموت المكلا/ 6/شوال/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- فإن من الطبيعي جدًا أن الإنسان وإن كان مهمشًا في الحياة، أو كان ناجحًا وهو الأهم والأعظم، أن يتخذ أهدافًا وخططًا ورؤى، ويطمح إلى ما يريد أن يحققه، ويسعى لمصالح في الحياة يريد أن يكتسبها؛ فتراه يتحرى هنا أو هناك، في حركة أو مقال، أو كلام أو خطاب، أو عمل، أو ما إن يدخل إلى أي دراسة أو أي شيء من هذا إلا وله استراتيجيته الخاصة به، وقد تختلف هذه من شخص لآخر، لكن كل عظُم الشخص كلما اتخذ هذه الخطة، ويحدثها لربما يوميًا، أو شهريًا، أو سنويًا، أو خمسيا، أو عشريًا، كل أحد له رؤيته الخاصة به، وكل أحد له خبره، وكل أحد له عمله يختلف من هذا لذاك: ﴿بَلِ الإِنسانُ عَلى نَفسِهِ بَصيرَةٌ﴾!.

- فإذا كان هذا أمر الإنسان المخلوق، فكيف بأمر من خلقه، من علّمه، من أعطاه، من وهبه جل جلاله، ولله المثل الأعلى فله تبارك وتعالى الحِكَم والغايات والمقاصد النبيلة والشريفة التي قد يراها الناس في ظاهرها شرًا، لكن في باطنها هو الخير كل الخير له، وسيراه الإنسان إن حَيِيَ، وإن طال به العمر، وإن بعد نظره، وإيمانه، فإنه سيرى ذلك الخير الذي ينزل عليه كفرد أو ينزل عليهم كأسرة، أو ينزل على الأمة بكاملها، سيراه في حياته، وسيتحقق الخير شاء أم أبى في يوم من أيامه: ﴿كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتالُ وَهُوَ كُرهٌ لَكُم وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسى أَن تُحِبّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾؛ لأن لله الحكم والمقاصد العليا، سبحانه وتعالى، وما على الإنسان إلا أن يسلم الأمر الواقع لأمر الله سبحانه وتعالى، وإن كان في ظاهره ما في ظاهره: ﴿فَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَيَجعَلَ اللَّهُ فيهِ خَيرًا كَثيرًا﴾…

- نعم لقد اختصرها الله في كتابه الكريم، ألا فذلك الشر الذي تراه سيدمرك، ويدمر حياتك، ويجهز على عمرك، وأولادك، ومستقبلك، وعلى أمتك، وعلى أفرادك، وعلى خططك وأهدافك، لكن لعل الخير في باطنه، فما على الإنسان إلا أن يسلم لذلك كل التسليم، فلله سبحانه وتعالى الحكم والغايات البالغة، وكامل الحجة كما ذكر في سورة الأنعام: ﴿قُل فَلِلَّهِ الحُجَّةُ البالِغَةُ فَلَو شاءَ لَهَداكُم أَجمَعينَ﴾، ﴿صِبغَةَ اللَّهِ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبغَةً وَنَحنُ لَهُ عابِدونَ﴾، ﴿وَمَن أَحسَنُ دينًا مِمَّن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ﴾، فمن هو أحسن من الله في تقديره!.

- فإذا كان هذا هو الإنسان فكيف برب العالمين، كيف برب الإنسان، كيف برب العالمين جميعًا، الإنس والجان، كيف برب كل شيء على الإطلاق، فإن الله سبحانه وتعالى له الحكم والمقاصد، وخاصة في التشريع، وأتحدث عن تشريع لا زالت آثاره حية، وهو تشريع رمضان: ﴿كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾…!.

- التقوى هي الحكمة من تشريع الصيام، لكن ماذا عن التقوى بعد أن صمنا رمضان هذا هو السؤال الكبير والمهم الذي نبحث له عن إجابة عملية في واقع حال الصائمين، ماذا غيّر رمضان فينا، هل تغيّرنا في أخلاقنا، ومعاملاتنا، وعباداتنا، هل نحن بعد رمضان أفضل مما كنا قبل رمضان، هل تغيرنا للأفضل في تعبدنا لربنا، ومعاملتنا لأسرنا والناس جميعًا، ماذا عن قلوبنا هل صفت وتنقت من الغل، والحسد، والنفاق، والرياء، وحب المسلمين جميعًا، وليس يخصم مسلما!.
- ماذا عن التقوى في كل شيء من حياتنا التقوى التي يجب أن تنتج آثارًا في المجتمع، في الأفراد، في الأسرة، في الأعمال، في كل شيء، لأن التقوى حوت كل شيء إذا ما فقهناها وفهمناها، وعرفنا معناها وتعرفنا عليها، فإن التقوى معناها عظيم معناها أن يتغير الفرد في أقواله، في أفعاله، في كل شيء، وأن يتغير للأفضل تمامًا، سواء في أمور حياته الدنيويه أو أمور حياته الاخروية…

- ألا فإن المطلوب من ذلك المسلم الذي صام رمضان أن يحقق التقوى التي شرع الصيام لأجلها في نفسه، وحياته، وكل شيء من قوله وفعله، فتبقى التقوى راسخة في قلبه، ظاهرة في جميع أعماله، وأقواله، وأفعاله، وحركاته، سواء كان في نفسه، أو كان في أسرته، أو كان في مجتمعه، أو في أمته، أو في عمله، أو في أي مكان كان، فإنه يحمل معنى التقوى معه، فيتغير ذلك الإنسان تمام التغير وللأفضل على كل حال.

- ولو أن حيوانًا أتينا به ودربناه على شيء ما، لتغير حاله في فترة قصيرة، فكيف بإنسان له عقل كرم الله الإنسان به، وأسجد الله ملائكته لآدم وعلمه وفهمه: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسماءَ....﴾. فعرفهم بهذه الأسماء فسجد له الملائكة، ففضله وكرمه بما كرمه: ﴿وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ...﴾ فهذه الكرامة للإنسان، إذا كان الحيوان يتدرب في فترة يسيرة على الشيء الذي يراد منه، فماذا عن الإنسان ماذا عن الإنسان المكرم من رب العالمين سبحانه وتعالى، أو ليس رمضان أعظم مرحلة تدريب وتأهيل…!.

- لقد تخرجنا جميعاً من دورة رمضان التربوية التدريبية الإيمانية الربانية، تخرجنا من مدرسة رمضان لنتساءل ما هي ثمرة رمضان فينا، ما هي ثمرة رمضان في أقوالنا، وأفعالنا، وأخلاقنا، ماذا غيّر رمضان فينا، ماذا غير في قلوبنا هل تصالحنا… هل تصافحنا، هل تآخينا أم دخل وخرج ولا زلنا كما كنا في أقوالنا، وأفعالنا، وسوء ما بدواخلنا…!.

- إن رمضان كسوق تشتري منه ويبقى معك ما اشتريت، ورمضان أخذنا منه كل جميل فهل بقي معنا جميله ننتفع به حتى يأتي رمضان القادم إن كتب الله لنا حياة… ، رمضان شجرة نبتت في قلوبنا فهلا زرعناها، وتعهدناها، وحفظناها، وحافظنا عليها بخير أعمالنا وأقوالنا، رمضان كمطر نزل ولا بد أن يؤتي المطر ثماره فما ثمرة رمضان فينا…أين حلاوة الإيمان التي تذوقناها،أين حلاوة القرآن ونحن نرتل ٱياته،أين التراويح التي كنا نتسابق عليها….!.

- أين ثمرة رمضان فينا، أين أثر صلاتنا وصيامنا وقيامنا وذكرنا… في الشهر المبارك، ما آثارها فينا، وإن لم نتغير بعد رمضان فمتى سنتغير أصلا، ألا فهذه دعوة عامة غيّر علاقتك مع الصلاة، غيّر علاقتك مع القرآن، غيّر علاقتك مع الجماعة، غيّر علاقتك مع أهلك، غيّر علاقتك مع الأصدقاء، غيّر علاقتك في عملك، غيّر علاقتك مع جوارحك، سمعك، بصرك، لسانك… كل شيء لك وفيك…

- فالواجب على المسلم أن يفقه ذلك جيدًا، وأن يسعى للتغيير دومًا، ويسأل نفسه كثيرًا ما أثر التقوى في نفسي بعد رمضان وفي رمضان؟ ما أثر التقوى في حياته؟ ما أثر التقوى في أفعاله؟ ما أثر التقوى في منطقه؟ ما أثر التقوى في كل عمل يتجه له؟ ما أثر التقوى في كل مكان وُجد فيه؟ ما أثر التقوى؟ يتساءل الإنسان عن ذلك كله، ما أثر رمضان بكله؟ ما أثر رمضان بعمومه؟ ماذا غيّر فينا؟ هل غيّر في أقوالنا، في أفعالنا، في تحركاتنا، في خططنا، في أشياء يجب أن تتغير به التغير الأمثل، الذي يفتح الله فُرصة رمضان من أجل أن يغير ذلك الإنسان ما يُغير، وفي كل سنة يعود ويتجدد. وما رمضان إلا كمطر أو كغيث ينزل على مكان ما، وترك أثرًا، لا بد أن نترك زرعًا ينبت، ولو بعد مدة، لا بد أن ينتج أثرًا حتى على البيئة، حتى على الجو، حتى على الإنسان، على القلوب، على الأقوال… لا بد أن ينتج أثرًا.

والقرآن نزل من السماء، والوحي كذلك، والمطر أيضًا، فما نزل من السماء لا بد أن يكون له الاحترام والهيبة. في السنة كلها، وفي العمر بكله، رمضان شجرة زرعت في القلب، فلا يمكن أن يقتلعها الإنسان بسهولة ويسر، بل يجب أن يحافظ على إنباتها لتنتج ثمرة يانعة في السنة بكلها، لا يسعى لقطعها في شوال، فيتغير إلى الأسوأ، لا إلى الأفضل، ولا إلى الأحسن، وذلك دليل على عدم القبول الأعمال أصلا، ورد الله لها، وعدم نظره إليها، وهي عقوبة على ذلك المسلم تمامًا.

- تعب وقام صلاة وصيام وتراويح وقرآن ومسجد وأشياء كثيرة حرم نفسه مما لا يمكن أن يتخلى عنه بإرادته لو كانت له إرادة، لكن إرادة الله غلبته في رمضان، يرى ذلك حتى ولو اختبأ، في مكان ما ليأتي شهوة يريدها من مضغة، مثلاً، أو سيجارة، أو تخزينة قات، مثلاً، أو أي شيء من ولعة هو تعود عليها، لا يتخيل أن يتركها، وإذا به يتركها تلقائيًا، ولا يمكن أن يختلي بها ليقول للناس على أنه صائم، ويمكن أن يفعل أن يقول لهم ذلك فيصدقه الناس، لكنه لا لا يفعل ذلك.
- هداية رمضان هداية، لكن الواجب أن تثبت هذه الهداية، أن تغير فينا حياة، أن تغير فينا العلاقة مع المسجد، مع القرآن، مع الجماعة، مع الناس، حتى مع الصيام، ألا نودع الصيام للسنة كلها حتى يعود رمضان، فلا بد أن نتعاهد الصيام، أن يتعاهد القرآن، أن يتعاهد الخير فتعود عليه في رمضان فيبقى على ما هو عليه، لا أن يتغير، وأن يحافظ على ما كان عليه في رمضان، لا أن يكون كما قال الله عن تلك المرأة التي كانت في قريش، تغزل في الصباح، حتى المساء وتنقض غزلها الذي تعبت عليه من المساء حتى الصباح، وكانت معروفة بجنانها، فيها جنون، فقال الله: ﴿وَلا تَكونوا كَالَّتي نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكاثًا....﴾ [النحل: ٩٢].

- ألا فهذا نداء الله لنا، وتحذيره إيانا لا تكونوا مثلها أن ترجعوا على أعقابكم، وأن تنتكسوا بعد صومكم وعبادتكم، وأن تعودوا إلى ما كنتم عليه قبل رمضانكم، بل ينبغي أن يغير ما بكم، وأن تتغير الأفعال، تتغير الأقوال، ويتغير السلوك أيضًا، ليكن إنسانًا أكثر سلوكًا وأدبًا وإيمانًا وتربية، فإن رمضان مدرسة، وإن رمضان دورة تدريبية تربوية إيمانية ربانية، المطلوب أن نتغير فيها للأفضل، ونقبل على الله جل جلاله الإقبال الأمثل ونستمر على ذلك دوماً حتى نلقى ربنا تبارك وتعالى يوماً: ﴿وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ﴾.

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:

- بعيدًا عن موضوعنا الذي تحدثنا عنه في خطبتنا الأولى، أو نصله بتغيير آخر هو تغيير تعاملنا مع أحداث أمتنا فلا بد أن نتحدث أيضًا عن التغيّر الذي يجب أن يكون من قلوبنا نحو إخواننا في غزة العزة وقضايا المسلمين عامة، واليوم هو يوم جمعة النفير كما أسمتها المقاومة في غزة العزة…

- الكلام وحده عجز وعيب أمام ما نرى ونسمع منذ قرابة عامين من حرب إبادة وتطهير يقوم به أحفاد القردة والخنازير في غزة الززة، ويجب أن تكون الأفعال لا الكلام، يجب أن نصمت عن الأقوال، ونحن ننظر بأعيننا، ونشاهد المجازر تلو المجازر في إخواننا، فماذا سنجيب ربنا يوم يسألنا عنهم، عن إبادتهم، عن عشرات الآلاف من الأطفال قتلوا، ونساء، وشيوخ، وشباب في عمر الورود ذهبوا إلى الله يشكون إليه خذلانا لهم، ماذا سنجيب ربنا وقد استنصروا بنا، واستغاثوا ولم ننصرهم ولم نغثهم وهو جل جلاله يقول: ﴿ وَإِنِ استَنصَروكُم فِي الدّينِ فَعَلَيكُمُ النَّصرُ﴾، ويقول: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾!.

- جريمة كل جريمة على أن يبقى المسلم مسلمًا أمام ما يرى ويسمع دون أن يحرك ساكنًا يقتضي صحة إسلامه، جريمة كل جريمة أن تباد غزة وتلفظ أنفاسها الأخيرة دون أن يكون لنا مواقف عملية من إبادة اليهود والأمريكان عليها، جريمة كل جريمة أن تتكتل القوى الصليبية العالمية ضد ڠـزة ونقف متفرجين عليهم وهم يبيدون الأخضر واليابس فيها، ويكتمون نفسها أمام مرأى ومسمع من العالم كله، يحرقونهم حرقًا، ويمتونهم جوعًا وعطشًا، ويأتيهم الموت من كل مكان صباحاً ومساءً…!.

- أي إسلام بقي لنا، وأي دين نتنتسب إليه وهم يقاتلون عنا، ويذودون عن حرماتنا، ومقدساتنا، وعرضنا، وأرضنا، وثقافتنا، وحضارتنا، وعارنا، وأمجادنا، وأوقافنا وكل شيء من عزة وكرامة بقيت لنا… فأي جريمة هذه أن لا يكون لنا أي حراك عملي ينقذهم، بل حكام أمتنا يتأمرون عليهم، ويبصمون لليهود والأمريكان بالعشر لإبادتهم والتخلص منهم!.

- تخيلوا لو أننا في غزة لساعة واحدة فقط نسمع الطائرات وأزيزها على رؤوسنا، وقذائفها، وصواريخها، وضرباتها فينا وفي أبنائنا وبناتنا وجيراننا وأصدقائنا وحوالينا…، نرى أمام أعيننا دماء وأشلاء وصراخ، ثم نحمل أوصالا ممزقة لبعض أقاربنا وأحبتنا، وفوق ذلك فالطائرات لا زالت تحوم فوق رؤوسنا ثم تعاود فتقصفنا فتلحق آخرنا بأولنا، ننقل بعضنا بعضا إلى شوارع أخرى دون مستشفيات تستقبلنا ولا سيارات تحملنا والجوع يقتلنا ولا أدوية عندنا ولا حتى الشراب يرد ظمأنا الموت يأتينا من كل مكان لكن لم يأت بعد أجلنا...
هل تخيلنا هذه الساعة التي تمر على كل من في غزة وأمتنا تغط في سبات عميق، تمسي على النعمة وتصبح عليها، ومع ذلك فهي تنظّر عنهم، وتتهمهم، وتتفلسف عليهم، وتفسقهم، وتكفرهم، أو على أعلى مستويات الإيمان تتبجح بكلمات تنعيهم، وتأسف عليهم، أو تخرص كالحجر الأصم عنهم….!.

- أي جريمة هذه أن نكون من خير أمة، وأن نكون كالجسد الواحد، وكالبنيان المرصوص كما وصف النبي عليه الصلاة والسلام ثم لا نكون كذلك لا من قريب ولا من بعيد، بل ذلك أبعد مما نقول، وإنها والله فتنة كبيرة علينا، وامتحان لإيماننا وأعمالنا، وإنها هي الكارثة الحقة التي لن تقوم لنا بعدها قائمة، إنها لكارثة وانتقام قادم من الله لهذه الأمة أن ترى هذه المشاهد، وهذه النداءات، وهذا الصراخ، وتسمع هذه الكلمات التي تقول لأمة الملياري مسلم: لن نسامحهم، دماؤنا، أطفالنا، نساؤنا، أرواحنا كل شيء ينزل علينا لن نسامحكم!.

- خزي وعار على الأمة أن تصمت عن غزة، ولا تنصرها، ولا يقدم المسلم حتى شيئًا لإخوانه كواجب فردي عليه ومن ماله لا تبرعًا منه، بل هي فريضة شرعية واجبة هي أقل ما يقدمه، ويخفف عقوبة الله عليه، ألا وقد وجب جهاد المال على كل مسلم ومسلمة بدون استثناء…

- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:

*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً