*الخيانة دمار الأمة* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ...

منذ 2025-05-19
*الخيانة دمار الأمة*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/0HYgDW-6DG0?si=nMhrRnIvkD6amHKE
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ 13/شوال الأولى/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- فإن بقاء الأمم البقاء الحقيقي الثابت الراسخ الدائم، لا يقوم إلا بأمر هو أمر الأخلاق، وكل أمة أخذت النصيب الأوفر من الأخلاق كانت هي أمة تصلح للبقاء أكثر من غيرها، وكلما اندثرت الأخلاق فيها، وظهرت الرذائل على أبنائها، كان السقوط في فترة أقل وأقل، وعاشت البؤس والشقاء كل الشقاء وأعظم، وأمة لا أخلاق فيها لا قيمة لها، وإن عاشت فعيشة بهيمية متوحشة وما تمر به البلدان الغربية خير مثال.

- وما من أمة أخذت بالأخلاق أعظم ولا أكثر من أمتنا؛ لأنها خير أمة أخرجت للناس، أكد نبينا عليه الصلاة والسلام على أصل مبعثه فقال: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"، وفي رواية ضعيفة:" لأتمم مكارم الأخلاق"، فإذا كانت هذه بعثته عليه الصلاة والسلام على الأخلاق وعلى إتمام صالحها، فكيف لا تأخذ بها هذه الأمة!.

- وما من نبي إلا وأكد على أمر الأخلاق، وبين وفصل وحذر وأنذر قومه من سوء الأخلاق التي قد تظهر فيها فإن ظهرت اندثرت وزالت… وكان عمرها أقل مما لو بالأخلاق تمسكت...

- ولذا أجمعت الشرائع جميعاً على أصل الأخلاق، وعلى قدسية الأخلاق، وعلى مكانة الأخلاق، وإن كانت أمتنا أخذت بها حق الأخذ إن كانت الأمم الأخرى لم تأخذ حتى بأصول دينها، فكيف أن تلتزم بأخلاقها من النصارى واليهود، وما يعيشون فيه وما يبعثونه للعالم من فساد، ودمار، ونهب، وإهلاك للحرث والنسل، وأسلحة وقتال وصراع… كله يعيش على الفساد، إما فساد أخلاق، أو فساد أموال، أو فساد قيم، ومجتمع، أو أي فساد من أنواعه، وهو أصل من أصل رذائل الأخلاق.

- وإذا كانت أمتنا تتمسك بأخلاقها في الحرب فكيف بأيام السلم، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء والقادة بعده قبل أي معركة تكون الوصية العظمى للجنود: "لا تقتلوا وليدًا، ولا امرأة، ولا شيخًا مسنًا، ولا راهبًا في صومعته، ولا جريحًا، ولا من لا أرَب له بقتالكم…."، ويوصيهم بالأسرى خيراً ويقول: "وإياكم أن تغدروا، أو تمثّلوا…"، فهذه أمتنا وأخلاقها ودينها وتعاليمه في الحرب فكيف بأيام السلم… فهذه أخلاقنا فماذا عن أخلاق الأمم غيرنا التي انحطت أخلاقها، وظهرت كل جريمة و

- ولهذا ما وقع في أمتنا ما وقع من مآسٍ كبرى، ولا حدث فيها ما حدث من تراجع واندثار نوعاً ما لحضارتها، وانحدار لها، وأصبحت في سلة مهملات العالم، يستضعفها الصغير والكبير، ويأكل خيراتها، وينهب ما فيها، ويعيث فيها فساداً، ويبتز الكبير والصغير، ويحسب أنها لقمة سائغة له متى شاء أكل منها، ومتى ما شاء أخذ منها، ومتى ما شاء عاث فساداً في برها، وفي جوها، وفي بحرها، وفي كل شيء منها، لأنه بلا أخلاق، وبلا قيم، يستضعف الضعيف، ولا يستجرئ على القوي، يعيش على الرذائل كالحيوانات والبهائم، سواء في مجتمعه، أو أن يصدره لغيره، أو أن يأخذ من غيره باسم أخلاق سيئة يصدرها هو ويشرعها بالرغم من أنها انتكاسة على الفطرة، و انقلاب على قيم الأنبياء والرسل والأديان جميعاً، وعلى هذا يعيش أولئك، والأخطر أنهم جعلوا لنا حتى من دواخلنا، من عاش فيهم سوء الأخلاق كل العيش، وأصبحوا من رأسهم إلى أخمص قدمهم لا يعيشون إلا عليه، وبشتّى أنواع الأخلاق.

- وإن كنت أتحدث على عجالة شديدة عن الخيانة، تلك الآفة الكبيرة، والجريمة الخطيرة والعظيمة التي ما دخلت الأمة من نتن أعظم من نتنها، ومن شر أعظم من شرها، ومن جريمة أكبر من جريمتها، بها بطشنا، ونهبنا، وسلبنا، وقُتلنا، ودمّرنا، وجُعنا، وهلكنا… وسُلمنا لغيرنا، وأخذت أراضينا وأموالنا، وأخذ كل شيء من أملاكنا، وكل شيء لنا، وأصبحنا بلا كرامة، وأصبحنا بلا رأس، وأصبحنا بلا قيمة، وأصبحنا بلا أمة حقيقية لأن قائدها خائن، سواء كانت الخيانة سياسية أو إدارية أو مالية أو اجتماعية أو أخلاقية أو في أي شيء كان من الخيانة، فإنك تجد جريمة الخيانة هي الجريمة التي أدتنا لهذه المأساة بكلها، وفوق ذلك بها يعيشون، وعليها يحيون، ويموتون..!.

- نعم هي الخيانة، وخيانة على كل الأصعدة، خيانة على كل الوسائل والأنظمة، خيانة عظيمة لا يعيش المجرمون إلا عليها، ولا يتسترون إلا بها، ويحكمون الأمة بالحديد والنار هم خونتها، وأفجر من فيها: ﴿وَكَذلِكَ جَعَلنا في كُلِّ قَريَةٍ أَكابِرَ مُجرِميها لِيَمكُروا فيها وَما يَمكُرونَ إِلّا بِأَنفُسِهِم وَما يَشعُرونَ﴾ .

- ولقد حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن زمن الرويبضة، عن السفيه يتكلم في أمر العامة، فقال: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة"، قيل: وما الرويبضة؟ قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة"، وقال عليه الصلاة والسلام: "إذا وُسّد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة".

- وساعة الأمة قد كانت منذ زمن بعيد أعني زمن النهضة، والحضارة، والقيمة، والكرامة، والعز، والسؤدد، التي كانت تعيشه الأمة والرخاء، انتهت مع بدء الخيانة من أصولها، التي بعثها غيرنا لنا بأسماء شتى، بداية من الاستعمار، وانتهى بإسقاط الخلافة الإسلامية، والرأس الذي كان يجمع الأمة، ومن الأمل الذي بقي للأمة إلى وقتنا هذا ولا أكل يلوح في الأفق سيجمع الأمة مادام والخونة في كل بلد يحكمونه، ويتحكمون فيه…!.

- وإذا كانت خيانة الأفراد جريمة فإن خيانة الأمم والشعوب أخطر وأشد وأعظم وأنكى وأفجر وأجرم وأدهى على الإطلاق، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال وحذر والأمة من أن يخون الرجل منها الخائن لها: "لا تخن من خانك"، هكذا يقول النبي في الحديث الصحيح: "لا تخن من خانك"، فإذا كان النبي منع خيانة الخائن، وأن نكافئ السيئة، بالسيئة بل كما وجهنا ربنا: ﴿ادفَع بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ السَّيئِة....﴾. حتى وإن كانت سيئة، ادفع بأحسنها. تكلم عن أحسنها. افعل أحسن، وهي سيئة فكيف وهي آفة، وهي جريمة على الأمة بأكملها.

- وللسبب ذاته الخيانة ركن من أركان النفاق، إن لم تكن الركن الأول من أركان النفاق، وأركان النفاق أربعة، والخيانة في مقدمة هذه الأركان، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "أربع عند البخاري، وعند مسلم ثلاث"، "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان، وإذا خاصم فجر". خيانة على كل شيء، وإن كانت الخيانة البسيطة هي التي تحدث عنها النبي على غرار، قول الله تبارك وتعالى: "فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ..." أي لا تقل لهما حتى الصغير فكيف بالضرب وما فوقه، وما دونه، كيف به!.

- فالنبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن خيانة الأفراد حين قال: "إذا أؤتمن خان"، فكيف إذا كانت خيانة الشعوب والأمم والمجتمع بأكمله، وليس هذا وفقط من حيانة سياسية، بل هي عامة شاملة لكل خائن وخائنة وخيانة… فالخائن قد يكون في إدارته، أو في عمله، أو في شغله، أو في محله، أو في سوقه، أو في بيته، أو في مجتمعه؟ أو المدير في دائرته الإدارية، أو الأستاذ في مدرسته، أو في جامعته، أو الطالب كذلك أينما كان طالباً، وهكذا قل عن الخيانة المتداولة في كل شيء هي كارثة وجريمة عظيمة.

- ألا إن الخيانة رأس كل خطيئة، وأصل كل مهلكة نزلت على الأمة، وانطلت على الشعوب على العربية والإسلامية، وهي العنوان الأبرز لكل جريمة، ولهذا حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم من أن يخاصم ويجادل عن الخائنين: ﴿وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴾، بل هو توجيه لكل الأمة لا للنبي صلى الله عليه وسلم وحده، وقد أكد ذلك ربنا جل جلاله بقوله: ﴿وَلا تُجادِل عَنِ الَّذينَ يَختانونَ أَنفُسَهُم إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ خَوّانًا أَثيمًا يَستَخفونَ مِنَ النّاسِ وَلا يَستَخفونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيِّتونَ ما لا يَرضى مِنَ القَولِ وَكانَ اللَّهُ بِما يَعمَلونَ مُحيطًا ها أَنتُم هؤُلاءِ جادَلتُم عَنهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا فَمَن يُجادِلُ اللَّهَ عَنهُم يَومَ القِيامَةِ أَم مَن يَكونُ عَلَيهِم وَكيلًا﴾!.

- وهذا ربنا جل وعلا ينادي ويحذر من الخيانة لكل أمانة أوتيناها: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾، وأي أمانة أعظم من أمانة ديننا، ومقدساتنا، وكرامتنا، وشعوبنا، وبلداننا وكل شيء لنا…!.

- ولهذا كانت الأمانة ثقيلة جد ثقيلة وقليل من يؤديها: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ليعذب الله… ﴾، لكن سيأتي يوم الفضائح كما أخبر نبينل صلى الله عليه وسلم: "يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة، هذه غدرة فلان ابن فلان".
والأبشع أن الخائن في النار كما أخبر عليه الصلاة والسلام: "المكر والخديعة في النار"، كما في الحديث الحسن، بل في صحيح مسلم: "أَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ - وذَكَرَ منهم: الْخَائِنُ الَّذِي لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ - وَإِنْ دَقَّ - إِلاَّ خَانَهُ، وَرَجُلٌ لاَ يُصْبِحُ وَلاَ يُمْسِي إِلاَّ وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ" رواه مسلم، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الإيمان والخيانة لا يجتمعان في مؤمن البتة: "لاَ يَجْتَمِعُ الإِيمَانُ وَالْكُفْرُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ، وَلاَ يَجْتَمِعُ الصِّدْقُ وَالْكَذِبُ جَمِيعًا، وَلاَ تَجْتَمِعُ الْخِيَانَةُ وَالأَمَانَةُ جَمِيعًا"، وهو حديث حسن رواه أحمد وغيره…

- والخائن تُردُّ شهادتُه ولا تُقبل؛ تعزيراً له، وتنفيراً للناس منه من فعله: "رَدَّ صلى الله عليه وسلم
شَهَادَةَ الْخَائِنِ وَالْخَائِنَةِ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلاَ خَائِنَةٍ"!.

- وفوق ذلك كله فربه جل جلاله لا يحبه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾، وقال سبحانه في شأن المنافقين: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾…

وقد استعاذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الخيانة؛ لأنها أسوأ ما يخفيه المسلم عن غيره: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ؛ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ؛ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ"

- فالواجب على كل مسلم أن يحذر الخيانة، ويحذر منها…

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..

الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:

- إن الخيانة هي أصل الشر، وأصل الجريمة، وبها تتولد الجرائم الصغيرة والكبيرة، وإن الأمة ما أُصيبت بمصيبة أعظم من مصيبتها من أبنائها، ومن فلذات أكبادها، وممن وُلوا عليها، وممن وسدوا في مهامهم، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وممن وثقنا بهم، سواء كانوا مسؤولين أو وزراء أو ضباط أو أفرادًا.... لكنهم خونة وهم جزء من قتلة الأمة، ووثقنا بهم وجادلنا عنهم وربنا يمقتهم ويبغضهم ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾، : ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾…، ومع ذلك لا زلنا نحسن الظن بهم ونجادل عنهم: ﴿ها أَنتُم هؤُلاءِ جادَلتُم عَنهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا فَمَن يُجادِلُ اللَّهَ عَنهُم يَومَ القِيامَةِ أَم مَن يَكونُ عَلَيهِم وَكيلًا﴾ !.

- ويؤسفنا أن نقول: إذا وجدت الخيانة في مجتمع فأبشر بزواله ونهايته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك، وأكد عليه وردده كثيرًا: "إذا وُسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"، ووسدنا أمرنا إلى خونة لربنا، ونبينا، وديننا، وعقائدنا، وأموالنا، وشعوبنا، وأوطاننا وكل شيء فينا…!

- وأخيرًا: فلا ريب أن كل الخيانة قاسية ومريرة، لكن الأقسى أن يخونك من تتوقع منه العون، والنصر، والتأييد والنفير… ومن يناديك صباح مساء.. ويستصرخ فيك، ويستنصرك، ويشكو إليك مظالم عظمى، وإبادات كبرى، وتصل إلينا زفرات، وأنات، وشهقات، وبالصوت والصورة، إنهم أهل ڠـزة العزة الذين يتعرضون لأعظم حرب إبادة منذ الحرب العالمية الثانية، والجريمة أن خونة الأمة في صف عدونا عليهم، وفي الباطن يؤيدون التخلص منهم، وإبادة كل شيء لهم وعندهم…

- ولهذا أختم فأقول: وإنها والله ما من جريمة اعظم، ولا من خيانة أكبر، ولا من كارثة أشد ولا أعظم من خيانتنا لمن استنصرنا، ونادانا، وصرخ في وجوهنا، وشكى همه وحزنه إلينا، ثم لم نفعل شيئًا له، ولم نساعده بشيء البتم، فأي جريمة أعظم، وأي كارثة أكبر، وأي مصيبة أشد من هذه المصيبة… ﴿وَإِنِ استَنصَروكُم فِي الدّينِ فَعَلَيكُمُ النَّصرُ﴾، ونادنا ربنا جل وعلا بقوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…

- وها هم إخواننا في غزة يصرخون في وجوهنا، ويبكون، ويتضرعون، وينادوننا، ويرسلون صورا وكوارث وفيديوهات وكل شيء وثقوه له، وأدوا الواجب وزيادة عليهة وهم يحمون المقدسات والمقدسات تعود لنا جميعا، وهي عارنا، وأعراضنا، وأرضنا… وأوقافنا، ووصية نبينا، وتمثل كل شيء فينا… فماذا صنعنا…!.
ـ ألم يقل الله جل وعلا في كتابه الكريم: ﴿وَإِنِ استَنصَروكُم فِي الدّينِ فَعَلَيكُمُ النَّصرُ﴾، فهل نصرناهم، وأدينا الواجب علينا حتى لا يغضب الله علينا: ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾… أوليس حماية فلسطين وغزة والقدس الحبيبة واجبة على كل مسلم على وجه الأرض كافة، بأن يحميها ويحرسها ويبذل روحه نفسه ماله وأهله وممتلكاته من أجل حمايتها، والموت بعزة وكرامة، أو الحياة بهما…!.

- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:

*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A

61979ea27ccc8

  • 0
  • 0
  • 0

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً