صحيفة النبأ العدد 87 قصة شهيد: من أولي العزمات من الرجال... العـــدنـانـان 1/2 قلَّ أن ...
منذ 2025-05-19
صحيفة النبأ العدد 87
قصة شهيد:
من أولي العزمات من الرجال...
العـــدنـانـان
1/2
قلَّ أن اتصلت الأسباب بين شخصين وتوثقت العرى بين اثنين كما اتصلت وتوثقت بين الشيخين أبي عبد الرحمن عدنان إسماعيل نجم البيلاوي، وأبي مهند عدنان لطيف حميد السويداوي.
العدنانان، البيلاوي والسويداوي، كانا يتشاركان بعدنان اسماً، والأنبار مولداً ونشأة، واشتركا أيضا بشيء كثير من الصفات والمزايا.
فلقد كانا -رحمهما الله- تطبيقاً حيّاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) [رواه مسلم]، فقد تميزا بالكفاءة والقيادة والأمانة والشجاعة والحزم وحسن الخلق، قبل أن يمنّ الله عليهما بالهداية بعد غزو الصليبيين للعراق، فسخرا -رحمهما الله- كل تلكم المزايا والصفات في نصرة الدين والذود عن حياضه.
نازلا الصليبيين من أول احتلالهم للعراق فأذاقوهم مرّ العلقم، واشتدت وطأتهما أكثر على الصليبيين لمّا بايعا الشيخ أبا مصعب الزرقاوي رحمه الله، فلقد كانا من خواصّه وأبرز مساعديه، ناهلين من معين مدرسته صفاء العقيدة وعلو الهمة وحنكة القائد وتواضع الأمير.
• اجتمعا سوياً في المدرسة اليوسفية وحفظا القرآن فيها
فكانا كفرسي رهان في العلم والحزم والشجاعة وسرعة البديهة وحدّة الذهن وقوة العزيمة ومعرفة الرجال، حتى باتا مطلب الصليبيين وأذنابهم، وقدّر الله لهما الأسر معاً، ومن لطف الله بهما أن الصليبيين جمعوهما في زنزانة واحدة قبل عرضهما على ضابط التحقيق، فاتفقا آنذاك على إفادة واحدة لدى استجوابهما، فلما جاء الضابط ورآهما محتجزين معاً صاح بجنوده معنفاً وشاتماً.
فتنقلا معاً في المدرسة اليوسفية معلِّمَين ومتعلِّمَين، ليستقر بهما المقام في سجن بوكا، فأتمّا حفظهما للقرآن الكريم فيه، ودرسا العديد من العلوم الشرعية كالعقيدة والحديث والفقه، بالإضافة إلى إدارة شؤون الأسرى والعناية بهم، فكانا دعاة هدى رغم الأسر والقيد.
منَّ الله على السويداوي بالفرج أولاً ثم تلاه البيلاوي، في وقت كانت دولة العراق الإسلامية بأشد الحاجة لأمثالهما، فخرجا يتأججان ناراً على أعداء الله يتناوبان على أدوار قيادة جنود الدولة الإسلامية، متنقلين بين الولايات، يعدّان المعسكرات، ويضعان الخطط، ويجهزان المفارز الأمنية بلا كلل أو ملل، فتصاعدت وتيرة العمليات ضد الروافض والمرتدين، فنُسفت العروش وقُطفت الرؤوس وفُتحت المدن، بفضل الله.
• يتقدمون الصفوف رغبة بالحتوف
وهذه صور تجسد مشاهد الإقدام والشجاعة لهذين العظيمين، ففي أحد المعارك جنوب الفلوجة تقدم المرتدون نحو "مركز شرطة داود"، فلمّا علم الشيخ السويداوي بالخبر هرع إلى المكان الذي سيطر عليه المرتدون، ووقف على بعد 300 متر عنه، ونادى على أمراء القواطع فرداً فرداً أن هلمّوا إليّ فها أنا ذا أميركم أمامكم في المقدمة، فأعداؤنا مشركون يقاتلون في سبيل الطاغوت ونحن نقاتل في سبيل الله، فلا يتخلف منكم أحد، وبفضل الله هجم الإخوة على المرتدين وسيطروا على المكان إضافة إلى ثلاث ثكنات أخرى.
وفي ملاحم الرمادي، تحديداً معركة تطهير حي المعلمين، كان أصعب أمرٍ فيها هو إدامة زخم المعركة من ذخيرة ورجال وطعام، لأن عملية النقل تتم من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع وفي الغالب تكون مرصودة من قبل القناصين، وهذا سبب إحجام بعض الإخوة الناقلين لخطورة المهمة، فقال لهم الشيخ السويداوي جهزوا لي الذخيرة والطعام والماء وأنا أتولى نقلها، فأخذ معه أحد الإخوة الفضلاء وبَدَءا بعملية نقل الاقتحاميين، فكان يذخر أسلحتهم ويسقيهم الماء من يده، مما ألهب حماس جنوده وجعلهم يقتحمون غمار الموت، فأكرمهم الله بفتح حي المعلمين، فأنعم وأكرم به من قائد.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 هـ
لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
قصة شهيد:
من أولي العزمات من الرجال...
العـــدنـانـان
1/2
قلَّ أن اتصلت الأسباب بين شخصين وتوثقت العرى بين اثنين كما اتصلت وتوثقت بين الشيخين أبي عبد الرحمن عدنان إسماعيل نجم البيلاوي، وأبي مهند عدنان لطيف حميد السويداوي.
العدنانان، البيلاوي والسويداوي، كانا يتشاركان بعدنان اسماً، والأنبار مولداً ونشأة، واشتركا أيضا بشيء كثير من الصفات والمزايا.
فلقد كانا -رحمهما الله- تطبيقاً حيّاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) [رواه مسلم]، فقد تميزا بالكفاءة والقيادة والأمانة والشجاعة والحزم وحسن الخلق، قبل أن يمنّ الله عليهما بالهداية بعد غزو الصليبيين للعراق، فسخرا -رحمهما الله- كل تلكم المزايا والصفات في نصرة الدين والذود عن حياضه.
نازلا الصليبيين من أول احتلالهم للعراق فأذاقوهم مرّ العلقم، واشتدت وطأتهما أكثر على الصليبيين لمّا بايعا الشيخ أبا مصعب الزرقاوي رحمه الله، فلقد كانا من خواصّه وأبرز مساعديه، ناهلين من معين مدرسته صفاء العقيدة وعلو الهمة وحنكة القائد وتواضع الأمير.
• اجتمعا سوياً في المدرسة اليوسفية وحفظا القرآن فيها
فكانا كفرسي رهان في العلم والحزم والشجاعة وسرعة البديهة وحدّة الذهن وقوة العزيمة ومعرفة الرجال، حتى باتا مطلب الصليبيين وأذنابهم، وقدّر الله لهما الأسر معاً، ومن لطف الله بهما أن الصليبيين جمعوهما في زنزانة واحدة قبل عرضهما على ضابط التحقيق، فاتفقا آنذاك على إفادة واحدة لدى استجوابهما، فلما جاء الضابط ورآهما محتجزين معاً صاح بجنوده معنفاً وشاتماً.
فتنقلا معاً في المدرسة اليوسفية معلِّمَين ومتعلِّمَين، ليستقر بهما المقام في سجن بوكا، فأتمّا حفظهما للقرآن الكريم فيه، ودرسا العديد من العلوم الشرعية كالعقيدة والحديث والفقه، بالإضافة إلى إدارة شؤون الأسرى والعناية بهم، فكانا دعاة هدى رغم الأسر والقيد.
منَّ الله على السويداوي بالفرج أولاً ثم تلاه البيلاوي، في وقت كانت دولة العراق الإسلامية بأشد الحاجة لأمثالهما، فخرجا يتأججان ناراً على أعداء الله يتناوبان على أدوار قيادة جنود الدولة الإسلامية، متنقلين بين الولايات، يعدّان المعسكرات، ويضعان الخطط، ويجهزان المفارز الأمنية بلا كلل أو ملل، فتصاعدت وتيرة العمليات ضد الروافض والمرتدين، فنُسفت العروش وقُطفت الرؤوس وفُتحت المدن، بفضل الله.
• يتقدمون الصفوف رغبة بالحتوف
وهذه صور تجسد مشاهد الإقدام والشجاعة لهذين العظيمين، ففي أحد المعارك جنوب الفلوجة تقدم المرتدون نحو "مركز شرطة داود"، فلمّا علم الشيخ السويداوي بالخبر هرع إلى المكان الذي سيطر عليه المرتدون، ووقف على بعد 300 متر عنه، ونادى على أمراء القواطع فرداً فرداً أن هلمّوا إليّ فها أنا ذا أميركم أمامكم في المقدمة، فأعداؤنا مشركون يقاتلون في سبيل الطاغوت ونحن نقاتل في سبيل الله، فلا يتخلف منكم أحد، وبفضل الله هجم الإخوة على المرتدين وسيطروا على المكان إضافة إلى ثلاث ثكنات أخرى.
وفي ملاحم الرمادي، تحديداً معركة تطهير حي المعلمين، كان أصعب أمرٍ فيها هو إدامة زخم المعركة من ذخيرة ورجال وطعام، لأن عملية النقل تتم من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع وفي الغالب تكون مرصودة من قبل القناصين، وهذا سبب إحجام بعض الإخوة الناقلين لخطورة المهمة، فقال لهم الشيخ السويداوي جهزوا لي الذخيرة والطعام والماء وأنا أتولى نقلها، فأخذ معه أحد الإخوة الفضلاء وبَدَءا بعملية نقل الاقتحاميين، فكان يذخر أسلحتهم ويسقيهم الماء من يده، مما ألهب حماس جنوده وجعلهم يقتحمون غمار الموت، فأكرمهم الله بفتح حي المعلمين، فأنعم وأكرم به من قائد.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 هـ
لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR