الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87 حوار: أمير ديوان الجند: معركة الموصل من أهم معارك ...
منذ 2025-05-20
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87
حوار:
أمير ديوان الجند:
معركة الموصل من أهم معارك الإسلام في التاريخ
ودروسها ستُطبَّق في ساحات أخرى بإذن الله
[7/7]
إخوانكم في الرقة وتلعفر، يتعرضون للحصار، ويحاول المرتدون اقتحام المدن عليهم، ما هي نصيحتكم إليهم؟ وهل يمكن أن يستفيدوا من تجربة معركة الموصل في معاركهم التي بدأت في تلك المدن؟
أما أهم نصيحة نقدمها إليهم، فهي أن يتقوا الله في أنفسهم، ويحرصوا على دينهم، ويتوكلوا على ربهم ويحسنوا الظن به سبحانه، ويتذكروا نعمة الله عليهم، بالتوحيد والجهاد في سبيله، والتمكين لهم في الأرض، وأن يسعوا جاهدين في شكر هذه النعمة، بطاعة الله تعالى، وطاعة أمرائهم، والحرص على الجماعة، والبعد عن النزاع.
وأن يوقنوا أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وإنما هي أسباب نأخذها، ونتوكل على الله عز وجل، فالتوكل في القلب، والأسباب في متناول الجوارح، ويحذروا من أن تدخل الأسباب إلى القلب، أو يخرج منه التوكل على الله، أو يترك أحدهما بزعم الأخذ بالآخر فحسب، بل نتوكل على الله ونأخذ بأقصى ما نستطيع من الأسباب، وما النصر إلا من عند الله العزيز القدير.
ومن الضروري أن يكون الأمراء على معرفة برجالهم، فيستخدموا كلا منهم في المكان الأنسب له، ويوزعونهم على المحاور بما يضمن أن لا يؤتى الصف من أيٍّ منهم، وأن يحفظوا صفهم أيضا من النزاع، ومن المرجفين.
وفي خصوص معركتهم، نوصيهم أن يُفعِّلوا صنوف القتال كافة، ويستخدموا كل صنف منها، في مكانه الصحيح، وفي وقته الصحيح، وضمن المدى الصحيح، فإنا قد وجدنا لهذا فائدة كبيرة.
وأن يكثفوا من الاستطلاع، ويجتهدوا في معرفة تحركات المرتدين، وأماكن تجمعهم بشكل دقيق، فذلك سيوفر لهم -بإذن الله- إمكانية توجيه ضربات مركزة لهم، تصيبهم في مقاتلهم.
ونوصيهم بالمبادرة فالمبادرة، وبالهجوم فالهجوم، وأن يوقنوا أن النصر من عند الله عز وجل، فليطلبوه من الله، وليُعدوا له أسبابه.
وإن دروس معركة الموصل أكثرها قد صارت بين أيديهم، فليستفيدوا منها، ولينتفعوا بها، وليأخذوا بأحسنها، فإنما هذه الدروس ثمنها غال عظيم، هو نفوس إخوانهم ودماؤهم، فلا يزهدوا فيها.
رسالة توجهها إلى جنود الدولة الإسلامية، وإلى عامة المسلمين.
أقول لجنود الدولة الإسلامية اثبتوا واصبروا وصابروا ورابطوا، واعلموا أن ما أصابكم هو ابتلاء من ربكم، ولستم أول من يبتلى في سبيل الله أو يفتن، بل هي سنة الله -تعالى- في أهل الإيمان دائما، قال سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، واعلموا أنه ليس بعد البأساء والضراء والزلزلة إلا نصر الله، الذي هو قريب منا كما قال ربنا، ينزله بعلمه وقدرته وإرادته جل جلاله.
فتابعوا جهادكم، وأثخنوا في أعدائكم، فلسنا -بفضل الله- ممن يذرف الدموع كالنساء، ولكننا ممن يبذلون دماءهم رخيصة دفاعا عن ديننا وأعراضنا، فقوموا إلى جهادكم، فإنما هي والله إحدى الحسنيين، وإنها جنة عرضها عرض السماوات والأرض.
فلا بد من الابتلاء قبل التمكين، ولا بد أن يتزلزل الصف قليلا، ليخرج ما فيه من الخبث، فيعود طيبا، وإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.
فالثبات الثبات، والإخلاص الإخلاص، والنجاة النجاة، فإن الأمر خطير، وإن الخطب لجلل.
وأما إلى بقية المسلمين، فأقول لهم لقد بان الليل من النهار، وامتاز الفسطاطان، فسطاط الإيمان، وفسطاط النفاق، فاختاروا لأنفسكم، قبل أن يختار لكم أعداؤكم، ولتعلموا أن الله غني عنّا وعنكم، ولكنه سائلنا وسائلكم عن دينه، هل حفظناه؟ وعن المستضعفين من عباده، هل سعينا في استنقاذهم؟ أم قد أضعنا ذلك كله؟ فلا تضيعوا أنفسكم ودينكم بعد أن هيأ الله لكم أسباب الظفر وسلَّ لكم سيوفا لا تكل في نحر الكفار، فأجيبوا داعي الله قبل فوات الأوان، والله المستعان ولا حول ولا قوة، إلا بالله العلي العظيم.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 هـ
لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
حوار:
أمير ديوان الجند:
معركة الموصل من أهم معارك الإسلام في التاريخ
ودروسها ستُطبَّق في ساحات أخرى بإذن الله
[7/7]
إخوانكم في الرقة وتلعفر، يتعرضون للحصار، ويحاول المرتدون اقتحام المدن عليهم، ما هي نصيحتكم إليهم؟ وهل يمكن أن يستفيدوا من تجربة معركة الموصل في معاركهم التي بدأت في تلك المدن؟
أما أهم نصيحة نقدمها إليهم، فهي أن يتقوا الله في أنفسهم، ويحرصوا على دينهم، ويتوكلوا على ربهم ويحسنوا الظن به سبحانه، ويتذكروا نعمة الله عليهم، بالتوحيد والجهاد في سبيله، والتمكين لهم في الأرض، وأن يسعوا جاهدين في شكر هذه النعمة، بطاعة الله تعالى، وطاعة أمرائهم، والحرص على الجماعة، والبعد عن النزاع.
وأن يوقنوا أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وإنما هي أسباب نأخذها، ونتوكل على الله عز وجل، فالتوكل في القلب، والأسباب في متناول الجوارح، ويحذروا من أن تدخل الأسباب إلى القلب، أو يخرج منه التوكل على الله، أو يترك أحدهما بزعم الأخذ بالآخر فحسب، بل نتوكل على الله ونأخذ بأقصى ما نستطيع من الأسباب، وما النصر إلا من عند الله العزيز القدير.
ومن الضروري أن يكون الأمراء على معرفة برجالهم، فيستخدموا كلا منهم في المكان الأنسب له، ويوزعونهم على المحاور بما يضمن أن لا يؤتى الصف من أيٍّ منهم، وأن يحفظوا صفهم أيضا من النزاع، ومن المرجفين.
وفي خصوص معركتهم، نوصيهم أن يُفعِّلوا صنوف القتال كافة، ويستخدموا كل صنف منها، في مكانه الصحيح، وفي وقته الصحيح، وضمن المدى الصحيح، فإنا قد وجدنا لهذا فائدة كبيرة.
وأن يكثفوا من الاستطلاع، ويجتهدوا في معرفة تحركات المرتدين، وأماكن تجمعهم بشكل دقيق، فذلك سيوفر لهم -بإذن الله- إمكانية توجيه ضربات مركزة لهم، تصيبهم في مقاتلهم.
ونوصيهم بالمبادرة فالمبادرة، وبالهجوم فالهجوم، وأن يوقنوا أن النصر من عند الله عز وجل، فليطلبوه من الله، وليُعدوا له أسبابه.
وإن دروس معركة الموصل أكثرها قد صارت بين أيديهم، فليستفيدوا منها، ولينتفعوا بها، وليأخذوا بأحسنها، فإنما هذه الدروس ثمنها غال عظيم، هو نفوس إخوانهم ودماؤهم، فلا يزهدوا فيها.
رسالة توجهها إلى جنود الدولة الإسلامية، وإلى عامة المسلمين.
أقول لجنود الدولة الإسلامية اثبتوا واصبروا وصابروا ورابطوا، واعلموا أن ما أصابكم هو ابتلاء من ربكم، ولستم أول من يبتلى في سبيل الله أو يفتن، بل هي سنة الله -تعالى- في أهل الإيمان دائما، قال سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، واعلموا أنه ليس بعد البأساء والضراء والزلزلة إلا نصر الله، الذي هو قريب منا كما قال ربنا، ينزله بعلمه وقدرته وإرادته جل جلاله.
فتابعوا جهادكم، وأثخنوا في أعدائكم، فلسنا -بفضل الله- ممن يذرف الدموع كالنساء، ولكننا ممن يبذلون دماءهم رخيصة دفاعا عن ديننا وأعراضنا، فقوموا إلى جهادكم، فإنما هي والله إحدى الحسنيين، وإنها جنة عرضها عرض السماوات والأرض.
فلا بد من الابتلاء قبل التمكين، ولا بد أن يتزلزل الصف قليلا، ليخرج ما فيه من الخبث، فيعود طيبا، وإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.
فالثبات الثبات، والإخلاص الإخلاص، والنجاة النجاة، فإن الأمر خطير، وإن الخطب لجلل.
وأما إلى بقية المسلمين، فأقول لهم لقد بان الليل من النهار، وامتاز الفسطاطان، فسطاط الإيمان، وفسطاط النفاق، فاختاروا لأنفسكم، قبل أن يختار لكم أعداؤكم، ولتعلموا أن الله غني عنّا وعنكم، ولكنه سائلنا وسائلكم عن دينه، هل حفظناه؟ وعن المستضعفين من عباده، هل سعينا في استنقاذهم؟ أم قد أضعنا ذلك كله؟ فلا تضيعوا أنفسكم ودينكم بعد أن هيأ الله لكم أسباب الظفر وسلَّ لكم سيوفا لا تكل في نحر الكفار، فأجيبوا داعي الله قبل فوات الأوان، والله المستعان ولا حول ولا قوة، إلا بالله العلي العظيم.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 هـ
لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR