────────── 📘 #دفع_الأوهام عن الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة ...
منذ 2025-05-22
──────────
📘 #دفع_الأوهام عن الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام.
#خلاصات_فقهية
──────────
👤للشيخ/عـبـداللـہ رفيق الســوطـي
الإصدار الثاني 1443هـ.
مـن قنـاة فـتاوى الشيخ/عـبـداللـہ رفيق الســوطـي. ↶
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*🔸- تـــوطــئــة: ↶*
- الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبــــــــعـــد:
- فما من بداية عام هجري جديد، وبالذات في شهرَي صفر وربيع الأول، إلا وتبدأ تتوارد –وبقوة- الأسئلــــة، والرسائـــــــل، والصوتــــــيات، والمقالات، والكتب...وفتاوى المحـــــرّمين والمجيـــــــــــــزين للــــــــمولد النبوي الشـــــــريف، ويصــــبح الشهران شهرا طــــــــــوارئ، وملاسنات وردود عند عوام الناس وخواصهم...!
- وهنا أجزم أن المسألة لن تحسم، وأن الخلاف لن يرتــــــــــــــــــفع، بل لا يحل ادعاء رفــــعه، أو حسم مسألته، ولكن من باب براءة الذمّة، ولإلحاح كثير من المتابعين الفضلاء، والمشتركين النجباء بقناتي للفتــــــــاوى الشرعية على تليجرام، ومجموعاتي للفتاوى الشرعية على واتساب، لأبدي لهم رأيي في لمسألة، وبالرغم أني أجبتهم قبل سنوات لكن بأسطر قليلة، فلم تغنِ عنهــــــم كثيرًا.
👈خاصة والمسألة قد بلغت حد المعترك العلمي الخطير، الذي وصـــــل ببعـــــــــــض المغترّيـــــن بفتات علمهم إلى تكفــــــــير وتفسيـــــــق وشــــــــــــتم المخالفــــــــــين! بل ولربمـــــــا أدت لمناوشات بالأسلحة عند بعض المتعصّبة-أتكلم عن اليمن-! فرأيت من واجــــــــبي أن ألبّي طلبهم هذا العام، وهأنذا أكتب في الموضوع متحريًا الصواب، واتـــــــــــــــــــباع الدليل أينما كان، دون أي انحياز، أو تعصب لفلان وفلان، والله الهادي إليه، والموفّق للقول به، والدفاع عنه، والثبات عليه، ومناوأة مخالفيه.
*💎مدحه وبيان حقه صلى الله عليه وسلم.*
- لـــقد قــــــــال ربـــــــــنا في محـــــــكم تنــــــــــلة:﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾[سورة آل عمران:164]، فسمّى الله جل جلاله مبعث نبينا ﷺ نعمة، ومنّة منّ بها علينا، وهي حقيقة أعظم النِعم على الإطلاق-، وخير المنن في كل حل :﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾[سورة آل عمران:164]
🔹- فلولا بعثته صلى الله عليه وسلم لكنا في ضلال الجاهلية، وحماقاتها، وقتالها، ومعاركها، وبراثنها، حتى خرج إلينا النور عليه الصلاة والسلام، الذي هو دعوة أبينا إبراهيم: ﴿رَبَّنا وَابعَث فيهِم رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَيُزَكّيهِم إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾[سورة البقرة:129]، فأجاب الله تعالى دعاءه، ولبى نداءه، فأخرج لأمة أمية ذلك النور المبين، والهدى القويم:﴿هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الأُمِّيّينَ رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾ [سورة الجمعة:2].
👈وليس مبعثه صلى الله عليه وسلم لنا وحدنا، بل منّ الله تعالى به على أهل الكتاب قبلنا، وأشركهم في النعمة التي حبانا بها، وجعله نبيًا منا، بعد أن انقطعت الرسل، وارتفعت النبوات، وانتشرت الضلالات، واشتدت الخصومات، وعظمت الحاجات لنبي الرحمات عليه الصلوات، فقال الحق تبارك وتعالى: ﴿يا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسولُنا يُبَيِّنُ لَكُم عَلى فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَن تَقولوا ما جاءَنا مِن بَشيرٍ وَلا نَذيرٍ فَقَد جاءَكُم بَشيرٌ وَنَذيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾[سورة المائدة:19].
👈فهو صلى الله عليه وسلم البشير لهم ولنا، والنذير لجميعنا، والمخلّص لكلنا عليه الصلاة والسلام، والمطلوب منهم ومنا اتباعه، وتعظيمه، وتوقيره، واحترامه، ورفع مكانته، وإجلال منزلته: ﴿لِتُؤمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُعَزِّروهُ وَتُوَقِّروهُ وَتُسَبِّحوهُ بُكرَةً وَأَصيلًا﴾[سورة الفتح:9].
*" فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ "، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ)*
📗رواه البخاري ومسلم.
👈فلم يمنعه ﷺ مخالفة اليهود من صيام ذلك اليوم العظيم؛ احتفاء منه وعلى طريقته بنجاة موسى عليه السلام ومن معه، بالرغم حرصه الشديد على مخالفتهم-ثم أمر بمخالفتهم بعد ذلك بصوم التاسع مع العاشر-، فأقرّهم ﷺ على الصيام، وأمر أصحابه رضوان الله عليهم بذلك؛ تخليدًا لعظيم ذلك اليوم، وليرسخ ذلك اليوم في أذهان الأمّة، ولا يكن يوم مرور عابر كأي يوم.
👈وإن كان أصل العبادة (صيام عاشوراء) جاء من عند غير المسلمين -كأعياد الميلاد الآن- لكن تقبّله النبي ﷺ وفعل كفعلهم، بل وأمر أصحابه أن يصوموه، وفقط خالفهم فيما بعد فجعل الطريقة طريقة إسلامية، بالرغم أن أصل الأمر من عند غير المسلمين.
👈ثم لم يقل لأصحابه ﷺ صوموا كل السنة! كما يقول البعض: كل السنة مولد!! بل عادة البشر الاحتفال بالشيء في يومه، وحينه، وجعْل ذلك اليوم مناسبة مقتصرة عليه، أما تعميمه في كل العام فهو تميـيع للمطلوب، وسخف واضح خارج عن الموضوع!.
⑵- كل ذلك لأنه يعلم جيدًا ﷺ قول الله: ﴿وَلَقَد أَرسَلنا موسى بِآياتِنا أَن أَخرِج قَومَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللَّهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ﴾[سورة إبراهيم:5]، والصيام جانب من جوانب التذكير بذلك اليوم العظيم.
⑶- والله يقول: ﴿قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ﴾[سورة يونس:58]، وأي فضل أعظم أن نفرح به من تفضّل الله علينا ببعثة نبـيّنا ﷺ سيد الخلق، وأكرمهم عند الله تعالى، والنبي الخاتم ﷺ على الإطلاق.
⑷- وربنا يقول: ﴿لِتُؤمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُعَزِّروهُ وَتُوَقِّروهُ وَتُسَبِّحوهُ بُكرَةً وَأَصيلًا﴾[سورة الفتح:9]، ومثل هذه الأعمال هي من تعظيمه، وتوقيره، واحترام شأنه، وإجلال مكانته، ورفع منزلته، وتخليد يوم مولده صلى الله عليه وسلم في نفوس أتباعه،
📝قال السعدي: أي: (تعزروا الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقروه أي: تعظموه وتجلوه، وتقوموا بحقوقه، كما كانت له المنة العظيمة برقابكم، { وَتُسَبِّحُوهُ } أي: تسبحوا لله { بُكْرَةً وَأَصِيلا } أول النهار وآخره، فذكر الله في هذه الآية الحق المشترك بين الله وبين رسوله، وهو الإيمان بهما، والمختص بالرسول، وهو التعزير والتوقير، والمختص بالله، وهو التسبيح له والتقديس بصلاة أو غيرها).
⑸- ونجد أن الله عزّ وجلّ قد أمر بتخليد بعض المواطن والأحداث؛ ليتذكّر الناس ذلك الحدث وصاحبه، وأكتفي بقول الله: ﴿وَإِذ جَعَلنَا البَيتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمنًا وَاتَّخِذوا مِن مَقامِ إِبراهيمَ مُصَلًّى وَعَهِدنا إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ أَن طَهِّرا بَيتِيَ لِلطّائِفينَ وَالعاكِفينَ وَالرُّكَّعِ السُّجودِ﴾[سورة البقرة:125]،
👈فأمر الله تعالى الأمة بالصلاة خلف مقام أبـينا إبراهيم عليه السلام، والذي هو عبارة عن حجر كان أبـونا إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- يصعد عليه أثناء بنائه للبيت، فأمرهم بالصلاة خلفه؛ تخليدًا لشأنه، ووفاء بحقه.
⑹- ثم قد روى الإمام البخاري في صحيحه، وبسنده إلى عروة في حديث فيه طول ومنه: قَالَ عُرْوَةُ: (وَثُوَيْبَةُ مَوْلَاةٌ لِأَبِي لَهَبٍ، كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا، فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ (، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، قَالَ لَهُ : مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ، غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ)
📗رواه البـــــــــــخاري،
👈وقد قال الإمام السيوطي عن هذا الحديث: (وقد ظهر لي تخريج -أي جواز المولد- على أصل ثابت ثم ذكر الحديث).
📝قال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث في الفتح: (وذكر السهيلي أن العباس قال: لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال: ما لقيت بعدكم راحة، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين، قال: وذلك أن النبي ( ولـــــــــــــــــــــد يوم الاثنين، وكانت ثويبة بشّــــــــــــرت أبا لهب بمولده فأعتقها. قوله: ( بشر حيـــــــبـــــــــة ) بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة، أي: سوء حال، وروي: بشر خيبة) ا.هـ.
✅ووجـــــــــــــــــــــــــــــــه الدلالة من الحــــــــــــديث: أن الله جازى أبا لهب خيرًا؛ لفرحه بمولد النبي ﷺ، أفيجازي الله جل جلاله كافرًا بفرحه بمولد رسول الله ﷺ، ولا يجازي مسلمًا بذلك!.
*🔸- ما لابـــد من الـعلم بـه*
⑺- ثم يجب أن نعلم: أنه ليس كل ما لم يكن في عهد القرون الثلاثة المفضّلة ثم حصل وأن حدث بعدهم فهو بدعة؛ فــعلماء الأمّـــــــــــة يقولون –كقـــــــــاعدة-: ما اندرج تحت أصل عام فهو بدعة حسنة، أو عادة مستحسنة عملوه أو تركوه (القرون الثلاثة المفضّلة)، ولو كان بدعة لكان أغلب ما نعمله من البدع! بل قل عن تدوين القرآن والحديث… وهما دين بل وأم الدين… والتــــــــطـــــــــور فـــــي العلوم عامة، لكن الواجب النظر للمصلحة- ما لم تعارض الشرع- وعادة يبعد أن يقف الشرع حاجزًا ضد مصالح الناس، وهذا من أبطل الأباطـــــــــــيل، وأينما وُجدت المصلحة فثَم شرع الله كما قال ابن القيم؛ إذ الشرع جاء لمــــــــــــــــصلحة للعباد، ودفع المفسدة عنهم، بل كله مصلحة.
والهداية بنبينا ﷺ واتباعه إذا أردناهما!.
👈فضلًا عن النجاة من الفتن -والتي لايزال المسلمون فيها ما خالفوا نبيهم ﷺ: ﴿فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾[سورة النور:63]، والواجب لنـنجو الأخذ وبقوة بقول الله: وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾ [سورة الحشر:7]، ولا يظهر صدق محبتنا لحبيبنا ﷺ إلا باتباعه في كل شيء، بل حتى لا يظهر صدق حبنا لربنا سبحانه وتعالى إلا باتباعه ﷺ: ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾[سورة آل عمران:31]
﴿قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ﴾
[سورة التوبة:24].
👈بل لا نجاة في الدنيا والآخرة إلا باتباعه ﷺ: *" كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى ؟ ، قَالَ : " مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى "*
📗رواه البخاري،
👈فسنته ﷺ واتباع هديه واقتفاء آثاره ﷺ بمثابة جواز دخول لجنة هو فاتحها ﷺ؛ فعند مسلم: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله ﷺ: *«آتي بابَ الجنة يوم القيامة فَأَسْتَفْتِحُ، فيقول الخازنُ: مَن أنتَ؟ فأقول: محمد، فيقولُ: بك أُمِرْتُ أن لا أَفْتَحَ لأحد قَبلك».*
📗أخرجه مسلم.
✅وصَدَق من قال:
والدعاوى إذا لم تقم عليها بينات فأهلها أدعياء…
لو كان حبك صادقًا لأطعته
إن الحبيب لمن يحب مطيع.
❁ــــــــــــــــ(الخاتمة)ــــــــــــــــ❁
👈وفي خاتمة رسالتي📩هذه أود أن أبعث رسائل فأقول:
1- نحن في مسألة المولد بين فرق ثلاث: وهابية معادية (تحرم المولد وبقوة)، وصوفية رافضية مغالية (توجب الاحتفال بالمولد، وتفرض على الناس ذلك)، وجمهور الأمة معتدلة متوسطة (تجيز الاحتفال بالمولد، ولا تمنعه، ولا توجبه، بل ترى من فعله فله أجر بشرط خلوه من المحرمات كإسراف واختلاط، وبدع محدثات، ومن لم يحتفل فلا أجر ولا وزر) ولا ريب أن الأخير هو الصواب، والحق الذي ينبغي عليه الوفاق، وترك الخلاف والشقاق.
2- أمتنا اليوم أشغل، وفي موقف أعظم من ملاسنات، ونزاعات، وتبديع، وتفسيق، وتضليل في مسألة الخلاف فيها قائم، والحق فيها غير منحاز لجهة بعينها، ولا تمتلكه طائفة باسمها، فاربعوا بأنفسكم، وانشغلوا بما يهم أمتكم، وما يعود عليكم وعلى الأمة نفعه.
3- اجتماعنا أحب إلى نبينا صلى الله عليه وسلم من احتفالنا لأجله، أو تركه وعدم احتفاء بمولده، وإن كان الوفاق متعذر لكن التخفيف من حدته ممكن، والوصول للممكن ممكن، فليخفف المغالي، وليتنبه الجافي.
4- أهم من الاحتفال وتركه الاتباع لنبينا صلى الله عليه وسلم وحبه، والعمل بسنته، واقتفاء أثره، وتحيكم منهجه، والاهتداء بهديه.
5- لن ينفع الأمة الاحتفال، ولن يضرها تركه بقدر ما ينفعها توحدنا، ويضرها تفرقنا وتمزقنا واختلافنا وتخاصمنا، بالرغم أن ديننا يسعنا جميعًا فلا نضق بإخواننا صدرًا، ولا نضيق واسعًا، ولا نسد مفتوحًا، ولا نمنع جائزًا، ولا نبيح ممنوعا.
*✍️والله تعالى أحكم وأعلم، والحمد لله رب العالمين.*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📘 #دفع_الأوهام عن الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام.
#خلاصات_فقهية
──────────
👤للشيخ/عـبـداللـہ رفيق الســوطـي
الإصدار الثاني 1443هـ.
مـن قنـاة فـتاوى الشيخ/عـبـداللـہ رفيق الســوطـي. ↶
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*🔸- تـــوطــئــة: ↶*
- الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبــــــــعـــد:
- فما من بداية عام هجري جديد، وبالذات في شهرَي صفر وربيع الأول، إلا وتبدأ تتوارد –وبقوة- الأسئلــــة، والرسائـــــــل، والصوتــــــيات، والمقالات، والكتب...وفتاوى المحـــــرّمين والمجيـــــــــــــزين للــــــــمولد النبوي الشـــــــريف، ويصــــبح الشهران شهرا طــــــــــوارئ، وملاسنات وردود عند عوام الناس وخواصهم...!
- وهنا أجزم أن المسألة لن تحسم، وأن الخلاف لن يرتــــــــــــــــــفع، بل لا يحل ادعاء رفــــعه، أو حسم مسألته، ولكن من باب براءة الذمّة، ولإلحاح كثير من المتابعين الفضلاء، والمشتركين النجباء بقناتي للفتــــــــاوى الشرعية على تليجرام، ومجموعاتي للفتاوى الشرعية على واتساب، لأبدي لهم رأيي في لمسألة، وبالرغم أني أجبتهم قبل سنوات لكن بأسطر قليلة، فلم تغنِ عنهــــــم كثيرًا.
👈خاصة والمسألة قد بلغت حد المعترك العلمي الخطير، الذي وصـــــل ببعـــــــــــض المغترّيـــــن بفتات علمهم إلى تكفــــــــير وتفسيـــــــق وشــــــــــــتم المخالفــــــــــين! بل ولربمـــــــا أدت لمناوشات بالأسلحة عند بعض المتعصّبة-أتكلم عن اليمن-! فرأيت من واجــــــــبي أن ألبّي طلبهم هذا العام، وهأنذا أكتب في الموضوع متحريًا الصواب، واتـــــــــــــــــــباع الدليل أينما كان، دون أي انحياز، أو تعصب لفلان وفلان، والله الهادي إليه، والموفّق للقول به، والدفاع عنه، والثبات عليه، ومناوأة مخالفيه.
*💎مدحه وبيان حقه صلى الله عليه وسلم.*
- لـــقد قــــــــال ربـــــــــنا في محـــــــكم تنــــــــــلة:﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾[سورة آل عمران:164]، فسمّى الله جل جلاله مبعث نبينا ﷺ نعمة، ومنّة منّ بها علينا، وهي حقيقة أعظم النِعم على الإطلاق-، وخير المنن في كل حل :﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾[سورة آل عمران:164]
🔹- فلولا بعثته صلى الله عليه وسلم لكنا في ضلال الجاهلية، وحماقاتها، وقتالها، ومعاركها، وبراثنها، حتى خرج إلينا النور عليه الصلاة والسلام، الذي هو دعوة أبينا إبراهيم: ﴿رَبَّنا وَابعَث فيهِم رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَيُزَكّيهِم إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾[سورة البقرة:129]، فأجاب الله تعالى دعاءه، ولبى نداءه، فأخرج لأمة أمية ذلك النور المبين، والهدى القويم:﴿هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الأُمِّيّينَ رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾ [سورة الجمعة:2].
👈وليس مبعثه صلى الله عليه وسلم لنا وحدنا، بل منّ الله تعالى به على أهل الكتاب قبلنا، وأشركهم في النعمة التي حبانا بها، وجعله نبيًا منا، بعد أن انقطعت الرسل، وارتفعت النبوات، وانتشرت الضلالات، واشتدت الخصومات، وعظمت الحاجات لنبي الرحمات عليه الصلوات، فقال الحق تبارك وتعالى: ﴿يا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسولُنا يُبَيِّنُ لَكُم عَلى فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَن تَقولوا ما جاءَنا مِن بَشيرٍ وَلا نَذيرٍ فَقَد جاءَكُم بَشيرٌ وَنَذيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾[سورة المائدة:19].
👈فهو صلى الله عليه وسلم البشير لهم ولنا، والنذير لجميعنا، والمخلّص لكلنا عليه الصلاة والسلام، والمطلوب منهم ومنا اتباعه، وتعظيمه، وتوقيره، واحترامه، ورفع مكانته، وإجلال منزلته: ﴿لِتُؤمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُعَزِّروهُ وَتُوَقِّروهُ وَتُسَبِّحوهُ بُكرَةً وَأَصيلًا﴾[سورة الفتح:9].
*" فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ "، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ)*
📗رواه البخاري ومسلم.
👈فلم يمنعه ﷺ مخالفة اليهود من صيام ذلك اليوم العظيم؛ احتفاء منه وعلى طريقته بنجاة موسى عليه السلام ومن معه، بالرغم حرصه الشديد على مخالفتهم-ثم أمر بمخالفتهم بعد ذلك بصوم التاسع مع العاشر-، فأقرّهم ﷺ على الصيام، وأمر أصحابه رضوان الله عليهم بذلك؛ تخليدًا لعظيم ذلك اليوم، وليرسخ ذلك اليوم في أذهان الأمّة، ولا يكن يوم مرور عابر كأي يوم.
👈وإن كان أصل العبادة (صيام عاشوراء) جاء من عند غير المسلمين -كأعياد الميلاد الآن- لكن تقبّله النبي ﷺ وفعل كفعلهم، بل وأمر أصحابه أن يصوموه، وفقط خالفهم فيما بعد فجعل الطريقة طريقة إسلامية، بالرغم أن أصل الأمر من عند غير المسلمين.
👈ثم لم يقل لأصحابه ﷺ صوموا كل السنة! كما يقول البعض: كل السنة مولد!! بل عادة البشر الاحتفال بالشيء في يومه، وحينه، وجعْل ذلك اليوم مناسبة مقتصرة عليه، أما تعميمه في كل العام فهو تميـيع للمطلوب، وسخف واضح خارج عن الموضوع!.
⑵- كل ذلك لأنه يعلم جيدًا ﷺ قول الله: ﴿وَلَقَد أَرسَلنا موسى بِآياتِنا أَن أَخرِج قَومَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللَّهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ﴾[سورة إبراهيم:5]، والصيام جانب من جوانب التذكير بذلك اليوم العظيم.
⑶- والله يقول: ﴿قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ﴾[سورة يونس:58]، وأي فضل أعظم أن نفرح به من تفضّل الله علينا ببعثة نبـيّنا ﷺ سيد الخلق، وأكرمهم عند الله تعالى، والنبي الخاتم ﷺ على الإطلاق.
⑷- وربنا يقول: ﴿لِتُؤمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُعَزِّروهُ وَتُوَقِّروهُ وَتُسَبِّحوهُ بُكرَةً وَأَصيلًا﴾[سورة الفتح:9]، ومثل هذه الأعمال هي من تعظيمه، وتوقيره، واحترام شأنه، وإجلال مكانته، ورفع منزلته، وتخليد يوم مولده صلى الله عليه وسلم في نفوس أتباعه،
📝قال السعدي: أي: (تعزروا الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقروه أي: تعظموه وتجلوه، وتقوموا بحقوقه، كما كانت له المنة العظيمة برقابكم، { وَتُسَبِّحُوهُ } أي: تسبحوا لله { بُكْرَةً وَأَصِيلا } أول النهار وآخره، فذكر الله في هذه الآية الحق المشترك بين الله وبين رسوله، وهو الإيمان بهما، والمختص بالرسول، وهو التعزير والتوقير، والمختص بالله، وهو التسبيح له والتقديس بصلاة أو غيرها).
⑸- ونجد أن الله عزّ وجلّ قد أمر بتخليد بعض المواطن والأحداث؛ ليتذكّر الناس ذلك الحدث وصاحبه، وأكتفي بقول الله: ﴿وَإِذ جَعَلنَا البَيتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمنًا وَاتَّخِذوا مِن مَقامِ إِبراهيمَ مُصَلًّى وَعَهِدنا إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ أَن طَهِّرا بَيتِيَ لِلطّائِفينَ وَالعاكِفينَ وَالرُّكَّعِ السُّجودِ﴾[سورة البقرة:125]،
👈فأمر الله تعالى الأمة بالصلاة خلف مقام أبـينا إبراهيم عليه السلام، والذي هو عبارة عن حجر كان أبـونا إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- يصعد عليه أثناء بنائه للبيت، فأمرهم بالصلاة خلفه؛ تخليدًا لشأنه، ووفاء بحقه.
⑹- ثم قد روى الإمام البخاري في صحيحه، وبسنده إلى عروة في حديث فيه طول ومنه: قَالَ عُرْوَةُ: (وَثُوَيْبَةُ مَوْلَاةٌ لِأَبِي لَهَبٍ، كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا، فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ (، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، قَالَ لَهُ : مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ، غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ)
📗رواه البـــــــــــخاري،
👈وقد قال الإمام السيوطي عن هذا الحديث: (وقد ظهر لي تخريج -أي جواز المولد- على أصل ثابت ثم ذكر الحديث).
📝قال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث في الفتح: (وذكر السهيلي أن العباس قال: لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال: ما لقيت بعدكم راحة، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين، قال: وذلك أن النبي ( ولـــــــــــــــــــــد يوم الاثنين، وكانت ثويبة بشّــــــــــــرت أبا لهب بمولده فأعتقها. قوله: ( بشر حيـــــــبـــــــــة ) بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة، أي: سوء حال، وروي: بشر خيبة) ا.هـ.
✅ووجـــــــــــــــــــــــــــــــه الدلالة من الحــــــــــــديث: أن الله جازى أبا لهب خيرًا؛ لفرحه بمولد النبي ﷺ، أفيجازي الله جل جلاله كافرًا بفرحه بمولد رسول الله ﷺ، ولا يجازي مسلمًا بذلك!.
*🔸- ما لابـــد من الـعلم بـه*
⑺- ثم يجب أن نعلم: أنه ليس كل ما لم يكن في عهد القرون الثلاثة المفضّلة ثم حصل وأن حدث بعدهم فهو بدعة؛ فــعلماء الأمّـــــــــــة يقولون –كقـــــــــاعدة-: ما اندرج تحت أصل عام فهو بدعة حسنة، أو عادة مستحسنة عملوه أو تركوه (القرون الثلاثة المفضّلة)، ولو كان بدعة لكان أغلب ما نعمله من البدع! بل قل عن تدوين القرآن والحديث… وهما دين بل وأم الدين… والتــــــــطـــــــــور فـــــي العلوم عامة، لكن الواجب النظر للمصلحة- ما لم تعارض الشرع- وعادة يبعد أن يقف الشرع حاجزًا ضد مصالح الناس، وهذا من أبطل الأباطـــــــــــيل، وأينما وُجدت المصلحة فثَم شرع الله كما قال ابن القيم؛ إذ الشرع جاء لمــــــــــــــــصلحة للعباد، ودفع المفسدة عنهم، بل كله مصلحة.
والهداية بنبينا ﷺ واتباعه إذا أردناهما!.
👈فضلًا عن النجاة من الفتن -والتي لايزال المسلمون فيها ما خالفوا نبيهم ﷺ: ﴿فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾[سورة النور:63]، والواجب لنـنجو الأخذ وبقوة بقول الله: وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾ [سورة الحشر:7]، ولا يظهر صدق محبتنا لحبيبنا ﷺ إلا باتباعه في كل شيء، بل حتى لا يظهر صدق حبنا لربنا سبحانه وتعالى إلا باتباعه ﷺ: ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾[سورة آل عمران:31]
﴿قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ﴾
[سورة التوبة:24].
👈بل لا نجاة في الدنيا والآخرة إلا باتباعه ﷺ: *" كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى ؟ ، قَالَ : " مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى "*
📗رواه البخاري،
👈فسنته ﷺ واتباع هديه واقتفاء آثاره ﷺ بمثابة جواز دخول لجنة هو فاتحها ﷺ؛ فعند مسلم: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله ﷺ: *«آتي بابَ الجنة يوم القيامة فَأَسْتَفْتِحُ، فيقول الخازنُ: مَن أنتَ؟ فأقول: محمد، فيقولُ: بك أُمِرْتُ أن لا أَفْتَحَ لأحد قَبلك».*
📗أخرجه مسلم.
✅وصَدَق من قال:
والدعاوى إذا لم تقم عليها بينات فأهلها أدعياء…
لو كان حبك صادقًا لأطعته
إن الحبيب لمن يحب مطيع.
❁ــــــــــــــــ(الخاتمة)ــــــــــــــــ❁
👈وفي خاتمة رسالتي📩هذه أود أن أبعث رسائل فأقول:
1- نحن في مسألة المولد بين فرق ثلاث: وهابية معادية (تحرم المولد وبقوة)، وصوفية رافضية مغالية (توجب الاحتفال بالمولد، وتفرض على الناس ذلك)، وجمهور الأمة معتدلة متوسطة (تجيز الاحتفال بالمولد، ولا تمنعه، ولا توجبه، بل ترى من فعله فله أجر بشرط خلوه من المحرمات كإسراف واختلاط، وبدع محدثات، ومن لم يحتفل فلا أجر ولا وزر) ولا ريب أن الأخير هو الصواب، والحق الذي ينبغي عليه الوفاق، وترك الخلاف والشقاق.
2- أمتنا اليوم أشغل، وفي موقف أعظم من ملاسنات، ونزاعات، وتبديع، وتفسيق، وتضليل في مسألة الخلاف فيها قائم، والحق فيها غير منحاز لجهة بعينها، ولا تمتلكه طائفة باسمها، فاربعوا بأنفسكم، وانشغلوا بما يهم أمتكم، وما يعود عليكم وعلى الأمة نفعه.
3- اجتماعنا أحب إلى نبينا صلى الله عليه وسلم من احتفالنا لأجله، أو تركه وعدم احتفاء بمولده، وإن كان الوفاق متعذر لكن التخفيف من حدته ممكن، والوصول للممكن ممكن، فليخفف المغالي، وليتنبه الجافي.
4- أهم من الاحتفال وتركه الاتباع لنبينا صلى الله عليه وسلم وحبه، والعمل بسنته، واقتفاء أثره، وتحيكم منهجه، والاهتداء بهديه.
5- لن ينفع الأمة الاحتفال، ولن يضرها تركه بقدر ما ينفعها توحدنا، ويضرها تفرقنا وتمزقنا واختلافنا وتخاصمنا، بالرغم أن ديننا يسعنا جميعًا فلا نضق بإخواننا صدرًا، ولا نضيق واسعًا، ولا نسد مفتوحًا، ولا نمنع جائزًا، ولا نبيح ممنوعا.
*✍️والله تعالى أحكم وأعلم، والحمد لله رب العالمين.*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ