• النصيحة خير رابط بين أئمة المسلمين وعامتهم في صحيح مسلم عن تميم بن أوس الداري -رضي الله عنه- ...

منذ 2025-05-23
• النصيحة خير رابط بين أئمة المسلمين وعامتهم

في صحيح مسلم عن تميم بن أوس الداري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الدين النصيحة). قالوا: لمن يا رسول اللّه؟ قال: (للّه وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم).

قال أهل العلم عن هذا الحديث: إنه أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، وفيه أن النصيحة لها معانٍ كثيرة تجمع الدين كله، وأما النصيحة لأئمة المسلمين فهي تشمل توقيرهم والدعاء لهم وصفاء القلب تجاههم وعدم غشهم بأن يكون ظاهره وباطنه لهم سواء، وطاعتهم في المعروف في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة عليه، وأن يلزم جماعتهم ويصبر عليهم، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية) [رواه البخاري]، ورواه مسلم بلفظ: (من كره من أميره شيئا، فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا، فمات عليه، إلا مات ميتة جاهلية).

ومن النصح لولاة الأمور الجهاد تحت رايتهم، ودفع الصدقات لعمالهم الذين يقبضونها، وإذا رأى خللاً سده ونصح لهم برفق، وأن يدعو الناس إلى طاعتهم، وعدم الخروج عليهم إذا رأى أثرة عليه أو رأى منكراً، وإنما يجتنب المنكر وينهى عنه، ولا يجوز له الخروج عليهم، إلا إذا رأى منهم كفراً بواحاً، عنده فيه من الله برهان.

ومن أئمة المسلمين أهل العلم، فينصح لهم بقبول توجيههم وإرشادهم المؤيد بالدليل الشرعي، وأن ينصحهم إن وجد منهم خللاً، وأن يضعهم في مكانهم اللائق بهم دون إفراط فيقبل كلامهم دون دليل، ولا تفريط بترك احترامهم أو ترك طاعتهم في ما يدلونه عليه من الحق.

وأما النصيحة لعامة المسلمين فتشمل ناحيتين: النصيحة بين عامة المسلمين بعضهم لبعض، والثانية: النصيحة مِن ولاة الأمر لعامة المسلمين، بأن يسعوا في صلاح دينهم ودنياهم، بتصحيح عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم، وأن يقيموا لهم المحاكم الشرعية ويجتهدوا في إصلاح ذات بينهم، وأن يرفقوا بهم ويأخذوا الزكاة من أغنيائهم فيضعوها في مصارفها الشرعية، وأن يُعِدّوا الرعية ويقودوهم للجهاد في سبيل الله؛ جهادِ الدفع وجهاد الطلب، لحماية المسلمين وديارهم وأعراضهم وأموالهم، ولفتح بلاد الكفار لإخضاعها لشريعة الله، وكف شرهم عن الإسلام والمسلمين.
اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه، وأعزهم بالإسلام وأعز الإسلام بهم، وثبتنا وإياهم على دينك وانصرنا على القوم الكافرين، وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

للمزيد من المواد.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولي الأمر منكم

668272a44d669

  • 1
  • 0
  • 3

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً