الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 90 قصة شهيد: أبو أيمن العراقي رجل بأمة من ...
منذ 2025-05-28
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 90
قصة شهيد:
أبو أيمن العراقي
رجل بأمة من الرجال
[2/4]
وكذلك منَّ الله عليه بانضمام الكثير من المجاهدين المهاجرين إليه، فقد كانت ولاية الساحل واحدة من أكبر بوابات دخول المهاجرين إلى الشام، العابرين للحدود من جهة أنطاكيا، ليشكلوا لأنفسهم مجموعات مقاتلة مستقلة، أو يبقوا منفردين يتنقلون بين الجماعات والتنظيمات بحثا عن الراية الصحيحة والمنهج القويم، وهكذا انضم كثير من هؤلاء المهاجرين إلى الدولة الإسلامية في الساحل، وبايعوها جماعات وأفرادا، لينصر الله بهم الدين، وتكون لمجاهدي الساحل صولات وجولات في مختلف مناطق الدولة الإسلامية وولاياتها في العراق والشام.
• في قتال النصيرية
لم تكن ظروف الحرب في منطقة الساحل لتسمح لجنود الدولة الإسلامية بطويل إعداد، إذ كان عليهم أن ينغمسوا في المعارك مباشرة بما تيسر لديهم من مقاتلين وسلاح، وهكذا لم يكد تعدادهم يبلغ العشرات، حتى انطلق بهم أميرهم إلى ساحات القتال، ليغمسهم ونفسه في أتونها.
فكانت أولى غزواتهم المباركة، صولات على نقاط وضعها الجيش النصيري لتأمين منطقة كسب، ومشاركة في صد هجوم كبير شنه الجيش النصيري لاستعادة ما خسره في منطقة الساحل، فكسر الله هجمته وخسر المرتدون كثيرا من عناصرهم، وسلاحهم الذي أضحى غنيمة للمقاتلين.
ثم كانت الحادثة التي اعترفت على إثرها الفصائل والتنظيمات بشراسة مجاهدي الدولة الإسلامية وشدّة بأسهم في القتال، عندما استجدى أمراء فصيل (أحرار الشام) بالشيخ أبي أيمن العراقي لإنقاذ مجموعة من مقاتلي الفصيل حاصرهم جنود الجيش النصيري بعد هجوم فاشل لهم على (قمة النبي يونس)، فلم يتأخر الشيخ وانغمس جنود التوحيد في المعركة التي أُبعدوا عنها، وفكوا الحصار عن المحاصرين، رغم تآمر أمرائهم ضد الدولة الإسلامية، بعد نكث الغادر الجولاني لبيعته، وفتحهم معركة الهجوم على (قمة النبي يونس) دون علم الشيخ أبي أيمن وجنوده، بسبب ثباتهم على بيعتهم لأمير المؤمنين، ورفضهم السير مع الغادر الجولاني في غدرته، ومخططه لشق صف المجاهدين في الدولة الإسلامية، وكان قادة (أحرار الشام) حينها يظهرون الإسلام، والسعي لتحكيم الشريعة، ويزعمون أن خلافهم مع الدولة الإسلامية منحصر في مسائل السياسة الشرعية، فيعاملهم المجاهدون على ما ظهر منهم، حتى كشف الله حقيقتهم، وأظهر خبيأتهم في الشهور اللاحقة.
وكما كان لأبي أيمن وإخوانه الدور الأكبر -بعد تيسير الله- في وضع موطئ قدم للدولة الإسلامية في الساحل، فقد كان له -تقبله الله- الدور الأكبر كذلك في تثبيت جنود الدولة الإسلامية هناك على بيعتهم لأمير المؤمنين، إذ طاف بالمقرّات والمضافات، وبيَّن للجنود حقيقة الجولاني ومن معه، وأنهم جنود للدولة الإسلامية، في عنقهم بيعة لأمير المؤمنين الشيخ أبي بكر البغدادي حفظه الله، وأنهم نكثوا هذه البيعة، وطمعوا في الاستحواذ على فرع الدولة الإسلامية في الشام، وهو (جبهة النصرة)، ووضح لهم حكم من ينقض العهد مع من أعطوه صفقة يدهم، وبايعوه على السمع والطاعة في المنشط والمكره، فكان لدعوته هذه الأثر الكبير في نفوس الجنود، الذي كانوا يكنون له غاية الحب، وغاية الاحترام والثقة، وذلك لما لمسوه منه، على طول خلطة ومعاشرة، من صدق في الحديث، وبسالة في القتال، وحرص على دين إخوانه، وعلى سلامتهم في المعارك، فبقي مجاهدو الساحل على بيعتهم، ومنهم تكونت ولاية الساحل، التي أصبح الشيخ أبو أيمن العراقي -تقبله الله- أول ولاتها.
ثم كانت غزوة "أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها" أولى المعارك التي خاضها جنود الدولة الإسلامية بعد إعلان ولاية الساحل، وأكبرها في تلك الأرض، فمَكَّن الله مجاهدي ولاية الساحل من تنفيذ الجزء المخصص لهم من خطة المعركة، وسيطروا على أبراج مراقبة الجيش النصيري التي نصبوها على قمم الجبال، ثم نزلوا إلى السفوح، ففتح الله على أيديهم 16 قرية نصيرية، بعد أن هرب رجال تلك القرى أمام المجاهدين، تاركين نساءهم وذراريهم وأموالهم وأسلحتهم، وكان لتلك الغزوة أن تكون من المعارك الفاصلة في جهاد الشام، وتفتح الطريق باتجاه مدن الساحل الكبرى، لولا إخلال بعض الفصائل في تنفيذ الهجوم على النقاط التي تعهدوا بالسيطرة عليها، وتخاذلهم عن القتال حتى تمكن الجيش النصيري من لملمة صفوفه، واستقدام التعزيزات من مناطق أخرى، ثم انسحاب مقاتلي الفصائل، ليستعيد النصيرية كل ما سلبه منهم جنود الدولة الإسلامية من مناطق، بذل فيها عشرات الشهداء والجرحى من الموحدين دماءهم رخيصة، نصرة للدين، وسعيا لتحكيم شرع رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 90
الخميس 26 شوال 1438 هـ
لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
قصة شهيد:
أبو أيمن العراقي
رجل بأمة من الرجال
[2/4]
وكذلك منَّ الله عليه بانضمام الكثير من المجاهدين المهاجرين إليه، فقد كانت ولاية الساحل واحدة من أكبر بوابات دخول المهاجرين إلى الشام، العابرين للحدود من جهة أنطاكيا، ليشكلوا لأنفسهم مجموعات مقاتلة مستقلة، أو يبقوا منفردين يتنقلون بين الجماعات والتنظيمات بحثا عن الراية الصحيحة والمنهج القويم، وهكذا انضم كثير من هؤلاء المهاجرين إلى الدولة الإسلامية في الساحل، وبايعوها جماعات وأفرادا، لينصر الله بهم الدين، وتكون لمجاهدي الساحل صولات وجولات في مختلف مناطق الدولة الإسلامية وولاياتها في العراق والشام.
• في قتال النصيرية
لم تكن ظروف الحرب في منطقة الساحل لتسمح لجنود الدولة الإسلامية بطويل إعداد، إذ كان عليهم أن ينغمسوا في المعارك مباشرة بما تيسر لديهم من مقاتلين وسلاح، وهكذا لم يكد تعدادهم يبلغ العشرات، حتى انطلق بهم أميرهم إلى ساحات القتال، ليغمسهم ونفسه في أتونها.
فكانت أولى غزواتهم المباركة، صولات على نقاط وضعها الجيش النصيري لتأمين منطقة كسب، ومشاركة في صد هجوم كبير شنه الجيش النصيري لاستعادة ما خسره في منطقة الساحل، فكسر الله هجمته وخسر المرتدون كثيرا من عناصرهم، وسلاحهم الذي أضحى غنيمة للمقاتلين.
ثم كانت الحادثة التي اعترفت على إثرها الفصائل والتنظيمات بشراسة مجاهدي الدولة الإسلامية وشدّة بأسهم في القتال، عندما استجدى أمراء فصيل (أحرار الشام) بالشيخ أبي أيمن العراقي لإنقاذ مجموعة من مقاتلي الفصيل حاصرهم جنود الجيش النصيري بعد هجوم فاشل لهم على (قمة النبي يونس)، فلم يتأخر الشيخ وانغمس جنود التوحيد في المعركة التي أُبعدوا عنها، وفكوا الحصار عن المحاصرين، رغم تآمر أمرائهم ضد الدولة الإسلامية، بعد نكث الغادر الجولاني لبيعته، وفتحهم معركة الهجوم على (قمة النبي يونس) دون علم الشيخ أبي أيمن وجنوده، بسبب ثباتهم على بيعتهم لأمير المؤمنين، ورفضهم السير مع الغادر الجولاني في غدرته، ومخططه لشق صف المجاهدين في الدولة الإسلامية، وكان قادة (أحرار الشام) حينها يظهرون الإسلام، والسعي لتحكيم الشريعة، ويزعمون أن خلافهم مع الدولة الإسلامية منحصر في مسائل السياسة الشرعية، فيعاملهم المجاهدون على ما ظهر منهم، حتى كشف الله حقيقتهم، وأظهر خبيأتهم في الشهور اللاحقة.
وكما كان لأبي أيمن وإخوانه الدور الأكبر -بعد تيسير الله- في وضع موطئ قدم للدولة الإسلامية في الساحل، فقد كان له -تقبله الله- الدور الأكبر كذلك في تثبيت جنود الدولة الإسلامية هناك على بيعتهم لأمير المؤمنين، إذ طاف بالمقرّات والمضافات، وبيَّن للجنود حقيقة الجولاني ومن معه، وأنهم جنود للدولة الإسلامية، في عنقهم بيعة لأمير المؤمنين الشيخ أبي بكر البغدادي حفظه الله، وأنهم نكثوا هذه البيعة، وطمعوا في الاستحواذ على فرع الدولة الإسلامية في الشام، وهو (جبهة النصرة)، ووضح لهم حكم من ينقض العهد مع من أعطوه صفقة يدهم، وبايعوه على السمع والطاعة في المنشط والمكره، فكان لدعوته هذه الأثر الكبير في نفوس الجنود، الذي كانوا يكنون له غاية الحب، وغاية الاحترام والثقة، وذلك لما لمسوه منه، على طول خلطة ومعاشرة، من صدق في الحديث، وبسالة في القتال، وحرص على دين إخوانه، وعلى سلامتهم في المعارك، فبقي مجاهدو الساحل على بيعتهم، ومنهم تكونت ولاية الساحل، التي أصبح الشيخ أبو أيمن العراقي -تقبله الله- أول ولاتها.
ثم كانت غزوة "أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها" أولى المعارك التي خاضها جنود الدولة الإسلامية بعد إعلان ولاية الساحل، وأكبرها في تلك الأرض، فمَكَّن الله مجاهدي ولاية الساحل من تنفيذ الجزء المخصص لهم من خطة المعركة، وسيطروا على أبراج مراقبة الجيش النصيري التي نصبوها على قمم الجبال، ثم نزلوا إلى السفوح، ففتح الله على أيديهم 16 قرية نصيرية، بعد أن هرب رجال تلك القرى أمام المجاهدين، تاركين نساءهم وذراريهم وأموالهم وأسلحتهم، وكان لتلك الغزوة أن تكون من المعارك الفاصلة في جهاد الشام، وتفتح الطريق باتجاه مدن الساحل الكبرى، لولا إخلال بعض الفصائل في تنفيذ الهجوم على النقاط التي تعهدوا بالسيطرة عليها، وتخاذلهم عن القتال حتى تمكن الجيش النصيري من لملمة صفوفه، واستقدام التعزيزات من مناطق أخرى، ثم انسحاب مقاتلي الفصائل، ليستعيد النصيرية كل ما سلبه منهم جنود الدولة الإسلامية من مناطق، بذل فيها عشرات الشهداء والجرحى من الموحدين دماءهم رخيصة، نصرة للدين، وسعيا لتحكيم شرع رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 90
الخميس 26 شوال 1438 هـ
لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR