الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 90 قصة شهيد: أبو أيمن العراقي رجل بأمة من ...
منذ 2025-05-28
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 90
قصة شهيد:
أبو أيمن العراقي
رجل بأمة من الرجال
[3/4]
• التصدي لغدر الصحوات
ما إن أعلن الشيخ أبو بكر البغدادي -حفظه الله- عن وجود جنوده في الشام، وإلغائه للمسمى الذي عملوا تحته فترة من الزمن وهو (جبهة النصرة)، جامعا المجاهدين جميعا تحت اسم جديد هو (الدولة الإسلامية في العراق والشام) حتى بدأت المؤامرات على الدولة الإسلامية، طلبا لإخراجها من الشام، خوفا من إفسادها لمشاريع المرتدين والصليبيِّين في هذه الأرض، فكان العمل يجري على قدم وساق تحضيرا لقتالها، من قبل أطراف عديدة، يدفعهم ويُمَوِّلهم الصليبيون والطواغيت، ويحرضهم أمراء تنظيم القاعدة وشرعيوهم، ويروجون بينهم أن جنود الدولة الإسلامية بغاة خوارج، مبدين استعدادهم للمشاركة في أي قتال ضدهم.
ولم يكن مجاهدو الدولة الإسلامية غافلين عما يحاك لهم، بل كانوا موقنين أن الصحوات ستظهر في الشام لا محالة، ولكن غم عليهم موعد ظهورها، فكان العمل الأمني قائما على رصد تحركات جميع الفصائل على الأرض، وخاصة الكبيرة منها، ومعرفة قادتها، ومصادر قوتها، وخططها، استعدادا لتوجيه ضربات موجعة لها عند تحركها ضد الدولة الإسلامية.
ولم يتأخر أبو أيمن العراقي وإخوانه عن هذا الواجب، فكانت معالجته للموضوع تقوم على محورين؛ الأول وقائي يتمثل في سعيه إلى تأمين منطقة حصينة خاصة بمجاهدي الدولة الإسلامية، تكون مأوى لهم إذا خرجت الصحوات، ينشؤون فيها معسكراتهم ومقراتهم، وتكون قاعدة خلفية آمنة لكل تحركاتهم، ووقع اختيار الشيخ على منطقة جبلية تغطيها الغابات شمال جبال التركمان، لتكون حصنه الحصين عند غدر الصحوات، بينما كان المحور الثاني لعمله هجوميا ضد الصحوات يقوم على اختراق الفصائل أمنيا، لمعرفة تفاصيل المعلومات عنها، وكذلك تعزيز خيار ضرب رؤوس المرتدين، وخاصة من يثبت عنه الاجتماع مع الصليبيِّين أو الطواغيت في تركيا للتحضير لقتال الدولة الإسلامية، بل واجتثاث الفصائل التي تتعهد بقتالها كليا، قبل أن تبدر منها أي حركة معادية.
وهكذا مكَّن الله الشيخ أبا أيمن وإخوانه من ضرب مجموعة من رؤوس فصائل المرتدين، الذين عزموا على قتال جنود الدولة الإسلامية، وإخراجها من ولاية الساحل، ومنهم المرتد (كمال حمامي) عضو المجلس العسكري لمنطقة الساحل، والمرتد (جلال بايرلي) الذي أفتى لبعض المجرمين بقتل مجاهدي الدولة الإسلامية وخاصة المهاجرين منهم، وقُتل بفتواه هذه أربعة من المهاجرين، والمرتد (أبو فراس عيدو)، بالإضافة إلى ضرب بعض الكتائب التابعة للمجلس العسكري، والسيطرة على مستودعات السلاح الذي استلمته من هيئة الأركان المرتدة.
ويروي أحد الإخوة مشهدا جمعه بأبي أيمن بعد تلك المرحلة، وقد رآه يركب سيارة جديدة، سأله: بكم اشتريتها، فأجاب أبو أيمن: بطلقة في رأس مرتد.
في ظل استعدادات الفصائل للغدر بجنود الدولة الإسلامية، كان المجاهدون يعدون العدة لواحدة من أكبر الغزوات في الشام، وهي "غزوة الخير" التي كان هدفها السيطرة على المحيط الغربي لمدينة الخير والذي يضم عددا من كتائب وألوية الجيش النصيري، بالإضافة لواحد من أكبر مستودعات سلاحه، هذه الغزوة التي شاركت فيها كل ولايات الدولة الإسلامية، شارك فيها مجاهدو الساحل أيضا، وأبلوا فيها بلاء حسنا.
استغل المرتدون انشغال جنود الدولة الإسلامية في "غزوة الخير"، فخرجت الصحوات في حلب وإدلب، وبدأت الاستعدادات من الفصائل للغدر بالمجاهدين في المنطقة الشرقية والبادية والساحل، ولكن الحملة الأمنية السابقة كانت قد آتت أكلها بفضل الله، فقد زرعت عمليات المجاهدين الرعب في قلوب الفصائل، ونجحت الحملة الدعوية في توعية كثير من المقاتلين بخطورة موالاة الكافرين على المسلمين، وبالتالي لم توجد في الساحل قوة قادرة على الوقوف في وجه الدولة الإسلامية، ما دفع صحوات الردة إلى إرسال تعزيزات عسكرية من المناطق الأخرى لقتال المجاهدين في الساحل، وكان على رأسهم المرتد (جمال معروف) والفصائل التابعة له، الذي أرسل رتلا كبيرا من جبل الزاوية لقتال الدولة الإسلامية في الساحل.
فتصدى لهم المجاهدون، وأعظموا فيهم النكاية، فلما جاء الأمر لهم بالانحياز من الساحل، متحيزين إلى فئتهم التي تجمعت في المنطقة الشرقية، مَكَّن الله الشيخ أبا أيمن من إدارة خطة الانتقال بطريقة جيدة، فقسمهم إلى مجموعات، وأرسلهم من طرق متعددة إلى دار الإسلام، بحسب حال كل منهم، ومدى قدرته على اجتياز حواجز المرتدين، حتى أكمل إرسال كل جنوده مع عوائلهم، ثم كان من أواخر المهاجرين من ولاية الساحل إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية، بعد أن اطمأن على سلامة إخوانه ووصولهم إلى بر الأمان، بفضل الله.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 90
الخميس 26 شوال 1438 هـ
لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
قصة شهيد:
أبو أيمن العراقي
رجل بأمة من الرجال
[3/4]
• التصدي لغدر الصحوات
ما إن أعلن الشيخ أبو بكر البغدادي -حفظه الله- عن وجود جنوده في الشام، وإلغائه للمسمى الذي عملوا تحته فترة من الزمن وهو (جبهة النصرة)، جامعا المجاهدين جميعا تحت اسم جديد هو (الدولة الإسلامية في العراق والشام) حتى بدأت المؤامرات على الدولة الإسلامية، طلبا لإخراجها من الشام، خوفا من إفسادها لمشاريع المرتدين والصليبيِّين في هذه الأرض، فكان العمل يجري على قدم وساق تحضيرا لقتالها، من قبل أطراف عديدة، يدفعهم ويُمَوِّلهم الصليبيون والطواغيت، ويحرضهم أمراء تنظيم القاعدة وشرعيوهم، ويروجون بينهم أن جنود الدولة الإسلامية بغاة خوارج، مبدين استعدادهم للمشاركة في أي قتال ضدهم.
ولم يكن مجاهدو الدولة الإسلامية غافلين عما يحاك لهم، بل كانوا موقنين أن الصحوات ستظهر في الشام لا محالة، ولكن غم عليهم موعد ظهورها، فكان العمل الأمني قائما على رصد تحركات جميع الفصائل على الأرض، وخاصة الكبيرة منها، ومعرفة قادتها، ومصادر قوتها، وخططها، استعدادا لتوجيه ضربات موجعة لها عند تحركها ضد الدولة الإسلامية.
ولم يتأخر أبو أيمن العراقي وإخوانه عن هذا الواجب، فكانت معالجته للموضوع تقوم على محورين؛ الأول وقائي يتمثل في سعيه إلى تأمين منطقة حصينة خاصة بمجاهدي الدولة الإسلامية، تكون مأوى لهم إذا خرجت الصحوات، ينشؤون فيها معسكراتهم ومقراتهم، وتكون قاعدة خلفية آمنة لكل تحركاتهم، ووقع اختيار الشيخ على منطقة جبلية تغطيها الغابات شمال جبال التركمان، لتكون حصنه الحصين عند غدر الصحوات، بينما كان المحور الثاني لعمله هجوميا ضد الصحوات يقوم على اختراق الفصائل أمنيا، لمعرفة تفاصيل المعلومات عنها، وكذلك تعزيز خيار ضرب رؤوس المرتدين، وخاصة من يثبت عنه الاجتماع مع الصليبيِّين أو الطواغيت في تركيا للتحضير لقتال الدولة الإسلامية، بل واجتثاث الفصائل التي تتعهد بقتالها كليا، قبل أن تبدر منها أي حركة معادية.
وهكذا مكَّن الله الشيخ أبا أيمن وإخوانه من ضرب مجموعة من رؤوس فصائل المرتدين، الذين عزموا على قتال جنود الدولة الإسلامية، وإخراجها من ولاية الساحل، ومنهم المرتد (كمال حمامي) عضو المجلس العسكري لمنطقة الساحل، والمرتد (جلال بايرلي) الذي أفتى لبعض المجرمين بقتل مجاهدي الدولة الإسلامية وخاصة المهاجرين منهم، وقُتل بفتواه هذه أربعة من المهاجرين، والمرتد (أبو فراس عيدو)، بالإضافة إلى ضرب بعض الكتائب التابعة للمجلس العسكري، والسيطرة على مستودعات السلاح الذي استلمته من هيئة الأركان المرتدة.
ويروي أحد الإخوة مشهدا جمعه بأبي أيمن بعد تلك المرحلة، وقد رآه يركب سيارة جديدة، سأله: بكم اشتريتها، فأجاب أبو أيمن: بطلقة في رأس مرتد.
في ظل استعدادات الفصائل للغدر بجنود الدولة الإسلامية، كان المجاهدون يعدون العدة لواحدة من أكبر الغزوات في الشام، وهي "غزوة الخير" التي كان هدفها السيطرة على المحيط الغربي لمدينة الخير والذي يضم عددا من كتائب وألوية الجيش النصيري، بالإضافة لواحد من أكبر مستودعات سلاحه، هذه الغزوة التي شاركت فيها كل ولايات الدولة الإسلامية، شارك فيها مجاهدو الساحل أيضا، وأبلوا فيها بلاء حسنا.
استغل المرتدون انشغال جنود الدولة الإسلامية في "غزوة الخير"، فخرجت الصحوات في حلب وإدلب، وبدأت الاستعدادات من الفصائل للغدر بالمجاهدين في المنطقة الشرقية والبادية والساحل، ولكن الحملة الأمنية السابقة كانت قد آتت أكلها بفضل الله، فقد زرعت عمليات المجاهدين الرعب في قلوب الفصائل، ونجحت الحملة الدعوية في توعية كثير من المقاتلين بخطورة موالاة الكافرين على المسلمين، وبالتالي لم توجد في الساحل قوة قادرة على الوقوف في وجه الدولة الإسلامية، ما دفع صحوات الردة إلى إرسال تعزيزات عسكرية من المناطق الأخرى لقتال المجاهدين في الساحل، وكان على رأسهم المرتد (جمال معروف) والفصائل التابعة له، الذي أرسل رتلا كبيرا من جبل الزاوية لقتال الدولة الإسلامية في الساحل.
فتصدى لهم المجاهدون، وأعظموا فيهم النكاية، فلما جاء الأمر لهم بالانحياز من الساحل، متحيزين إلى فئتهم التي تجمعت في المنطقة الشرقية، مَكَّن الله الشيخ أبا أيمن من إدارة خطة الانتقال بطريقة جيدة، فقسمهم إلى مجموعات، وأرسلهم من طرق متعددة إلى دار الإسلام، بحسب حال كل منهم، ومدى قدرته على اجتياز حواجز المرتدين، حتى أكمل إرسال كل جنوده مع عوائلهم، ثم كان من أواخر المهاجرين من ولاية الساحل إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية، بعد أن اطمأن على سلامة إخوانه ووصولهم إلى بر الأمان، بفضل الله.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 90
الخميس 26 شوال 1438 هـ
لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR