فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ إن الطعام نعمة أنعم الله -تعالى- بها على عباده، فجعل ...
منذ 2025-06-02
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ
إن الطعام نعمة أنعم الله -تعالى- بها على عباده، فجعل فيه ما يقيمون به أصلابهم، ويحفظون به أنفسهم، وبالإضافة لوظيفة التغذية التي تؤديها الأطعمة بأنواعها، وذلك لاحتوائها على العناصر الضرورية لعمل أعضاء جسم الإنسان، وأجهزته المختلفة، جعل الله -تعالى- في كثير من الأطعمة منافع فريدة، واختص كلا منها بفوائد وقائية أو علاجية.
وذلك أن كلا من الأطعمة سواء كان مصدرها نباتيا أو حيوانيا، له خصائص تختلف عن غيرها بمقدار ما يحتويه من العناصر الكيميائية المتنوعة، التي لكل منها تأثير خاص على صحة الإنسان، سلبا أو إيجابا.
وسنحاول في هذه المقالة -إن شاء الله- أن نتكلم عن بعض الأطعمة التي وردت فيها فوائد ثابتة في السنة النبوية الشريفة، ونسأل الله أن ينفع بها المسلمين، ويرزقنا وإياهم دوام الصحة والعافية.
• بيت لا تَمْرَ فيه، جياع أهله
ففي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من تصبَّح بسبع تمرات عجوة، لم يضُرَّہُ ذلك اليوم سُمٌّ، ولا سِحرٌ).
وقد اكتشف العلم الحديث مؤخراً أن التمر على الريق من أقوى المنشطات للكبد، مما يرفع مقاومة الجسد للسموم.
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، بيتٌ لا تمر فيه جياعٌ أهله، يا عائشة، بيتٌ لا تمر فيه جياعٌ أهله) أو (جاع أهله) قالها مرتين أو ثلاثا، [رواه مسلم].
ويؤيد هذا الحديث ما ثبت من حديث عائشة -رضي الله عنها- أيضا: قالت (كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارا، إنما هو التمر والماء إلا أن نؤتى باللُّحَيم) [رواه البخاري].
وفي هذه الأحاديث فضيلة التمر والحث على الادخار منه، والبيت الذي فيه التمر لا يجوع أهله، وإنما الجائع من ليس عنده تمر، وأن التمر والماء يغنيان عن جميع الطعام.
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في التمر: "وهو غذاء فاضل حافظ للصحة لا سيما لمن اعتاد الغذاء به، كأهل المدينة وغيرهم، وهو من أفضل الأغذية" [زاد المعاد في هدي خير العباد].
وقال أيضا: "وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن وهو فاكهة وغذاء، ودواء وشراب وحلوى" [زاد المعاد في هدي خير العباد].
ويحتوي التمر على قيمة غذائية عالية، وهو من أقدم ما اقتات عليه الإنسان، وتعتبر (100 جرام) منه يوميا، وجبة متكاملة تغني الإنسان عن كامل احتياجاته اليومية من المغنيسيوم والمنجنيز والنحاس والكبريت، ونصف احتياجاته من الكالسيوم والبوتاسيوم.
وقد كان التمر زاد المقاتلين قديما، فإذا خرجوا للقتال، جمعوه وطحنوه وتزودوا به، فكان لهم قوتا يتقوون به.
والمداومة على أكل التمر، تعالج فقر الدم، واضطراب الأعصاب، وضعف المناعة، وهو من أقوى الأغذية وقاية من السرطان والأورام الخبيثة لاحتوائه على مضادات أكسدة، وهو كذلك غنِي بالفسفور المهم للتفكير وتحسين أداء الدماغ، حيث أنه الغذاء المفضل لخلايا المخ.
كما أن التمر غذاء هام للمرضع والأطفال وحديثي الولادة، حيث يعمل على تحفيز إفراز اللبن عند المرضع، وينشط الكبد عند حديثي الولادة فيقيهم من اليرقان الذي يكون بسبب خمول الكبد، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحنِّك الغلمان بالتمر، كما في تحنيكه لعبد الله بن الزبير، وإبراهيم بن موسى الأشعري.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 92
الخميس 10 ذو القعدة 1438 هـ
إن الطعام نعمة أنعم الله -تعالى- بها على عباده، فجعل فيه ما يقيمون به أصلابهم، ويحفظون به أنفسهم، وبالإضافة لوظيفة التغذية التي تؤديها الأطعمة بأنواعها، وذلك لاحتوائها على العناصر الضرورية لعمل أعضاء جسم الإنسان، وأجهزته المختلفة، جعل الله -تعالى- في كثير من الأطعمة منافع فريدة، واختص كلا منها بفوائد وقائية أو علاجية.
وذلك أن كلا من الأطعمة سواء كان مصدرها نباتيا أو حيوانيا، له خصائص تختلف عن غيرها بمقدار ما يحتويه من العناصر الكيميائية المتنوعة، التي لكل منها تأثير خاص على صحة الإنسان، سلبا أو إيجابا.
وسنحاول في هذه المقالة -إن شاء الله- أن نتكلم عن بعض الأطعمة التي وردت فيها فوائد ثابتة في السنة النبوية الشريفة، ونسأل الله أن ينفع بها المسلمين، ويرزقنا وإياهم دوام الصحة والعافية.
• بيت لا تَمْرَ فيه، جياع أهله
ففي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من تصبَّح بسبع تمرات عجوة، لم يضُرَّہُ ذلك اليوم سُمٌّ، ولا سِحرٌ).
وقد اكتشف العلم الحديث مؤخراً أن التمر على الريق من أقوى المنشطات للكبد، مما يرفع مقاومة الجسد للسموم.
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، بيتٌ لا تمر فيه جياعٌ أهله، يا عائشة، بيتٌ لا تمر فيه جياعٌ أهله) أو (جاع أهله) قالها مرتين أو ثلاثا، [رواه مسلم].
ويؤيد هذا الحديث ما ثبت من حديث عائشة -رضي الله عنها- أيضا: قالت (كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارا، إنما هو التمر والماء إلا أن نؤتى باللُّحَيم) [رواه البخاري].
وفي هذه الأحاديث فضيلة التمر والحث على الادخار منه، والبيت الذي فيه التمر لا يجوع أهله، وإنما الجائع من ليس عنده تمر، وأن التمر والماء يغنيان عن جميع الطعام.
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في التمر: "وهو غذاء فاضل حافظ للصحة لا سيما لمن اعتاد الغذاء به، كأهل المدينة وغيرهم، وهو من أفضل الأغذية" [زاد المعاد في هدي خير العباد].
وقال أيضا: "وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن وهو فاكهة وغذاء، ودواء وشراب وحلوى" [زاد المعاد في هدي خير العباد].
ويحتوي التمر على قيمة غذائية عالية، وهو من أقدم ما اقتات عليه الإنسان، وتعتبر (100 جرام) منه يوميا، وجبة متكاملة تغني الإنسان عن كامل احتياجاته اليومية من المغنيسيوم والمنجنيز والنحاس والكبريت، ونصف احتياجاته من الكالسيوم والبوتاسيوم.
وقد كان التمر زاد المقاتلين قديما، فإذا خرجوا للقتال، جمعوه وطحنوه وتزودوا به، فكان لهم قوتا يتقوون به.
والمداومة على أكل التمر، تعالج فقر الدم، واضطراب الأعصاب، وضعف المناعة، وهو من أقوى الأغذية وقاية من السرطان والأورام الخبيثة لاحتوائه على مضادات أكسدة، وهو كذلك غنِي بالفسفور المهم للتفكير وتحسين أداء الدماغ، حيث أنه الغذاء المفضل لخلايا المخ.
كما أن التمر غذاء هام للمرضع والأطفال وحديثي الولادة، حيث يعمل على تحفيز إفراز اللبن عند المرضع، وينشط الكبد عند حديثي الولادة فيقيهم من اليرقان الذي يكون بسبب خمول الكبد، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحنِّك الغلمان بالتمر، كما في تحنيكه لعبد الله بن الزبير، وإبراهيم بن موسى الأشعري.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 92
الخميس 10 ذو القعدة 1438 هـ