فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ • العسل شفاء ووقاية قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ ...

منذ 2025-06-02
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ

• العسل شفاء ووقاية

قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69]، وفي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي).

قال ابن القيم: "وفي سنن ابن ماجه مرفوعا من حديث أبي هريرة: (من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر، لم يصبه عظيم من البلاء)، وفي أثر آخر: (عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن). فجمع بين الطب البشري والإلهي، وبين طب الأبدان، وطب الأرواح، وبين الدواء الأرضي والدواء السمائي" [زاد المعاد في هدي خير العباد].

والعسل على اختلاف ألوانه وأنواعه وقاية وعلاج لكثير من الأمراض، من ذلك أنه مقَوٍّ للجهاز المناعي، قاتل لجميع الميكروبات والجراثيم، فهو من أقوى المضادات الحيوية الطبيعية، وفي المواظبة على أكله وقاية من السرطان، وشفاء من أمراض الكبد والمرارة، كما يُعتبَر مهدِّئا نفسيا فعالا في علاج الأرق والتوتر العصبي والقلق، وهو منشط للجهاز الهضمي، وعلاج لقرح المعدة، إذا شُرب على الريق مع الماء، ويُعَدُّ كذلك من أقوى المعقمات داخليا وخارجيا، خصوصا لمن أُجري له عمل جراحي.

وهو أفضل علاج للجروح والحروق، حيث يعمل على سرعة التئام الجروح والتقرحات، فتنمو الأنسجة المصابة بعد وضعه بِنَسق أسرع، وهو في نفس الوقت يطهِّر الجرح ويعقمه من البكتيريا والجراثيم، بما يحتويه من مضادات حيوية طبيعية، وله خاصية ثمينة في الوقاية من الإنتانات والتعفنات.

قال ابن القيم: "والعسل فيه منافع عظيمة، فإنه جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها، محلل للرطوبات أكلا وطلاء، نافع للمشايخ وأصحاب البلغم، مُنَقٍّ للكبد والصدر، مُدِر للبول، موافق للسعال الكائن عن البلغم. وإذا لُطِّخ به البدن المقمل والشعر، قتل قمله وصئبانه، وطَوَّل الشعر، وحَسَّنه، ونَعَّمه، وإن اكتحل به، جلا ظلمة البصر، وإن استنَّ به، بيَّض الأسنان وصقلها، وحفظ صحتها، وصحة اللثة، ويفتح أفواه العروق، ويدر الطمث، ولعقه على الريق يذهب البلغم، ويغسل خمل المعدة، ويدفع الفضلات عنها، ويسخنها تسخينا معتدلا، ويفتح سددها، ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة، وهو غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، وطلاء مع الأطلية، ومفرح مع المفرحات، فما خلق شيء في معناه أفضل منه، ولا مثله، ولا قريبا منه، ولم يكن معول القدماء إلا عليه، وأكثر كتب القدماء لا ذِكر فيها للسكر البتة، ولا يعرفونه، فإنه حديث العهد حدث قريبا، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يشربه بالماء على الريق، وفي ذلك سر بديع في حفظ الصحة لا يدركه إلا الفطن الفاضل" [زاد المعاد في هدي خير العباد].

ويحتوي العسل على عدد من الفيتامينات، منها: فيتامين (C) وهو من أهم الفيتامينات لتكوين الأنسجة التي تعطي القوة والمرونة للغضاريف والأربطة، وكذلك النسيج العظمي، ويعمل أيضا على تعجيل شفاء الجروح وجبر كسور العظام، وغير ذلك من الإصابات، وكذلك يحتوي العسل على فيتامين (D) المهم لتقوية العظام، والمضاد لهشاشتها، وكذلك فيتامين (K) المضاد للنزيف، وفيتامين (A) الضروري للإبصار والمضاد للعشى الليلي، وفيتامين (B1) الذي يؤدي نقصه إلى بعض أمراض الجهاز العصبي، ويحدث تشنجات وآلاما في الأطراف مع مشاكل في القلب، إلى غير ذلك من الفيتامينات والإنزيمات والمعادن الضرورية للإنسان.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 92
الخميس 10 ذو القعدة 1438 ه‍ـ

683b4c4f96693

  • 0
  • 0
  • 7

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً