(حوار) أمير مكتب المُطَّوِّعة والمستنفَرين: استنفار المؤمنين اليوم للجهاد واجب شرعي ومن ...

منذ 2025-06-05
(حوار)

أمير مكتب المُطَّوِّعة والمستنفَرين:
استنفار المؤمنين اليوم للجهاد واجب شرعي
ومن يلتحق بالنفير يعامل معاملة جنود الدولة الإسلامية

1/5

• عمل مكتب المطوعة والمستنفرين يتعلق بشعيرة الجهاد، هلا حدثتنا عن هذه الشعيرة، وفرضها على المسلمين؟

إن الجهاد في سبيل الله -تعالى- شعيرة من أعظم شعائر الإسلام، كتبه الله على عباده المؤمنين، فقال: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون} [البقرة: 216]، وبيَّن -سبحانه- أن هذا القتال الذي يكرهه الناس، إنما هو خير للذين آمنوا، إذ فيه صلاح دينهم ودنياهم.

ولا شكَّ أن النفوس السوية رغم كرهها للقتال، فإن كرهها لتسلط الأعداء عليها، وإذلال أصحابها أشد وأعظم، ولذلك فإنها تشتهي رد العدوان، ودفع الظلم عنها وعن غيرها، واسترداد الحقوق ممن غصبها، ولا يكون ذلك -غالبا- إلا بقتال الظالمين المعتدين، فما بالك إن كان الاعتداء والظلم واقعا على المؤمنين من قبل أعدائهم المشركين ليصدُّوهم عن سبيل الله، فإن رغبة أهل الإيمان في قتال أولئك الطواغيت أشد وبلا شك، فإن المؤمن قد يعفو عن حق نفسه ولكنه لا يتنازل عن حقوق الله تعالى.

ولذلك كانت إباحة القتال للمسلمين، وأمرهم بذلك، نعمة من النعم التي أنعم الله بها عليهم، فلا ننسى أن كثيرا من الأمم الذين من قبلنا لم يؤمروا أن يدفعوا أذى المشركين عن أنفسهم، وإنما كان الأمر الرباني لهم بالصبر على الأذى في سبيل الله مهما عظم، أو الهجرة وترك الديار وتجنُّب مساكنة الذين كفروا، بل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام كانوا في فترة طويلة من عمر الدعوة غير مأمورين بالقتال، رغم تشوقهم إليه، وحرصهم على دفع أذى مشركي قريش عن أنفسهم وإخوانهم، ورغبتهم في الانتقام منهم، حتى أذن لهم ربهم -سبحانه- بقتال من آذَوهم وأخرجوهم، فكان ذلك من النعم التي منّ بها الله -تعالى- عليهم، فقال سبحانه: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39].

ثم انتقل أمر الله -تعالى- لعباده المؤمنين في قتال المشركين من الإباحة والندب، إلى الوجوب، وذلك بحسب حال المسلمين، فإن كانوا في حال قوة وكفاية، كان الوجوب عاما على الأمة، بحيث يكفي لرفع الحرج عن المسلمين أن يقوم بالفريضة بعضهم فيسُدُّوا الثغور، ويُديموا الجهاد، وإن كانوا في حالة ضعف وقِلَّة، وعجزوا عن حماية أنفس المسلمين، وحفظ دار الإسلام من أن يستولي عليها الأعداء، فإن الجهاد يكون واجبا متعينا على كل مسلم، وفق أولويات معروفة، شرحها الفقهاء، وبيَّنُوها للناس منذ القدم.



المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 93
الخميس 17 ذو القعدة 1438 ه‍ـ

67944dd38c694

  • 1
  • 0
  • 15

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً