(حوار) أمير مكتب المُطَّوِّعة والمستنفَرين: استنفار المؤمنين اليوم للجهاد واجب شرعي ومن يلتحق ...

منذ 2025-06-05
(حوار)

أمير مكتب المُطَّوِّعة والمستنفَرين:
استنفار المؤمنين اليوم للجهاد واجب شرعي
ومن يلتحق بالنفير يعامل معاملة جنود الدولة الإسلامية

2/5
• ما دور الدولة الإسلامية في تطبيق هذا الحكم الشرعي، سواء كان الجهاد جهاد طلب لفتح الأرض والتمكين فيها لدين الله تعالى، أم كان جهاد دفع للمشركين عن ديار المسلمين؟

إن من واجبات الإمام المسلم الذي يُمثِّل الدولة الإسلامية ويتولى أمرها وأمر رعيتها أن يحمل الناس على أداء الواجبات، وترك المحرمات، كما أن حماية البيضة، وجهاد أعداء الدين هو من واجباته أيضا، وهذا الواجب لا يمكن أن يقوم به لوحده، وإنما يحتاج للقيام به أن يعينه عليه المسلمون، فينفروا للقتال إذا استنفرهم لذلك، فكان استنفار الإمام لفردٍ من المسلمين أو جماعة منهم، مما يوجب عليهم النفير، ولو كان النفير غير متعينٍ عليهم بالأصل، فإذا لم يستجيبوا لاستنفاره لهم، جاز له إلزامهم بالخروج، وتعزير من تولَّى أو تأخر، وذلك لأسباب كثيرة، أهمها أن ذلك داخل في نهيهم عن المنكر، بتركهم أمرا واجبا عليهم القيام به.

بل إن هذا يكون واجبا على الإمام في بعض الحالات، كأن يترتب على عدم خروج الناس أو بعضٍ منهم لجهاد الأعداء احتمال انهزام جيش المسلمين، لقلة عدد، أو افتقار إلى بعض الخبرات والإمكانيات التي يمتلكها القاعدون عن الجهاد، فهُنا يجب على الإمام أن يُلزم من يُحتاج إليه لسد الثغر بالنفير والجهاد، وإن قصَّر في ذلك يكون آثما، إذا علم أن الواجب المفروض عليه من حفظ دار الإسلام، وحماية أنفس المسلمين وأموالهم وأعراضهم لا يتم إلا بإخراج نفر من المسلمين أو كلهم لذلك، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

وهكذا فإن الإمام يحرِّض المؤمنين على الجهاد، لما فيه الخير في دنياهم وآخرتهم، ويستنفرهم إلى القتال إن احتاج لذلك، فإن لم تُسد الحاجة بمن نفروا طواعية، فإنه يُخرج من المسلمين ما يكفي لذلك ولو بإجبارهم وإلزامهم، وتعزير من يشاء من المتخلفين بما هو كافٍ ليرتدع عن معصيته، ويكون عبرة لغيره.

وبالمثل فإن من الواجب على الإمام أن يُنفق من بيت مال المسلمين ما يكفي من المال للقيام بفريضة الجهاد، وحماية بلاد المسلمين، وفي الوقت نفسه، يحثُّ المسلمين على الإنفاق في سبيل الله طلبا للخير لهم، فإن قلَّ ماله عن كفاية المطلوب، فإن له أن يستقرض المسلمين، ويأمرهم بالبذل في سبيل الله، فإن لم يكف ذلك كله، فإن له أن يأخذ من أموال المسلمين ولو بغير رضا نفوسهم حتى يكتفي بيت مال المسلمين لسد حاجة الجيش والثغور، ولا يأخذ أكثر من هذا الحد، وهذا الجواز يتحول إلى الوجوب في بعض الحالات كما ذكرنا سابقا.



المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 93
الخميس 17 ذو القعدة 1438 ه‍ـ

67944dd38c694

  • 1
  • 0
  • 7

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً