(حوار) أمير مكتب المُطَّوِّعة والمستنفَرين: استنفار المؤمنين اليوم للجهاد واجب شرعي ومن يلتحق ...

منذ 2025-06-05
(حوار)

أمير مكتب المُطَّوِّعة والمستنفَرين:
استنفار المؤمنين اليوم للجهاد واجب شرعي
ومن يلتحق بالنفير يعامل معاملة جنود الدولة الإسلامية

4/5
• لماذا ألزمت الدولة الإسلامية اليوم المسلمين بالنفير في سبيل الله تعالى؟

لقد سبق وذكرت بعض الأسباب التي تبيح للإمام هذا الأمر أو توجبه عليه، وأهمها أن يكون جيش المسلمين في حاجة إلى ذلك، أو خوفا على ديار المسلمين من أن يدخلها المشركون، فيعيثوا فيها فسادا، كما نراه اليوم في بعض البلاد التي دخلوها، والتي بذل فيها المجاهدون أقصى ما يستطيعون للدفاع عنها، حتى فنَوا في بعض المناطق عن بكرة أبيهم وهم يأبون الانحياز وترك المشركين يستولون عليها دون قتال، مثلما حدث في الموصل وسرت وغيرها من ديار المسلمين.

وإننا نجِدُ اليوم أمامنا فرصة كبيرة لتحصين ما بَقِيَ بأيدينا من الديار، بل واسترداد ما استولى عليه المرتدون، ثم الكَرَّة عليهم وفتح ما بأيديهم من البلدان، ولكن هذا الأمر مرهون -بعد توفيق الله- بتوفُّر العدد والعدة اللازمة لذلك، وفي الوقت نفسه نجد أكثر المسلمين غافلين عما يجري من حولهم، فانشغلوا عن آخرتهم، ولم تسلم لهم دنياهم، بل أفسدها العدو عليهم، ولذلك فإن من الواجب اليوم أن يخرج من المسلمين ما يكفي لتعزيز الثغور، والشد من أزر المرابطين، وتقوية عزائم المجاهدين، وهذا كله هو غاية إعلان النفير الإلزامي على فئة من المسلمين.

وأقول فئة من المسلمين، لأن هذا النفير الذي صدر التعميم بخصوصه محصور بطائفة من الناس لا كلهم، وهم المقيمون في ولاية الخير، ممن تترواح أعمارهم بين 20 و30 عاما، وهو اختيار يخضع لاجتهاد الإمام والنواب عنه، وقد يتغير بتغير الأحوال، وبحسب تقدم العدو وانحساره عن بلاد المسلمين.

ولا يخفى عن أحد أن الروافض والنصيريِّة يحشدون كل قوتهم للهجوم على ولاية الخير، وجنود الدولة الإسلامية يتصدَّون لهم، ويُعظمون فيهم النكاية بفضل الله، ولكن الأمر يحتاج أكثر من جهد المُطَّوِّعين من المجاهدين، ولذلك فقد استنفر الإمام أهل ولاية الخير عدة مرات، فنفر من شيبها وشبابها الكثير -والحمد لله- استجابة لاستنفار أمير المؤمنين، ولكن لم تُسد حاجة الثغر بذلك، فوجب أن نُخرج لهذه الحاجة من يسدها من الرجال ولو بالإلزام، وهو خير لهم من أن تسقط ديارهم في أيدي النصيريِّة، فيهلكوهم، وينتهكوا الأعراض، ويسلبوا الأموال، بل ويسلبوهم دينهم عندما يلزمونهم بالخدمة في جيشهم كما حدث في كل المدن والمناطق التي سيطروا عليها.

• الآن، ما هي سياستكم في التعامل مع المستنفرين، من أجاب النفير منهم، ومن تولّى وظل قاعدا عن الجهاد؟

بالنسبة للطائفة المستنفرة من المسلمين، فإنهم مدعُوُّون الآن لزيارة مكاتب المستنفرين المنتشرة في عموم أرجاء الولاية، لبيان حالهم للإخوة العاملين فيها، فمن كان من أهل الأعذار قدَّم عذره للجنة مختصة بذلك، فيُقبل عذره إن كان صادقا فيما يدّعيه مما يُعذر به القاعد عن الجهاد، وإن كان أهلا للالتحاق بالجهاد فإنه يُرْجأُ إلى حين إخطاره بالموعد الخاص به للالتحاق بالدورات الشرعية والعسكرية التي تؤهله للقتال في سبيل الله، أو يؤجل لفترة محددة من الزمن إن كان لديه عذر شرعي في التأخر عن النفير.

فمن التحق بالنفير، فإن مدة خدمته بما فيها التأهيل الشرعي والتدريب العسكري ستكون بحدود 4 أشهر، يعامل خلالها معاملة بقية جنود الدولة الإسلامية في النواحي كلها تقريبا، ويبقى كذلك حتى تنتهي مدة نفيره المقرّرة، ويُخيَّر بعدها بين التطوّع في جندية الدولة الإسلامية وعدمها، فإن هداه الله للبقاء في صفوف المجاهدين، جرى ضمّه إليهم، دون إلزامه بإعادة الدورات الشرعية والعسكرية، وصار حالهم كحالهم، وإن أبى، فله العودة إلى حياته التي كان عليها قبل نفيره، ونسأل الله أن يتقبل منه.

أما من تولّى عن إجابة النفير من غير أولي الأعذار، فإنهم يُلزمون بذلك وإن كَرِهوا، ويتم إلحقاهم بالمستنفرين رغما عنهم، وتعزيرهم على قعودهم وتوَلِّيهم عن أداء ما توجب عليهم من الجهاد، وتخَلُّفهم عن طاعة إمامهم وولي أمرهم.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 93
الخميس 17 ذو القعدة 1438 ه‍ـ

683b4c4f96693

  • 0
  • 0
  • 9

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً