هديه صلى الله عليه وسلم في العيدين "كان صلى الله عليه وسلم يصلي العيدين في المصلى، وكان يلبس ...

منذ 2025-06-09
هديه صلى الله عليه وسلم في العيدين

"كان صلى الله عليه وسلم يصلي العيدين في المصلى، وكان يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه فكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، وكان يأكل قبل خروجه في عيد الفطر تمراتٍ، ويأكلهن وترًا، وأما في عيد الأضحى فكان لا يطعم حتى يرجع من المصلَّى، فيأكل من أضحيته، وكان يغتسل للعيد -إن صحَّ الحديث فيه- ولكن ثبت عن ابن عمر مع شدَّة اتباعه للسنَّة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل الخروج. وكان صلى الله عليه وسلم يخرج ماشيًا، والعَنَزة تُحمَل بين يديه، فإذا وصل إلى المصلَّى نُصِبت بين يديه ليصلِّي إليها، فإنَّ المصلَّى كان إذ ذاك فضاءً لم يكن فيه بناء ولا حائط، وكانت الحَرْبة سُترته.

وكان يؤخِّر صلاة عيد الفطر، ويعجِّل الأضحى، وكان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى المصلَّى أخذ في الصلاة، من غير أذان ولا إقامة، ولا قول: الصلاة جامعة! فالسُّنَّة أن لا يُفعَل شيء من ذلك، ولم يكن هو ولا أصحابه يصلُّون إذا انتهوا إلى المصلَّى شيئًا قبل الصلاة ولا بعدها، وكان يبدأ بالصلاة قبل الخطبة.

وكان صلى الله عليه وسلم إذا أكمل الصلاة انصرف، فقامَ مقابلَ الناس، والناسُ جلوسٌ على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أن يقطع بعثًا قطعه، أو يأمر بشيء أمَر به، قال جابر بن عبد الله: "شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة، ثم قام متوكِّئًا على بلال، فأمر بتقوى الله، وحثَّ على طاعته، ووعظ الناسَ، وذكَّرهم، ثم مضى حتى أتى النساءَ، فوعَظَهن وذكَّرهن" [متفق عليه]

ورخَّص صلى الله عليه وسلم لمن شهد العيد أن يجلس للخطبة وأن يذهب، ورخَّص لهم إذا وقع العيدُ يوم الجمعة أن يجتزئوا بصلاة العيد عن حضور الجمعة.

وكان صلى الله عليه وسلم يخالف الطريق يوم العيد، فيذهب في طريق ويرجع في أخرى، فقيل: ليسلِّم على أهل الطريقين، وقيل: لينال بركته الفريقان، وقيل: ليقضي حاجةَ من له حاجة منهما، وقيل: ليُظهِر شعائرَ الإسلام في سائر الفِجاج والطرق، وقيل: ليغيظ المنافقين برؤيتهم عزَّةَ الإسلام وأهله وقيامَ شعائره، وقيل: لتكثر شهادة البقاع له، وقيل: إنَّه لذلك كلِّه ولغيره من الحِكم التي لا يخلو فعلُه عنها، وروي عنه أنه كان يكبِّر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد". أه.

- من كتاب زاد المعاد لابن القيم



المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 498
السنة السادسة عشرة - الخميس 9 ذو الحجة 1446 هـ

مقال:
هديه صلى الله عليه وسلم في العيدين

683b4c4f96693

  • 0
  • 0
  • 3

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً