الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 95 الافتتاحية: مزيد من خسائر الحرب للدول ...

منذ 2025-06-11
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 95
الافتتاحية:

مزيد من خسائر الحرب للدول الصليبية


علَّق أحد المسؤولين الصليبيِّين على قضية استهدافهم لجنود الدولة الإسلامية بقوله: لقد دخلوا حربا وعليهم أن يتوقعوا أن يكون موتهم أحد نتائجها.

إن ما أجراه الله -تعالى- على لسان هذا الكافر حقيقة لا تقبل النقاش، وخاصة عند جنود الدولة الإسلامية، بل الحقيقة أن المجاهدين عندما يمضون للقتال لا يكون الموت مجرد احتمال بالنسبة إليهم، وإنما أمنية يطلبونها ويسعون للحصول عليها، لأن الموت في هذه الحالة هو شهادة في سبيل الله، وبها ينال المؤمن أعلى الدرجات عند رب الأرض والسماوات.

ولكن يبدو أن الصليبيِّين ما زالوا غير مدركين لحقيقة تأثير ما نطق بها أحد مسؤوليهم، ولذلك نجدهم يُظهرون كمّاً كبيراً من الاستغراب والدهشة عند كل هجوم عليهم في أرضهم من قبل جنود الدولة الإسلامية، وكأنهم يعيشون في عالم آخر، هو غير العالم الذي تخوض فيه جيوشهم حربا طاحنة ضد جيش الدولة الإسلامية، ويسعون فيها جهدهم لتدمير ديار الإسلام، وقتل أكبر عدد ممكن من أطفال المسلمين ونسائهم، وشيبهم وشبانهم.

إنها ليست المرة الأولى التي تنساق فيها الدول الصليبية خلف حاملة لواء الصليب في هذا العصر، أمريكا، كما أنها ليست المرة الأولى التي يدفعون فيها الثمن الباهظ لهذه التبعية لطواغيتها في حربهم على المسلمين.

والظاهر أن طواغيت الدول الأوروبية في كل مرة يُخرجون فيها جيوشهم لقتال المسلمين وقتلهم تحت لواء أمريكا، يحسُبون فقط حجم العوائد التي ستعود عليهم من المشاركة في هذه الحرب، وينسون حساب التكاليف الباهظة التي عليهم دفعها للحصول على العوائد التي يحلمون بها.

وقد جربت إسبانيا (نفسها) هذا الأمر من قبل، فانساقت وراء الأحمق المطاع بوش في غزوه للعراق، وهي تحلم بحقول النفط، وأموال الإعمار، فوجدت جيشها الذي أرسلته إلى هناك في مقدمة الأهداف التي استهدفها المجاهدون، وأعظموا فيها النكاية ، حتى أُجبرت الحكومة الإسبانية على سحب جيشها من العراق خاسئة ذليلة، تلعق جراحها، وتتلقى اللعنات من رعاياها، ولكن يبدو أن ذلك الدرس لم يكن كافيا ليتعظ الصليبيُّون.

فعندما زعمت الحكومات اللاحقة أنها استوعبت الدرس الأول، وعزمت ألا يشارك جيشها في الحرب المباشرة على الأرض، قررت أن تشارك في حرب الدولة الإسلامية من خلال تدريب الجيش الرافضي، وتقديم الدعم الكبير له، وذلك في إطار دفعها لحصتها من التكاليف في إطار مشاركتها في التحالف الصليبي الدولي الذي أنشأته أمريكا لقتال الدولة الإسلامية.

وكما أنها لم تتعظ من تجاربها السابقة، فإنها أيضا لم تتعظ من تجارب غيرها من الدول الصليبية الأوروبية المحاربة للمسلمين، والتي هي أشد منها بأسا وقوة، وأحكم أمنا، وأمنع حدودا، كبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وأمريكا، التي نالها جميعا بأس جنود الدولة الإسلامية، الذين هبوا مجيبين لتحريض ولاة أمورهم على قتل الكافرين في عقر دورهم، فاستمرت في حربها على المسلمين، وهي تحسب نفسها في منأى عما أصاب أخواتها.

واليوم يكرر جنود الدولة الإسلامية في أرض العدوة القصوى ما فعله إخوانهم الأبطال في بقية الدول الصليبية، ويعظمون النكاية في دولة إسبانيا الصليبية، ويصيبونها في أعظم مقاتلها وهو قطاع السياحة الذي يقوم عليه الجزء الأكبر من اقتصادها، ويقتلون ويصيبون أكثر من 100 من اليهود والصليبيِّين، ليقدموا للصليبيِّين درسا جديدا في السياسة، يُنبههم إلى ضرورة الاستعداد لدفع التكاليف البشرية والاقتصادية الباهظة في حربهم على الدولة الإسلامية، قبل أن يحسبوا العوائد المتوقعة من هذه الحرب.

وقد أثبتت متابعة الأحداث، أن الدول الأوروبية الصليبية ما زالت تدفع التكاليف الكبيرة حتى بعد شهور من العمليات المباركة لجنود الخلافة في أراضيها، من استنفار للجيوش، وتعزيز للإجراءات الأمنية، وانخفاض في عائدات السياحة والتجارة، وحالة الرعب التي ليس أكبر مظاهرها الدوريات المنتشرة في الساحات، والحواجز الإسمنتية المنصوبة في الطرقات.

إن الهجمات على إسبانيا وأخواتها من الدول الكافرة ستستمر -بإذن الله- ما دامت هذه الدول في حالة حرب ضد الدولة الإسلامية، ولن يتمكنوا من إيقاف هذه الهجمات -بإذن الله- مهما نظّموا من إجراءات، وزادوا من احتياطات، وهم يعلمون ذلك جيدا، وإن تصعيد هذه العمليات بدرجة أكبر هو المأمول من جنود الدولة الإسلامية خلال الفترة القادمة، فلتستعد الحكومات الصليبية لمزيد من خسائر الحرب، ولمزيد من النزيف في الأموال والأنفس، وإن غدا لناظره قريب، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 95
الخميس 2 ذو الحجة 1438 ه‍ـ

67944dd38c694

  • 1
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً