صحيفة النبأ العدد 99 - تفريغ كلمة صوتية وكفى بربِّك هادياً ونصيراً كلمة صوتية لمولانا أمير ...

منذ 2025-06-26
صحيفة النبأ العدد 99 - تفريغ كلمة صوتية

وكفى بربِّك هادياً ونصيراً
كلمة صوتية لمولانا أمير المؤمنين الشيخ أبي بكر الحسيني القرشي البغدادي ( تقبله الله )

1/7
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُونَ} [آل عمران: 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رَقِيبًا} [النساء: 1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولًا سَدِيدًا * يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:
لقد خلق الله تبارك وتعالى الخلق لغاية عظيمة وكلفهم حمل أمانة جسيمة، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط قال تعالى: {وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وقال سبحانه: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 165]، وقال جل شأنه: {لَقَد أَرسَلنَا رُسُلَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَأَنزَلنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسطِ} [الحديد: 25].

ومنذ أن خلق الله آدم بيده ونفخ فيه من روحه ليستخلفه في الأرض، علمه الأسماء كلها وأسجد له ملائكته، وكان إبليس مع الملائكة فأبى السجود وعصى أمر ربه، استكبارا وعنادا وتفضيلا لنفسه على آدم عليه السلام، فطرد مذؤوما مدحورا، عند ذلك، سأل إبليس من ربه النظرة إلى يوم الدين، فقال: {أَنظِرنِي إِلَى يَومِ يُبعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ } [الأعراف: 14، 15]، فأجابه الرب تبارك وتعالى إلى ما سأل، لما له في ذلك من الحكمة والإرادة والمشيئة سبحانه، ثم أخبرنا ربنا في كتابه العزيز، ما توعد به إبليس آدم وبنيه، {قَالَ فَبِمَا أَغوَيتَنِي لَأَقعُدَنَّ لَهُم صِرَاطَكَ المُستَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِن بَينِ أَيدِيهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمَانِهِم وَعَن شَمَائِلِهِم وَلَا تَجِدُ أَكثَرَهُم شَاكِرِينَ} [الأعراف: 16، 17].

فعن سبرة ابن أبي فاكه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام، فقال تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك، فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال تهاجر وتدع أرضك وسماءك، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطِّوَل، فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال تجاهد فهو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل، فتنكح المرأة ويقسم المال، فعصاه فجاهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن فعل ذلك كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة، ومن قتل كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة).

ومنذ ذلك العهد، انقدحت شرارة الصراع بين الحق والباطل، وانقسمت الخليقة بأجمعها إلى فريقين لا ثالث لهما، فريق المؤمنين وفريق الكافرين، قال تعالى: {قُلنَا اهبِطُوا مِنهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 38، 39] وظل بنو آدم على التوحيد بعد وفاة أبيهم آدم عشرة قرون، إلى أن حظي إبليس بما أراد وتوعد، فدب الشرك في قوم نوح عليه السلام، فكان أول انحراف لذرية آدم عن التوحيد، فبعث الله إليهم نوحا عليه السلام، يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه، فاحتجوا بما وجدوا عليه الآباء والأجداد، وكذبه أكثر الناس، وما آمن معه إلا قليل، فأنجاه الله ومن آمن معه من قومه، وأغرق بعد الباقين لكفرهم وشركهم، ثم تتابع الرسل والأنبياء عليهم السلام، يدعون أقوامهم إلى التوحيد وينذرونهم ويحذرونهم من الشرك، قال تعالى: {وَلَقَد بَعَثنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّهَ وَاجتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنهُم مَن هَدَى اللَّهُ وَمِنهُم مَن حَقَّت عَلَيهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ} [النحل: 36].

67944dd38c694

  • 1
  • 0
  • 10

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً